‏إظهار الرسائل ذات التسميات العالم العربي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات العالم العربي. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

الجولاني v/s البغدادي: حرب أمراء القاعدة 

    أغسطس 07, 2013   No comments

رضوان مرتضى

وصل الخلاف بين أميري «جبهة النصرة» و«دولة العراق الإسلامية» حدّ القطيعة. لم تُفلح محاولات التسوية وفق صيغة «لا غالب ولا مغلوب» بعد، فانعكس الخلاف شقاقاً في الميدان وتفرّقت السُبل بـ«المجاهدين». هنا مستجدات الخلاف والحل المقترح وتسريبات يصف فيها رُسل أبو بكر البغدادي «جبهة النصرة» بـ«العصابة» وأميرها أبو محمد الجولاني بـ«الجندي المنشقّ»


لم يُقطع النزاع بعد. خلاف أُمراء تنظيم القاعدة في «سوريا الكبرى» يزداد احتداماً. والشقاق وصل حد الطلاق بين أمير «دولة العراق الإسلامية» أبو بكر الحسيني القرشي البغدادي وأمير «جبهة النصرة لأهل الشام» أبو محمد الجولاني. جهود المصلحين لم تُثمر بعد، فيما تُركّز محاولات احتواء الخلاف على «حصره بالقادة من دون تسرّبه إلى الإعلام والعسكر»، لا سيما أن جبهة القتال في سوريا بدأت تشهد انشقاقات عدد كبير من «المجاهدين» وانضمامهم إلى صفوف فرع القاعدة الوليد المسمّى بـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تحت راية الشيخ البغدادي. كما بدأ يسري بين المجموعات الجهادية خلاف شرعي حيال «خطيئة» مخالفة ولي الأمر التي ارتكبها الشيخ الجولاني برفضه النزول عند رغبة أميره، مقابل من يعتبرون أن البغدادي ارتكب خطأً بإعلانه الاندماج من دون استشارة قيادة «القاعدة»، كون سوريا «ولاية مكانية» لـ«جبهة النصرة» ويرأسها الجولاني، في حين يقتصر حكم البغدادي على العراق. علماً أن الخلاف بين الجهتين مردّه رفض الجولاني عرض البغدادي بدمج الجماعتين تحت مسمّى واحد، وإصرار الأخير على الدمج ما استدعى تدخّل زعيم «تنظيم القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري للفصل في الخلاف، فاقترح إبقاء القديم على قدمه حتى يُقضى الأمر بشأن النزاع المستجد. وفي هذا السياق، أكّدت مصادر جهادية لـ«الأخبار» أنّ رسالة الظواهري التي عرضتها قناة «الجزيرة» في التاسع من شهر حزيران الماضي صحيحة مئة في المئة، كون الظواهري دعا فيها إلى «تجميد الوضع على ما كان عليه قبل الخلاف لحين الفصل فيه»، طالباً إلغاء «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وإبقاء «دولة العراق الإسلامية» على اسمها وأميرها البغدادي، و«جبهة النصرة» كما هي وأميرها الجولاني، باعتبار أن كلا الشيخين أخطآ بحسب رسالة الظواهري. خطأ البغدادي إعلانه الدولة من دون مشورة وخطأ الجولاني إعلانه رفض الدولة وإعلان انتمائه للقاعدة من دون استشارة الظواهري. غير أن واقع الميدان نحا باتجاه مخالف لمشيئة الظواهري، إذ انسحب التخبّط الحاصل على مستوى القيادة على العسكر الضائعين بين تعدد الولاءات. فانقسم رفاق السلاح على بعضهم. وعزز ذلك، تنافسٌ قديم بين الظواهري والبغدادي الذي يعتبر نفسه الأوْلى بخلافة زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. وعلى وقع تبادل التّهم بـ«مخالفة شرع الله وعدم الانصياع للفتوى الشرعية الملزمة الصادرة عن إمارة التنظيم»، خرجت فتاوى تُحرّم القتال بين الجهاديين بعدما وصل التوتّر حدّاً غير مسبوق. هكذا شُقّ صف تنظيم «جبهة النصرة» الذي يُعدّ رأس حربة مجموعات المعارضة المسلّحة التي تقاتل الدولة السورية. وعوضاً عن توحّد الصف تحت إمرة واحدة، تفرّق عسكر القاعدة بين «الجبهة» و«الدولة». فقد تناقل موقع «يوتيوب»، أول من أمس، مقطعاً مصوّراً لعملية انتحارية في مطار منّغ في حلب أعلنت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مسؤوليتها عن تنفيذها، علماً أن أبرز هجوم «استشهادي» نفّذته «جبهة النصرة» تمثل في اقتحام مبنى قيادة الأركان في العاصمة دمشق في أوائل آب ٢٠١٢. ورغم التنافس السائد، لم يُسجّل بعد وقوع أي اشتباك مسلّح بين أتباع التنظيمين، علماً أنهما يتشاركان المناطق المسيطر عليها في محافظات الرقة وإدلب وحلب ودير الزور والحسكة، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي مع الغلبة لصالح «الدولة الإسلامية» فيها، وكلما اقتربنا جنوباً باتجاه الحدود السورية العراقية، فيما يُسجّل الوجود الأكبر لمقاتلي «جبهة النصرة» في المناطق الوسطى والجنوبية (ريف دمشق وحمص ودرعا والقنيطرة وحماه). وبحسب المعلومات، ظهر الانقسام إلى العلن عبر اعتماد المجموعات الجهادية ذات الهوى القاعدي شعارين، يعبّر كل واحد منهما عن انتماء الفصيل الذي يرفعه. وبعدما كان شعارها الوحيد راية «جبهة النصرة»، وهي عبارة عن راية الاسلام السوداء، خُطّ في أسفلها «جبهة النصرة»، برز شعارٌ جديد هو راية «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التي تقاتل تحت راية تنظيم القاعدة المعروف المرسوم داخله «ختم النبوّة» في دائرة بيضاء (محمد رسول الله)، لكنّه ذُيّل بعبارة (عراق ـــ شام). وفي ظل ترقّب التسوية المنتظر نضوجها إثر اجتماع قادة التنظيم في توقيت لم يُحدد سوى أنه سيُعقد بعد شهر رمضان، أُخليت الساحة لـ«رُسل تنظيم القاعدة» الذين بدأوا جولاتهم على رموز بارزة في التنظيم بين سوريا ولبنان والعراق وباكستان وأذربيجان.
وعلمت «الأخبار» من أوساط جهادية أن «الشيخ البغدادي أوفد رسولين من قبله للمشاركة في المفاوضات الجارية لإنهاء النزاع، أحدُهما يُلقّب بـ«زناد الإسلام» الذي يُعد المنسق الخارجي لـ«دولة العراق الإسلامية»، والذي يُروّج أن «الجولاني فقد التزكية وأصبح جُندي الدولة المنشقّ»، فيما تكشف المصادر نفسها أن الشيخ الجولاني يتولّى بنفسه التواصل مع الشخصيات نفسها إلكترونياً. إزاء ذلك، تكشف معلومات الجهاديين أنّ «دولة العراق الإسلامية» تتقدم على حساب تراجع «جبهة النصرة»، لا سيما بعد مبايعتها من قبل عدد من شيوخ وعشائر وكتائب إسلامية، بينها «كتيبة الليبيين» و«جيش المهاجرين والانصار» و«مجلس شورى المهاجرين». وفي الوقت نفسه، ينقل هؤلاء أن هناك مجموعات جهادية متعاطفة مع «جبهة النصرة» كـ«لواء أحرار الشام» و«لواء أنصار الحق»، أعلنت مبايعتها للشيخ الجولاني مؤخراً. وفي هذا السياق، تنقل المصادر نفسها أنّ أتباع الشيخ البغدادي يُحرّضون ضدّ أتباع «جبهة النصرة» بوصفهم «عصبة الجولاني». ويتهمونهم بأنهم «عصاة وبُغاة ومنافقون يُريدون إسقاط رمزية الشيخ البغدادي في البلاد». وبحسب هؤلاء، فقد تطور الأمر إلى وقوع «إشكال كبير بين قيادات ومجلس شورى جبهة النصرة مع قيادة دولة العراق الإسلامية». إزاء ذلك، تنقل أوساط جهادية سورية أنّ «الجولاني تلقى رسالة جديدة من الظواهري يقترح عليه فيها، لوقف التناحر وإصلاح الأمر، إلغاء الجبهة والمبايعة مع الدولة الإسلامية»، لكن الأخير ردّ عليه بأنه ماضٍ في خياره بانتظار الفصل من إجماع قادة التنظيم.
تجدر الإشارة إلى أنه يُنقل عن الجولاني عدد من المآخذ على البغدادي. أولاً اعتباره أن «إعلان الدولة إلاسلامية حصل من دون استشارة الفصائل المقاتلة في الشام». ومأخذه على «طلب الشيخ البغدادي البيعة لنفسه»، واختياره إخراج الخلاف إلى العلن مع ما يستتبعه ذلك من احتمال وقوع اقتتال داخلي بين الكتائب. فضلاً عن تقديراته التي رأت أن الخطوة جاءت متسرّعة وغير موفّقة بسبب «عدم استقرار الوضع السوري والاضطراب العام الذي يُعطي الفرصة للعدو المتربص، الداخلي («النصيري»)، والخارجي (الأميركي)، بحيث جاء هذا الإعلان على طبق من ذهب ليُستخدم ضد المجاهدين».

خلافات الأمراء

ليس جديداً الخلاف بين أمراء «تنظيم القاعدة»، إنما جديدهم تبادل الردود علانية عبر الإعلام. أزمة أمراء القاعدة في سوريا، تكرّرت منذ سنوات في العراق. فقد سبق أن وقع خلاف بين زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأمير التنظيم في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي. كذلك وقع خلاف بين الرجل الثاني في التنظيم حينها الدكتور أيمن الظواهري والزرقاوي أيضاً. أما خلفيات هذا الخلاف، فكان بسبب مآخذ كل من الظواهري وبن لادن على تشدد الزرقاوي ومغالاته في استهداف أبناء المذاهب الأخرى من دون التركيز على الحرب ضد قوات الاحتلال الأميركي. وقد خرج إلى الضوء مضمون رسالتي بن لادن والظواهري، بحيث نصح الأخير أمير التنظيم في بلاد الرافدين بـ«أن لا يستنزف جهده في قتل عامة الشيعة وفي مهاجمة مساجدهم وبأن يكف عن بث مشاهد الذبح كي لا تُنفّر المسلمين من تنظيمه على تقدير أن نصف المعركة ساحتها التشويه الإعلامية الذي يجند له الأميركيون وقتاً وجهداً كبيراً». ليس هذا فحسب، يُسجّل خلاف آخر بين الزرقاوي وأستاذه أبو محمد المقدسي، الذي يُعد أحد أبرز منظري التيار السلفي الجهادي. وقد تمحور هذا الخلاف حول أسلوب عمل وتأسيس الإمارة الإسلامية.

الأمير والجندي

أخرجت مناظرات أُمراء القاعدة العلنية إلى الضوء صراعاً على مستوى قيادة التنظيم. بطلاه شيخان يتنازعان الإمارة الإسلامية بين «أمير جبهة» و«أمير دولة». الأول أمير «جبهة النصرة لأهل الشام» أبو محمد الجولاني الذي يُلقّب بـ«الفاتح». خرج اسمه إلى العلن في الأشهر الأولى للأزمة السورية من العام ٢٠١١، بعد ظهوره في تسجيل مصوّر من إصدار «المنارة البيضاء»، يُومها أعلن عن تشكيل الجبهة. أما هوية الجولاني فبقيت سريّة لم تُكشف حتى حقيقتها بعد. يتنقّل الرجل ملثّماً، فيُبقي لثامه على وجهه حتى في الاجتماعات التي يحضرها مع قادة الألوية المقاتلة. معلومات «جهاديين» تكشف أنّه شارك في قتال الأميركيين في العراق، مشيرةً إلى أنّه قضى سنوات عدة في الزنازين العراقية. وإثر اندلاع «الثورة السورية»، أوفده أمير دولة العراق الإسلامية إلى سوريا لتأسيس «نواة جهادية» عُرفت لاحقاً بـ«جبهة النصرة». أما أمير تنظيم «دولة العراق الإسلامية» أبو بكر البغدادي، فقد خلف أبو عمر البغدادي الذي قُتل في اشتباك مع القوات الأميركية في العام ٢٠١٠. ويعدّ البغدادي أحد المشايخ المقرّبين من أبرز أمراء القاعدة أبو مصعب الزرقاوي. لمع نجمه بعد إعلانه الوحدة عبر دمج «جبهة النصرة» بـ«دولة العراق الإسلامية» تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام». وكشفه تفاصيل سريّة بشأن تأسيس «جبهة النصرة» وإيفاده الجولاني لهذه الغاية. ويسجّل للبغدادي مواجهته زعيم «تنظيم القاعدة» أيمن الظواهري عبر تسجيل صوتي صادر عن «مؤسسة الفرقان للانتاج الإعلامي»، حمل عنوان «دولة الإسلام في العراق والشام باقية»، أكّد فيها تمسكه بخياره دمج «الجبهة» و«الدولة» حاسماً أمره بأنه لن يُساوم ولن يتنازل عنها.

الأربعاء، 3 يوليو 2013

بيان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة

    يوليو 03, 2013   No comments

 أما اليوم, فقد أكد القائد العام للقوات المسلحة المصرية اليوم أن الجيش المصري مستعد للموت دفاعاً عن الشعب ضد "الإرهابيين والمتطرفين"، وذلك بعدما أعلن الرئيس محمد مرسي رفضه التنحي وتمسكه ب"الشرعية". وأوردت صفحة على موقع فيسبوك تابعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يترأسه الفريق اول عبد الفتاح السيسي "ذكر القائد العام للقوات المسلحة أنه أشرف لنا أن نموت من أن يروّع أو يهدد الشعب المصري".

الاثنين، 1 يوليو 2013

القوات المسلحة المصرية تمهل الجميع 48 ساعة لتلبية مطالب الشعب

    يوليو 01, 2013   No comments
أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة أنها لن تكون طرفا في دائرة الحكم، وأكدت تحديد أسبوع لحل الازمة، وقالت: "نمهل الجميع 48 ساعة فرصة أخيرة"، مضيفة "إذا لم تحقق مطالب الشعب خلال 48 ساعة، سنعلن عن خارطة مستقبل لاتستثني أحد". - 
وفيما يلي نص البيان: 

لقد شهدت الساحة المصرية والعالم أجمع أمس مظاهرات وخروجاً لشعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق.
ورأى الجميع حركة الشعب المصرى وسمعوا صوته بأقصى درجات الإحترام والإهتمام (...) ومن المحتم أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدراً من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن.
إن القوات المسلحة المصرية كطرف رئيس في معادلة المستقبل وإنطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة هذا الوطن - تؤكد على الآتي:
إن القوات المسلحة لن تكون طرفاً في دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها في الفكر الديمقراطي الأصيل النابع من إرادة الشعب.
إن الأمن القومى للدولة معرض لخطر شديد إزاء التطورات التي تشهدها البلاد وهو يلقي علينا بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر.
لقد إستشعرت القوات المسلحة مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم (...) ولذلك فقد سبق أن حددت مهله أسبوعاً لكافة القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل (...) وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذي أثار الإعجاب والتقدير والإهتمام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
إن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداّ من الإنقسام والتصارع الذي حذرنا ولا زلنا نحذر منه.
لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه وهو ما يلقى بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التي تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أي شيء بخلاف إحتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على إستعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله.
إن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميــع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسئولياتها.
وتهيب القوات المسلحة بالجميع بأنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها إستناداً لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية وإحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والإتجاهات الوطنية المخلصة بما فيها الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة (...) ودون إقصاء أو إستبعاد لأحد.
تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة المخلصين الأوفياء الذين كانوا ولا يزالوا متحملين مسؤوليتهم الوطنية تجاه شعب مصر العظيم بكل عزيمة وإصرار وفخر وإعتزاز. 


السبت، 6 أبريل 2013

مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة تركية

    أبريل 06, 2013   No comments

مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد مع قناة تركية



 اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة مع محطة تلفزيون تركية بثت الجمعة ان تركيا ستدفع غاليا ثمن دعمها "الارهابيين" الذين يحاربون من اجل الاطاحة بالنظام السوري.

وقال الاسد لمحطة التلفزيون "هالك تي في" المعارضة انه في مستقبل قريب سيتسبب "هؤلاء الارهابيون" بمتاعب لانقرة وان "تركيا ستدفع غاليا".

وكان الرئيس السوري يرد على سؤال حول وجود مسلحين جهاديين تابعين للقاعدة على الحدود التركية.

والحكومة التركية الاسلامية-المحافظة المناهضة للنظام السوري، تعتبر احد الجهات التي تقدم اكبر دعم لمسلحي المعارضة السورية.


وكان البرلمان التركي جدد الخميس لسنة اضافية موافقته على ارسال قوات تركية الى سوريا في حال دعت الحاجة لذلك.

وتم التصويت على الاقتراح بهذا الشأن بفضل الاكثرية المريحة التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية برئاسة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان في البرلمان. وصوت حزبان من احزاب المعارضة الثلاثة ضد هذه الموافقة.

وكان النواب الاتراك صوتوا في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر 2012 على مذكرة تتيح للحكومة خلال عام الامر بعمليات مسلحة في سوريا عند الحاجة وذلك غداة مقتل خمسة مدنيين اتراك بقذائف سورية سقطت داخل الاراضي التركية.
_____
تم تحديث هذه القصة (بواسطة الروابط) لتعكس التطورات الأخرى منذ هذا الحدث.

الأربعاء، 27 مارس 2013

قمّة سيّدها حمد ونجمها أحمد: الأمر لي

    مارس 27, 2013   No comments
حققت قطر مبتغاها. أحضرت المعارضة السورية إلى الدوحة للجلوس على مقعد دمشق في القمة العربية. المسعى عنوانه واضح «نزع الشرعية عن الرئيس السوري بشار الأسد». لم تأبه الدوحة إلى تفتت وتشرذم المعارضة، فسواء استقال أحمد معاذ الخطيب ام بقي رئيساً للائتلاف. لا فرق. المهم أن يجلس أحد آخر غير الأسد لالتقاط الصورة التذكارية بين القادة العرب.
لكن مساعي الدوحة لم تكتمل. سعت إلى حرق مراحل سياسيّة سريعة، وإضفاء مزيد من الشرعية على المعارضة.

فسرّبت مشروع بيان تضمن بنداً عالي السقف، ركّز على أهمية الحل السياسي للأزمة السورية من خلال الإسراع في عملية انتقال آمن للسلطة وبدء مرحلة انتقالية يصار خلالها إلى الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لإعادة بناء مؤسسات الدولة السورية، مع ضرورة تقديم الدعم السياسي والمالي لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وتوفير كل التسهيلات لتشكيل الحكومة المؤقتة برئاسة غسان هيتو لإدارة المناطق المحررة ودعوة مختلف الدول إلى الاعتراف بها، وحث الدول العربية على منح الائتلاف الوطني مقار السفارات السورية فيها حتى يتم اختيار سفراء تابعين للائتلاف.



لكن بعد المداولات واعتراض كل من العراق والجزائر والأردن، وتحفظ فلسطين ونأي لبنان عن الحسم في هذه الأمور، لما لهذا الأمر من تداعيات خطيرة على الوضع السوري، تم خفض سقوف «إعلان الدوحة»، ليصبح «نرحب بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها وأجهزتها إلى حين اجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤوليات السلطة في سوريا، وذلك باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري والمحاور الاساسي مع جامعة الدول العربية وذلك تقديراً لتضحيات الشعب السوري وللظروف الاستثنائية التي يمر بها».
وأثار كل من الأردن والعراق وفلسطين حراجة الموقف من الانفصال التام عن النظام السوري، الذي لا يزال يتمتع بحيثية وحضور على الساحة السورية، وتضرر هذه الدول من تأثيرات الحرب الدائرة في سوريا التي يفرضها التداخل الجغرافي والسكاني وتواجد آلاف اللاجئين السوريين على أراضيها، ولا سيما أنه ما زالت حتى اليوم تسع دول في الجامعة تقيم علاقات دبلوماسية مع سوريا، هي لبنان والجزائر والسودان والاردن ومصر واليمن والعراق وسلطنة عمان وفلسطين.
ورأى العراق وكل من الامارات والأردن انه لا يمكن الاعتراف بهيتو رئيساً لحكومة تمثل الشعب السوري بعدما تم انتخابه على عجل ولم يتمكن حتى الآن من تأليف الحكومة ولا أن يحظى بمباركة الأطراف الأخرى من المعارضة، والرفض الصريح للجيش السوري الحر للاعتراف بهيتو.
كما كان لافتا غياب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي تحدثت أنباء عن عزمه على المشاركة. وفسرت بعض التقارير هذا الغياب بامتعاضه من سلوك قطر، خاصة لناحية فرضها مشاركة المعارضة السورية في القمة.
كما كان لافتا غياب المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي تحدثت أنباء عن عزمه على المشاركة. وفسرت بعض التقارير هذا الغياب بامتعاضه من سلوك قطر، خاصة لناحية فرضها مشاركة المعارضة السورية في القمة.
أما النقطة الأكثر حساسية التي تجعل هذه الدول تتخوف من مد اليد الدبلوماسية للمعارضة فهي فرق المسلحين والمجموعات الارهابية السلفية المعارضة لكافة أنواع الأنظمة. لكن رغم ذلك، أعادت القمة تكرار ما كان أعلنه وزراء الخارجية الشهر الماضي، لجهة تقديم الضوء الأخضر لتسليح المعارضة السورية. إذ نص البيان على «أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية، مع التأكيد على حق كل دولة وفق رغبتها في تقديم كافة وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر».
ولم تعر الدوحة أذناً لأصوات سورية أخرى، إذ طالبت نحو 70 شخصية سورية معارضة، بينهم اسماء بارزة مثل ميشيل كيلو وعمار القربي وكمال اللبواني، في رسالة بعثت بها الى القمة العربية بـ«التخلي عن مشروع الحكومة»، منتقدة، من دون تسميتهم، الاخوان المسلمين بسبب «سيطرتهم الاستعبادية» و«الهيمنة العربية والاقليمية المتنوعة» على قرار المعارضة. ودعا المعارضون في بيانهم الذي حمل عنوان «من اجل سورية»، إلى «اعادة هيكلة الائتلاف بما يجعله متوازنا وخارج سيطرة جهة واحدة او تيار واحد، بضم 25 ممثلا للتيار المدني الديموقراطي اليه وتصحيح تمثيل المرأة داخله».
وكانت الرغبات القطرية قد ظهرت مع اللحظات الأولى للقمة العربية، حين دعا أمير قطر، الشيح حمد بن خليفة، وفد الائتلاف السوري إلى الدخول للجلوس على المقعد السوري، في تجاوز لمبدأ الإجماع داخل الجامعة العربية. إذ لم يتمكن وزراء الخارجية خلال اجتماعهم الأحد من التوصل إلى قرار في هذا الشأن، بسبب التحفظ العراقي والجزائري.
واعتبر امير قطر، عند دعوته الخطيب ورئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو الى موقع سوريا على الطاولة المستديرة، ان «التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما سيشهد على من خذله».
وبدا أن الدوحة، في إعلانها، بدأت بالإعداد لمرحلة ما بعد الأسد، إذ دعت القمة ايضا في قراراتها الختامية الى «عقد مؤتمر دولي في اطار الامم المتحدة من اجل اعادة الاعمار في سوريا وتكليف المجموعة العربية في نيوريوك متابعة الموضوع مع الامم المتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر».
الى ذلك، تبنت القمة اقتراحي قطر بعقد قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية في القاهرة وتأسيس صندوق عربي خاص بالقدس مع رأسمال يبلغ مليار دولار. وسبق ان اعلنت قطر في افتتاح القمة تغطية ربع قيمة هذا الصندوق. وقد اشار قرار خاص للقمة الى ان الصندوق سيعمل على «تمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية للقدس الشريف وتعزيز صمود اهلها ولتمكين الاقتصاد الفلسطيني من تطوير قدرتة الذاتية وفك ارتهانه للاقتصاد الاسرائيلي ومواجهة سياسة العزل والحصار».


الخطيب يحتل المقعد السوري بـ«طائرة خاصة قطريّة»

سوريا كانت العنوان الأبرز للقمة العربية أمس، ليس فقط في بيانها الختامي واستحواذ المعارضة على مقعد دمشق في الجامعة، بل حتى في الكواليس التي انشغلت في قراءة المغزى القطري من القمة بالاساس، وسط تساؤلات عن حضور رئيس الائتلاف، أحمد معاذ الخطيب، بعدما كان أعلن استقالته قبل يومين.
الخطيب وائتلافه خطفا الأضواء، بعد الدخول المسرحي الذي نظمه أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، إلى قاعة المؤتمر، معلناً جلوس المعارضة على مقعد سوريا. كذلك كان لافتاً خطاب الخطيب نفسه في القمة، الذي أكد رفض الشعب السوري لوصاية أحد، وتأكيده على قرار الشعب في اختيار حاكمه، من دون أن ينسى الغمز من قناة الدول العربية عبر دعوتها إلى احترام شعوبها وإطلاق معتقليها.
وقال الخطيب، أمام القادة العرب، «يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر لا اي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه». وطالب بمد المعارضة بكافة أشكال الدعم بما في ذلك السلاح «للدفاع عن النفس»، وبالحصول على مقعد سوريا في الأمم المتحدة وفي المنظمات الدولية. ودعا الولايات المتحدة الى لعب دور أكبر من تقديم مساعدات انسانية للسوريين. وقال «نحن لا نخجل» من الحصول على مساعدات مخحصصة للشعب السوري من الولايات المتحدة قدرها 350 مليون دولار، متابعاً «لكن اقول ان دور الولايات المتحدة هو اكبر من هذا». وأضاف «لقد طالبت في الاجتماع مع السيد (جون) كيري (وزير الخارجية الأميركي) بنشر مظلة صواريخ باتريوت لتشمل الشمال السوري ووعد بدراسة الموضوع». وتابع «ما زلنا ننتظر من حلف الأطلسي قراراً في هذا الشأن حفاظاً على الأبرياء وحياة الناس وعودة المهجرين الى وطنهم». بيد أن جواب حلف شمالي الأطلسي جاء في وقت لاحق امس على لسان مسؤول لم يكشف اسمه قال إن «حلف شمالي الأطلسي ليست لديه نية التدخل عسكرياً في سوريا».
وختم زعيم المعارضة السورية كلمته مخاطباً الزعماء العرب في القمة «أقول لكم بصفتي أصغر إخوتكم: اتقوا الله في شعوبكم وحصنوا بلادكم بالعدل والإنصاف وازرعوا الحب في كل مكان». ودعا الزعماء إلى تبني قرار «بإطلاق سراح المعتقلين في كل الوطن العربي ليكون يوم انتصار الثورة السورية في كسر حلقة الظلم هو يوم فرحة لكل شعوبنا».
غير أن كلمة الخطيب كانت جزءاً من المشهد السوري في القمة، الذي بدأ مع مساعي «جلب» رئيس الائتلاف المستقيل إلى الدوحة. وأكد دبلوماسي عربي أن الدولة المنظمة أجرت اتصالات ضاغطة على الخطيب دفعته لاستقلال طائرة قطرية خاصة مع وفد من ثمانية أشخاص والتوجه إلى مطار الدوحة، مع قرار أولي وافق عليه جميع وزراء الخارجية العرب كتسوية وسطية للخلاف يقضي بأن يوجه الخطيب خطابا للقمة العربية. ومساء الاثنين استقبل ولي العهد القطري الضيف السوري وتجول الأخير على السجادة القطرية الحمراء واستعرض حرس الشرف، لكن بدون تحية في رسالة سياسية بروتوكولية واضحة المعالم من قبل القطريين.
وكان لافتاً أمس ترتيب جلوس المعارضين السوريين على مقعد «الجمهورية العربية السورية». إذ جلس الخطيب وخلفه رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو وسهير الاتاسي وجورج صبرا وعبدالباسط سيدا، بنفس الترتيب الذي كان يجلس فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمستشارة بثينة شعبان خلف الرئيس السوري.
وعلى هامش أعمال القمة، كانت الكواليس زاخرة بالتعليقات، التي ركّزت على الوضع السوري، ولا سيما حضور المعارضة وتوليها مقعد دمشق في الجامعة، لتكون القمة «قمة نزع الشرعية عن بشار الأسد»، بحسب ما ردد القطريون وعشرات الإعلاميين.
وأكد الباحث في المعهد الملكي للدراسات والدفاع في قطر، مايك ستيفنس، أن ما يهم القطريين الآن هو تقديم معارضة موحدة ولو شكلياً للقمة العربية، لكن استقالة الخطيب «ضيعت عليهم حتى هذه الفرصة»، لافتاً إلى أن دعم الجيش الحر لقرار الخطيب بالتأكيد على رفضه الاعتراف بالحكومة الانتقالية، ممثلة بغسان هيتو، إشارة واضحة لثقل وشعبية الخطيب التي «لا يمكن تجاهلها» بحسب رأيه.
واستبعد مدير مركز بروكينغز، سلمان شيخ، أن تنجح القمة العربية في احتواء «تشرذم المعارضة السورية»، منوهاً إلى أن استقالة الخطيب هي بمثابة إعلان صريح عن أن «أيام الائتلاف السوري المعارض برمته باتت معدودة».



«سطو»

اعتبر الاعلام السوري، أمس، ان «السطو» على مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنحه الى المعارضة السورية «جريمة قانونية وسياسية واخلاقية» و«استبدال الاصيل بالمسخ المنحرف».
ورأت صحيفة تشرين الحكومية «ان هذا السطو الذي قامت به مشيخة قطر ومن معها من انظمة العمالة والخيانة من الانظمة العربية الرجعية من تمكين ائتلاف الدوحة بعضوية الدولة السورية (...) انما هو جريمة قانونية وسياسية واخلاقية». واشارت الصحيفة الى ان الدولة السورية «لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة».
وجاء في صحيفة «البعث»، الناطقة باسم الحزب الحاكم، «يا حيف يا اخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل».
واعتبرت صحيفة «الوطن» ان القرار «يمهد حكماً ويشرعن ايضاً لاي دولة ان تسلم سفارة اي دولة للمعارضين الذين تختارهم»، مشيرة الى ان لا دولة تخلو «من تنظيم معارض أو شخصيات معارضة». واضافت ان ذلك «سيشكل اخطر ظاهرة في العلاقات الدولية والدبلوماسية»، محذرة من ان «المتضرر الأكبر من هذا التدبير هم من قرروه من آل ثاني الذين يعانون أزمة داخل البيت، وآل سعود». واستدركت الصحيفة ان سوريا «ليست متضررة اطلاقا من خسارة مقعدها... حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية».
وكتبت صحيفة «الثورة» الحكومية في افتتاحيتها «اليوم تصطف الأعراب وخنجر غدرها مشرع في ظهور العرب جميعا لتحاكم العروبة ومن انتمى اليها».
_______
 عن الأخبار 

السبت، 2 مارس 2013

الإخوان ويهود مصر

    مارس 02, 2013   No comments
أسعد أبو خليل

توصّل «الإخوان المسلمون» في العالم العربي إلى كنه المعادلة الخبيثة التي توصّل إليها قبلهم الزعماء والعائلات العربيّة الحاكمة، ومفادها أنّ الطريق إلى الرضى الغربي يمرّ بالضرورة عبر تملّق إسرائيل وصهاينة الغرب. وقد وطّد الحكّام العرب عبر العقود، على اختلاف مشاربهم وأنواع حكمهم وشعاراتهم، دعائم حكمهم عبر إنشاء علاقات سريّة وعلنيّة مع العدوّ الإسرائيلي، وعبر توقيع اتفاقات سريّة وعلنيّة معه. لم يتمكّن أنور السادات من إنشاء النظام القمعي الحديدي في مصر (أي جهاز دولة الاستخبارات في عهديْ مبارك والسادات)، بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا بعدما عقد اتفاق سلام مع العدو الإسرائيلي. والحكم القطري انفتح على العدوّ الإسرائيلي من أجل أن يدعم موقفه إزاء حكم آل سعود، كما أنّ الحاكم القطري دخل في مفاوضات لبيع «الجزيرة» من الإسرائيلي حاييم صابان من أجل تخفيف النقد الصهيوني لتوجّه «الجزيرة» (كان ذلك في حقبة جورج دبليو بوش). أما آل سعود، فقد أوقفوا الحملة على حكمهم في الكونغرس الأميركي والإعلام بعد تفجيرات 11 أيلول، عندما وطّد آل سعود تحالفهم شبه المعلن مع العدوّ الإسرائيلي، عندما سلّطت لجان الكونغرس الضوء على دور آل سعود في نشر الفكر الظلامي المتطرّف. أما «الإخوان المسلمون» فلم ينتظروا طويلاً لتحقيق معادلة الحكم الكريهة تلك. فإن حركة «النهضة» وتنظيم «الإخوان» في مصر أرسلا وفوداً رفيعة، ضمّت في ما ضمّت راشد الغنوشي نفسه، وذلك للسجود وتقديم أوراق الاعتماد أمام اللوبي الصهيوني في واشنطن قبل الوصول إلى الحكم وبعده. وكانت هذه الوفود تقدّم تطمينات في شأن احترام اتفاق الاستسلام في مصر وعدم تجريم التطبيع مع العدوّ في تونس. والأهم أنّ «الإخوان» في العالم العربي قدّموا للصهاينة في واشنطن ضمانات حول عدم تغيير السياسة الخارجيّة لأسلافهم (بقيت السياسة الخارجيّة في مصر في عهد الإخوان كما كانت في عهد مبارك، أي تحت سيطرة جهاز الاستخبارات العامّة الذي تسيطر عليه أميركا وإسرائيل). وعليه، فإن حكم الإخوان في مصر وفي تونس لم يحد عن سياسات بن علي ومبارك الخارجيّة والأمنيّة. أما «إخوان» سوريا فقد باشروا سياسة التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي قبل أن يصلوا إلى الحكم، كما أنهم تعهّدوا مواصلة سياسة عدم تحرير الجولان التي التزمها آل الأسد عبر العقود. والدور الذي لعبه نظام «الإخوان» أثناء العدوان على غزة أكبر دليل على السعي لكسب الرضى الأميركي عبر مهادنة العدوّ في عدوانه ولعب دور الوسيط بينه وبين حركات المقاومة في غزة.


لكن حكم «الإخوان» في مصر في ورطة. فقد انكشفت أكاذيبه وخداعه في سرعة قياسيّة وخسر قطاعات كبيرة من التأييد الشعبي بعد أشهر فقط من وصوله إلى الحكم. عرف «الإخوان» في مصر أنهم يحتاجون إلى مزيد من التنازلات أمام العدوّ الصهيوني، وذلك من أجل تسهيل مهمة الحكم والحصول على تأييد غربي لسياساتهم. وقد لعب عصام العريان دوراً في تقديم الطاعة للصهاينة في أميركا، وجاءت تصريحاته الأخيرة حول يهود مصر بعد أيّام فقط على عودته من رحلة سجود إلى واشنطن. والعريان قدّم شهادة أمام «واشنطن بوست»، وقال فيها إنّ المحرقة هي حقيقة تاريخيّة. وحسنٌ أن يعترف «الإخوان» في مصر وخارج مصر بحقيقة المحرقة _ وهي حقيقة لا تقبل الإنكار والتشكيك بالرغم من تصريحات أحمدي نجاد الغبيّة والتي يتلقّفها الصهاينة بترحيب شديد _ وخصوصاً أنّ الإسلاميّين على أنواعهم تخصّصوا في نفي المحرقة وفي التشكيك بحقيقتها، لكن نوايا «الإخوان» ومراميهم غير بريئة في هذا الاكتشاف المتأخر نسبيّاً لأمر المحرقة. والتشكيك في نوايا «الإخوان» يتّضح عندما نلاحظ أن اكتشافهم التاريخي تمّ في واشنطن وأمام الصهاينة بالذات. لماذا لم يتكلّم «الإخوان» عن المحرقة كحقيقة تاريخيّة باللغة العربيّة، وأمام جماهيرهم هم إذا كانت الصراحة التاريخيّة والمكاشفة العلميّة هي ديدنهم؟

وفي هذا الوقت بالذات، وفي ضوء محاولة «الإخوان» كسب المزيد من الرضى الصهيوني بعد تنامي الغضبة الشعبيّة على حكمهم، يطلع عصام العريان بآراء وتنظيرات عن يهود مصر. وكان العريان هذا في تغريدات سابقة قد حاول مغازلة الودّ الصهيوني. ماذا قال العريان؟ خلاصة كلامه أنّ جمال عبد الناصر هو الذي طرد اليهود من مصر، وهو الذي استولى على ممتلكاتهم، وطالب هو بعودتهم، وذلك من أجل حلّ الصراع العربي _ الإسرائيلي. أيّ أنّ العريان ربط بين «حلّ» الصراع العربي _ الإسرائيلي وعودة اليهود إلى البلدان العربيّة. لكن كلام العريان كلام سياسي غايته تملّق الصهاينة، وخصوصاً أنّه سارع إلى «توضيح» كلامه وتراجع عن تحميل عبد الناصر مسؤوليّة الطرد وربط مرّة أخرى بين كلامه وبين رغبته في حلّ الصراع مع العدوّ. أي أنّ الوئام مع العدوّ بات هدفاً معلناً لـ«الإخوان». واللافت في كلام العريان أنّه اجترّ الخطاب الصهيوني حول اليهود العرب. لم يكلّف نفسه عناء التحقق في المراجع التاريخيّة عن الموضوع. والحكومات الليكوديّة عمدت على مرّ السنوات الأخيرة إلى ربط حق العودة للشعب الفلسطيني بحق اليهود في العودة إلى البلاد العربيّة في محاولة تعطيل حق العودة الفلسطيني. وفي هذا، يكون العريان أوّل عربي يقبل المنطق التفاوضي الإسرائيلي الذي لم تقبل به حكومة عربيّة من قبل. لكن الموضوع يستحق العرض والنقاش.

طبعاً، لم يطرد عبد الناصر اليهود من مصر. صحيح أنّ اليهود في العالم العربي تعرّضوا لمضايقات بعد _ وليس قبل _ إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين (هذا من دون إنكار حقيقة عدم تحقيق المساواة التامّة بين الأفراد والمجموعات في دول الخلافة الإسلاميّة عبر القرون مع تفوّق وضع الأقليّات فيها على وضعهم في دول الغرب في الزمان عينه). والمستشرق الصهيوني برنارد لويس، في كتابه «ساميّون ومعادون للساميّة»، يعترف بأنّ معاداة الساميّة (وهو يعني بها، كما يعني بها الغربيون قاطبة معاداة اليهود، مما يعني أن الردّ العربي على الموضوع من ناحية تأكيد ساميّة العرب هو ردّ غبي، وخارج الموضوع برمّته) العربيّة هي سياسيّة وليست اجتماعيّة عرقيّة، كما كانت في التاريخ الغربي. على العكس، فإن معاداة اليهوديّة كعقيدة عداء أيديولوجيّة نمت وترعرعت في حضن الكنيسة في الغرب. وتراث معاداة اليهود واليهوديّة تراث غربي ديني وعلماني: وحتى الذين يجاهرون بالعداء لليهود واليهوديّة في العالم العربي يعتمدون على التراث الغربي في الموضوع (مثل الاستشهاد بالوثيقة المزوّرة _ من قبل الشرطة القيصريّة الروسيّة _ المعروفة بـ«بروتوكولات حكماء صهيون»). ليس هناك من تراث عربي _ إسلامي معادٍ لليهود واليهوديّة رغم وجود نزعات معادية لهم في التراث الأدبي والديني، لكنّها لا تصل في كمّيتها ونوعيتها إلى مستوى ما سمّاه المؤرّخ الأميركي، دانييل غولدهاجن، في كتابه «جلّادو هتلر الطوعيّون»، «معاداة الساميّة التصفويّة»، أي التي اعتزمت إفناء اليهود. هذه الكراهية لليهود غربيّة ومسيحيّة وإن وجدت ترداداً لها في العالم العربي بعد إنشاء الكيان الغاصب، ونتيجة لتفاقم الصراع العربي _ الإسرائيلي.

إنّ تحليل أسباب مغادرة اليهود للعالم العربي يظهر عوامل مختلفة، ولا يجوز التعميم في الموضوع لأنّ الأسباب تختلف بين دولة وأخرى. تمّ ترحيل الفالاشا، مثلاً، باتفاق سرّي بين حكم جعفر النميري وإسرائيل. أما مغادرة الجالية اليهوديّة للبنان فكانت طوعيّة، لا بل تمّت بإرادة صهيونيّة وبتواطؤ مع النظام اللبناني لتسهيل عمليّة نقل الأموال والثروات. وإسرائيل دأبت على الاستغلال السياسي للموضوع عبر العقود ومن الضروري التمييز بين الحقائق والمزاعم الصهيونيّة. ولم يكن دور إسرائيل بعيداً قطّ عن ترحيل اليهود.

الموضوع المصري لا يحتمل الجدال، لأنّ دور الموساد كان أساسيّاً في تنمية التشكيك وزرع العداء نحو اليهود المصريّين. والملاحظ أنّ العريان لم يتطرّق إلى حقيقة تاريخيّة: أنّ قانون الشركات الذي ميّز ضد اليهود سُنّ في زمن المَلَكيّة وليس في زمن عبد الناصر. وما يُسمّى «قضيّة لافون»، والتي أسهمت في الإساءة إلى وضع اليهود كيهود في مصر هي قضيّة حقيقيّة ولم تكن من اختراع النظام الناصري كما زعم حكّام إسرائيل في البداية. و«قضيّة لافون» تشير إلى تجنيد دولة الكيان الغاصب يهوداً مصريّين للقيام بأعمال تخريب وإرهاب ضد أهداف أميركيّة وبريطانيّة من أجل تكثيف العداء الغربي للنظام الناصري. وعندما قبض النظام الناصري على أفراد الشبكة وفكّك خلاياها، ثارت ثائرة الدعاية الصهيونيّة حول العالم، واتهمت النظام الناصري بتدبير القصّة من أساسها لقمع اليهود كيهود. وسارعت دولة إسرائيل إلى الكذب التلقائي وإلى التشبيه المبتذل والمتداول عن الطبيعة النازيّة لأعدائها العرب. ولم يعلم الإسرائيليّون بحقيقة دور دولتهم إلا بعد سنوات من كشف الفضيحة في تحقيقات مفصّلة. وللأمانة، فإن المدّعي العام المصري، الذي تولّى المرافعة في القضيّة، ميّز في كلامه بين اليهود والصهيونيّة وشدّد على أنّ القضيّة لا تدين اليهود المصريّين كيهود. ولكن لا جدال في كون القضيّة قد أسهمت في تعزيز الشكوك حول دور اليهود المصريّين. وتورّط 19 عربياً مسلماً في تفجيرات 11 أيلول أدّى إلى الاشتباه بكلّ العرب وكل المسلمين في أميركا، وهناك من الليبراليّين والمحافظين في البلاد مَن لا يزال يدافع وتدافع عن هذا الاشتباه ويعتبره منطقيّاً.

غير أنّ الدور التخريبي للعدوّ الإسرائيلي تمدّد في أكثر من دولة عربيّة. و«عمليّة بابل» في العراق، والتي أسهمت في ترحيل اليهود العراقيّين من موطنهم الذين أمضوا فيه قروناً طويلة، نشرت الذعر عن قصد في صفوف اليهود من خلال عمليّات تفجير وبيانات تهديد هندسها جهاز الاستخبارات الصهيوني. كانت الدولة العدوّة الحديثة النشأة تسعى بشتّى الطرق إلى زيادة نسبة اليهود فيها لأنها تقوم على العنصريّة العدديّة المفروضة بقوّة السلاح وبقوة طرد السكّان الأصليّين من وطنهم. كل ذلك فات عصام العريان في كلامه على الموضوع.

وهناك ما هو نفاق في كلام العريان. إن آخر تنظيم يحقّ له المزايدة في موضوع حق الأقليّات وفي معاملة اليهود في حكم عبد الناصر هم «الإخوان المسلمون». هذا تنظيم لا زال في أدبيّاته يشير إلى اليهود والمسيحيّين بكلام عن «أحفاد القردة والخنازير». كما أنّ حسن البنّا، مؤسّس الإخوان، هو الذي _ بناء على أبحاث قمتُ بها _ كان أوّل من هدّد بـ«رمي اليهود في البحر» (راجع أعداد مجلّة «المصوّر» عام 1948). وهذا التهديد عزاه الصهاينة خطأً وقصداً إلى عبد الناصر وأحمد الشقيري مع أنّه لم يرد إطلاقاً على لسان الرجلين. ومن المؤكّد أنّ «الإخوان» الذين لا يزالون يزهون بتطبيق الذميّة ودفع الجزية لغير المسلمين، هم آخر من يحق له الوعظ في الموضوع. صحيح أنّ التعبير عن العداء لليهود كيهود تنامى بعد إنشاء دولة الكيان الغاصب، لكن ذلك حدث بالتزامن مع تطوّر الصراع العربي _ الإسرائيلي وتكثيف الأعمال الأرهابيّة والاحتلاليّة للعدوّ. وعندما يشير العربي أو العربيّة إلى العدوّ بكلمة «يهودي» وليس بكلمة «صهيوني» لا يكون بالضرورة يعبّر عن معاداة لليهود كيهود، وخصوصاً أن دولة إسرائيل هي التي تعتبر نفسها، وتسوّق لنفسها، على أساس أنها دولة لكلّ اليهود. أي أن الملامة هنا تقع مرّة أخرى على العدوّ الإسرائيلي ودعايته.

هذا لا ينفي حصول عمليّات اعتداء على يهود في العالم العربي، خصوصاً في العراق وتونس بعد احتدام الصراع العربي _ الإسرائيلي، وتسلسل المجازر الإسرائيليّة ضد العرب. وفي لبنان، تعرّض مدنيّون يهود للتنكيل في حقبة الثمانينيات من قبل مجموعة إسلاميّة موالية للنظام الإيراني (يرجو المرء أن يكون حزب الله بريئاً منها). وهذه الأعمال المشينة تقبّح الوجه الناصع للقضيّة الفلسطينيّة كما أنها تمدّ الدعاية الصهيونيّة بما تحتاج إليه من معدّات كي تعقد مقارنة ظالمة بين النازيّة ومناصرة القضيّة الفلسطينيّة عربيّاً. كما أنّ بعض الحكومات العربيّة (في العراق ولبنان، مثلاً) سنّت قوانين مُجحفة ومُمَيّزة ضد اليهود كيهود (في لبنان وافق المجلس النيابي اللبناني على قانون يمنع اليهود اللبنانيّين من الوصول إلى مرتبة ضبّاط في الجيش اللبناني، وكان منير أبو فاضل هو الذي بادر إلى تقديم مشروع القانون هذا). لكن التمييز الذي لحق باليهود في البلدان العربيّة كان أقلّ ظلماً من التمييز والقهر اللذين تعرّض لهما العرب في الدولة اليهوديّة، دون تسويغ هذا التمييز.

لليهود العرب حقوق، والذين طُردوا من غير حقّ يحق لهم العودة كما أنّ لهم حقّ تقديم دعاوى قانونيّة للتعويض في حال ثبوت تعرّضهم لظلم من الدولة أو من أفراد في المجتمع. لكن مزاعم عصام العريان باطلة. صحيح أنّ بعض أملاك اليهود في مصر تعرّضت للتأميم، لكن هذا طاول في مَن طاول مصريّين من أديان ومذاهب مختلفة. والتأميم هو مشروع يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعيّة وهو حقّ وضروري إذا طُبّق بناءً على معايير محض اقتصاديّة، وبدون تمييز ديني أو مذهبي أو عرقي. والموافقة على حقّ اليهود كيهود في العودة أو التعويض إلى البلدان العربيّة لا علاقة له البتّة بالصراع العربي _ الإسرائيلي وبحق العودة غير المنقوص للشعب الفلسطيني في الشتات.

الخطاب الإسرائيلي والصهيوني الغربي عن اليهود العرب _ وقد ساهم فيه عصام العريان عن قصد أو عن جهل _ هو خطاب استغلال سياسي مشوب بالرياء والنفاق. في الثمانينيات من القرن الماضي، قامت المنظمات الصهيونيّة الغربيّة بحملات مكثّفة لترحيل اليهود من سوريا، وبعد ضغوط أميركيّة وأوروبيّة، سمح النظام السوري لليهود السوريّين بالحصول على تأشيرات خروج. وبعد مغادرة اليهود السوريّين، قامت المنظمات الصهيونيّة نفسها ودولة إسرائيل بتنظيم حملات تدين ما تسمّيه عمليّات «طرد» اليهود السوريّين. هذا نموذج بسيط عن طبيعة المقاصد الصهيونيّة في الموضوع.

كالعادة، تتراجع أبواق الإخوان وزعاماتهم عن كلامها. وقد تراجع العريان عن كلامه، وأوضح أنّ عبد الناصر لم يطرد اليهود من مصر. ثمّ عاد ليجمّل القبيح في كلامه عبر توقّع زوال إسرائيل. وناطق إخواني آخر رفض كلام العريان، وقال إنّ اليهود في إسرائيل صهاينة. أما الناطق الرسمي باسم العريان فقد خشي أمراً واحداً فقط: أقلقه توقّع العريان زوال إسرائيل، فأكّد أن التوقّع لا يعبّر عن موقف الرئاسة المصريّة، وخصوصاً أن الرئيس المصري هو صديق حميم لشمعون بيريز.

إنّ محاولة عصام العريان تندرج في نطاق المغازلة الجارية بين الإخوان والعدوّ الإسرائيلي. وتنظيم الإخوان قبيح في العداء وقبيح في المغازلة.


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.