ماهي الكرامة؟ ماهو الاحترام؟ وهل هما موضوعان قابلان للنقاش؟ هل لهما سعر محدد؟ تخيل أن يطلب منك ألا تقدم على فعل مايفعله الآخرون.. أو مايسمح للآخرين القيام به.. هل ستتراجع؟ هل سترضخ؟ أم أنك ستبقى معتداً بموقفك؟ لقد من الله علينا بإرادة حرة تمنحنا القدرة على تقرير مصيرنا. ليس الأمر عناداً أو رفضاً لوجهة نظر الآخرين.. إنما هي الإرادة الحرة المتأصلة في تكويننا.. في حمضنا النووي. هذه الإرادة الحرة التي كانت جوهر المطلب الجماعي لنا نحن الإيرانيين على امتداد القرن الماضي. وهي التي أعطتنا القدرة على أن نقف مراراً في مواجهة الطغيان ولنطالب دوماً باحترام إرادتنا الحرة. الإيرانيون متساوون مع باقي شعوب الأرض التي نتقاسم العيش فيها. نتوقع ونطالب باحترام كرامتنا وخياراتنا المصيرية. خيار الطاقة النووية لنا نحن كإيرانيين لايتعلق بالانضمام لناد؛ وليس عدوانياً لأن يكون أداة تهديد للآخرين. الطاقة النووية تعني نهضة وقفزة نوعية نحو تقرير مصيرنا بدلاً من السماح للآخرين بتقريره لنا. بالنسبة لنا الطاقة النووية تتعلق بتأمين المستقبل لأطفالنا وتنويع اقتصادنا؛ وذلك من خلال ترشيد استهلاك وحرق نفطنا وتوليد طاقة نظيفة. وهي تزيد عن ذلك كله لتمثل تقدم الإيراني ليكون مساوياً لغيره من شعوب هذا العالم الجديد القائم على السلام والمساواة والازدهار والتطور.
ماذا تفعل إذا علمت أن هذا ليس خياراً لك لتقدم عليه؟ هل ستتراجع؟ الحقوق والإرادة الحرة لايمن بها أحد علينا ولايحق لأحد سلبها منا. لكن هذا لايعني أننا وصلنا إلى طريق مسدود. بل هناك طريق واضح للأمام؛ طريق قوامه تقرير مصيرنا؛ وهو التقدم في عملية التطور والرقي والحفاظ على السلام؛ والمضي قدماً.
أن تقدم على الاختيار لايعني بالضرورة استسلاماً أو سعياً لمواجهة. ففي الصيف الماضي اختار شعبنا خطوة بناءة من خلال صناديق الاقتراع ليقدم للعالم فرصة تاريخية لمسار حواري جديد. ولكي نستغل هذه الفرصة الفريدة يجب أن يقبل الجميع مبدأ المساواة مع الآخرين، وأن نختار طريقاً مبنياً على الاحترام المتبادل وتقدير كرامة جميع الشعوب. والأهم من ذلك أن ندرك حقيقة أنه لاوجود لقوة واحدة تتحكم بمصائر الشعوب وخياراتهم، لم يعد هذا بعد الآن خياراً قائما. نحتاج جميعنا إلى إدراك حقيق لمصيرنا المشترك ولتحدياتنا وفرصنا المشتركة. كما أننا بحاجة أيضاً إلى فهم حقيقي بأن فرض الهيمنة لن يدوم وبأننا لم نعد قادرين أن نكسب دوماً على حساب الآخرين، فإما أن نفوز معاً أو نخسر معا؛ وهذا التوازن هو مفتاح النجاح.
الحوار الصادق والثقة الحقيقة يعتمدان على المساواة مع الآخرين وعلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة؛ لكنهما يعتمدان أكثر على تحقيق الكرامة للجميع. ونحن تعهدنا بهذا لشعبنا وللعالم؛ ونحن دائماً نلتزم بما نتعهد به. الشعب الإيراني مصمم على أن يستكشف هذا الطريق. إنظموا إلينا لنضع معاً حداً لأزمة نحن بغنى عنها؛ ولكي نفتح معاً آفاقاً جديدة.
إسمي جواد ظريف؛ وهذه رسالة إيران!"
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات