نضال حمادة
يروي دبلوماسي أمريكي معني بالشأن السوري في حضرة مرجع سوري معارض أسباب قبول جماعة الإخوان المسلمين السورية بمعاذ الخطيب رئيسا للائتلاف السوري المعارض بعد فشل المجلس الوطني السوري الذي تتحكم به الجماعة عبر استحواذها على غالبية المقاعد التي تؤلف هذا المجلس (27 مقعدا من أصل 43) فيقول : "لقد قبل الإخوان المسلمون بمعاذ الخطيب رئيسا للإتلاف السوري لاعتقادهم أنه ساذج وبسيط، وليس متابعا للشأن السياسي، معتبرين أنه رجل دين أكثر منه رجل سياسة، ويمكن التحكم به، غير أن الرجل أثبت أنه غير ما كانوا يتوقعون." ويضيف الدبلوماسي الأمريكي قائلا:" لقد وعَدْنا معاذ الخطيب خلال اجتماعنا به في برلين نهاية الشهر الماضي أننا نتولى أمر حمايته من جماعة الإخوان المسلمين."
ومن الواضح أن هذا الدعم الأمريكي لمعاذ الخطيب أعطاه جرعة من القوة في مواجهة تسلط الجماعة وسيطرتها على العمل السياسي للمعارضة متمثلا بالمجلس الوطني ومن بعده بالائتلاف، وليس من الصدف أن تعلن واشنطن عبر الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية (فيكتوريا نولاند) تراجع معاذ الخطيب عن استقالته تعبيرا عن الدعم والرعاية اللتين تقدمهما واشنطن للرجل الذي اقترحه رجل الاعمال السوري رياض سيف على السفير الاميركي في سوريا(روبيرت فورد) لتولي رئاسة الإئتلاف المعارض ، كون الأثنين (سيف والخطيب) يحظيان بعلاقات جيدة مع تجار الشام.
تقول مراجع مطلعة في المعارضة السورية ان الضغوط التي أتت بغسان هيتو كرئيس وزراء معين للائتلاف المعارض كانت من جانب السفارة الأمريكية في اسطنبول التي ضغطت على معاذ الخطيب حتى يقبل بانتخاب هيتو رئيسا لحكومة انتقالية. وتروي المصادر أن السفير الأمريكي في تركيا تدخل بعد الساعة العاشرة ليلا لفرض تعيين هيتو، بعدما وصلت الخلافات بين المجتمعين الى حد انفجار الائتلاف. وقد انسحب ثلاثة عشر شخصاً من جلسة الانتخاب، بينما حصل هيتو على 33 صوتا، وحصل رجل الأعمال وليد الزعبي على صوتين و أسعد مصطفى على 11 صوتا.
المراجع السورية المعارضة تضيف أن الدعوة التي أطلقها رئيس وزراء قطر (حمد بن جاسم) الى غسان هيتو ومعاذ الخطيب لحضور مؤتمر القمة العربية في الدوحة أثارت غضب معاذ الخطيب الذي رأى في صيغة الكلام القطري وضع (غسان هيتو) رئيسا للوفد السوري مضيفا ان الخطيب أبلغ جهات سورية معارضة من خارج الائتلاف نيته إعلان الاستقالة حيث سعت هذه الجهات الى ثنيه عن هذا الأمر على اعتبار أنهم سوف يأتون بشخص موال لجماعة الإخوان في حال خرج الخطيب من رئاسة الإئتلاف. وتضيف أن معاذ الخطيب اجتمع بهذه الجهة المعارضة في القاهرة مساء السبت الماضي، وطالت النقاشات حتى ساعة متأخرة من الليل. وقال الخطيب في نهاية الاجتماع :"خليهم يعيفونا من قضية الدوحة ولن استقيل"، مضيفا ان حمد بن جاسم عدَّل في أولوية دعوته حيث أبلغته قطر أنه هو من سوف يترأس الوفد السوري وليس غسان هيتو.
عندما اقترح رجل الأعمال السوري المعارض رياض سيف إسم معاذ الخطيب على السفير الأمريكي في سوريا (روبيرت فورد) لتعيينه رئيسا للإئتلاف المعارض أبلغه ان الخطيب له اتصالات مع مجموعة من تجار دمشق، وأنه يمكن من خلاله العمل على التواصل والتأثير على هذه الطبقة المهمة التي ما زالت تؤيد النظام في سوريا. فور توليه رئاسة الائتلاف، طالب معاذ الخطيب جماعة الإخوان المسلمين في الاجتماعات الداخلية بعدم قصف دمشق بناء على طلب من تجارها. وقال الخطيب نقلا عن البعض من التجار قولهم "خيو لا نريد تكرار تجربة حلب في دمشق." غير أن انتهاء مؤتمر القمة العربية في الدوحة وحصول الجماعة ودولة قطر على مبتغاهما من حضور الخطيب، عاد الوضع الى سابق عهده ، وبدأت الجماعات المسلحة منذ عدة أيام بقصف يومي بمدفعية الهاون على بعض أحياء العاصمة السورية في كسر لإرادة الخطيب من قبل جماعة الإخوان المسلمين عبر لواء التوحيد الذي يديره أحمد رمضان الذي يقوم بعملية القصف اليومية. وقد ظهر موقف الجماعة من هذا القصف ووقوفها خلفه في تصريح مكتوب للمعارض (هيثم المالح) العضو العامل في جماعة الإخوان الذي كتب على صفحته في موقع (فسبوك) تعليقا على مجزرة كلية الهندسة التي ذهب ضحيتها 10 من الطلاب"تقع على عاتق طلاب جامعة دمشق مسؤوليات أهمها: العصيان المدني والحداد، فالبلاد تخوض حربا، وان لم يستجيبوا، فستسير جامعتهم على خطى جامعة حلب."
كلنا يذكر المجزرة التي تسبب بها صاروخ أطلقته المعارضة على حرم جامعة حلب.
عن الخبر
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات