الاثنين، 10 مارس 2025

سوريا : توصل إلى اتفاق لدمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة

    مارس 10, 2025   No comments

يبدو أن المجازر في المنطقة الساحلية السورية أجبرت النظام الحاكم والفصائل الأخرى على تسريع وتيرة حل خلافاتهم.


قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تأسست في أكتوبر 2015، هي تحالف يتكون بشكل أساسي من مقاتلين أكراد، مع بعض العرب ومجموعات الأقليات الأخرى، وتعمل في شمال شرق سوريا. كانت قوات سوريا الديمقراطية حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، وتلقت دعمًا عسكريًا ولوجستيًا كبيرًا. شاركت المجموعة أيضًا في إنشاء الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (AANES)، التي حكمت أجزاء كبيرة من المنطقة منذ أن فقدت الحكومة السورية السيطرة خلال الحرب الأهلية. كانت علاقة قوات سوريا الديمقراطية بالحكومة السورية معقدة، وتتميز بالصراع والتعاون العرضي. لطالما نظرت الحكومة السورية، بقيادة الرئيس بشار الأسد، إلى قوات سوريا الديمقراطية بشك، معتبرة إياها حركة انفصالية تهدد وحدة الأراضي السورية. ومع ذلك، مع تراجع داعش وتغير المشهد الجيوسياسي، بما في ذلك الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من سوريا، تزايد الضغط على الجانبين لإيجاد حل سياسي.

ملخص الاتفاق:

مساء الاثنين، أعلنت الرئاسة السورية عن التوصل إلى اتفاق لدمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة. يهدف الاتفاق إلى معالجة القضايا الرئيسية لضمان حقوق جميع المواطنين السوريين والحفاظ على وحدة البلاد. من المتوقع أن تنفذ اللجان التنفيذية الاتفاق بحلول نهاية العام الحالي.

النقاط الرئيسية في الاتفاق:

  • وقف إطلاق النار: وقف إطلاق نار على مستوى البلاد في جميع الأراضي السورية.
  • المساواة في الحقوق: ضمان حقوق جميع السوريين في مؤسسات الدولة على أساس الجدارة، بغض النظر عن الخلفية الدينية أو العرقية.
  • الحقوق الكردية: الاعتراف بالمجتمع الكردي كجزء لا يتجزأ من سوريا، وضمان حقوقهم الدستورية والمواطنة.
  • المشاركة السياسية: ضمان تمثيل ومشاركة جميع السوريين في العملية السياسية.
  • التكامل المؤسسي: دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز، تحت إدارة الدولة.
  • عودة النازحين: ضمان العودة الآمنة لجميع النازحين السوريين وحمايتهم من قبل الدولة.
  • التعاون الأمني: دعم الحكومة السورية في مكافحة فلول النظام السابق والتهديدات الأخرى للأمن القومي.
  • رفض التقسيم: معارضة الدعوات إلى التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات زرع الفتنة بين المجتمعات السورية.
  • الجهود الدبلوماسية:
    • أشارت تقارير سابقة من مصادر مطلعة إلى أن جهودًا وزيارات دبلوماسية غربية كانت جارية للدفع باتجاه اتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية. هدفت هذه الجهود إلى منع داعش من استغلال الفراغ السلطوي بعد سقوط النظام السابق أو الانسحاب الأمريكي المتوقع.
  • تقارير سابقة:
    • في الشهر الماضي، سربت وسائل إعلام معلومات حول اتفاق مبدئي بين قوات سوريا الديمقراطية والإدارة السورية الجديدة. حدد الاتفاق المسرب دمج قوات سوريا الديمقراطية والمؤسسات الأمنية للإدارة الذاتية في هيكل الجيش السوري، بالإضافة إلى إعادة تفعيل مؤسسات الدولة المدنية والخدمية في شمال وشرق سوريا.
  • يمثل الاتفاق خطوة مهمة نحو حل النزاع طويل الأمد بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية. من خلال دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة، تهدف الحكومة السورية إلى تعزيز سيطرتها على المنطقة الشمالية الشرقية مع معالجة حقوق وتمثيل المجتمع الكردي والأقليات الأخرى. سيعتمد نجاح هذا الاتفاق على التنفيذ الفعال لشروطه واستمرار التعاون بين جميع الأطراف المعنية.

الهدف الأساسي من الاتفاق

يمثل الاتفاق الأخير بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية، الذي تم بوساطة أمريكية، نقطة تحول محتملة وهامة في الصراع السوري. يهدف هذا الاتفاق المبدئي، كما هو موضح في المقال المقدم، إلى وقف العمليات العسكرية وتعزيز المصالحة الوطنية. ومع ذلك، يواجه تنفيذه العديد من التعقيدات والشكوك.

الأساسي في هذا الاتفاق هو دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة السورية. هذه الخطوة، كما ذكرت الرئاسة السورية، تدل على خطوة حاسمة نحو توحيد البلاد. يعالج الاتفاق العديد من القضايا الحاسمة، بما في ذلك نشر قوات الحكومة السورية على طول الحدود، وحل قضايا السجون من خلال مجالس مشتركة، وإدارة المسائل التعليمية، وخاصة للطلاب الذين درسوا اللغة الكردية. والأهم من ذلك، ستحافظ قوات سوريا الديمقراطية على مسؤوليتها في التعامل مع تهديد داعش، مما يشير إلى استمرار دورها في الأمن الإقليمي.

الهدف الأساسي لهذا الاتفاق، وفقًا للمصادر الكردية، هو وقف الحرب المستمرة وتسهيل العودة الآمنة للنازحين. أكدت المصادر الكردية على ضرورة وقف التغييرات الديموغرافية في مناطق مثل عفرين وسري كانيه وتل أبيض، مما يعكس الالتزام باستعادة التوازن الديموغرافي قبل الصراع. علاوة على ذلك، يسعى الاتفاق إلى ضمان إدراج الأكراد وجميع المكونات السورية في العملية السياسية، وتعزيز هيكل حكم أكثر شمولاً وتمثيلاً.

تسلط تصريحات الشخصيات الرئيسية الضوء على أهمية هذا الاتفاق. أكد المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية على طبيعته الأولية ودور الولايات المتحدة الأساسي في تشكيله. وأكد الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطية أن الاتفاق خطوة نحو المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية. يؤكد إعلان الرئاسة السورية عن دمج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة التزام الحكومة بهذه العملية.

ومع ذلك، يضيف الوضع في شمال سوريا طبقة من التعقيد. يشير الحشد العسكري التركي في منطقتي تشرين وقره قوزاق إلى تصعيد محتمل، مما يهدد استقرار المنطقة وتنفيذ الاتفاق. يسلط هذا العامل الخارجي الضوء على التوازن الدقيق الذي يجب الحفاظ عليه لتحقيق سلام دائم.

يمثل الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية خطوة حاسمة نحو إنهاء الصراع وتعزيز المصالحة الوطنية. ومع ذلك، يعتمد نجاح الاتفاق على التغلب على التحديات الكبيرة، بما في ذلك تنفيذ أحكامه، وإدارة الضغوط الخارجية، وضمان مشاركة جميع أصحاب المصلحة. في حين يقدم الاتفاق بصيص أمل لسوريا أكثر استقرارًا وتوحيدًا، لا يزال تأثيره طويل المدى غير واضح.

ISR Weekly

About ISR Weekly

هيئة التحرير

Latest
Previous
Next Post
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.