المذيعة :
السادة المشاهدين أهلاً وسهلاً بكم. يحضر حديثنا الدمشقي فيما يداهم التقاتل الداخلي المعارضة السورية المسلحة. الأيام الماضية شهدت وما تزال تشهد هجوم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” منفردة على كتلة واسعة من تنظيمات المعارضة المسلحة. فأخرجت لواء عاصفة الشمال من معقله في إعزاز وأنهت لواء الله أكبر في دير الزور ولواء أحفاد الرسول في الرقة واصطدمت بأحرار الشام الفصيل الجهادي الرئيسي الآخر وقتلت أحد أمرائه أبو عبيدة البنشي. وبنظرة أقرب إلى هوية المتقاتلين والأطراف التي تدعمهم لا سيما الخليجيين منهم يتبين أنه صراع لا يجري بين العلمانيين من جهة وجهاديين من جهة ثانية وبعيداً عن أي تبسيط أن الكثيرون من أعداء داعش كثيرون. الجهاديين بل هم ربما الطرف الأكبر ومنهم من يتقاسم معها مشروع الدولة الإسلامية بحدود متباينة ويقترب منها بشكل أكثر مما يقترب من الجيش الحر كأحرار الشام ولواء الإسلام الذي وقع مع داعش في ربيع العام الماضي بياناً لإقامة دولة إسلامية قبل نقضه والأرجح أن الشمال السوري قد لا يتسع قريباً لكلا الكتلتين داعش والجيش الحر وحلفائه إذا ما قررت داعش المضي قدماً في إضعاف هذا الأخير ومن الجلي أن داعش بدأت بتنفيذ أجندتها الخاصة وأن لحظة الفراق مع المعارضة السورية المسلحة قد حانت وأن هدف إقامة دولة خلافة إسلامية إنطلاقاً من الشمال السوري الذي تذخر به أدبيات مقاتلي أبي بكر البغدادي يتقدم على هدف أطراف المعارضة السورية الأخرى كإسقاط النظام قبل كل شيء. حول هذا الموضوع معنا عبر السكايب من باريس عضو الائتلاف الوطني المعارض السيد ميشيل كيلو وعلى الهواء مباشرةً السيد هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق السورية في المهجر نرحب بضيفينا وقبل أن نبدأ النقاش نبدأ مع بانوراما سريعة من مكتبنا في دمشق حول أبرز تطورات الملف السوري لهذا الأسبوع.
التقرير :
في حديث دمشق لواء عاصفة الشمال في الجيش الحر يفقد سيطرته على مدينة إعزاز بعد معارك مع دولة العراق والشام ولكنه ما زال يحتفظ مع معبر السلام مع تركيا بدعم من لواء التوحيد. الجيش السوري يفرض سيطرته على بلدة شبعا القريبة من طريق المطار الدولي إثر اشتباكات عنيفة مع المسلحين استمرت 48 ساعة. وانتهاء المهلة التي حددها الاتفاق الأمريكي – الروسي بخصوص الأسلحة الكيميائية السورية ودمشق تقدم تزامناً لوائح المعلومات المطلوبة إلى منظمة حظر السلاح الكيميائي. حركة أمريكية فرنسية بريطانية نشطة تجاه مجلس الأمن الدولي لمحاولة استخلاص قرار ملزم لسوريا بالتخلي عن سلاحها الكيميائي. نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف يصل إلى دمشق ويلتقي الرئيس بشار الأسد ويؤكد على ثبات موقف موسكو بحل الأزمة بطريقة سلمية. الرئيس الإيراني يعلن استعداد بلادة المساهمة في إطلاق حوار بين الحكومة السورية والمعارضة والائتلاف السوري يصف المبادرة بأنها غير جدية وتفتقد للمصداقية.
المذيعة :
أهلاً بكم أعزائي المشاهدين مجدداً وأهلاً بك سيد هيثم مناع من باريس وريثما يجهز الإتصال مع السيد ميشيل كيلو. ما هو رأيك بما يحدث في الشمال السوري وهل انتهى تحالف الأمر الواقع بين داعش وجبهة النصرة والمجموعات الجهادية الأخرى وبين الجيش الحر ؟
د. هيثم مناع :
نحن أمام انفجار كان محتملاً منذ زمن وبدأت ملامحه الأولى في الاغتيالات بين الطرفين وبالتالي هناك تصعيد وفروع القاعدة في العراق وسوريا كانوا منذ الأساس واضحين في ولائهم أولاً لأيمن الظواهري، وثانياً في دعوتهم إلى إقامة دولة خلافة إسلامية ولم يقدموا أي تنازل لأحد، على العكس من ذلك، الآخرين يقدمون تنازلات إليهم بدعوى أن الأساس هو إسقاط النظام وبالتالي الغاية تبرر الواسطة ويمكن أن نقوم بهذه المهمة حتى مع الشيطان. اليوم لم يعد ذلك ممكناً ولكن ليس بقرار من المعتدلين ومن الديمقراطيين وإنما بقرار ممن يطالب بإقامة خلافة إسلامية في العراق وسوريا أي أنهم قرروا أن يتغذوا بالطرف الثاني قبل أن يتعشى بهم. إذاً ما آن الأوان لكي يكون هناك مساحة من الأرض لقيادة الجيش السوري الحر هذا هو الوضع وأظن أننا قد قرأنا ذلك قبل أكثر من عام وصرخنا في الهواء وفي الفضاء ولم يستمع إلى صيحتنا أحد. وكان هناك من يقول أنهم حواريي المسيح، وهناك من يقول أنهم تركوا الأهل والبلد من أجل نصرتنا، ومنهم من يقول أنهم يستقبلوني وأنا سافرة. نتذكر كل هذه المغازلات التي كانت موجودة والتي لم تعد كافية بالنسبة للتكفيريين الذين باتوا يشعرون أن بإمكانهم لوحدهم أن يسيطروا على مناطق نحن نعرف أن العقلية التكفيرية ليس لها حدود فإذا كانت المنطقة المسيطر عليها 10 أو 100 كم نفس الشيء، تعلن الإمارة والسلام عليكم وبالتالي هذه العقلية التكفيرية التدميرية كان من الواجب أن ننتبه إليها ونركز على نضالنا الديمقراطي الوطني بعيداً عن الأجندات الأخرى، لأن هذه الأجندات مدمرة للثورة السورية ولكل الأهداف التي خرجت من أجلها .
المذيعة :
أستاذ هيثم هل برأيك هناك إمكانيه للتعايش بين داعش والنصرة من جهة، وبقية فصائل المعارضة من جهة أخرى، أم نحن أمام حرب تم الإعلان عنها أو ربما اتخذ قرار إقليمي بهذه التصفيات التي بدأت في الريف الشمالي وفي شمال اللاذقية ودير الزور كيف تنظر إلى هذه المواجهات ؟
د. هيثم مناع :
أنا أظن أنه من المستحيل تعايش الأضداد. هناك مشروعين مختلفين حاول البعض أن يقول يُفتح هذا الملف بعد سقوط الأسد، وأظن أن هذه المعضلة الأساسية التي أعطت لهؤلاء قوة في الساحة وأعطتهم الوقت والمجال لكي يصبحوا بالفعل قوة حقيقية. لو كان هناك موقفاً صارماً منهم منذ البدء، يحدد إذا كان هناك من تسلح فلا يمكن لهذا التسلح أن يكون سوى في خدمة مشروع وطني ديمقراطي مدني. لو كان هناك وضوح في الرؤيا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، ليس القرار بيد الورقة التي وقع عليها الشيشاني والكويتي . هذه مسخرة المشكلة أكبر بكثير، المشكلة أن هناك من يضع في السجون في الرقة أعضاء من هيئة التنسيق الوطنية ومناصري الائتلاف والهيئة العليا للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والجيش الحر، يطرحهم في سجن واحد. لأول مرة تجتمع المعارضة غير التكفيرية في سجن واحد وفي مكان واحد هو في الرقة. إذاً هل يمكن التعايش مع هؤلاء؟ أظن أن أي هدنة أو وقف إطلاق النار هو نوع من إخفاء الشمس بالغربال. علينا أن نفكر بمصلحة الوطن وننظر للأمور بعقلانية وأن نخرج من مسألة التكتيكات والتحالفات التي يمكن أن تدمر ما تبقى من أهداف ندافع عنها في سوريا.
المذيعة :
أستاذ هيثم كان من المفترض أن ينضم إلينا السيد ميشيل كيلو للإجابة حول هذا الملف والاستحقاقات التي تنتظر المعارضة ولكن لأسباب لم يوضحها انسحب من هذه الحلقة ومن المشاركة فيها. أنتقل الى السيد عبد الله علي الخبير في الجماعات الجهادية . أستاذ عبد الله مساء الخير
أ. عبد الله علي :
مساء النور
المذيعة :
بصفتك خبيراً في الجماعات الجهادية السورية، هل يمكن القول أن ما يحدث بين داعش والجماعات الأخرى هي بداية فرز بين كتلة مدنية إسلامية وبين جماعة تكفيرية؟ وما هو الخط الفاصل الذي يجعل السياسة مستحيلة بين الكتلتين، والقتال شرٌ لا بد منه، على الأقل كما توضح الأحداث الأخيرة؟.
أ. عبد الله علي :
لقد قلّبتِ المواجع بهذا السؤال، فهو سؤال متأخر جداً فقد تجاوزنا المرحلة التي كان يمكن فيها الحديث عن صراع بين تيار مدني وآخر ديني. صحيح كانت هناك محاولات لإنشاء كتائب مسلحة تحمل الطابع العلماني، مثل حركة الرديف السوري أو جبهة ثوار سوريا وبعض الكتائب في حلب، ولكن جميع هذه المحاولات ومنذ العام الماضي فشلت ولم يعد لها وجود سوى كصفحة على الفيس بوك. أما ما يحصل اليوم فنحن في مرحلة جديدة تماماً لا يوجد فيها سوى الكتائب الإسلامية المتشددة فإذا نظرنا إلى خريطة التنظيمات المسلحة في سوريا نجد أنها تنقسم إلى عدة جبهات أربع أو خمس جبهات أساسية. هناك جبهة تحرير سوريا الإسلامية التي ينتمي إليها لواء التوحيد ولواء الفتح ولواء الإسلام وكتائب الفاروق، وهي من إسمها ذات طابع إسلامي، كما أنها في ميثاقها تنص على أنها تهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
الجبهة الثانية هي الجبهة السورية الإسلامية، ومن أهم الفصائل التي تنضوي تحتها حركة أحرار الشام الإسلامية، وهذه الحركة معروفه بتوجهها السلفي الجهادي، وأغلب الممولين لها من الجنسية الكويتية، مثل شافي العجمي وفهد حجاج العجمي، وهناك جبهة الأصالة والتنمية وتنشط في المنطقة الشرقية، وهي كذلك تنص في ميثاقها على أنها ذات طابع إسلامي. بالإضافة إلى جبهة النصرة، ودولة داعش، وهما تهدفان إلى إقامة الخلافة الإسلامية، وهذه الجبهات تعادل 90 % من الجبهات في سوريا فالحديث عن تيار علماني وتيار ديني هو بتصوري كلام خاطئ.
الجبهة الثانية هي الجبهة السورية الإسلامية، ومن أهم الفصائل التي تنضوي تحتها حركة أحرار الشام الإسلامية، وهذه الحركة معروفه بتوجهها السلفي الجهادي، وأغلب الممولين لها من الجنسية الكويتية، مثل شافي العجمي وفهد حجاج العجمي، وهناك جبهة الأصالة والتنمية وتنشط في المنطقة الشرقية، وهي كذلك تنص في ميثاقها على أنها ذات طابع إسلامي. بالإضافة إلى جبهة النصرة، ودولة داعش، وهما تهدفان إلى إقامة الخلافة الإسلامية، وهذه الجبهات تعادل 90 % من الجبهات في سوريا فالحديث عن تيار علماني وتيار ديني هو بتصوري كلام خاطئ.
المذيعة :
أستاذ عبد الله طالما أن هذه الألوية تمتلك أجندة واحدة، لماذا تتقاتل؟. إذا كانت تتفق على إقامة الدولة الإسلامية، فلماذا الصراع وما هو سبب الاختلاف والاقتتال والمواجهات بينها؟.
أ. عبد الله علي :
بالنسبة لجبهة النصرة ودولة داعش، المشروع التي تنوي إقامته هو إقامة الدولة الإسلامية، والتمدد والاستمرار في الجهاد إلى يوم القيامة، فهم يريدون محاربة كل العالم. أما بالنسبة لجبهة تحرير سوريا أو الجبهة السورية الإسلامية، مشروعها صحيح أنه إسلامي ولكنه ضمن سوريا فقط.
المذيعة :
إذاً الخلاف عقائدي؟.
أ. عبد الله علي :
ليس عقائدياً. فمثلاً لواء أحرار الشام يريدون داخل سوريا، ولكن إسلامي دولة إسلامية. ولكن هناك نقطة مهمة أنه نلاحظ أن أحرار الشام وجبهة النصرة ولواء الإسلام توجد خلافات فيما بينهم، والخلاف ليس فقط بين داعش وباقي الفصائل، في الفترة الأخيرة سمعنا مفتي لواء الإسلام أبو عبد الرحمن الكعكي يصف جبهة النصرة بالخوارج والمارقين.
المذيعة :
أستاذ هيثم كان هناك بيان لقمة الثمانية في إيرلندا، دعا فيه النظام والمعارضة إلى مقاتلة الإرهاب، وهو يقصد القاعدة والنصرة التي وضعها الاتحاد الأوروبي على قائمة الإرهاب. واليوم وفي الطريق إلى جنيف يجري الحديث عن تحالف يضم النظام والمعارضة لمقاتلة الإرهاب. هل يبدو هذا لك واقعياً، وهل يمكن أن يقبل الائتلاف الوطني السوري بذلك؟.
د. هيثم مناع :
أنا كنت أتمنى أن يكون الأستاذ ميشيل كيلو معنا لكي يجاوب على هذا السؤال، لأن الشق الثاني يتعلق به و بمشروعه.
المذيعة :
يمكن الإجابة بالنيابة عنه !!!
د. هيثم مناع :
لا. أنا أمثل هيئة التنسيق الوطنية … !!!
المذيعة :
أنا أريد منك أن تفترض الإجابة ضمن سياسة الائتلاف ..
د. هيثم مناع :
سأجيب كتحليل، ولكن لست متحدثاً بإسمهم، وهم فقط يتحدثون بإسم تنظيمهم. بالنسبة للنقطة التي ذكرتها أحب فقط أن أقول بالنسبة لما يسمى بالكارتوغرافيا للقوى التي يمكن تسميتها بالسلفية الجهادية إذا لم نرد استعمال كلمة التكفيريين فهذه القوى وفق الكارتوغراف الذي تابعها ودرسها بدقة السيد اللماني مندوب المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي تشمل حوالي 58% إلى 60% وليس أكثر، لأننا هزّلنا كثيراً المجموعات المحلية التي تنتمي أحياناً إلى مجموعات محلية بالمعنى العشائري وأحياناً بالمعنى السياسي وأحياناً بالمعنى “القبضاي” المحلي ….
المذيعة :
أستاذ هيثم أنا مضطرة للمقاطعة، مضطرة لأخذ مكالمة هاتفية من السيد لؤي المقداد المتحدث الرسمي باسم الجيش الحر لأنه معنا عبر الهاتف و ليس لديه الكثير من الوقت.
سيد لؤي أولاً مساء الخير، السؤال: هل بوسع المعارضة السورية اليوم أن تنتصر على النظام من دون داعش ومن دون النصرة ومن دون أحرار الشام ومن دون صقورها، و هل يمكن ذلك من دون الجهاديين تونسيين و ليبيين …. و ما رأيك في الاقتتال الذي يدور بين داعش و بين مجموعات من المعارضة السورية المسلحة في أكثر من منطقة سورية ؟؟
أ. لؤي المقداد :
مساء الخير، وللتوضيح أنا المنسق الإعلامي والسياسي لقيادة هيئة أركان الجيش الحر. أنا لا أعلم تماماً كيف كان مسار الحلقة، لكن سمعت الاستاذ هيثم مناع يحلل و يشرح المجموعات التي أسماها بأنها متطرفة وقد نلتقي معه في بعض ما قاله، لكن السؤال هل في حلقتكم تشرّحون كل المجموعات، نحن نتحدث عن الحرس الثوري وميليشيا أبو الفضل العباس ومليشيا حزب الله التي تقتل الشعب السوري.
المذيعة :
نحن اليوم نتحدث فقط عن الاقتتال والتصفية والمواجهات التي تجري بين ألوية تابعة للمعارضة السورية المسلحة.
أ. لؤي المقداد :
أنتم إختصاصكم فقط ألوية تابعة للمعارضة السورية ؟؟!!؟؟؟ ليس لديكم إختصاص ألوية و مليشيات تابعة للنظام ؟؟
المذيعة :
أستاذ لؤي نحن اليوم حلقتنا تسلط الضوء على التطورات الأخيرة في الشمال السوري.
أ. لؤي المقداد :
نعود ونسأل هل لديكم حلقة ثانية تسلط الضوء على الميليشيات التابعة للنظام ؟؟
المذيعة :
أستاذ لؤي تفضل الحديث لك ؟
أ. لؤي المقداد :
في كل الأحوال، نحن في الجيش السوري الحر نتعامل مع أي مجموعة غير منضبطة، إن كانت تابعة لأي أجندة وأي فكر يختلف عن فكر الشعب السوري وقيمه بنيل الحرية ونيل الدولة الديمقراطية العادلة، على أنها مجموعة غير منضبطة وليست منا وليس لدينا أي تنسيق معها، وعندما ترفع بندقية أي مجموعة في وجه الشعب السوري إن كان من ميليشيات حسن نصر الله وإن كان من ميليشيات طهران وإن كان من ميليشيات أيمن الظواهري، واجب الجيش السوري الحر الدفاع عن أهله والدفاع عن المواطنين والدفاع عن الناس، كما شاهدنا ما حصل في إعزاز وما حصل في القصير. بالنسبة لنا هؤلاء عندما ترفع أي بندقية من قبلهم في منطقة محررة ضد المدنيين وضد الناس، واجب الجيش الحر أن يحميهم وأن ينظم و يضبط الأداء بما يتوافق مع برنامج الشعب السوري. لكن أن نكرس حالة إعلامية و ضجيج إعلامي حول تجاوزات هذه المجموعات التي لا نبررها وندينها بأشد العبارات، بل الأكثر من ذلك نحن اليوم على الأرض في حالة مواجهة معهم، لكن أن نكرس على هذه النقطة فقط وألا نضيء على ميليشيات أخرى عراقية وإيرانية باسيج وحرس ثوري وحزب الله، هذا فيه ظلم للثورة السورية، وأنا لا أتصور أنكم تحبون أن تكونوا في موقع الظالم، والأستاذ هيثم أنا أتمنى باعتباره معارض سوري أن يتطرق إلى الملفين وإلى الموضوعين بنفس الخطورة، لأن الإثنان يمارسان القتل بحق الشعب السوري، الإثنان يخربان سورية، الإثنان يعملان لأجندة غربية لا نعرفها نحن، وعندما نقول غربية بمعنى أنها لا تمثل تطلعات الشعب السوري الديمقراطية والحرة.
المذيعة :
أستاذ لؤي لكن هذه المجموعات حليفة لكم وأيضاً اعتبرتموها لزمن طويل جزءاً من الثورة السورية …
أ. لؤي المقداد :
سيدتي ممكن أنتِ و السيد غسان بن جدو كنتم تجدونها حليفة لنا، لكن أنا بحياتي لم أكن حليفاً لأيمن الظواهري …
المذيعة :
أنتم من اعتبر جبهة النصرة جزءاً من الثورة السورية !!!
أ. لؤي المقداد :
من ؟؟!! …. عندما تقولين أنتم من تقصدين ؟؟
المذيعة :
هناك تصريحات في الائتلاف الوطني…
أ. لؤي المقداد :
أريد أسماً لو سمحتي ؟؟ …. و أنا سأعطيكِ ودعيني أوضح … أن يخرج أحد أعضاء الائتلاف سابقاً أو أعضاء المجلس الوطني و يقول بأن مقاتلي جبهة النصرة هم أتوا لنصرة الشعب السوري ومن هذا القبيل … هذا عندما هم قالوا عن أنفسهم أتينا إلى سورية لنصرة الشعب السوري وعندما تخلى كل العالم والغرب عن نصرة الشعب السوري، نحن قلنا هم هكذا يدعون، لكن هذا لا يعني أن المعارضة السورية أو قوى الثورة السورية أو هيئة أركان الجيش الحر أو الجيش الحر أو السوريين يعطونهم هذا الغطاء ليفعلوا ما يشاؤون. أي أننا في اللحظة التي خرج فيها أبو محمد الجولاني وأعطى البيعة لأيمن الظواهري أصبحت بالنسبة لنا ليست فقط مجموعة غير منضبطة و غير مرغوب بها في الأراضي السورية لتعمل وفق أجندة ويضعوا أمراء ويسلموا خلفاء وكأن الشعب السوري كان ينقصه فقط من يحكمه وكأننا نريد استبدال بشار الأسد بدكتاتور ثاني، بل هم فهموا القصة بشكل خاطئ، الشعب له أهدافه و سيحققها وسيسقط النظام وسيقيم دولة عادلة ديمقراطية، نحن لم نعطي الغطاء لأحد ولم نتعاون يوماً معهم ولم تكن هناك غرفة عمليات مشتركة أو تنفيذ مشترك أو تمويل مشترك، وهم وضعهم المادي جيد جداً، وأيضاً علاقته بالحرس الثوري الإيراني غير موضوع سندخل فيه و في تفصيله و كيف أتوا وكيف دخلوا من العراق وكيف كانوا في معتقلات بشار الأسد ومن ثم خرجوا…. هذه أسئلة كثيرة من الممكن أن يستطيع الأستاذ هيثم المساعدة في الإجابة عليها لكن ، ….
المذيعة :
أستاذ لؤي فقط أريد أن أورد شيئاً على السريع، هنالك محضر لجلسة أو لاجتماع للأمانة العامة للمجلس الوطني السوري في العشرين من آب في استنبول قال فيه السيد جورج صبرا، دافعنا أمام الامريكان عن جبهة النصرة كما لم تدافع عن نفسها، و أيضاً كان هناك تصريحات للسيد معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري قال فيه أن أمريكا قد تسرعت كثيراً في إعلان جبهة النصرة على لوائح الإرهاب الأمريكية.
أ. لؤي المقداد :
لست في المجلس الوطني أولاً، ولم أكن في الاجتماع ولست في موقع الدفاع عن أخطاء أحد، لكن عندما قال الأستاذ معاذ و الأستاذ جورج هذا الكلام، أعود و أكرر أن هذا ما كانت تقوله جبهة النصرة، أي أن جبهة النصرة عندما أتت إلى سوريا قالت نحن مقاتلين أتينا لكي نساعدكم في وجه بشار الأسد، إن كنت أنا ضد هذا أم معه، هذا بحث آخر، لكن هم قالوا هذا الكلام، عندما جورج صبرا يتبنى ما قالوه لا يكون جورج صبرا كاذب هم من قالوا هذا الكلام، لكن عندما قالت جبهة النصرة بأنها قدمت البيعة للظواهري و عندما اختلف أبو محمد الجولاني و أبو بكر البغدادي من سيكون أميراً على سوريا و أصبحوا يولّون أنفسهم أمراءاً الشعب السوري المسكين الذي يذبح، قلنا لهم نحن لا ننسق ولا نتعاون ولا نعطي أي غطاء لأي ظالم للشعب السوري لا تحت راية الدين ولا تحت راية القومية وفلسطين وكذبة الممانعة والمقاومة.
المذيعة :
أستاذ لؤي في ظل الأوضاع المتدهورة اليوم للجيش الحر هل يمكن الخروج بتصور أو استراتيجية عسكرية جديدة للجيش الحر، كيف يمكن أن توقفوا هذه المواجهات وهذا الاقتتال؟؟
أ. لؤي المقداد :
أوضاعنا متدهورة بالنسبة للميادين والمنار والدنيا فقط، وضعنا على الأرض جيد ونتقدم وفق المعطيات والإمكانيات التي لدينا، نتقدم على المحاور، اليوم هنالك معركة تحرير في ريف حلب وريف حماة ….
المذيعة :
أنا أتحدث عن مواجهاتكم مع الألوية المتشددة أستاذ لؤي.
أ. لؤي المقداد :
نحن لدينا مواجهات مع هذه الألوية ولكن هذا لا يعني أن وضع الجيش الحر متدهور، وضع الجيش الحر متدهور بالنسبة للميادين فقط، فهي تتغنى بانتصارات بشار الأسد على المجموعات التكفيرية وفي الأساس أنا بالنسبة لكم أنطق باسم مجموعة إرهابية ممن توصفونها أنتم بالمجموعات الإرهابية …
المذيعة :
نحن لا نستخدم هذا التعبير أبداً سيد لؤي .
أ. لؤي المقداد :
أنا اليوم بعد الحلقة سأعطيكم مقاطع لانتصارات الجيش الحر وتحرير مواقع ومراكز للنظام وأتمنى أن تبث في أول نشرة أخبار ….
المذيعة :
بكل تأكيد، ونحن نبث مثل هذه المقاطع في كل الأحوال، أستاذ لؤي المقداد شكراً جزيلاً لك كنت معنا عبر الهاتف من استنبول .
أستاذ هيثم لطالما انتقدت المعارضة السورية المسلحة على تحالفها مع المجموعات الجهادية، وها هي اليوم تصطدم بعض أجنحتها مع داعش، هل برأيك هذا الإصطدام قد يؤدي إلى فرزٍ ما داخل المعارضة؟؟ هل يمكن أن يكون هذا الإصطدام في مصلحة المعارضة السورية؟
د. هيثم مناع :
سأجيبك على هذا السؤال، لكن أريد أن أجاوب الأخ لؤي على السؤال الذي طرحه، نحن كنا في بروكسيل في مؤتمر ضد الدكتاتورية والتدخل العسكري الخارجي، وقلت في هذا المؤتمر أننا ضد أي تواجد عسكري خارجي من أي طرف جاء ولأي طرف اصطف، وهذا كان واضح وقدرت عدد المقاتلين الشيعة بخمسة آلاف، البارحة في برنامج على العربية قدروهم بثلاثة آلاف نحن على ما أظن تقديراتنا أدق ونحن نطالب بخروج كل المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، لأننا نعتبر هذه مصيبة بكل معاني الكلمة، أينما كانوا ومهما حملوا من ورود وشعارات، لأن هذه الشعارات كلها لا يمكن إلا أن تدمر إضافةً في الحرب العبثية المدمرة التي نعيشها في سوريا، هذا هو موقفنا الواضح و ليس لدينا “خيار و فقوس” و “بنت ست وبنت جارية” لكن نحن أيضاً نعلم أنه على الأراضي السورية أكثر من عشرين ألف مقاتل جهادي تكفيري، وهذا العدد مخيف لأنه أكبر من عدد الأفغان العرب وأكبر من عدد كل من ذهب إلى البوسنة وأكثر من كل من ذهب إلى الصومال وإلى اليمن، إذاً نحن اليوم و كما يقول فالس وزير الداخلية الفرنسية أمام أكبر تجمع للقاعدة على الصعيد العالمي، وليس فقط في الشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق هناك خطر حقيقي، هذا الخطر هو خطر وجودي على الدولة السورية، على الشعب السوري، وعلى مفهوم المواطنة في سوريا. نحن في سوريا ملل و نحل تعايشنا أكثر من خمسة آلاف عام، جاءت أديان و اكتشفنا أديان جديدة و اكتشفنا فرق لهذه الأديان وكلهم عاشوا معاً، وكانت القدرة على التعايش معاً متجسدة في مدينة جميلة جداً هي جزء من السماء و جزء من الأرض، هي معلولا، عندما نرى شخصاً إسمه أبو مصعب الأردني مثلاً يفجر نفسه ويفتح الباب أمام عاصمة الصليبيين، مشهد كهذا يدمي قلب كل سوري. إن كان اسمه ميشيل كيلو أو كان اسمه هيثم مناع و إن كان حتى من النظام، لا يمكن أن يتحمل إنسان هذا المشهد. لذا هنالك مسائل ارتكبها هؤلاء المجرمين و لا بد من أن يكون هناك موقف واضح. وأنا أقول اليوم في هذه المناسبة، أنا أدعو قيادة أركان الجيش الحر والائتلاف الوطني إلى تغيير استراتيجيتهم السابقة، ووضع استراتيجية جديدة، تقوم أولاً على إعادة النظر في التحالفات وفي التهادنات، ثانياً أن يوقفوا الهجوم المشترك مع التكفيريين على المناطق الكردية، وعلى العكس من ذلك عليهم أن يمدوا اليد إلى وحدات الحماية الشعبية، لأن هذه الوحدات تحمل برنامجاً ديمقراطياً مدنياً، و بالتالي لابد من أن يتعاونوا معها ضد التكفيريين، ثالثاً لا بد من أن يفكروا جدياً بالذهاب إلى حل سياسي عبر إعلان جنيف، لأن التأخر اليوم يعني بالفعل ليس فقط تأخير احتمال وجود حل سلمي لانتقال ديمقراطي و إنما يعني تمزيق البلاد، وهذه مسائل أساسية لم تؤخذ بعين الجدية. بالفعل أظن بأن خياراتهم الأُخرى ستكون صعبة جداً و بائسة جداً و لن تؤدي إلى أي نتيجة على العكس من ذلك سيدفع الشرفاء من المنشقين ثمناً غالياً بحرب عبثية لوحدهم بدون تحالف مع من على الأقل يشاطرهم في البرنامج المعلن من أجل دولة ديمقراطية في سوريا.
المذيعة :
و لكن هل يمكن أن يكون ذلك واقعياً في ظل القوى والخبرة القتالية والعددية، وكما قال أستاذ عبد الله علي بأنهم يملكون أجندة جهادية وبأنهم يقاتلون فيها كل العالم وليس فقط في سوريا، هل يمكن أن يواجه اليوم الجيش الحر والائتلاف هذه الجماعات ؟؟
د. هيثم مناع :
أظن أن القوة الأكبر لمواجهة هذا الخطر هي مؤتمر جنيف, مؤتمر جنيف 2 قادر على أن يخلق تضامناً دولياً مع عملية الانتقال السلمي. عندها كل الدول التي تدعم هؤلاء، إما أن تقف في مواجهة المجتمع الدولي، أو أن تكف عن دعمهم هذه أول نقطة, النقطة الثانية عندنا شرفاء المنشقين والوحدات العسكرية والوحدات الشعبية الكردية والجيش السوري قادرين على تخليص سوريا من هذا السرطان وإلا أي طرف لوحده غير قادر على أن يخوض معركة، وستكون معارك فيها خسائر كثيرة وطويلة الزمن.
المذيعة :
أستاذ هيثم كيف يمكن الآن مواجهة احتمال قيام إمارة الأمر الواقع الإسلامية، و أن لا تقف سوريا أمام احتمالات التقسيم، أمام مشهد التقاتل في الشمال السوري من جهة، وأيضاً مشهد التقاتل الذي ذكرته قبل قليل مع الأكراد ؟
د. هيثم مناع :
أنا أظن بأن هكذا إمارة لن تقوم، ما دام هناك شباب وشابات عرب وأكراد في المنطقة الكردية يقاتلون من أجل السيادة الوطنية والديمقراطية والتغيير الإيجابي في سوريا خارج نطاق أي أيديولوجية ظلامية, هؤلاء دفعوا ثمناً غالياً للدفاع عن هذه المنطقة، وهم اللذين يشكلون اليوم العقبة الرئيسية أمام قيام هذا المشروع. من هنا التهافت عليهم والتهالك عليهم والدعم التركي لداعش والنصرة وأحرار الشام لضربهم، وللأسف لا يحسب الأتراك المخاطر التي ستعود عليهم عاجلاً أم آجلاً. النقطة الثانية بالتأكيد على قيادة الجيش السوري الحر اليوم أن تجلس جلسة ضمير وجلسة مسؤولية لكي تحدد بدقة ما هو برنامجها العسكري، وكيف يمكن تحديد الخصوم والأصدقاء، وكيف يمكن اليوم خوض المعارك حيث يجب أن تخاض، وبالتالي أن تسحب كل مقاتليها من مواجهة الوحدات الشعبية في المناطق الكردية فوراً، وأن تبادر بالاتصال بهم على العكس من ذلك من أجل الدفاع عن كل منطقة يمكن أن يشكل احتلالها دعماً لفكرة قيام إمارة لهؤلاء التكفيريين. النقطة الثالثة لا بد أن يكون هناك بالفعل تحرك دولي جدي من أجل جنيف 2، ونحن قلنا للروس إذا كانت مسألة الكيماوي ستأكل الحل السياسي فلا نريدها، نحن نريد سلة فقالوا لي سلة متكاملة ونريد من مسألة الكيماوي أن تكون تسريعاً لانعقاد مؤتمر جنيف، لأننا نعتقد بأن تدويل القضية السورية جعل من كل دولة من هنا وهناك قادرة إما على إرسال مقاتلين أو مال أو سلاح، وبالتالي يرسل المادة التي تشعل العنف أكثر وتشعل الدمار أكثر وتمزق النسيج السوري أكثر. لذلك يجب أن يكون تحديد جديد للغايات الاستراتيجية والبرنامج الاستراتيجي لقيادة أركان الجيش السوري الحر وفوراً , ثانيا يجب أن يكون هناك توجه من كل القوى التي تتحدث عن دولة ديمقراطية إلى مؤتمر جنيف بدون شروط و ( بس عاد العلكات الي منسمعها ويوم مع ويوم ضد والولدانات هاي ) لأننا نعتقد لم تعد الأمور تتحمل المراهقة السياسية. نحن الآن أمام مسألة وجودية الآن هي أن تكون سوريا أو لا تكون. وفي وضع كهذا يجب علينا أن نتوجه إلى المنفذ السالك مونذهب إلى الأمم المتحدة لنطالب بالفصل السابع ( والعلاك الفاضي ), منذ سنتين قلنا لهم سيكون هناك عشرين فيتو لا تضيعوا وقتكم , إذهبوا إلى المجدي ولا تضيعوا وقتكم بالنضال في طرق مسدودة. نحن الآن بحاجة إلى انعقاد مؤتمر يحضره الأطراف اللذين يريدون حلاً سلمياً ويقبلون بإعلان جنيف، وتتكاتف هذه الأطراف مع الجماعة الدولية للتخلص من كل المتطرفين من سوريا إن كانوا في هذا المعسكر أو ذاك. هذا هو الحل الوحيد وإلا سندخل في طريق مسدود ومظلم وطويل وللأسف أقول أن البعض لا يعرف مسؤولية الدم السوري ويتحدث كل يوم عن الأرقام وكأنه يتحدث عن علبة شوكولا, هذه الأرقام عندما يكون لدينا اليوم مشمول بالأزمة السورية أكثر من ثمانية ملايين انسان, لما يكون لدينا بين قتيل وجريح ومعاق مدى الحياة أكثر من ثمانمائة ألف إنسان, كل هذه الآلام ونحن ما زلنا نتحدث في تكتيكات صغيرة, لابد من وضع استراتيجية واضحة للعمل تتوجه إلى الحل السياسي، وتعتبر أن هذا الحل السياسي هو الغطاء الوحيد من كل من يأتيه من الخارج شرقاً أو غرباً , جنوباً أو شمالاً , نحن اليوم أصبحت كلمة المقاتل الأجنبي أصل العلة في سوريا لأننا في لحظة ما سيكون أمامنا بالفعل معركة للآخرين في أرضنا لا علاقة لها لا بطموحات الناس ولا بإمكانيتهم على العيش المشترك
المذيعة :
أستاذ هيثم ما الذي أشعل هذه المواجهة برأيك بين الألوية الإسلامية في الشمال السوري وبين أكثر من منطقة, هل هناك قرار إقليمي بهذا الموضوع, ربما للتحضير لأجندة معينة قبل جنيف, ما الذي يحدث ؟
د. هيثم مناع :
يا أختي العزيزة منذ سنة ونحن نقول لهم : بين ليلة وضحاها سينقضّون عليكم, هؤلاء لا أمانة لهم, هم يعتبرون أنفسهم الممثلين الحقيقيين لله في الأرض ! وبالتالي نحن كلنا كفرة ! بما فيهم الجيش الحر وكل الناس كفرة, من هذا المنطلق عاجلاً أم آجلاً هذه المواجهة كانت ستتم, وتمت بأشكال (مثل ما بقولوا أمويباتييه ) يعني اغتيال واحد من هنا وقتل واحد من هنا, نحن شاهدنا كيف أنهم أساؤوا كثيراً لعلاقات دولية مع قيادة أركان الجيش الحر مع ذلك صمت الجيش الحر عن هذه المشاكل, شاهدنا كيف جرت جريمة اختطاف المطرانين, شاهدنا كيف جرت عملية اختطاف الأب باولو ونتمنى أن يكون حياً, شاهدنا كيف اختطف زميلنا جوزي فرانسوا, شاهدنا كل هذه الجرائم والتي يتم تداولها باعتبارهم رهائن وأحياناً بفدية مالية. حتى أخلاق ليس لديهم, هم يتعاملون مع الكثير من القضايا بفدية مالية، فكيف يمكن لهؤلاء أن يتحدثوا بالخلافة الراشدية وفي أنموذج إسلامي صالح. نحن أمام مجموعات مجرمة علينا أن نقف موقفاً مشتركاً منها وهذا الموقف المشترك هو الذي يسمح لنا بأن يكون لنا دور في سوريا الغد.
المذيعة:
هل برأيك فتح المعارك أمام الحدود التركية من قبيل المصادفة أو أن هناك خطة مدروسة لفتح هذه المعارك اليوم ؟
د. هيثم مناع :
للأسف كل ما يتعلق بتركيا يسيئُني، وأشعر بأن هذا الجار حاكمه بعكس شعبه, بقدر ما يتعاطف الشعب التركي مع الشعب السوري بالمعنى الصادق للكلمة، بقدر ما يلعب البوكر السيد أردوغان بلعبة خطرة جداً، ويسمح بمجموعات بالتأكيد لن تقف على الحدود التركية طويلاً، وستناله، وبالتالي لابد من أن يفتح عينه اليوم قبل الغد لأن النار ستصل إلى يديه وإلى أنقرة. نحن نقول له، من باب حرصنا على الشعب التركي وليس على العثمانية الجديدة، نقول له : إحرص على أمان بلدك, إحرص على السلام الأهلي في تركيا، وأغلق حدودك أمام هؤلاء التكفيريين، وأوقف شحنات السلاح والمال لأن كل هذا سيرتد عليك عاجلاً أو آجلاً.
المذيعة :
هل إغلاق معبر باب السلام من الجهة التركية ربما يكون مؤشر على تخوف تركيا أو بدء تفكيرها بشكل جدي تجاه الخطر القادم من هذه المجموعات ؟
د. هيثم مناع :
أولاً هذا المعبر ليس له أي قيمة بالمعنى العملي نسبة إلى ما يأتي إلى مطار استنبول, هذا المطار الذي جاءنا منه الآلاف، وبالتالي لا بد من موقف سياسي أولاً وإجراءات عملية لهذا الموقف. واليوم أنا أقول إن تركيا لن تتأخر في الدخول في معمعان الحركة التكفيرية, اليوم هي منطقة عبور كما يقولون في فتاواهم ولكن غداً ستكون أرض مقر.
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات