‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ وحضارة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ وحضارة. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 4 أغسطس 2014

تفكّك «الجبهة الإسلامية» في سوريا: الإعلان عن تحالف جديد من 18 فصيلاً

    أغسطس 04, 2014   No comments
عبد الله سليمان علي  
يدخل المشهد «الجهادي» في سوريا مرحلة جديدة من الفرز وإعادة الهيكلة. وإذا كان عنوان المرحلة السابقة هو الطلاق بين «جبهة النصرة» من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، فعنوان هذه المرحلة سيكون طلاقا آخر بين «جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، ليصل بذلك التحالف الذي حمل اسم «الجبهة الإسلامية» إلى نهايته بعد فقدانه الغطاء الإقليمي لاستمراره.
ويسير «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، بخطى حثيثة على طريق إكمال إجراءات الطلاق مع «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي اضطر إلى الاقتران بها تحت مظلة «الجبهة الإسلامية»، التي كانت في حينها مطلباً سعودياً، أرادت الرياض من خلاله مواجهة مسار مؤتمر جنيف ومنع اتخاذه منصةً لإعلان الحرب على الإرهاب كما كانت تريد كل من دمشق وروسيا.

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850dفي ذلك الوقت، أي قبل مؤتمر جنيف، كانت أهم الفصائل المسلحة ـ باستثناء «داعش» و«النصرة» ـ تندرج في إطار جبهتين اثنتين هما «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، التي كان ينتمي إليها «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام»، و«الجبهة الإسلامية السورية» التي كانت تهيمن عليها «حركة أحرار الشام» وتضم «لواء الحق». ويبدو أن الأمور تسير باتجاه استعادة ذلك الواقع، مع تغييرات تفرضها التطورات الميدانية والتحديات العسكرية المركبة التي تعيشها الساحة السورية.
فلم تمض 24 ساعة على إعلان الاندماج الكامل بين «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» حتى تبين أن خطوة الاندماج هذه لم تكن سوى تمهيد لخطوة أشمل، من شأنها توسيع الفجوة بين مكونات «الجبهة الإسلامية» والسير بها على طريق «المفاصلة الثانية» بعد المفاصلة الأولى بين «داعش» و«القاعدة». وتمثلت هذه الخطوة بالإعلان يوم أمس عن ولادة تحالف عسكري جديد ضمّ 18 فصيلاً من أكبر الفصائل الموجودة على الأرض.
والأمر المهم في هذا التحالف الجديد أنه لا يخفي سعيه إلى أن يكون الواجهة الجديدة للنشاط العسكري الموحد في سوريا، وبالتالي الاستيلاء على مسمى «الثورة السورية» والعمل باسمها، رغم أن فصائل كبيرة أخرى غير ممثلة فيه، مثل «أحرار الشام» و«جبهة النصرة».
ونص البند الأول من اتفاق هذه الفصائل على «تشكيل مجلس قيادة الثورة السورية، ليكون الجسم الموحد للثورة السورية». وحدد الاتفاق مهلة 45 يوماً يتم خلالها اختيار قائد للمجلس، وتشكيل المكاتب التابعة له، وخصوصاً المكتب العسكري والقضائي. وسيتوزع تشكيل المجلس الجديد، بحسب الجبهات التي كان يتوزع عليها تشكيل «هيئة أركان الجيش الحر» وهي الجبهة الشمالية، والشرقية والجنوبية، والغربية، والوسطى، بحيث يكون لكل جبهة من هذه الجبهات فرع يقودها، مؤلف من ممثلين عن جميع الفصائل المشاركة في تشكيل «مجلس القيادة».
وأهم الفصائل الموقعة على الاتفاق، هي «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم» و«جيش المجاهدين» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«حركة نور الدين الزنكي» و«فيلق الشام» و«لواء الحق» و«هيئة دروع الثورة» وفصائل أخرى غيرها. وإذا كان غياب اسم «جبهة النصرة» عن الاتفاق يبدو طبيعياً، لأنها لم تدخل رسمياً من قبل في أي تحالف عام بين الفصائل، فإن غياب اسم كل من «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» يطرح تساؤلات عديدة حول مصير «الجبهة الإسلامية»، اللذين يعتبران من مؤسسيها مع كل من «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«لواء الحق».
ورغم أن الاتفاق ترك الباب مفتوحاً لانضمام فصائل أخرى إليه، مشيراً بذلك على نحو خاص إلى «أحرار الشام»، إلا أنه من المستبعد أن يحدث ذلك، من دون أن يكون مستحيلاً، لاسيما وأن «أحرار الشام» تعيش تحت ضغط هائل من الاستقطاب والتجاذب بين نهجها ذي الميول «القاعدية»، وبين مقتضيات الميدان وما تفرضه من تحالفات تخالف نهجها، وما يتفرع عن ذلك أحياناً من حالات صراع داخلية بين قيادة الحركة وبين قاعدتها العسكرية.
وقد سبق لـ«أحرار الشام» أن رضخت للضغوط، ووافقت على بعض المواثيق والاتفاقات التي كانت ترفضها من قبل، ومثال ذلك التوقيع على «ميثاق الشرف الثوري» الذي أحدث جدلاً واسعاً، وأثار اتهامات متبادلة مع كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، بسبب تلميحه إلى موضوع استبعاد «المهاجرين» من خلال تأكيده على العنصر السوري في العمل الثوري. وأكد مصدر من داخل «أحرار الشام»، لـ«السفير»، أن قيادة الحركة رفضت «ميثاق الشرف الثوري» عندما عرض عليها أول مرة، لأنها اعتبرته يتضمن بنوداً تشكل انحرافاً عن ثوابتها ومخالفةً لمنهجها. لكن الحركة عادت ووافقت على الميثاق من دون أي تعديل، بسبب التطورات الميدانية التي فرضتها حرب الفصائل «الجهادية» ضد بعضها البعض.
وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن «حركة أحرار الشام» لا تنطلق في تحديد موقفها بناءً على التطورات الميدانية فحسب، بل إن عامل التمويل يلعب دوراً كبيراً في تحديد الكثير من مواقفها، لاسيما بعد أن خسرت القسم الأكبر من مواردها المالية، التي كانت تدرها عليها آبار النفط في المنطقة الشرقية أو بعض المعابر الحدودية التي كانت تحتكر إدارتها قبل فقدانها السيطرة عليها، مثل معبر تل أبيض في ريف الرقة. لذلك تجد الحركة نفسها أسيرةً نوعاً ما لمصدر التمويل، المتمثل بتبرعات رجال الأعمال الخليجيين، والذين يسيرون في فلك أجهزة استخبارات بلادهم، وعلى رأسهم السعوديون والكويتيون.
وبذلك يكون زهران علوش قد نجح في حشر «أحرار الشام» في زاوية ضيقة لا تملك فيها الكثير من الخيارات. فإما أن تسير معه في تحالفه الجديد، متخليةً بذلك عن منهجها وثوابتها وما قد يترتب عنه من تزايد حالات الانشقاق عنها، وإما أن ترفض الانضمام إليه مخاطرةً بفقدان جزء آخر من مصادر تمويلها، الأمر الذي سيضعف من فاعليتها على الأرض ويضعها أمام تحديات جديدة.
في كافة الأحوال، وأياً كان قرار «أحرار الشام»، فإن هذه التطورات تعني أن «الجبهة الإسلامية» قد وصلت إلى نقطة النهاية بعد ثمانية أشهر فقط من تأسيسها، وأن الطلاق بين مكوناتها قد يصبغ المرحلة المقبلة بألوان جديدة من الصراعات والمعارك.

الأحد، 27 يوليو 2014

بيان أمير المؤمنين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارک لعام 1435هـ ... حرب كلامية بين أنصار الملا عمر والبغدادي بسبب" الخلافة" ... تسجيل لبن لادن ينسف أدبيات "الخلافة": بيعتنا للملا عمر "بيعة عظمى"

    يوليو 27, 2014   No comments
Mullah Omar & Baghdadi

  مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، شهدت جدلا ساخنا على خلفية التهنئة التي وجهها زعيم ما يسمى بجماعة طالبان الملا عمر، بمناسبة عيد الفطر، والتي وقعها باسم "خادم الإسلام أمير المؤمنين" بعد أن حدد أسس السياسة الداخلية والخارجية لـ"الإمارة الإسلامية" ما دفع البعض إلى المقارنة بينه وبين زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" أبوبكر البغدادي.

ووقع الملا عمر بيان المعايدة بتوقيع "خادم الإسلام أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد" وقد أثار هذا الأمر حفيظة أنصار "داعش" الذين قاموا بمهاجمته، في حين دافع عنه أنصار تنظيمات إسلامية مناوئة، أو على صلة بتنظيم القاعدة.

____________
تسجيل لبن لادن ينسف أدبيات "الخلافة": بيعتنا للملا عمر "بيعة عظمى"
عبد الله سليمان علي

تتكشف المزيد من الحقائق والأسرار على هامش "الفتنة الجهادية" التي ضربت أطنابها في أرض الشام. حيث جرى تسريب تسجيل صوتي لزعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن يبين فيه حقيقة العلاقة بين تنظيمه و"إمارة أفغانستان الإسلامية"، ناسفاً الأدبيات المعلنة بشأن الموضوع.

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850dوفي تسجيل صوتي جرى تسريبه على بعض الصفحات "الجهادية" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحدث أسامة بن لادن عن العلاقة التي تجمع بين تنظيمه من جهة و"إمارة أفغانستان الإسلامية" بزعامة الملا محمد عمر من جهة ثانية. وخلافاً لأدبيات تنظيم "القاعدة" بشأن الموضوع، والتي استمرت في ادّعاء أن بيعة "القاعدة" للملا عمر هي "بيعة صغرى" أي بيعة جهاد وقتال فقط، كان مفاجئاً أن يؤكد بن لادن أن البيعة هي "بيعة عظمى" أي بيعة إمامة وحكم، مشيراً إلى عدم ضرورة أن يكون الإمام قرشياً، أي منتمياً إلى قبيلة قريش.
وردّاً على سؤال مباشر حول الموضوع وجهه شخص لم تظهر صورته في التسجيل، أجاب بن لادن بكل وضوح: "بيعتنا لأمير المؤمنين هي بيعة عظمى وهي التي تنصرف إليها النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الواردة عن النبي مثل قوله: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". وبحسب بن لادن، فإنه "ينبغي على أي مسلم أن يعقد في قلبه أنه بايع أمير المؤمنين الملا عمر وإلا مات ميتة جاهلية".
ويوضح بن لادن إشكالية تتعلق بمسألة شروط الإمام، مستنداً في توضيحه إلى كلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول فيه إنه "إذا تغلّب الرجل على بلد من البلدان فلا مجال للبحث في توافر الشروط الأخرى فيه ما دام مسلما"، وبما أنّ الملا عمر توفر فيه شرط "التغلب" يكون تجاوز جميع الشروط الأخرى. ويضيف بن لادن أن بعض الناس يشكل عليهم أن الملا عمر غير قرشي، ويشير إلى أن هذه المسائل والشروط تكون في حالة الاختيار وحالة الوفرة، أما في حالة الضرورة أو التغلب أو الضعف فهذا الشرط لا يلتفت إليه وبالتالي لا تنزع البيعة عنه لأنه غير قرشي أو غير مجتهد، بحسب قوله.


وكلام بن لادن ليس مفاجئاً وحسب بل يناقض أدبيات تنظيم "القاعدة" التي كان يسوّق لها منذ ارتباطه مع "حركة طالبان" في تسعينيات القرن الماضي. وثمة كلام واضح لمفتي "القاعدة" الراحل عطية الله الليبي يقول فيه حرفياً: "حتى إمارة أمير المؤمنين الملا عمر حفظه الله ليست إمامة عظمى إنما هو أمير في حدود سلطانه وولايته"، ولكن من يدخل في بيعته وهو في حدود سلطانه يكون له حكم الإمام الأعظم بحسب الليبي، وهذا يخالف كلام بن لادن الذي أوجب على كل مسلم أن يعقد في قلبه أنه بايع الملا عمر كي لا يموت ميتة جاهلية.
وليس خافياً الهدف من وراء تسريب هذا التسجيل الذي يتضمن عبارات واضحة يمكن إسقاطها على وقائع الخلاف "الجهادي" الحالي واستثمارها في ترجيح كفة "قاعدة الظواهري" من نواحٍ عدة، أهمها سحب الشرط الذي يتمسك به أنصار "الدولة الإسلامية" لجهة وجوب أن يكون الإمام قرشياً استناداً إلى أنّ زعيمهم أبي بكر البغدادي يتوفر فيه هذا الشرط، وبالتالي هو الذي يستحق لقب "أمير المؤمنين" لا غيره. كما أن تحديد بن لادن للبيعة بأنها بيعة عظمى من شأنه أن يزيد الطعن على البغدادي لدى أنصار الظواهري ممن يرون أنه كان مبايعاً له ثم خلع البيعة، ومعروف أن خلع "البيعة العظمى" من دون توافر شرط الكفر البواح يعتبر كبيرة من الكبائر ويجيز قتال من يفعل ذلك، خلافاً لخلع بيعة القتال التي يجوز لأي شخص أن يخلعها من دون أن يوقعه ذلك في حضيض الخطيئة القاتلة.
في المقابل، من شأن هذا التسريب بما يتضمنه من كلام عن شرعية الإمامة بناءً على شرط "التغلّب" فقط من دون أي شرط آخر، أن ينسف الرأي الذي اعتمده أيمن الظواهري منذ خلافه مع البغدادي لجهة وجوب الشورى واتفاق جميع الفصائل المجاهدة على تعيين إمام لها، الأمر الذي يمكن لأنصار البغدادي الاستناد إليه لتعزيز شرعية أميرهم.

رابط التسجيل:
https://www.youtube.com/watch?v=oRTHzQFxxaw&app=desktop
__________________________________________________________________
بيان أمير المؤمنين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارک لعام 1435هـ

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمدلله رب العلمین، ناصر المجاهدین ومذل الجبابرة والمتكبرين، والصلاة والسلام على إمام الغر المحجّلين سيدنا ونبينا محمد صلی الله علیه وسلم و علی آله وأصحابه أجمعین

قال الله تبارک وتعالی: ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون ){النحل /۱۲۸}

و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : (رأس الأمر الإسلامُ، وعَمُوده الصلاةُ، وذِروة سَنَامه الجهاد ). رواه الترمذي

إخوتنا المسلمون! وشعبنا المجاهد!

                                                                     السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

أهنّئکم جميعا بحلول يوم الأفراح والبرکات يوم عيد الفطر المبارک، وتقبّل الله منکم جميعا الصيام والقيام والصدقات والدعوات والجهاد وجميع أعمالکم الصالحة.

أيها المسلمون!

إنّها فرصة الشکر والسعادة أن أعاد الله تعالی علينا هذا اليوم   في الوقت الذي نشهد فيه الانتصارات تلو الانتصارات في ميادين الجهاد.

إنّ الأوضاع العسکرية علی مستوی البلد کلّه في صالح المجاهدين والحمد لله تعالی علی ذلک،وقد طُهّرت ساحات واسعة من تواجد المحتلّين بنصر الله تعالی ثمّ بالتضحيات الفذّة للمجاهدين ولشعبنا المسلم في سبيل الله تعالی. وباتت مراکز العدوّ الهامّة في المدن هدفا لضربات المجاهدين المنتصرة، وقد استحکمت إدارة الإمارة الإسلامية للمناطق المحرّرة أکثر من ذي قبل،وصفوف المجاهدين متّحدة ومنسّقة   وأکثر فعّالية من أيّ وقت مضی.

ولکنّ المؤسف هو أنّ العدوّ لازال يستغلّ بعض الغافلين من أبناء هذا الشعب کوسيلة في سبيل تحقيق مقاصده المشؤومة في الوقت الذي ينسحب فيه هو من ميدان المعرکة ولکنّه يدفع بهؤلاء إلی ميدان القتال . إنّني أهيب بجميع الجنود الأفغان والشرطة و بجميع المخالفين الأفغان في صف العدوّ وأقول لهم : لاتُهلکوا أنفسکم في سبيل تحقيق أهداف العدوّ! و کذلک أقول لهم : انضمّوا إلی شعبکم ، و اشترکوا في الجهاد المبارک، وحاربوا   العدوّ المشترک إلی جانب مجاهدي الإمارة الإسلامية لتکتسبوا سعادة الدنيا والآخرة .

وإنّني أرجوا من العلماء والوجهاء ورؤساء القبائل أن يقوموا بتوعية هؤلاء الشباب الغافلين الذين يُستَغلّون   من قِبَل العدوّ، وکذلک يجب علی الآباء والأمّهات والأقارب أن يسعوا في إنقاذ أبنائهم وذويهم من الوقوع في خسارة الدنيا والآخرة .

وعلی المجاهدين أن یلتزموا سياسة   إمارة أفغانستان الإسلامية في حسن معاملة من  ينفصل عن صفوف العدوّ،و عليهم أن يستقبلوا هؤلاء ويرحّبوا بهم وأن يقدّروا ويجلّوا بطولات أولئک الأبطال من أصحاب الضمائر الحيّة من الجنود الذين يهجمون علی الأعداء من داخل صفوفهم و ثمّ ينضمّون بصفوف المجاهدين .

إنّ تعاون الشعب للمجاهدين وثقته فيهم قد ازدادت أکثر من أيّ وقت آخر ــ والحمد لله تعالی علی ذلک ــ وإنّني نيابة عن المجاهدين أشکر أبناء شعبي المحبّين للدين والوطن، وأسأل لهم من الله تعالی علی وقوفهم الصامد إلی جانب المجاهدين الرفعة والهناء وسعادة الدنيا والآخرة .

إنّ فعاليات الإمارة الإسلامية في المجالات الأخری أيضاً في حالة التقدم والتطوير مثلما هي في المجال العسکري، وقد قَدَّمت لجان الإمارة الإسلامية في مجالات التعليم ،والصحة، والاقتصاد، والخدمات العدلية، والدعوة والإرشاد،والثقافة والإعلام، والشهداء والمعاقين،و لجنة التنسيق والمراقبة للشرکات والمؤسسات، ولجنة شؤون الأسری ومنع وقوع الخسائر فې المدنيين خدمات جليلة، وإنّني إذ أطلب من الله تعالی للقائمين بأمر هذه اللجان الأجر العظيم لتقديمهم هذه الخدمات أرجو منهم مزيد التقدّم ، والقيام بمزيد من الخدمات المؤثّرة .

إنّ لجنة الشؤون السياسية للإمارة الإسلامية والتي تسيّر أعمالها وفق توجيهنا وإرشادنا لها قد أحرزت وجاهة سياسية في المجالين الداخلي والعالمي، و بسبب الفعاليات الإيجابية لهذه اللجنة صارت معظم الجهات التي کانت تخالفنا تعترف الآن بالإمارة الإسلامية کحقيقة واقعة، وقد کانت مبادلة الأسری مع حکومة أمريکا إحدی الإنجازات الحسنة لمساعي هيئة المکتب السياسي .

‌إنّ إدارة الاحتلال في کابل تواجه الفشل الشامل في جميع المجالات،حتی أنّهاخسرت ثقة مموّليها في الخارج  و ثقة أتباعها في الداخل،واستشری هيها الفساد إلی حدّ أنّها اکتسبت المقام الأول في الفساد ، وغصب الأراضي ، ونهب الممتلکات العامة .

و إنّ فضيحة إجراء العملية المزوّرة للانتخابات الأخيرة فضحت إدارة کابل العميلة والديموقراطية الغربية .إنّ المحتلّين وعملاؤهم کانوا یهدفون من إجراء عملية الانتخابات أن يُظهروا للشعب الأفغانې أنّ هناک تغيير ديموقراطي، إلا أنّ الشعب الأفغاني من البداية کان يُدرک أهداف العدوّ ، ولذلک رفض المشارکة في تلک العملية،وها قد شاهد الجميع أنّ عملية الانتخابات والحديث عن التغيير بواسطة صناديق الاقتراع ما هي إلا شعارات جوفاء لخداع الشعب ، وزرع الفتن ،و إذکاء نار الاختلافات القومية والجهوية،واللسانية وغيرها.وهاهم الناس جميعا يرون اللعبة الأمريکية للانتخابات ــ کما تنبّأنا بهاــ قد تحوّلت إلی الانتصابات مثلما کانت في المرات الماضية . إنّ الصلاحيات وزمام الأمور في إدارة کابل لازالت في يد أمريکا، ولا يملک العملاء سوی الالتزام بما يمليه ويفرضه عليهم سادتهم الأمريکييون من دون أن ينظروا إلی مصالح الشعب والبلد .

إنّنا نخاطب أمريکا والدول الأروبّية التي لها قوات في أفغانستان أو تفکر في الحفاظ علی التأثير السياسي في هذا البلد أو تريد إبقاء القواعد العسکرية ونقول لهم أن أترکوا الأفغان ليؤسسوا لهم حکومة إسلامية حرّة مستقلّة وفق متطلباتهم الدينية والملّية . وإن سلبکم عنهم هذا الحق ليس ظلما وتجاوزا عن المعايير الإنسانية فحسب،بل سوف لن تکون نتيجة هذا الإجرام لکم إلا مثل النتيجة التي شاهدتموها خلال ثلاث عشرة سنة الماضية، ولعلکم تکونون قد أدرکتم أنّ الشعب الأفغاني الذي له تاريخ حافل بالجهاد والبطولات في سبيل الدفاع عن الدين والحفاظ علی الحرّية لايرضی بالذلّ ،ولايقبل الحکومات العميلة .

إنّنا نعتقد أنّ الحرب لن تتوقف في أفغانستان إلا بعد أن تخرج منها جميع القوّات المحتلّة، وتقوم فيها حکومة إسلامية حرّة خالصة . وإن بقاء القوات المحتلة المحدودة تحت أي اسم کانت هو بمعنی استمرار القتال،لأنّه لا يتحمّل أي أحد بقاء القوات الغازية في بلده .

إنّنا نحذّر الذين يفکّرون في عقد الموافقات الأمنية مع المحتلين من إيجاد أسباب استمرار الاحتلال و دوام الحرب . إنّ بقاء القوات المحتلّة ليس في صالح أحد، وإنّ الوضع الأمني سيزداد سوءا في البلد والمنطقة في حالة استمرار الحرب، ويتسبب بصفة خاصة في هذا البلد في عدم قيام النظام الإسلامي ، و عدم وجود الاستقلال السياسي و عدم وجود تمامية أرض الوطن،وتوسعة الحرب الفکرية والثقافية الأجنبية، و دمار مستقبل الأجيال القادمة .

إنّنا نطمئن دول العالم والجوار مرّة أخری أنّ کفاحنا هو   لتحرير البلد و إقامة نظام إسلامي مستقل فيه،وکما أنّنا لانريد الإضرار و التدخل في شؤون دول الجوار و المنطقة و العالم، کذلک لانتحمّل الموقف العدائي الضارّ من أحد، ونطالب الآخرين أيضا باتخاذ الموقف المماثل تجاهنا. وإنّني آمر المجاهدين المرابطين في الحدود والثغور ّأن يحرسوا حدود البلد، وأن يحافظوا علی العلاقات الحسنة علی أساس من الاحترام المتقابل .

وأما ما يجري من الحوادث والتطوّرات في منطقة الشرق الأوسط فنقول : علی القوی العالمية أن تترک شعوب هذه المنطقة لتصل إلی أهدافها المشروعة،ولا يُعقل أن تُتّهم الثورات الشعبية بتهمة الارهاب الجوفاء لتُمطر بعد ذلک بحمم النيران والقنابل، أو يُزجّ بأهلها في السجون والمعتقلات . لايمکن لأحد أن يهزم إرادات الشعوب بمثل هذه الأعمال .

وإنّنا ندين ونشجب العدوان المتوحش للکيان الإسرائيلي الغاصب ضد الفلسطينيين المظلومين الذي قتل وجرح و شرّد المئآت والآلاف في شهر رمضان المبارک . إنّنا ننادي بالعالم وبخاصة بالعالم الإسلامي ألا يسکت تجاه هذه الجرائم، لأنّ السکوت تجاهها جور   و خسارة للجميع،ويجب أن تُتخذ إجراءات عملية عاجلة لمنع هذا الظلم والعدوان لکی لايزداد أمن المنطقة والعالم سوءاً.

أيها المجاهدون الأبطال في الإمارة الإسلامية!

إنّ من واجبکم الديني والوطني أن تسعوا لإسعاد شعبکم، وأن تحسنوا إليه . وإن الکبر ،والغرور، وإعمال القوّة والسلاح ضدّ الناس من دون مبرّرٍ شرعيٍ ، وتهديد عامة الشعب، وإيذاؤهم وتخويفهم ،وإلحاق الأضرار بهم في الأموال والأرواح هي کلّها من الجرائم الکبيرة التي لن تنجوا علی ارتکابها من المحاسبة في الدنيا والآخرة . يجب أن يکون خُلُقُکُم في التعامل مع الشعب الحِلم، والتواضع، ولين الجانب، والإيثار والاحترام المتقابل،ولتتذکّرواأنّ الله تعالی لاينظر   إلی صورکم وشعاراتکم الظاهرية، بل ينظر إلی قلوبکم وأعمالکم ، وإلی أخلاقکم التي تتعاملون بها مع الناس .

علی المجاهدين أن يبذلوا جهوداً مخلصة لإحکام العدل والأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الإمارة الإسلامية، وأن يسدّوا طريق اللصوص ،وقطّاع الطرق، والأشخاص المفسدين، وأن يعملوا لإيجاد البيئة الآمنة لإسعاد   الشعب .

وعلی المجاهدين کذلک أن ينتبهوا أثناء القيام بالعمليات الجهادية إلی الحفاظ علی أرواح عامة أفرادالشعب وأموالهم لکی لا يلحق بهم الضرر،وعلی اللجنة المخصصة لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين أن تقوم بأحسن وجهٍ وبجدّية تامّة بالوظيفة المفوّضة إليها لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين .

ويجب علی المجاهدين ألا ينسوا أنّ صمودهم أمام القوات الغازية وانتصارهم عليها إنما کان من برکة تمسّکهم بحبل الله تعالی، فليلتزموا طاعة الله تعالی، وطاعة رسوله، وطاعة أولي الأمر منهم . وليجتنبوا النفاق، والاختلاف والتعصب،وليشدّوا فيما بينهم أواصر الوحدة والأخوّة والثقة المتبادلة ،وليحافظوا علی صفهم الجهادي مرصوصاً غير متصدّع .

أيها المواطنون المجاهدون!

إنّ بلدنا علی مشارف التحرير الکامل بإذن الله تعالی،وإنّنا علی ثقة تامّة في الله تعالی أنّه سيتفضّل علي الأفغان بنعمة الحياة السعيدة في ظل النظام الإسلامي القوي إن شاء الله تعالی کما تفضّل عليهم بالوقوف الصامد أمام هجوم العدوّ والقضاء علی ظلم احتلاله .

إنّ أفغانستان بيت مشترک لجميع الأفغان،وکل فرد من هذا الشعب يتمتّع بحق خدمته، والإمارة الإسلامية سوف تقيم النظام الذي سيری جميع أطياف الشعب الأفغاني نفسها في مرآته، ولن يحسّ فيه أحد أنّه خارج إطاره . وفي المجال الاقتصادي سيکون ترکيز النظام علی الزراعة، والثروة الحيوانية ، واستخراج المناجم مستغلة المساعدات الدولية .وسيهتمّ ذلک النظام ببناء البنية التحتية،والمشاريع التنموية والتقنية . وسيکون ذلک النظام خادماً للمجتمع يقدّم الخدمات للشعب والبلد في مجالات التربية ،والتعليم،والثقافة،والاجتماع، والتعمير والمشاريع التنموية علی أساس العدل والشفافية .

 وکما أنّ الإمارة الإسلامية تری تطبيق النظام الإسلامي ضماناً لسعادة الدنيا والآخرة، کذلک تری الأخذ بالعلوم والتقنية، والعلوم الإنسانية ،والمستجدات الإيجابية النافعة من الضرورات الأساسية لإحکام و تقوية النظام الإسلامي والشعب المسلم وإغنائه ، وإنّنا نردّ بشدّة علی جميع الإشاعات السيئة في هذا المجال ضدّ الإمارة الإسلامية،کما نردّ علی تهمة مخالفة التعليم التي يُلصقها الأعداء بها. إنّ الإمارة الإسلامية تری الإهتمام بالتعليم من الواجبات الدينية ، وتُؤمن بجميع الحقوق التي أعطاها الإسلام للرجل والمرأة، وتعتبر نفسها ملتزمة بإعطائها لأهلها .

وفي النهاية أهنّئکم مرّة أخری بحلول عيد الفطر المبارک، وأسأل الله تعالی أن يوفقکم في أيام الأفراح هذه لمدّ يد العون إلی الفقراء والبائسين من الأسر المسلمة،وأن تضعوا يد العطف والشفقة علی رؤوس الأيتام ، وأن تساعدوا ذوي الشهداء والأسری والمهاجرين ، وأن تحسنوا إلی الأسری والجرحی المسلمين وتواصوهم بما تستطيعون .وتقبّل الله منا ومنکم صالح الأعمال .

والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

خادم الإسلام أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد



۲۷ رمضان المبار ک   ۱۴۳۵ هـ ق

۱۳۹۳/۵/۳ هـ ش

2014-7-25 م


___________________________

حرب كلامية بين أنصار الملا عمر والبغدادي بسبب" الخلافة"

ابوسوسن
19 03 2014, 03:16 PM
أرى أن أفضل حل لمسألة الخلاف الشامي
هو تكييف المسألة أولاً
ثم معرفة الحكم الشرعي ثانياً = حتى لانتخبط ونضل

فهل توافقون على أن تكييف المسألة هو على النحو التالي:
الشيخ: الجولاني = جندي في عنقه بيعه للبغدادي
الشيخ: البغدادي = جندي في عنقه بيعة للظواهري + مخول بقيادة فرع العراق والتمدد بشروط .
الشيخ: الظواهري = أمير في عنقه بيعة للملا محمد + مخول بقيادة جميع الفروع بصلاحيات واسعة.
الأمير: الملا محمد = أمير المؤمنين + شهد الجميع أنه لايطبق شرع الله في الأرض إلا دولته فبايعه رؤوس الجهاد = لذلك فمن تحتهم تبع لهم.
ابوسوسن
19 03 2014, 03:36 PM
أمر الشيخ البغدادي الشيخ الجولاني بحل الجبهة وحل هو الدولة ودمج الجميع تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
رأى الشيخ الجولاني أن هذه معصية = لأن فيها افتئات على بقية المجاهدين الذين جاهدوا وحرروا وضحوا + لأنها جربت فكانت عاقبتها وخيمة ومدمرة.
فاحتكم الاثنان إلى الأمير الأعلى منهما وهو الشيخ أيمن الظواهري

هل توا فقون على هذا؟؟؟
ابوسوسن
19 03 2014, 03:40 PM
بالانتظار
shamsee
19 03 2014, 04:46 PM
بداية أن ضد مسمى أنصار الدولة الإسلامية لأن الدولة ليست محتكرة للحق
وما نصرة الدولة إلا لما يرى فيها من الحق فإن زاغت بطل نصرتها حتى تعود إليه
أما النصرة المطلقة للدولة أو غيرها بلا شرط أو قيد فهو مخالف للحق وأقرب للضلال
ولو رجعت للوراء قليلا لوجدت أن أغلب مناصرى الدولة كانوا يناصرون جبهة النصرة لوقت طويل لما كانوا يرون أن الحق معها
أما ما تفضلت به من إرجاع الأمر للظواهري فأنا أخالفك الرأى فيه فكل يأخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولقوله تعالى :
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة: النساء - الأية: 59]
والله أعلم
مجرد وجهة نظر
19 03 2014, 05:46 PM
https://pbs.twimg.com/media/BjGPuwjIUAALpyp.jpg
زياد الحربي
19 03 2014, 08:45 PM
كلامك تخليط في تخليط لا يستند لا على شرع ولا على عقل ..
الظواهري و الجولاني أمراء جماعة لا يختلفان عن أمير الطريق في شيء إمرتهم ليست ملزمة ولا يترتب على نقضها شيء ..
البغدادي اتفقت معنا أو اختلفت أمير أرض يتحكم في سكان أرضه يطبق فيهم الشرع - بغض النظر عن الظلم - لا يستطيع العدو اقتحام أرضه إلا بحرب ضروس له بيعات شرعية مصورة و منشورة متغلب على أرضه ..

هذا هو التوصيف الشرعي و بناء عليه لا يملك الظواهري أن يفرض على البغدادي شيئا ..
فأما الجولاني فهو مبايع للبغدادي بيعة إمامة لأن هذا هو فعل كل جنود الدولة ولا يتصور عقلا أن يرسله البغدادي أميرا للشام و ليست له عنده بيعة إمامة ..


بناء على هذا لا يملك الجولاني خلع هذه البيعة لأنها مؤكدة و يترتب عليها شرعيا أمورا كثيرة ..


بيعة البغدادي للظواهري ليست بيعة إمامة بل بيعة نصرة و هذه ليس لها أي لوازم ولا يترتب على نقضها شيئا ..
ابوسوسن
20 03 2014, 03:19 AM
يعني توصيف الاخ زياد للخلاف الشامي بين المجاهدين كما يلي:

بيعة البغدادي للظواهري = بيعة نصرة فقط = لايترتب عليها سمع ولاطاعة ولاشيء.
بيعة الجولاني للبغدادي = بيعة إمامة عظمى يترتب عليها أحكاما شرعية كثيرة. لان للبغدادي؛ أرض وشعب = وهو يحكم ويحمي
بيعة المجاهدين جميعاً للظواهري بيعة طريق ومثلها بيعة الجبهة للجولاني = ليست ملزمة للسمع والطاعة ولايترتب على نقضها نكث ولاخيانة ولاشيء.

من يوا فق على هذا؟؟؟

وما سر التفريق بين جعل بيعة الجولاني للبغدادي= بيعة إمامة كبرى
وجعل بيعة جميع المجاهدين للشيخ أيمن = بيعة طريق
shamsee
20 03 2014, 12:53 PM
الشيخ أيمن الظواهري طلب من البغدادي الإكتفاء بالدولة فى العراق ورفض البغداي هذا صراحة وخرج بعدها الظواهري في أكثر من كلمة ولم يعقب أو يكرر طلبه أو يلوم البغدادي على هذا وهذا يعد موافقة ضمنية على كلام البغدادي
بل لم يخرج الشيخ أيمن على سبيل المثال يذكر البغدادي بوجوب السمع والطاعة مما يدل على أن البغدادي ليس مبايعا للظواهري
ابوسوسن
23 03 2014, 05:40 PM
إن كان مؤيدوا الدولة ليس لهم توصيف للخلاف في الشام إلا ما ذكره زياد فليوافقوا عليه ؟؟؟؟
ابوسوسن
26 03 2014, 05:47 PM
أولا: يعتبر الشيخ القائد المجاهد الملا له إمرة شرعية على أفغانستان وبيعته بيعة إمرة
بمعنى أن نقض بيعته يعد خيانة ونكثا ونقضا

فلا يجوز للشيخ أيمن نقض بيعته ولا الخروج عليه إلا أن يرى كفرا بواحا عنده من الله فيه برهان

وكل مبا يع للشيخ أيمن فبيعته لمن الشيخ أيمن مبايع له بمعنى أنه جندي للقائد المجاهد الملاعمر

ومن خلع هذه البيعة ونقضها ونكثها ولم يوف بها فهو خائن غادر ناقض للبيعة ناكث للعهد.

ومن زعم أن بيعة البغدادي للظواهري بيعة نصرة فعليه بالاتي:

أولا: إثبات أن بيعة البغدادي للظواهري لا تعد بيعة لأمير الشيخ الظواهري الملا محمد عمر؟
ثانيا: أن يعطينا الدليل على هذا الاستثناء ( كونها بيعة نصرة) ؟
ثالثا: أن يعطينا صيغة هذه البيعة والاتفاق عليها من قبل المبايع والمبايع له؟
زياد الحربي
26 03 2014, 06:04 PM
يا أبا سوسن هداك الله فكلامك لا يمت للشرع بصلة ..

فلا يوجد في الشريعة هذه البيعة المتعدية بل البيعة الشرعية الوحيدة هي بيعة أمير الأرض باسمه لا بيعة جندي من جنوده فهذه لا وجود لها مطلقا و هي من اختراعاتك العجيبة..

ففروع القاعدة بيعتها للشيخ أيمن و ليس للملا عمر و إلا لبايعوا الملا عمر مباشرة فكلا الرجلين في مكان واحد بعيدين عنهما و لا تربطهم بالملا عمر أية علاقة فلا هو يأمرهم ولا هم يستشيرونه ولا هو يتدخل في شؤونهم ..

و بيعة أيمن الظواهري للملا عمر ملزمة له لأنه أمير دولة ..

بينما بيعات فروع القاعدة للشيخ ايمن ليست ملزمة في شيء لأنه أولا ليس أمير دولة و ثانيا لأنه بعيد عنهم بحيث يتعذر استشارته في كل شيء و كثير من الأمور لا يحتمل التأخر ..
أحمد بن علي
26 03 2014, 06:17 PM
................................................................................ ...................
USMA SUNNI
26 03 2014, 06:34 PM
أرى أن أفضل حل لمسألة الخلاف الشامي
هو تكييف المسألة أولاً
ثم معرفة الحكم الشرعي ثانياً =حتى لانتخبط ونضل

فهل توافقون على أن تكييف المسألة هو على النحو التالي:
الشيخ: الجولاني = جندي في عنقه بيعه للبغدادي
الشيخ: البغدادي = جندي في عنقه بيعة للظواهري + مخول بقيادة فرع العراق والتمدد بشروط .
الشيخ: الظواهري = أمير في عنقه بيعة للملا محمد + مخول بقيادة جميع الفروع بصلاحيات واسعة.
الأمير: الملا محمد = أمير المؤمنين + شهد الجميع أنه لايطبق شرع الله في الأرض إلا دولته فبايعه رؤوس الجهاد = لذلك فمن تحتهم تبع لهم. أنت معزوم إلى الوليمة في الخيمة عند حليمة لكي تناقش-مع أعيان العشائر- علمك الغزير ورؤيتك الذهبية الفضية الملوخية،وجه مطلس !!!!
محمد سيف
26 03 2014, 06:59 PM
من قال ان الظواهري بايع الملا عمر الذي بايع الملا عمر هو الشيخ الشهيد اسامة بن لادن ولهذا قتلته امريكا لأنه مؤيد للملا عمر اما الظواهري لم يبايع الملا عمر من لديه دليل فلياتي به . وابوعمر البغدادي لم يبايع الظواهري وكذلك البغدادي لم يبايع الظواهري وكذلك الجولاني ليس للظواهري في رقبته بيعة فبيعته التي في رقبته فهى للبغدادي لكن الجولاني كان يمني نفسه باءن يكون امير على الشام ولهذا فهو حاول ان يتقرب للشبعب السوري بكل اطيافه لكنه فشل بسبب تدخل الاخوان المسلمون الذين لهم ثقل في الساحة السورية فسقط في يد الجولاني ثم جاء السروريون فزادوا الجولاني بلة وعندما دخلت الدولة الشام تيقن الجولاني ان امله على امارة الشام قد ذهب ادراج الرياح وصب جام غضبه على البغدادي بسبب ان البغدادي كان السبب الأهم في ضياع امله في حكم الشام فطالب البغدادي بالخروةج من الشام والعودة الى العراق ونسي الجولاني ان البغدادي اميره وعليه واجب الطاعة لاميره لكن الجولاني غدر وتحالف مع الاخوان ضد الدولة بسبب ان الاخوان منهجهم مخالف لمنهج البغدادي الذي يعتنقه وهو منهج الشيخ الاءمام محمد بن عبد الوهاب بينما الاخوان يتبعون منهج الاشعري وهاهو الجولاني تحالف مع الخوان ليس حبا فيهم لكن كرها للبغدادي . والظواهري يعلم ان منهج الجولاني هو نفس منهج البغدادي لكن الظواهري اراد ان ينتقم من البغدادي لأنه رفض مبايعة الظواهري فاخذ يحرض الجولاني على البغدادي ويطاله بالتعاون مع الاخوان على طرد البغدادي من الشام لكن البغدادي فهم اللعبة فستثمرها لصالحه فاخذ ينسحب من امام الجولاني ولا يتعرض له حتى يظهر لكل المجاهدين والشعب السوري ان الجولاني غدر باميره وهكذا صار فالجولاني اليوم فقد حاضنتة الشعبية فاصبح الشعب السوري يكره الجولاني بسبب اخطاءه التي يظن فيها ان الدولة تخاف من مجابهته وهذه اسوأ اخطاء الجولاني .

_________________________________________________________________

احتدام «حرب الإمارات» فوق الأراضي السورية بين «إمارات» معلنة وأخرى مخفية

 احتدام «حرب الإمارات» فوق الأراضي السورية بين «إمارات» معلنة وأخرى مخفية، في الوقت الذي تتغير فيه خرائط السيطرة على الأرض، وفق تطورات هذه الحرب التي من المتوقع أن تشهد فصولاً أكثر دموية في المرحلة المقبلة.

وتنتقل الأحداث في سوريا إلى مرحلة جديدة من مراحل تطورها، لا سيما في ما يتعلق باقتتال «الفصائل الجهادية» بين بعضها البعض.
وتتجه التطورات إلى تشكيل «إمارات» منفصلة في مناطق متعددة، بحيث يتولى كل فصيل أو مجموعة من الفصائل حكم «إمارة» خاصة به، تكون لها خطوط تماس مع «إمارة» أخرى، فإما أن تتفق فيما بينها أو تختلف وتتقاتل، الأمر الذي من شأنه أن ينقل الأزمة السورية إلى مستوى جديد من التصعيد والتعقيد، خصوصاً في ظل الدعم الإقليمي والدولي الذي ستحظى به بعض «الإمارات» عسكرياً أو لوجستياً أو تجارياً، وذلك تجسيداً من هذه الدول لسياسة العداء ضد النظام السوري من جهة، وتطبيقاً لسياسة التقسيم التي ما يزال شبحها يطوف فوق الخريطة السورية من جهة أخرصى.
وبغض النظر عما إذا كان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني قد أعلن «إمارته الإسلامية»، أو ينوي إعلانها لاحقاً عند توافر الشروط، ومنها الاتفاق مع باقي الفصائل - حيث وقع تضارب في تفسير تسجيله الصوتي المسرَّب قصداً - فإن سياسة «النصرة» تدل بما لا يدع مجالاً للشك على أنها تحاول السيطرة على قطعة من الأرض تكون لها فيها الكلمة الفصل.
وما الاشتباكات الدائرة منذ حوالي أسبوع بين «جبهة النصرة» وبين كتائب من «الجيش الحر» في ريف إدلب، قرب الحدود التركية، إلا الدليل على ذلك، وإن حاولت التمويه على غايتها الحقيقية بذريعة ملاحقة اللصوص، التي اعتمدتها كذلك «الجبهة الإسلامية» في إعلانها الحرب على فرع «لواء التوحيد» في مارع في ريف حلب.
ولن تكون «إمارة النصرة» هي الوحيدة بفعل الأمر الواقع، فالأكراد أنشأوا حكماً خاصاً بهم في مناطق تواجدهم في الحسكة والقامشلي، حيث لهم تماس مباشر ودموي مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش». ويخوض الطرفان معارك شرسة منذ أشهر عديدة.
كما أن «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، يسعى إلى السيطرة على مناطق من الغوطة الشرقية لضمها إلى معقله في مدينة دوما، والتصرف بها مثل «إمارة» خاصة به، وإن لم يعلن ذلك صراحةً.
ومن المتوقع أن تشهد، في إطار صراع «الامارات» على الأحجام والأوزان، مناطق كثيرة معارك عنيفة يبذل فيها كل طرف كل ما بوسعه من القتل والتدمير، لأنها حرب وجود ولم يعد ثمة مجال لبقاء الضعيف.
وكان الجولاني واضحاً في تعبيره عن هذه الحقائق في تسجيله المسرب، فهو يعي أن «إمارته» سيكون لها خطوط تماس مع كل أعدائه الآخرين، سواء من الجيش السوري أو الفصائل الأخرى، ونبّه عناصره إلى ما ينتظرهم على هذا الصعيد من معارك واشتباكات.
وإدراكاً منه أن خطوة «الإمارة» أو «تطبيق الشريعة» هي خطوة نوعية ومفصلية، فقد جدد التأكيد على مرؤوسيه بأنه لن يكون بإمكانهم التخلي عن هذا المشروع بعد السير فيه «فمن أراد أن يترك ليترك الآن» أما بعد ذلك فإنه ستكون هناك محاسبة قاسية لمن يترك.
وأيّاً كانت نسبة نجاح الجولاني في تحقيق هدفه بإقامة «إمارة» خاصة به، فإن من شأن مجرد السعي إلى ذلك أن يخلق تداعيات كثيرة، قد لا يدرك هو نفسه مدى امتدادها في شتى الأنحاء وعلى أكثر من صعيد.
وبالتجربة، فإن الجولاني ليس بالشخص الذي يمتلك رؤية إستراتيجية تمكنه من استشراف المستقبل القريب أو البعيد، فهو نفسه من هدد قبل حوالي أربعة أشهر بأنه سوف «ينفي داعش من سوريا ومن العراق أيضاً»، وإذا به يضطر إلى الهروب مع قادته و»أمرائه» تاركاً كامل المنطقة الشرقية، بعشائرها وحقول نفطها وحدودها، تسقط بين يدي خصمه اللدود.
وقد يكون أهم التداعيات نتيجة إعلان «الإمارة» هو أن الجولاني بدأ يسير علناً على خطى «أميره» السابق زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي. إذ انه وبرغم كل الأدبيات التي أغرق فقهاء «القاعدة» خصومهم بها عن عدم جواز إقامة «إمارات»، وشروط التمكين، ومبدأ الشورى الذي استطاب زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري ترديده بكثافة بعد «الربيع العربي»، يجد فرع «القاعدة في الشام» نفسه مضطراً إلى إعلان «الإمارة» بعيداً عن روحية تلك الأدبيات التي ثبت أنها لم تكن سوى ذر للرماد في العيون، في مرحلة حساسة لم تكن رياح الأمور فيها تسير كما تشتهي سفن «القاعدة».
فهل تتحمل الساحة السورية «بغدادياً» آخر يفرض نفسه حاكماً بأمر الله؟ وما مصير علاقة «النصرة» بحلفائها من الفصائل الأخرى، خصوصاً في المناطق التي قال الجولاني إنها مشمولة «بإمارته» مثل الغوطة ودرعا؟ وهل تحتمل الغوطة إقامة «إمارتين» على أراضيها، بينما الجيش السوري يتقدم فيها قاضماً المزيد من مناطق سيطرة المسلحين؟ وكيف سيستقبل قادة «النصرة في درعا» أمراءهم الهاربين من الشرقية، وعلى رأسهم «المفتي العام» أبي ماريا القحطاني وأبو حسن الكويتي وأبو الليث سلطان العطوي الذين وصلوا إلى درعا بعد سقوط مدينة الشحيل بيد «داعش» الأسبوع الماضي، لا سيما في ظل معلومات تؤكد أن «أمير النصرة في درعا» الأردني أبو جلبيب لم يكن راضياً عن تصرفات القحطاني في دير الزور؟.

_________________

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850d

السبت، 12 يوليو 2014

الجولاني يعلن «إمارة الشام»... الخلافة المعلنة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة... تزايد حركة «الهجرة» بعد إعلان «الخلافة»... زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية

    يوليو 12, 2014   No comments
____________________________________________________
«النصرة» لم تمت بعد: الجولاني يعلن «إمارة الشام»

صهيب عنجريني
اتضح أمس أن جهوداً كبيرة يبذلها زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، وبعون مباشر وأساسي من الشيخ السعودي عبدالله المحيسني، في مسعى لإعادة تنظيم صفوف جبهته. وكشف تسجيل صوتي مسرّب عن مخطط تعتزم «النصرة» من خلاله إقامة «إمارة الشام الإسلامية»، قبل أن يتم حذف التسجيل الذي يفتح مضمونه الباب أمام فصول جديدة من «الحرب الأهلية الجهادية»، تبدو الفصول السابقة أمامها مجرّد نزهة.



دقيقة واثنتان وعشرون ثانية هي كلّ ما تبقى من إعلان قيام «إمارة الشام» على لسان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، أمس. التسجيل الصوتي المسرّب الذي أعلن «الإمارة» تمّ حذفه عن المواقع التي نشرته كاملاً، وسارعت مصادر «النصرة» إلى تأكيد أن «أي تصريح صوتي أو كتابي لا يصدر عن مؤسّسة المنارة البيضاء أو أي جهة رسمية غير قابل للتصديق».

صفحات «الجهاديين» على مواقع التواصل الاجتماعي كانت قد شهدت جدلاً واسعاً بشأن صحة الأنباء التي تحدثت عن أن «الملا عمر (زعيم حركة طالبان) قد أعطى الضوء الأخضر لممثل جبهة النصرة لإعلان إمارة إسلامية تابعة له في الشام»، الأمر الذي نفته صفحات موالية لـ«طالبان»، قبل أن يُنشر التسجيل المنسوب إلى الجولاني في وقت متأخر من ليل أمس.
ويسارع مؤيّدو «النصرة» إلى الاحتفاء بالتسجيل وبـ«الإمارة» العتيدة. وقالت صفحات «جهادية» موالية لـ«النصرة» إنّ «إعلان الإمارة تم بالاتفاق مع أكبر الفصائل الإسلامية، كجيش المهاجرين والأنصار، والكتيبة الخضراء، وجند الأقصى، وجيش محمد، وأنصار الخلافة». كلام الجولاني جاء، كما يتضح من خلال التسجيل، وسط حشد من مؤيديه، قاطعوه مراراً بالتكبير والتهليل والهتاف: «كلنا قاعدة... كلنا أسامة... كلنا ظواهري... كلنا جولاني».
وسبقه في الحديث صوت أبو فراس الشامي الذي قال مخاطباً الحشد «بلا إطالة ومقدمات وتعريف، الكلمة الآن لشيخنا وأميرنا الفاتح أبو محمد الجولاني». وقال الجولاني مخاطباً الحشد إنه «قد آن الأوان أيها الأحبة لتقطفوا هذه الثمار. لقد جئتكم ببشرى والله. بملف نقيمُ به شرع الله عزّ وجلّ في هذه الأرض».
وأضاف: «قد آن الأوان أيها الأحبة لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام. نطبّق حدود الله عز وجل، ونطبّق شرعه بكل ما تقتضيه الكلمة من معنى. دون تهاون أو استهانة أو مواربة أو مداراة. (...) تحفظ حقوق المسلمين وتصون حرماتهم.

الجولاني: الخلافة المعلنة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة

تجبي الزكاة، وتقيم الحدود...». وخاطب الجولاني «جنود النصرة» بالقول: «أنتم أصحاب المشروع، فلا يزايدن عليكم أحد. (...) بيدكم هذا المفتاح (الإمارة) لا ينازعكم أحد غيركم لا في الشام ولا في خارجها». ونالت قضية «الخلافة» حيّزاً من الكلمة، فقال «هذا الخليفة (أبو بكر البغدادي) باطل، حتى لو قام بإعلان الخلافة ألف مرة، لا يجب على أي أحد أن ينخدع بهذا الأمر».
وأضاف: «خلافة تقام على هدم مشروع جهادي تحلم فيه الأمة منذ 1400 عام، خلافة تقوم على من أعان النظام في قتالكم، هي خلافة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة». كذلك أكد زعيم «النصرة» أنّ «الجبهة تملك قوة هائلة، قَلّ من يستطيع منافستها في أرض الشام»، متابعاً: «هذه الأمة سيكون لها خطوط تماس مع كل من يتربصون بالأمة شراً، من النظام والغلاة والمفسدين. (...) بعد اليوم لن يكون هناك انسحاب من أي منطقة مهما كان السبب. لن نرحم من يقف في وجه مشروع الإمارة كائناً من كان...». وبدا الجولاني معنياً بشرح «استراتيجيات الإمارة» للحشد، فأوضح أنه «في غضون أسبوع سيكون هناك محاكم شرعية في المناطق المحررة. (...) سيكون هناك جيش وإمارة. سيتم تقسيم الجيوش إلى كتائب وسرايا. سيكون هناك جيش في حلب، وجيش في إدلب. (...) إخوانكم في درعا سيلتحقون بكم. والأمر كذلك في الغوطة المحاصرة. سنضع استراتيجية لجمع هذه الإمارات في إمارة واحدة».
وأضاف مؤكداً أنه «بعد ذلك سيكون جيش عرمرم، يضرب اليهود ويتحدى الكل». وكشف عن أن الجيش سيقوده أبو قتادة الألباني، ويبدو أن الألباني كان حاضراً في المحفل، حيث خرجت أصوات الحضور تنادي: «بعدو بعدو بدنا نشوف الشيخ». قبل أن يقول الجولاني: «عليكم بالسمع والطاعة لهذا الشيخ، وأي جندي يعصيه فسوف يحاسب، مني أنا الى أصغر جندي». ثم يختتم ممهداً لكلمة يلقيها المحيسني. مصدر «جهادي» من «مبايعي النصرة» في حلب أكّد لـ«الأخبار» أنّ «الكلمة قد ألقاها الشيخ الجولاني بالفعل، ولكن ليس بهدف إعلان الإمارة على الملأ كما حاول الدواعش أن يروّجوا». وأوضح المصدر أن «الكلمة أُلقيت في ريف حلب، خلال مبايعة كتيبة صقور العز للشيخ الجولاني، وبحضور الشيخ المحيسني، وعدد من أبرز قادة الجهاد المبارك».
ويبدو أنّ أحد الحاضرين قد قام بتسجيل المجريات، قبل أن يُسرّب التسجيل لاحقاً. المصدر أكّد أنّ «البشريات ستتوالى في الأيام القادمة، وستسمعون عن بيعات وبيعات تُعيد نظمَ ما انفرط، وتعقد لواء النصر بيد الشيخ الفاتح، إن شاء الله».

_____________

تزايد حركة «الهجرة» بعد إعلان «الخلافة»

عبد الله سليمان علي

تستمر «جبهة النصرة» في محاولة لملمة ذيول الهزيمة التي تعرضت لها في المنطقة الشرقية على يد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وما استتبع هذه الهزيمة من فرار قادتها وسقوطها في مستنقع التشتت والتشرذم، الأمر الذي دفع في ما يبدو القيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى مد يد العون إلى فرعها في الشام، في الوقت الذي يلاحظ فيه أن حركة قدوم «المقاتلين الأجانب» إلى سوريا قد تسارعت وتيرتها منذ إعلان ما سمي «دولة الخلافة الإسلامية».
وثمة تحركات غريبة تجري في حلب وإدلب على صعيد تنقلات مقاتلي «جبهة النصرة»، وانسحابهم من بعض الأماكن والاحتشاد في أماكن أخرى.
وبينما ساد الاعتقاد أن هذه التنقلات تعود إلى سعي «النصرة» لإعادة لم شمل عناصرها، وتعزيز أماكن تواجدها في مناطق محددة تكون قريبة من الحدود التركية، بدل الانتشار على مساحات واسعة، مع ما يعنيه ذلك من زيادة ضعفها، فإنّ مصادر إعلامية مقربة من «داعش» لم تخف اعتقادها أن زعيم «النصرة» أبا محمد الجولاني ربما يخطط من وراء حشد عناصره قرب الحدود لإعلان «إمارة» خاصة به في شمال حلب، يكون مركزها مدينة إعزاز.
وفي ظل عدم إمكانية التأكد من صحة هذه المخططات لإقامة «إمارة»، بدا لافتاً أن يصدر بيان عن «جيش محمد في بلاد الشام» بقيادة أبي عبيدة المصري، وهو حليف لـ «جبهة النصرة» بل سرت أنباء في وقت سابق عن مبايعته لها، يعلن فيه عن نيته البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية و«إقامة الحدود» في كافة المناطق المسيطر عليها، معتبراً ذلك خبراً «كفجر الدجى، إذ انبثق من مدلهمات الأمور وسط عظائم الشرور».
يذكر أن أدبيات «جبهة النصرة» تنطلق من أنه لا يجوز إقامة الحدود أوقات الحرب، ما يطرح تساؤلات بشأن هذا التغيير المفاجئ على قناعة أحد أبرز التشكيلات المتحالف معها. والجدير بالذكر أن «جيش محمد» يسيطر على أجزاء من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، والتي ذكرت مصادر «داعش» أن «جبهة النصرة» تخطط لجعلها «عاصمة إمارتها» التي تنوي إعلانها.
من جهة ثانية، نفت مصادر إعلامية، مقربة من حركة «طالبان» افغانستان أن يكون الملا عمر قد أرسل إلى الجولاني مفوضاً إياه بإنشاء «إمارة» في الشام. والجدير بالذكر أن الجولاني يعتبر تابعاً للملا عمر لأن تنظيم «القاعدة» يعتبر «أمير» فرعه في الشام مبايعا لـ«إمارة أفغانستان» ويعمل بإشرافها وتوجيهها. وهو ما زاد الشكوك حول صحة الأنباء التي تحدثت عن نية الجولاني إنشاء «إمارة»، لكن يبدو أن خطوته لم تحظ بموافقة «أمرائه» المباشرين كأيمن الظواهري والملا عمر.
من جهة أخرى، يبدو أن الوضع الحرج الذي تمر به «جبهة النصرة» بعد هزيمتها في دير الزور، دفع بالقيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى إرسال بعض الكوادر للمساهمة في إعادة هيكلة الجسد العسكري و«الشرعي» لكيانها المتهالك، ومحاولة إنقاذها من حالة التشرذم والتشتت التي غلبت عليها، بعد تضارب الأنباء عن مصير كبار «أمرائها» وقادتها.
وقد يكون وصول الشيخ السعودي ماجد الراشد (أبو سياف) إلى سوريا، يأتي ضمن هذا السياق، لما يعرف عن هذا الشيخ من صلات قوية بتنظيم «القاعدة»، حيث قاتل معه في عهد عبدالله عزام وأسامة بن لادن قبل أن يعتقل في الرياض لمدة 17 عاماً. كما يعرف عن الشيخ عداوته الكبيرة لـ«داعش»، وربما هذه هي الميزة الأهم التي دفعت لإرساله في هذه الظروف.
وفور وصوله كتب الراشد، على حسابه في «تويتر»، «هنا أرض الشام. هنا أرض الملحمة. هنا الأرض المباركة فسطاط المسلمين»، معتذراً من أهله وأبنائه لأنه لم يستطع إخبارهم بذهابه «لأسباب أمنية» واعداً متابعيه أنه سيبدأ التغريد بعد العيد.
ولا تقتصر «الهجرة» إلى أرض الشام على مقاتلي «النصرة»، أو الكوادر التي ترسلها القيادة العامة لـ«القاعدة» لمساندتها، إذ يمكن القول أن حركة «الهجرة» شهدت تسارعاً ملحوظاً منذ الإعلان عن «دولة الخلافة» في الأول من رمضان، أو هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من الصفحات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من الفصائل «الجهادية»، والتي تتحدث بشكل شبه يومي عن وصول أعداد من «المقاتلين الأجانب».
ونشرت صفحة مقربة من «داعش» صوراً لاحتفال قالت أنه جرى لمناسبة استقبال 70 «مهاجراً» وصلوا أمس إلى سوريا، بينما كانت مصادر مقربة من «الدولة الإسلامية» قد سربت أن أعداد من وصلوا إلى «دولة الخلافة»، منذ الإعلان عنها، بلغ حوالي 370 «مهاجراً».
وكان الشيخ السعودي عبيد الشمري وصل إلى سوريا قبل أيام فقط من إعلان «الخلافة»، علماً أنه كان ملاحقاً من أجهزة المباحث في بلاده. وما له دلالته في هذا السياق أن الإعلام «الجهادي» التابع لـ«داعش» أطلق عصر أمس حملة أسماها «جمعة الهجرة إلى دولة الخلافة»، الأمر الذي يشير إلى أننا قد نشهد وصول المزيد من قوافل المقاتلين الأجانب إلى سوريا في الأشهر المقبلة.

_________________
 زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، والتي كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية في السجون، واطلق سراحها خلال صفقة تبادل عدد من راهبات دير معلولا 

قد لا يغلق السجال بسرعة في الصفقة التي أدت إلى مبادلة راهبات معلولا بـ150 معتقلة لدى الحكومة السورية. ولن يخرج قبل وقت طويل، تفسير لتصريحات رئيسة الدير بيلاجيا سياف المنتصرة لخاطفيها، من "متلازمة استوكهولم" والتعاطف المرضي للضحية مع خاطفها، أم من الاعتقاد الصادق للراهبة المسيحية مع من أساء إليها.
لكن الصفقة بين "النصرة" والاستخبارات القطرية تمت في النهاية، بعد مفاوضات دامت أشهرا، لم يفارقها أبدا اسم سجى حميد الدليمي، هدف العملية الأولى. فالأرملة العراقية، التي تقترب من الثلاثين من العمر، كانت دافعا رئيسيا لاختطاف الراهبات المعلوليات، ومحور المفاوضات التي دارت على جميع المسارات، قبل أن تصل إلى القناة القطرية، وتنجح.
فعندما أطلق سراحها على الحاجز الأخير للجيش اللبناني في عرسال، مع ابنيها أسامة وعمر وشقيقتها الصغيرة هاجر، استأنفت الطريق الذي قطع عليها اعتقالها من قبل الأمن السوري صبيحة الأول من تشرين الأول الماضي، عندما كانت تهم بلقاء أبيها حميد الدليمي في دير عطية، وعقد زواجها الثاني على "مجاهد" ليبي في "الكتيبة" الخضراء في يبرود، بعد أن كان قد خطبها من والدها قبل أشهر.
لكن الوصول إلى يبرود سبقته مفاوضات معقدة، اتضح في كل مراحلها أن إطلاق سراحها من سجنها السوري، هو مفتاح الحل، وان اللوائح التي كان يرفعها أبو عزام الكويتي إلى الأمن العام اللبناني، والتي اقتربت من ألف اسم نسائي، لم تكن أكثر من تغطية للهدف الحقيقي، سجى الدليمي، التي احتفلت "النصرة" بها وحدها، بينما كانت المطالب والأسماء تهبط إلى ما يقارب الـ 150 اسما في النهاية.
وكادت العملية كلها تتعطل، بانتظار أن تعبر الدليمية الحاجز الأخير نحو عرسال فيبرود، بينما لم يعبأ المفاوضون بمصير من تبقى من المعتقلات. وخلال المفاوضات الأولى في كانون الأول الماضي، طرح أبو عزام الكويتي شرط إطلاق سراحها مع ابنيها وشقيقتها هاجر، كمقدمة لأي مفاوضات وبادرة حسن نية من الحكومة السورية تجاه المفاوضين وهو ما رفضه السوريون على الفور.

فمن هي
سجى الدليمي؟
اكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر "النصرة" و"داعش" و"الكتيبة الخضراء"، ليس لموقعها "الجهادي" الشخصي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات "الجهادية" الثلاث، في العراق وسوريا. فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو احد "أمراء داعش" في سوريا، التي دخلها مع إخوة "الجهاد"، ومع أبي محمد الجولاني، منذ اللحظات الأولى للقتال في سوريا. وقتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ"داعش"، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 أيلول الماضي.
ورغم أنها نشأت على مهنة الحلاقة النسائية والخياطة في الانبار وعامرية بغداد، إلا انها تعرفت على "الجهاد" عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول فلاح إسماعيل جاسم، وهو احد قادة "جيش الراشدين"، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في العام 2010.
وتنخرط عائلة الدليمي بأسرها في "الجهاد"، وبرزت من شقيقاتها دعاء. ففي الثامن من أيلول العام 2008 دخلت دعاء حميد الدليمي تاريخ "الجهاد" العراقي، بوصفها الانتحارية الأولى التي "تخفق" في تفجير نفسها في تجمع كردي في اربيل. وكانت الدليمية الانتحارية قد لفت جسدها بحزام من ستة كيلوغرامات من مادة "سي فور"، ثأرا لزوجها حارث أمير "الدولة الإسلامية" في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله "الجيش الإسلامي"، لكن عطلا تقنيا أدى إلى نجاة اربيل من مجزرة.
ويقود شقيقها عمر الدليمي وحدة تابعة لـ"داعش" في القلمون. وفي صفوف "الكتيبة الخضراء" قاتل شقيقهما الصغير خالد، ذو الخمسة عشر عاما على جبهة قارة قبل سقوطها بيد "حزب الله" والجيش السوري في تشرين الثاني الماضي. وتجمع علاقات واسعة العائلة الدليمية، بقادة "النصرة" في يبرود و"داعش"، حيث عمل والدها قبل وفاته، إلى جانب "أمير جبهة النصرة" في القلمون أبي مالك التلي. 

مقطع فيديو تظهر فيه للمرة الأولى زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، والتي كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية في السجون، واطلق سراحها خلال صفقة تبادل عدد من راهبات دير معلولا  


__________________

الأربعاء، 2 يوليو 2014

حزب التحرير: إعلان دولة الخلافة لا قيمة له ... لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة

    يوليو 02, 2014   No comments
 إعلان دولة الخلافة لا قيمة له ... لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة
Hizb Tahrir main idea

اعتبر حزب التحرير الإسلامي إعلان تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة الخلافة الإسلامية "لا قيمة له"، واصفا الدعوة لبيعة أبو بكر البغدادي "أميرا للمؤمنين" بأنها "لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة".

وقال الحزب -الذي يتبنى فكرة إعادة إحياء الخلافة الإسلامية- في تصريح صادر عن الناطق باسمه ممدوح أبو سوا قطيشات :

_______________
بسم الله الرحمن الرحيم


إن إعلان بيعة أمير تنظيم دولة العراق والشام بالخلافة هو لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة بأنه حركة مسلحة قبل إعلان البيعة وبعد إعلان البيعة، وذلك لأنه لا سلطان حقيقي لهذا التنظيم على أرض سوريا أو أرض العراق، ولا يتحقق به الأمن والأمان في الداخل أو الخارج، ولا يمكن أن يكون لدولة الخلافة وجود حقيقي بدون سلطان حقيقي على الأرض وهكذا فإعلان التنظيم للخلافة هو لغو لا مضمون له، دون حقائق على الأرض ولا مقومات.

إن أي جهة تريد إعلان الخلافة في مكان ما فإن الواجب عليها أن تتبع طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ومنها أن يكون لها سلطان ظاهر في هذا المكان يحفظ فيه أمنه في الداخل والخارج، وأن يكون هذا المكان فيه مقومات الدولة في المنطقة التي تعلن فيها الخلافة، فكيف يكون المكان دولة خلافة وليس هو دولة أصلا ولا توجد فيه مقومات الدولة.

فهذا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة: فقد كان السلطان فيها للرسول صلى الله عليه وسلم والأمان الداخلي والخارجي بأمان سلطان الإسلام، حيث كان صلى الله عليه وسلم يرعى الشئون، ويقود الجيش، ويقضي بين الخصوم، ويرسل الرسل، ويستقبلهم علناً دون خفاء وكان لها مقومات الدولة في المنطقة المحيطة.

ومع هذا فإن أمر الخلافة أعظم من أن يشوه من صورتها أو يغير من واقعها إعلان هنا أو إعلان هناك لأن أمر الخلافة ظاهر للعيان يعرفه المسلمون القاصي منهم والداني فهي دولة حقيقية وقد بيَّن الشرع طريقة قيامها وكيفية استنباط أحكامها في الحكم والسياسية والاقتصاد والعلاقات الدولية... ، وإن قيامها لا يكون خبراً تتندر به وسائل الإعلام المضللة، بل يكون بإذن الله زلزالاً مدوياً يقلب الموازين الدولية، ويغير وجه التاريخ ووجهته...
فهي ليست إعلاناً لاسم دون مسمى يُطلَق في المواقع الإلكترونية أو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، دون أن يكون لذلك الإعلان أي واقع أو وقائع على الأرض.
وسيكون لإعلان قيام دولة الخلافة بإذن الله أثرا مزلزلا تهتز له عروش الطغاة في الغرب الكافر وأذنابهم في الشرق والغرب، فهي الدولة التي عرفها العالم وعرف وزنها ومعناها لأكثر من ثلاثة عشر قرنا فهي ليست كيانا كأي كيان ولا دولة كأي دولة.

إن إقامة الخلافة فرض على المسلمين جميعا وليست فرضا على حزب التحرير فحسب، فمن أقامها بحقها يُتَّبع، أما والأمر ليس كذلك، فلا مقومات دولة ولا سلطان على الأرض ولا أمن ولا أمان، فإن إعلان تنظيم الدولة إقامة الخلافة لا قيمة له ولا أثر، وذمة المسلمين ما زالت مشغولة بواجب إقامة دولة الخلافة حتى قيامها. وسيبقى حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله لا يخفي حقا ولا يمتنع عن الوقوف عنده، ولا يهادن ولا يجامل على حساب الحق والحقيقة، وسيبقى عاملا في الأمة ومعها لإقامة دولة الخلافة الإسلامية كما أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم دولة لها السلطان والأمان تحكم بالإسلام على منهاج النبوة.

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ممدوح أبو سوا قطيشات

3 رمضان 1435 هـ
1\7\2014 م
______________________________________________________________
البغدادي على «نهج بن لادن»: العالم مـقسوم إلى فسطاطين! 
صهيب عنجريني

نُشرت أمس كلمة صوتية مسجلة لزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، حرص فيها على توجيه خطاب «شرعي» في كثير من مفاصله، وتمسّك بالظهور في مظهر «خليفة المسلمين»، وزعيمهم الأوحد، عبر «عولمة» مضامين الرسالة التي تضمنت «دعوة المسلمين إلى الهجرة نحو دولة الخلافة»، والتهديد بـ«الثأر للمسلمين في كل أصقاع الأرض»


على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل «التمدد» جاءت أمس كلمة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية». ورغم أنها إطلالته الصوتية الأولى بعد «مبايعته خليفةً»، لم يتطرّق إبراهيم السامرائي إلى «البيعة»، مؤثراً الخروج بكلمة «شرعية» العنوان والمضمون. هي «رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان».

المقدمة التي سبقت كلام البغدادي لم تأتِ بجديد أيضاً، في ما يتعلّق بالتعريف بالمُتحدث، فهو «مولانا أمير المؤمنين أبو بكر القرشي الحسيني البغدادي، حفظه الله»، على غرار الكلمات السابقة. ولولا أن البغدادي جاء على ذكر «الخلافة» في أواخر كلمته، لجاز التشكيك في موعد تسجيلها. وبدا جليّاً في الكلمة حرصُ «الخليفة» على الظهور بمظهر «زعيم إسلامي أوحد»، سواء لجهة اعتماده على «مرتكزات شرعية» في كلّ ما جاء فيها، أو لجهة «عولمة خطابها». فحثُّ مقاتلي «الدولة» على المضيّ في معاركهم جاء انطلاقاً من أن «الجهاد أفضل العمل». وعلى هذا المنوال استبعدَ البغدادي أيّ احتمال للمبادرة بوقف المعارك التي يخوضُها تنظيمه، واختار لمخاطبة جنوده في هذا الشأن الآية القرآنية: «فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون...». الملمحُ الأبرز في رسالة البغدادي كان إصراره على إظهار «دولته» في مظهر «مُخلص المسلمين» في شتى أنحاء العالم، فقال: «السلاحَ السلاح يا جنود الدولة، والنزالَ النزال (...) فإن لكم في شتى بقاع الأرض إخواناً يُسامون سوء العذاب...». وأضاف: «إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم، ويرقبون طلائعكم». وحرص على تعداد تلك البقاع: من الصين والهند، مروراً بفلسطين وجزيرة العرب والقوقاز، وليس انتهاءً بتونس وليبيا والمغرب. وأكّد البغدادي أنّ «دولة الخلافة» ستثأر للمسلمين في أصقاع الأرض: «والله لنثأرنّ ولو بعد حين. ولنردّ الصاع صاعات، والمكيال مكاييل».
وأضاف مشدّداً وعيده، ومُبشراً بزمانٍ جديد: «ألا ليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد. (...) إن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدويّة. كلمة تُسمع العالم وتُفهمه معنى الإرهاب». وبدا لافتاً أن رسالة «الخليفة» خلت من مهاجمة «الروافض والنصيريين» كما جرت العادة في خطابات «الدولة». وحرصت في موازاة ذلك على تهديد «الصليبيين، والملحدين، واليهود»، و«عملائهم من الحكام الخونة»، بالقول إن «للمسلمين اليوم أقداماً تدوس وثن القومية، وتحطم صنم الديمقراطية». وبدت تلك المقدمات ضرورية لاستحضار «خطاب الفسطاطين» الشهير، الذي سبق أن أدلى به زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن. وعلى غراره، قسّم البغدادي العالم اليوم إلى «فسطاطين اثنين، وخندقين اثنين. فسطاط إسلام وإيمان، وفسطاط كفر ونفاق»، واضعاً في «الفسطاط الثاني» كلّ «أمم الكفر، وملله. تقودهم أميركا وروسيا، ويحركهم اليهود». ومضى البغدادي في تقليده لخطاب بن لادن، عبر التذكير بـ«الانتهاكات والممارسات ضدّ المسلمين»، في بورما، والفيليبين، وإندونيسيا، وكشمير، والقوقاز، إلى فلسطين، وتركستان الشرقية، وإيران، من دون أن ينسى فرنسا، ومنع الحجاب فيها». وعاد «الخليفة» مرة أخرى ليبشر المسلمين بأنّ لهم «بفضل الله دولةً وخلافة. (...) خلافة جمعت القوقازي، والهندي، والصيني (...) والأميركي، والفرنسي، والألماني، والأوسترالي»، داعياً الجميع إلى «الهجرة إلى دولة الإسلام»، إذ «ليست سوريا للسوريين، وليس العراق للعراقيين». وشدّد على أنّ «الهجرة إلى دار الإسلام واجبة على من استطاع». وبطريقة توحي بحرص «دولة الخلافة» على «الرعيّة»، خصّ البغدادي بندائه «طلبة العلم والفقهاء والدعاة، وعلى رأسهم القُضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية. (...) فالنفير واجبٌ عليهم وجوباً عينيّاً». وضمّن دعوته إشارة إلى أن «أصحاب الكفاءات» سيحظون بمكانة خاصة، حيث «الناس متعطشون لمن يعلمهم، ويفقههم». ولأن «دولة الخلافة» هي «دولة جهاد»، فقد حرص «الخليفة» على إنهاء رسالته كما بدأها بمخاطبة «جنود الدولة»، فقال مؤكداً: «لا أخشى عليكم كثرة أعدائكم (...) وإنما أخشى عليكم من ذنوبكم، وأنفسكم». وبدا البغدادي متمسكاً بالنَفس الترغيبي في خطابه، فأوصى جنوده بـ«المسلمين، وعشائر أهل السنّة خيراً»، كذلك أولى «فكاك الأسرى» مرتبة الصدارة في أولويات «الجهاد»، ما يشي بأن مهاجمة السجون ستستمرُّ على رأس معارك التنظيم القادمة. وقال البغدادي في هذا الشأن إن «أفضل موطن تراق فيه دماؤكم في فكاك أسرى المسلمين». واختتم بالتأكيد على أن «هذه وصيتي لكم، فإن التزمتموها لتفتحُن روما، ولتملكُنّ الأرض إن شاء الله».
ورغم عدم التصريح بذلك، فإن كلمة البغدادي جاءت لتؤكد جنوح التنظيم نحو إلغاء «شرعية» كل التنظيمات والإمارات الأخرى، ما لم «تبايع الخليفة». يشتمل ذلك على «إمارة القوقاز»، وتنظيم «القاعدة»، وحركة طالبان التي يحظى زعيمها الملّا عمر بصفة «أمير المؤمنين» أيضاً، الأمر الذي أكّده مصدر مرتبط بـ«تنظيم الدولة» لـ«الأخبار». المصدر أكّد أنّ «لا إمامة لقاعد عن الجهاد، ولا يجوز لأمير أن يقتصر جهادُه على بقعة واحدة من بقاع الأرض». وأضاف: «إن دولة الخلافة هي القيّمة على الجهاد الحق، وإن للخلافة شروطاً اجتمعت في شخص أميرنا القُرشي، وإنّ التمكين والفتح من الله، يمُنّ بهما على من يشاء، وعلى من هو أهلٌ لهما. وقد منّ بهما على خليفتنا».

خطاب «الفسطاطين»

تطابقت كلمة البغدادي أمس، في كثير من مفاصلها، مع كلمة كان وجّهها زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن، إثر هجمات 11 أيلول 2001. ومما جاء في كلمة بن لادن في شأن «الإرهاب» حينها: «مليون طفل مِنَ الأطفال الأبرياء يُقتلون (...) في العراق، بلا ذنب جنوْهُ. (...) شعْبٌ في أقصى الأرض ــ في اليابان ــ قُتل منهم مئات الألوف! صغاراً وكباراً، فهذه ليست جريمة حرب، هذه مسألة فيها نظر. مليون طفل في العراق مسألة فيها نظر، أمّا عندما قُتل منهم بضعة عشر في نيروبي ودار السلام قُصفت أفغانستان وقُصف العراق، ووقف النفاق بأسره خلف رأس الكفر العالميّ، خلف هُبَل العصر أميركا ومَنْ معها». وحول انقسام العالم قال بن لادن: «إنّ هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط كُفْر». وفي شأن التوعد بالثأر: أقسم بالله العظيم (...) لن تهنأ أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعاً...».
_____________

السبت، 28 يونيو 2014

مملكة «داعش» الكارثة السعودية... السعودية الكارثة || البغدادي يقترب من تحقيق ثأره من الجولاني ... ماذا يعني اعلان «الخلافة»؟

    يونيو 28, 2014   No comments
مملكة «داعش» الكارثة السعودية... السعودية الكارثة
جان عزيز

مع انتفاضة «داعش» العنفية الدموية من شمال غرب العراق مروراً بسوريا وصولاً إلى قلب لبنان، تحركت الماكينة البروباغاندية السعودية لمعالجة الأضرار الجانبية التي يمكن للتنظيم التكفيري الإرهابي أن يكون قد ألحقها بصورة الدولة العائلية. خطة شاملة وممنهجة وضعت في الرياض، طالبة من ممثلياتها الدبلوماسية في العواصم المعنية، التحرك بسرعة وفاعلية.

الأهداف المعلنة هي إدانة ارتكابات «داعش» أولاً، تأكيد رفض مملكة العائلة السعودية لها ثانياً، العمل ثالثاً بكل الوسائل المتاحة على «تبييض» صورة العائلة ونظامها أياً كان الثمن. مع رصد إمكانات هائلة وضعت بتصرف حملة العلاقات العامة تلك، للتعاون مع صحافيين ووسائل إعلام وأقلام وصفحات ومواقع، وألسن وسياسيين وصانعي رأي عام... دفاعاً عن دولة العائلة.

وفي هذا السياق تشدد الحملة السعودية المضادة، على عدد من العناوين التسويقية لمعركتها الصعبة، خصوصاً في بيروت، وبالأخص بعد انكشاف التابعيات السعودية لعدد من المشتبه بارتكابهم الجرائم الداعشية الإرهابية. عنوان أول عام، هو أن مملكة العائلة تمثل إسلام الاعتدال في مواجهة إسلام الضلال الإرهابي. ثانياً، أن نظام العائلة نفسها كان قد صنف «داعش» تنظيماً إرهابياً منذ آذار الماضي. إضافة إلى سواها من التنظيمات، مثل «جبهة النصرة» و«الإخوان المسلمون» و«حزب الله السعودي» وغيرها. ثالث عناوين بروباغاندا العائلة السعودية، أنه من المرجح أن تكون خلايا الإرهاب الداعشي في بيروت تخطط لاستهداف مصالح العائلة السعودية نفسها، وعلى خلفية هذا التصنيف الإرهابي بالذات. مع تفصيل بليد مكمل لهذا العنوان، يحاول الإيحاء بأن «داعش» وأخواتها باتت متضررة جداً من قرار نظام العائلة المذكور. ذلك أنه حظر على أي سعودي تقديم أي دعم مالي لتلك الحركات. علماً أن هذه الحجة السمجة، تعتبر إدانة للعائلة أكثر مما هي إنجاز لسياساتها في مكافحة الإرهاب. وفي السياق نفسه، يأتي العنوان الأخير الذي تسعى الحملة الدعائية إلى تسويقه، وهو أن أي تحقيق لم يظهر مرة واحدة، منذ بدء الموجات التكفيرية والإرهابية، بأن أياً منها قد نال أي دعم مالي رسمي من العائلة السعودية كنظام دولة. مع ما يعني ذلك من إقرار بقنوات تمويل أخرى، ظلت تعتبر فردية وشخصية ومبادرات تلقائية لا علاقة لدولة العائلة بها.
اللافت في هذه الحملة، أنها تخاطب العقل الغربي، وخصوصاً الأميركي منه، في سطحيته وفي أحادية فكره السياسي. كأنما الفكر التكفيري والإرهابي هو مجرد عبوة، أو عبارة عن مادة «سي 4» وصاعق لا غير. وبالتالي كأنما الإرهاب التكفيري هو مختزل ومقتصر على حفنة البترو ـــ دولار التي اشترت المادة المتفجرة، أو دفعت ثمن الصاعق، أو أمنت بدل أتعاب الأصولي المفجر أو المتفجر. ولذلك نرى الأبحاث الغربية عموماً والأميركية تحديداً، تركز على الجانب التمويلي للإرهاب التكفيري لا غير. منذ 11 أيلول وإجراءات «باتريوت آكت»، وصولاً إلى كل تحقيقات وزارة الخزانة الأميركية، انتهاء بدراسات مراكز الأبحاث. فيما الحقيقة المركزية في مكان آخر.
 
وهي أن الإرهاب لا يبدأ في الذراع التي فجرت. بل في العقل الذي كفّر. وفي هذه النقطة الجوهرية بالذات تظهر المسؤولية الجرمية والجنائية، المعنوية والمادية الكاملة لنظام العائلة السعودية. من مصر إلى لبنان تتضح تلك الكارثة التي خلفتها ذهنية تلك المملكة وسلوكيتها. مصر ولبنان بالذات، لأنهما أبرز نموذجين لحداثة العالم العربي وحضارته وانفتاحه وثقافته وصحافته وتلاقحه مع العالم ومع العصر ومع رفاه الإنسان وحقوقه. فالقاهرة كانت ولا تزال وستظل رائدة العالم العربي وقاطرة فكره وسياسته وثقافته. ومن يشاهد فيلماً سينمائياً لمصر الخمسينات، يسأل نفسه أي كارثة حلت بهذا البلد في غضون نصف قرن، على صعيد حضارته وثقافته وفنونه وكل أنشطة العقل والحياة فيه. يروي الشاهد على كل حياة مصر، علاء الأسواني، أن تلك الكارثة بدأت بعد العام 1973. بعد الحرب وأزمة النفط واضطرار القاهرة إلى أموال الرياض، وسط بهلوانيات السادات ومنهجية النظام السعودي في اختراق الأفكار والعقول. دخل المال السعودي إلى مصر، ودخل معه العقل الوهابي إلى إسلام مصر. وبدأ الانهيار. بعدها جاءت الطامة الكبرى طبعاً، مع تنافس قطر والسعودية على سرعة العودة إلى الخلف وعلى تسارع التخلف. فصارت الكوارث العربية تتوالى بسرعة انقطاع الضوء.
في لبنان، العنوان نفسه، والانهيار نفسه. يروي الكاتب محمد أبي سمرا، في كتابه البحثي الموثق، «طرابلس ساحة الله وميناء الحداثة»، كيف أن النواة الأولى للأصولية هناك بدأت بدعم سعودي وتمويل سعودي وإيعاز ونموذج سعوديين. من جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الوهابية السعودية، إلى «نواة الجيش الإسلامي» في لبنان، أول تسمية مذهبية عنفية دخلت تركيبة الشخصية اللبنانية، مثل فيروس معلوماتي لم يلبث أن شاع وشلع وشنع... حتى أن وزيراً طرابلسياً يروي طرفة أن أحد المتنورين الطرابلسيين ترشح قبل أعوام لانتخابات بلدية طرابلس. فجعل لبرنامجه الانتخابي عنواناً وحيداً: «أعدكم العمل على إعادة طرابلس نصف قرن إلى الوراء»!
مسؤولية نظام العائلة السعودية؟ ليست في التمويل ولا في جنسيات الإرهابيين ولا في إلغاء سمات الدخول ولا في الصراع المذهبي مع الشيعة ولا في التنافس الجيو استراتيجي مع إيران. مسؤولية نظام تلك العائلة هي أولاً وأخيراً في الفكر. هي في أن تكون دولة في الألفية الثالثة باسم عائلة، وأن يكون شعب رعية بلا هوية، وأن يكون الآخر ملغى، والعقل ملغى، والفن ملغى، والرب ملغى، والمرأة ملغاة... في الفكر والواقع، بالقوة وبالفعل. هنا تكمن الكارثة السعودية، التي لا بروباغاندا تنفع معها ولا دعاية تشفع في تسويقها.

______________
البغدادي يقترب من تحقيق ثأره من الجولاني 
محمد بلوط

أبو بكر البغدادي قريبا في عقر دار شقيقه اللدود أبو محمد الجولاني. فخلال الساعات الماضية وصلت طلائع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» إلى شمال الشحيل في ريف دير الزور الشرقي، معقل «أمير جبهة النصرة».
والشحيل ليست معقل الجولاني وحصنه الأخير فحسب، بل هي مسقط رأسه أيضا، وهو ما يجعل المعركة من اجلها بين الجولاني والبغدادي، أمّ المعارك بين أخوة «الجهاد»، إذ لم يعد كافيا وحده، تفسير المذابح الواسعة التي يرتكبها بحق مقاتلي «النصرة» و«مجلس شورى المجاهدين في المنطقة الشرقية» ـ «مشمش»، بحاجة «داعش» إلى دير الزور ممرا بين جناحيها الشامي والانباري.
وبات مؤكدا أن معركة الشحيل ثأر شخصي للبغدادي مع الرجل الذي شد على يده ثلاثا خلال ثلاثة أعوام، لينقض ثلاثا «بيعته» على الولاء والطاعة. والأرجح ألا يسري إبهام الألغاز وضباب الألقاب التي يتخفى خلفها الرجلان إلا على الآخرين. أما أبو بكر البغدادي فليس سوى أبو دعاء، أو إبراهيم عواد السامرائي. أما أبو محمد الجولاني، فلا يناله من الجولان شيء، لأن كنيته الحقيقية قد تكون أسامة الحداوي «الشحيلي»، وهو ما يعرفه البغدادي.
فقبل أن يتفرغ الجولاني لبناء «أسطورته» خلال الحرب السورية، لم يكن سوى أسامة الحداوي، الطالب في كلية الطب الدمشقية حتى العام 2005، فيما كان شقيقه البكر سامر، ينال من علوم التجارة والاقتصاد في كلية مجاورة، على ما يقوله معارضون سوريون يتابعون مسارات «النصرة». والأرجح أن طريد «داعش»، وحبيس الشحيل، رجل لم يتجاوز الثلاثين من العمر بعد.
لم يتقمص طالب الطب الدمشقي في لثام الجولاني بالصدفة، فـ«الجهادية» السلفية مذهب أكثر مسقط رأسه الشحيل. فقبل أن يسقط الطب الدمشقي من سلة الحداوي، كان أكثر من 20 رفيقا له على ضفة الفرات، قد «انتحروا» بأحزمتهم في «الجهاد» العراقي، في ظلال «بيعة» أبو مصعب الزرقاوي وتنظيم «القاعدة».
وكانت الشحيل قد فزعت لحماه في الثمانينيات، فقاتل العشرات من أبنائها قرب نواعيرها مع جماعة «الإخوان المسلمين»، والطليعة المقاتلة، قبل أن يتفرقوا في السجون، وفي المنافي لمن أسعفه الحظ منهم. وعاد منها عمار الحداوي شيخ السلفية ورئيس «الهيئة الشرعية» في دير الزور اليوم، ليجعل منها، مع آخرين، بؤرة «جهادية»، بعد نفي دام نيفا وعقدين في العراق المجاور.
وخلال الحرب الأميركية على العراق اختارت المدينة، برضى دمشق، أن تكون ساحة تجمع لـ«الجهاديين» في دير الزور، قبل العبور إلى العراق. ومنها دخل مئات المقاتلين إلى معارك الانبار وتدفقت عبرها الأسلحة والعبوات والأحزمة الناسفة لقتال المحتل الأميركي أولا و«الصحوات» ثانيا. والحال، أن المدينة، التي تعد 30 ألف نسمة، وآلاف «الجهاديين» لم تشهد هدنة، ولا استراحة «مجاهد» في الأعوام التي سبقت اندلاع الحرب السورية. وعندما قامت «الثورة» المنتظرة في تخوم الشام، لم يفعل جهاديوها سوى إدارة بنادقهم نحو الداخل السوري، أسوة بأسامة الحداوي (أبو محمد الجولاني).
ولما بسط له أبو بكر البغدادي يد المبايعة في الأنبار في أيار العام 2011، للإتصال بخلايا الشام «القاعدية» النائمة، وإنشاء فرع شامي «للدولة» في أيار العام 2011، تحت مسمى «جبهة النصرة»، كان الحداوي قد أمضى ستة أعوام في معارك العراق. ويرجح معارضون سوريون أن يكون سامر، شقيقه البكر، الذي قاده نحو العراق قد استشهد قبل ذلك.
ووضع أبو مسلم التركماني، شيخ «الدولة» يده في البيعة، مزكيا لدى البغدادي «مجاهده» السوري الشاب، الذي بايع البغدادي على «جبهة نصرة» مؤقتة، تكون رهن إشارته، يعود بها إلى حضن «الدولة» الأم، عندما تحين الساعة. وكان أبو مسلم قد زكاه في العام 2009، للمرة الأولى، عندما دفع البغدادي لتعيينه «شيخا شرعيا لولاية نينوى»، رغم صغر سنه.
وراوغ الجولاني كثيرا قبل أن ينشق نهائيا عن البغدادي. وأرسل إلى «أميره» نهاية العام الماضي رسائل عدة تعد بحل «النصرة»، قبل أن يقرر أخيرا أن «حل النصرة لن يجعل أهل الشام ينضمون إلى الدولة».
وكان رئيس استخبارات «الدولة» أبو علي الانباري، وهو ضابط استخبارات بعثي عراقي سابق، قد أرسل تقارير كثيرة، ينصح فيها سيده بتصفيته. وكانت الشكوك قد ثارت عندما بدأ الجولاني بتعقب المقربين من البغدادي، كابي عمر القحطاني، وسجنهم. وعندما طلب أبو ماريا القحطاني إجازة من «الجهاد» لنقل زوجته إلى مستشفى في سوريا، أيقن البغدادي أن الجولاني لن ينصاع لطلبه، إذ اكتشفت استخباراته أن المتحدث باسم الجولاني، قد حمل معه إلى سوريا أموالا كثيرة تعود إلى «الدولة الإسلامية».
لم ينتظر البغدادي معركة الشحيل للتخلص من الجولاني، فعندما فشل في نيسان الماضي في إقناعه بالالتحاق بـ«الدولة»، أشار عليه رئيس «المجلس العسكري لـ«داعش» العقيد السابق في الجيش العراقي حجي بكر، ببدء عمليات اغتيال، واستجلاب فتاوى من مشايخ في السعودية، نجحت بقتل بعض المقربين من الجولاني، والاستيلاء على بعض مخازن الأسلحة، وشق «النصرة» نصفين.
ونجا الجولاني نفسه من القتل في الاجتماع، بعد أن تدخل أبو علي الانباري، ومنع أبو أيمن العراقي من قتله. وانضم إلى «داعش» المئات من «الجهاديين» القوقازيين والعرب. وفي الريف الشرقي لدير الزور، معقل «النصرة»، استجاب عامر الرفدان، عامل مصلحة المياه السورية السابق، لنداء البغدادي، وانشق عن الجولاني، ليصبح «والي ولاية الخير» (دير الزور) في «الدولة»، والمشرف على استغلال نفط المنطقة.
ويبدو أن البغدادي نفسه يشرف على المعركة الأخيرة في الشحيل، فليس حكم ناقض البيعة في عرف «الدولة» و«النصرة» سوى الذبح. وكلما اقتربت المعارك من الشحيل، شحذت السكاكين وسنت السيوف. فخلال اليومين الماضيين، ذبح «داعش» أربعة من المجلس العسكري في مدينة الموحسن رفضوا مبايعته، أما «النصرة» فردت بذبح من بايع منهم، فقطعت رؤوس قائد «لواء الصاعقة» أبو راشد، و«قائد المجلس العسكري» العقيد أبو هارون، وأبو عبد الله شلاش.
ويبدو البغدادي قريبا جدا من الإمساك بخصمه، وإنهاء «النصرة»، إذ لم يتبق للجبهة في دير الزور، معقلها الأساسي، أكثر من جيوب محاصرة، حيث يحاصر «داعش» أحياء دير الزور ومقاتلي المعارضة فيها، فيما يواجه هؤلاء الجيش السوري.
ومع تساقط قرى الريف الغربي، واختراق البوكمال، ومعظم الريف الشرقي، لم تعد «النصرة» تملك أكثر من نصف القورية، وجزء من الميادين. وكان «داعش» وجه انذارا ينتهي عصر اليوم يخير فيه «النصرة» وحلفاءها من ألوية «القادسية» و«عمر المختار» و«الله اكبر» بين التوبة او الموت. ويجنح وجهاء الميادين لتسليمها من دون قتال. واستطاع قائد «داعش» العسكري عمر الشيشاني إقناع «أميري النصرة» في البوكمال فراس السلمان وأبو يوسف المصري بخيانة الجولاني وتسليم المدينة وكتائبها من دون قتال.
وسلم «داعش» ولاية بادية حمص، التي تضم جزءا من دير الزور، إلى أبي أيمن العراقي، احد ألد أعداء الجولاني في «الدولة الإسلامية»، وأكثرهم دموية وعنفا، إمعانا في الحصار، والتهديد بأن معركة الشحيل ستكون معركة حياة أو موت لـ«النصرة» والجولاني.

_____________

ماذا يعني اعلان «الخلافة»؟  

رضوان مرتضى

راية «العُقاب» ترفرف. «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تحوّلت إلى «خلافة إسلامية على كل الأرض». ١٤ شهراً استلزمت أبو بكر البغدادي كي يُنصّب نفسه حاكماً بأمر الله. لم يعد أميراً للمؤمنين فحسب، بل بات الخليفة. خلَف النبي محمد، بخطاب أعلن عنه في بداية شهر رمضان عام ١٤٣٥ هجري، سُجّل الحدث التاريخي. أصحاب الرايات السود يريدون تسليم راية دولتهم لعيسى بن مريم

لم يتأخّر «أبو بكر البغدادي» في إعلان خلافته. لم يكتف الشيخ العراقي بلقب «أمير المؤمنين» على «الدولة الإسلامية في العراق والشام». لم يستطع الانتظار أكثر من أربعة عشر شهراً حتى زفّ المتحدث باسم دولته «أبو محمد العدناني» خبر إعلان «الخلافة الإسلامية». أعلن الرجل عن «تحقّق حُلُم الجهاديين». ومعه تحقّق، ربما، حُلُم البغدادي الذي أصبح «خليفة المسلمين»، الحاكم بأمر الله على كل الأرض. ولأول مرة، أُعيد إعلان «الخلافة» منذ سقوطها على يد أتاتورك قبل نحو تسعين عاماً. هكذا كسر بضعة آلاف من جنود «الدولة» حدود «سايكس ــــ بيكو». أُلغيت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» لتُستبدل بـ«الدولة الإسلامية» في كل الأرض. وبعدما كانت «راية الدولة خفّاقة تضرب بظلالها من حلب إلى ديالى»، أصبحت خلافة عامة لا حدود لها. سلطتها مطلقة على كل بلاد المسلمين.

وباتت مبايعة الخليفة واجباً على كل مسلم. ومن لا يبايع يُعتبر مارقاً. من يتخلّف أو يرفض، يُحارب ويُضرب عنُقه. وهذا ما جاء صريحاً واضحاً بتهديد العدناني للمتخلّف عن البيعة بقوله: «إياكم وشقّ الصف. ومن أراد شق الصف، فافلقوا رأسه بالرصاص وأخرجوا ما فيه ولا كرامة لأحد».

فماذا تعني «الخلافة الإسلامية»؟ يجيب أحد المشايخ السلفيين أنها تعني أن «الحدود والسدود بين البلاد الإسلامية لاغية. وأن النظام الاقتصادي سيكون واحداً وستكون عملة واحدة تحمل شعار الإسلام ولديها جيش يدافع عنها». ويضيف: «وتعني أيضاً عدم التبعية لأي دولة، وتستوجب إنشاء مراكز وجامعات ومعامل تمهيداً لجعل المسلمين قوة عظمى في شتى المجالات». وفي الحالة الراهنة، قررت «الدولة»، ممثلة بأهل الحل والعقد فيها، بعدما باتت تمتلك كل المقومات، إعلان قيام «الخلافة الإسلامية» وتنصيب «خليفة» للمسلمين. والمقوّمات بالنسبة إليها، هي المقومات نفسها التي كان يمتلكها الخلفاء منذ نحو ١٤٠٠ عام. وبحسب المشايخ السلفيين، المقومات تفرض أن يكون الخليفة حاكماً على أرض بكل معنى الكلمة، وليس بحكومة مؤقتة. ويرى هؤلاء أن «الدولة» انطلقت من سيطرتها على مساحات جغرافية شاسعة واعتبارها أن امتلاك المال والجيش والشعب، يخوّلها إقامة الخلافة، من دون أن تأخذ في الاعتبار أن كل زمن له مفهوم لمقومات الدولة. وقد حدد العدناني ذلك بفك الأسرى وتعيين الولاة والقضاة وجباية الضرائب ونشر التعليم الديني.

وهنا يؤخذ عليها إعلان الخلافة من دون حيازة «إجماع علماء الأمة». فهل فعلاً وافق أهل الحل والعقد أي العلماء والوجهاء على إقامتها؟ من هم هؤلاء؟ وإذا كان البغدادي خليفة على كل بلاد المسلمين، فهل تكفيه مبايعة علماء العراق والشام له، رغم انها لم تحصل؟ بالتأكيد إعلان قيام «الخلافة»، هي إحراج لجميع الفصائل الإسلامية المقاتلة. وقد خاطبت «الدولة» جنود الفصائل والتنظيمات قائلاً: «بطُلت شرعية جماعاتكم وتنظيماتكم. ولا يحل لأحد منكم أن يبيت من دون أن يُبايع». ثم أضاف: «لا يؤخر النصر إلا مثل وجود هذه التنظيمات لأنها سبب للفرقة».

يتساءل أحد أنصار «جبهة النصرة» عن معنى إعلان «الخلافة». ثم يجيب نفسه قائلاً: ذلك يعني أن «حركة طالبان» و«تنظيم القاعدة» بكل فروعه وكل الحركات المجاهدة على مختلف الجبهات آثمة وقتالها وقتلها واجب إن لم تُبايع خليفة المسلمين البغدادي. بدوره، يروي أحد أفراد «كتائب عبدالله عزام» لـ«الأخبار»: «لا مصلحة في إعلان الخلافة في هذه الظروف بل يترتب عليها مفسدة توجب بطلانها». ويرى الشاب اللبناني المطلوب بمذكرات توقيف «لانتمائه إلى تنظيم إرهابي» أن «قيامها في هذا التوقيت تدمير لما بناه مجاهدو الإسلام في كل مكان»، كاشفاً أن «الإعلان يعني أن كل من لا يبايعهم سيُحكم عليه بالردة والقتل». وردّاً على سؤال إن كان سيُلبي الدعوة لبيعة الخليفة، قال: «لا أشق الصف، لكن بالتأكيد لا أبايع. ليُضرب عنقي ألف مرة أهون علي من أن أبايع، لأني لا أرضى بشريعة تستبيح دماء ألوف مؤلفة من المسلمين بغير وجه حق». وفي السياق نفسه، يرى أحد القياديين في «جبهة النصرة» أن «البغدادي حكم على الشيخ الجولاني بأنه مرتد لمجرّد تركه بيعة أمير الإمارة عندما كانت البيعة سنّة وليست فريضة»، كاشفاً أنهم بـ«إعلان الخلافة يفرضون على جميع تنظيمات العالم الإسلامي أن تكون مع «الدولة» في كل شيء، ومنها قتال «الجبهة» أو ستُعتبر متخلّفة مرتكبة لفعل الردّة يجب قتالها من قبل جنود الدولة نفسها». شيخ سلفي ثالث يعتبر أن «إعلان الخلافة قمة الغباء، إذ لا تمتلك «الدولة» مقومات دولة حقيقية. هل القوة العسكرية تقيم الدولة؟ أين خبراء الاقتصاد والتربية؟ بنظري هذا انتحار سيعجّل في انهيارها». ويسأل آخر: «فهمنا أن الأموال تتحصّل من بيع النفط، لكن إذا حوصرت وضُربت ماذا سيحصل. أين هذه الخلافة التي لا يعرف أحدٌ رأسها؟».

هكذا، وبعدما باتت «الخلافة الإسلامية» أمراً واقعاً، يقول جهاديون لـ«الأخبار» إن قبلة الأنظار ستكون مكة. كذلك الأمر هي مدينة رسول الله. وبالتالي، سيعين الخليفة مندوباً في كل ولاية. ومن يدري؟ قد يكون لـ(ولاية) لبنان أمير (مستقبلاً، لأن ما نُشِر أمس عن تعيين رجل يدعى عبد السلام الأردني اميراً لداعش على لبنان، غير صحيح، بحسب مصادر أمنية). وقد يكون الجواب في جعبة «حزب التحرير»، الحزب الإسلامي الذي يدعو منذ سنوات لإقامة الخلافة.

 

الثلاثاء، 3 يونيو 2014

«القاعدة» في سوريا: من التأسيس الى الإنشقاق

    يونيو 03, 2014   No comments
رضوان مرتضى

دخلت «القاعدة» إلى الميدان السوري بين تموز وآب عام ٢٠١١، للتأسيس لحراك جهادي. وصل «أبو محمد الجولاني» إلى أرض الشام، يرافقه ثمانية أشخاص من جند «دولة العراق الإسلامية»، موفدين من «أبي بكر البغدادي». بذرة الجولاني أنبتت انتشاراً واسعاً قبل أن يقع الانشقاق الدموي بين فصيلي «القاعدة» الرئيسيين على الأرض السورية. وهنا القصة الكاملة كما ترويها مصادر إسلامية مطلعة
ارتبك أهل «الجهاد العالمي» حيال الأزمة الوليدة في سوريا. بالنسبة إليهم، كانت صورة الأحداث التي اندلعت في 15 آذار عام 2011 ضبابية. في المراحل الأولى، لم يحرِّكوا ساكناً. اكتفوا بالمراقبة عن بُعد، ريثما يحددون موقفهم. لم يسر ذلك على جميع «الجهاديين». ومن دون إذن «الأمير»، تسلل كُثُر من جنود «دولة العراق الإسلامية» سرّاً من أرض الرافدين لـ «الجهاد على أرض الشام». رأت قيادة التنظيم العراقي في هذا التسرُّب تهديداً «قد يتسبّب في تصدّع الدولة وانشقاق عناصرها».

لذلك، حرّم أمير التنظيم «أبو بكر البغدادي» التوجّه إلى سوريا، معتبراً أيَّ مخالفٍ للحظر «جندياً منشقّاً»، لأن «الأوضاع لا تزال غير واضحة المعالم ويجب التريث». هذه الإجراءات فاقمت من التملمُل في صفوف «المجاهدين»، لكنّها لم تحل دون استمرار تسلل بعضهم من خارج الإطار التنظيمي لـ «دولة العراق» إلى أرض الشام. لم تكن لـ «القاعدة» أرضية في سوريا، باستثناء بعض الخلايا النائمة منذ ما قبل اندلاع الأحداث، والتي كانت مهمتها تقتصر على توفير المستلزمات اللوجستية لـ «الجهاديين» الوافدين. كانت هذه الخلايا عبارة عن أفراد تنحصر وظيفتهم في نقل المقاتلين من سوريا إلى العراق. وتوفير مضافات وبيوت أمان، ولم يكن من ضمن مهامها المواجهة المباشرة مع قوات الأمن السورية. التململ في أوساط «الجهاديين» الراغبين في القتال في سوريا، دفع مستشار البغدادي، العقيد حجي بكر، إلى طرح فكرة تشكيل مجموعة من غير العراقيين تتوجّه الى سوريا بقيادة سوري. بذلك، يحال دون التحاق أي عراقي بالجبهة السورية من دون إذن مسبق، وتضمن «الدولة» عدم انشقاق عراقيين عنها. وفي الوقت نفسه، يمكن للقيادة الجديدة في الشام أن تستقطب أعضاء غير عراقيين من الخارج. هكذا أوفد المجلس العسكري لـ «دولة العراق»، بين تموز وآب عام ٢٠١١، أبو محمد الجولاني الى الشام مع ثمانية آخرين، بينهم أحد أبرز شرعيي «جبهة النصرة» اليوم، «أبو ماريا القحطاني». وكانت مهمة هؤلاء تهيئة الأرضية لتشكيل تنظيم جهادي يكون امتداداً لـ «دولة العراق الإسلامية». وكان دعمهم المادي وتسليحهم من «الدولة» حصراً.

لم يستقر الموفدون التسعة في مكان معين. لكن النواة الأولى لعملهم «الجهادي» كانت في محافظة إدلب. بعدها انتقلوا إلى كل من حلب ودير الزور. ومن هذه المحافظات الثلاث، انطلق تنظيم «جبهة النصرة» للانتشار في كل سوريا، حتى بات رأس حربة المعارضة المسلّحة. وتوحّد شكل معظم العمليات العسكرية التي اعتمدها مقاتلوه وفق أسلوب حرب العصابات والعمليات الانتحارية. العقبة الأساسية تمثّلت في مرحلة الاستقطاب، ثم كرّت السبحة. ووفق أحد قيادات «النصرة»: «لم يكن رجال القاعدة مقبولين لدى السوريين في المرحلة الأولى. إذ كان اسم القاعدة يشكّل نفوراً لدى غالبيتهم، لكنّ العمليات الاستشهادية زكّتهم في ما بعد».
في ٢٤ كانون الثاني عام ٢٠١٢، «زفّ» الجولاني «البشرى للأمة الإسلامية بتشكيل جبهة لنصرة لأهل الشام من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد» (انفردت «الأخبار» بنشر فيديو التأسيس قبل عرضه على كافة المنتديات الجهادية). (http://ipv6.al-akhbar.com/term/1738). وبعد أقل من شهر، في ١٢ شباط ٢٠١٢، خرج الشيخ أيمن الظواهري في تسجيل مصوّر دعا فيه «المجاهدين» من كل أصقاع الأرض الى أن «ينفروا» إلى سوريا. عندها، بدأت «الهجرة الجهادية «بشكل علني. دعوة الظواهري كانت بمثابة النبع الذي رفد «الجبهة» بمئات المقاتلين. لكن ذلك كان سيفاً ذا حدّين. إذ أن سهولة قبول «النصرة» للمنتسبين سمح لعشرات الجواسيس بالتسلل الى صفوفها. فكان يُقبل انتساب أي «أنصاري»، وهو وصفٌ يطلق على كل سوري الجنسية، بعد أن يزكّيه أحد عناصر التنظيم بأنه «نظيف أمنياً». بعدها، يخضع المنتسب إلى دورات شرعية وعسكرية. أما «المجاهد المهاجر»، أي القادم من الخارج، فيحتاج إلى تزكية من أحد الثقاة في وطنه الأم، علماً بأنّه لم تكن هناك بيعة في البداية، بل دورات شرعية فقط. وتشير المصادر إلى أن «العدد الأكبر من الجواسيس الذين أعدموا كانوا يعملون لمصلحة الاستخبارات الأردنية». وقد دفع ذلك قيادة «الجبهة» إلى «الحد من دخول المنتسبين الجدد، ووقف قبول دخول أي مهاجر في صفوف التنظيم»، بذريعة منح الأولوية لاستيعاب الراغبين من السوريين في صفوف التنظيم. وفي موازاة ذلك، ولتلافي اجتذاب التنظيمات الممولة سعودياً للجهاديين المهاجرين، كُلّف «أبو خالد السوري» من الظواهري شخصياً بالإشراف على «حركة أحرار الشام».
لم تمض أشهر على تأسيس «الجبهة» حتى ذاع صيتها في سوريا. ورغم ربطها بتنظيم «القاعدة» في المرحلة الأولى، إلا أن كثيرين استوقفهم أسلوب عملها المغاير للأسلوب المعتمد لدى التنظيم العالمي، لا سيّما لجهة إخفاء ملامح قتلاها الذين يسقطون أثناء تنفيذ العمليات العسكرية والتفجيرات في تسجيلاتها المصوّرة، فيما تفاخر «القاعدة» بهم. وقد ذهب بعض رموز المعارضة السورية إلى اتهامها بـ «العمالة لصالح النظام السوري» قبل أن يتبيّن أن الغاية من تمويه وجوه قتلاها كانت حماية عائلاتهم من الأمن السوري.
في تلك الفترة، كانت «جبهة النصرة» لا تزال تأتمر بأوامر البغدادي بوصفه القائد العام، إلى أن طلب أمير «الدولة» من جنديّه أمير «النصرة» استهداف أحد الفنادق التركية أثناء اجتماع لرموز المعارضة السورية. استعظم الجولاني الأمر، وردّ على أميره بأنّ عملية كهذه من شأنها إغلاق أبواب تركيا في وجه «جبهة النصرة»، ما يعني وقف تدفق المال والسلاح. تكرر رفض الجولاني لأوامر البغدادي غير مرّة. فاعتبر أمير «الدولة» رفض الجولاني عصياناً، لكنّه لم يُفصح عن ذلك. ولاختبار ولاء جنديّه، أعلن البغدادي في نيسان 2013 توحيد «دولة العراق» و«جبهة النصرة» في تنظيم واحد تحت مسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لكن رفض الجولاني تكرر معلناً عدم موافقته على الدمج ورفض الالتحاق بالكيان الجديد.
ضعضع الخلاف صفوف «الجهاديين» في سوريا. وللاحتماء وتوفير الغطاء والمشروعية لخطوته، رفع الجولاني الأمر إلى «أمير الجهاد العالمي» أيمن الظواهري الذي أمر ببقاء «النصرة» في سوريا و«الدولة» في العراق. لم يوافق البغدادي على التسوية، باعتباره «صاحب الخير والجولاني خائن متخاذل». وانتقل الخلاف بين الرجلين إلى صراع احتدم بين أمراء «الجهاد» في العالم. وتحوّل الصراع على الإمرة اشتباكات مسلّحة على أرض الشام بين أبناء الفكر الواحد خلّفت مئات القتلى، وتهدّد بالتحول الى «حرب جهادية عالمية»، طرفاها «إبنان شرعيان» لتنظيم «القاعدة»: الأول («جبهة النصرة») يستمد مشروعيته من ولائه للقيادة «التاريخية» المتمثلة بالظواهري، والثاني («الدولة») يستقي المشروعية من تحدره من «قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» (بزعامة «أبو مصعب الزرقاوي»)، ومن سيطرته على حيز جغرافي يجيز له إقامة «إمارة حكم» تسيّر شؤون المسلمين ويتوجب على بقية التنظيمات الخضوع لها.
باختصار، على أرض الشام اليوم، «القاعدة» يحارب «القاعدة».

ولادة «النصرة» في حمص
حمص كانت آخر المحافظات التي دخلتها «القاعدة». وصلها ستة موفدين من أبي محمد الجولاني، بإمرة شخص يلقّب بـ«أبو العيناء». اتّخذ هؤلاء من القصير في ريف حمص مركزاً لهم، ثم بدأوا بدعوة المسلّحين المعارضين إلى مبايعة التنظيم. لم تجد «الجبهة» قبولاً في بداية الأمر، إذ أن أغلبية المسلّحين كانوا منضوين في صفوف «الجيش السوري الحر». استمر الأمر على حاله حتى تنفيذ «الجبهة» أكبر عملية انتحارية في تاريخ سوريا. في ٢٣ كانون الثاني عام ٢٠١٣، قاد السوري «أبو إسلام الشامي» شاحنة مجهّزة بعشرين طناً من المتفجرات، دكّ فيها ثكنة المشتل العسكرية في القصير. في أعقاب هذه العملية، ارتفعت أعداد المنضوين في صفوف «جبهة النصرة» الى ٣٠٠ مقاتل. وتحصّن هؤلاء في قرى القلمون لاحقاً. وقد أوفد لإمارتهم في ما بعد السوري «أبو مالك التلّة» الذي قاد معركة القلمون في مواجهة الجيش السوري وحزب الله.
_________
«الأخبار»

ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.