‏إظهار الرسائل ذات التسميات المجتمعات الإسلامية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المجتمعات الإسلامية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 13 يونيو 2014

المرجعية العليا والأزهر وعلماء السنة يتصدّون لداعش ...

    يونيو 13, 2014   No comments
أجمعت مواقف المراجع الدينية في العراق والأزهر وعلماء السنة في البصرة على رفض الارهاب واتّهام داعش بالعمل على شق الصف الإسلامي.

كما دعت المرجعية الدينية العليا في العراق العراقيين الى  حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين.

وأكد ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة في كربلاء دعم المرجعية للقوات المسلّحة، وطالب القوى السياسية بالابتعاد عن الخلافات.

وحذرت المرجعية من تحدِّ وخطرٍ كبيرين يواجههما العراق، لافتةً إلى أن الإرهابيين يسعون إلى السيطرة على جميع المحافظات ولا سيما بغداد وكربلاء والنجف.
جماعة علماء العراق: العراق يتعرض لحملة تكفيرية ضالة
أكدت جماعة علماء العراق في محافظة البصرة، أن العراق يتعرض لهجمة "تكفيرية ضالة" تسعى لاقتطاع جزء من العراق وجعلها منطلقاً لنشر "الإرهاب" في كافة انحاء البلاد والدول العربية، مشدداً على أن اهل السنة والجماعة هم ضد تنظيم "داعش" قولاً وفعلاً.
 وقال عضو الجماعة الشيخ محمد أمين الجمعة، انه "اذا اراد أي إمام أو معمم في العراق أن ينسب ما يحدث في الموصل إلى السنة فهو واهم"، مشيراً إلى أنه "لا احد يستطيع ان يتكلم باسم أهل السنة".
 وتسائل امين "كيف تكون هناك ثورة سنة واهل السنة انفسهم يذبحون ويقتلون ويهجرون في الموصل؟ وكيف تصدر فتوى من شخص يدعي ما يحدث بانها ثورة سنية ونحن لم نسمع بها؟".وأكد  عضوة الجماعة ان "اهل السنة في البصرة يساندون القوات الامنية بمختلف صنوفها واشكالها مساندة كاملة في قتالها ضد داعش، وضد اي مكون يسعى لاقتطاع قطعة من العراق ويجعلها منطلقا لنشر الارهاب في كافة أنحاء البلاد والدول العربية".
وتابع أمين "نحن ضد دولة العراق اللا اسلامية قولا وفعلا لانه لا يمكن لاحد ان ينشر مذهباً بالدبابة وقوة السلاح"، مشدداً بالقول "اذا احتاجنا الجيش ان ننزع لباس الدين ونلبس لباس القوات الامنية فسنكون اول المتطوعين".

المصدر: الميادين
________________
قالت هيئة علماء المسلمين في العراق إن تعميم مصطلح الدولة الإسلامية في العراق والشام على المشهد الأمني الذي يشهده العديد من المدن العراقية، عملية يراد منها إجهاض ما سمته الثورة.

ووصفت الهيئة في بيان لها هذا الأمر بأنه لعبة مكشوفة لا تغير من الواقع شيئا, وهو أن المتظاهرين العراقيين هم أصل الثورة ومادتها الرئيسية وحاضنتها.

كما وصفت الهيئة الدعوة التي أطلقها المتحدث باسم الدولة الإسلامية بالذهاب إلى كربلاء والنجف بالأمر المرفوض وغير المسؤول.

واعتبرت الهيئة في بيانها على الإنترنت أن ما تحقق على الأرض "نصر سيغيظ كثيرين داخل العراق وخارجه، من أصحاب المشاريع التي أضرت بالعراق على مدى السنوات الماضية".

وأضافت أن "الخطوات اللازم خطوها لإنجاح الثورة تكمن في كسب الحاضنة الشعبية، من خلال التأكيد لهم فعلا وليس قولا أن الثوار قاموا بالثورة من أجلهم، وخدمة لهم، ورفعا للظلم عنهم"، ودعت إلى "إكمال مشروع الثورة في كل العراق، وضمان سلامتها من كيد الكائدين، وتوفير الأمن والطمأنينة للناس".

ورأت الهيئة في بيانها أن "تحرير الشعوب من ظالميهم المدعومين من قوى عالمية ليس سهلا، ولكن الأصعب منه إدارة شؤون العباد بعد التحرير"، وأكدت أن "الخطأ القاتل يتمثل في استعداء دول العالم، ولا سيما دول الجوار".

يُشار إلى أن مسلحين تقول الحكومة إنهم من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يوسعون من نطاق هجماتهم حيث سيطروا على عدة مناطق في محافظات شمالي وغربي العراق، في حين يتراجع الجيش العراقي أمام هذه الهجمات التي يهدد المسلحون بتوسيعها لتصل إلى العاصمة بغداد.

لكن جهات عراقية أخرى تشير إلى وجود فصائل عراقية تقاتل القوات الحكومية بينهم ثوار العشائر إضافة لمسلحين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية.

المصدر : الجزيرة

الاثنين، 5 مايو 2014

راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية لمؤتمر التنظيم الدولى للإخوان: سياسة إخوان مصر مرتبكة وارتجالية ومتمردة وصبيانية

    مايو 05, 2014   No comments
 أسامة عبد الحميد وأيمن رمضان

حملت رسالة منسوبة لراشد الغنوشى زعيم حركة النهضة التونسية لمؤتمر التنظيم الدولى للإخوان الذى عقد منتصف إبريل الماضى فى تركيا، شن فيها هجوماً شديداً على إخوان مصر طالباً نشر الرسالة على جميع إخوان العالم بينما قابلها رجب طيب أردوغان بمزيد من الغضب مناشدا عناصر التنظيم بالتكتيم عليها وعدم نشرها .

استهل "الغنوشى" رسالته التى بثتها وكالة سما الفلسطينية نقلاً عن الوكالات التونسية، بوصف إخوان مصر وسياستهم بالمرتبكة والارتجالية والمتمردة وبأنها صبيانية، مضيفاً كان من حظ المصريين أن تجربة الربيع العربى قد سبقتهم وكان لهم الوقت الكافى والمناسب لدراسة التجربة التونسية والتركيز عليها واستخلاص العبر ليتجنبوا سلبيات تجربتنا فى تونس ويركزون على الإيجابيات فيها لكن للأسف انطلق الإخوان فى مصر وكأن شيئا لم يحدث فى دولة شقيقة لهم بقيادة أشقاء وإخوان يشاركونهم النهج نفسه والتجربة ولم يكلفوا خاطرهم باستشارتنا.


وتابع الغنوشى خلال الرسالة التى قرأها ممثل الحركة خلال اجتماع التنظيم باسطنبول " فرضنا أنفسنا عليهم وراسلناهم وخاطبناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم فى العديد من المواقف ولكن لا حياة لمن تنادى ..كانت تجربة الإخوان فى مصر مع بدايات ثورة الشعب المصرى منذ الأيام الأولى لثورة يناير تعانى ارتباكا كبيرا وترددا عميقا يسود قيادة الإخوان فى مصر فجزء من القيادة يدعو للمشاركة فى الثورة وجزء يدعو للانتظار والثالث يريد المراقبة بينما نزل الشعب المصرى بأسره إلى الشوارع من واقع الظلم والمعاناة والجوع والفقر.

تضمنت الرسالة عدم مشاركة الإخوان فى الثورة بل هم سرقوها حيث قال "الغنوشى" "لا يمكن لأى حزب ولا لأية قيادة أن تدعى أنها هى صاحبة الانطلاق فقد التحق الإخوان كغيرهم بالجماهير بدل أن يقودوها وكان الإخوان كغيرهم حذرين من هذا التحرك الشعبى، لم يراهنوا للحظة على نتائجه ولم يريدوا أن يدفعوا ثمن مشاركتهم فى حال فشلت هذه الثورة الشعبية مع أنهم طيلة السنوات الماضية كانوا يدفعون ثمناً باهظاً.

وأشار "الغنوشى إلى أنه لم يقتنع بحذرهم ولا بأسبابه لأنهم لم يكونوا وحيدين فهناك غطاء شعبى عفوى كان من الممكن التحكم فيه وصياغة نتائجه بقدر ما ينخرطون بالشعب وثورته وعندما التحقوا بالثورة كان الموقف ضبابيا فالبعض شارك والبعض ساوم وفاوض الآخرون عمر سليمان.. وفى اليوم السادس للثورة فى مصر اتصلت بمكتب الإرشاد وقلت لهم ما اسمعه وأشاهده عبر وسائل الإعلام، قلت لهم أهنئكم سلفا بانتصار الثورة والشعب لن يخطو أى خطوة إلى الوراء فألقوا بكل ثقلكم فيها فما نسمعه ونشاهده عبر وسائل الإعلام يبشر بالنصر وقلت لهم اعملوا على تأطير الجماهير وحددوا مطالبها حسب الأولويات ولا تساوموا ولا تفاوضوا على بقاء النظام لأنه فى هذه الحالة فسوف تلفظكم الجماهير وتسقطكم بمعية النظام.

ويستطرد "الغنوشى" قائلاً: "لا أخفى أن جيل الشباب فى الإخوان كان متحمسا ومنخرطا وخالف قيادته فى كثير من المراحل ولم يكن هناك تقسيم أدوار لأن أعين قادة الإخوان منذ البداية كانت منصبة على المساومات والمفاوضات.. مع أول دعوة وجهت من النظام للحوار نصحت الإخوة فى مصر بعدم التجاوب معها وبأن لا يكونوا طرفا فى هذا الحوار قلت لهم أن من سوف يذهب للحوار فلن يمثل أحدا لأن هبة الشارع تزداد وعنوان إسقاط النظام أصبح الشعار الذى لا رجعة عنه وأن أى حلول وسط هنا أو هناك سوف يسقطها ميدان التحرير فوراً.

ولفت "الغنوشى" إلى أن هناك استجابة تمت من قبل البعض منهم "أجابنى البعض منهم وقالوا يا شيخ راشد إن تجربتنا تختلف كثيرا عن تجربة تونس، فأهل مكة أدرى بشعابها أى أن إخوانى رفضوا منى حتى النصيحة وإبداء الرأى.. سارت الأمور وسقط النظام على صخر صمود الشارع المصرى مع أن كل الأحزاب وفى طليعتهم الإخوان المسلمين كانوا يساومون النظام على تغيير شكله وليس جوهره.. بعد ذلك حصلت انتخابات مجلس الشعب يوم 28/11/2011 ومنذ اللحظة الأولى أعلن الإخوان بأنهم سوف يكتفون فى هذه المرحلة بالتنافس على أصوات المجلس وأنهم لا يفكرون مطلقا بالتنافس على رئاسة الدولة قلت إن هذا موقف عظيم وحكيم ورددت فى نفسى خلالها أن إخوتى فى مصر قد فهموا الدرس جيدا وبدأوا يستخلصون العبر والنتائج بإيجابية.. ومما أثلج صدرى أكثر هو عندما قالوا إننا لن ننافس على أغلبية المجلس بل سوف نساهم مع بقية الأحزاب فى تركيبة المجلس بثقل معقول.

ويأسف "الغنوشى" قائلاً: "لكن الأمور سارت عكس ما قالوا وجرت الانتخابات وهيمنوا على الأغلبية هم وحلفاؤهم، ثم استفردوا فى المجلس فشكلوا لجانه وفق رغباتهم ومصالحهم ولم يراعوا للحظة باقى شرائح الشعب المصرى التى صنعت الثورة فلم ير المواطن المصرى فيما حصل سوى استبدال الحزب الوطنى المنحل بالإخوان المسلمين هذا يعنى إنهم لم يكونوا قريبين من نبض الشارع ولم يحققوا شيئا مما ناضل الشعب المصرى من أجله، غايتهم كانت السلطة والمناصب فاستأثروا بطريقة أكثر فجاجة من طريقة مبارك ونظامه وسيطر عليهم الغرور لا يعترفون بأن تجربتهم فى إدارة الدولة هى محدودة أن لم تكن معدومة كان بإمكانهم أن يستفيدوا من خبرات وكفاءات كثيرة موجودة وستكون المحصلة لصالحهم ولصالح نهجهم.

ويستكمل "الغنوشى" لم يأتمنوا أى طرف وعاشوا جو المؤامرة وتقوقعوا على أنفسهم وانحصروا وتحاصروا وابتعدوا كثيرا عن الشارع الذى كان ينتظر الكثير منهم لكن وللأسف انشغل الإخوان بأمور الدولة ليتمكنوا منها وابتعدوا عن الشعب فعزلهم .

ويصف "الغنوشى" إخوان مصر بالغرور قائلاً"كانت الصدمة الأكبر عندما أخذهم الغرور كثيرا فأرادوا أن يحكموا سيطرتهم على مفاصل الدولة كلها بأدوات قاصرة وعلى كل الأصعدة فقرروا المشاركة فى انتخابات الرئاسة المصرية يوم 16-17/6/2012 .. لقد جاءنى الخبر وكنت فى اجتماع لمجلس الشورى لحزب النهضة فقلت لنفسى وللمجتمعين "الله يعوض عليكم فى إخوانكم فى مصر" قرروا بهذه الخطوة سرعة نهاية تجربتهم، وأؤكد أن قرار ترشيحهم خيرت الشاطر أولا بتاريخ 5/4/2012 ثم تغييره بمحمد مرسى بتاريخ 8/4/2012 لم يحز على رضا قاعدة الإخوان وكان بمثابة صدمة للشارع المصرى الذى كان مهيئا بأن الإخوان لن يشاركوا بانتخابات الرئاسة.

ويحذر زعيم حركة النهضة التونسية إخوان مصر قائلاً "ومع هذا بادرت واتصلت بهم وحذرتهم من هذه الخطوة وقلت لهم الوضع غير مناسب فلا تمسكوا بكل أوراق اللعبة وحدكم، شاركوا الجميع فالمسؤولية ضخمة فلا تكونوا المسؤولين الوحيدين عن الفشل، لا تستمعوا لمن يخدعكم من الداخل والخارج فأنتم أصحاب القرار الرئاسة عبء كبير عليكم ومصر عبء على الجميع ابحثوا عن شخصية قومية عربية إسلامية تكون بجانبكم وفى الصدارة لتحمل المسؤولية ولو شكلا، إياكم ثم إياكم فبعض الأطراف الخارجية تريد الزج بكم فى مواجهة الشعب المصرى فلا تخطئوا كل ما قلته وما قاله غيرى من إخوانى من تونس وغيرها لم يجد آذانا صاغية عند قيادة الإخوان المسلمين فى مصر فقد كانت تعيش حالة من الغرور الذى لا يوصف خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوا غيرهم أعلنوا مرشحهم للانتخابات ونزل غيرهم وأبلغونى أن تقديراتهم كانت تشير إلى أن مرشحهم سوف يحصل على أكثر مما سيحصل عليه باقى المرشحين أى أنهم سيحسمون النتيجة فى الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة.

ويعرب "الغنوشى" عن صدمته تجاه نتيجة الانتخابات الرئاسية السابق "كانت الصدمة كبيرة عندما لم يحصلوا على أكثر من خمسة ملايين صوت فأدركت وأدرك معى الآخرون أن الشعب المصرى بدأ حسابه مبكرا مع الإخوان وأن باب الحساب لن يغلق بعد اليوم قوة الإخوان المسلمين كحزب تاريخى فى مصر تمثلت بخمسة ملايين صوت فى الدورة الأولى، وثبت أن هذا ما يقدرون على حشده من تنظيمهم والتنظيمات المتحالفة معهم شخصيا لم أصدم فقد حاولت التدخل من جديد وقلت لهم لقد تساوت أصوات مرشح النظام السابق تقريبا مع أصوات الأخ محمد مرسى، أتمنى عليكم أن تنسحبوا من المعركة وافتحوا المجال للرجل الذى حصل على الترتيب الثالث (حمدين صباحى) لينافس مرشح النظام انسحبوا لصالحه وادعموه بكل قوة وأنا على ثقة بأن النتيجة ستكون ساحقة وماحقة لرموز النظام السابق وسيسجل التاريخ لكم هذا الموقف وستمهدون الطريق لكم فى مراحل قادمة لقد وقعنا فى أخطائكم فى تونس ولكن دفعنا ثمنها كثيرا خذوا تجربتنا واستفيدوا منها قبل أن تدفعوا الأثمان فى مصر وكان الجواب بالرفض ولا حياة لمن تنادى واصل الأخوان الانتخابات فنجحوا نجاحا هزيلا يوم (18/6/2012) ولكن فجوة كبيرة بينهم وبين الشعب المصرى قد بدأت تتسع، فالشعب الذى احتضن رموزهم ورفعهم فى وجه النظام السابق قد بدأ يلفظهم أصبح من الإخوان رئيس والرئيس يعمل فى مكتب الإرشاد وشكل الإخوان حكومة جديدة بتاريخ 2/8/2012 تتسرع وتتسارع لتمكين الإخوان فى الدولة.

ويستنكر زعيم حركة النهضة التونسية أخونة مصر، قائلاً "واصلوا العمل فى الرئاسة والحكومة بطواقم إخوانية صرفة لا خبرة لها فى إدارة الدول، والشعب يغلى وقادة الإخوان لا يعيرون أى اهتمام لذلك واستهتروا بالشعب وتحركاته ومطالبه، وخاضوا معاركهم الجانبية هنا وهناك تحت شعار الفلول عائدة مع أن نظام مبارك سقط ولن يعود بأى شكل من الأشكال لكن الحقيقة هى أن الشعب المصرى لم يعد يرى أى فرق ما بين فلول مبارك ودولة الإخوان كان الجيش يراقب ويتدخل هنا وهناك والتقى قادته بالرئيس وقادة الإخوان ولم يستجيبوا لمطالبهم ولم يتجاوبوا مع أدناها لأن اللحظة النرجسية والغرور الإخوانى كان مسيطرا فلم يستمعوا لأحد وابتعدوا عن استخلاص العبر كانت هناك دعوات من قبل تنظيمات وأحزاب وأشخاص إلى القيام بتحركات وفعاليات لكن تقديرات الإخوان أن هذا سيكون هزيلا بل سبقوهم بتحركات موازية ولكن للأسف كانت هزيلة، تحرك الشعب ونزل إلى الشوارع وأعطوا فرصة للإخوان ليستدركوا ويتراجعوا لكن للأسف نزلت الملايين فى 30 يونيو والإخوان ظلوا يناقشون ويجادلون ويكابرون بان من نزل لا يتجاوز عددهم العشرات أو مئات الآلاف.

يزعم "الغنوشى" خلال الرسالة أن ثورة 30 يونيو انقلاب بنكهة شعبية ويقول "جدل مقيت وهزيل فلقد حصل ما حصل وأنا اتفق مع ما يقوله الإخوان: لكننى أسألهم أليسوا مسئولين عن هذا (الانقلاب) ألم يغط (الانقلاب) بحاضنة شعبية فاقت إضعاف ما حصلوا عليه من أصوات فى انتخابات الرئاسة لا تفهمونى خطأ أنا ضد (الانقلاب) وأطالب بالرجوع عنه ولكن هذا أصبح من الماضى فعلى الجميع استخلاص العبر خاصة على ضوء محاولاتهم للجوء لتنظيمات جهادية وسلفية لمساعدتهم فى عودة مرسى .. هذا تكتيك قد اختلف وقد اتفق معه ولكن ما أحرمه الآن هو أن ما وصلنا إليه فى مصر أن تنظيم الإخوان قد بدأ يعمل لدى التنظيمات الجهادية والسلفية وفق ما يقررون هم أى التنظيمات الجهادية أما الإخوان فيسيرون خلفهم أن ما أخشاه أن لا نجد فى القريب والمستقبل المنظور تنظيم الإخوان التاريخى فى مصر، حيث إن الغالبية العظمى من شبابه قد بدأت تنخرط وتتعايش مع التنظيمات الجهادية والسلفية المنتشرة فى مصر وفى محيطها وان الإخوان سيجدون أنفسهم رهينة فى يد هذه التنظيمات، ابعث لكم هذه المطالعة لأطرح عليكم ضرورة التفكير العميق والهادئ للحفاظ على ما تبقى من زخم الإخوان وقوتهم لإعادة بناء مشروعنا من جديد وهو ما لا يتم ألا بالحوار مع الدولة والأحزاب.

ويشير "الغنوشى" إلى استخدام قطر للإخوان بهدف خلق أزمة فى الخليج ويستطرد قائلاً" إن أردتم ذلك فأنا على استعداد لأن العب دور الجسر يعبرون عليه من أجل إعادة البناء والحوار والتفاهمات، فلا يجوز للإخوان أن ينعزلوا عن الحياة السياسية فى مصر وأرى أن عليهم أن يعيدوا التفكير وأن يشاركوا فى العمل السياسى وينخرطوا فى الانتخابات البرلمانية القادمة ببرامج ومشاريع جديدة تقوم على التعايش مع الآخرين والعمل المشترك، لقد أخطأ الإخوان المسلمون فى مصر وأخطأ حلفاؤهم معهم ولم تكن سياسة حلفائهم صحيحة 100% لقد دفعهم الأخوة فى قطر لأزمة مع دول الخليج فى وقت كان فيه الإخوان فى مصر بحاجة لدول الخليج ودعمها لكن الأفكار بدأت تراود البعض فى قيادة الإخوان بمصر فى تصدير الثورة مما آثار حفيظة وغضب قادة دول الخليج فتنبهوا لخطرهم مع أن تاريخ دول الخليج مع الإخوان كان جيدا وكانوا داعمين لهم عبر نواد وروابط وجمعيات واتحادات ولو أرادت دول الخليج وقف ذلك لأوقفته، لم ينجح الإخوان فى طمأنة دول الخليج منهم فكانوا صندوق بريد مرسلا من أطراف عديدة إقليمية أهمها تركيا وقطر وغير إقليمية لقد استخدمهم حلفاؤهم أكثر مما استخدم الإخوان حلفاؤهم فى بقائهم.
____________
اليوم السابع

السبت، 3 مايو 2014

زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري: تفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافض

    مايو 03, 2014   No comments
رضوان مرتضى 

وجّه زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري نداءه الأخير إلى أمير «الدولة» أبي بكر البغدادي لوقف القتال والعودة إلى العراق. ألقى الظواهري الحجّة على البغدادي، وكاد يصفه بـ«جندي القاعدة المتمرّد»، كاشفاً بـ«الدليل القاطع» عن بيعة له في عُنق البغدادي
 
قرَّر زعيم تنظيم «القاعدة» الشيخ أيمن الظواهري كشف كل الأوراق. بدا «أمير الجهاد العالمي» كمن يُلقي الحجّة على جنود «الدولة الإسلامية في العراق والشام» وأميرهم أبي بكر البغدادي للمرّة الأخيرة، داعياً «جبهة النصرة» إلى وقف القتال ضد «أبناء الدولة».

وبرغم عبارات كـ«الشيخ المكرّم» و«حفظه الله» و«وفّقه الله» التي أسبغها على البغدادي، كان الظواهري حاسماً إلى أقصى الحدود حتى كاد يقول «اللَّهم إنّي قد بلّغت، اللهم فاشهد». تحدّث الظواهري عن الدافع لحديثه مجدداً عن «الفتنة بين المجاهدين في الشام»، كاشفاً أنّه استجاب نزولاً عند «مناشدة الشيخ هاني السباعي عبر إذاعة المقريزي لي واعتباره أنّ إجابتي عن أسئلتِه قد تكون سبباً لإطفاءِ الفتنةِ بين المجاهدين».
هكذا انقسمت الآراء إزاء موقف الظواهري، ففيما رأى البعض في كلامه «محاولة أخيرة لوقف الفتنة بين المجاهدين»، قال آخرون إن الظواهري بعث برسالته هذه «راضخاً بعدما حقّق جنود الدولة تقدماً في الميدان، في العراق وفي الشام».
وفي كلمة مسجّلة امتدّت على مدى ٢٤ دقيقة، قال الظواهري: «سأُقسّم كلامي لشهادةٍ، وأمرٍ ومناشدةٍ، وتذكرةٍ ونصيحة». الشهادة كانت تأكيده أنّ «الدولة الإسلامية في العراق فرع تابع لجماعة قاعدة الجهاد». خاض الظواهري في أدقّ التفاصيل والأدلة التي تكشف عن مبايعة أمراء «دولة العراق الإسلامية» واتباعهم لتنظيم «القاعدة» الأم بقيادة أسامة بن لادن. وراح يذكر حتى تواريخ الرسائل المتبادلة بين قيادة القاعدة وكل من أمراء التنظيم العراقي أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر ومضامينها بالكلمة والحرف.

كشف الظواهري عن مضمون آخر رسالة تلقّاها من البغدادي
لا بل كشف عن مضمون وتاريخ آخر رسالة تلقّاها (الظواهري) من البغدادي، الذي يخاطبه فيها على أنّه أميره. والمؤرخة «في 29 جمادى الأولى 1434، التي بدأها بقولِه: فإلى أميرِنا الشيخِ المفضالِ. وأنهاها بقولِه: وقد وصلني الآنَ أن الجولانيَ أخرج كلمةً صوتيةً يُعلنُ فيها البيعةَ لجنابِكم مباشرةً، وهذا ما كان يخططُ له ليحصّنَ نفسَه ومن معه من تبعاتِ ما اقترفه من خطايا ومصائبَ، ويرى العبدُ الفقيرُ ومن معه من إخوانِه هنا في الشامِ؛ أنّ على مشايخِنا في خراسانَ أن يُعلنوا موقفاً واضحاً لا لبسَ فيه لوأدِ هذه المؤامرةِ قبل أن تسيلَ الدماءُ، ونكونُ سببًا في فجيعةٍ جديدةٍ للأمةِ..
ونرى أن أيَ تأييدٍ لما قام به هذا الخائنُ ولو تلميحًا سيفضي لفتنةٍ عظيمةٍ، يضيعُ بها المشروعُ الذي سُكبت لأجلِه دماءُ المسلمين، وأن التأخيرَ عن بيانِ الموقفِ الصحيحِ سيؤدي لترسيخِ الأمرِ الواقعِ وشقِ صفِ المسلمين وسقوطِ هيبةِ الجماعة بما لا علاجَ ناجعٌ بعدَه إلا بسكبِ المزيدِ من الدماءِ».
وأعاد الظواهري تأكيد مسألة طبيعةِ حكمِه في المشكلة الناشئة بين الجولاني والبغدادي «إن كانت أمراً من أمير لجنودِه؟ أم حكما في منازعة خاصةٍ بين طرفين ترافعا فيها لقاضٍ»، قائلاً: «إن هذا الحكمَ حكمٌ صادرٌ من أمير بشأنِ مشكلةٍ نشأت بين جنودِه، وليس حكمًا لقاضٍ بين خصمين ترافعا له في مشكلة خاصة بهما». ثم استعرض الفوارق بين قيام «دولة العراق الإسلامية» و«دولة الإسلام في العراق والشام»، مشيراً إلى أنّ وجه الشبه عدم إخطار القيادة العامة للقاعدة أو استشارتها في الإعلان، فيما الاختلاف أن «الأولى لم تقم على أساس فتنة بين الإخوة، بل قامت بعد شورى موسّعة بين شورى المجاهدين وقبائل أهل السنة»، لافتاً إلى أن «إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشامِ تسبب في كارثة سياسية لأهلِ الشامِ، فبعدما كان أهلُ الشامِ يخرجون في التظاهراتِ تأييدًا لجبهةِ النصرةِ لما أدرجتها واشنطن على قائمةِ الإرهاب، صاروا ينددون بهذا الإعلانِ الذي قدمته قيادُة الدولةِ على طبقٍ من ذهبٍ للأسدِ، واستفز الإعلانُ بقيةَ الجماعاتِ الجهاديةِ، التي رأت أن الدولةَ تحاولُ أن تفرضَ نفسَها عليهم بلا رضى ولا مشورةٍ».
أما «الأمر والمناشدة»، فالأول لـ «أبي محمدٍ الجولانِي وكلِ جنودِ جبهةِ النصرة»، و«المناشدةُ لكلِ طوائفِ وتجمعاتِ المجاهدين في شامِ الرباطِ بأن يتوقفوا فوراً عن أي قتالٍ فيه عدوانٌ على أنفسِ وحرماتِ إخوانِهم المجاهدين وسائرِ المسلمين، وأن يتفرغوا لقتالِ أعداءِ الإسلامِ من البعثيين والنصيريين وحلفائِهم من الروافض». وكرر الظواهري دعوته لتحاكم الجميع لهيئةٍ شرعية مستقلة.
ثم ختم بما سماه «التذكرة والنصيحة». الأولى وجهها عامة إلى «سائر المجاهدين في ربوعِ الشامِ، أن كفى خوضاً في الدماءِ المسلمةِ المعصومةِ، كفى قتلاً لقياداتِ الجهادِ وشيوخِه». ثمّ خصّ بها «البغداديِ ومن معه، أن عودوا للسمعِ والطاعةِ لأميرِكم، عودوا لما اجتهد فيه مشايخُكم وأمراؤكم، ومن سبقوكم على دربِ الجهادِ والهجرةِ. تفرغوا للعراقِ الجريحِ، الذي يحتاجُ أضعافَ جهودِكم، تفرغوا له حتى وإن رأيتم أنفسَكم مظلومين أو منتقصًا من حقِكم، لتوقفوا هذه المجزرةَ الداميةَ، استجيبوا لتذكرتي من أجلِ حقنِ دماءِ المسلمين ووحدةِ صفِهم وانتصارِهم على عدوِهم، حتى وإن اعتبرتم ذلك ضيمًا وهضمًا وظلمًا». ودعا البغدادي قائلاً: «اقتدِ بجدِكَ الحسن، الذي تنازل عن الخلافةِ، وحقن دماءَ المسلمين، فتحققت فيه بِشارةُ جدِه وجدِك سيدِنا محمد: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ». ثم خاطبه مردفاً: «ألا تكفيك هذه البشارةُ؟ وألا ترضيك هذه السيادةُ؟ ألا يسرُك أن تتخذَ قرارًا يرفعُ اللهُ به قدرَك في الدنيا والآخرةِ بإذنِه وتوفيقِه، وتتصدى به لأعداءِ الإسلامِ في العراقِ الذين يحتاجون لأضعافِ مجهودِكم، وتُطفئَ به الفتنةَ بين المسلمين، وتعيد لهم اللحمةُ والمحبةُ والأخوةُ. توكلْ على اللهِ، واتخذْ هذا القرارَ، وستجدُ كلَ إخوانِك المجاهدين وكلَ أنصارِ الجهادِ أعوانًا لك وسندًا ومددًا. أيها الشيخُ المكرمُ اقتدِ بجدِك، وكن خيرَ خلفٍ لخيرِ سلفٍ. وأعدْ مأثرةً من مآثرِ بيتِ النبوةِ، تفزْ في الدنيا والآخرةِ».
السباعي: انسحاب «الدولة» من الشام هو الحل


علّق مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية الشيخ هاني السباعي (من العاصمة البريطانية) على كلمة الشيخ أيمن الظواهري، في حديث عبر الهاتف مع «الأخبار»، قائلاً: «الآن حَصْحَصَ الحقّ وقُضي الأمر. الشيخ الدكتور أيمن الظواهري بيّن أن «الدولة» فرع لـ«القاعدة»، وبيّن أن له بيعة في أعناق أمرائها منذ قيامها. وما على العقلاء إلا أن يلتزموا أمر أميرهم العام». وأضاف السباعي: «أما الذي سيعاند بعد وجود البيعة، فعليه أن يتحمّل كامل المسؤولية، لأن من سيخالف هو شغبٌ على الأصل وينقاد بعصبية جاهلية». وذكر السباعي أنّ «سؤالي له في الإذاعة كان من شهرين»، كاشفاً أنّ «الشيخ الظواهري كان حريصاً على عدم إفشاء الأسرار في البداية». وأضاف «لم يُرد أن يكشف عن العلاقة مع تنظيم دولة العراق، إلّا أن الضرورة والمصلحة تقتضي «وأد الفتنة».
الشيخ المصري المقيم في لندن الذي تربطه علاقة صداقة منذ الصغر بالظواهري، والذي نفى وجود اتصال أو أي علاقة تنظيمية معه أو مع قيادة التنظيم، رأى أنّ «كلمة الشيخ الدكتور تثبت أن الشيخ البغدادي وجنود الدولة خالفوا أمر أميرهم. وبالتالي، حقناً للدماء وحرصاً على سمعة المجاهدين، عليهم العودة والسمع والطاعة». وعوّل السباعي على الحكمة وضغوط الحلفاء لإعادة تقويم مسار الجهاد في الشام، مشيراً إلى أنّ «أبناء التويتر لا وجود لهم. حالهم كحال النكرات في الأردن وغيرهم من تكفيريين لا ضوابط لهم، اتخذوا نصرة الدولة ستاراً لغيّهم»، قاصداً بذلك رجالا سلفيين وقفوا إلى جانب «الدولة» في مواجهة «النصرة». وقال السباعي: «أتمنى أن يلتزم الشيخ البغدادي لأن كلام الشيخ أيمن يقطر نُصحاً وإشفاقاً. فالدكتور يتكلّم كزعيم أُمّة. وبأدلته التي عرضها ألزمه الحائط، ولا مفرّ له إلا السمع والطاعة علانية». أما إذا لم يلتزم البغدادي، يسأل السباعي ويجيب: «سيخسرون خسارة مدوّية. وسيُقال إنهم بغاة وستكون نهاية الدولة معنوياً لأنّ البساط الشرعي سُحب منهم». وتوقّع السباعي أن تكون الإجابة خلال أسبوع، مشيراً إلى أن «لا جواب عمليا غير سحب قواتهم من الشام إلى العراق».
________

«الأخبار»

الأربعاء، 23 أبريل 2014

أمير المؤمنين يقاتل أمير المؤمنين: «البيعة الخراسانية» تشقّ «القاعدة»

    أبريل 23, 2014   No comments
رضوان مرتضى
 انشقّ الجهاد العالمي. تنظيم «القاعدة» أصبح قاعدتين، وإمارة الجهاد صار لها رأسان. وبدلاً من أمير أوحد للمؤمنين، صار للمؤمنين الجهاديين أميران. منذ أيام، دقّت «البيعة الخراسانية» آخر المسامير في نعش المصالحة بين «أخوة الجهاد». كسرت الجرّة، ليس بين «داعش» و«النصرة» في سوريا فحسب، بل بينها وبين «القاعدة» على امتداد ساحات الجهاد العالمي

بايع تسعة أمراء من تنظيم «القاعدة» في أفغانستان وتركمانستان وإيران «أمير المؤمنين» أبو بكر البغدادي، أمير «دولة الإسلام في العراق والشام». عُرفت البيعة باسم «البيعة الخراسانية». اسمٌ يجدر حفظه جيداً، لأنه سيُمثّل نقطة تحوّل في الصراع من كونه محصوراً في الميدان السوري بين البغدادي والشيخ أيمن الظواهري إلى صراعٍ مفتوح على امتداد العالم الإسلامي. ولم تكد تمرّ أيام حتى خرج المتحدث باسم «الدولة» أبو محمد العدناني ليقول إنّ «القاعدة انحرفت عن المنهج الصواب»، معتبراً أن «الخلاف ليس على قتل فلان أو بيعة فلان، إنّما القضية قضية دين أعوَجّ ومنهج انحرف».


وهنا كان الفراق. النتيجة المعروفة سلفاً نطق بها سابقاً مستشار أمير «الدولة» أبو علي الأنباري. في إحدى جلسات المصالحة قالها بوضوح: «إمّا أن نبيدهم أو يُبيدونا». كان حاسماً وكررها ثلاثاً. وفي المسار نفسه، وضع أمراء «القاعدة» التسعة (أصحاب «البيعة الخراسانية») البغدادي في مواجهة الملّا محمد عمر شخصياً. تموضع البغدادي في مقابل قائد حركة طالبان الذي كان أوّل من حاز لقب «أمير المؤمنين» على رأس «الدولة الإسلامية» التي أقامتها «طالبان» في أفغانستان. يُريد هؤلاء ضرب «القاعدة» من الرأس. رمزيتها «أصبحت من الماضي وأمجاد اليوم يصنعها جنود الدولة». وللعلم، فالملّا عمر هو أمير أمراء «القاعدة» الذي بايعه كل من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. وهو الرجل الذي دُمِّرت في عهده أفغانستان بعد رفضه طلب الولايات المتحدة تسليم بن لادن وآخرين.
إذاً، يقف البغدادي في مواجهة الملّا عمر. «أمير للمؤمنين» في مقابل «أمير للمؤمنين». يُحدّد البغدادي خصمه، متجاوزاً الجولاني والظواهري إلى شيخهما الأكبر. ورغم المعلومات التي ترددت عن مقتل الملا عمر بعد انقطاع أخباره في أعقاب الغزو الأميركي لأفغانستان عام ٢٠٠١، إلّا أنّ الدلائل والمعطيات تُشير إلى عكس ذلك. فعشية ذكرى هجمات أيلول عام ٢٠١٢ خرج الظواهري ناعياً «أبو يحيى الليبي» الذي كان يُعدّ الرجل الثاني في التنظيم، فصرّح حينها بذلك علانية قائلاً: «ﺃﺯﻑّ ﻟﻸﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻟﻠﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻤﻼ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻧﺒﺄ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺃﺳﺪ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺿﺮﻏﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﺎﺋﺪ»، ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﺒﻲ.
لم يكن ينقص الحرب المستعرة في سوريا بين «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» سوى «البيعة الخراسانية». هذه البيعة التي تداولتها منتديات جهادية أبرزها «شبكة شموخ الإسلام» صبّت مزيداً من الزيت على نار الحرب الدائرة بين التنظيمين. قيادي جهادي في «القاعدة» قلّل في حديث إلى «الأخبار» من أهميتها قائلاً: «ليسوا سوى عدة أشخاص بايعوا، لكنّها ضُخّمت إعلامياً». ولفت إلى أن «الأشخاص الواردة أسماؤهم ليسوا قيادات ولا أصحاب مسؤوليات تُذكر»، علماً بأنّ الأمراء التسعة هم الشيوخ أبو عبيدة اللبناني، أبو المهند الأردني، أبو جرير الشمالي، أبو الهدى السوداني، عبد العزيز المقدسي (شقيق الشيخ أبو محمد المقدسي)، عبدالله البنجابي، أبو يونس الكردي، أبو عائشة القرطبي، وأبو مصعب التضامني.
في المقابل، هناك من يرى أنّ هذه البيعة لا تُشبه سابقاتها. يعتبرها متابعون للشؤون الجهادية «استفتاءً على قيادة الجهاد العالمي». ينطلق هؤلاء من «البذرة الأولى التي غُرِست في أرض الرافدين أيام أبو مصعب الزرقاوي». يومها كان التنظيم الجهادي يُعرف باسم «جماعة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين». وقد بايع أميره الزرقاوي أسامة بن لادن الذي صنع أحداث ١١ أيلول عام ٢٠٠١. وبحسب هؤلاء، البدايات الأولى لتأسيس «الدولة الإسلامية في العراق» كان الزرقاوي مكوّناً أساسياً فيها. يرى فيه أمراء «البيعة الخراسانية» صانع الخلية الأولى وأبا «الدولة الإسلامية» التي تمددت لتصبح اليوم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».

في رسالة البيعة يعرض القياديون التسعة مراحل الجهاد العراقي ضد الغزو الأميركي عام ٢٠٠٣، ويستعيدون تجربة «جماعة التوحيد والجهاد» بإمرة الزرقاوي الذي بايع الشيخ أسامة بن لادن من العراق إلى خراسان، ثم يمرّون على مقتل الزرقاوي عام 2006، والذي خلفه «أبو حمزة المهاجر» في إمارة تنظيم «القاعدة» في العراق. وهو ما تزامن مع إعلان «أبو عمر البغدادي» قيام «دولة الإسلام على أرض العراق»، فبايعه المهاجر، لِيُحَلَّ فرع «القاعدة» في العراق ويذوب تحت إمرة «دولة الإسلام»، ومن ثم مقتل البغدادي ووزير حربه المهاجر وتولّي أبو بكر البغدادي إمارة «الدولة الإسلامية في العراق» التي باركها كل من بن لادن والظواهري، معتبرين أنها «مداد للعمل الجهادي»، وقد «أثنى عليها الشيخ عطية الله والشيخ أبو يحيى الليبي أحسن الثناء». ويواصل القياديون التسعة استقراء ما يجري من أحداث حتى اندلاع الأحداث في سوريا التي «وَجَبَ فيها على دولة العراق التمدد لنصرة أهلها لإفشال مؤامرة الجيشين، الجيش السوري والجيش الحر».

أمراء البيعة الخراسانية: «الظواهري متخاذل»

يرى الشيوخ التسعة من خراسان أنه بعد تمدّد «الدولة»: «سارعت قوى الكفر والردة بزرع بذور النفاق بجماعات جديدة، وبمسميات إسلامية رنانة، لتكون ندّاً ومعوّقاً لدور الدولة الإسلامية». انتقد هؤلاء الظواهري و«النصرة» من دون تسميتهما، فأخذوا عليهما «عدم وجود الجرأة عند الجماعة لإقامة أي حكم على مرتكب ما يخالف الشرع، بحجة عدم التصادم مع الناس، ولعدم القدرة والتمكين، مع العلم بأن التنظيم كان يقيم في السر أكبر من ذلك ضمن اللوائح». واستنكروا على الظواهري «أسلمة مرسي الذي ثبتت ردته حتى عند كثير ممن كان له أدنى مسحة فهم. أم هي لفتة لنظام سياسي دعوي (جهادي جديد)؟ ورأوا أنّ خطابه «خطاب سياسي دعوي، دون الإشارة إلى حمل السلاح. واستبدال مصطلحاتٍ جديدة تحتمل التأويل بكثير من المصطلحات الشرعية». ثم انتقدوه لأنّه «توجه إلى الشعوب العربية مهنّئاً بالربيع العربي، وجعله من الطنطاوي والقرضاوي علماء إسلام». كذلك أخذوا عليه «التبرّؤ من الدولة الإسلامية التي أقامت الدين، ودعت لتعليم الناس التوحيد، والبراءة من الشرك وأهله، وكانت رمزاً في المساواة بين الناس والعدل». وختموا قائلين: «إنّا تُبنا إلى الله لتأخرنا عن إظهار الحق. ونصلح ما أفسدنا ونخالفه، ولا نرضى به؛ ولذلك كتبنا هذا الخطاب للأمة، ومعذرة إلى ربنا. ونبين لكم أن الحق مع الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي رفعت راية الإسلام، وأقامت الأحكام من غير مواربة، ولا وجل، ولا حساب لأحد إلّا الله، ونحسبهم كذلك. هذا وإن دامت على ذلك فلها منّا (النصرة والتأييد والبيعة) لأميرها أمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي القرشي، على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وألا ننازع الأمر أهله. وإن هي بدلت أو زاغت: فليس لها منا إلا ما كان لغيرها».
الحرب بين «الدولة» و«القاعدة» لم تعد في الميدان فحسب. الصراع صار مفتوحاً. كلّ طرفٍ يرى أنّ الحق معه. حتى أمراء «الدولة» لجأوا إلى استعادة أحداث مضت. نكأوا جراح الماضي وخاضوا في أصل الخلاف بين الزرقاوي والظواهري عام ٢٠٠٥. يرى هؤلاء أن «الظواهري من يومه كان متخاذلاً. لا يكفي أنّه لا يُكفّر عوام الرافضة، بل ويعترض على أسلوب الزرقاوي، متهماً إياه بالمغالاة في التكفير».

_________
من «رومية» إلى قيادة «النصرة»

النار المستعرة بين «النصرة» و«الدولة» تزداد استعاراً. وبعد تشكيك «الدولة» في هوية قيادات «النصرة» واتهامهم بالعمالة، لا بل وانتقادهم لكون «أمير النصرة الجولاني مجهولاً من المجاهيل، لا يعرف هويته جنود تنظيمه»، بدأت «النصرة» بما سمّته «شهادات قبيل انتهاء مهلة المباهلة»، لتُعرّف عن مسؤولها العسكري العام «أبو همام الشامي» المعروف بـ«الفاروق السوري». فعرضت سيرته حيث «نفر إلى القتال في أفغانستان بين عامي ١٩٩٨ و١٩٩٨»، ثم التحق بمعسكر الغرباء تحت إمرة أبو مصعب الزرقاوي، وعيّنه عضو مجلس شورى القاعدة الشيخ سيف العدل مسؤولاً عن «تدريب المجاهدين في معسكر المطار في قندهار». وذكرت السيرة الذاتية أنّه «بايع أسامة بن لادن مصافحة، وعُيّن مسؤولاً للمجاهدين السوريين في أفغانستان». وقد برز لافتاً في سرد سيرته الذاتية الإشارة إلى أن القائد العسكري العام لـ«جبهة النصرة» سُجن في لبنان لمدة خمس سنوات قبل أن يُطلق سراحه ليلتحق بـ«قاعدة الجهاد في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، علماً بأنّ «النصرة» نشرت صورة لـ«أبو همام» برفقة أمير جند الشام خالد المحمود المعروف بـ«أبو سليمان المهاجر» داخل سجن رومية المركزي. وتبيّن أن اسمه الحقيقي هو سمير حجازي.

الخميس، 10 أبريل 2014

الإسلاميون ومفهوم الدولة: المشكلات التي تواجهها المجتمعات العربية والإسلامية

    أبريل 10, 2014   No comments
حسين العودات
رأى جان لوك أن الدولة هي تعاقد بين فئات المجتمع يتم برضاها، وتوضحت هذه النظرية لدى جان جاك روسو، الذي قال بضرورة توافق المجتمع على ما سماه “العقد الاجتماعي” كأساس لبنية الدولة ووظائفها وأهدافها، وضمنه مفاهيم سياسية وأخلاقية واجتماعية عدة، مثل المواطنة والدستور، والمساواة، وحقوق المواطن، والحرية والديمقراطية والقانون وغيرها، وما زال العقد الاجتماعي يعتبر في الدول الديمقراطية، فوق الدستور وله الأولوية واقعياً وأخلاقياً.

اتفق فلاسفة النهضة على أن الدولة هي دولة مدنية، وسلطة بشرية ديمقراطية، تتيح للعقول والعقلانية وللناس جميعاً المناخ الملائم للعمل، وتعتبر العقل والقانون أساس الممارسة الديمقراطية، ومفتاح الحقيقة والثورة العلمية، كما تعتبر الدولة الحديثة دولة المؤسسات والقانون الذي سيكون سيد الجميع، وتكفل سائر حقوق الفرد، لأنها دولة المواطنة، التي ترتكز على إرادة مواطنين أحرار، ترعى الدولة حقوقهم وتكفل حرياتهم.

تأثر النهضويون العرب بمفاهيم الدولة الحديثة هذه، ولكن تأثرهم بقي جزئياً، حيث اهتم كل منهم بجانب من معاييرها دون آخر، ولم يتبن أحد من النهضويين مفاهيم الدولة الحديثة أو معاييرها أو مكوناتها بكاملها، لكنهم جميعاً رفضوا الاستبداد وأدانوه، إلا أنهم لم يطرحوا بدائل له، لا الديمقراطية ولا غيرها، وحتى الشورى لم يعمقوا مفهومها ويطوروه ويحدثوه، ليصبح مكافئاً للديمقراطية أو بديلاً عنها.

لكنهم أجمعوا على مدنية الدولة وإبعاد الدين عن السياسة، ولخص الشيخ علي عبد الرازق بموضوعية وروية، آراءهم فقال: إنه لا وجود لما يسمونه المبادئ السياسية الإسلامية ونظام الحكومة النبوية، إذ لم تكن في الإسلام لا موازنة ولا إدارة نظام، ولم يرسل محمد (ص) ليمارس أي سلطة سياسية، ولم يمارسها في الواقع.

والحقيقة أن نهضويين عديدين قبل الشيخ علي عبد الرازق، مثل الشيخ عبد الرحمن الكواكبي والشيخ محمد عبده والشيخ قاسم أمين، وغيرهم من الفلاسفة الإسلاميين التقاة المتنورين، مالوا للدعوة إلى مدنية الدولة. تغير موقف الإسلاميين بعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، سواء ما يتعلق منه بفكرة الدولة أم بماهيتها أم وظيفتها.

فرغم أنهم قالوا في المراحل الأولى بإبعاد الدين عن السياسة، رأوا بعدها أن الدولة تضم أوطاناً وقوميات وأمماً عديدة، تجمعهم الخلافة (التي كان يطمح إليها الملك فؤاد)، فاعتبرها حسن البنا رمزاً للوحدة الإسلامية، ثم بالغ واعتبرها شعيرة إسلامية والخليفة “ظل الله في الأرض” و”الإسلام دين ودنيا”.

وكانت آراؤه هذه غير منسجمة مع أفكاره وطروحاته التي كانت عند تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، حيث كان يعتبر السياسة شيئاً والدين شيئاً آخر، وهو الذي قال: “قلما تجد إنساناً يتحدث إليك عن السياسة والإسلام إلا وجدته يفصل بينهما فصلاً، ويضع كل واحد من المعنيين في جانب، فهما عند الناس لا يلتقيان ولا يجتمعان، ومن هنا سميت هذه الجمعية إسلامية لا سياسية..”. إن وظيفة الدولة لدى الإسلاميين هي إقامة الدين.. وهذه هي الغاية التي تهدف إليها الحكومة الإسلامية.

“ولا تحدد مصالح الناس في الدولة الإسلامية، لا رغبة بعض القوى السياسية في الدولة، ولا أهواء جماهير الناخبين أو آراءهم، وإنما هي سابقة على وجود الجماعة أو الدولة الإسلامية ذاتها، ولازمة لها بحيث تفقد هذه الدولة مبرر وجودها إذا تخلت عن غايتها أو تنكرت لها”. لقد بقيت علاقة الدين بالسياسة..

والدين بالدولة، تقف على رأس المشكلات التي تواجهها المجتمعات العربية والإسلامية، وقد وصف أصحاب الخطاب الإسلامي الحديث الدولة الإسلامية بالصفات الأخلاقية والفضائل والمثاليات، وبالغوا في شرح هذه الفضائل، سواء بالاستشهاد بما سموه الدولة الإسلامية أيام الرسول والخلفاء الراشدين، أم بتخيل مواصفات الدولة الإسلامية المحتملة التي يتصورونها. وفي جميع الحالات لم تخطر لهم العودة لمناقشة التساؤلات البديهية، وهي: ما هي أسس الدولة الإسلامية التي يتحدثون عنها؟

هل مرجعيتها دينية صرفة؟ وهل هي إعادة صياغة للشريعة على شكل قوانين؟ وهل كانت الظروف مماثلة لحاضرنا لتنطبق اجتهادات الماضي على الحاضر؟.. وعشرات الأسئلة الأخرى التي يفتح كل منها الباب على عشرات الأسئلة المماثلة.

إن تصور الإسلاميين للدولة يعود للفكرة المتداولة عن الدولة قبل حركة النهضة العربية، وهذه الصورة على نقيض مع فكرة الدولة، مع فلسفتها ووظائفها وهياكلها. فالدولة بمعناها الحديث لم تكن موجودة، وإنما كانت سلطة فقط وسوطاً تسوس به الناس. ومع التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي، قرروا أن الدولة هي دولة الوحدة الإسلامية الجامعة، التي لها معاييرها ومفاهيمها المختلفة واقعياً وكلياً، عن معايير الدولة الحديثة…

فلا الوطن ولا القومية ولا اللغة ولا الأرض المشتركة، تشكل عناصر تكوين هذه الدولة أو مقوماتها، إنما هي دولة العقيدة وكفى، مهما تباعدت أوطان المسلمين واختلفت قومياتهم ولغاتهم وحتى مصالحهم. وهكذا فإن ما تم تحديثه من الدولة هو شكلها الخارجي، وبعض هيكليتها، والأساليب التنفيذية للحكم، وبقيت المعايير القديمة للدولة هي السائدة، ولم تؤخذ المعايير الحديثة بشكل منهجي وجدي، كما لم تهتم دولتهم بدور الديمقراطية في وحدتها وقوتها.

___________

«البيان»

الثلاثاء، 1 أبريل 2014

ستعود حماس الى دمشق من البوابة الايرانية، اذ بعد الزيارة المرتقبة لرئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الى طهران، ستسعى الجمهورية الاسلامية لاعادة العلاقات بين حماس ودمشق...لكن «حماس»، الرئيس بشار الأسد لا يستطيع ذلك!

    أبريل 01, 2014   No comments
قاسم س. قاسم
قبل اسبوعين، حلّ الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح ضيفاً على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في مقر اقامة الأخير في قطر. الزيارة رمت الى «وضع اللمسات الاخيرة على الاستعدادات الجارية، لزيارة سيقوم بها مشعل الى ايران، تمهّد لاعادة العلاقة بين الجانبين الى سابق عهدها». هذا ما يقوله متابعون.

وبحسب مصادر متابعة لزيارة شلح الى الدوحة، فان «حماس لا تزال تعيش أزمة داخلية بسبب مواقف مكتبها السياسي من تطورات المنطقة، التي أدت الى خلل كبير في العلاقة مع ايران وسوريا وحزب الله». وتضيف: «ايران ظلت على الدوام الداعم الرئيسي للحركة ولكتائب القسام المقاومة بالمال والسلاح. وهي لا تزال تؤكد حرصها على المقاومة ودعمها، لكنها تنتظر من حماس مراجعة جدية لمواقفها في الفترة الماضية، قبل إعادة العلاقات مع المكتب السياسي الى افضل مما كانت عليه». لذلك، رمت زياة شلح الى «حث حماس على اتخاذ قرارات سريعة تساعد على تطبيع العلاقات مع طهران». وتؤكد المصادر نفسها ان شلح «اقترح فصل الموقف السياسي لحماس عن النهج السياسي للاخوان المسلمين، والعمل على جذب الاخوان الى نهج الحركة المقاوم».

كل هذه الافكار وافق عليها مشعل، الذي تُنقل عنه قناعته بأن «الانظمة العربية لا يمكنها تحرير فلسطين، وممنوع عليها دعم المقاومة ولو بطلقة رصاص». وهو كرّر امام الأمين العام للجهاد شكواه من «تضييق» يواجهه في الدوحة، ومن عدم قدرته على التحرك براحة ولقاء من يشاء، وحصر حركته في زيارة السودان وتركيا.

مسؤول العلاقات العربية في حماس اسامة حمدان زار طهران أخيراً، وعقد، على هامش مشاركته في مؤتمر هناك، لقاءات مع مسؤولين ايرانيين، وسمع تأكيدات على دعم المقاومة الفلسطينية، وترحيباً بزيارة مشعل.
هذه الاشارات الايجابية أسهمت في سرعة اتخاذ حماس قرار اعادة التموضع، وقد بدأت، بالفعل، الخطوات التنفيذية لذلك. وأشارت المصادر الى أن البحث يجري الآن في إيجاد مخرج يساعد الحركة الفلسطينية على اتخاذ الخطوة التالية. ومن بين الأفكار التي جرى تداولها عقد مؤتمر لدعم المقاومة والقضية الفلسطينية في طهران، تدعى الى حضوره كل الفصائل الفلسطينية وقادتها، ومن بينها مشعل لالقاء كلمة تؤكد ثوابت الحركة لناحية أن المقاومة هي الخيار الوحيد للتحرير، ورفض الاعتراف بإسرائيل. على أن يلتقي، في اطار الزيارة، مسؤولين ايرانيين ويتوّج ذلك بلقاء المرشد السيد علي الخامنئي. ويعلق احد المعنيين على الامر بالقول: «زيارة مشعل لايران من دون لقاء الخامنئي مثل الصلاة بلا وضوء».
أكد الايرانيون موافقتهم على لقاء مشعل مع الخامنئي، اذ لا يزال في طهران من ينظر الى حماس كحليف طبيعي، ويرى أن التحالف معها تجسيد للوحدة الاسلامية التي تدعو اليها طهران دوماً، في مقابل وجود تيار داخل القيادة الايرانية، لا يرغب في تطبيع سريع، ولا يرى حاجة الى لقاء الآن بين الخامنئي ومشعل.
3 سنوات من الانتظار

المسافة قصيرة جداً بين الدوحة وطهران، لكن تنقّل مشعل بينهما، احتاج الى مراجعة ذاتية اجرتها الحركة، ومشعل شخصياً، طوال العام الماضي. ويقول مقربون من «ابو الوليد» انه «يعد نفسه المسؤول عما تعيشه حماس من تشتت، لذلك سيعمل على اعادة مكانة الحركة الى ما كانت عليه قبل بدء الثورة السورية، ثم تقديم استقالته من رئاسة المكتب السياسي». وتقول المصادر: «قبول أعضاء المكتب استقالة ابو الوليد ليس مؤكداً، لكن المؤكد انه يسعى الى اعادة العلاقة مع ايران وسوريا الى ما كانت عليه».
قادة حماس لا يحبذون الحديث عن مراجعة. وهم ينفون، اصلاً، وجود خلافات داخل قيادة الحركة حول الموقف السياسي العام، لكن الكل يدرك الانقسام الظاهر بين الداخل الفلسطيني (غزة)، وخصوصاً قادة القسام، وقيادة الخارج (المكتب السياسي). يعرف اهل الداخل اكثر من غيرهم حجم مساهمات ايران وسوريا وحزب الله في دعم المقاومة. لذلك حافظ بعض هؤلاء، في خضمّ الخلاف، على صلة بطهران. وكان القياديان محمود الزهار وعماد العلمي من اصحاب هذا النهج.

بيروت ودمشق بعد طهران

على أن الأصعب في عودة حماس الكاملة الى محور الممانعة يكمن في العلاقة بينها وبين القيادة السورية. الرئيس السوري بشار الاسد قال («الاخبار» عدد ٢١٢٩ الاثنين ١٤ تشرين الأول ٢٠١٣) إن حماس «قررت أن تتخلى عن المقاومة، وأن تكون جزءاً من حركة الاخوان المسلمين (…) أتمنى لو يستطيع أحد ما اقناعهم بأن يعودوا حركة مقاومة مجدداً، لكنني أشك».
في قيادة حماس من يرفض اتهام الحركة بالتخلي عن المقاومة. لهؤلاء روايتهم للمشكلة مع القيادة السورية، لكنهم لا يودون الخوض فيها. الاتجاه الآن، بعد تطورات المنطقة، وخصوصا سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر، هو لاعادة العلاقات مع سوريا ايضاً، وليس مع ايران وحزب الله فقط. سمع قادة الحركة نصائح متكررة بضرورة الفصل بين موقعها ضمن تنظيم الاخوان، وخصوصيتها كحركة تحرير. الخيار الجديد أعلنه وأكده رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، الذي قال في ذكرى استشهاد الشيخ احمد ياسين إن «حماس حركة تحرر وطني معنية بقضيتها الفلسطينية إلى جانب شركائها في الساحة الفلسطينية من جميع القوى».
واضح للجميع ان طريق حماس الى سوريا ستمر من ايران، لكن الطريق الى ايران، ليست فقط من باب المقاومة، بل ايضا من باب الموقف من الازمة السورية. والكل يعوّل على نجاح زيارة مشعل الى ايران كي يكون لها تأثيرها الايجابي في مصالحة مع دمشق. المطلعون على محادثات شلح ــــ مشعل، يؤكدون ان الأخير سمع كلاماً واضحاً حول ضرورة «المصالحة مع رأس النظام السوري». ويكشف هؤلاء ان مشعل تمنى على شلح ان يعمل، مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، على «نقل رسالة خاصة الى الرئيس بشار الاسد». لا تنفي الحركة ذلك ولا تؤكده، لكنّ قيادياً بارزاً فيها يذكّر بـ «أننا لم نهاجم النظام السوري بتاتاً، بل قلنا نحن مع ارادة الشعب السوري من دون تدخل خارجي». ويضيف ان مشعل «التقى قبل مدة في قطر بعض رموز المعارضة السورية. وقال لهم إن الحل يجب ان يكون سياسياً، موضحا لهم من جديد ان النظام السوري وقف الى جانب حماس في وقت تخلت عنها الدول العربية».

القسام: رصاصنا وسلاحنا ومالنا إيراني

برغم نفي مسؤولي حماس أن يكون موقفها من الازمة السورية قد تسبّب في خلاف داخلها، إلا أن الخلاف على ارض الواقع حقيقي. فقد حرصت كتائب عز الدين القسام، منذ بدء الازمة السورية، على رفض مهاجمة النظام في سوريا، وشدّدت على البحث عن مخرج سياسي للازمة السورية. «أبناء القسام»، في غزة وخارجها، يعرفون دمشق جيداً. لا ينسى هؤلاء الترتيبات التي كانوا يحظون بها لدى زيارتهم سوريا: ممر خاص في المطار، مواكب خاصة تنتظرهم على مدرج المطار. تسهيلات وشقق خاصة في العاصمة السورية، مراكز تدريب وتصنيع، تسهيلات لانتقال الكوادر منهم الى ايران للمشاركة في دورات تدريب. هؤلاء يقولون اليوم: «بعد محاصرة القطاع من قبل السلطات المصرية انقطعت زيارة القساميين الى طهران، لكن الحصار لم يمنع من تهريب السلاح اليه». وقد نجحت «كتائب القسام» في حفظ خط تواصل خاص بها مع ايران، من خلال قادة بارزين، يتقدمهم محمود الزهار. يؤكد هؤلاء: «نحن لم نخرج من محور المقاومة لنعود اليه، ودعم ايران لحماس وللقطاع المحاصر لم يعد محصوراً بالجانب العسكري فقط، اذ عادت الجمهورية الاسلامية الى دعم حكومة اسماعيل هنية بالمال، بعد توقف لفترة معينة، بسبب ابتعاد حماس في موقفها السياسي، اضافة الى بعض الصعوبات اللوجستية على معبر رفح، اذ إن السلطات المصرية صادرت في مرات سابقة اموالاً تعود إلى الحركة».
قبل مدة، زار القيادي الحمساوي محمد نصر طهران، وعاد محملاً بالمال لكتائب القسام. استمع نصر الى تعهدات ايرانية بعدم وقف المساعدات المالية او العسكرية لكتائب القسام، وبأن ايران لن تتدخل في خيارات حماس السياسية، لكنه حمل، أيضاً، نصيحة: «على الحركة ألا تتصرف بعقلية دولة لانها، ببساطة، حركة تحرير غير ملزمة باستراتيجيات دول».

حماس وحزب الله

اذا كانت العلاقة مع ايران جيدة، فذلك يعني ان علاقة حماس مع حزب الله جيدة هي الاخرى، والعكس صحيح. في لبنان، وبرغم الخلاف حول الملف السوري بين المقاومتين الفلسطينية واللبنانية، الا ان التواصل بينهما لم ينقطع، وخصوصاً من الناحية العسكرية. في بيروت لا تزال مكاتب حماس موجودة في الضاحية. قادة في الحزب يؤكدون انهم لا يستطيعون التخلي عن حماس: «في النهاية، جميعنا يعمل تحت راية فلسطين، وحماس تبقى حركة مقاومة». «ما يجمعنا مع حماس اكثر مما يفرقنا»، على الرغم من الخلاف حول الملف السوري. بالطبع، لن ينتقل مشعل من الدوحة الى بيروت للاقامة فيها، كما اقترح البعض، لأن «الخلافات السياسية اللبنانية لا تتحمل وجود المكتب السياسي للحركة فوق اراضيها»، لكن العاصمة اللبنانية، وضاحيتها الجنوبية، ستشهدان زيارات كثيرة لـ «أبو الوليد» في الفترة المقبلة.

يمكنكم متابعة قاسم س. قاسم عبر تويتر | @QassemsQassem
__________________________
«الإخوان» ليست عباءة لنخلعها أو نلبسها
عروبة عثمان

 ومع استحضار كلام الرئيس السوري بشار الأسد عن اشتراطه خلع حماس عباءة «الإخوان المسلمين» لقبولها مجدّداً، يقول الزهار إنّ «الإخوان المسلمون ليست حزباً له مبادئ معينة كالحزب الشيوعي أو العلماني. مبادئها عامة تماماً كالإسلام، ونحن نلتزمها، لذا هذا الأمر ليس مرتبطاً بعباءة تلبس أو تُخلع». ويضيف، في حديثه مع «الأخبار»، «خرجنا من سوريا لأن جلوسنا هناك كان يحمل أخطاراً امنية كبيرة. الوضع كان يمهّد لحدوث اختراقات واغتيالات إسرائيلية، وتتورط كلُّ من سوريا وحماس فيها، وهما لا شأن لهما بها، لذا اختارت «الجهاد الإسلامي» الخروج والتوجّه إلى لبنان.

مشعل و«علم الثورة»

في شأن رد الفعل على رفع خالد مشعل علم سوريا أيام الانتداب الفرنسي أثناء زيارته لغزّة عام 2012، فإن مستشار رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية للشؤون الخارجية، باسم نعيم، يوضح عبر «الأخبار» أنّ «حادثة رفع خالد مشعل علم الثورة السورية عرضي... كنت هناك حينها حينما أعطى أحد الشباب مشعل مجموعة من الأعلام (حماس وفلسطين والثورة)، ولم تتح له وقتها فرصة التدقيق في الأعلام. لا يجوز تحميل الأمر أكثر مما يحتمل».

البردويل: علاقتنا مع حزب الله جيدة جداً

برغم أن الأزمة السورية أرخت بظلالها نسبيّاً على العلاقة بين حماس وحزب الله، إلا أنها لم تنزلق نحو ما انزلقت إليه العلاقة بين الحركة ودمشق، حتى إن البيان الذي أصدرته الحركة ودعت عبره حزب الله إلى سحب مقاتليه من القصير، قيل إنه لم يكن نابعاً من قرار حماس الداخلي بقدر ما كان استجابة لضغط من «الإخوان المسلمين». عولج الأمر حينها، وجرى تداركه. ويقول القيادي صلاح البردويل لـ«الأخبار»: «علاقتنا مع حزب الله جيدة جداً ولم تنقطّع البتة طيلة الفترة الماضية، بفعل الاحتكاك المباشر بين الحزب ومخيمات اللجوء الفلسطينية. نحن ننسّق على نحو دائم مع الحزب، ولسنا معنيين بالتوترات معه، كما أننا نستنكر كل حادثة تفجير في لبنان»، مؤكّداً أن «خطاب حزب الله السياسي يتقاطع مع خطاب حماس بخصوص المقاومة، فيما التباين في الرؤى يتجّلى في الأزمة السورية، لكن هذا التباين لا يمهّد لأي إشكاليات أو أزمات حقيقية بين الطرفين».
أما سورياً، فيقول البردويل: «صحيح أن حماس استنكرت في بعض اللحظات بعض المذابح والمجازر في سوريا، لكنها لم تمرّ بأي حالة انحياز الى جهة على حساب أخرى، فهي نأت بنفسها وأرادت أن تحفظ علاقتها مع النظام السوري، حتى إننا دعونا كثيراً المسلحين والمقاتلين في مخيم اليرموك إلى الانسحاب منه». ويتساءل باستنكار: «هل تنكرّت حماس للنظام أو هاجمته أو أعلنت الحرب ضده، لكن في الوقت ذاته هل المطلوب منّا أن ننصّب مدافعنا ضد المعارضة السورية؟! القضية السورية أعقد بكثير من أن تحلها حماس، فهي لا تحتاج إلى قمة عربية، بل إلى همّة عربية. هذه حرب لا نهاية لها».
____________

يمكنكم متابعة عروبة عثمان عبر تويتر | @OroubaAyyoubOth
_______


«حماس»، الرئيس بشار الأسد لا يستطيع ذلك!
ناهض حتر
يمكن للإمام الخامنئي أن يستقبل خالد مشعل. لكن الرئيس بشار الأسد لا يستطيع ذلك... بل ولا مكان لـ «حماس» في دمشق، إلا بشروطٍ سورية، ربما يكون تحقيقها صعباً جداً.
«حماس» في مأزق؛ فخيارها الاستراتيجي في العام 2011، ذهب نحو الخروج السياسي من حلف المقاومة، والانخراط في المشروع الإخواني ــــ التركي ــــ القَطري.

ومن المعروف أن هذا المشروع كان يتجاوز سوريا إلى المنطقة كلها، مما يجعل القول إن سوريا هي نقطة الخلاف الوحيدة بين «حماس» ومحور المقاومة، ليس صحيحاً.
فالمشروع ذاك، كما لخّص مضمونه الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، في تصريح علني، هو «مشروع أهل السنّة والجماعة». وهو يخرج، طالما أنه محمول بأنظمة وأحزاب وحركات سياسية، عن نطاق الدين إلى نطاق السياسة، وجوهره الدفع بحركة الإخوان المسلمين لركوب الحراك الشعبي العربي، والاستيلاء على السلطة، كما حدث في تونس ومصر وجزئياً في المغرب، وكان مخططاً له أن يحدث في ليبيا وسوريا واليمن والأردن وفلسطين. في البلدين الأخيرين، وجدت «حماس» أنها تملك أوراقاً مهمة: السلطة في غزة المستندة إلى الحليف الإخواني المصري، والصعود غير المسبوق لحركة الإخوان الأردنيين ــــ وهي مجرد فرع حمساوي ــــ وبين السلطة في القطاع وامكانية الحصول عليها في الأردن، كانت فتح محاصرةً في رام الله، والضفة الغربية تفاحة ينتظر الحمساويون سقوطها في أحضانهم. جمح الخيال السياسي بـ «حماس» إلى امكانية بناء نظامها ومنظومتها في فلسطين والأردن. وكما هو الحال في تونس ومصر، تطلّب مشروع السلطة، تفاهماً عميقاً مع الأميركيين، وابتعاداً عن إيران وحزب الله، وتورّطاً مفتوحاً في الحرب على سوريا التي تهم القَطريين والأتراك بالدرجة الأولى؛ فالشام، للدوحة، معبر وحقل... غاز، وهي، لأنقرة، بوابة التمدّد العثماني إلى البلدان العربية.
في سوريا انكسر المشروع؛ وعلى الجمر السوري الملتهب، وقع الانشقاق الفكري والسياسي في الحراك الشعبي الذي هيمن عليه الإخوان ردحاً من الزمن؛ خاصمهم اليساريون والقوميون، وانتفضت الدولة الوطنية المصرية ضدّ سلطتهم، وانحسرت حركتهم في الأردن، وانفلتت خيوط الإرهاب من أيديهم في سوريا التي خيّبت ظن أصحاب المشروع؛ فصمدت، ومكّنت حزب الله من التوسع الإقليمي، بدلاً من الانكفاء. وفي الأثناء، أعادت السعودية بناء حلفها الخاص، وبدأت بالتصدي للمنافسة على الدور والقيادة؛ انشق، بالنتيجة، محور الإسلام السياسي ــــ الخليجي ــــ التركي.
من سوء حظ هذا المحور، بطرفيه، أن الربيع العربي الأسود، صادف ربيعاً روسياً أخضر؛ موسكو ــــ التي استكملت مستلزمات الإنبعاث ــــ قررت العودة، في لحظة الصمود السوري، إلى ميدان الصراع الدوليّ. ومن جهتها، وجدت الولايات المتحدة أن إعادة تنظيم إدارة أكثر فعالية وأقل كلفة للشرق الأوسط، لا يمكنها استبعاد إيران.
بالمحصلة، وجدت «حماس» نفسها خارج اللعبة، وأصغر منها؛ فساورها الحنين إلى الحضن الإيراني. وبالنسبة إلى إيران ــــ التي تجمّع أوراق النفوذ الإقليمية ــــ ليس هناك ما يمنع؛ فالخلاف مع الحمساويين محصور، عندها، في القضية السورية، و«فلسطين تجمعنا»، وكذلك «الصحوة الإسلامية»، والضرورة الشيعية الإقليمية للتحالف مع طرف سُنّي «معتدل»، حتى وإنْ كان يتداخل، ميدانياً، مع البيئة التكفيرية. وإلى ذلك، فـ «حماس» لم تؤذ الإيرانيين مباشرة، ولم تتلفّع بعلم الشاه، ولم تتدخل في الشأن الإيراني الداخلي، ولم «ينسحب» منها إرهابيون للقتال ضد الجيش الإيراني.
لكن ــــ بالنسبة إلى سوريا ــــ فالسياق كله مختلف نوعياً: سوريا جوهرة محور المقاومة، لكن نظامها السياسي علماني. وقد جذّرت الحرب الوطنية المريرة ضد جيوش محلية وغازية، مكوّنة من تيارات الإسلام السياسي، علمانيّتَه، بل إن إعادة بناء الدولة والمجتمع في سوريا ــــ وتجاوز ما حدث فيهما من تصدعات طائفية ومذهبية ــــ تفرض على القيادة السورية التشدّد في منحى علماني، يشكّل، في الآن نفسه، قوة تدخل ناعمة في تركيا التي تستخدم الإسلام السياسي للتدخل الخشن في سوريا.
من المعروف أن دمشق تؤيد، بلا تردد، النظام العسكري العلماني في مصر. وهي مستعدة للتسامح مع عمّان، ودعمها في مواجهة الإخوان المسلمين، بل إنها نسجت علاقات ودية مع فتح والسلطة الفلسطينية، تقوم على التفاهم المتبادل لخيارات طرفين تجمعهما العلمانية. ولا شيء يمنع من تطوّر هذا التفاهم إلى صيغة مشتركة تكفل الحضور السوري في الشأن الفلسطيني؛ هذه الصيغة أصبحت ممكنة بفضل المتغيرات الدولية، وامكانية تعديل موازين القوى السياسية مع إسرائيل، تحت مظلة الحليف الروسيّ.
لن يجرح الرئيس بشار الأسد، مشاعر السوريين باستقبال مشعل الذي تلفّع بعلم الانتداب، علم الإرهابيين الوالغين بالدم السوري. أما حركة «حماس»؛ فالشرط السوري واضح: قطع العلاقة مع الإخوان المسلمين. وحتى لو حدث ذلك، ستظل الحركة إخوانية في العمق، وموضع شبهة سياسية وأمنية عند الدولة السورية؛ طريق دمشق مقفل أمام حماس؛ لن تقبل الضغوط ولن تحتجّ، في الوقت نفسه، على ترتيب العلاقات الإيرانية ـــ الحمساوية.



______
«الأخبار»

ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.