‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشرق الأوسط. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشرق الأوسط. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

عندما يغضب السعوديون جراء الطعنة الامريكية المسمومة

    أكتوبر 09, 2013   No comments
عبد الباري عطوان
ليس من السهل ان يغضب السعوديون ويفقدوا اعصابهم بسهولة، فقد تربى المسؤولون منهم على اقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانفعال، والاقدام على ردود فعل متوترة، هذا ما قاله وزير خارجية خليجي في تعليقه على عدم القاء الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي لكلمته امام الامم المتحدة احتجاجا على التقارب الامريكي الايراني، واضاف الوزير السابق قائلا لكن الزمن تغير، والمصالح تغيرت، والاعصاب تآكلت ولم يعد من السهل ضبطها مثلما كان عليه الحال طوال عدة عقود في السابق.

الامير سعود الفيصل فقد اعصابه
مرتين والسبب سورية، الاولى عندما انسحب من اجتماع لاصدقاء سورية الاول الذي انعقد في تونس قبل عام ونصف العام تقريبا احتجاجا على تلكؤ الغرب في تسليح المعارضة السورية للدفاع عن نفسها في مواجهة هجمات قوات النظام الدموية، والثانية في الامم المتحدة اثناء انعقاد الجمعية العامة، احتجاجا على عجزها عن حل الازمتين الفلسطينية والسورية، حسب قول مصدر رسمي سعودي.
السياسة السعودية في سورية تواجه العديد من العثرات، ابرزها ضعف تمثيل الائتلاف الوطني السوري الذي نجحت في الهيمنة عليه، واخراج الموالين لغريمتها قطر منه، وتقليص نفوذ الاخوان المسلمين فيه لمصلحة الليبراليين والاكراد، فالجيش السوري الحر سحب اعترافه من الائتلاف وهاجم رئيسة احمد الجربا المقرب جدا من السعودية.
اما العثرة الاكبر للسياسة السعودية فتتمثل في تصاعد قوة الجماعات الجهادية الاسلامية مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، واكثر من عشرين جماعة اخرى يتبنى معظمها عقيدة تنظيم القاعدة الجهادية وهولاء من الد اعداء السعودية، وعانى زملاؤهم كثيرا من بطشها وقوات امنها، ويكفي الاشارة الى ان طائرات “الدرونز″ الامريكية (بدون طيار) تنطلق في حربها لاغتيال انصار القاعدة في اليمن من قاعدة جوية امريكية داخل الاراضي السعودية وقرب الحدود اليمنية.
السعودية وقطر ربما اختلفتا في صراعهما على السيطرة على المعارضة السورية، ولكنهما اتفقتا على شن حملة اعلامية مكثفة من خلال مدفعيتهما الاعلامية الثقيلة (العربية والجزيرة) من اجل اسقاط النظام، ولكن هذه المدفعية الثقيلة بدأت تفقد زخمها وقوتها وثقة مشاهديها بعد ان طالت الازمة السورية ودخلت النصف الثاني من عامها الثالث، ولم تنجح في اسقاط النظام السوري، مثلما نجحت في اطاحة الانظمة الليبية والمصرية واليمنية والتونسية.
ومن المفارقة ان الرئيس بشار الاسد الذي خسر الحرب الفضائية في بداية الازمة باعترافه في احد خطاباته، مقابل كسبه الحرب على الارض، بدأ يحقق مكاسب كبيرة في الفضاء هذه الايام، دون ان يخسر مواقعه على الارض او معظمها.
الرئيس الاسد بات اكثر ثقة بالنفس، وبدأ هجوما اعلاميا مضادا وبمعدل ثلاث مقابلات تلفزيونية وصحافية (دير شبيغل الالمانية) ومع كبريات المحطات الامريكية (سي بي اس)، والاقليمية وهو الذي كان يجد صعوبة بالغة في الحديث اليها، وظل يكتفي باعطاء مقابلات لمحطات تلفزيون لبنانية مثل “المنار” التابعة لحزب الله، او محطات تركية تنتمي الى الحزب الجمهوري المعارض لحزب العدالة والتنمية الحاكم، ونكاية بزعيمه رجب طيب اردوغان.
السلطات السعودية تبدو حاليا كالنمر الجريح بعد ان طعنتها ادارة الرئيس باراك اوباما طعنة مسمومة في الظهر بالانقلاب مئة وثمانين درجة تجاه ايران، اي من العدو الذي كانت تحشد الاساطيل وحاملات الطائرات لمهاجمته، الى الدولة الصديقة التي يمكن الحوار معها، واشراكها في مؤتمر جنيف الثاني لحل الازمة السورية، والاهم من ذلك اعادة تقاسم مناطق النفوذ في منطقة الشرق الاوسط معه على اساس الشراكة وليس التنافس.
مأزق السلطات السعودية ربما اكثر تعقيدا من مأزق الرئيس الاسد نفسه، لان مأزق الاول استراتيجي يتعمق، والثاني مأزق عسكري تخف حدته تدريجيا بفضل التراجع الامريكي والدعم الايراني، والدهاء الروسي.
السعودية خسرت العراق، مثلما خسرت سورية، بعدم اطاحتها سريعا بنظام الاسد، وتوشك ان تخسر لبنان، لان خروج ايران من قفص الحصار السياسي الامريكي سيعزز قوة حلفائها في لبنان، وحزب الله على وجه الخصوص، وعلى حساب حلفاء السعودية من السنة، ونصف الموارنة المسيحيين، او ما يسمى بجماعة الرابع عشر من ايار بزعامة آل الحريري.
هذا لا يعني ان القيادة السعودية لا تملك اوراقا قوية في يدها تستطيع لعبها بطريقة مؤثرة اذا احسنت استخدامها، مثل قوتها المالية الهائلة (500 مليار دولار عوائد نفطية سنوية) ودورها الاقليمي خاصة علاقاتها القوية مع حكومة الانقلاب في مصر، لكن في المقابل تعاني صعوبات في تحشيد عمقها الخليجي، فخلافها مع قطر عاد الى الواجهة مجددا، اما سلطنة عمان فتتبنى سياسة محايدة هادئة، وسلطانها زار ايران قبل ثلاثة اسابيع ولقى استقبالا حارا من قيادتها وقبل انفراج العلاقات الامريكية الايرانية، والامارات ما زالت في حال من “الحرد” لاستبعادها من استضافة مقر البنك المركزي الخليجي للعملة الموحدة، والكويت غارقة في صراعاتها الداخلية بين الحكومة والمعارضة، والاسلاميون السنة في مواجهة نظرائهم الشيعة.
ولا يمكن تجاهل الاخطار الاخرى التي تحيط بالمملكة مثل تزايد قوة تنظيم القاعدة في اليمن، وتحول الاخيرة الى دولة فاشلة، وكذلك توتر العلاقات مع حركة الاخوان المسلمين في مصر وباقي دول المنطقة بسبب مساندتها للانقلاب العسكري المصري بقيادة الجنرال السيسي، وهو الدعم الذي ادى الى فتور علاقاتها مع تركيا ايضا.
بعد كل ما تقدم يبدو مفهوما خروج الامير سعود الفيصل عن طوره، وهو يرى سياسة بلاده الخارجية في تراجع خطير، مثلما يرى اثر سم الطعنة الامريكية ينتشر في الجسد السياسي السعودي، مثلما يرى انقلابا في المعادلات الاقليمية والطائفية في المنطقة في غير صالح السعودية، ودون ان تكون هناك فرصة كافية للتعاطي مع هذا التغيير المفاجئ بحكمة وروية.
وتراجع السيد حسن روحاني عن قبوله دعوة من العاهل السعودي لاداء فريضة الحج هذا العام بعد ان قبلها، يرسم صورة واضحة وملخصة  لهذه الازمة السعودية.
ايران اعتمدت على روسيا بوتين، والسعودية اعتمدت على الحليف الامريكي، الاولى تخرج تدريجيا من العزلة، والثانية تدخل بسرعة فيها ولو مؤقتا. الشيء الوحيد المؤكد ان رفض السيد روحاني غصن الزيتون السعودي الذي جاء متأخرا بعض الشيء، قد يعني ان “الحرب بالنيابة” بين البلدين في سورية والعراق واليمن ولبنان قد تزداد اشتعالا في الاسابيع القليلة القادمة.
اتمنى ان تدعو القيادة السعودية حميد كرزاي الرئيس الافغاني للحج والاستماع منه عن الخذلان والاذلال الذي عاناه ويعانيه من اصدقائه الامريكيين لعلها تستخلص بعض الدروس المفيدة.

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

داعش والجيش الحر وحلفائه

    سبتمبر 27, 2013   No comments



المذيعة :

 

السادة المشاهدين أهلاً وسهلاً بكم. يحضر حديثنا الدمشقي فيما يداهم التقاتل الداخلي المعارضة السورية المسلحة. الأيام الماضية شهدت وما تزال تشهد هجوم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” منفردة على كتلة واسعة من تنظيمات المعارضة المسلحة. فأخرجت لواء عاصفة الشمال من معقله في إعزاز وأنهت لواء الله أكبر في دير الزور ولواء أحفاد الرسول في الرقة واصطدمت بأحرار الشام الفصيل الجهادي الرئيسي الآخر وقتلت أحد أمرائه أبو عبيدة البنشي. وبنظرة أقرب إلى هوية المتقاتلين والأطراف التي تدعمهم لا سيما الخليجيين منهم يتبين أنه صراع لا يجري بين العلمانيين من جهة وجهاديين من جهة ثانية وبعيداً عن أي تبسيط أن الكثيرون من أعداء داعش كثيرون. الجهاديين بل هم ربما الطرف الأكبر ومنهم من يتقاسم معها مشروع الدولة الإسلامية بحدود متباينة ويقترب منها بشكل أكثر مما يقترب من الجيش الحر كأحرار الشام ولواء الإسلام الذي وقع مع داعش في ربيع العام الماضي بياناً لإقامة دولة إسلامية قبل نقضه والأرجح أن الشمال السوري قد لا يتسع قريباً لكلا الكتلتين داعش والجيش الحر وحلفائه إذا ما قررت داعش المضي قدماً في إضعاف هذا الأخير ومن الجلي أن داعش بدأت بتنفيذ أجندتها الخاصة وأن لحظة الفراق مع المعارضة السورية المسلحة قد حانت وأن هدف إقامة دولة خلافة إسلامية إنطلاقاً من الشمال السوري الذي تذخر به أدبيات مقاتلي أبي بكر البغدادي يتقدم على هدف أطراف المعارضة السورية الأخرى كإسقاط النظام قبل كل شيء. حول هذا الموضوع معنا عبر السكايب من باريس عضو الائتلاف الوطني المعارض السيد ميشيل كيلو وعلى الهواء مباشرةً السيد هيثم مناع رئيس هيئة التنسيق السورية في المهجر نرحب بضيفينا وقبل أن نبدأ النقاش نبدأ مع بانوراما سريعة من مكتبنا في دمشق حول أبرز تطورات الملف السوري لهذا الأسبوع.
التقرير :
في حديث دمشق لواء عاصفة الشمال في الجيش الحر يفقد سيطرته على مدينة إعزاز بعد معارك مع دولة العراق والشام ولكنه ما زال يحتفظ مع معبر السلام مع تركيا بدعم من لواء التوحيد. الجيش السوري يفرض سيطرته على بلدة شبعا القريبة من طريق المطار الدولي إثر اشتباكات عنيفة مع المسلحين استمرت 48 ساعة. وانتهاء المهلة التي حددها الاتفاق الأمريكي – الروسي بخصوص الأسلحة الكيميائية السورية ودمشق تقدم تزامناً لوائح المعلومات المطلوبة إلى منظمة حظر السلاح الكيميائي. حركة أمريكية فرنسية بريطانية نشطة تجاه مجلس الأمن الدولي لمحاولة استخلاص قرار ملزم لسوريا بالتخلي عن سلاحها الكيميائي. نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف يصل إلى دمشق ويلتقي الرئيس بشار الأسد ويؤكد على ثبات موقف موسكو بحل الأزمة بطريقة سلمية. الرئيس الإيراني يعلن استعداد بلادة المساهمة في إطلاق حوار بين الحكومة السورية والمعارضة والائتلاف السوري يصف المبادرة بأنها غير جدية وتفتقد للمصداقية.
المذيعة :
أهلاً بكم أعزائي المشاهدين مجدداً وأهلاً بك سيد هيثم مناع من باريس وريثما يجهز الإتصال مع السيد ميشيل كيلو. ما هو رأيك بما يحدث في الشمال السوري وهل انتهى تحالف الأمر الواقع بين داعش وجبهة النصرة والمجموعات الجهادية الأخرى وبين الجيش الحر ؟
د. هيثم مناع :
نحن أمام انفجار كان محتملاً منذ زمن وبدأت ملامحه الأولى في الاغتيالات بين الطرفين وبالتالي هناك تصعيد وفروع القاعدة في العراق وسوريا كانوا منذ الأساس واضحين في ولائهم أولاً لأيمن الظواهري، وثانياً في دعوتهم إلى إقامة دولة خلافة إسلامية ولم يقدموا أي تنازل لأحد، على العكس من ذلك، الآخرين يقدمون تنازلات إليهم بدعوى أن الأساس هو إسقاط النظام وبالتالي الغاية تبرر الواسطة ويمكن أن نقوم بهذه المهمة حتى مع الشيطان. اليوم لم يعد ذلك ممكناً ولكن ليس بقرار من المعتدلين ومن الديمقراطيين وإنما بقرار ممن يطالب بإقامة خلافة إسلامية في العراق وسوريا أي أنهم قرروا أن يتغذوا بالطرف الثاني قبل أن يتعشى بهم. إذاً ما آن الأوان لكي يكون هناك مساحة من الأرض لقيادة الجيش السوري الحر هذا هو الوضع وأظن أننا قد قرأنا ذلك قبل أكثر من عام وصرخنا في الهواء وفي الفضاء ولم يستمع إلى صيحتنا أحد. وكان هناك من يقول أنهم حواريي المسيح، وهناك من يقول أنهم تركوا الأهل والبلد من أجل نصرتنا، ومنهم من يقول أنهم يستقبلوني وأنا سافرة. نتذكر كل هذه المغازلات التي كانت موجودة والتي لم تعد كافية بالنسبة للتكفيريين الذين باتوا يشعرون أن بإمكانهم لوحدهم أن يسيطروا على مناطق نحن نعرف أن العقلية التكفيرية ليس لها حدود فإذا كانت المنطقة المسيطر عليها 10 أو 100 كم نفس الشيء، تعلن الإمارة والسلام عليكم وبالتالي هذه العقلية التكفيرية التدميرية كان من الواجب أن ننتبه إليها ونركز على نضالنا الديمقراطي الوطني بعيداً عن الأجندات الأخرى، لأن هذه الأجندات مدمرة للثورة السورية ولكل الأهداف التي خرجت من أجلها .
المذيعة :
أستاذ هيثم هل برأيك هناك إمكانيه للتعايش بين داعش والنصرة من جهة، وبقية فصائل المعارضة من جهة أخرى، أم نحن أمام حرب تم الإعلان عنها أو ربما اتخذ قرار إقليمي بهذه التصفيات التي بدأت في الريف الشمالي وفي شمال اللاذقية ودير الزور كيف تنظر إلى هذه المواجهات ؟
د. هيثم مناع :
أنا أظن أنه من المستحيل تعايش الأضداد. هناك مشروعين مختلفين حاول البعض أن يقول يُفتح هذا الملف بعد سقوط الأسد، وأظن أن هذه المعضلة الأساسية التي أعطت لهؤلاء قوة في الساحة وأعطتهم الوقت والمجال لكي يصبحوا بالفعل قوة حقيقية. لو كان هناك موقفاً صارماً منهم منذ البدء، يحدد إذا كان هناك من تسلح فلا يمكن لهذا التسلح أن يكون سوى في خدمة مشروع وطني ديمقراطي مدني. لو كان هناك وضوح في الرؤيا لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، ليس القرار بيد الورقة التي وقع عليها الشيشاني والكويتي . هذه مسخرة المشكلة أكبر بكثير، المشكلة أن هناك من يضع في السجون في الرقة أعضاء من هيئة التنسيق الوطنية ومناصري الائتلاف والهيئة العليا للثورة السورية ولجان التنسيق المحلية والجيش الحر، يطرحهم في سجن واحد. لأول مرة تجتمع المعارضة غير التكفيرية في سجن واحد وفي مكان واحد هو في الرقة. إذاً هل يمكن التعايش مع هؤلاء؟ أظن أن أي هدنة أو وقف إطلاق النار هو نوع من إخفاء الشمس بالغربال. علينا أن نفكر بمصلحة الوطن وننظر للأمور بعقلانية وأن نخرج من مسألة التكتيكات والتحالفات التي يمكن أن تدمر ما تبقى من أهداف ندافع عنها في سوريا.
المذيعة :
أستاذ هيثم كان من المفترض أن ينضم إلينا السيد ميشيل كيلو للإجابة حول هذا الملف والاستحقاقات التي تنتظر المعارضة ولكن لأسباب لم يوضحها انسحب من هذه الحلقة ومن المشاركة فيها. أنتقل الى السيد عبد الله علي الخبير في الجماعات الجهادية . أستاذ عبد الله مساء الخير
أ. عبد الله علي :
مساء النور
المذيعة :
بصفتك خبيراً في الجماعات الجهادية السورية، هل يمكن القول أن ما يحدث بين داعش والجماعات الأخرى هي بداية فرز بين كتلة مدنية إسلامية وبين جماعة تكفيرية؟ وما هو الخط الفاصل الذي يجعل السياسة مستحيلة بين الكتلتين، والقتال شرٌ لا بد منه، على الأقل كما توضح الأحداث الأخيرة؟.
أ. عبد الله علي :
لقد قلّبتِ المواجع بهذا السؤال، فهو سؤال متأخر جداً فقد تجاوزنا المرحلة التي كان يمكن فيها الحديث عن صراع بين تيار مدني وآخر ديني. صحيح كانت هناك محاولات لإنشاء كتائب مسلحة تحمل الطابع العلماني، مثل حركة الرديف السوري أو جبهة ثوار سوريا وبعض الكتائب في حلب، ولكن جميع هذه المحاولات ومنذ العام الماضي فشلت ولم يعد لها وجود سوى كصفحة على الفيس بوك. أما ما يحصل اليوم فنحن في مرحلة جديدة تماماً لا يوجد فيها سوى الكتائب الإسلامية المتشددة فإذا نظرنا إلى خريطة التنظيمات المسلحة في سوريا نجد أنها تنقسم إلى عدة جبهات أربع أو خمس جبهات أساسية. هناك جبهة تحرير سوريا الإسلامية التي ينتمي إليها لواء التوحيد ولواء الفتح ولواء الإسلام وكتائب الفاروق، وهي من إسمها ذات طابع إسلامي، كما أنها في ميثاقها تنص على أنها تهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية.
الجبهة الثانية هي الجبهة السورية الإسلامية، ومن أهم الفصائل التي تنضوي تحتها حركة أحرار الشام الإسلامية، وهذه الحركة معروفه بتوجهها السلفي الجهادي، وأغلب الممولين لها من الجنسية الكويتية، مثل شافي العجمي وفهد حجاج العجمي، وهناك جبهة الأصالة والتنمية وتنشط في المنطقة الشرقية، وهي كذلك تنص في ميثاقها على أنها ذات طابع إسلامي. بالإضافة إلى جبهة النصرة، ودولة داعش، وهما تهدفان إلى إقامة الخلافة الإسلامية، وهذه الجبهات تعادل 90 % من الجبهات في سوريا فالحديث عن تيار علماني وتيار ديني هو بتصوري كلام خاطئ.
المذيعة :
أستاذ عبد الله طالما أن هذه الألوية تمتلك أجندة واحدة، لماذا تتقاتل؟. إذا كانت تتفق على إقامة الدولة الإسلامية، فلماذا الصراع وما هو سبب الاختلاف والاقتتال والمواجهات بينها؟.
أ. عبد الله علي :
بالنسبة لجبهة النصرة ودولة داعش، المشروع التي تنوي إقامته هو إقامة الدولة الإسلامية، والتمدد والاستمرار في الجهاد إلى يوم القيامة، فهم يريدون محاربة كل العالم. أما بالنسبة لجبهة تحرير سوريا أو الجبهة السورية الإسلامية، مشروعها صحيح أنه إسلامي ولكنه ضمن سوريا فقط.
المذيعة :
إذاً الخلاف عقائدي؟.
أ. عبد الله علي :
ليس عقائدياً. فمثلاً لواء أحرار الشام يريدون داخل سوريا، ولكن إسلامي دولة إسلامية. ولكن هناك نقطة مهمة أنه نلاحظ أن أحرار الشام وجبهة النصرة ولواء الإسلام توجد خلافات فيما بينهم، والخلاف ليس فقط بين داعش وباقي الفصائل، في الفترة الأخيرة سمعنا مفتي لواء الإسلام أبو عبد الرحمن الكعكي يصف جبهة النصرة بالخوارج والمارقين.
المذيعة :
أستاذ هيثم كان هناك بيان لقمة الثمانية في إيرلندا، دعا فيه النظام والمعارضة إلى مقاتلة الإرهاب، وهو يقصد القاعدة والنصرة التي وضعها الاتحاد الأوروبي على قائمة الإرهاب. واليوم وفي الطريق إلى جنيف يجري الحديث عن تحالف يضم النظام والمعارضة لمقاتلة الإرهاب. هل يبدو هذا لك واقعياً، وهل يمكن أن يقبل الائتلاف الوطني السوري بذلك؟.
د. هيثم مناع :
أنا كنت أتمنى أن يكون الأستاذ ميشيل كيلو معنا لكي يجاوب على هذا السؤال، لأن الشق الثاني يتعلق به و بمشروعه.
المذيعة :
يمكن الإجابة بالنيابة عنه !!!
د. هيثم مناع :
لا. أنا أمثل هيئة التنسيق الوطنية … !!!
المذيعة :
أنا أريد منك أن تفترض الإجابة ضمن سياسة الائتلاف ..
د. هيثم مناع :
سأجيب كتحليل، ولكن لست متحدثاً بإسمهم، وهم فقط يتحدثون بإسم تنظيمهم. بالنسبة للنقطة التي ذكرتها أحب فقط أن أقول بالنسبة لما يسمى بالكارتوغرافيا للقوى التي يمكن تسميتها بالسلفية الجهادية إذا لم نرد استعمال كلمة التكفيريين فهذه القوى وفق الكارتوغراف الذي تابعها ودرسها بدقة السيد اللماني مندوب المبعوث الخاص للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي تشمل حوالي 58% إلى 60% وليس أكثر، لأننا هزّلنا كثيراً المجموعات المحلية التي تنتمي أحياناً إلى مجموعات محلية بالمعنى العشائري وأحياناً بالمعنى السياسي وأحياناً بالمعنى “القبضاي” المحلي ….
المذيعة :
أستاذ هيثم أنا مضطرة للمقاطعة، مضطرة لأخذ مكالمة هاتفية من السيد لؤي المقداد المتحدث الرسمي باسم الجيش الحر لأنه معنا عبر الهاتف و ليس لديه الكثير من الوقت.
سيد لؤي أولاً مساء الخير، السؤال: هل بوسع المعارضة السورية اليوم أن تنتصر على النظام من دون داعش ومن دون النصرة ومن دون أحرار الشام ومن دون صقورها، و هل يمكن ذلك من دون الجهاديين تونسيين و ليبيين …. و ما رأيك في الاقتتال الذي يدور بين داعش و بين مجموعات من المعارضة السورية المسلحة في أكثر من منطقة سورية ؟؟
أ. لؤي المقداد :
مساء الخير، وللتوضيح أنا المنسق الإعلامي والسياسي لقيادة هيئة أركان الجيش الحر. أنا لا أعلم تماماً كيف كان مسار الحلقة، لكن سمعت الاستاذ هيثم مناع يحلل و يشرح المجموعات التي أسماها بأنها متطرفة وقد نلتقي معه في بعض ما قاله، لكن السؤال هل في حلقتكم تشرّحون كل المجموعات، نحن نتحدث عن الحرس الثوري وميليشيا أبو الفضل العباس ومليشيا حزب الله التي تقتل الشعب السوري.
المذيعة :
نحن اليوم نتحدث فقط عن الاقتتال والتصفية والمواجهات التي تجري بين ألوية تابعة للمعارضة السورية المسلحة.
أ. لؤي المقداد :
أنتم إختصاصكم فقط ألوية تابعة للمعارضة السورية ؟؟!!؟؟؟ ليس لديكم إختصاص ألوية و مليشيات تابعة للنظام ؟؟
المذيعة :
أستاذ لؤي نحن اليوم حلقتنا تسلط الضوء على التطورات الأخيرة في الشمال السوري.
أ. لؤي المقداد :
نعود ونسأل هل لديكم حلقة ثانية تسلط الضوء على الميليشيات التابعة للنظام ؟؟
المذيعة :
أستاذ لؤي تفضل الحديث لك ؟
أ. لؤي المقداد :
في كل الأحوال، نحن في الجيش السوري الحر نتعامل مع أي مجموعة غير منضبطة، إن كانت تابعة لأي أجندة وأي فكر يختلف عن فكر الشعب السوري وقيمه بنيل الحرية ونيل الدولة الديمقراطية العادلة، على أنها مجموعة غير منضبطة وليست منا وليس لدينا أي تنسيق معها، وعندما ترفع بندقية أي مجموعة في وجه الشعب السوري إن كان من ميليشيات حسن نصر الله وإن كان من ميليشيات طهران وإن كان من ميليشيات أيمن الظواهري، واجب الجيش السوري الحر الدفاع عن أهله والدفاع عن المواطنين والدفاع عن الناس، كما شاهدنا ما حصل في إعزاز وما حصل في القصير. بالنسبة لنا هؤلاء عندما ترفع أي بندقية من قبلهم في منطقة محررة ضد المدنيين وضد الناس، واجب الجيش الحر أن يحميهم وأن ينظم و يضبط الأداء بما يتوافق مع برنامج الشعب السوري. لكن أن نكرس حالة إعلامية و ضجيج إعلامي حول تجاوزات هذه المجموعات التي لا نبررها وندينها بأشد العبارات، بل الأكثر من ذلك نحن اليوم على الأرض في حالة مواجهة معهم، لكن أن نكرس على هذه النقطة فقط وألا نضيء على ميليشيات أخرى عراقية وإيرانية باسيج وحرس ثوري وحزب الله، هذا فيه ظلم للثورة السورية، وأنا لا أتصور أنكم تحبون أن تكونوا في موقع الظالم، والأستاذ هيثم أنا أتمنى باعتباره معارض سوري أن يتطرق إلى الملفين وإلى الموضوعين بنفس الخطورة، لأن الإثنان يمارسان القتل بحق الشعب السوري، الإثنان يخربان سورية، الإثنان يعملان لأجندة غربية لا نعرفها نحن، وعندما نقول غربية بمعنى أنها لا تمثل تطلعات الشعب السوري الديمقراطية والحرة.
المذيعة :
أستاذ لؤي لكن هذه المجموعات حليفة لكم وأيضاً اعتبرتموها لزمن طويل جزءاً من الثورة السورية …
أ. لؤي المقداد :
سيدتي ممكن أنتِ و السيد غسان بن جدو كنتم تجدونها حليفة لنا، لكن أنا بحياتي لم أكن حليفاً لأيمن الظواهري …
المذيعة :
أنتم من اعتبر جبهة النصرة جزءاً من الثورة السورية !!!
أ. لؤي المقداد :
من ؟؟!! …. عندما تقولين أنتم من تقصدين ؟؟
المذيعة :
هناك تصريحات في الائتلاف الوطني…
أ. لؤي المقداد :
أريد أسماً لو سمحتي ؟؟ …. و أنا سأعطيكِ ودعيني أوضح … أن يخرج أحد أعضاء الائتلاف سابقاً أو أعضاء المجلس الوطني و يقول بأن مقاتلي جبهة النصرة هم أتوا لنصرة الشعب السوري ومن هذا القبيل … هذا عندما هم قالوا عن أنفسهم أتينا إلى سورية لنصرة الشعب السوري وعندما تخلى كل العالم والغرب عن نصرة الشعب السوري، نحن قلنا هم هكذا يدعون، لكن هذا لا يعني أن المعارضة السورية أو قوى الثورة السورية أو هيئة أركان الجيش الحر أو الجيش الحر أو السوريين يعطونهم هذا الغطاء ليفعلوا ما يشاؤون. أي أننا في اللحظة التي خرج فيها أبو محمد الجولاني وأعطى البيعة لأيمن الظواهري أصبحت بالنسبة لنا ليست فقط مجموعة غير منضبطة و غير مرغوب بها في الأراضي السورية لتعمل وفق أجندة ويضعوا أمراء ويسلموا خلفاء وكأن الشعب السوري كان ينقصه فقط من يحكمه وكأننا نريد استبدال بشار الأسد بدكتاتور ثاني، بل هم فهموا القصة بشكل خاطئ، الشعب له أهدافه و سيحققها وسيسقط النظام وسيقيم دولة عادلة ديمقراطية، نحن لم نعطي الغطاء لأحد ولم نتعاون يوماً معهم ولم تكن هناك غرفة عمليات مشتركة أو تنفيذ مشترك أو تمويل مشترك، وهم وضعهم المادي جيد جداً، وأيضاً علاقته بالحرس الثوري الإيراني غير موضوع سندخل فيه و في تفصيله و كيف أتوا وكيف دخلوا من العراق وكيف كانوا في معتقلات بشار الأسد ومن ثم خرجوا…. هذه أسئلة كثيرة من الممكن أن يستطيع الأستاذ هيثم المساعدة في الإجابة عليها لكن ، ….
المذيعة :
أستاذ لؤي فقط أريد أن أورد شيئاً على السريع، هنالك محضر لجلسة أو لاجتماع للأمانة العامة للمجلس الوطني السوري في العشرين من آب في استنبول قال فيه السيد جورج صبرا، دافعنا أمام الامريكان عن جبهة النصرة كما لم تدافع عن نفسها، و أيضاً كان هناك تصريحات للسيد معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري قال فيه أن أمريكا قد تسرعت كثيراً في إعلان جبهة النصرة على لوائح الإرهاب الأمريكية.
أ. لؤي المقداد :
لست في المجلس الوطني أولاً، ولم أكن في الاجتماع ولست في موقع الدفاع عن أخطاء أحد، لكن عندما قال الأستاذ معاذ و الأستاذ جورج هذا الكلام، أعود و أكرر أن هذا ما كانت تقوله جبهة النصرة، أي أن جبهة النصرة عندما أتت إلى سوريا قالت نحن مقاتلين أتينا لكي نساعدكم في وجه بشار الأسد، إن كنت أنا ضد هذا أم معه، هذا بحث آخر، لكن هم قالوا هذا الكلام، عندما جورج صبرا يتبنى ما قالوه لا يكون جورج صبرا كاذب هم من قالوا هذا الكلام، لكن عندما قالت جبهة النصرة بأنها قدمت البيعة للظواهري و عندما اختلف أبو محمد الجولاني و أبو بكر البغدادي من سيكون أميراً على سوريا و أصبحوا يولّون أنفسهم أمراءاً الشعب السوري المسكين الذي يذبح، قلنا لهم نحن لا ننسق ولا نتعاون ولا نعطي أي غطاء لأي ظالم للشعب السوري لا تحت راية الدين ولا تحت راية القومية وفلسطين وكذبة الممانعة والمقاومة.
المذيعة :
أستاذ لؤي في ظل الأوضاع المتدهورة اليوم للجيش الحر هل يمكن الخروج بتصور أو استراتيجية عسكرية جديدة للجيش الحر، كيف يمكن أن توقفوا هذه المواجهات وهذا الاقتتال؟؟
أ. لؤي المقداد :
أوضاعنا متدهورة بالنسبة للميادين والمنار والدنيا فقط، وضعنا على الأرض جيد ونتقدم وفق المعطيات والإمكانيات التي لدينا، نتقدم على المحاور، اليوم هنالك معركة تحرير في ريف حلب وريف حماة ….
المذيعة :
أنا أتحدث عن مواجهاتكم مع الألوية المتشددة أستاذ لؤي.
أ. لؤي المقداد :
نحن لدينا مواجهات مع هذه الألوية ولكن هذا لا يعني أن وضع الجيش الحر متدهور، وضع الجيش الحر متدهور بالنسبة للميادين فقط، فهي تتغنى بانتصارات بشار الأسد على المجموعات التكفيرية وفي الأساس أنا بالنسبة لكم أنطق باسم مجموعة إرهابية ممن توصفونها أنتم بالمجموعات الإرهابية …
المذيعة :
نحن لا نستخدم هذا التعبير أبداً سيد لؤي .
أ. لؤي المقداد :
أنا اليوم بعد الحلقة سأعطيكم مقاطع لانتصارات الجيش الحر وتحرير مواقع ومراكز للنظام وأتمنى أن تبث في أول نشرة أخبار ….
المذيعة :
بكل تأكيد، ونحن نبث مثل هذه المقاطع في كل الأحوال، أستاذ لؤي المقداد شكراً جزيلاً لك كنت معنا عبر الهاتف من استنبول .
أستاذ هيثم لطالما انتقدت المعارضة السورية المسلحة على تحالفها مع المجموعات الجهادية، وها هي اليوم تصطدم بعض أجنحتها مع داعش، هل برأيك هذا الإصطدام قد يؤدي إلى فرزٍ ما داخل المعارضة؟؟ هل يمكن أن يكون هذا الإصطدام في مصلحة المعارضة السورية؟
د. هيثم مناع :
سأجيبك على هذا السؤال، لكن أريد أن أجاوب الأخ لؤي على السؤال الذي طرحه، نحن كنا في بروكسيل في مؤتمر ضد الدكتاتورية والتدخل العسكري الخارجي، وقلت في هذا المؤتمر أننا ضد أي تواجد عسكري خارجي من أي طرف جاء ولأي طرف اصطف، وهذا كان واضح وقدرت عدد المقاتلين الشيعة بخمسة آلاف، البارحة في برنامج على العربية قدروهم بثلاثة آلاف نحن على ما أظن تقديراتنا أدق ونحن نطالب بخروج كل المقاتلين الأجانب من الأراضي السورية، لأننا نعتبر هذه مصيبة بكل معاني الكلمة، أينما كانوا ومهما حملوا من ورود وشعارات، لأن هذه الشعارات كلها لا يمكن إلا أن تدمر إضافةً في الحرب العبثية المدمرة التي نعيشها في سوريا، هذا هو موقفنا الواضح و ليس لدينا “خيار و فقوس” و “بنت ست وبنت جارية” لكن نحن أيضاً نعلم أنه على الأراضي السورية أكثر من عشرين ألف مقاتل جهادي تكفيري، وهذا العدد مخيف لأنه أكبر من عدد الأفغان العرب وأكبر من عدد كل من ذهب إلى البوسنة وأكثر من كل من ذهب إلى الصومال وإلى اليمن، إذاً نحن اليوم و كما يقول فالس وزير الداخلية الفرنسية أمام أكبر تجمع للقاعدة على الصعيد العالمي، وليس فقط في الشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق هناك خطر حقيقي، هذا الخطر هو خطر وجودي على الدولة السورية، على الشعب السوري، وعلى مفهوم المواطنة في سوريا. نحن في سوريا ملل و نحل تعايشنا أكثر من خمسة آلاف عام، جاءت أديان و اكتشفنا أديان جديدة و اكتشفنا فرق لهذه الأديان وكلهم عاشوا معاً، وكانت القدرة على التعايش معاً متجسدة في مدينة جميلة جداً هي جزء من السماء و جزء من الأرض، هي معلولا، عندما نرى شخصاً إسمه أبو مصعب الأردني مثلاً يفجر نفسه ويفتح الباب أمام عاصمة الصليبيين، مشهد كهذا يدمي قلب كل سوري. إن كان اسمه ميشيل كيلو أو كان اسمه هيثم مناع و إن كان حتى من النظام، لا يمكن أن يتحمل إنسان هذا المشهد. لذا هنالك مسائل ارتكبها هؤلاء المجرمين و لا بد من أن يكون هناك موقف واضح. وأنا أقول اليوم في هذه المناسبة، أنا أدعو قيادة أركان الجيش الحر والائتلاف الوطني إلى تغيير استراتيجيتهم السابقة، ووضع استراتيجية جديدة، تقوم أولاً على إعادة النظر في التحالفات وفي التهادنات، ثانياً أن يوقفوا الهجوم المشترك مع التكفيريين على المناطق الكردية، وعلى العكس من ذلك عليهم أن يمدوا اليد إلى وحدات الحماية الشعبية، لأن هذه الوحدات تحمل برنامجاً ديمقراطياً مدنياً، و بالتالي لابد من أن يتعاونوا معها ضد التكفيريين، ثالثاً لا بد من أن يفكروا جدياً بالذهاب إلى حل سياسي عبر إعلان جنيف، لأن التأخر اليوم يعني بالفعل ليس فقط تأخير احتمال وجود حل سلمي لانتقال ديمقراطي و إنما يعني تمزيق البلاد، وهذه مسائل أساسية لم تؤخذ بعين الجدية. بالفعل أظن بأن خياراتهم الأُخرى ستكون صعبة جداً و بائسة جداً و لن تؤدي إلى أي نتيجة على العكس من ذلك سيدفع الشرفاء من المنشقين ثمناً غالياً بحرب عبثية لوحدهم بدون تحالف مع من على الأقل يشاطرهم في البرنامج المعلن من أجل دولة ديمقراطية في سوريا.
المذيعة :
و لكن هل يمكن أن يكون ذلك واقعياً في ظل القوى والخبرة القتالية والعددية، وكما قال أستاذ عبد الله علي بأنهم يملكون أجندة جهادية وبأنهم يقاتلون فيها كل العالم وليس فقط في سوريا، هل يمكن أن يواجه اليوم الجيش الحر والائتلاف هذه الجماعات ؟؟
د. هيثم مناع :
أظن أن القوة الأكبر لمواجهة هذا الخطر هي مؤتمر جنيف, مؤتمر جنيف 2 قادر على أن يخلق تضامناً دولياً مع عملية الانتقال السلمي. عندها كل الدول التي تدعم هؤلاء، إما أن تقف في مواجهة المجتمع الدولي، أو أن تكف عن دعمهم هذه أول نقطة, النقطة الثانية عندنا شرفاء المنشقين والوحدات العسكرية والوحدات الشعبية الكردية والجيش السوري قادرين على تخليص سوريا من هذا السرطان وإلا أي طرف لوحده غير قادر على أن يخوض معركة، وستكون معارك فيها خسائر كثيرة وطويلة الزمن.
المذيعة :
أستاذ هيثم كيف يمكن الآن مواجهة احتمال قيام إمارة الأمر الواقع الإسلامية، و أن لا تقف سوريا أمام احتمالات التقسيم، أمام مشهد التقاتل في الشمال السوري من جهة، وأيضاً مشهد التقاتل الذي ذكرته قبل قليل مع الأكراد ؟
د. هيثم مناع :
أنا أظن بأن هكذا إمارة لن تقوم، ما دام هناك شباب وشابات عرب وأكراد في المنطقة الكردية يقاتلون من أجل السيادة الوطنية والديمقراطية والتغيير الإيجابي في سوريا خارج نطاق أي أيديولوجية ظلامية, هؤلاء دفعوا ثمناً غالياً للدفاع عن هذه المنطقة، وهم اللذين يشكلون اليوم العقبة الرئيسية أمام قيام هذا المشروع. من هنا التهافت عليهم والتهالك عليهم والدعم التركي لداعش والنصرة وأحرار الشام لضربهم، وللأسف لا يحسب الأتراك المخاطر التي ستعود عليهم عاجلاً أم آجلاً. النقطة الثانية بالتأكيد على قيادة الجيش السوري الحر اليوم أن تجلس جلسة ضمير وجلسة مسؤولية لكي تحدد بدقة ما هو برنامجها العسكري، وكيف يمكن تحديد الخصوم والأصدقاء، وكيف يمكن اليوم خوض المعارك حيث يجب أن تخاض، وبالتالي أن تسحب كل مقاتليها من مواجهة الوحدات الشعبية في المناطق الكردية فوراً، وأن تبادر بالاتصال بهم على العكس من ذلك من أجل الدفاع عن كل منطقة يمكن أن يشكل احتلالها دعماً لفكرة قيام إمارة لهؤلاء التكفيريين. النقطة الثالثة لا بد أن يكون هناك بالفعل تحرك دولي جدي من أجل جنيف 2، ونحن قلنا للروس إذا كانت مسألة الكيماوي ستأكل الحل السياسي فلا نريدها، نحن نريد سلة فقالوا لي سلة متكاملة ونريد من مسألة الكيماوي أن تكون تسريعاً لانعقاد مؤتمر جنيف، لأننا نعتقد بأن تدويل القضية السورية جعل من كل دولة من هنا وهناك قادرة إما على إرسال مقاتلين أو مال أو سلاح، وبالتالي يرسل المادة التي تشعل العنف أكثر وتشعل الدمار أكثر وتمزق النسيج السوري أكثر. لذلك يجب أن يكون تحديد جديد للغايات الاستراتيجية والبرنامج الاستراتيجي لقيادة أركان الجيش السوري الحر وفوراً , ثانيا يجب أن يكون هناك توجه من كل القوى التي تتحدث عن دولة ديمقراطية إلى مؤتمر جنيف بدون شروط و ( بس عاد العلكات الي منسمعها ويوم مع ويوم ضد والولدانات هاي ) لأننا نعتقد لم تعد الأمور تتحمل المراهقة السياسية. نحن الآن أمام مسألة وجودية الآن هي أن تكون سوريا أو لا تكون. وفي وضع كهذا يجب علينا أن نتوجه إلى المنفذ السالك مونذهب إلى الأمم المتحدة لنطالب بالفصل السابع ( والعلاك الفاضي ), منذ سنتين قلنا لهم سيكون هناك عشرين فيتو لا تضيعوا وقتكم , إذهبوا إلى المجدي ولا تضيعوا وقتكم بالنضال في طرق مسدودة. نحن الآن بحاجة إلى انعقاد مؤتمر يحضره الأطراف اللذين يريدون حلاً سلمياً ويقبلون بإعلان جنيف، وتتكاتف هذه الأطراف مع الجماعة الدولية للتخلص من كل المتطرفين من سوريا إن كانوا في هذا المعسكر أو ذاك. هذا هو الحل الوحيد وإلا سندخل في طريق مسدود ومظلم وطويل وللأسف أقول أن البعض لا يعرف مسؤولية الدم السوري ويتحدث كل يوم عن الأرقام وكأنه يتحدث عن علبة شوكولا, هذه الأرقام عندما يكون لدينا اليوم مشمول بالأزمة السورية أكثر من ثمانية ملايين انسان, لما يكون لدينا بين قتيل وجريح ومعاق مدى الحياة أكثر من ثمانمائة ألف إنسان, كل هذه الآلام ونحن ما زلنا نتحدث في تكتيكات صغيرة, لابد من وضع استراتيجية واضحة للعمل تتوجه إلى الحل السياسي، وتعتبر أن هذا الحل السياسي هو الغطاء الوحيد من كل من يأتيه من الخارج شرقاً أو غرباً , جنوباً أو شمالاً , نحن اليوم أصبحت كلمة المقاتل الأجنبي أصل العلة في سوريا لأننا في لحظة ما سيكون أمامنا بالفعل معركة للآخرين في أرضنا لا علاقة لها لا بطموحات الناس ولا بإمكانيتهم على العيش المشترك
المذيعة :
أستاذ هيثم ما الذي أشعل هذه المواجهة برأيك بين الألوية الإسلامية في الشمال السوري وبين أكثر من منطقة, هل هناك قرار إقليمي بهذا الموضوع, ربما للتحضير لأجندة معينة قبل جنيف, ما الذي يحدث ؟
د. هيثم مناع :
يا أختي العزيزة منذ سنة ونحن نقول لهم : بين ليلة وضحاها سينقضّون عليكم, هؤلاء لا أمانة لهم, هم يعتبرون أنفسهم الممثلين الحقيقيين لله في الأرض ! وبالتالي نحن كلنا كفرة ! بما فيهم الجيش الحر وكل الناس كفرة, من هذا المنطلق عاجلاً أم آجلاً هذه المواجهة كانت ستتم, وتمت بأشكال (مثل ما بقولوا أمويباتييه ) يعني اغتيال واحد من هنا وقتل واحد من هنا, نحن شاهدنا كيف أنهم أساؤوا كثيراً لعلاقات دولية مع قيادة أركان الجيش الحر مع ذلك صمت الجيش الحر عن هذه المشاكل, شاهدنا كيف جرت جريمة اختطاف المطرانين, شاهدنا كيف جرت عملية اختطاف الأب باولو ونتمنى أن يكون حياً, شاهدنا كيف اختطف زميلنا جوزي فرانسوا, شاهدنا كل هذه الجرائم والتي يتم تداولها باعتبارهم رهائن وأحياناً بفدية مالية. حتى أخلاق ليس لديهم, هم يتعاملون مع الكثير من القضايا بفدية مالية، فكيف يمكن لهؤلاء أن يتحدثوا بالخلافة الراشدية وفي أنموذج إسلامي صالح. نحن أمام مجموعات مجرمة علينا أن نقف موقفاً مشتركاً منها وهذا الموقف المشترك هو الذي يسمح لنا بأن يكون لنا دور في سوريا الغد.
المذيعة:
هل برأيك فتح المعارك أمام الحدود التركية من قبيل المصادفة أو أن هناك خطة مدروسة لفتح هذه المعارك اليوم ؟
د. هيثم مناع :
للأسف كل ما يتعلق بتركيا يسيئُني، وأشعر بأن هذا الجار حاكمه بعكس شعبه, بقدر ما يتعاطف الشعب التركي مع الشعب السوري بالمعنى الصادق للكلمة، بقدر ما يلعب البوكر السيد أردوغان بلعبة خطرة جداً، ويسمح بمجموعات بالتأكيد لن تقف على الحدود التركية طويلاً، وستناله، وبالتالي لابد من أن يفتح عينه اليوم قبل الغد لأن النار ستصل إلى يديه وإلى أنقرة. نحن نقول له، من باب حرصنا على الشعب التركي وليس على العثمانية الجديدة، نقول له : إحرص على أمان بلدك, إحرص على السلام الأهلي في تركيا، وأغلق حدودك أمام هؤلاء التكفيريين، وأوقف شحنات السلاح والمال لأن كل هذا سيرتد عليك عاجلاً أو آجلاً.
المذيعة :
هل إغلاق معبر باب السلام من الجهة التركية ربما يكون مؤشر على تخوف تركيا أو بدء تفكيرها بشكل جدي تجاه الخطر القادم من هذه المجموعات ؟
د. هيثم مناع :
أولاً هذا المعبر ليس له أي قيمة بالمعنى العملي نسبة إلى ما يأتي إلى مطار استنبول, هذا المطار الذي جاءنا منه الآلاف، وبالتالي لا بد من موقف سياسي أولاً وإجراءات عملية لهذا الموقف. واليوم أنا أقول إن تركيا لن تتأخر في الدخول في معمعان الحركة التكفيرية, اليوم هي منطقة عبور كما يقولون في فتاواهم ولكن غداً ستكون أرض مقر.

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

عالم ما بعد سان بطرس بورغ: الانقسام الكبـير 

    سبتمبر 06, 2013   No comments
ناهض حتر
ترك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضيوفه في قمة العشرين، يصطفون للصورة الجماعية الزائفة الابتسامات، ثم أقبل؛ لم يمنح نظيره الأميركي، باراك أوباما، سوى نظرة جانبية، نظرة قيصر معتدّ، ووقف حيث يفصل بينهما الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يوديونو. إنه الفراق أو إنه خلاصة مشهد رمزي للعالم الثالث مجدداً بين العملاقين.

في سان بطرس بورغ، انقسم العالم إلى منظومتين، إحداهما قديمة، تحاول تجديد هيمنتها، الرأسمالية الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة، وثانيهما جديدة، بقيادة ثنائية لروسيا والصين، تتكون من دول صاعدة في المنافسة الاقتصادية المحتدمة في مجال التجارة والصناعة والطاقة والمال؛ الصراع، في جوهره، هو صراع على مستقبل الاقتصاد العالمي، صراع على الموارد والأسواق والمبادلات والعملات، يستقطب الدول والقوى ويخوض المعارك سجالاً، في كل تلك المجالات. صراع على زعامة العالم وتهديد للأحادية القطبية الأميركية من الدولار إلى الأساطيل. إنما تتجمع هذه الصراعات، كلها، في سوريا؛ في سقوطها سقوط لمشروع نهوض عالمي، بينما يشكل انتصارها أملاً بعالم أكثر عدالة وازدهاراً وإنسانية.

حين وقعت الأزمة المالية الكبرى في الاقتصادات الرأسمالية التقليدية عام 2008، كان ائتلاف مجموعة العشرين أساسياً لتجاوزها، وخصوصاً أن اقتصادات الصين وروسيا والهند لم تقع في الحفرة، بل كانت قد وصلت إلى ذرى جديدة، بينما اقتصادا البرازيل وجنوب أفريقيا كانا أصلب عوداً من نظيراتهما التي تدور في فلك الرأسمالية الغربية، والتي تهاوت أنظمتها المالية تحت ضغط التورم السرطاني للأوراق المالية الافتراضية، في الولايات المتحدة والغرب، واقتصاد الحرب الفاشلة في العراق.
على هذه الخلفية بالذات، فاز باراك أوباما في الانتخابات الأميركية، في أجواء مصالحة عالمية تبدت في المسعى الجماعي لمواجهة الأزمة المالية. لقد ظهرت ضرورة التعاون العالمي، ونبذ الحروب، والعودة إلى شرعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي. وكان لا بد أن يأتي رئيس أميركي يعكس هذا المناخ الجديد.
ربما كان هذا الوضع هو الذي دفع بالتنظيرة الساذجة لبعض اليساريين العرب من مؤيدي الجماعات المسلحة في سوريا، حول قيام امبريالية جديدة في روسيا والصين. لكن هاتين الدولتين اللتين صمدتا أمام الأزمة المالية العالمية، بدأتا، منذ خمس سنوات، تحشدان قواهما الاقتصادية ليس فقط في اطار مجموعة البريكس، بل على نطاق أوسع عالمياً، باتجاه خيارات جديدة للإفلات من آثار الأزمة الحالية للرأسمالية الغربية، وذلك عبر تكوين اقتصاد عالمي موازٍ للسوق الرأسمالية. صحيح أنه يقوم على أسس رأسمالية أيضاً، ولكنه يسعى نحو الاستقلال ويأمل بعالم بلا حروب تحكمه الشرعية الدولية، كضرورة نمو وازدهار. وهو، أي عالم الاقتصادات الناشئة المضادة، على خلاف الرأسمالية الإمبريالية، مضطر إلى ألّا يكون إمبريالياً، بل ضد امبريالي، لجهة مصلحته في السلام والاستقرار والتوزيع المتوازن للموارد، وخصوصاً في مجال الطاقة وإدارة إعادة الهيكلة المالية للدول المتعثرة، خارج الشروط الاستعمارية النيوليبرالية لصندوق النقد الدولي.
في تغيّر العالم نحو تعددية قطبية في المجال الاقتصادي والمالي، تغير أوباما، ورضخ، شيئاً فشيئاً، لإرادة الرأسمالية الأميركية الغاضبة والقلقة إزاء استقلال نصف البشرية عن هيمنتها الاقتصادية؛ هنا ظهرت الضغوط على دول الاقتصادات الناشئة لإرهاقها في مجالي الطاقة والمال. ومع ما سُمي الربيع العربي، ظهرت، سياسياً، فرصة أميركية لإعادة هيكلة القوى في العالم العربي بما يحافظ على المصالح الأميركية، ويعزل الروس، ويحرم الصين التدفق النفطي السلس ويشدد حصار إيران من دون تكاليف حربية باهظة كالتي دفعتها واشنطن في العراق، وذلك باستخدام الأموال الخليجية والإسلام السياسي بشقيه الإخواني والجهادي. اصطدمت هذه الفرصة بالصمود السوري، المستند إلى القوة الاقليمية النقيض في الشرق الأوسط، إيران وحزب الله، ثم ما لبثت التطورات المصرية منذ ثورة 30 حزيران تصب في الاتجاه نفسه، وإنْ بتدرّج سوف ينتهي الى طلاق مبكر مع السعودية.
في تصاعد التوتر بين القوتين الأعظم، الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، حول سوريا، والتهديدات بالحرب وحشد الأساطيل في المتوسط، تظل الحقائق الأساسية للاقتصاد العالمي قائمة؛ فقد اعتبرت الدول المجتمعة في قمة مجموعة العشرين في بطرس بورغ، يومي 5 و6 ايلول الجاري، في بيانها الختامي، أن «الانتعاش ضعيف جداً والمخاطر لا تزال قائمة» ولا سيما تلك المرتبطة بـ«النمو البطيء في اقتصادات الدول الناشئة الذي يعكس تأثير تقلبات تدفق الرساميل والظروف المالية الأكثر صعوبة وتقلّب اسعار المواد الأولية».
وقبل ان يدافع عن سوريا، انبرى بوتين، في مؤتمر صحافي أمس، للدفاع عن الدول التي تحاول تحقيق ذاتها اقتصادياً، فدعا إلى «ضرورة تحقيق المكاشفة والشفافية في أسواق الطاقة والخامات لكي يكون الوضع فيها قابلاً للتكهن»، أي قابلاً لاحتساب تكاليف انتاج السلع والخدمات وتحقيق النمو وفق الخطط الموضوعة، بدل الفوضى العارمة القائمة في فوضى السوق الرأسمالي.
وفي ما يخص الهدف الآخر المطلوب تحقيقه لاستقرار أوضاع الاقتصاد العالمي، وهو خفض عجز ميزانيات الدول، أعلن بوتين «خطة سان بطرس بورغ» لخفض عجز الميزانيات وإجراء الإصلاح الهيكلي الشامل، وأوضح أن هذا سيتحقق «من خلال اتخاذ إجراءات تنظيم أسواق السلع وتنظيم الجباية وتنمية الثروة البشرية وتحديث البنى التحتية». وهي خطة وافقت عليها واشنطن من دون قرار فعلي بتبنيها، فهي تتعارض مع برامج صندوق النقد الدولي، الخاضع للإرادة الأميركية، والذي يفرض على الدول المتعثرة إجراءات تقشفية من دون بديل تنموي.
وفي تطور يعكس بروز القوة الاقتصادية العالمية الجديدة للاقتصادات الناشئة، أكد بوتين أن قادة دول مجموعة «بريكس» (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا) اتفقوا على أن تتخذ بالإجماع كافة القرارات الأساسية المتعلقة بنشاط بنك التنمية التابع للمجموعة. وهو المؤسسة المالية الدولية الموازية لصندوق النقد الدولي الغربي. وستدفع مجموعة بريكس 100 مليار دولار لتأسيس صندوق للاحتياطيات النقدية يسعى إلى تحقيق الاستقرار في أسواق الصرف التي تأثرت سلباً بقرار تقليص التحفيز النقدي الأميركي. وستمول الصين، وحدها، 41 بالمئة من هذه الاحتياطيات.
نحن، إذاً، نعيش لحظة انقسام العالم إلى نظامين اقتصاديين ماليين لم يعودا قابلين للتعايش في إطار استراتيجي واحد؛ هكذا انتهت الأوبامية واستعاد الرئيس الأسمر «المسالم»، سلفه جورج بوش الابن، بينما تولت روسيا التعبير الاستراتيجي عن مصالح الاقتصادات الناشئة؛ وجاءت لحظة الصدام في سوريا؛ انتهت أوهام جنيف 2 وانتقل الفريقان إلى الصدام المحتوم؛ صدام لن يلجأ إلى الحرب المباشرة بين الدولتين، ولكن إلى حرب مفتوحة بالوكالة. لخص بوتين لقاءه بخصمه الرئيسي بكلمتين: «التقينا لـ 20 دقيقة، وبقي كل منا على موقفه». وأوضح مجدداً أن «استخدام القوة ضد دولة ذات سيادة أمرٌ مرفوض خارج إطار مجلس الأمن»، مشدداً على أنّ «من يريد أن يتصرف بمفرده يخرج عن القانون الدولي»، ومؤكداً أن بلاده «لا تريد الانجرار إلى حرب، لكنها ستواصل دعم دمشق بالمستويات الحالية نفسها في حالة التدخل العسكري الخارجي».
ولكي لا يكون هناك التباس، أجاب بوتين عن سؤال المرحلة: «هل سنساعد سوريا؟ نعم سنساعدها. ونحن نساعدها الآن. نمدهم بالأسلحة ونتعاون في المجال الاقتصادي وآمل أن نتعاون بشكل أكبر في المجال الإنساني... لتقديم المساعدة إلى هؤلاء الناس - المدنيين - الذين يكابدون وضعاً صعباً اليوم». ولاحظ أنه «حتى في الدول التي تؤيد توجيه ضربة عسكرية لسوريا، فإن شعوبها ترفض خوض هذه الحرب»، مشيراً إلى أن «معظم الشعب الأميركي يرفض الضربة على سوريا». ورأى أنّ «موضوع الأسلحة الكيميائية ليس سوى ذريعة للتدخل العسكري في سوريا، واستفزاز من المسلحين الذين يأملون دعماً خارجياً». وفي لفتة تعكس تصميم موسكو على معارضة الضغوط الأميركية على النظام المصري الجديد، قال إن «وجود الإرهاب في مصر أمر خطير»، و«نحن سنتعامل مع أي حكومة في هذا البلد». وهي إشارة أولى إلى أن موسكو باتت تعتبر القاهرة حليفاً محتملاً. نجح أوباما، بالمقابل، في حشد إحدى عشرة دولة مشاركة في قمة العشرين، لإصدار بيان وقّعته كل من أوستراليا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وإسبانيا وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة. لم يصل البيان إلى حد الدعوة إلى القيام برد عسكري، لكنه قال: «ندعو إلى ردّ دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والضمير العالمي. وهو ما من شأنه أن يبعث برسالة واضحة مفادها أنه يتعين عدم تكرار مثل هذا النوع من الفظائع. يجب محاسبة أولئك الذين اقترفوا هذه الجرائم».
واضح أن الضغوط التي سادت أجواء قمة العشرين ضد الحرب، بما في ذلك مواقف ألمانيا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ودول البريكس، قد أثمرت انخفاضاً في لهجة التصعيد الغربي؛ فالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أعلن أنّ فرنسا «تنتظر تقرير محققي الأمم المتحدة، قبل أن تتخذ قراراً بشأن أي تحرك عسكري ضد سوريا»، فيما وجهت برلين الاهتمام نحو مؤتمر دولي لبحث ملف اللاجئين السوريين.
وبينما واصل أوباما إعلان مواقف متشددة، فقد أبقى على مخرج فرعي. قال: «أحلتُ الأمر على الكونغرس، لأنني لا أستطيع الزعم أنّ التهديد الناجم عن استخدام (الرئيس بشار) الأسد للأسلحة الكيمائية، يشكل تهديداً وشيكاً ومباشراً للولايات المتحدة». وأضاف أنه «لو كان هناك تهديد مباشر على الولايات المتحدة أو حلفائها، لاتخذتُ إجراءً من دون مشاورة الكونغرس».
إنها، بلا شك، خطوة إلى الوراء؛ فلا يزال البيت الأبيض يجري حساباته الصعبة، ويقلّب الأمر، ولا تزال الاحتمالات مفتوحة.

أوباما وجّه البنتاغون لتوسيع أهداف العدوان

أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيهاته للبنتاغون لوضع لائحة موسّعة من الأهداف المحتمل ضربها في سوريا استجابة لتقارير استخبارية عن أنّ الرئيس السوري بشار الأسد ينقل قواته وأجهزة استخدام الأسلحة الكيميائية مع انشغال الكونغرس بمناقشة مسألة إعطاء الضوء الأخضر لعمل عسكري ضد سوريا، بحسب ما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
ونقلت عن مسؤولين أنّ أوباما عازم حالياً على التشديد أكثر على جزئية «الردع والحد» من قدرة الرئيس السوري على استخدام السلاح الكيميائي، الأمر الذي تقول الإدارة إنه هدفها من الضربة العسكرية.
وأضافت أنّ «هذا يعني توسيع الأهداف لتتخطّى الخمسين أو قرابة الخمسين من المواقع الرئيسية التي كانت جزءاً من لائحة الأهداف الأساسية التي وضعتها القوات الفرنسية قبل تأجيل أوباما للإجراء العسكري السبت سعياً لموافقة الكونغرس على خطته».
وذكرت الصحيفة أنّها المرة الأولى التي تتحدث فيها الإدارة الأميركية عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ «توماهوك» التي تطلق عبر السفن. وقالت إنّ هناك ضغطاً متجدداً لإشراك قوات أخرى من حلف شمالي الأطلسي. ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الكبار هم على علم بالأمور التنافسية التي يواجهونها حالياً، وهي أنه حتى في حال الفوز بتصويت الكونغرس سيكون عليهم القبول بقيود تفرض على الجيش.
ونقلت عن مسؤولين عسكريين أن الضربات «لن تستهدف مستودعات السلاح الكيميائي في حد ذاتها تفادياً لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقار عسكرية خزّنت وجهّزت الأسلحة الكيميائية وشنّت الهجمات ضد المتمردين السوريين، وكذلك المقار التي أشرفت على هذه الجهود، والصواريخ والمدفعية التي أطلقت الهجمات».
____
(الأخبار)

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

بوتين: أي ذرائع لتبرير استخدام القوة لا يمكن تصنيفها إلا كعدوان

    سبتمبر 04, 2013   No comments
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مجدداً اليوم، أن أي ذرائع أو سبل أخرى لتبرير استخدام القوة بحق دولة مستقلة ذات سيادة غير مقبولة ولا يمكن تصنيفها إلا كعدوان. من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن تركيا ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا، لكنه لم يذكر ما إذا كان هذا يشمل العمل العسكري.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حوار أجرته معه القناة الأولى الروسية ووكالة «أسوشييتد برس»، ليل أمس، فى مقره فى منطقة نوفو أغاريوفو بموسكو «إن مجلس الأمن الدولي هو الجهة الوحيدة المخولة منح تفويض باستخدام القوة ضد دولة ذات سيادة».

وفي ما يتعلق بمزاعم استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق، شدد بوتين على أنه «يجب على الأقل انتظار نتائج التحقيق الذى أجراه فريق محققي الأمم المتحدة»، مضيفاً أنه «ليس لدينا معطيات تشير إلى أن الجيش السوري هو من استخدم هذه المواد الكيميائية، وليس معروفاً حتى الآن ما إذا كان ذلك سلاحاً كيميائياً أم مجرد مواد كيميائية ضارة».
ورأى بوتين أنه ليس من المعقول أن يستخدم الجيش السوري، الذي يحقق تقدماً على الأرض، السلاح الكيميائي المحظور «وهو يدرك جيداً أن ذلك قد يُتخذ ذريعة لفرض عقوبات تصل إلى استخدام القوة».
وقال إنه يجب أن «ننطلق من أنه في حال توافر أي معلومات عن استخدام الجيش السوري تحديداً للسلاح الكيميائي، فعلينا تقديم هذه الأدلة إلى مجلس الأمن الدولي، ويجب أن تكون مقنعة، ولا تستند إلى شائعات ما، أو معلومات حصلت عليها الأجهزة الخاصة عن طريق التنصت أو محادثات ما».
وأكد بوتين أن روسيا لا تدافع عن الحكومة السورية، بل عن النظام العالمي الحديث، وبحث إمكانية استخدام القوة فقط في إطار النظام الدولي القائم والقواعد الدولية والقانون الدولي. وقال: «عندما تجري تسوية القضايا المتعلقة باستخدام القوة خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فهناك خطر أن تتخذ مثل هذه القرارات غير المشروعة بحق أي أحد وتحت أي ذريعة».
وحول قمة العشرين المقررة في مدينة بترسبورغ الروسية بعد أيام، أشار بوتين إلى أن جدول أعمال القمة أعد منذ وقت بعيد، وجرى الاتفاق على بنوده مع جميع الشركاء، ولا نرى ان من حقنا انتهاك هذه الاتفاقات.
وأضاف إنه «أخذاً بعين الاعتبار أن الوضع حول سوريا حاد ومتأزم ولا يتسنى لنا بعد الاتفاق بشأن جميع المواقف بشأن هذه القضية المهمّة، يمكن استغلال فرصة اجتماع زعماء 20 من اقتصادات العالم الكبرى في بترسبورغ، ويمكن بلا شك ايلاء بعض الوقت لمناقشة هذه القضية».
وتابع.. «لكننا لن نفرض ذلك على أحد، ويمكن ان نقترح الخروج من نطاق المناقشات المقررة وتكريس بعض الوقت لمناقشة الأزمة في سوريا، وأود التأكيد مرة أخرى على اننا البلد المضيف للقمة، وهناك قواعد معينة للعمل، ولدينا جدول عمل متفق عليه، ونعتقد بأنه لا يحق لنا ادخال اي تعديلات عليه، لكن بلا شك سأعرض على الزملاء مناقشة هذا الموضوع، وآمل ألا يرفضوا ذلك».
في سياق منفصل، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، قبيل مغادرته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في سان بترسبرغ «قلنا إننا مستعدون للمشاركة في أي نوع من التحالفات، ونرى أن هذا تحالف متطوعين». دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

__________

الأحد، 28 يوليو 2013

لن نفرض الإدارة المؤقتة على العرب… مسلم لـ”زمان الوصل”: سلاحنا للدفاع عن النفس وسلاح الثورة جلب التكفيريين

    يوليو 28, 2013   No comments
صالح مسلمأكثر من ستة أشهر مضت على الحوار الأول مع “صالح مسلم” رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وثمة ثوابت وأقوال لم تتغير .. لن نهادن النصرة.. لسنا انفصاليين .. والسلاح لن يسقط الأسد.. أما المتغيرات كثيرة.. فعناصر (PYD) يزدادون قوة مع وحدات الحماية الشعبية، والنتيجة السيطرة على رأس العين وإحكام السيطرة أيضا على مناطق أخرى، أما المتغير الأكثر بروزا في هذه الفترة الزمنية بين الحوارين، فكرة الإدارة المحلية المؤقتة.. ذلك المقترح الذي أثار الشكوك والهواجس من الانفصال الذي طالما اتُهم به الأكراد.. إلا أن مسلم، يطمئن ويؤكد أنه مرحلة مؤقتة حتى تستقر الأمور في سوريا. أسئلة كثيرة واجهت بها “زمان الوصل” مسلم.. فإلى التفاصيل.
* قاتلنا جنود الأسد في حلب.. ولن نتحاور مع النصرة
* سلاحنا للدفاع عن النفس .. وسلاح الثورة جلب التكفيريين
* المتطرفون يسيطرون على الجيش الحر
* سنحارب حزب الله إذا دخل المناطق الكردية.
* الدعوة إلى الإدارة المدنية المؤقتة يتناقض مع دعوتكم لوحدة سوريا.. وهذا يشابه سلوك الجماعات الإسلامية في إقامة الإمارات.

بالتأكيد الدعوة إلى إدارة مدنية مؤقتة لا يعني الانفصال، هي فكرة قديمة يؤمن بها الحزب منذ 2007، وتقوم على التشاور مع كل مكونات المجتمع في غربي كردستان والمناطق التي لا يسيطر عليها النظام شمال سوريا، من أكراد وعرب وتركمان وآشوريين ولا يقتصر الأمر على الأكراد فقط، والهدف من ذلك تنظيم الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية في المناطق المحررة، والبدء بتشكيل برلمانات مشتركة قادرة على إدارة هذه المناطق، ريثما تعود الأوضاع إلى الاستقرار.
والفكرة الآن قيد النقاش مع العرب والأكراد والتركمان وغيرهم من العرقيات الأخرى، ولا موعد محددا كما يروج الإعلام لتطبيق هذه الفكرة، فالمطلوب التوافق على الحكم المدني المؤقت وليس فرضه.
* هذا يعني أنكم استشرتم القبائل العربية في المنطقة؟
نعم بالتأكيد، ونحن على تواصل معهم في هذا الأمر، فالعرب جزء رئيس من هذه العملية، وكل ما يشاع عن حرب عربية كردية مجرد فتنة لن تحدث إن شاء الله، فمنطقة غربي كردستان منطقة مختلطة عرقيا، ونحن نؤمن بالعيش المشترك، كل ما نريده ملء الفراغ والتنظيم وليس الانفصال، على سبيل المثال وتأكيدا للعيش المشترك، فنحن نوزع المساعدات التي تأتي إلى هذه المناطق للعرب أولا وللآشوريين ثم الأكراد، وهناك الكثير من العرب طلبوا من الأكراد ووحدات الحماية الشعبية أن تحميهم من جبهة النصرة.
* أنت من الرافضين لتسليح الثورة وأنتم حزب مسلح حتى من قبل الثورة.. كيف تشرح هذا التناقض؟
نحن نتسلح في إطار حق الدفاع عن النفس، من أجل حماية المظاهرات السلمية، ولم يخرج هذا السلاح خارج المناطق الكردية، ومن يقول إننا لم نقاتل النظام فهو لا يعرف ما يجري على الأرض، لقد اشتبكنا مع النظام وقتلنا العشرات من جنودهم في حلب.
* لكن النظام لم يكن يفرق بين السلمية والسلاح.. وأطلق النار على العزل وعراة الصدر.. فكيف تلوح بأن التسليح للدفاع عن النفس.
هناك فرق بين السلاح من أجل الدفاع عن النفس، وبين ما يجري الآن في سوريا من تسليح لكل مكان، فالثورة المسلحة جلبت لنا المتطرفين والتكفيريين الغرباء، والنظام هو من أراد دفع الثورة وخروجها من سياقها السلمي لأنه يدرك أنه الأكثر قدرة على البطش والقتل. أما بالنسبة للأكراد فلم تخرج مظاهرة واحدة مسلحة.
* تقاتل وحدات الحماية الشعبية جبهة النصرة والمقاتلين المتطرفين.. هل تحتاجون إلى مساندة الجيش الحر وهيئة الأركان في هذا الأمر؟
بالطبع، نحن بحاجة إلى مساندة الجيش الحر لمحاربة القوى التكفيرية وجبهة النصرة، وناشدناهم أكثر من مرة لمحاربة جبهة النصرة، لكن دعني أقل لك إن المقاتلين على الأرض اليوم غالبيتهم من النصرة والمتطرفين، والجيش العلماني السوري الذي تتحدث عنه لا يتجاوز 10 في المئة. وهنا نطالب الجيش الحر بتشكيل جبهة لطرد مقاتلي جبهة النصرة.
* إذً أنتم مستمرون في محاربة جبهة النصرة؟
نحن ندافع عن مناطقنا الكردية وعن الأكراد، تصور أن هذه الجبهة تستبيح الدم الكردي والشرف الكردي، كيف تريد من الأكراد أن يتصرفوا حيال هذا التفكير، لقد أذاعوا بالمكبرات يدعون لقتل الأكراد.. هذه الجماعة المتطرفة لا يمكن أن تكون جزءاً من سوريا. ولن نتحاور معها لأنهم لا يقبلون الآخر، وسنستمر في مواجهتهم وطردهم من المناطق الكردية.
*ما حقيقة خروج الأكراد من تل أبيض؟
نعم الأكراد كلهم خرجوا من هذه المنطقة بعد دخول النصرة، التي سلبتها ودمرتها، فالكثير خرجوا حماية لأعراضهم وأسرهم من جبهة النصرة.. فالكردي لا يمكن أن يتعايش مع هذا الفكر.
* ما هو موقفكم من جنيف؟
نحن في هيئة التنسيق متفقون على إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته، والآن نحن مع الحل السياسي، وهناك من يقول لا حل للأزمة إلا برحيل الأسد.. فكل من يردد هذه العبارات فهو يريد بقاءه.. فالأسد لن يرحل من الحكم.. المسألة السورية معقدة جدا وتحتاج إلى مرونة سياسية.
ما رأيك بالائتلاف بعد انتخاب الجربا؟
أحمد الجربا كشخص، جيد وهو تربى في القامشلي ودرس في مدارسها وهو قريب جدا من الأكراد، وأنا كنت أول المهنئين له بالرئاسة والتقيت به أكثر من مرة، ويتمتع بأخلاق دمثة ووطنية، لكن المشكلة ليست مع الجربا، وإنما المشكلة بالجهات التي تتحكم بأحمد الجربا وبنية الائتلاف الإخوانية، التي تتحكم حتى بالمفاصل العسكرية، ومشكلة الجربا أنه محكوم وليس حاكما للائتلاف.
* هل لديكم مشكلة في التعامل مع الدول الإقليمية؟
نحن نعتقد أن الحوار مع الآخر هو الحل لكل المشاكل، وحتى لو كانت هناك حالة من العداء مع أية جهة، لا مانع لدينا في الحوار، ومن هنا نحن منفتحون مع كل الدول الإقليمية التي تريد الاقتراب من المسألة الكردية.
* موقفكم من تدخل حزب الله؟
نحن نرفض التدخل الخارجي من أي جهة كانت، وفي مناطقنا الكردية لم يكن هناك وجود لحزب الله ولا غيره، ولو اقترب سيجد الأكراد أمامه مستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل حماية أراضيهم.. أما في المناطق الأخرى التي يحارب فيها حزب الله فهناك من يتولى الدفاع عنها.
* في أكثر من مرة طرح اسم عبد الباسط سيدا على أنه ممثل الأكراد في الثورة السورية، ويتحدث باسمهم في الائتلاف.. هل توافق على هذا الأمر؟
صحيح أن عبد الباسط سيدا رجل كردي، لكنه أبدا لا يمثل الأكراد في أي حال من الأحوال، وهو شخص لا علاقة له بالسياسة، كان يقيم في السويد، وبقدرة قادر وضعوه في المجلس الوطني السوري، وقبل ذلك لم يكن معروفا أبدا، وهو الآن يحاول أن يلعب دورا على الساحة السياسية الكردية، لكن الشعب الكردي يعرف من هم المناضلون والوطنيون.
______________
قال رئيس "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي، صالح مسلم، يوم الأحد, إن المسؤولين الأتراك الذين التقاهم في اسطنبول أبلغوه بأن "جبهة النصرة، تمثّل خطراً على بلادهم وعلى منطقة الشرق الأوسط ويتعيّن مكافحتها".



ونقلت وكالة يونايتد برس انترناشيونال (يو بي أي )عن مسلم الذي يشغل عضو الهيئة الكردية العليا في سوريا، قوله أنه ناقش مع المسؤولين الأتراك خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى تركيا الاشتباكات الدائرة في المناطق الكردية في سوريا بين "الجماعات السلفية ووحدات حماية الشعب"، وأكد لهم بأن "هذه الوحدات ليست ضد تركيا، وطلب منهم التوقف عن تقديم الدعم لهذه الجماعات لكون غالبيتها تدخل إلى سوريا عبر أراضي بلادهم".

وكانت صحيفة تركية ذكرت أن مسلم وصل إلى اسطنبول يوم الخميس الماضي على متن رحلة جوية من أربيل في شمال العراق، حيث استمرت زيارته ليومي 26 و27 تموز الجاري أجري خلالها محادثات.

وأضاف مسلم أن المسؤولين الأتراك "أكدوا له أن لا علاقة لبلادهم بجبهة النصرة، وأنها تمثّل خطراً على تركيا ومنطقة الشرق الأوسط، ويتعيّن مكافحتها، مشيرين الى أنهم سيتخذون إجراءات بهذا الشأن"، وتابع "أبلغناهم من طرفنا بأن أمن المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا يهمنا، وطلبنا منهم تقديم المساعدة بشأن فتح المنافذ التركية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الكردية".

وتعتبر "جبهة النصرة" , التي لم تكن معروفة قبل الأحداث, من أبرز الجماعات المتشددة، التي تقاتل في سورية ضد السلطات السورية, والمدرجة عالمياً على لائحة الإرهاب الدولية, وأعلنت مسؤوليتها عن العديد من العمليات الانتحارية التي أدت إلى مقتل المئات معظمهم من المدنيين.

وأوضح مسلم أن زيارته "جاءت بناءً على طلب من وزارة الخارجية التركية لعقد لقاء في مدينة اسطنبول مع مسؤولين من المرتبة العليا في الوزارة، وكانت لدينا من قبل لقاءات مباشرة وغير مباشرة مع مسؤولين أقل مرتبة في الخارجية التركية".

وتابع "أوضحنا خلال المباحثات مع مسؤولين من وزارة الخارجية التركية بعض الأمور الغامضة وسياستنا حيال تطورات الأوضاع في سوريا، بعد أن تكوّن لديهم فهماً خاطئاً بشأن الإدارة المدنية التي أعلنا عن إقامتها في المناطق الكردية القريبة من الحدود التركية في محافظة الحسكة الواقعة شمال شرق سوريا، وأكدنا لهم بأن هذه الإدارة مؤقتة وتغطي المرحلة الانتقالية إلى أن تستتب الأمور في سوريا، وليست دعوة للانفصال كما تم الترويج لها".

وطرح خبراء ومحامون أكراد مؤخرا، مسودة "دستور إدارة مؤقتة لغرب كردستان"، بالإشارة للمناطق ذات الأغلبية الكردية شمال سوريا، نصت على اجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة في هذه المناطق، حيث جاء ذلك بعدما أعلنت قيادة "وحدات الحماية الشعبية الكردية"، أنها سيطرت على كافة أرجاء مدينة رأس العين بما فيها المعبر الحدودي الذي يربطها بتركيا بعد اشتباكات مع مقاتلين من "جبهة النصرة" وكتائب إسلامية أخرى.

وأشار مسلم، الذي يشغل أيضاً منصب نائب المنسّق العام لهيئة التنسيق الوطنية المعارضة، إلى أن مسؤولي وزارة الخارجية التركية "اقتنعوا بطروحاته خلال اللقاء"، لكنه لم يكشف عن هوياتهم بناءً على رغبتهم، نافياً أن يكون التقى أيضاً رئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان.

ولفت مسلم "لمسنا تفهّماً من قبل المسؤولين الأتراك لحقوقنا ومطالبنا كقوة فاعلة موجودة على الأرض في سوريا، وللجانب الإنساني وعمليات الإغاثة وجبهة النصرة، التي تغزو المناطق الكردية بمفاهيم الفتوحات الإسلامية", مشدداً على أن زيارته إلى اسطنبول "لم تتطرق إلى أية وساطة بين دمشق وأنقرة".

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال، يوم الجمعة، أن مسؤولي الاستخبارات الأتراك "سيحذرون" زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم من إقامة كيان كردي مستقل في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية.

وردّاً على سؤال حول موقف الحكومة السورية من زيارته إلى اسطنبول، أجاب مسلم "نحن كأكراد أحرار في سياستنا وجزء من الثورة وننسّق مع هيئة التنسيق الوطنية وباقي فصائل الثورة لخدمة سوريا الوطن، لكننا نرفض أن نكون جزءاً من القتال الأعمى الذي يدور في شوارعها، ونرى أن الحل في سوريا سياسي وليس عسكرياً، ونريد أن تكون سوريا المستقبل ديمقراطية تعددية يشعر فيها الكردي بعزة النفس وبكرامته ويملك جميع حقوقه المشروعة من لغة وثقافة وسياسة واقتصاد ضمن مفهوم إطار سوريا واحدة".

وأوضح أنه "يتعيّن على النظام في سوريا النظر بشكل طبيعي لهذه الزيارة انطلاقاً من معرفته بحقيقة ما يجري في المناطق الكردية والمعاناة التي فرضتها الجماعات السلفية على شعبنا فيها", مشيراً إلى أنه "ستكون هناك اتصالات خلال الفترة القريبة المقبلة بين الهيئة الكردية العليا والائتلاف الوطني بعد انتخاب أحمد الجربا رئيساً جديداً له، في إطار جهود توحيد المعارضة السورية".

ويعتبر "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي في سوريا مقربا من "حزب العمال الكردستاني" في تركيا، والتي حاربته تركيا داخل أراضيها لسنوات، فيما توقف القتال مؤخرا بعد أن دعا زعيمه المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان، عناصر حزبه "المحظور" إلى إلقاء السلاح ومغادرة البلاد.



ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.