‏إظهار الرسائل ذات التسميات التغيير العربي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات التغيير العربي. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

خطاب أحد أحفاد الملك عبد العزيز: نذير عاجل لكل آل سعود

    سبتمبر 11, 2015   No comments

نشر المغرد السعودي "مجتهد" النص الكامل لخطاب أحد أحفاد الملك عبد العزيز، بعنوان "نذير عاجل لكل آل سعود"، والذي جرى تداوله بالـ”واتس اب” بين أفراد العائلة المالكة، والذي تحدث فيه عن تهميش أبناء الملك عبد العزيز، والانحراف عن الأسس والمبادىء التي وضعها في بناء الدولة السعودية الثالثة، وطالب الـ 13 من أولاد الملك عبد العزيز الذين مازالوا على قيد الحياة، بالتحرك وانقاذ الوضع، وقال “بينهم كفاءات وخبرات كبيرة”، و”نخص منهم الأمراء طلال بن عبد العزيز وتركى بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز، بما لهم من باع طويل، و خبرات سياسية و إدارية يعرفها الجميع،  يجب استثمارها فى صالح الدين والمقدسات والشعب”.

وقال “على هؤلاء الثلاثة بصفة خاصة، وعلى أبناء المؤسس ال 13 بصفة عامة أن يحملوا الراية وأن يجمعوا الآراء، وأن يحشدوا الصفوف من آل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بقيادة الأكبر والأصلح منهم ومن أبنائهم القادرين، الذين هم كنز لا يفنى بإذن الله، للتحرك وتنفيذ ذات ما فعله الملك فيصل وأخوانه و أبناؤهم و أبناء إخوتهم عندما عزلوا الملك سعود “.

وفي بداية خطابه قال “حفيد الملك عبد العزيز” أنها “نصيحة ونذير لكل من تصله الرسالة من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله”، واضاف في خطابه قائلا “أخاطبكم بإخلاص الإمام محمد بن سعود وإصرار الإمام فيصل بن تركي ومنهجية الملك عبد العزيز وخيرية سعود ودهاء فيصل و تديّن خالد وموازنة فهد و عقل نايف، بعيداً عن حُمْقِ عبد الله و (..) سلطان و(..) سلمان”.

وأضاف  في خطابه قائلا “أخاطبكم مستحضراً هذا كله، ومدركا مسؤوليتنا تجاه الله أولا ثم تجاه شعبنا ثم تجاه أنفسنا. أخاطبكم آملا أن نضع الاسترخاء واللا مبالاة جانبا وننظر إلى التحديات الخطيرة بعين الجد والقلق ونفكر بأمانة وصدق ونتصرف بمسؤولية وحزم”.

وتابع الخطاب “إن العاقل هو الذي يتعلم من التاريخ ويستفيد من دروسه ويتفادى الخطر من معرفة أسبابه، والأحمق هو الذي لا يلتفت إلى حوادث التاريخ ولا تجاربه. لقد تعلمنا من التاريخ كيف تجاوز الملك عبدالعزيز تحدي السبلة وأم رضمة، وكيف استطاعت العائلة لم شملها بكفاءة بعد الخلاف بين سعود وفيصل رحمهما الله، وكيف صمدت أمام عاصفة الناصرية ثم أزمة الكويت. لكن كذلك تعلمنا من التاريخ أن الدولة الأولى لم تصمد أمام الغزو المصري وأن الدولة الثانية تمزقت بسبب الخلافات”.

وفيما يلي  نص هذا الخطاب كما أورده مجتهد..
___________________




بسم الله الرحمن الرحيم
نذير عاجل لكل آل سعود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين و بعد.
هذه نصيحة ونذير لكل من تصله الرسالة من أبناء وأحفاد المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله.
أخاطبكم بإخلاص الإمام محمد بن سعود وإصرار الإمام فيصل بن تركي ومنهجية الملك عبد العزيز وخيرية سعود ودهاء فيصل و تديّن خالد وموازنة فهد و عقل نايف، بعيداً عن حُمْقِ عبد الله و سرقات سلطان و عجز سلمان.
أخاطبكم مستحضراً هذا كله، ومدركا مسؤوليتنا تجاه الله أولا ثم تجاه شعبنا ثم تجاه أنفسنا. أخاطبكم آملا أن نضع الاسترخاء واللا مبالاة جانبا وننظر إلى التحديات الخطيرة بعين الجد والقلق ونفكر بأمانة وصدق ونتصرف بمسؤولية وحزم.
إن العاقل هو الذي يتعلم من التاريخ ويستفيد من دروسه ويتفادى الخطر من معرفة أسبابه، والأحمق هو الذي لا يلتفت إلى حوادث التاريخ ولا تجاربه. لقد تعلمنا من التاريخ كيف تجاوز الملك عبدالعزيز تحدي السبلة وأم رضمة، وكيف استطاعت العائلة لم شملها بكفاءة بعد الخلاف بين سعود وفيصل رحمهما الله، وكيف صمدت أمام عاصفة الناصرية ثم أزمة الكويت. لكن كذلك تعلمنا من التاريخ أن الدولة الأولى لم تصمد أمام الغزو المصري وأن الدولة الثانية تمزقت بسبب الخلافات.
لا نزكي أنفسنا ولا ندعي الكمال، وكثير ممن كان في أعلى المناصب كان عليه ما عليه من المآخذ، لكننا كنا نجتهد أن لا نقترف ما يقوض الحكم ويهدم الدولة. وأفضل من ذلك أنه حين تحصل تجاوزات على مستوى القرار السياسي يكون في العائلة من يعيد القرار لجادة الصواب أو يتدارك المسألة من أصلها حتى لو كان في ذلك تضحية بمناصب كبيرة في الدولة.
لقد ربانا المؤسس على مجموعة مباديء تديم الحكم وتقوي الدولة وتبقي البلد متجانسا بين حاكميه ومحكوميه. لقد تعلمنا منه أن دوام الحكم يقتضي أن لا يصل للسلطة إلا الأكبر والأصلح، وأن يشرك الباقين في قراراته، وأن تبقى صبغة الدولة إسلامية صافية، وأن لا نتساهل في تطبيق الشرع، وأن نحترم العلماء ونحفظ لهم دورهم في المجتمع، وأن نعطي وجهاء الناس قيمتهم.
كما علمنا رحمه الله أن لا نخلط بين الحكم والتجارة، وأن نأخذ نصيبنا من المال العام بشكل رسمي ولا نمد يدنا بتحايل وتدليس وغش مما يسمونه الآن الفساد والاختلاس. كما تعلمنا منه أن نحرص على الاستقامة في الأخلاق والدين، وإن ابتلينا بشيء أن لا نجاهر به ولا نتحدى. وتعلمنا منه أن ننزل الناس منازلهم ونتواضع في المجالس ونقبل النصيحة ولا نرد طالباً ولا نقفل باباً ولا ننهر سائلاً ولا نخذل متظلماً ولا ننصر ظالماً.
لقد بدأ التفريط ببعض هذه النصائح، ولم يتحرك العقلاء للأخذ على يد المفرطين، مما أدى للتساهل في بقيتها حتى فرطنا فيها جميعا، فصرنا قريبين من انهيار الدولة وخسارة السلطة، حتى توشك الكارثة أن تحل علينا وعلى غيرنا. وكان آخر ما فرطنا فيه هو تهميش الكبار وأصحاب الخبرة وتسليم الأمر لحدثاء الأسنان سفهاء الأحلام الذين يتصرفون خلف واجهة ملك عاجز.
آن الأوان أن نعترف بأخطائنا ونسعى لعلاجها بجد ومسؤولية وأمانة. كما آن الأوان أن نقر بأن المعطيات السياسية الإقليمية والعالمية تغيرت، وأن تطلعات الشعوب تختلف عما كانت عليه سابقا. وإذا أردنا أن نستدرك الوضع وننقذ الحكم والوطن فعلينا ان نتحلى بالجرأة والصراحة والاستعداد لكسر الحواجز المصطنعة والممنوعات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن مواجهة هذه الأخطاء القاتلة ليس إثارة فتنة ولا سبب فوضى، بل هو الذي يحمينا من الفتنة ويعصم الوطن من الفوضى، ولو سكتنا بحجة تفادي الفتنة فالبلد كله سينزلق في أتون الفتنة والفوضى ونكون أول من انزلق معه. ولذلك أتمنى من كل من تصله هذه الرسالة أن يتقبلها بصدر رحب، حتى لو لم يعجبه كل ما فيها، ويقبل من حيث المبدأ أن التناصح الصريح الجريء وبيان الأخطاء هو الطريق الصحيح لتدارك المخاطر.
لقد بدأ الوضع يتدهور باتجاه خطير منذ أكثر من عشر سنوات حين تجرأ الملك عبدالله -غفر الله له- على سياسات خلخلت ثوابتنا ومنهجنا، وحين سكتنا عنها فتحنا المجال لمزيد من التدهور لمن جاء بعد وفاته.
كيف -مثلا- رضينا بتهميش أبناء عبدالعزيز سواء في السلطة أو بالمشاركة بالقرار؟ وكيف رضينا بموقف سلبي وعدم التدخل تجاه وضع الملك العقلي الذي يجعله غير مؤهل للاستمرار في الحكم؟ وكيف رضينا لشخص قريب من الملك بالتحكم بالبلد سياسيا واقتصاديا وتركه يخطط كما يريد؟
ثم كيف رضينا بسياسة خارجية تضعف ثقة شعبنا فينا وتؤلب علينا الشعوب الأخرى؟ وكيف رضينا الدخول في مخاطرات عسكرية غير محسوبة مثل الحلف العسكري لضرب العراق وسوريا وحرب اليمن؟ وكيف رضينا أن يكون مصيرنا رهين نزوات مراهقين وتطلعات مستعجلين؟
وكيف رضينا كذلك بتمكين شخصيات معروفة بفسادها وتوجهها المحارب للدين في مناصب حساسة في الوقت الذي ندرك حساسية الدين عند شعبنا وعلمائنا؟ وكيف رضينا بالنزيف الهائل من أموال الدولة بما يزيد عن ضعف الإنفاق في السنوات الماضية؟
إن سكوتنا الأول هو الذي سمح بتراكم المخاطر، وعلينا أن نتحرك بجرأة على أن يكون هذا التحرك على مستوى صناعة القرار وإيجاد حل حقيقي لمشكلة الملك العاجز سلمان الذي يستغل وضعه شاب مراهق. ولن يمكننا إيقاف النزيف المالي والمراهقة السياسية والمجازفات العسكرية إلا بتغيير آلية القرار حتى لو استدعي الأمر تغيير الملك نفسه.
ثم علينا أن نستحضر أن شعبنا صار على درجة عالية من الوعي وقد توفرت لديه الأدوات التي يستطيع أن يتابع فيها الأوضاع، ومن الحمق والصفاقة أن نتصرف في الحكم كما لو كان الشعب مغيبا جاهلا عاجزا عن متابعة الأحداث والشؤون. ولذلك لا نريد أن نتحمل مسؤولية استغفال المواطنين والاستخفاف بهم، و لا نريد أن نتحمل مسؤولية التصرف سياسيا وإعلاميا دون استحضار تطورات وسائل الاتصال والمعلومات فضلا عن نشاطات المعارضين الذين يرصدون بكفاءة ما نحاول إخفاءه أو تضليل الشعب عنه.
أكتب لكم وأنا أدرك أن الوقت يمضي بسرعة، وكل يوم يمضي يجعل تدارك الأمر أصعب من اليوم الذي قبله، وأنا أعلم أن الكثير منكم يؤيدني فيما كتبت، لكن كلٌ يقول من الذي يرفع الراية. وها أنا قد رفعت الراية وأقولها بصوت مرتفع: لا يمكننا أن ننجح إلا بأعلى درجات المصارحة حتى لو خارج دائرة الأسرة ، وأقوى مستويات الجرأة والشجاعة في مواجهة المستغلين للوضع الخاطيء.
أرجو ممّن يصله كلامي هذا أن ينظر له بعين المسؤولية تجاه الدين والوطن، فإن لم يكن فلينظر بعين المسؤولية تجاه قوة وتماسك الأسرة وبقائها في الحكم، فإن لم يكن فلينظر بعين القلق على نفسه، فوالله لئن لم نتحرك ستمزقنا الأحداث جميعا ولآت ساعة مندم.
و فى ظل التدهور الحاد للأوضاع السياسية والإقتصادية، والإنخفاض الحاد فى أسعار النفط، والزيادة الهائلة فى الدين العام، نناشد جميع أبناء الملك عبد العزيز، من أكبرهم الأمير بندر، إلى أصغرهم سناً الأمير مقرن، تبنى الدعوة إلى عقد إجتماع طارىء لكبار الأسرة، لبحث الموقف، و إتخاذ جميع ما يلزم لإنقاذ البلاد، و إجراء تغييرات فى المناصب الهامة، و تولية أصحاب الكفاءات من العائلة الحاكمة، سواء كانوا من الجيل الأول أو الثانى أو الثالث أو الرابع. و نقترح أيضاً جمع توقيعات من أبناء وأحفاد الملك المؤسس بشأن الإجراءات المقترحة، و تنفيذ ما تُقِرّه الأغلبية للصالح العام.
و ما زال 13 من أولاد عبد العزيز على قيد الحياة، و بينهم كفاءات و خبرات كبيرة، و نخص منهم الأمراء طلال بن عبد العزيز و تركى بن عبد العزيز وأحمد بن عبد العزيز، بما لهم من باع طويل، و خبرات سياسية و إدارية يعرفها الجميع،  يجب استثمارها فى صالح الدين والمقدسات والشعب.
وعلى هؤلاء الثلاثة بصفة خاصة وعلى أبناء المؤسس ال 13 بصفة عامة أن يحملوا الراية وأن يجمعوا الآراء وأن يحشدوا الصفوف من آل عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بقيادة الأكبر والأصلح منهم ومن أبنائهم القادرين، الذين هم كنز لا يفنى بإذن الله، للتحرك وتنفيذ ذات ما فعله الملك فيصل وأخوانه و أبناؤهم و أبناء إخوتهم -عندما عزلوا الملك سعود- والقيام بعزل الثلاثة الملك العاجز سلمان بن العزيز، والمُفَرّطْ المستعجل المغرور ولى العهد الأمير محمد بن نايف، والسارق الفاسد المُدَمّرْ للوطن ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، ليتولى الأصلح والأكبر إدارة شؤون البلاد و العباد.
و ليتم تنصيب ملك جديد وولى عهد، و أخذ البيعة من الجميع على ذلك، و إلغاء المنصب المستحدث المستغرب و هو ولى ولى العهد. و نرجو أن يجد الخطاب آذاناً صاغية، و إيجابية فى التحرك، و نتمنى التوفيق و السداد للجميع، بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد سبحانه وتعالى.
ونبتهل إليه سبحانه أن يصل آل عبد العزيز ببعضهم و أن يوحد صفوفهم، و أن يوفق لدعم الاجراءات بوعى و ادراك من السعوديين لما يحقق تطلعات الشعب ومراعاة مصالحه وتقدير وعيه وإدراك إحساس الشعب.
{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب}.آل عمران:26-27
و ما توجهت إليكم بهذه الرسالة والنصيحة إلا عملاً بالهدى الشريف، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)
رواه الإمام مسلم.
و تحذيراً مما وصفه الشاعر العربى الحكيم القديم نصر بن سيار بقوله:
أرى تحت الرماد وميض جمر   ***   ويوشك أن يكون له ضرام
فإنّ النار بالعودين تذكى   ***   وإن الشرّ مبدؤُهُ كلام
فإن لم يطفئوها تجن حربا   ***   مشمّرة يشيب لها الغلام
وقلت من التعجب ليت شعري   ***   أأيقاظٌ أميّة أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاء ملك   ***   وإن رقدت فإنى لا ألام

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ )
توقيع
ابنكم المخلص
أحد أحفاد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، الذى يزيده شرفا الانتساب إلى المُؤسّس، و المملكة العربية السعودية خادمة الحرمين الشريفين.
تحريرا فى يوم االجمعة
20 من ذى القعدة عام 1436 هجرى،
الموافق الرابع من سبتمبر عام 2015 ميلادى.


السبت، 28 مارس 2015

إسلاميّو القاهرة يلتحقون بالسعودية: هل نسيتم عزل مرسي؟

    مارس 28, 2015   No comments
أحمد سليمان

لم يتجمع الفرقاء الإسلاميون في مصر على رأي واحد منذ «30 يونيو» 2013 كما تجمعوا على مساندة التدخل العسكري في اليمن ضد «أنصار الله»، معتبرين إياها حلقة مهمة في كسر «الهيمنة الإيرانية» على المنطقة.
باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي لم تعلن موقفاً واضحاً ومحدداً، فإن الطيف السياسي الإسلامي ــ بما في ذلك أنصار «الإخوان» وحلفاؤهم منذ عزل الرئيس محمد مرسي ــ بارك وساند أي تدخل مصري عسكري محتمل في اليمن، وبارك أيضاً الضربات التي وجّهتها الطائرات السعودية لـ«أنصار الله»، برغم اختلاف النيات والدوافع.

لم يتأخر السلفيون، مدفوعين بنزعة مذهبية واضحة، في إعلان التأييد لأي تدخل عسكري ضد «قوات الحوثيين» في اليمن. تأييد السلفيين غير منفصل عن مواقفهم الممتدة منذ «30 يونيو» 2013؛ منذ ذلك التاريخ والسلفيون يسيرون في ركاب النظام، مؤيدين ومباركين كل خطواته، كذلك فإن العلاقات القوية التي تربط بين الدعوة السلفية والنظام السعودي تعتبر أحد الدوافع المهمة لتأييد هذا التدخل، إضافة إلى نزعة الكراهية المذهبية التي يفسح لها السلفيون مساحة واسعة في خطابهم الفقهي والعقدي.
«الإخوان»: الانشغال السعودي في اليمن سيرتد على النظام المصري

رئيس «حزب النور» السلفي، يونس مخيون، قال إنهم «في الحزب والدعوة السلفية» يرون أن «الحوثيين خطر على المنطقة، وأن تحكّمهم في مضيق باب المندب يهدد الامن القومي المصري تهديداً مباشراً، وأن إيران عبر الحوثيين تسعى للتحكم في مصير العرب ومصر، وأنهم سيتصدون للتمدد الإيراني بكل قوة».
المباركة السلفية للتدخل العسكري نصرةً لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وتأييدهم السابق لعزل الرئيس محمد مرسي، يكشفان حجم الخلافات البينية بين أكبر فصيلين إسلاميين في مصر، وهو خلاف أكبر من أن يتم جسره أو احتواؤه. كل طرف (الإخوان والسلفيون) يرى في خصمه مهدداً وجودياً له. السلفيون الذين أيّدوا عزل مرسي وباركوه، انتفضوا لليمن، وهو ما أعاد الجدل بشأن ما قالته القيادات السلفية لـ«الإخوان» في مسارهم الذي اتخذوه عقب عزل مرسي: لو كانوا يطلبون شريعة لساندوهم، لكنهم يطلبون «شرعية» وهي أمر دنيوي؛ فهل التدخل العسكري في اليمن أمر نصرة لشريعة؟
حتى «الجماعة الإسلامية»، الحليف الأبرز لـ«الإخوان المسلمين» منذ عزل مرسي عن سدة الحكم، أعلنت، في بيان رسمي، دعمها لـ«عاصفة الحزم» من أجل «وقف مغامرات الحوثيين، وقف أطماع إيران والشيعة في المنطقة»، في مفارقة تكشف أن الإسلاميين يعارضون نظام السيسي في مصر، ويباركونه في اليمن، فيما تدعم السعودية ما وصفته بـ«الشرعية» في اليمن في حين أنها الداعم الأكبر لعزل مرسي من رئاسة مصر.
الفتاوى الدينية كانت حاضرة في المشهد بقوة. بخلاف فتاوى «الدعوة السلفية»، كان للأزهر حضوره عبر علمائه الذين رأوا، على لسان محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء، أن «من الواجب على مصر والدول العربية كلها، باعتبارهم أهل سنّة وجماعة، مواجهة المدّ الشيعي». وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه محمد يسري إبراهيم، وهو أمين عام «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» التي تشكلت بدعم من جماعة الإخوان المسلمين عقب خلع الرئيس حسني مبارك بهدف تكوين جبهة «مشيخية» قادرة على تأمين دعم إضافي للتوجهات السياسية للجماعة وقادرة أيضاً على التغلب على السطوة الإعلامية الرهيبة التي كان يتمتع بها الدعاة المحسوبون على «الدعوة السلفية» في حينه.
وحدها جماعة الإخوان المسلمين لم تعلن موقفاً واضحاً من العمليات العسكرية في اليمن، إلا أن المعلومات الواردة تشير إلى أن الجماعة ترى في الانشغال السعودي باليمن أمراً سيكون له مردوده بتخفيف الدعم السعودي للنظام المصري، وهو ما سيهزّ النظام الذي يعتمد منذ «30 يونيو» بشكل كبير على المساعدات المالية الخليجية. كذلك ترى الجماعة أن هناك حاجة ضرورية للأطراف المعنية في التنسيق معها في اليمن عبر فرعها «حزب الإصلاح»، وهو ما قد يكون أحد أثمانه ضغطاً سعودياً ــ خليجياً على النظام المصري بضرورة تراخي القبضة الأمنية المشددة على الجماعة وأنصارها. وتنظر الجماعة إلى التقارب السعودي التركي القطري بشأن اليمن على أنه منفذ لها للولوج مرة أخرى إلى خريطة التفاعلات في المنطقة، ولعب أحد أدوار الفاعلين، بعدما اقتصر وجودها على مدار أكثر من عامين على دور المفعول والمنكل به.

الجمعة، 9 يناير 2015

كفى شماتة، الإرهاب في نفوسنا, لا بد من نهضة عربية إسلامية تصحح خلل الداخل قبل النظر الى الخارج

    يناير 09, 2015   No comments
سامي كليب
يكفي أن يلقي المرء نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مجتمعاتنا ذات الغالبية العربية الإسلامية بعد العمليات الإرهابية التي ضربت في اليومين الماضيين فرنسا، ليكتشف كم في نفوسنا من العنصرية والحقد اللذين يشجعان ضمناً الإرهاب ويهللان له.
لو أحصينا عبارة «طابخ السم آكله» كم مرة ترددت في الساعات الماضية، لفهمنا أن الأمراض الدفينة في مجتمعاتنا وفي عروبتنا وفي إسلامنا تشكل اليوم جسراً صلباً يعبر فوقه الإرهاب في كل اتجاه. لا بد من نهضة عربية إسلامية تصحح خلل الداخل قبل النظر الى الخارج، لأن هشاشة الداخل هي التي شرَّعت النوافذ والأبواب لكل غاز وطامع وطامح وسارق.

نعم في الممارسة الإسلامية خلل كبير. لنعترف بذلك. ثمة جمود فكري لم يتطور منذ قرون. وفي الممارسة عجز عن اللحاق بالتقدم العلمي والاجتماعي في الغرب، فلا نجد سبيلاً إلا في تحطيم هذا التقدم لكي نبقى والغرب على المستوى نفسه. نجره الى الأسفل طالما لم نرتق الى مرتبته.
نعم في العروبة خلل فاضح. لنعترف بذلك. تحولت العروبة الى مطيّة لديكتاتوريات وأنظمة تسلط أمني. قعمت الحرية والفكر وألغت العرقيات، فانتفضت العرقيات عند أول مفترق طرق. قتلنا عروبتنا لكثرة ما هللنا لها ونحن ننحرها.
نعم في اليسار العربي انتهازية مقيتة انهارت بمجرد تفكك الراعي السوفياتي، وانهارت أكثر حين عبرت ثروات طائلة الحدود كما حصل مثلاً حين نجح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في جذب معظم أقطاب اليسار اللبناني. تبيّن أن الشيوعية أو الاشتراكية مجرد تقطيع للوقت بانتظار الثروة، وحين يحضر المال تموت المبادئ على قارعات الطرق. ليس مهماً أن تكون شيوعياً وأنت فقير، الأهم أن تبقى حين تلوح لك الثروة.
لا شك أن من فقد قريباً أو عزيزاً في الحروب المتتالية على بلادنا والتي يتحمل الغرب جزءاً كبيراً من تأجيجها، له الحق في أن يُعبِّر عن بعض الغضب والشماتة. ولا شك أن من نُهبت خيراتُ بلاده من قبل هذا الغرب، يحق له أيضاً بعض الغضب. لكن أن نفرح بموت أبرياء على أيادي إرهابيين يزرعون الرعب والقتل والذبح باسم الدين، فهذه بحد ذاتها مصيبة.
الإرهاب هو الإرهاب. الذين قتلوا في فرنسا في اليومين الماضيين هم أنفسهم من يقتل في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر والصومال وتونس. لنتصالح مع أنفسنا ونعترف بأن المصيبة فينا قبل أن تكون في غيرنا.
إن تربيتنا المذهبية الحاقدة حتى على المذاهب الأخرى هي السبب. وتربيتنا الطائفية المشككة والمحتقرة للطوائف الأخرى هي السبب. وممارسة الدين التي كان يجب أن تحسن أخلاق مجتمعاتنا هي التي أغرقته بالتطرف والمذهبية والحقد والبغضاء.
يقال عن فرنسا اليوم «إن طابخ السم آكله»، ربما في أخطاء السياسة الفرنسية ما يجعل أماً ثكلى أو أباً مفجوعاً أو يتيماً يقول هذا، لكن ألم يُقل الشيء نفسه عن سوريا بتهمة أنها سهلت مرور إرهابيين لمقاتلة الأميركيين في العراق؟ ألم يقل الشيء نفسه عن غزة وهي تموت تحت الدمار والقتل في آخر حرب همجية إسرائيلية ضدها على أساس أن حماس متورطة بحربي مصر وسوريا.
تارة نلوم الغرب أنه انتهك بلادنا فقتل وقسَّم، وتارة نلوم إيران أنها وسعت نفوذها، وثالثة نلوم تركيا أنها تستعيد مجدها العثماني السلجوقي في بلادنا، ورابعة أن روسيا تستفيد من الدم العربي، وخامسة أن قواعد «الأطلسي» ومخالبه في جسدنا.
كل هذا ليس إلا قناعاً لضعفنا وجهلنا وتخلفنا وتقاتلنا وتناحرنا وتآمر بعضنا على بعضه الآخر. لا بد من إعادة صياغة أسس هذا العقل الإسلامي العربي لكي نحفظ الإسلام والعروبة ونحافظ على المسيحيين وكل الطوائف والأعراق والمكونات الأخرى في أوطاننا. لا بد من ثورة حقيقية في الممارسة الإسلامية وفي بعض التأويلات التي تشرع قتل المسلم للمسلم الآخر قبل أن تفكر بعدوّ هذه الأمة.
كفى شماتة لا تعبّر إلا عن جهل وحقد.

الأربعاء، 2 يوليو 2014

أبعد من داعش.. الشرق الأوسط بين خيارين... تطور المواقف الكردية المتوثبة نحو الإنفصال

    يوليو 02, 2014   No comments
أبعد من داعش.. الشرق الأوسط بين خيارين
محمد سيف الدين


 هاجس تقسيم العراق، حُكي عنه الكثير، ولكنه مع سيطرة داعش على مناطق واسعة يعود إلى الواجهة كأمرٍ واقعٍ مفروض، فكيف أدت هذه السيطرة إلى خلط الاوراق إقليمياً ودولياً؟ وأي أفق لـ"دولة داعش" في منطقة يتنازع عليها العالم منذ عقود؟ وأين تتجه المنطقة؟
  أدت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" السريعة على مناطق واسعة من العراق إلى قسمة جغرافيا البلاد على ثلاثة أقسام، هي: مناطق سيطرة الدولة المركزية، مناطق سيطرة الكرد، ومناطق سيطرة "داعش".

ونتيجة لهذا التمدد المفاجئ للتنظيم، بات لكلٍ من هذه المناطق الثلاث قواها العسكرية والاقتصادية المنفصلة واقعاً عن بعضها البعض.


تأكيدات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن الجيش استعاد زمام المبادرة وأنه سيعيد الأمور إلى وضعها السابق في فترة صغيرة، لم تظهر بشائرها بعد؛ وبالمقابل، يتحفز الأكراد باندفاعٍ شديد لاغتنام فرصة الحلم التاريخي بالانفصال عن السلطة المركزية، خصوصاً مع وصول داعش إلى المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

خطوة داعش المباغتة طرحت تساؤلات كبرى حول مستقبل العراق والمنطقة، ودفعت دول جوار العراق إضافةً إلى الولايات المتحدة الأميركية إلى المسارعة لبحث المخاطر والفرص التي قد تتأتى من هذا الحدث المعاكس للسياق العام للأحداث في المنطقة.

وفي هذا السياق قبل انفلاش داعش، كان الجيش السوري يستعيد يوماً بعد آخر السيطرة على مناطق تواجد المجموعات المسلحة ومن بينها داعش، كما تمكنت الإدارة السورية من إجراء الانتخابات الرئاسية، ليفوز الرئيس بشار الأسد بولاية رئاسية هي الأولى له في ظل الدستور الجديد. وفي العراق، فازت لائحة المالكي بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان بين الكتل الأخرى، وكان البحث مركزاً على تشكيل الحكومة، والشخصية التي سوف تكلف بالتشكيل، مع حفاظ المالكي على فرص كبيرة بذلك.

وبشكلٍ مريب، تبدل المشهد لتسقط المناطق بسرعة بيد داعش، فيصبح التنظيم مسيطراً على ما يساوي حجم دولة متوسطة بين سوريا والعراق.
هل باستطاعة داعش إقامة دولة قابلة للاستمرار بين العراق وسوريا؟
  إن قيام دولة جديدة يتطلب توافر المقومات الرئيسة للدولة، أي وجود إقليم جغرافي بحدودٍ واضحة معترف بها من قبل الدول الأخرى، ووجود شعب يقطن هذه الأرض ويرتبط بها بارتباط الجنسية التي تعرّفها منظمة العدل الدولية بأنها "رابطة قانونية قائمة أساساً على رابطة إجتماعية وتضامن فعال في المعيشة والمصالح والمشاعر مع التلازم بين الحقوق والواجبات"، إضافةً إلى سلطة سياسية تنظم تفاعل السكان مع الأرض، وعلاقة الدولة بالخارج. يمتلك تنظيم داعش البنية العسكرية التي تخوله السيطرة على الجغرافيا بحدودٍ معينة، ومع سيطرته على مناطق غنية بالنفط في سوريا والعراق بات يمتلك مقومات اقتصادية ذاتية إلى جانب ما يمكن أن يتلقاه من جهات خارجية، والشكوك حول ذلك كثيرة. ولكن من جهة الشعب، فإن البيئة الحاضنة لأفكار "الدولة الداعشية" لا ترتقي إلى درجة الحديث عن شعبٍ مشكلٍ لأهم أركان الدولة.
أداة لدور محدد.. وبتاريخ انتهاء صلاحية
  كل البحث في مقومات الدولة بالنسبة لداعش يبقى غير ذي معنى بسبب عدم إيمان التنظيم أساساً بفكرة الدولة كوحدة سياسية تمارس السيادة على إقليمها من خلال المؤسسات، وتقيم العلاقات مع مثيلاتها من الدول، وتسعى لنيل الشرعية والشخصية القانونية الدولية، فضلاً عن أن "داعش" لا يعترف بالحدود أو حتى بالأمم المتحدة، ولا يمكن له إقامة علاقات دولية أو نيل اعتراف دولة واحدة من دول العالم.

وبالتالي لا يمكن اعتبار وجود تنظيم عسكري يسيطر على جغرافيا محددة كافٍ للقول بأن دولة جديدة تنشأ بين العراق وسوريا، وتوصيف الواقع الناشئ عن تمدد "داعش" بهذه الصورة لا يتعدى اعتباره حتى اللحظة، توسيعاً لحدود المعركة مع الإرهاب في كلا البلدين، إذا استثنينا نقطتين:

تطور المواقف الكردية المتوثبة نحو الإنفصال.

احتمال إنشاء كيانٍ طائفيٍ بدعم غربي وإقليمي عربي-إسرائيلي، يعقب القضاء على داعش.

وبناءً عليه، يبدو "داعش" كأداةٍ تستخدم لموقفٍ محدد تنتهي بانتهائه، رغم إعلان داعش "الخلافة الإسلامية" وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.

في الأسباب الداخلية لانفلاش "داعش"

  لا شك بأن لتمدد "داعش" في العراق أسباباً داخلية عديدة، ترتبط بالعراق أكثر مما ترتبط بقدرات التنظيم المتطرف الذي لا يجد له حاضنة شعبية في المناطق التي يسيطر عليها داخل سوريا، والذي تسبق سيطرته على أي منطقة حركة نزوح السكان الهلعين.

وفي أول الأسباب تلك، يأتي النظام السياسي العراقي بعد الاحتلال الأميركي عام 2003، حيث تحول إلى نظامٍ طائفي يقوم على تقاسم المنافع والمواقع بين الأحزاب والقوى الطائفية، من دون الالتفات بشكلٍ جدي إلى ضرورة بناء دولة ديموقراطية تعددية تقوم على احترام الطوائف من جهة، وبناء مفهوم المواطنة من جهة ثانية.

وكان بنتيجة هذا الخلل في النظام السياسي أن عاش العراق عشر سنوات من الأزمات السياسية المتتابعة، ومن الطبيعي أن تنتج هذه الأزمات فساداً في الدولة في كنف نظامٍ طائفيٍ، وأن تشعر كل فئة بأنها معنية بالدرجة الأولى بانتزاع حقوقها من الفئات الأخرى. وبالتالي فإن المكونات المختلفة تسعى في سبيل ذلك إلى استجلاب التدخلات الخارجية في شؤون البلاد.

من ناحية ثانية، يتبين وجود ثغرات جدّية في بناء القوى الأمنية للدولة، وأن الإنفاق العسكري العراقي على بناء قدرات اليد الغليظة للدولة لم يؤدِ إلى نتائج كافية لدرء خطر الإرهاب، خصوصاً في الناحيتين المسلكية والنفسية لرجال الأمن كما تبين الأحداث الأخيرة.

لقد سيطر مسلحو "داعش" في العاشر من حزيران-يونيو على الموصل، على الرغم من تواجد عشرات الآلاف من قوات الأمن العراقية في محافظة نينوى. تزداد الريبة مما حصل إذا علمنا أن الإنفاق العسكري العراقي بين عامي 2004 و2012 فاق 37031 مليون دولار*، بمعدل 2،6 % من إجمالي الناتج المحلي سنوياً.

ولا يمكن حصر التقصير في هذه الناحية بالحكومات العراقية المتعاقبة، فالاحتلال الأميركي عمد إلى حل الجيش العراقي كخطوة أولى بعد إسقاط نظام صدام حسين. ولم تعتن الإدارة الأميركية جدياً بكل الخطط التي قدمت للمرحلة الرابعة من الحرب، وهي التسمية التي أطلقت على مرحلة إعادة بناء قدرات الدولة العراقية بعد انتهاء المراحل الثلاث الأولى التي اشتملت على تفاصيل الأعمال الحربية وتفكيك النظام.

لقد تُرك العراقيون ليبدأوا من الصفر في المجال الأمني، برغم الحديث عن المساعدات الأميركية في التدريب والتسليح وبناء الأجهزة، بعد أن غيّر دونالد رامسفيلد خطة الـ 400 مليار دولار لإعادة بناء العراق واستعاض عنها بـ"تسهيل جهود العراقيين الهادفة إلى بسط الأمن في بلادهم وإعادة إعمارها باستخدام عائدات صادراتهم من النفط"، كما يقول الجنرال برنارد تراينور ومايكل غوردن في كتابهما "كوبرا 2.. التفاصيل الخفية لغزو العراق واحتلاله".

الأكراد.. أحداث تحاكي الحلم الدائم
  "العراق ينهار ونحن لم نكن سبباً، ولا يمكننا أن نظل رهينة للمجهول"، هكذا علّق رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني على سيطرة تمدد "داعش"، فانفصال الإقليم وإنشاء الدولة الكردية حلم تاريخي للأكراد ولآل البارزاني تحديداً، وبما أن خطوة "داعش" تؤدي إلى فرض أمرٍ واقعٍ على الأرض، فإن الأكراد يجدون في ذلك فرصتهم التاريخية لتحقيق حلم الانفصال.  القادة الأكراد، اعتبروا أن الوقت قد حان لإعلان الدولة الكردية المستقلة، ووزير الخارجية الأميركي جون  كيري سمع من البارزاني أن الأحداث الأخيرة أفرزت واقعاً جديداً وعراقاً جديداً، في الوقت الذي كان فيه كيري يتحدث عن حكومة وحدة عراقية. يزداد زخم الأكراد نحو الإنفصال مدفوعين باتفاق تصدير النفط مع تركيا، وبنَهَم إسرائيلي للنفط كما لفكرة دولة كردية تقسم العراق وتكون خطراً دائماً على إيران وسوريا. ولكن اللافت في المسألة هو الموقف التركي المتبدل والمعاكس للموقف التاريخي الرافض لاستقلال الأكراد.

ولطالما شكل رفض استقلال كردستان نقطة تقاطع بين كلٍ من العراق وتركيا وإيران، وهي إلى جانب سوريا الدول التي يسكن فيها الأكراد في منطقة متصلة تمتد من جنوب غرب إيران إلى جنوب شرق تركيا، ومن شمال شرق سوريا إلى شمال العراق. لذلك، كانت هذه الدول تعتبر في الاستقلال الكردي خطراً على وحدة التراب الوطني لكل واحدة منها.

المشهد الإقليمي بعد سيطرة "داعش"
 سارعت القوى الإقليمية والدولية مباشرة بعد الأحداث الأخيرة إلى التعامل مع الواقع المستجد ما بين النهرين، بعضها درءاً للخطر عن حدودها، والبعض الآخر محاولةً لاقتناص فرصة امتلاك أوراق جديدة ضرورية في مرحلة كسر التوازنات التي تمر بها المنطقة منذ ثلاث سنوات.
السعودية: وهم ضمان الدور
  تصف السعودية نشاط "داعش" في العراق بالإرهابي، وتنكر بإصرار اتهامات الحكومة العراقية لها بدعم التنظيم الذي يمتلك منذ فترة إمكانات مالية جعلته الأقوى بين الجماعات الجهادية التي تقاتل الجيش السوري منذ ثلاث سنوات.

غير أن اللافت في الرد السعودي على تلك الاتهامات تختصره "النصيحة" التي وجهها وزير الخارجية سعود الفيصل للمالكي حين قال: "إذا كان لنا نصيحة للمسؤول العراقي للقضاء على الإرهاب في بلاده هو أن يتبع السياسة التي تتبعها المملكة ولا يتهمها بأنها مع الإرهاب".

اتباع السياسة السعودية في مكافحة الإرهاب يدعو للتساؤل حول التمويل العلني للمنظمات الإرهابية في سوريا من قبل المملكة، في سبيل إسقاط نظام الأسد. وهل أن رسالة السعودية للمالكي تعني دعوته إلى الانخراط في رؤيتها للصراع في سوريا والمنطقة، كحلٍ يجنّب العراق خطر "داعش"؟

هذه الرؤية تفترض امتلاك الرياض بواعث اطمئنان على أنها بمنأى عن خطر التنظيم، وأن حدود نشاطه لن تتسع أبعد مما هي عليه اليوم، هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى تفترض أن المملكة مطمئنة لثبات نفوذها عند سنّة العراق، وعدم إحساسها بخطرٍ حقيقي من أن يسحب "داعش" ورقة العراق منها. وبالتالي، فإن وهم الشعور السعودي بالقدرة على ضبط الأمور ووقفها عند حدٍ معين، قد يؤدي إلى مخاطر لا تحمد عقباها بالنسبة للمملكة.

بعيداً عن معاني الرد السعودي على الاتهامات العراقية، تبدو الأحداث العراقية الأخيرة فرصة لاستعادة الرياض قدرتها على المناورة في ساحةٍ من اثنتين كانت قد خسرتهما بانتخابات، من منطلق حاجة العراق اليوم إلى المساعدة للحفاظ على وحدته.

سوريا: الأكثر تأقلماً مع الخطر
  بعد فوز الأسد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبالنظر إلى مسار تقدم الجيش السوري خلال العام الفائت، تبدو سوريا أكثر دول المنطقة تأقلماً مع خطر التنظيمات الإسلامية، إلى حدٍ يسمح لها بمساندة العراق في حربه ضد "داعش"، وليست الضربات الجوية التي ينفذها سلاح الجو السوري فوق الأراضي العراقية إلاً صورة غلافٍ لملف التعاون الأمني السوري-العراقي في مواجهة التنظيم المتطرف.

ولا شك أن الدولتين تتقاسمان المخاطر الناتجة عن توسع حالة "داعش"، غير أن اختلاف المعطيات الداخلية عند كل منهما ربطاً بعامل الزمن مقلق للعراق أكثر مما هو لسوريا.

وفي المقلب الآخر، فقد لا يكون توسيع ساحة المعركة مكسباً لداعش، بل على العكس من ذلك، فإن "حكم" الدولة الإسلامية لهذه المساحة الواسعة يشكل المسمار الأمضى في نعش التنظيم، خصوصاً وأنه بات يواجه جيشين بقدرات متنوعة براً وجواً، فضلاً عن ملامسة الأخطار حدود دول إقليمية أخرى ستسارع بدورها إلى مد يد العون لهذين الجيشين كخطوة وقائية لحماية حدودها.

إلى جانب هذه المعطيات، تساعد تجربة حكم داعش في الرقة ومناطق أخرى على تسريع تلاشي أي قبول شعبي قد يكون موجوداً في العراق.

وبنتيجة كل ذلك، فإن الدول الأكثر تضرراً من تمدد "داعش" اليوم هي تلك المستجدة على التعامل مع خطره، وبعضها من حلفاء واشنطن في المنطقة، ما دفع بمراكز دراسات أميركية إلى دعوة الإدارة للتعاون مع دمشق، "حتى وإن بدا ذلك غير مستساغ بالنسبة للقوى الغربية الأخرى".

الأردن: نار على حدود الحقل اليابس
  تأتي الأردن في طليعة تلك الدول المهددة بخطر "داعش"، نظراً لتنامي التيارات الإسلامية فيها، وخصوصاً تلك المتطرفة منها.

مراكز الأبحاث الأميركية تلمست خطر "داعش" على الأردن، فحذّر "معهد واشنطن" من استهداف وشيك للمملكة الهاشمية، "بالتزامن مع تنامي قلق الدول الغربية من ارتداد وعودة المقاتلين الاجانب لبلدانهم". ورأى المعهد ان الاردن "يعاني من تنامي التهديد .. يعززه تجذر قوى الجهاد السلفية (التي) ارسلت مقاتليها الى سوريا ويخشى عودتهم .."، فيما رأى معهد "ستراتفور" الاستخباري ان "داعش" عازم على التمدد في الأردن "البوابة الوحيدة (المطلة على البحر) للدولة الاسلامية في العراق والشام .. بالرغم من جملة قيود وعقبات ميدانية تعترض مساره،" مستنداً بذلك الى قاعدة دعم "هامة من السلفيين والجهاديين .. تمكنه من شن هجمات في الاردن متى شاء،" مقارنةً بدول أخرى إذ "لا يستطيع الانتشار في تركيا، أو التوجه إلى لبنان."

بذلك، تصبح الأردن مضطرة إلى إعادة النظر بسياساتها السابقة تجاه الأزمة السورية والتنظيمات الإسلامية المشاركة فيها.

تركيا: التكتيك على حساب الاستراتيجيا
  انتظرت تركيا 20 يوماً لتعلن معارضتها الشديدة لانفصال اقليم كردستان عن العراق، ولا يبدو القادة في أنقرة مستثارين إلى حدٍ كبير من خطوة "داعش". استقلال كردستان لطالما كان كابوساً يؤرق الساسة الأتراك، ولكن حسابات التكتيك السياسي تبدو مربحة لهم، وإن كان الخطر الاستراتيجي ليس أقل من خسارة تركيا لجزء من أراضيها.

صحيفة " راديكال" نقلت عن حسين تشيليك نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم أن تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق ليس مدعاة قلق لتركيا. ولكنها في السابق "كانت سبباً لإعلان الحرب، فالتلفظ بكلمة كردستان كان ممنوعاً، لكن في حال تقسيم العراق ويبدو أنه أمر لا مفر منه فإن الكرد هم إخوتنا". 

صحيفة "ميلليات" هي الأخرى تحدثت عن تغير موقف تركيا لجهة التعامل مع كردستان. الأجواء نفسها تنقلها الصحف الأميركية، حيث قالت "نيويورك تايمز" إن "الأكراد هم الحليف الأفضل لتركيا في العراق، إن لم يكن في المنطقة بأسرها"، وإن الثمرة الوحيدة لسياسات الثنائي أردوغان وأوغلو هي تمكنهما تدريجياً من "تحويل مشاعر مرارة الأتراك تجاه طموحات الاكراد إلى مصالحة وتحالف معهم في نهاية المطاف، جسّده اتفاق تصدير النفط عبر تركيا".

واشنطن وطهران: يد تصافح ويد تصارع
  منذ اجتياح الولايات المتحدة للعراق عام 2003، والحديث عن "الفوضى الخلاّقة"ظن لا يتوقف. المصطلح الذي بات متداولاً حد الملل يجد ترجمته من خلال ترك تفاعلات التناقضات لطبيعتها وللوقت، حتى تنتج قوانينها الخاصة بحسب موازين القوى. واليوم وجدت واشنطن نفسها أمام فرصة لاستعادة بعض النفوذ في العراق، خصوصاً وانها تفاوض إيران في الملف النووي.

ومع اقتراب "داعش" الى نحو مئة كيلومتر عن أقرب نقطة إلى الحدود الإيرانية، تجد الولايات المتحدة نفسها أمام فرصة لابتزاز إيران، واستعادة جزء مما خسرته في الساحة العراقية بعد انسحاب قواتها، وعدم رضاها على سياسة المالكي تجاه الأزمة السورية.

حاولت واشنطن حصر التنسيق مع إيران في تبادل المعلومات الأمنية فقط، على أن تعود هي إلى ممارسة الدور الأساسي في مساعدة العراق لمحاربة "داعش"، واللعب على عامل الوقت لابتزاز العراق أيضاً.

رفضت إيران ذلك، معلنة قدرتها على محاربة الإرهاب، واستعدادها لمساندة العراق، وتدخلت سوريا عبر طلعات سلاح الجو لضرب أهداف داخل الأراضي العراقية، ما أتاح الفرصة أمام الجيش العراقي لاستعادة زمام المبادرة من جهة، وسحب ورقة الضغط هذه من يد واشنطن، التي سارعت إلى إبداء استيائها عبر وزارة الخارجية التي قالت: "لا نحبذ تدخل سوريا في العراق لإعتبارات إستراتيجية رغم الفائدة التكتيكية حالياً".

إلا أن واشنطن ملزمة بمساعدة العراق بحسب الاتفاقية الأمنية بين الاثنين، والتي كان الأميركيون يتوقعون الحصول من خلالها على نظام سياسي موالٍ لهم، وبالتالي فهي اليوم مضطرة للتدخل من جهة، وقلقة من العودة إلى وحول المنطقة من جهة أخرى.

الناطقة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف أعلنت انه في الوقت الذي يشكل فيه "داعش" عدواً مشتركاً للولايات المتحدة وإيران والعراق وسوريا فإنها (الولايات المتحدة) لا تشترك مع سوريا وإيران في المصلحة الإستراتيجية.

بدوره، وزير الخارجية جون كيري حاول التهرب من مسؤولية بلاده في ما وصل العراق إليه، قائلاً: "لسنا السبب في أحداث العراق.. ولن ندفع بأي قوات عسكرية".

مهما يكن، فإن الولايات المتحدة ستشارك في محاربة داعش، لا مفر من ذلك، ولكن دعواتها وحليفتها بريطانيا إلى حكومة وحدة وطنية عراقية تترك الباب مفتوحاً امام عدة احتمالات، فهل ستكون هذه المشاركة إلى جانب حكومة المالكي؟ أم ينتظر الغرب تشكيل الحكومة التي طالب بها ليمد يد المساعدة؟

موسكو أيضاً سارعت إلى تمتين نفوذها المتصاعد في المنطقة، أتمت صفقة طائرات مقاتلة من نوع سوخوي 25 مع العراق، وأعلنت أنها تريد علاقات جيدة مع عراقٍ موحد وقوي، كما جاء في تصريح وزير خارجيتها سيرغي لافروف لمناسبة الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين موسكو وبغداد. غير أن موسكو لا تصدر ضجيجاً كثيراً حول أحداث العراق، ربما بسبب نجاح خطة الإشغال التي حركها الغرب في أوكرانيا، وربما أيضاً لأنها مطمئنة لفاعلية الحلفاء في الشرق الأوسط وقدرتهم على الثبات بعد الجولتين الإنتخابيتين في سوريا والعراق.

أبعد من الإقليم

  لم تنفصل أحداث بلاد الشام يوماً عن أحداث مصر، وبالاتجاه المعاكس، يكون للتغيير الذي أحدثه فوز عبد الفتاح السيسي بالرئاسة المصرية أثره البالغ في التعاطي مع أحداث العراق الأخيرة.

والحديث عن السيسي هنا يعني تبدل الرؤى الاستراتيجية المصرية حيال تحالفات القاهرة الدولية، ومحاولة استعادة الدور المصري القديم في المنطقة. ومن دون المبالغة بقدرة مصر اليوم على التحول إلى سياسة خارجية مستقلة وداعمة للقضايا العربية، يمكن القول إن البلاد بدأت مساراً جديداً عنوانه الإنفتاح على الجميع، وتخطي المحظورات الأميركية والإسرائيلية السابقة، من دون القطع مع واشنطن. وعليه فإن أولى نتائج هذا النسق الجديد في السياسة الخارجية المصرية يتمظهر بمسارعة كيري إلى زيارة القاهرة، بالتوازي مع تحسن علاقات الأخيرة مع كل من طهران وموسكو، ومع خطوة السيسي باتجاه الجزائر لإعادة ابتكار نواة موقف عربي قوي يكون ذخراً له في ولايته الأولى.

إن خسارة مصر المتوقعة والتي لم تحدث بعد –بعيداً عن السيناريوهات السينمائية الدراماتيكية- تعني للولايات المتحدة أن هناك ضرورة كبرى لإعادة التوازن في مكان ما من الشرق الأوسط، وهذا ما يعزز أهمية الاستفادة من تمدد "داعش" لاستعادة دور مفقود لمصلحة المحور الآخر.

وتزداد اهمية العلاقة المصرية الجزائرية، والتحول المصري الواعي والبطيء، بالنظر إلى الوسائل المستخدمة في المعركة على العراق، وقبله على سوريا. إن الوسيلة الأبرز بيد داعش ومحركيها هل التركيز على العصبية الطائفية، والبحث عن بيئات حاضنة للتطرف الداعشي بوجه الطوائف الأخرى في المنطقة؛ ومن الطبيعي أن يكون الترياق لهذا السم، موقف يرتكز إلى العروبة، ورفض الإنقسام والتقسيم على أساسٍ طائفي، وهذا تحديداً دور الجزائر وسوريا، ومصر وفي قلبها الأزهر، والعراق وفيه المرجعية الشيعية العليا وشيوخ السنة الذين أعلنوا منذ اللحظة الأولى مساندتهم للجيش العراقي في وجه "داعش".

استنتاجات
  يحتاج العراق إلى حملة إصلاح سريع تسير بالتوازي مع استعادة الجيش زمام المبادرة في حربه مع الإرهاب، كما يحتاج إلى التركيز على استيعاب المتطوعين من كل فئات الشعب في الجيش، وعدم السماح باستهداف القوات الامنية العراقية بخطابٍ طائفي، إضافة إلى استثمار الالتفاف الديني من كافة الفئات حول المؤسسات الأمنية الرسمية.

إلى جانب ذلك، لا بد من تعميق الصلات بالدول العربية التي تعاني من العدو نفسه، وفي طليعتها مصر والجزائر وسوريا، فضلاً عن التعاون مع الجهات الإقليمية والدولية صاحبة المصلحة في مواجهة التطرف وأدواته.

ولا شك في ان من يدفع ثمن الأحداث الحالية في دول المنطقة هم المواطنون بالدرجة الأولى، لذلك فإنه من الاولى إشراك المواطنين ببرامج مكافحة الإرهاب على الصعد كافة، في سبيل إعادة اللحمة الضرورية للنسيج الإجتماعي في العراق والمنطقة.

كما ان باستطاعة العراق الاستفادة من التهديد الذي يشكله "داعش" لدول المنطقة، والانطلاق في مرحلة جديدة من العلاقات القائمة على وحدة العدو، ما يؤدي إلى محاصرة المتطرفين، وتعرية القوى الداعمة لهم.

وبما أن الخطر المتأتي عن تمدد "داعش" الأخير ليس عسكرياً وإنما هو الفتنة الطائفية التي تفسح المجال أمام احتمالات كارثية في المنطقة، فإن المعالجة الفضلى تكون بالعمل على المدى الطويل في عزل الفكر المتطرف بين شعوب المنطقة.

بهذا فقط، يمكن تجنب السيناريو الدائم للأفلام الهوليودية الطويلة، حيث يفتك المستذئبون بالبشر طويلاً، ثم يأتي البطل الأميركي ليخلص البشرية منهم.

إن أحداث العراق الأخيرة مرشحة لأن تشكل الحفل الختامي لما سمي بالربيع العربي، من خلال توسيع رقعة المواجهة لتستوعب تدمير الأدوات القديمة التي استخدمت خلال السنوات الثلاث التي مرت، ومنها "داعش"؛ كما هي مرشحة لأن تكون بداية مشروع تفتيتي جديد لا يستثني خطره أحداً من دول المنطقة. للحوار الإيراني-السعودي دور مركزي في اختيار إحدى الوجهتين لمسار الأحداث.


____________________________________________
أرقام الإنفاق العسكري مأخوذة من الكتاب السنوي لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي عن "التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي لعام 2013".

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

قسيم العراق.. ابحثوا عن السعودية ... الدور السعودي في الفصل الجديد من محنة العراق

    يونيو 17, 2014   No comments
السعودية تجد نفسها اليوم معنيّة بصورة مباشرة بقلب المعادلات الجيوسياسية في المنطقة
فؤاد إبراهيم

ناشط وباحث سياسي _ السعودية

تضافر الذاتي والموضوعي والمحلي وتالخارجي ليؤول الى وقوع العراق تحت خطر الانفلاش بعد سيطرة داعش بخليطه البعثي والتكفيري والقاعدي على محافظة نينوى وتهديده محافظات أخرى بعد سيطرته على اجزاء منها مثل صلاح الدين وديالى وصولاً الى أطراف العاصمة بغداد

فيما يُستأَنَف قرعُ طبول الفتنة مجدداً على امتداد المشرق العربي، ثمة ما يلفت الى الدور السعودي في الفصل الجديد من محنة العراق. ولأن السعودية تجد نفسها اليوم معنيّة بصورة مباشرة بقلب المعادلات الجيوسياسية في المنطقة، فما توافر لديها من معطيات يجعلها طرفاً مستهدفاً في المرحلة المقبلة. ويمكن هنا رصد أهم المعطيات:


أولاً: الخسائر المتعاقبة التي لحقت بالسعودية منذ إلغاء الضربة العسكرية الاميركية على سوريا في أيلول العام الماضي، الذي سجّل انتصاراً كبيراً لمصلحة المعسكر الآخر الممتد من ايران مروراً بالعراق وسوريا وصولاً الى لبنان ومعه فلسطين، الى جانب بطبيعة الحال روسيا والصين.

وتتمثل الخسائر في:
1 ـ الانجازات العسكرية التي حقّقها الجيش السوري خلال عام، والتي أحبطت، في النتائج، رهان إسقاط النظام، ودفعت القيادة السعودية في نهاية المطاف الى إصدار أمر ملكي في 3 شباط الماضي بتجريم المقاتلين السعوديين المدنيين والعسكريين في الخارج. وبدا واضحاً منذ الأمر الملكي تراجع الخطاب السعودي بالرغم من مواصلته دعم الجماعات المسلّحة في سوريا، في سياق دفع شرورها لا على سبيل استكمال شروط إسقاط النظام..

إن انسداد أفق المعارك في سوريا، وتالياً وقف الدعم عن الجماعات المسلّحة، وخصوصاً تلك التي تضم في صفوفها آلاف المقاتلين الأجانب، وتلاشي البيئات الحاضنة لهم تدريجاً في المناطق السورية، وتخلي الرعاة الخليجيين عنهم، دفعت جميعها بهم إلى البحث عن ساحات قتال أخرى ناضجة، أو يمكن إنضاجها على وجه السرعة لناحية امتصاص الفائض البشري من الجماعات المسلّحة، التي وجدت نفسها أمام طريق مسدود، فإما القتال دونما أفق واضح، أو البحث عن بدائل تنطوي على احتمالات التعويض المعنوي..

2ـ الانتصار الكاسح الذي حقّقه ائتلاف دولة القانون في العراق برئاسة نوري المالكي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، في مقابل هزيمة ماحقة تكبّدها حلفاء السعودية مثل إياد علاوي وأسامة النجيفي.. بكلمة أخرى، وفي المحصلة ترى السعودية نفسها أكبر الخاسرين في انتخابات العراق الأخيرة، لكونها تمنح خصمها اللدود نوري المالكي فرصة مريحة لنيل أصوات كافية لاختياره لولاية ثالثة.

وهنا لا بد من وقفة عند كلمة تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات العامة سابقاً، الذي يعمل هذه الأيام بمثابة ناطق إعلامي باسم شقيقه سعود الفيصل، وزير الخارجية، في الجلسة العامة لمؤتمر الأمن، الذي نظّمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة في 22 نيسان الماضي. تحدّث تركي الفيصل بصيغة التحذير بأنه «في حال فوز نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته، في الانتخابات التي يجري الإعداد لها في الفترة الراهنة، سوف يقسّم العراق».

لم تكن مجرد توقعات أوردها الأمير تركي في كلمته، بل هي رسالة واضحة الى المعسكر الآخر. وطالب دول الخليج بدعم من وصفها بـ (القوى الوطنية العراقية غير الطائفية)، وطالب دول مجلس التعاون الخليجي (باستعادة العراق ومساعدته على العودة إلى المحيط العربي لأهميته في الأمن الإقليمي للمنطقة).

ترجمة هذه التصريحات لا تتطلب جهداً ذهنياً خاصاً، فقد تكفّل كتّاب سعوديون بإفشاء المخبوء فيها. على سبيل المثال، كتب سعد بن عبد القادر القويعي في صحيفة (الجزيرة) السعودية، التي وصفت مقاتلي داعش في الموصل بالثوّار، مقالاً في 26 نيسان الماضي يشرح فيه كلمة تركي الفيصل في المؤتمر السالف الذكر حول تقسيم العراق، وقال ما نصّه «أن بقاء – رئيس الوزراء – نوري المالكي في الحكم لدورة ثالثة، سيشجع على تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم «كردية، وسنية، وشيعية»، كما أن عزيمة التقسيم ستقوى، وتتسارع حالما تؤدي انتخابات نهاية الشهر الجاري إلى فوز تحالف المالكي، أو الإجماع عليه من قبل التحالف الشيعي الذي يدعمه».

الطريف في الأمر، لم يلفت انتباه تركي الفيصل ولا شارحي كلمته بأن الحديث يدور حول انتخابات برلمانية تخضع لرقابة دولية، وتلتزم الى حد كبير معايير النزاهة، بمعنى آخر ما يطلبه تركي الفيصل هو الغاء إرادة الناخب العراقي، أو تزويرها، إذا جاءت لمصلحة المالكي!
فما جرى في العراق بعد هجوم داعش على الموصل هو الترجمة العملانية للموقف السعودي، وتحذير تركي الفيصل من فوز المالكي بولاية ثالثة دونه تقسيم العراق الذي بات في عهدة داعش واخواتها.

3 ـ بات معلوماً ما تمثله عودة المقاتلين السعوديين الى الديار من خطورة على المملكة السعودية وعلى أمن المنطقة بصورة عامة. وبات معلوماً أيضاً تفويض وزير الداخلية محمد بن نايف بإدارة ملف المقاتلين السعوديين، بناء على ترتيبات مع الأجهزة الامنية الأميركية (وكالة الأمن القومي، وزارة الامن الداخلي، وكالة الاستخبارات المركزية، وقسم مكافحة الارهاب في البيت الأبيض) وقد التقى رؤساءها في زيارته الى واشنطن في 12 شباط الماضي، حيث كانت المفاوضات قد تطرقت الى «مواضيع اقليمية وثنائية وإلى الالتزام المشترك والعميق بمكافحة الارهاب والمجموعات المتطرفة في المنطقة» بحسب (الحياة) في 13 شباط الماضي، نقلاً عن مسؤولين أميركيين.

وبصرف النظر عن أداء محمد بن نايف، الذي لا ريب في أنه أفاد من التفويض لناحية ضرب كل الخصوم، وفي مقدمهم الاصلاحيون والناشطون السياسيون والحقوقيون في الداخل، الا أن ثمة ما ظهر لاحقاً، ويشي بمعطيات جديدة، وهي أن الداخلية السعودية لم تضع خطة استيعاب وإعادة تأهيل للعائدين من ساحات القتال، وأن عدد المقاتلين السعوديين العائدين كان ضئيلاً جدا، بل لا يكاد يذكر، ما يشي بتنفيذ الخطة «ب»، إذ أوجدت لهم ساحة قتال بديلة، لما تمثله عودتهم من خطورة بالغة على النظام الذي يعيش أسوأ أيامه، بفعل التصدّع البنيوي العميق نتيجة النزاع المحتدم على السلطة بين الملك والجناح السديري الذي يخسر مواقعه الاستراتيجية لمصلحة أبناء عبد الله، وكذلك السخط الشعبي المتصاعد في ظل تآكل شعبية وهيبة النظام، الأمر الذي يجعل إمكانية انفلات الأوضاع الأمنية راجحة وقد تفضي الى تفكك الكيان.

لم يكن محض صدفة تعاقب التطوّرات بطريقة منظمة، سواء إخلاء المواقع العسكرية، وصدور تعليمات من قيادات عسكرية ومدنية عراقية في الموصل بعدم المواجهة، وانتقال مجموعات مقاتلة من سوريا الى الموصل بصورة منظمة وعاجلة، ولم يكن مشهد قوافل السيارات الجديدة والغالية الثمن (يطلق عليها في السعودية اسم شاصي تويوتا، قيمة الواحدة منها 50 ألف دولار وتستعمل لتثبيت الرشاشات وراجمات الصواريخ) والمحمّلة بالمقاتلين والعتاد المتوسط والمعدّ لمهمة كبرى كالتي دخلت الى العراق كان وليد قرار ساعات أو حتى أيام.

وجد النظام السعودي نفسه محاصراً بوقائع تؤول الى عزله وخنقه، ولم يعد أمامه سوى تخريب المعادلة السياسية العراقية، بعدما خسر الرهان في سوريا. الإذعان لتلك الوقائع يعني حكماً انتظار تمدّد داعش ووصول مقاتليها الى الخليج، وحينئذ سوف يكون الاستقرار الأمني والسياسي في المنطقة من الماضي، فالسيناريو الذي يرسمه الخبراء الاستراتيجيون لهذه المنطقة في حال وصول الجماعات المسلّحة اليها حالك ومخيف. لقد وعد الملك عبد الله في لقاء مع وفد سياسي عراقي عام 2007 بتقديم ضعف ما أنفقته المملكة على نظام صدام حسين في حربه ضد ايران (1980 ـ 1988) من أجل إسقاط حكومة نوري المالكي. وذكر الأخير في لقاء معه في ربيع 2011 بأن زعيم تيار المستقبل سعد الحريري نقل إليه أن الملك عبد الله يرفض أن تبقى عاصمة العباسيين في يد المالكي، وعاصمة الامويين في يد الأسد، لذا لا بد من تحرير إحداهما على الأقل.

المشاريع الحالمة صالحة في ظروف أخرى تكون فيها السعودية قادرة على أداء دور فاعل في النظام الاقليمي، لكن الأخطار المحدقة بالكيان تدفع بها إلى خفض سقف توقعاتها.

في مثل حال الوهن التي يعانيه النظام السعودي، يقتفي الأخير السيناريو السوري بحذافيره في العراق لجهة صرف الأنظار وإفراغ مخزون الغضب الشعبي. فقد كانت المملكة في آذار 2011 على وشك أن تشهد ربيعاً عربياً يتدحرج من منطقة الى أخرى، لكن نجح النظام في حرف مساره، عبر حملة شاركت فيها المؤسسات الاعلامية والدينية والسياسية والأمنية لناحية صنع قضية بديلة، وهي إسقاط «النظام النصيري في سوريا» بحسب الادبيات الوهابية، فنسي كثيرون قضيتهم الخاصة، وحين انهار مشروع اسقاط الأسد في سوريا، بدأت الارتدادات تلوح في الأفق، ومنها تهديدات داعش بالوصول الى داخل المملكة وتصفية الحساب مع (آل سلول)، أي آل سعود بحسب أدبيات القاعدة…فكان العراق بديلاً.

انتشرت بعد السيطرة على الموصل من قبل داعش مقاطع فيديو عديدة على (يوتيوب) لمقاتلين سعوديين كما تكشف عن ذلك لهجاتهم النجديّة والجنوبية السعودية وهم يتفحّصون ما يعدونه غنائم من الجيش العراقي، ويتهكمون على ما يعدونهم أسرى من الجنود العراقيين.. وعاد السعوديون الى تصدّر العمل الانتحاري، حيث يزج داعش بعناصره السعوديين لتنفيذ ما يعتقدونه عمليات استشهادية، حيث بدأها السعوديان ابو سليمان وأبو عوض الجزراوي، وهو اسم حركي لتبدأ موجة الانتحاريين السعوديين..

معطى آخر: مقتل ضابط سعودي على يد القوات العراقية قرب الموصل.. مواقع التواصل الاجتماعي تفيض بروايات عن مقاتلين سعوديين في الموصل وصلاح الدين وديالى وغيرها.. وسوف تتكشف مع الأيام أعداد وأدوار السعوديين في البنية التنظيمية والعسكرية لتنظيم داعش.

على أية حال، لم يتطلب تدجيج المناخ العام في المملكة السعودية بكل عناصر التحريض وشد العصب المذهبي وقتاً طويلاً، سوى تحريك البوصلة قليلاً إلى اليمين باتجاه الشمال الشرقي، فصار العراق ميداناً بديلاً لمشاغلة قطاعات المقاتلين السعوديين على وجه الخصوص، قبل أن ينفّذوا مخطط اجتياح الخليج من البوابة الكويتية، كما أخبروا في بياناتهم الأخيرة، ما دفع بالكويت إلى إعلان الاستنفار العام على حدودها مع العراق.

____________

الأربعاء، 28 مايو 2014

بهجت سليمان السفير السوري المبعد من الاردن: صافحت الملك عبدالله وهنأته بالعيد ولم اتبادل معه اي حديث

    مايو 28, 2014   No comments


بهجت سليمان السفير السوري المبعد من الاردن: صافحت الملك عبدالله وهنأته بالعيد ولم اتبادل معه اي حديث.. يبدو انه فوجيء بوجودي وطلب ابعادي.. يسعدني ان اطرد الى بلدي.. وهناك غرفة عمليات ضد سورية باحد فنادق عمان.. وهذه اسباب حلق لحيتي

كد الدكتور بهجت سليمان السفير السوري المبعد من الاردن ان قرار ابعاده من عمان جرى اتخاذه اثناء انعقاد مؤتمر “اصدقاء سورية” الذي انعقد في لندن يوم الخميس قبل الماضي.
وقال الدكتور سليمان في حديث مع محطة “الميادين” انه تعرض طوال السنوات الثلاث الماضية ومنذ بدء الاحداث في سورية الى مضايقات من الحكومة الاردنية، وقال ان الخلافات مع الحكومة الاردنية بلغت ذروتها في آيار (مايو) عام 2013 عندما انعقد اجتماع لاصدقاء سورية الذين وصفهم باصدقاء اسرائيل في عمان وتصدى له لانه يهدف للتآمر على بلاده.
وشرح طبيعة لقائه مع الملك عبد الله الثاني قبل ابعاده بيومين، وقال انه مصافحة ضمن المهنئين بعيد الاستقلال، وقال له كل عام وانتم بخير، وعلم بعد ذلك انه استدعى رئيس المراسم ووزير الخارجية وحدثت ضجة فربما قال لهم، حسب قول الدكتور بهجت، ماذا يفعل هذا السفير هنا لماذا لم يطرد؟
واعرب الدكتور سليمان عن اعتقاده ان الاردن يريد سفيرا سوريا عبارة عن “شاهد زور”، وان يوافق على كل تدخلاتهم في شؤون بلاده ولا يفتح فمه، وقال ان الاردن استدرج آلاف السوريين لاخذهم الى مركز الاعتقال تحت مسمى لاجئين.
وكشف ان غرفة عمليات مركزية موجودة في احد فنادق الاردن وغرف اخرى على طول الحدود بهدف التآمر على سورية، وقال ان في هذه الغرفة مسؤولون امريكيون وبريطانيون وفرنسيون واسرائيليون واتراك وسعوديون يديرون معظم العمليات العسكرية ضد سورية.
واشار السفير سليمان الى ان هناك آلاف “الارهابيين” في المناطق الحدودية الاردنية السورية، وانهم يريدون اقامة منطقة عازلة في درعا وليس بهدف الوصول الى دمشق، تكون شبيهة بمنطقة سعد حداد في جنوب لبنان وحكومة الاردن تتعاون في هذا الخصوص.
واكد ان الاردن يسمح للمسلمين و”الارهابيين” بالتوجه الى سورية ويريدهم ان يموتون هناك وان لا يعودوا، وهذا سبب قصف قافلة منهم كانت تعبر الحدود الى الاردن.
وقال انه كسفير وكشخص لم يسيء مطلقا للشعب الاردني او جيشه او عشائره، ولكن عندما يتعرض احدهم لسورية او رئيسها فانه لا يتردد في الرد فلدى السوريين كبرياء وشموخ لا يمكن التنازل عنهما.
واعترف انه كان يريد تحويل يوم الانتخابات الرئاسية الى مهرجان كبير ويضع صندوق اقتراع شرفي للمواطنين الاردنيين والعرب للتصويت والتعبير عن رأيهم خاصة اولئك الذين قالوا انهم سينتخبون الرئيس بشار الاسد لانه ضمانة لامن سورية وامن سورية من امن الاردن، كما اعترف بانه كان يقيم ندوات في منزله يحضرها حوالي 150 شخصا من مثقفي الاردن يتم تبادل وجهات النظر فيها.
وتساءل السفير سليمان بان البرلمان الاردني صوت بالاجماع على طرد السفير الاسرائيلي من عمان، فلم تلتزم الحكومة بقرار ممثلي الشعب، ولكنها اقدمت على طردي كسفير لسورية وقال كيف يتم تفسير هذا التناقض.
وقال ان الاردن وضع سلسلة من الشروط على اي سفير جديد لسورية، وقال انهم يريدون ان يكون هذا السفير مندوب علاقات عامة يحضر الحفلات، وان يشكر اي احد يهاجم سورية.
وعندما سئل عن دوره الجديد المستقبلي بعد ابعاده قال انه جندي يخدم بلده منذ 40 عاما وحارب مرتين في مواجهة الاسرائيليين مثلما خدم في المجالات الامنية والعسكرية والسياسية والفكرية وسيقبل اي مهمة يتكلف بها.
وعندما سأله المذيع كمال خلف الذي اجرى اللقاء عن اسباب حلقة للحيته بعد ابعاده، قال انه اولا لا يكره كلمة “طرد” التي استخدمت، فليس هناك اجمل من ان يطرد الانسان الى وطنيه، وثانيا قرر ان يطلق العنان للحيته طالما انه خارج وطنه، وسيحلقها فور عودته وهذا اول شيء فعله بعد دخوله الى بيته!


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.