‏إظهار الرسائل ذات التسميات حقوق الإنسان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حقوق الإنسان. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 29 أغسطس 2014

لا تخلطوا بين داعش والإسلام ، ولا بين الإسلام والسياسة وتخدموا كارِهيْ الإسلام

    أغسطس 29, 2014   No comments
بقلم : د. عبد الحميد سلوم

بين عامي 1991- 1993 كانت الأعمال التحضيرية للمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان الذي انعقد في صيف 1993 في فيينا .. وقد  أخفقتْ وفود العالم في جنيف بالتوصل إلى إجماع آراء حول مسودة الإعلان الختامي للمؤتمر لأسباب عديدة من بينها بعض العبارات التي سعتْ الوفود الغربية لإقحامها في الإعلان الختامي ولا تتناسب مع قيم الإسلام ، فانتقلتْ أعمال المؤتمر إلى نيويورك وتمَّ التوافُق !!

 كنتُ عضوا في وفد بلادي في جنيف ومُتابِع ومُنخرِط بكل الأعمال التحضيرية ، ولاحظتُ كم هناك صورة مُشوّهة وسلبية بأذهان الغرب عن الإسلام ( ولستُ الآن بصدد تفنيد من هو المسئول عن ذلك ،الغرب أم الشرق أم كلاهما) ، لدرجة أن إحدى المنظمات غير الحكومية ولها صفة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، المعروف اختصارا ( بالايكوسوك) ، وزُعت بيانا اعتبرت فيه الإسلام كله خرقا لحقوق الإنسان !!


 وللأسف الشديد لم يتحمّس وفدا واحدا، لا عربي ولا مسلم لتفنيد تلك البيان والرد عليه سوى الوفد الإيراني ، حيث كان سفير إيران يجول بقلب القاعة على الوفود العربية والإسلامية ، يتشاور معهم ، ولكن لا أعتقد أنه وجد الحماس الكافي للدفاع عن الإسلام وقيم الإسلام وتصحيح الصورة المُشوَّهة في العقل الغربي عن الإسلام !! فقام وفد إيران بمفرده بتوزيع وثيقة يدحض فيها كل مزاعم تلك المنظمة غير الحكومية ، ويتحدث فيها بشكل مُفصّل عن حقوق الإنسان في الإسلام !!.

الغرب لا يرى الإسلام إلا من المنظور الذي تطبّقه داعش اليوم والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي ترفع شعار ( أن تطبيق الإسلام لا يكون بالدعوات وإنما بالأشلاء )، فضلا عن بعض الملحدين  ، وبعض التكفيريين عبر التاريخ ، الذين قلّدوا سلوك الخوارج وهم أول من اخترع (سياسة التكفير ) !!

هؤلاء رسّخوا، ويرسخون لدى الغرب فكرة أن الإسلام لم يقم بالحوار والإقناع والإرادة والرضا والإيمان ، وإنما بالسيف والقتل وقطع الرؤوس ، ومن هنا فإنهم  بالغرب لا يعتبرونه دينا سماويا ولا يعترفون به ، بل لا يخفى علينا الرسوم الساخرة والأفلام المسيئة للإسلام !! والجميع يخلط بين قيم الإسلام ومعانيه الصحيحة وبين التشويه لهذه القيم والمعاني عبر التاريخ لأسباب سلطوية وسياسية ودنيوية ، كان الإسلام بريئ منها ، وأُلْصِقَت به ظلما وافتراء لتبرير ممارسات هذا الحاكم أو ذاك ، وكان لا بدّ من اختراع أحاديث عن الرسول(صلى الله عليه وسلم)

 لتعزيز فكرة هذا الحاكم  وذاك وموقفه من خصومه .. وكانت أحاديث تخالف جوهريا نصوص القرآن الكريم وآياته ، وحاشى للرسول (ص) أن يأتي بحديث يخالف نصوص القرآن الكريم ومعانيها !! وكل حديث لا ينسجم مع روح القرآن ، أو يتناقض مع آياته لا يمكن أن يكون صحيح مهما كان رواتِه وناقليه والإجماع عليهم . فالرسول (ص) لا يمكن أن يناقض القرآن .. ونقطة على السطر .. ومن يُورِد حديثا يخالف القرآن هو من يجبُ الحكم عليه بالمفتري، أي كان، وليس العكس ..فيوجد رسول واحد اسمه (محمد)ص، وليس اثنين كي ينزل القرآن على أحدهما ، بينما الآخر يطلق أحاديث مُغايرة !! .

 إن ما تقوم به داعش اليوم هو كل ما يعزِّز نظرة الغرب ورؤيته للإسلام من أنه كله خرق لحقوق الإنسان ، كما قالت تلك المنظمة غير الحكومية المُشارُ إليها أعلاه ... بل أكثر من ذلك ، دين اجرام وقتل وتوحش ، وهذه هي الصورة التي ينتظرها الغرب ليعزز موقفه من الإسلام وكراهية الإسلام !! وللأسف هناك بعض الغوغاء والجهلة من بين المسلمين من يساعد داعش بتعزيز تلك الصورة ويشهد لها بأنها تطبِّق(الإسلام الصحيح) وحاشى الإسلام الصحيح من داعش وأمثال داعش ومريدي داعش ..
فالإسلام ليس داعش ، وداعش ليست من الإسلام بشيء ، وإنما هي من فكر الخوارج ... والصراعات السياسية داخل الإسلام عبر التاريخ وما نجم عنها من قتل ودماء ، لا يجوز أن نُرجِعها للإسلام وإنما للسياسة والزعامة !! . بل لو احتكم الجميع للإسلام ومعاني الإسلام بشكل أمين وصادق لما كان حصل ما حصل .

أوروبا عانت من تشويه قيم السيد المسيح بالمحبة والتسامح ، وهيمنت الكنيسة حوالي خمسة عشر قرنا على شعوب الغرب بالخرافات والأضاليل البعيدة عن قيم المسيحية وجوهرها ( لا سيما صكوك الغفران، وبيع أماكن بالجنة، والامتيازات التي أعطاها رجال الكهنوت لأنفسهم باسم الدين ) .. وحصلت حروب دينية طاحنة منها (حروب الثلاثين عاما في الامبراطورية الرومانية)، (وحرب الثمانين عاما بين اسبانيا واتحاد الجمهوريات السبع الواطئة)..
ولكن كل هذا تم وضع حد له في صلح ويستفاليا حينما جلسوا مع بعض عام 1648 ووضعوا حدودا بين الدولة وقوانينها وأسسها وقواعدها ومعاييرها ،يتساوى الجميع أمامها بلا تمييز ، وبين الدين كخصوصية شخصية وعلاقة ربانية بين العبد وخالقه ، يمارسها بحرية فردية كاملة ، وأصبحت المُوَاطَنة والمساواة لديهم هي الهوية الجامعة.. فحينها فقط اهتدت أوروبا على طريق الدرب الصحيح وبدأ التقدم والتطور والاكتشاف والاختراع وتكافؤ الفرص ، وغير ذلك ..
وبدأت تتبلور لدى الغرب نظرة مستقلة وخاصة عن حقوق الإنسان والديمقراطية ، لا سيما بعد الثورة الإنكليزية عام 1688،واستقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا عام 1776، والثورة الفرنسية عام 1789 !! وبقيت الكنيسة وبقيت المسيحية ،ولكن الكنيسة عَرِفت أين تبدأ حدود الدولة ،وأين تنتهي حدودها مع الدولة !! وأدركوا أنه لا يمكن قيام شيء اسمه (دولة دينية ) بسبب تعدد المذاهب والأديان وتشعبها ، فضلا عن تناقضات الأفكار والعقائد .. ولذا ليس من الغريب أن يكون أول المستفيدين من فكر داعش وسواها من التنظيمات المتطرفة هي (إسرائيل) لأن أولئك يخدمون استراتيجيتها بخلق دولة يهودية دينية خالصة ...

فمشكلتنا ليست بالإسلام ، وإنما في الفهم الخاطئ والمُشوّه للإسلام ، وبزج الإسلام بكل صراع وخلاف واختلاف ، بهدف كسب المنافسة أو المعركة أخيرا ... أليسَ هذا هو ما يحصل اليوم في عالمنا العربي وعالمنا الإسلامي ؟!.
هل هناك أجمل من الكلام الذي ورد في فحو صكوك حقوق الإنسان وموادها ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966 والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية عام 1966 وإعلان طهران لحقوق الإنسان عام 1968، وإعلان فيينا لحقوق الإنسان عام 1993 ) ، اقرأوا ما ورد في تلك الصكوك ، هل هناك أجمل منه ؟ ولكن من هو الذي يطبِّقه بشكل صحيح داخل بلدانه ، أم في تعامله مع البلدان الأخرى ؟؟ لا أحد !! فهل نقول أن تلك الصكوك سخيفة وتافهة وغير صالحة وأنها هي المشكلة ، أم نقول أن التطبيق هو كذلك؟. وذات الأمر بالنسبة للإسلام ، فالتطبيق هو المشكلة !!.
لم يكن الإسلام في أي وقت دين تعصب وتطرف وقتل وتدمير ، كما تفعل داعش وأمثالها ، فهذا تدليس على الإسلام وتشويه له وحرف عن كل معانيه السامية .. والأصح كانت السياسات في الإسلام وصراعاتها هي من أخذت طابع القتل والعنف وسفك الدماء .. فمن لم يقرأ قول الإمام الشافعي (رضي الله عنه) : (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) فأين هذا من التعصب؟. وأين هذا من عقل الدواعش ؟.

 ألمْ يقل الله في كتابه الحكيم :( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ).. أين هذا من عقل الدواعش ؟. أليستْ هذه دعوة للحوار ؟. ألمْ يجري الحوار بين الله والملائكة وإبليس  حين طلب منهم أن يسجدوا لآدم ؟. أين الدواعش من أدب الحوار هذا ؟.  وحين استكبر إبليس واستخدم عنصريته في التمييز بين من خُلِق من نار ومن خُلِق من طين، لم يخسف الله به الأرض أو يضعه في الأغلال أو يقطع رأسه بالسكين، واكتفى بطرده من رحمته ومنحه حق المعارضة وكسْبِ الأتباع له (واليوم داعمي الشياطين كُثُر) ، وكان ذلك أول مُعَارضة بتاريخ الكون ، فأين داعش من كل تلك الثقافة ؟. الرسول عليه السلام قال :                                                      

(يا ايها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ،كلكم لآدم وآدم من تراب )، فأين الدواعش من هذا الكلام ؟.

 بل أين الدواعش من كل الآيات القرآنية التالية : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .... لكم دينكم ولي دينِ ...... ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ....   أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ... لا إكراه في الدين ... لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء ... من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا.. من كفر فعليه كفرُهُ ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمْهَدُون )... إلى عشرات الآيات القرآنية التي تدحض بالمطلق وترفض عقلية داعش وتفكيرها ...

فالمسألة ليست بالإسلام وإنما أولا : بالابتعاد عن جوهر الإسلام ومعانيه الصحيحة والسليمة التي تم تشويهها وحرفها لخدمة أغراض خاصة ومخططات هدّامه ، وهو ما تفعله داعش اليوم ..
وثانيا: بالخلط بين الإسلام والسياسة ، والخلط بين الدين والدولة ، لخدمة المصالح الخاصّة ومنها مصالح (رجال الطبقة الدينية والحكّام ،كما هو الحال اليوم في بعض البلدان) وكما كان الحال في أوروبا قبل ويستفاليا ، حينما كان التحالف قائما بين طبقة الأكليروس والأباطرة ..

 فمن لا يُفرِّق بين داعش والإسلام ، وبين تسخير الإسلام لأغراض السياسة ، خلافا لقيم الإسلام ، فهو أشبه بطفلٍ صغير لا يُفرِّق بين الجمرة والتمرة !! أو من لا يرى فرقا بين الشياطين والملائكة !!.. نعم أرغب أن أقرأ التاريخ ولكن أرفض أن أسكن به ، فبيتي هو الحاضر والمستقبل ..فإلى متى سيأسرنا التاريخ ؟!.

الاثنين، 7 أبريل 2014

لم تتوقّف فصول «هجوم الغوطة» الكيميائي في 21 آب الماضي. أمس، كشف الكاتب الأميركي سيمور هيرش معلومات جديدة عن ذاك اليوم: رجال أردوغان خلف الهجوم لدفع أوباما نحو «الخط الأحمر»

    أبريل 07, 2014   No comments
مقال هيرش
تتوالى فصول كشف محاولات رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان اختراع ذرائع التدخّل العسكري المباشر في سوريا. فبعد تسريب تسجيل صوتي قبل عشرة أيام، يناقش فيه أربعة مسؤولين أتراك كبار سيناريو لتنفيذ عملية سريّة ترمي إلى تبرير تدخل عسكري في سوريا، كشف الصحافي الأميركي سيمور هيرش في مقالة في مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس» فصولاً جديدة من التورط التركي في سوريا، وفي «هجوم الغوطة» الكيميائي في ريف دمشق في 21 آب الماضي تحديداً.

وبعد نشره مقالاً في 19 كانون الأول الماضي، يشير فيه إلى تلاعب واشنطن بالأدلة الكيميائية لاتهام الحكومة السورية بهجوم أودى بحياة عشرات الضحايا، نقل هيرش عن أحد المستشارين الاستخباريين أنّه قبل أسابيع من تاريخ 21 آب، رأى ملخصاً فائق الأهمية تمّ تحضيره لوزير الدفاع حينها، تشاك هيغل، ولرئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي، يصف «القلق الحاد» لإدارة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان من احتمالات تراجع المتمردين السوريين. وحذّر التحليل من أن القائد التركي شدّد على «ضرورة عمل شيء يحتّم تدخّلاً عسكرياً أميركياً». وفي أواخر الصيف، كان الجيش السوري لا يزال يحقق تقدماً في وجه «الثوار»، بحسب المسؤول السابق، ووحده التدخل الأميركي كان سيقلب المعادلة. وفي آب، لمس المحللون الاستخباريون الذين عملوا على تحليل أحداث 21 آب، أن «سوريا لا دخل لها بالهجوم الكيميائي. لكن كيف حصل ذلك؟ المشتبه فيهم كانوا الأتراك، لأنهم كانوا يملكون كل الأدوات لحصول ذلك»، ينقل هيرش عن المسؤول الاستخباري السابق.


بعد جمع وقراءة البيانات ذات الصلة بهجمات 21 آب 2013 على غوطة دمشق، أصبح لدى الاستخبارات أدلة تدعم شكوكها، بحسب هيرش. «نحن نعلم الآن أنّها كانت حركة سرية من قبل رجال أردوغان لدفع أوباما نحو الخط الأحمر»، قال مسؤول سابق في الاستخبارات. «كانت الخطة تقضي بالقيام بالهجوم في دمشق أو بالقرب منها أثناء وجود مفتشي الأمم المتحدة هناك، والذين وصلوا إلى دمشق في 18 آب للتحقيق في استخدام سابق لغاز السارين. لقد قال لنا كبار الضباط العسكريين إنّه تم تزويد غاز السارين عبر تركيا. وقدّم الأتراك أيضاً التدريب على إنتاج السارين والتعامل معه. وجاءت بعض الأدلة الرئيسية من الفرح التركي بعد الهجوم».
اتهام الاستخبارات لتركيا لم يجد طريقه نحو البيت الأبيض. «لا أحد يريد التحدث عن هذا كله»، قال المسؤول الاستخباري السابق.
معلومات الاستخبارات حول التورط التركي لم تصل الى البيت الأبيض. «لا أحد يريد التحدث عن كل هذا»، يؤكد المسؤول الاستخباري السابق لهيرش. «هناك ممانعة كبيرة لإحداث أي تناقض مع معلومات الرئيس الأميركي، رغم غياب أدلة تثبت تورط النظام السوري. لم يعد باستطاعة الحكومة قول أي شي، لقد تصرفنا بطريقة غير مسؤولة. لقد ألقينا اللوم على الأسد ولا يمكن التراجع وإلقاء اللوم على أردوغان».
«إحدى القضايا التي طرحت في أيار كانت أن تركيا هي السبيل الوحيد لدعم المسلحين في سوريا»، يقول أحد الاستخباريين الرسميين السابقين. ويضيف: «لا يمكن أن يصل الدعم عبر الأردن لأنّ المنطقة هناك مفتوحة بشكل كبير، والسوريون ينتشرون بكثرة هناك. ولا يمكن أيضاً أن يكون الدعم عبر الأراضي اللبنانية، لا يمكنك أن تضمن بمن ستلتقي في هذه الجهة». وأكمل المسؤول الرسمي السابق أنّه من دون الدعم الأميركي العسكري لمقاتلي المعارضة «تبخّر حلم أردوغان في وجود دولة حليفة له، وظنّ أننا نحن السبب في ذلك. عندما تربح سوريا الحرب، هو يعلم أن المسلّحين سيكونون على أرضه، إلى أين سيذهبون؟ والآن سيكون آلاف المتطرفين في ملعبه».
يُذكر أن هيرش سبق أن كشف عن مجزرة أميركية في فيتنام، وعن فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب العراقي. وتجدر الإشارة إلى أن مجهولين سرّبوا قبل 10 أيام تسجيلاً لوقائع اجتماع سري لأركان الحكم التركي، بينهم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس الاستخبارات حقان فيدان، أظهر استعداد الأخير لتنفيذ عمل في سوريا وإلصاقه بالنظام السوري أو بتنظيمات تابعة لـ«القاعدة» لتبرير التدخل العسكري في سوريا.

_______

(الأخبار)

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

السعودية تقضي بسجن ناشط لحقوق الإنسان ثماني سنوات

    يونيو 25, 2013   No comments
 قضت محكمة في المملكة العربية السعودية بسجن ناشط في مجال حقوق الإنسان ثماني سنوات بتهمة إشاعة الفوضى والإخلال بالأمن والطمأنينة العامة بعد أن شنت مجموعته حملة مطالبة بإقامة نظام ملكي دستوري وإجراء انتخابات في البلاد.

وشارك عبد الكريم الخضر في تأسيس جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية وأصبح رئيسا لها بعد سجن اثنين من زملائه في مارس اذار.

وحكم على محمد فهد القحطاني وعبد الله حمد بالسجن عشر سنوات لاتهامات منها إشاعة الفوضى والإخلال بالأمن والطمأنينة العامة والإساءة لسمعة البلاد.

وقال نشطاء لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن الحكم الذي صدر يوم الاثنين نص على أن الخضر سيقضي عقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات فقط مع إيقاف التنفيذ للسنوات الخمس الأخرى ما لم يستأنف أنشطته. وأضافوا أنه منع من السفر لمدة عشر سنوات اخرى.

الخميس، 23 مايو 2013

مشاهد الوحشية.. هكذا انفجرت الجرائم «السايكوباتية» في سوريا!

    مايو 23, 2013   No comments
علاء حلبي
على الرغم من فظاعة التسجيل المصور الذي انتشر في الآونة الأخيرة والذي يظهر أحد مسلحي المعارضة في محافظة حمص وهو يلوك قلب جندي في «الجيش العربي السوري»، إلا أنه لم يكن الحادث الوحشي الأول من نوعه. سبقته عشرات التسجيلات
المصورة التي تظهر جرائم الذبح، والتقطيع، والتنكيل بالجثث، والتي بدأت منذ أكثر من عامين. كان أبرزها ذلك التسجيل الذي ظهر في محافظة دير الزور في بداية الأحداث في سوريا، والذي يظهر مجموعة من المسلحين تقوم بتقطيع جثة عنصر أمن، إضافة إلى حوادث جرى تصويرها في جسر الشغور، وحماه، وريف دمشق وحلب وغيرها من المناطق السورية.

منذ الرصاصة الأولى، ظهرت وبشكلٍ متنامٍ عمليات الذبح والتنكيل بالجثث، الأمر الذي أظهر المجتمع السوري على أنه مجتمع يضج بالدموية والوحشية.

لا تخفي الاختصاصية في علم الاجتماع الجنائي هناء برقاوي صدمتها مما يحدث في سوريا، وتعترف بأنها وعلى الرغم من أن اختصاصها يدفعها لمشاهدة ومتابعة جرائم قد تكون وحشية، إلا أنها لم تستطع في كثير من الأحيان متابعة التسجيلات المصورة لبعض الجرائم.

وتشرح قائلة: «كنا نقرأ عن هذا النوع من الجرائم في الصحف والمجلات الأميركية. كانت تقع في مجتمعات مفككة يغيب عنها دور الأسرة، والقيم المجتمعية، والأخلاقية وحتى الدينية»، مضيفة: «لم أكن أتوقع وقوع هذا النوع من الجرائم في سوريا، لم تكن تظهر في المجتمع السوري أية عوارض للسايكوباتية (اضطراب شخصية، محورها الأساس انتهاك حقوق). إنّ معظم الجرائم التي شهدتها سوريا خلال السنوات العشر الأخيرة، وبحسب دراسات عديدة، تؤكد أن جرائم القتل هي أقل أنواع الجرائم التي تقع في البلاد، كما أنها كانت تخلو من التمثيل بالجثث، باستثناء حالات نادرة جداً».

تستشهد الاختصاصية برسالة الماجستير التي أعدتها العام 1995، والتي تَطَلَّب إعدادُها إجراءَ مقابلاتٍ مع نحو نصف نزلاء سجن دمشق المركزي حينها. وتشرح قائلةً: «أظهرت المقابلات أن حالة واحدة فقط يشتبه بأنها سايكوباتية (وهي لموقوف أقدم على قتل زوجته ووالدتها) وهذه النسبة ضئيلة جداً، وتتوافق مع الدراسات التي تؤكد أن المجتمع السوري مجتمع رقيق».
وتضيف: «أما الآن، فإن جرائم القتل تتصدر القائمة، ويضاف إليها السرقة والخطف، كما أن بعض الجرائم لا تتوقف عند حدود القتل، وإنما تتجاوزها إلى التمثيل والتنكيل بالجثث».

وتحمّل برقاوي مسؤولية تفشي هذه الظواهر للمقاتلين الذين توافدوا إلى سوريا بداعي «الجهاد»، موضحة أن هؤلاء جلبوا معهم أمراضاً اجتماعية لم تكن موجودة في سوريا، كما أن ارتكاباتهم أثارت كثيراً من السوريين، خصوصاً المراهقين، الذين اندفعوا لتقليدهم، سواء بداعي التقليد فقط، أو حتى لأسباب أخرى تعود لأمراض كانت القيم المجتمعية تضبط سلوكياتها، وحرّرها هؤلاء، بعد إزالة الضوابط الاجتماعية والأخلاقية والدينية، إذ إنّ المراهق بطبيعته عجينة طيّعة وينساق بسهولة. وترى أنه «قبل مجيء هؤلاء، لم نلاحظ وجود هذا النوع من الجرائم الوحشية، أما الآن فقد انساق كثيرون وراءهم، ومعظمهم من المراهقين».

من جانبه، يرى الطبيب النفسي تيسير حسون أن الدافع لهذه الجرائم هو «الشبق» أو ما يعرف بالـ «الليبيدو»، وهو طاقة جنسية غير محددة يتم التعبير عنها بالموت الرهيب. ويقول إنّه «لدى الإنسان الطبيعي، يجد الليبيدو مخرجا وتعبيرا أكثر قبولا واحتمالا، من خلال التسامي الخلاق، كالفن مثلا». ويتابع: «يعتبر التحليل النفسي أن أكل لحوم البشر، سويا مع سفاح المحارم، هما غريزة. أكل لحوم البشر الذي يتضمن دوما تشويه الجثة، له صلة مباشرة بالليبيدو. كما أن المحرمات الجنسية تتطور بالضبط حول أقوى رغبات التدمير الذاتي»، موضحاً أن «الحضارة تعيد توجيه هذه الرغبات الفظيعة».

يشرح الطبيب النفسي أنه «في الحروب المعقدة، كالحرب في سوريا التي يتداخل فيها العامل الداخلي مع الخارجي مع السياسي والديني والطائفي، ومع تفكك البنية المجتمعية، يجري إخراج كل المكبوت الفردي والتاريخي على نحو غير مسبوق». ويستطرد قائلاً إنه «من المعروف أن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (السايكوباتية) موجود في كل المجتمعات، لكن هذه الشخصية تُردع بقوة القانون والعقاب، وتزدهر هذه الشخصية حين تغيب سلطة القانون».

من خصائص «الشخصية السايكوباتية» غياب الشعور بتأنيب الضمير وغياب التعاطف مع الآخرين، وعدم الارتداع من عواقب الفعل المعادي للمجتمع. ولدى هذه الشخصية ميل تدميري عبر انتهاك القانون وحقوق الآخرين. كل شيء مباح أمام السايكوباتي من أجل الوصول إلى غاياته، بدءا من الكذب والاحتيال، وصولا إلى القتل بدم بارد. وعادة، يظهر السايكوباتي بمظهر طبيعي، قد يكون محبوباً بين الناس، ولا يمكن تمييزه بسهولة، إلا أنّ سلوكياته العدوانية وحدها تكشفه في مواقف محددة، غالباً ينجم عنها جرائم وحشية.
أخصائي نفسي آخر، فضّل عدم الكشف عن اسمه، يرى أن «الوهابية» أطلقت العنان لـ«الليبيدو»، لافتاً إلى أن «معظم الفتاوى الوهابية لا تخرج عن موضوعين مركزيين: الجنس والقتل! ومن يكرس نفسه لموضوعين فقط، سيتفنن في ابتداع طرق شتى لتحقيق هاتين الغريزتين».

ويتابع انه «تحت عنوان الفتوى، تُطلق أعمق الغرائز بدائية، وتزول كل المثبطات الحضارية التي راكمها البشر عبر تاريخهم»، مستطرداً بالقول إنّ «المشكلة في الوهابية هي أنها تطلق الليبيدو بربطه بالمقدس. أي أن الغرائز الجنسية والعنفية، هي المعبر للوصول إلى الجنة!». ويضيف ان «غياب الرادع العقابي (وليس الأخلاقي) مع وجود حافز ديني، يدفع بالسايكوباتي لممارسة أقصى درجات العنف، وهنا يكتسي الفعل السايكوباتي غطاء شرعياً يؤمن له الحياة الآخرة، فضلا عن تأمينه للحياة الدنيا بنفسه».

ولا يكاد يخلو تسجيل مصوّر لعملية تنكيل بجثة، أو ذبح، أو قتل وحشي، من وجود مجموعة أشخاص يحيطون بمرتكب الفعل يهللون له، ويطلقون الأهازيج، معبرين عن سعادتهم بارتكاباته، مطلقين عبارات تمجيد وشكر وامتنان لله، على نحو «الله أكبر»، الأمر الذي يربط هذه السلوكيات بحالة من القدسية الدينية التي تغذيها بعض الفتاوى المتشددة وتنميها، كما تؤمن لها غطاء يضمن استمرارها وانتشارها في المجتمع.

ولا تتوقف الأمراض النفسية والاجتماعية عند حدود مرتكب الفعل الجرمي، أو الشريك فيه، أو حتى الضحية فحسب، بل تتعدى هؤلاء لتصبح حالة قد تكون عامة، فالأمراض النفسية تفشت على نحو غير مسبوق في سوريا.
بدوره، يؤكد تيسير حسون أنّ المجتمع السوري بات يعاني من أمراض نفسية عديدة، ويقول إنه «يمكن القول نظرياً إن جميع الاضطرابات النفسية الكبرى، تزداد بنسب مختلفة». ويوضح أنّ «الأزمات تؤدي إلى عواقب نفسية اجتماعية يظهر بعضها على المدى القصير، وبعضها الآخر على المدى الطويل، فكيف الحال مع أزمة بشمولية وعمق الأزمة السورية، التي لامست، بشكل أو بآخر، سائر شرائح المجتمع السوري من مراكز المدن إلى أقصى الريف؟».

ويضيف المتخصص قائلا: «شاهدت بعض الحالات التي تعرضت للخطف والاغتصاب. كانت الحالات متشابهة تقريبا في ردود فعلها، حيث وجدت الرغبة في الانتحار، والاكتئاب الشديد، والإحساس بالتهديد الدائم وما يمكن تسميته الشلل النفسي، واليأس وانعدام الثقة بأي شخص وخاصة الذكور، والاستعادة الدائمة للحدث والكوابيس المفزعة»، مشيراً إلى أنّ «الأسوأ من الناحية النفسية هم الناجون من الخطف. وجدت تشابها بين حالات الخطف وحالات الاغتصاب من الناحية النفسية، خاصة أن بعض المخطوفين تعرضوا للاغتصاب أيضاً، رغم أن أغلب الناجين لم يفصحوا صراحة عن تعرضهم للاغتصاب، بل عبروا عن ذلك بشكل موارب بسرد أحداث وتفاصيل جرت لأشخاص آخرين كانوا معهم».

نجد ارتفاعاً في حالات القلق، خاصة الهلع واضطراب الشدة بعد الرض، وهما اضطراب يأتي كنتيجة للتعرض إلى صدمات نفسية شديدة وأهوال. كما نجد ازديادا في حالات النكس لدى المكتئبين الذين كانوا في وضع مستقر، وكذلك الحال بالنسبة لمرضى الوسواس القهري. كلها، اضطرابات نفسية، يقول حسون إن المجتمع السوري بات يعاني منها، إضافة إلى المشكلات المتمثلة بحالات اضطرابات النوم والشهية، والشكاوى الجنسية وخاصة غياب الرغبة الجنسية لدى الجنسين.

الأطفال أيضاً لم يسلموا، فنجد حالات العدوانية وسلس البول وقلق الانفصال والانعزال واضطرابات النوم والأكل والتمرد على الأبوين والعناد والخوف من الظلام وتراجع التحصيل الدراسي. كما نجد ذلك النزق الذي يسم سلوكهم بتعاطيهم مع زملائهم ومعلميهم وآبائهم، ويقول الطبيب النفسي إن «ثمة أطفالاً عادوا إلى سلوكيات نكوصية، كالخوف من الغرباء وقضم الأظافر والتعلق الشديد بأهاليهم، خاصة التعلق بالأم، والتأتأة في الكلام، في حين لجأ بعضهم إلى الصمت»!

وفي هذا السياق، ترى الأخصائية هناء برقاوي أن المجتمع السوري سيكون بحاجة ماسة إلى جهد نفسي واجتماعي كبير عقب انتهاء الأزمة، موضحة أنه «يجب أن تتم دراسة آثار هذه الأحداث، ومتابعة الحالات المرضية». وتتابع انّ «معظم المتورطين ليسوا سايكوباتيين، ويمكن تأهيلهم. الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون يجب أن ينشطوا بشكل كبير لمعالجة ما خلفته هذه الأحداث من مصائب»، خاتمة بالقول إنّ «المجتمع السوري رقيق ولكنهم شوهوه».


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.