صهيب عنجريني
حلب ـ باسل ديوب
حلب ـ باسل ديوب
بالتزامن مع تقدّم «الدولة الاسلامية» في معاركها ضد «جبهة النصرة» وحلفائها في محافظة دير الزور، واعلان تسع «كتائب» انسحابها من القتال ضد «داعش»، أعلنت مجموعات معارضة حرباً ضد «داعش» في ريف حلب ضمن «غزوة زلزال الشمال»
استعرت «الحرب الاهلية» بين «الجهاديين» على مختلف الجبهات السورية، من دير الزور شرقاً، إلى ريف حلب شمالاً، وصولاً إلى حماه في الوسط. وتناقلت مواقع المعارضة السورية معلومات عن مجازر يرتكبها المتقاتلون في حق بعضهم بعضاً. وشهدت المعارك تنفيذ عمليات «إعدام ذبحاً»، وهجوماً انتحارياً في دير الزور، فضلاً عن تكثيف «النصرة» وحلفائها هجماتها ضد «داعش»، وخاصة في ريف حلب، في ما بدا استجابة لدعوة أبو ماريا القحطاني، «الأمير الشرعي لجبهة النصرة»، وقائد عملياتها في المنطقة الشرقية.
استعرت «الحرب الاهلية» بين «الجهاديين» على مختلف الجبهات السورية، من دير الزور شرقاً، إلى ريف حلب شمالاً، وصولاً إلى حماه في الوسط. وتناقلت مواقع المعارضة السورية معلومات عن مجازر يرتكبها المتقاتلون في حق بعضهم بعضاً. وشهدت المعارك تنفيذ عمليات «إعدام ذبحاً»، وهجوماً انتحارياً في دير الزور، فضلاً عن تكثيف «النصرة» وحلفائها هجماتها ضد «داعش»، وخاصة في ريف حلب، في ما بدا استجابة لدعوة أبو ماريا القحطاني، «الأمير الشرعي لجبهة النصرة»، وقائد عملياتها في المنطقة الشرقية.
في المقابل، أعلنت تسع مجموعات مسلحة، أمس، اعتزالها قتال «داعش» على جبهات دير الزور. وقال مصدر مقرّب من «الدولة» لـ«الأخبار» إنّ «اتخاذ قرار الاعتزال جاء على دفعتين، إذ أعلنت كلّ من «كتيبة عبد الله بن عمار» و«كتيبة الكرامة» و«كتيبة المختار» أن «مقاتليها لن يرفعوا السلاح في وجه إخوتهم المجاهدين». وأوضح المصدر أن المجموعات الثلاث هي «من المجموعات المقاتلة في البلد (مدينة دير الزور)».
ووفقاً للمصدر، فإن هذه الخطوة تأتي بعد «خطوة سبقتها، حيثُ منّ الله على المجاهدين باعتزال ستة فصائل». وكان ممثلون عن المجموعات الست قد اجتمعوا وأصدروا بياناً يعلنون فيه أنهم لن يقاتلوا «غير العدو النصيري على جبهات مدينة دير الزور»، وأن «هذا البيان يلغي كافة البيانات السابقة». والمجموعات هي« جماعة الأنصار»، «الطليعة المقاتلة»، «جيش القادسية»، «لواء جند العزيز»، «حركة أبناء الإسلام»، و«لواء العباس».
إلى ذلك، قال مصدر مواكب للمشهد الميداني في دير الزور إن «مفاوضات فاعلة دارت في اليومين الأخيرين بين داعش وعدد من أكبر المجموعات المسلحة داخل مدينة دير الزور». وأكد المصدر لـ«الأخبار» أن «المفاوضات وصلت الى مراحل متقدمة». مصدر «جهادي» موال لـ«داعش» قال إنّ «أنباءً طيبة ستسمعونها قريباً، ونحن متفائلون بقرب انتهاء معركة مدينة دير الزور من دون استمرارية لنزيف الدماء، بحول الله»، رافضاً الكشف عن تفاصيل أكثر.
بدورها، امتنعت أوساط «جبهة النصرة» وحلفائها عن التعليق على هذه المعلومات، فيما قال موالون لها عبر صفحات «جهادية» إن «خوارج «داعش» بعدما أطبقوا الحصار على دير الزور البلد، بدأوا يتآمرون مع الأركان الموجودين في الداخل لقتال مجاهدي جبهة النصرة المرابطين في الرشدية والحويقة».
وعلى صعيد متصل، أعلنت «كتيبة أبو ذر التونسي» أمس «مبايعتها» تنظيم «داعش»، ما يُعد ضربة قوية لـ«النصرة»، ولا سيما أن «الكتيبة» كانت قد انشقت عنها في وقت سابق.
يأتي ذلك في ظل تواصل المعارك العنيفة على عدد من المحاور بين «داعش» من جهة، و«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وحلفائهما من جهة أخرى. أعنف المعارك كانت في كل من جديد العكيدات وجديد البكارة والطابية، إضافة إلى مشارف الشحيل، أحد أكبر مقار «النصرة» في ريف دير الزور. وتضاربت الأنباء عن حقيقة السيطرة على عدد من البلدات، في ظل غياب معلومات موثوق بها من مصادر مستقلة، إذ أكدت أوساط «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» السيطرة على «جديد عكيدات، والطابية، وخشام، وحقل جفرة النفطي، تمهيداً لفك الحصار عن مدينة دير الزور»، الأمر الذي نفته أوساط «داعش». وقال هؤلاء إن «مسلحي الصحوات قد دخلوا الى طابية الجزيرة، فأحكمت السرايا الطوق عليهم، وأمضى السيف فيهم فعله، فانسحبوا خائبين إلى موحسن عبر قنطرة الطابية». إلى ذلك، وقع تفجير انتحاري بسيارة مفخخة يقودها أحد مسلحي «داعش»، مستهدفة مقراً لـ«جيش مؤتة الاسلامي» في الشحيل (ريف دير الزور الشرقي)، ما خلّف ستة قتلى على الأقل.
وفي ريف حماه الجنوبي، أعدم «داعش» قائد «لواء المدفعية والصواريخ في حركة احرار الشام»، المدعو أبو المقدام السراقبي، بعد اعتقاله أثناء انتقاله من القلمون الشرقي إلى إدلب. وذكرت حركة «احرار الشام» أن إعدام السراقبي جرى ذبحاً، علماً بان مواقع إعلامية معارضة تحدّثت عن قيام «داعش» بقطع رؤوس الأسرى والقتلى في دير الزور.
«غزوة زلزال الشمال»
وفي حلب، أطلقت «الجبهة الإسلامية» وفصائل متحالفة معها أمس، «غزوة زلزال الشمال» للسيطرة على المناطق التي تهيمن عليها «داعش» في الأرياف الحلبية. وحالما أُعلنت الغزوة شنّ كل من «لواء أمجاد الشام» و«لواء جبهة الأكراد» و«لواء التوحيد» وألوية أخرى سلسلة هجمات على مواقع «داعش»، وتمكنت من طردها من قريتي الزيادية شرقي اخترين وتل بطال التابع لبلدة الراعي (ريف حلب الشمالي)، التي شهدت بدورها معارك عنيفة بعد قدوم تعزيزات لـ«داعش» من جرابلس.
وأعلنت مصادر غرفة عمليات «زلزال الشمال» عن سيطرتها على ثلاث قرى غربي الراعي، هي الخلفتلي وتل شعير والاحمدية، فيما قصفت مجموعات تابعة لـ«جبهة النصرة» وألوية «صقور الشام» مقار لـ«داعش» في مدينتي الباب ومنبج. وقال مصدر معارض لـ«الأخبار» إن مسلحي «داعش» «فرضوا حظراً للتجوال في مدينة الباب بعد بدء هجمات فصائل الجبهة الإسلامية»، في وقت أفاد خصومها عن مقتل «أمير التسليح» في «داعش» بعد استعداف سيارته في منطقة الباب عند مستديرة تادف.
«الدخان المهرّب» يفجّر معارك
شهدت مدينة البوكمال، أول من أمس، في دير الزور اشتباكات بين مسلحين تابعين لـ«جبهة النصرة» وآخرين من أبناء عشيرة الجغايفة، ما أدى إلى سقوط قتيلين وجرحى في صفوف الطرفين. وأكدت مصادر من السكان أن الاشتباكات نشبت بسبب «التبغ المهرّب». ووفقاً للمصادر، فإن «أمير جبهة النصرة» في المنطقة أصدر قراراً بـ«فرض أتاوة على عشيرة الجغايفة، تصل إلى 3 دولارات مقابل كل كرتونة تبغ»، الأمر الذي «أغضب شباب الجغايفة، لتندلع الاشتباكات بعدها». وقالت المصادر إن «الجغايفة شعروا بنكران الجميل، إذ تناسى أمير النصرة أن العشيرة سبق أن قدمت لجبهته مدفعين عيار 23، ومضاد 14، وذخيرة، أثناء معارك تحرير البوكمال». ومساء أمس تجددت المعارك، وأكدت المصادر المحلية أن مسلحي الجغايفة انتشروا في المدينة الحدودية، بعد تمكنهم من طرد مسلحي «النصرة».
________
«الأخبار»
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات