‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأصوليّة السلفية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الأصوليّة السلفية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 8 يوليو 2015

عام على احتلال الموصل... نظاما القضاء والحسبة والمنهج والدستور الذي يعتمده تنظيم "الدولة الإسلامية" والتقسيم الإداري والتنظيمي له في الموصل

    يوليو 08, 2015   No comments

موريس ملتون *

حين دخل "داعش" إلى الموصل ظنّ الجميع أنهم جاءوا بطريقة عشوائية، وأنهم سيحتاجون وقتاً طويلاً لتأسيس وجودهم في المدينة. لكن داعش كان قد جهزّ لكل شيء، ويحمل معه "أدوات الدولة" كاملة حين دخل، وعلى دراية كبيرة بأوضاع الحكومة المحلية والإدارية، وبالشؤون الاقتصادية والاجتماعية في المدينة. كان لديه إرث نصّي ومعرفي كبير بأوضاع الموصل، واستناداً إلى ذلك جاءت أفعاله في ملء الفراغ الذي خلفته الحكومة المحلية.
فهم "داعش" الطبيعة السكانية، وأهمية الموصل والآليات التي ينبغي اتخاذها لتنفيذ منهجه وبرنامجه. ومن الخطأ اعتباره مجرد عصابة أو جماعة عشوائية، بينما هو خلاصة التجارب السابقة للجماعات الجهادية.
وتلخص الوثيقة السياسية التي أعلنها في 13 حزيران/يونيو 2014، بعد أيام من احتلاله المدينة، المنهج والدستور الذي يعتمده التنظيم، والتقسيم الإداري والتنظيمي له في الموصل.

القضاء

في فقرة من المادة 16 من "وثيقة المدينة" كُتب: "ها هي الآن حقبة الدولة الإسلامية وعهد الإمام أبي بكر القرشي، إمامة قرشية اتخذت الوحي المنزل منهجاً والقضاء به أبيض أثلج". في هذه الفقرة إعلان بأن المنهج والقانون والدستور الوحيد، والمصدر التشريعي، هو "القرآن" وبدرجة ثانية السنة النبوية، التي لا يعير لها داعش أهمية كبيرة. وعلى هذا الأساس، أعلن عن تأسيس نظام الدواوين المتّبع في الدول الإسلامية التي نشأت على مرّ التاريخ الإسلامي.
والقضاء هو منصب الفصل بين الناس في الخصومات حسماً للنزاع وقطعاً للتداعي، وهو من الوظائف التابعة للخلافة. ويرتبط هذا الديوان بشكل مباشر بأعلى مجلس تشريعي في "داعش"، لأنه المنصب الفاصل في القضايا لكل الناس: للمدنيين الذين يسمّيهم "العوام"، وللجنود. وله أهمية كبرى وشروط وضوابط كثيرة يجب توفرها ليصبح الشخص قاضياً شرعياً. لكن "داعش" حسم الأمر وأعطى المنصب للموالين له من قبيلة البو متيوت. وهناك ثلاثة قضاة رئيسيين في الموصل يتمتعون بصلاحيات واسعة، ويعمل تحتهم قضاة صغار بالسن، منهم المدعو "مصطفى الشرعي" (23 عاماً) الذي ظهر برفقة الصحافي الألماني في الموصل، ويتولى منصب القضاء في المحكمة الشرعية في الساحل الأيسر من المدينة، ويعمل معه قضاة آخرون. وقد أنشأ "داعش" مؤسسة خاصة لتدريس القضاء الإسلامي تخرجت منها دفعة جديدة من القضاة وانتشروا في المدينة.
للقاضي مجلس يُسمّى "مجلس الاستئناس والشورى" حيث تتم مداولة الأحكام والقضايا للخروج بقرار قطعي. وقد ركزّ "داعش" في إعلامه الترويجي (والجاذب للانضمام إليه) على ما يُسمّيه "طلاب العلم الشرعي"، الذين يشكلون جوهر هذا الديوان، لحاجته لوجود هؤلاء، خاصة للفصل في القضايا بين مقاتليه. والقضاة هم الذين يصدرون أحكام الإعدام، وأحكام إقامة الحدود، والعقوبات.
وهناك فرع من القضاء يتولاه "قاضي التحقيق" الذي يبحث في القضايا والشؤون الآنية، والجرائم والحوادث. وهناك شخص مسؤول عن النظام القضائي والحسبة، يرجع القاضي الأعلى في شؤونه إليه، وبإمكان المسؤول الأول عن النظام القضائي أن يلغي أي قرار يصدر من المحكمة الشرعية أو أن يعدله.
ولدى ديوان القضاء فروع أخرى: القاضي الذي يعمل بالشؤون المدنية مثل الزواج والأحكام المدنية والأحوال الشخصية، والقاضي الذي يعمل بالشؤون الجنائية والجرائم والجنح. وقاضي العسكر، ويرتبط بالقضايا المتعلقة بالجند والشؤون والحوادث التي تجري في صفوف "داعش" العسكرية والأمنية. أما قاضي الأموال فيرتبط بشؤون الجوانب الاقتصادية وما يتصل بها.
وأما ديوان المظالم فمنصب ممتزج بين الهيئة الشرعية والقضاء، والعامل فيه له سطوة ويد عليا في التنظيم، وهو أعلى من القاضي، فهو ينفذ ما يعجز القضاة عن فعله، وينظر في الشكاوى والنزاعات بين القبائل والخلافات بين الناس، والخلافات بين المدنيين ("العوام") وبين عناصر "داعش"، والخلافات داخل "داعش"، ولديه الحق بتأجيل إي قرار أو حكم. وأكثر من يعمل في هذا المنصب هم المنتمون لـ "داعش" من قبيلة الجبور، وخاصة من منطقة حمام العليل جنوب الموصل، لتاريخهم الطويل مع التنظيم.

أمثلة عن الأحكام

هذه بعض القضايا المتعلقة بديوان القضاء خلال العام المنقضي:
-    اعتقال شخص يوم زفافه لأنه لم يذهب للمحكمة الشرعية لتسجيل زواجه، وإنما اكتفى بكتابة "عقد المُلّا"، رافضاً أن يكتب عقد زواجه لدى "داعش"، فأجبروه أن يكتب العقد لديهم.
-    اصدر القاضي الجنائي قراراً بالإفراج عن 150 سجيناً لدى "داعش" ثبتت براءتهم، لكن القاضي الأعلى رفض إطلاق سراحهم، وأمر بإبقائهم قيد الاعتقال لوجود "إحساس" وشكّ لديه بأن خروجهم سيدفعهم للعمل ضد "داعش"، وما يزال هؤلاء معتقلون منذ 9 أشهر.
-    اصدر القاضي الشرعي وحده 3271 حكماً بالإعدام بحق عناصر شرطة، وشباب، ونساء، كلهم من السنّة ومن سكّان الموصل.
-    أصدر "مصطفى الشرعي" أكثر من 467 قراراً بالإعدام بحق شباب اعتقلهم "داعش" وعناصر الشرطة والأجهزة الأمنية، وكلهم من أطراف مدينة الموصل.
-    أصدرت المحكمة الشرعية 389 قراراً بالإعدام ثبت أنها استندت إلى شهادات زور عبر مخبر سريّ، ونفذت بحق هؤلاء وهم أبرياء، وسلمّهم داعش لأهاليهم مع عبارة "رحم الله ابنكم ونحسبه شهيداً عند الله لأنه قُتِلَ بالخطأ"، ودفع لهم الديّة.
-    أصدرت المحكمة الشرعية تعديلاً في 24 آذار/مارس 2015 على قانون "حدّ الردة" الذي صدر في 17 حزيران/يونيو 2014، وكان يقتصر على قوات الأمن من الذين يتم اعتقالهم أثناء الحرب، أو الذين عليهم أحكام سابقة من التنظيم قبل احتلال الموصل، فوسعت هذا القانون ليشمل ذكور الشرطة وإناثها، المرشحين للبرلمان والمناصب الحكومية التابعة للمحافظة والقضاء وغيرها، موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، "سبّ الذات الإلهية"، إعلان موقف يمدح الحكومة العراقية أو الجيش أو الشرطة، الزاني المتزوّج، بيع السجائر والمشروبات الكحولية والمتاجرة بها، التخابر مع جهة خارجية ضد "داعش"، الأطباء والكوادر التعليمية والأكاديمية الذين تركوا الموصل ورفضوا العودة إليها، الانتماء للقوات التي تنوي تحرير الموصل، السرقة، العاملين بالرقية الشرعية والذين يسمّيهم "داعش" "السحرة"، ناكث البيعة، من يثبت أنه يؤمن بالفكر العلماني والشيوعية والبعثية والوطنية، مَن يعثر لديه على علم الدولة العراقية، مَن يناصر التحالف الدولي "بالتفكير، الكلمة، الفعل، الترويج، التمنّي"، المدخّن الذي يصرّ على التدخين بعد اعتقاله وجلده (إذ يعتبرون مَن يُصرّ على التدخين قد عرف الحق وأنكره، لأن التدخين فيه مجاهرة في المعصية، ومناصرة للاقتصاد الأميركي باعتبار أكبر الشركات المنتجة للدخان أميركية، فشرب الدخان يعني دعم الاقتصاد "الصليبي")، من يتحدث عن المسيحيين والايزيديين ويعتبر ما حدث لهم ظلماً، الذي يرفض دفع الزكاة متعمّداً، تداول الكتب التي تحمل أفكار "الكفر والعلمانية" ونشرها، تداول ونشر الكتب والأخبار المعارضة لـ "داعش".
وهناك حكم ردة يصدر ويتطلب التوبة، لكن التوبة لا تمنع الإعدام عن الشخص، وقد حدث هذا مع عناصر الشرطة خاصة، ويقول داعش أن التوبة هي فقط لإعادته إلى الإسلام، وبعد التوبة تنتفي عنه عبارة "المرتدّ"، فيتمّ قتله وهو "مسلم"، لأن عقوبة القتل هذه في حياته تُنهي تعرضه للعقوبة يوم القيامة.

الحسبة

هو صاحب "الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر"، يتجوّل أفراده في الشوارع بحثاً عما يسمّونه "المخالفات"، وهو جهة تنفيذية رقابية في الشارع، يقوم أفراده بالجلد، وتنفيذ العقوبات التي يصدرها ديوان القضاء من أحكام القتل والجلد والصلب والرجم والرمي من البنايات المرتفعة، والاعتقال.. وقد صار المنصب من حصة قبيلة البو حمد، حيث أمير الديوان منهم وكذلك نسبة كبيرة من أفراده، ومن يحصل على هذا المنصب يكون خارج دائرة المساءلة والمحاسبة. ويعتبر صاحب الحسبة نفسه "إلهاً صغيراً" في الأرض، لأنه مكلّف بأحكام شرعية سماوية، وهو لا يدافع عن حقوق الناس بل عن حقوق "الله".. ما دفع الكثير للتنافس للحصول على هذا المنصب.

مظاهرهم وسياراتهم

يرتدي عنصر الحسبة دشداشة بيضاء اللون، قصيرة، فوقها سترة سوداء بلا أكمام، ويضع على رأسه كوفية سوداء أو صفراء. وهم غالباً من الريفيين. ويشعر عنصر الحسبة بأنه مخول بفعل كل شيء، وبأنه خالص من كل شوائب أو عيوب، يتصرّف بغضب مع مَن يخالفه أو يحاول نقاشه إذا ما تعرض للمساءلة، يمتلك "وقاحة" كبيرة جداً للتصرف، يرتفع صوته لأتفه الأسباب، يميل دائماً إلى استخدام يديه أثناء الحديث مع المواطن، لديهم "نظر ثاقب" فهو يستطيع رؤية الكحل في عين المرأة حتى وإن كانت ترتدي نقاباً كاملاً لا تظهر منه العيون.. يتحدث وهو ينظر لعيون المواطن بطريقة وقحة، لا يخفض عيونه حين يتحدّث، وغالباً، إذا رأى "مخالفة"، يهجم ويمسك برقبة الضحية، ويسحبه من رقبته أو من أكمام قميصه.
حين يمشي، تبقى أكتافه مرتفعة وساقاه متباعدتين، يلاعب لحيته كثيراً، ويحمل بيده مسواك دائماً، ويؤشر بالمسواك على عين الضحية. لا يعتذر إذا كان مخطئاً، ويميل دوماً إلى إلقاء التهمة باستخدام "الإحساس" فقط. يتحدث بكل شيء، في الاقتصاد، والفقه، والسياسة، والاجتماع، والتاريخ.. يكون بين أقرانه الآخرين من عناصر "داعش"، من غير الحسبة، بمثابة كائن خيالي لا يمكن الوصول إليه. يضع أفضل أنواع العطور، وثيابه دائماً نظيفة ومكوية. حين يقود السيارة ينظر إلى الناس شزراً.
لدى الحسبة سيارات "فان" بيضاء اللون وسوداء، مرقمة من 1 الى 26 وتكتب لوحاتها هكذا: "ديوان الحسبة ف" ثم الرقم. و"ف" نسبة إلى "فرقة".
للسيارة نوافذ مفتوحة للمراقبة، وباب من جهة اليمين في الخلف يبقى غالباً مفتوحاً، وهم عادة يمشون بسرعة كبيرة. يظهرون فجأة عند كل أذان، ويقومون بوعظ الناس لحضور الصلاة، ويراقبون حركتهم، والأسواق، يمكنهم الرؤية "في الظلمة"، والعهدة في إثبات ما رأوه على "الإحساس".

أمثلة عن المساءلة والعقوبات

1. الفعل: التدخين. العقوبة: 70 جلدة، غرامة مالية 25000 دينار، إنذار نهائي.
2. الفعل: ارتداء ثياب مخالفة "للزي الشرعي" الذي عمّمه "داعش". العقوبة: ارتداء زي مخالف للشرع: حلق شعر الرأس بالكامل، 30 جلدة، غرامة مالية 25000، تمزيق الملابس، إنذار نهائي، كتابة تعهّد بعدم ارتداء الزي مرة أخرى.
3. الفعل: ارتداء نقاب لا يطابق الشروط الشرعية والضوابط التي نشرها "داعش". العقوبة : منع المرأة من الخروج مرة أخرى من المنزل منعاً قطعياً، ويتعرّض الزوج للاعتقال إذا كانت متزوجة، ودفع غرامة مالية قدرها 50000 دينار، وكتابة تعهّد خطي بمنع خروج زوجته أو المرأة التي بكنفه منعاً قطعياً لا رجعة فيه.
4. الفعل: حمل هاتف أثناء التجول في الشارع. العقوبة: إذا لم يثبت عليه التجسس أو إيصال معلومات، تكون العقوبة مصادرة الهاتف، 15 جلدة، تعهّد بعدم حمل هاتف مرة أخرى.
5. الفعل: مواد إباحية أو صور "فاضحة" في الهاتف. العقوبة: مصادرة الهاتف، 80 جلدة، إنذار نهائي، كتابة تعهد خطي، الدخول في دورة تأديبية على الأحكام الشرعية.
6. الفعل: عدم دفع أموال الجباية. العقوبة: غرامة مالية ضعف مبلغ الجباية، 25 جلدة، إنذار نهائي، كتابة تعهد خطي.
7. الفعل: حلق اللحية. العقوبة: 100 جلدة، غرامة مالية قدرها 50000 دينار، سجن لمدة شهر(حتى تطول اللحية).
8. الفعل: عدم دخول المسجد أثناء الأذان. العقوبة: 150 جلدة، سجن لمدة أسبوع، الدخول في دورة تأديبية على الأحكام الشرعية، غرامة مالية قدرها 25000 دينار.
9. الفعل: عدم إغلاق الدكان أثناء الأذان. العقوبة: إغلاق الدكان لمدة ثلاثة أيام، 20 جلدة، إنذار نهائي، تعهد خطي، غرامة مالية قدرها 100000 دينار.
10. الفعل: الاستماع للموسيقى والأغاني في السيارة. العقوبة: تحطيم جهاز التشغيل، 15 جلدة، تسجيل معلومات الشخص في سجل المخالفين للأحكام الشرعية، ومراجعة ديوان الحسبة مرة كل 15 يوماً، دخول دورة تأديبية على الأحكام الشرعية.
11. الفعل: حلق الشعر بطريقة تشبه "الكفّار". العقوبة: حلق الشعر بشكل كامل، 25 جلدة، إنذار نهائي، كتابة تعهد خطي، مراجعة ديوان الحسبة كل 15 يوماً.
12. الفعل: مغادرة المدينة من دون الشروط والضوابط. العقوبة: من يتم اعتقاله وهو يحاول الهروب، يمتلك القاضي الحق في إصدار حكم الإعدام عليه لأنه رفض العيش في دار الإسلام وفضّل العيش في دار الكفر، والعقوبة التعزيرية 70 جلدة، وكتابة تعهد خطي بعدم المغادرة، ورهن الأملاك وسند الملكية والسيارة لدى ديوان الحسبة.
13. الفعل: عدم تسجيل العربات المتجولة والبسطات لدى "داعش". العقوبة: مصادرة العربة وما عليها من مواد، 30 جلدة، منع قطعي من مزاولة أي عمل مرة أخرى.
14. الفعل: التأخر أسبوع واحد عن دفع أموال الجباية. العقوبة: إرسال إنذار نهائي يعرِّض صاحبه للاعتقال ولمصادرة الأموال في حالة امتنع عن الدفع لقسم الجباية.
15. الفعل: نشر الأخبار والإشاعات. العقوبة: 130 جلدة، حلق شعر الرأس بالكامل، غرامة مالية 150000 دينار، كتابة تعهد خطي بعدم نشر أية أخبار أو إشاعات مرة أخرى.
16. الفعل: التشكيك في حقيقة ما يجري من أحداث وحقيقة اعتبار "داعش" "دولة خلافة". العقوبة: 150 جلدة "مغلظة"، غرامة 250000 دينار، كتابة تعهد خطي بعدم تكرار الأمر، دورة تأديبية على الأحكام الشرعية.
17. الفعل: الاستهزاء بعمل ديوان الحسبة، او الاستهزاء بأي قسم من أقسام "داعش". العقوبة: 70 جلدة، حلق شعر الرأس بالكامل، غرامة مالية 300000 دينار.
18. الفعل: النظر الطويل إلى مواقع "داعش" أو سياراتهم أو أفرادهم يؤدي للاعتقال بتهمة وجود رغبة بالحصول على معلومات، والتحقيق والإبقاء قيد الاعتقال من دون البتّ في القضية، وكثيراً إلى الإعدام.
19. الفعل: بيع ملابس تخالف الشرع، أو عرضها بشكل "فاضح" في المحال التجارية، أو عرض "مجسّمات" الأزياء في المحال التجارية. العقوبة: مصادرة المواد، إغلاق المحل لمدة أسبوع، كتابة تعهّد بعدم التكرار، 70 جلدة.

ملاحظات

يقتصر النظام القضائي على العراقيين وعلى القبائل العربية فقط، إذ تمّ استبعاد الكرد والتعلفريون والأجانب من هذا الديوان.
وحاول الأجانب، وخاصة الشيشانيين، تأسيس محكمة شرعية خاصة بهم للنظر في شؤونهم لكنهم فشلوا في ذلك، نظراً للسطوة التي تتمتع بها القبائل العربية صاحبة النفوذ الكبير في التنظيم. وتصرف رواتب كبيرة جداً للقضاة والعاملين بالحسبة، بالإضافة إلى حصولهم على نسبة 3 في المئة من الغنائم التي تستحوذ عليها "داعش".
وبعد اعتقال الشخص، لا يُعرض على القاضي قبل مرور أسبوع على اعتقاله، وبعد التحقيق معه. وإذا كان حليق اللحية لا ينظر القاضي في قضيته إلا بعد أن تنمو لحيته.

 ____________________________
* شهادة من داخل الموصل غيَّر صاحبها اسمه

عن السفير
 

الجمعة، 5 يونيو 2015

الجولاني: أنا «داعش» سوريا.. والبغدادي «داعش» العراق

    يونيو 05, 2015   No comments
عبد الله سليمان علي

«أنا داعش سوريا.. وليكن البغدادي داعش العراق». تمثّل هذه العبارة خلاصة جزء كبير من لقاء زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني مع قناة «الجزيرة» القطرية، الذي بُثَّ على حلقتين.
وبالرغم من أن اللقاء، من حيث توقيته والمنصّة الإعلامية التي خرج من خلالها، كان يراد له أن يكون منعطَفاً مهماً في مسيرة «جبهة النصرة»، ومحاولة لتغيير النظرة إليها من تنظيم «إرهابي» إلى فصيل «ثوري»، إلا أن الجولاني ساهم عبر المواقف التي أطلقها في إفشال هذه الغاية.


والأهم أن كلامه ترك علامة استفهام كبيرة حول حقيقة ما يقال عن وجود اختلاف منهجي بين «جبهة النصرة» وبين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، فالجولاني، وبرغم تأكيده على وجود هذا الاختلاف بعبارات منتقاة، إلا أن مواقفه التي عبر عنها في اللقاء كانت تؤكد شيئاً آخر.
فضح الجولاني سريعاً نزعته التكفيرية، فهو يرى في العلويين أنهم «لا يحسبون طائفة من أهل الإسلام بل هم خارجين عن دين الله عز وجل وعن الإسلام». أما الدروز فهم بالنسبة إليه «محل دعوتنا، ونحن أرسلنا إليهم الكثير من الدعاة وأبلغوهم الأخطاء العقدية التي وقعوا فيها». ومن نافلة القول إن المقصود بالأخطاء العقدية هي انحرافات في العقيدة تتناقض مع مبدأ التوحيد، كما يؤمن به الجولاني. وأهم مكرمة يعد فيها الجولاني النصارى «المسيحيين» هي أن الجزية لن تُفرض إلا على القادرين على دفعها فقط! أما المكرمة الثانية فكانت بتأكيده «نحن ليس لدينا حرب (الآن) مع النصارى، نحن (الآن) لا نحمّل نصارى الشام ما تفعله أميركا».
وهذا يعني أن نظرة «جبهة النصرة» إلى الطوائف الأخرى تتطابق تماماً مع نظرة «داعش»، من دون أي اختلاف بينهما. وهذا طبيعي طالما أن الجماعتين تنهلان من نفس المرجعيات الفقهية التي بنت طوال قرون من الزمن هيكل التكفير فوق جماجم المسلمين. لكن الفارق الوحيد هو أن «داعش» تمكن فعلياً من تطبيق غالبية هذه الأحكام على الطوائف الأخرى في مناطق سيطرته، أما «جبهة النصرة» فإنها تنتظر أن تتاح لها فرصة تطبيق ذلك على نطاق واسع، بحكم أنها طبقت بعضاً منها على نطاق ضيق، خصوصاً في أرياف إدلب عبر «دار القضاء» الذي أعطى صورة وحشية في التعامل، سواء مع المواطنين أو قادة الفصائل المسلحة أو الناشطين الإعلاميين.
ولا يخرج كلام الجولاني حول حالة الأمان التي يعيشها أبناء الطائفة الدرزية في القرى التي يسيطر عليها عن النهج الذي اتبعه تنظيم «الدولة الإسلامية» في نشر إصدارات تُظهر حالة الرخاء والأمن التي يحظى بها «المسيحيون» في معقله بالرقة، فالكلام مجاني.
وبالرغم من أن الجولاني حرص على وصف عناصر «الدولة الإسلامية» بأنهم «خوارج»، مستنداً الى فتاوى صدرت ممن أسماهم «علماء الأمة»، وهو يقصد أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي، مؤكداً وجود فروقات منهجية بين الجماعتين، إلا أنه عجز عن إيضاح ماهية هذه الفروقات باستثناء الحديث عن تكفير «عموم المسلمين» و «قتل المصلحة».
والحقيقة أن «داعش» لا يجرؤ على القول علناً بتكفير عموم المسلمين (والمقصود هنا أهل السنة حصراً وليس العلويين ولا الدروز ولا الاسماعيليين ولا غيرهم) رغم أن سلوكه يختلف عن ذلك. ونفس الأمر ينطبق على «جبهة النصرة»، فهي لا تقول بتكفير «مسلمي الشام» مثلاً، لكنها تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة المذهب الأشعري المنتشر في سوريا، وإجبار أبناء المناطق السنية التي تسيطر عليها على تلقّي تعاليم المذهب الوهابي، وهو نفس الأسلوب الذي يتبعه «الدولة الإسلامية» تجاه السنة، وبالتالي حتى في هذه النقطة ليس هناك أي اختلاف بين الجماعتين.
أما «قتل المصلحة» فإن «جبهة النصرة» متهمة مثل «داعش» باستحلاله، وقد وجهت اتهامات إلى مسؤولها «الشرعي» العام سامي العريدي بأنه أفتى بجواز قتل المصلحة، وبناء عليه تم قتل العديد من قادة الفصائل، وبعض قدامى الأفغان العرب وعلى رأسهم أبو محمد السوري.
وأكثر من ذلك، كان التطابق الأغرب بين مواقف الجولاني ومواقف «الدولة الإسلامية» هو ما جاء بخصوص جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر. ففي حين سخر المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني من «الإخوان» في خطابه «السلمية دين من؟»، ها هو الجولاني يؤكد متسائلاً «ماذا فعلت سلميتهم إلا أن أتت على آخرتهم»، داعياً إياهم للعودة إلى «نهج الجهاد سبيلنا» وحمل السلاح. مع ملاحظة أن الجولاني (الذي لا يكفر عموم المسلمين) اتهم «الإخوان» باتهامات تؤدي إلى تكفيرهم، مثل الديموقراطية والمشاركة في البرلمانات والقَسَم على احترام الدستور.
لذلك فإن المأخذ الحقيقي لـ «جبهة النصرة» على «داعش» لا يتعلق بالمنهج ولا العقيدة، وإنما بالمصالح والنفوذ، فلولا أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لم يحارب «جبهة النصرة» واكتفى بمحاربة الفصائل الأخرى لما كان الجولاني وصفه بالخوارج حتى.
وما يؤكد ذلك أن الجولاني استمر في امتداح أعمال «الدولة الإسلامية» في العراق، معتبراً أن التنظيم في العراق يبلي بلاء حسناً ضد «الروافض»، بل أكد أن «جماعة الدولة لديهم جدية في قتال الرافضة في العراق على خلاف جديتهم في قتال النصيرية في الشام». وعندما حاول تبرير ذلك عزاه إلى وجود «قيادات عراقية لديها 10 سنوات من التضحية في صفوف التنظيم في العراق»، متناسياً أن هؤلاء أنفسهم من يقودون التنظيم في سوريا. ويبدو أن الجولاني حتى في هذه النقطة لا يستطيع الخروج عن النص الذي وضعه زعيمه أيمن الظواهري، الذي حكم بالخلاف بين التنظيمين بأن يبقى الجولاني في الشام ويعود أبو بكر البغدادي إلى العراق.
وعلى فرض صحة ملاحظة الجولاني حول جدية التنظيم هنا وعدم جديته هناك، فإنه أوقع نفسه في مطب لن يتمكن من الخروج منه، خاصة عندما أعلن أنه «لن يتخذ من الشام منطلقاً لمهاجمة المصالح الغربية»، استناداً إلى أن هذه المهمة، بموجب تعليمات الظواهري، موكلة إلى فرع «القاعدة» في اليمن، وليس إلى «جبهة النصرة» في الشام. فإذا كانت عدم جدية «داعش» في قتال «الرافضة» في الشام تهمة فإن تخلي «النصرة» عن استهداف الغرب تهمة أخطر منها. والمقصود هنا الدلالة على تناقض الجولاني وعدم قدرته على صياغة خطاب مقنع، وليس التسليم بصحة ما يقوله.
وليس هذا التناقض الأخير الذي وقع به الجولاني، ففي سياق حديثه عن دور «القاعدة»، أكد أن خطة أسامة بن لادن كانت تقضي باستدراج القوات الأميركية إلى أفغانستان لمحاربتها هناك، واعتبر ذلك من عبقرية مؤسس التنظيم. في حين أنه سبق له في خطاب سابق أن انتقد «الدولة الإسلامية» لأنه تسبب من خلال سياسته وسلوكه في استقدام «التحالف الدولي» إلى العراق وسوريا.
وهنا أيضاً بخصوص «التحالف الدولي» يبرز تناقض آخر، ففي خطابه أواخر العام الماضي، أكد الجولاني أن هدف التحالف ليس «الدولة» ولا «النصرة» وإنما القضاء على عموم «المجاهدين»، لكنه في لقاء «الجزيرة» اكتفى بالتلويح بإمكانية استهداف مصالح الغرب، في حال استمرت غارات التحالف ضد مقار جماعته فقط.
أما أغرب هذه التناقضات، فهو ما يتعلق به شخصياً، حيث أكد أنه «لم يبايع البغدادي إلا بعد أن تأكد أن في عنقه بيعة لأيمن الظواهري»، لأن المفترض هو أن الجولاني بايع البغدادي في حياة أسامة بن لادن، وبالتالي ينبغي أن تكون البيعة له وليس للظواهري.

الثلاثاء، 12 مايو 2015

«النصرة» تهاجم «داعش الخوارج» في القلمون

    مايو 12, 2015   No comments
عبد الله سليمان علي
تسريب وثيقتين صادرتين عن أبي مالك التلي
 انقلب فجأة، أمير «جبهة النصرة في القلمون» أبو مالك التلي على قناعاته السابقة بخصوص العلاقة مع «إخوة المنهج» في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» الذين كان حتى وقت قريب يرفض وصفهم بـ «الخوارج»، بل طالما سعى إلى حمايتهم ومنع الفصائل الأخرى من المساس بهم، فإذا به نفسه يعلن الحرب عليهم ويبدأ قتالهم من دون أي مقدمات. فما هي ملابسات موقف التلي، ولماذا قرر قتال «داعش»؟
وشهدت عدة مناطق في القلمون الغربي منذ مساء أمس الأول حملة مداهمات عنيفة، قامت بها «جبهة النصرة» ضد معاقل وحواجز «الدولة الإسلامية»، تخللت بعضها اشتباكات واسعة بين الطرفين.
وأسفرت هذه الحملة عن اعتقال العشرات من عناصر «داعش» بينهم قادة و «أمراء». وقدرت بعض المصادر أعداد المعتقلين في اليوم الأول بحوالي 47 عنصراً بينهم القيادي أبو عبدالله العراقي الذي يعتبر من القادة البارزين في «الدولة الإسلامية»، ويعتبر إلى جانب أبو بلقيس العراقي الذي لم يشمله الاعتقال، القيادة الفعلية لـ «داعش» في منطقة القلمون الغربي، كما ترددت أنباء عن اعتقال «الأمير الشرعي» أبو البراء الذي ورد اسمه في الوثيقتين السابقتين. وما يلفت الانتباه أن التلي كان قد خاطبه في الوثيقة بكثير من الاحترام والوقار!

وما يثير التساؤلات حول قرار القتال المفاجئ الذي دخل إلى حيز التنفيذ قبل الإعلان عنه رسمياً، أنه جاء بعد ساعات فقط من تسريب وثيقتين صادرتين عن أبي مالك التلي شخصياً، وأقر بصحتها عدد من قيادات «النصرة» مثل أبو ماريا القحطاني. تضمنت الأولى طلباً مقدماً إلى «الدولة الإسلامية» لتقديم العون له والوقوف إلى جانبه في جبهة عسال الورد والجبة ضد الجيش السوري و «حزب الله»، والثانية عبارة عن تصريح اسمي لأحد قادة «الدولة الإسلامية» يسمح له بموجبه بالمرور عبر حواجز «جبهة النصرة» برفقة من يشاء ممن «يثق بدينهم».
فكيف يطلب التلي العون من «الدولة الإسلامية» ويسمح بمرور قادته وعناصره عبر الحواجز التابعة له، ثم بعد ذلك بعدة أيام فقط يعلن الحرب الشاملة عليه؟
توضيحاً لذلك قال لـ «السفير»، مصدر مقرب من «جبهة النصرة» إن «قرار الحرب على الخوارج هو قرار نهائي، وليس متعلقاً بالقلمون الغربي وحسب، بل يشمل كل المناطق الأخرى، وعلى رأسها القلمون الشرقي ووادي بردى والزبداني»، مشيراً إلى أن «القتال سيستمر حتى استئصال الخوارج أو إعلان توبتهم وتقديم أنفسهم لتنفيذ الحدود بحقهم على ما ارتكبوه من سفك دماء». وأضاف ان «الحملة أثمرت حتى الآن طرد الخوارج من كامل منطقتي الجبة والمعرة».
وحول الوثيقتين وتناقضهما مع قرار القتال، قال المصدر إن «أبي مالك الشامي (التلي) أصدر منذ فترة قراراً بمنع الخوارج من المشاركة في أي قتال إلى جانب جبهة النصرة، ولكن مع بداية الحديث عن معركة القلمون تقدّم إليه بعض قادة داعش بطلب للسماح لهم بالمشاركة، فرأى أن المصلحة تتطلب التوحد لرد هجوم حزب الله، وبالتالي سمح لهم بالقتال وأصدر تبعاً لذلك تصريحات لبعض قادتهم للمرور عبر حواجز النصرة». ولفت المصدر إلى أن «الخوارج كعادتهم حاولوا استغلال الظروف لتقوية شوكتهم، وهاجموا حاجزاً للنصرة واعتقلوا بعض عناصره» فما كان من أبي مالك إلا أن قرر أن الوقت قد حان للتخلص منهم، لا سيما أنه ساءه كثيراً أن يأتي اعتداؤهم بالتزامن مع هجوم «حزب الله» الذي يعتبر عدواً للطرفين.
ويأتي قرار التلي بعد أسبوع من بيان مماثل صدر عن قيادة «جبهة النصرة في القلمون الشرقي» أكدت فيه «الاستمرار في قتال الخوارج ما زال فينا عرق ينبض، وذلك حتى يعودوا (الخوارج) عن بدعتهم في تكفير المسلمين واستحلال دمائهم»، وهو ما يعني عملياً دخول منطقة القلمون مرحلة جديدة من الصراع، لأنها كانت حتى وقت قريب تعتبر من المناطق القليلة في سوريا التي لم تنتقل إليها «الفتنة الجهادية» منذ اندلاعها في نيسان من العام 2013.
ولعب التلي نفسه دوراً كبيراً في عدم انتقال هذه الفتنة إلى قطاع القلمون، حيث أصدر، مطلع العام الماضي، بياناً شهيراً رفض فيه قتال «داعش»، بل هدد فيه «أي فصيل يعتدي على مقار الدولة الإسلامية بأنه سيكون هدفاً مشروعاً للجبهة»، مستنداً في ذلك إلى اقتناع بأن «منهج النصرة والدولة هو منهج واحد»، وهو ما يخالف حتى رأي زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي تحدث أكثر من مرة عن «خلاف منهجي» بين الطرفين. وبعد ذلك بأقل من عام، وتحديداً في كانون الثاني الماضي، وبالرغم من إصدار «الأمير الشرعي لداعش في القلمون» أبو الوليد المقدسي فتوى بتكفير «جبهة النصرة» إلا أن التلي بقي متمسكاً بقناعاته، ورفض، في بيان صادر عنه، أن يصف عناصر «الدولة الإسلامية» بأنهم «خوارج»، مؤكداً أن «ما ندين به أنهم إخواننا في الدين» و «لا نطلق صفة الخوارج على تنظيم الدولة بكل عناصره».
غير أن التلي أشار، في ذلك البيان، إلى نقطة في غاية الأهمية تؤكد أنه لم يغلق كل الأبواب أمام احتمال قتال «داعش»، هذا إن لم يكن يتوقعه، حيث أشار إلى أنه «ليس من منهجنا أن نبدأ بقتال أي مسلم من دون سبب»، ما يعني أنه في حال توافر الأسباب يغدو القتال احتمالاً وارداً، وهو على ما يبدو ما حدث في اليومين الماضيين.
وبالرغم من أن المصدر السابق أكد لـ «السفير» أن مواجهة «الدولة الإسلامية» تجري في مناطق محصورة، وبالتالي لن يكون لها أي تأثير على جبهة القتال مع «حزب الله» والجيش السوري، إلا أن الأمر يبقى رهناً بطبيعة التطورات والاتجاه الذي تسلكه، وبالتالي لا يمكن التكهن بالتداعيات التي قد تترتب عليه، خصوصاً أن المعارك ضد «داعش» تشتعل على أكثر من جبهة، سواء في حلب أو حمص أو الغوطة أو القلمون الشرقي، فهل سيكون بمقدور «جبهة النصرة» حسم موضوع وجود «الدولة الإسلامية» في القلمون خلال ساعات كما يشيع أنصارها، أم أن الأمور ستذهب أبعد من ذلك.
واستطاع الجيش السوري وعناصر «حزب الله» أمس إحكام السيطرة على معبر الخربة في جرود القلمون. وبدأت عملية للسيطرة على جرود رأس المعرة، حيث دارت اشتباكات عنيفة في مرتفع الباروح في جرد رأس المعرة. ويعتبر مرتفع الباروح موقعاً استراتيجياً لناحية إشرافه على رأس المعرة والحدود اللبنانية.
وسيطرت القوات السورية وعناصر الحزب على كامل جرد الجبة في القلمون، وعلى منطقة أرض المعيصرة وكامل سهل المعيصرة التي كانت معسكراً لتدريب المسلحين وسهل الواطية. كما تمت السيطرة على مرتفع قرنة عبد الحق المشرف على جرود نحلة اللبنانية، والذي يبلغ ارتفاعه 2428 متراً عن سطح البحر. وأدت العمليات الى مقتل وإصابة عشرات المسلحين.

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

كي لا يصبح لبنان أفغانستان: هل تكشف حرب «داعش» من اغتال الحريري؟

    سبتمبر 30, 2014   No comments
جان عزيز
ثمة رابط خفي من نوع المفارقة، بين أن تتابع جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وبين أن ترصد تلك الحركة «الفكرية» الناشطة في السعودية. في لاهاي، سلسلة جلسات رتيبة مملّة لم تعد تثير اهتمام أحد. كانها تكرار مضجر لمسرحية هجرها جمهورها، ولما ييأس منتجها بعد. لا يزال يدفع رواتب الممثلين، فيؤدون أدوارهم أمام مقاعد مهجورة ومسرح خال.

أما في الرياض فحراك لافت. قبل يومين عبدالله يدعو المنظّرين الدينيين لنظامه إلى البحث في «الأزمة الثقافية للأمة». قبل أسبوعين فتوى تحرم القتال إلى جانب الإرهابيين، تصدرها إحدى هيئات النظام. قبل 20 يوماً، كلام رسمي عن «أن الطائفية هي الوجه الآخر للإرهاب». قبل نحو شهر، ما يسمى «مجلس الشورى السعودي» يصدر انتقاداً علنياً لما اعتبره «الاجتهادات الميدانية الخاطئة» لجناح التسويغ الديني لنظام العائلة السعودية، أو المطاوعة. وذلك على خلفية حادثة لا تقل خروجاً عن المألوف السعودي: أحد بوليسيي المطاوعة ضرب مواطناً بريطانياً. مسألة عادية لا بل سلوك تاريخي لذلك الجهاز. لكن المفاجأة أن الحادثة انتشرت بالصوت والصورة، وان جهاز التسويغ الديني نفسه أجرى تحقيقاً في الموضوع. وأن «تقريراً رسمياً» صدر حول حادثة الاعتداء، ونشر كاملاً للمرة الأولى منذ قيام نظام تلك العائلة، بما تضمّنه من إدانة ذاتية. كل ذلك فيما عبدالله، رجل العائلة والنظام الأول، يكرر خطبه المنددة بإرهاب «داعش» ومشتقاتها، إما بلسانه ــــ كتابة طبعاً ـــ وإما بلسان مفتي النظام.

هي سلسلة من ردود الفعل السعودية غير العادية. لكنها ليست غير مسبوقة. إذ سبق لنظام العائلة نفسها أن اعتمد ردود الفعل نفسها مرة سابقة. كان ذلك بعد أحداث 11 أيلول 2001. يومها بلغ الحراك السعودي أن النظام راح يناقش مع جورج دبليو بوش مناهجه التربوية، وماذا يدرّس في صفوف تلامذته وطلابه، والعلاقة بين الإرهاب وبين نظام «المدارس» الدينية التي يرعاها في العالم. وصولاً إلى تعقب حركة الأموال السعودية فلساً فلساً أو برميلاً برميلاً. حتى طال ذاك التعقب فؤاد السنيورة، فحرم من سمة دخول واشنطن، قبل أن تتغير الأمور، ويتغير كل المعنيين بتلك الحقبة.
ما هو العنصر المشترك بين حراك الرياض سنة 2001، وحراكها نفسه سنة 2014؟ العلاقة واضحة بسيطة. ففي المرة الأولى، كان ثمة مسخ إرهابي متجمع تحت اسم تجاري من النوع «الجينيريك»، هو «القاعدة». وكان قد خرج من رحم نظام العائلة السعودية. وطبعاً بتعاون، أو رضى، أو غضّ نظر أميركي في أضعف الاحتمالات. وكان ذلك المسخ قد أعد لضرب عدو مشترك، اسمه موسكو السوفياتية. قبل أن يتفلّت من مهمته الأساسية، ويصاب بتحول جيني، ويرتدّ ضد الرياض وواشنطن، على طريقة العقدة الفرويدية في «قتل الوالد». هكذا صار السعودي والأميركي أمام حالة ذعر، تتراوح بين رؤية نفسيهما في المرآة، وبين إدراك ما جنته أيديهما. فتحرك الاثنان بهلع، باستنفار، وبجدية للخروج من المأزق الوجودي كما الأخلاقي.
اليوم، المشهد نفسه يتكرر. ثمة مسخ إرهابي أكثر توحشاً وبربرية، حمل تدريجياً، اسماً تجارياً آخر من النوع العام، هو «الدولة الإسلامية» أو حتى «الخلافة». وهو كان قد خرج أيضاً من الرحم السعودي. وبالتعاون الأميركي نفسه، أو غض النظر او التواطؤ أو الجهل أو الأحادية الفكرية العميقة لدى واشنطن. وهو مسخ كان معداً للقضاء على عدو مشترك آخر، يتراوح بين حزب الله ودمشق وطهران. قبل أن ترتدّ بعض مجسّات همجيته صوب الرياض، وصوب الغرب، ولو بداية عبر ضحايا مدنية بريئة. فاستنفر ثنائي واشنطن ــــ الرياض مجدداً، واستعاد ذاكرة تورا بورا وبرجي نيويورك. فأعاد نسج الغطاء الدولي نفسه، وقرر الدخول في السباق، على قاعدة قتل المسخ الذي خلقه، قبل أن يقتل المسخ الفرويدي والده مرة ثانية.
ما علاقة تلك المماثلة بمحكمة لاهاي؟ في المرة الأولى، وفي خضم تلك الحرب الأميركية الغربية ضد مسخ «القاعدة»، سقط رفيق الحريري غدراً وبوحشية مطلقة في قلب بيروت. في اليوم التالي مباشرة، كتب ألكسندر أدلر استناداً إلى أسرار باريس المخابراتية، أن سبب اغتيال الرجل هو عمله على استمالة القوى السنية المسلحة في شمال غرب العراق، لصالح نظام بغداد، وضد حالة الإرهاب الأصولي السني التي تستثمرها «القاعدة». وذلك بتكليف مشترك من الرياض وواشنطن. وأهل الاختصاص يعلمون من أين يأتي أدلر بمعلوماته، خصوصاً تلك الطازجة منها وكأنها المكتوبة قبل الاغتيال لتنشر بعده تواً.
اليوم ثمة حرب مماثلة ضد المسخ الثاني الإسمه «داعش». والرياض وواشنطن منخرطتان فيها بالكامل. والعراق مسرح لها، وصولاً إلى عرسال. وفي حمأة تلك الحرب، قيل إن واشنطن تمنّت على الرياض عودة سعد الحريري إلى بيروت. لكن الأخيرة لم تتجاوب. فهي تعرف الكثير عن حرب الـ 2001 وعن حرب الـ 2005 وعن حرب اليوم قطعاً. لكن المؤكد أن لبنان في حاجة اليوم إلى عودة الحريري الابن. أولاً كي لا يأكل المسخ الإرهابي كل القاعدة الحريرية، وثانياً كي لا يصبح لبنان أفغانستان. عودته مطلوبة، لأن المسخ بات في عرسال، ولأن مسرحية لاهاي مستمرة.

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

ثورة أخرى في اليمن على... السعودية

    سبتمبر 23, 2014   No comments
Add caption


فؤاد إبراهيم 
 
يبدو واضحاً أنه مع سقوط المشروع السعودي في اليمن الذي كان عنوانه المبادرة الخليجية، أدركت المملكة، الغارقة في هواجسها ومشكلاتها المتاخمة لحدودها بتداعياتها الداخلية التي تزداد، أنها لم تعد اللاعب الإقليمي الفاعل، وأن العالم يتغيّر من حولها بوتيرة سريعة ووفق نتائج غير محسوبة
 
 
خطوات متعاقبة وسريعة قامت بها السعودية على وقع التحوّل الثوري المفاجئ في اليمن. بدأت أولاها بمباركة الاتفاق السياسي بين جماعة «أنصار الله» الحوثية وبقية الأطراف السياسية اليمنية يوم الأحد الفائت برعاية أممية وبحضور رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ثم تلت ذلك بإرسال سفيرها الجديد إلى صنعاء، أي بعد يوم من استقالة الحكومة وهروب رجل السعودية القوي اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع (المنحلة بقرار جمهوري لم ينفذ) من مقر الفرقة إلى إحدى السفارات الخليجية، بحسب مصادر حوثية.
يوم أمس، تغيّر التاريخ في اليمن لمصلحة الثورة الشعبية التي انطلقت في شباط 2011، فكان فصلها الثاني إسقاط الحكومة التي جاءت بها المبادرة الخليجية بقيادة السعودية في نيسان 2011، التي رفضها الثوّار حينذاك، لأسباب عديدة، لكونها منحت الرئيس المعزول علي عبد الله صالح حصانة ضد أي ملاحقة قضائية، وأفسحت في المجال لعودته ووزراءه إلى حكومة الوحدة الوطنية.
على أية حال، أثبتت الثورة الشعبية في فصلها الثاني أمس، فشل المبادرة الخليجية، بل إن رئيس الحكومة المستقيل سالم باسندوه وجّه في خطاب الاستقالة انتقاداً مباشراً إلى المبادرة وإلى رئيس الجمهورية، لاستئثاره بالسلطة وعدم قبوله تقاسم السلطة بينهما بناءً على بنود المبادرة.
السعودية الغارقة في هواجسها ومشكلاتها المتاخمة لحدودها بتداعياتها الداخلية تزداد اقتناعاً اليوم بأنها لم تعد اللاعب الإقليمي الفاعل، وأن العالم يتغيّر من حولها بوتيرة سريعة ووفق نتائج غير محسوبة. وبات المطلوب من الرياض أن تجعل من التواضع مستشاراً حكيماً، لأن ما دفعته في «العزوف المتعالي» كان كبيراً وسوف يكبر إن قررت تجاهل المعادلات التي يمكن أن تصنعها القوى المنافسة الصغيرة والكبيرة.
لدى الجانبين السعودي والشعبي اليمني قناعة مشتركة بأن الثورة في فصلها الثاني أطاحت الإمبراطورية السعودية في اليمن. ردود الفعل السريعة من الجانب السعودي تؤكّد القناعة، وكذلك تعاطي اليمنيين معها. يدرك اليمنيون منذ التظاهرة الأولى التي خرجت في 16 كانون الثاني 2011 أن الرياض أول من سيعارض ثورة الشباب اليمني، وأول من سيتحرك لإبقاء النظام متماسكاً. لكن اليمن ليس البحرين، إذ من غير الممكن إرسال قوات «درع الجزيرة» إلى مدن الثورة اليمنية بذريعة حماية المنشآت الحيوية، أو بالأحرى لحماية النظام، كما فعلت في البحرين، فكانت المبادرة الخليجية أداة الثورة المضادة التي اعتقد السعوديون ومن ورائهم بعض الخليجيين أن الثورة اليمنية فشلت وأعاد النظام السابق إنتاج نفسه بوجوه أخرى.
يوم أمس، سقط مشروع سعودي بعنوان المبادرة الخليجية، وهو ما يدركه اليمنيون في شماله وجنوبه ومن كل طوائفه.
أحبط الثوّار، وفي مقدّمهم جماعة «أنصار الله» الحوثية، الخطاب الطائفي الجاهز للاستخدام في مثل هذه الحالة، بفعل عاملين رئيسيين: المشاركة الشعبية المتنوّعة في التغيير الثوري، والخاتمة السياسية السريعة والكفوءة. فالمنجز الميداني الذي حقّقه الحوثيون لم يصرفوه سياسياً، شأن التنظيمات المسلّحة حين تفرض سيطرتها على الأرض، ولهم في ذلك فلسفة ينفردون بها عن باقي القوى السياسية اليمنية، بل وغير اليمنية... فهم يرون أن كرسي المعارضة سيبقى فارغاً في المرحلة المقبلة، وهم وحدهم الأقدر على ملئه حتى يكونوا الأقرب إلى روح الشعب وأهدافه.
بكلمات أخرى، يفضّلون حراسة الثورة على المشاركة في حصد ثمارها في السلطة. وهي بالمناسبة قناعة ورثوها عن مؤسس الجماعة الراحل السيد حسين الحوثي الذي كان يؤكّد لكوادر الجماعة الإمساك بالأرض والنأي عن شؤون الحكم. قد تنطوي القناعة على طمأنة للجانب السعودي المسكون بمؤامرة «المخطط الإيراني» في المنطقة، لكن الإجماع الشعبي في اليمن يتمحور حول رفض العودة إلى الوراء، فالنفوذ السعودي لا بد من تسييله في مبادئ «حسن الجوار» و»عدم التدخل في الشؤون الداخلية»، و»التعاون من أجل مصلحة البلدين والشعبين».
السعودية التي كانت تتعامل مع اليمن بمثابة «حديقة خلفية»، وتدس أنفها في كل شؤونه في ظل نظام الـ»payroll» الذي اتبعته منذ عقود مع الطبقة السياسية، وقادة الجيش، وزعماء القبائل، ورؤساء الأحزاب، إلى درجة ارتهان القرار السياسي اليمني، تواجه اليوم تحوّلاً جذرياً، ما دفع الشيخ الوهابي أبو ماريا القحطاني، الشرعي السابق في «جبهة النصرة»، إلى الدعوة إلى ثورة سنيّة مضادة لإطاحة ما وصفها ثورة الرافضة، رغم أن الحراك الثوري الأخير كان بمشاركة كل الأطياف، وكانت مدن كبرى مثل (تعز، الحديدة، وشبوة وغيرها) حاضرة بكثافة عالية في الحراك، وكان قادة اللجان الشعبية من كل المكوّنات ينسّقون مواقفهم على الأرض وفي العاصمة، وخصوصاً في حماية المنشآت الحكومية.
عدّة رسائل طمأنة بعث بها «أنصار الله» إلى داخل اليمن وخارجه، فهم أولاً وأخيراً فضّلوا الشراكة في حدّها الأدنى على الانخراط التام في السلطة، حفاظاً على القاعدة الشعبية للجماعة، والقلق الإيماني من «مفاسد السلطة»، والأهم هو صيانة مكتسبات الثورة. يشير الحوثيون إلى تواصل مع الرياض، لكن ليس على سبيل التفاوض على أهداف الحراك الثوري، ولكن لإيصال رسالة واضحة بأن الحراك لا يحمل تهديداً لأحد، فهو بأيدٍ يمنية ومن أجل اليمنيين جميعاً.
مهما تكن تصوّرات صنّاع القرار في الرياض لما جرى في الجارة الجنوبية، فإن ثمة حلحلة بدت واضحة في الموقف السعودي، على الأقل في العلاقة مع إيران التي قرر سعود الفيصل أن يلتقي وزير خارجيتها وأن يطلق تصريحاً لافتاً بتثبيت ثنائية النفوذ ويضرب موعداً للقاء نظيره محمد جواد ظريف في الرياض في وقت لاحق.
وحيث إن الصدف في السياسة نادرة، إن لم تكن مستحيلة، فإن لقاء سعود الفيصل وجواد ظريف في نيويورك لم يكن محكوماً بالموسم السنوي، فإن المتغيّر الثوري اليمني، إلى جانب خطر «داعش» وملفات أخرى مثل «الثورة الشعبية في البحرين» والأزمة السورية حضروا جميعاً في اللقاء، وسوف يحضر مع ملفات العراق ولبنان وغيرها إن قرر الطرفان الدخول في مفاوضات جديّة.
حتى موعد اللقاء الآخر، تشعر الرياض بأن طبخة التحالف الرباعي (عبد ربه منصور رغم خلفيته الجنوبية الاشتراكية، وعلي عبد الله صالح، وعلي محسن الأحمر، والإصلاح) التي أعدّت في الرياض قبل أشهر قد فسدت على وجه السرعة، وبات من الصعب الحديث عن نفوذ سعودي فاعل، خصوصاً في ظل قرار شعبي يقوم على خلفية رصينة يعبّر عنها الثوّار بلغتهم، ومفادها أن لا يقع وكلاء التاريخ تحت وطأة خديعة أخرى برائحة النفط.
_______________
* باحث وناشط سياسي

الجمعة، 29 أغسطس 2014

لا تخلطوا بين داعش والإسلام ، ولا بين الإسلام والسياسة وتخدموا كارِهيْ الإسلام

    أغسطس 29, 2014   No comments
بقلم : د. عبد الحميد سلوم

بين عامي 1991- 1993 كانت الأعمال التحضيرية للمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان الذي انعقد في صيف 1993 في فيينا .. وقد  أخفقتْ وفود العالم في جنيف بالتوصل إلى إجماع آراء حول مسودة الإعلان الختامي للمؤتمر لأسباب عديدة من بينها بعض العبارات التي سعتْ الوفود الغربية لإقحامها في الإعلان الختامي ولا تتناسب مع قيم الإسلام ، فانتقلتْ أعمال المؤتمر إلى نيويورك وتمَّ التوافُق !!

 كنتُ عضوا في وفد بلادي في جنيف ومُتابِع ومُنخرِط بكل الأعمال التحضيرية ، ولاحظتُ كم هناك صورة مُشوّهة وسلبية بأذهان الغرب عن الإسلام ( ولستُ الآن بصدد تفنيد من هو المسئول عن ذلك ،الغرب أم الشرق أم كلاهما) ، لدرجة أن إحدى المنظمات غير الحكومية ولها صفة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، المعروف اختصارا ( بالايكوسوك) ، وزُعت بيانا اعتبرت فيه الإسلام كله خرقا لحقوق الإنسان !!


 وللأسف الشديد لم يتحمّس وفدا واحدا، لا عربي ولا مسلم لتفنيد تلك البيان والرد عليه سوى الوفد الإيراني ، حيث كان سفير إيران يجول بقلب القاعة على الوفود العربية والإسلامية ، يتشاور معهم ، ولكن لا أعتقد أنه وجد الحماس الكافي للدفاع عن الإسلام وقيم الإسلام وتصحيح الصورة المُشوَّهة في العقل الغربي عن الإسلام !! فقام وفد إيران بمفرده بتوزيع وثيقة يدحض فيها كل مزاعم تلك المنظمة غير الحكومية ، ويتحدث فيها بشكل مُفصّل عن حقوق الإنسان في الإسلام !!.

الغرب لا يرى الإسلام إلا من المنظور الذي تطبّقه داعش اليوم والتنظيمات الإرهابية الأخرى التي ترفع شعار ( أن تطبيق الإسلام لا يكون بالدعوات وإنما بالأشلاء )، فضلا عن بعض الملحدين  ، وبعض التكفيريين عبر التاريخ ، الذين قلّدوا سلوك الخوارج وهم أول من اخترع (سياسة التكفير ) !!

هؤلاء رسّخوا، ويرسخون لدى الغرب فكرة أن الإسلام لم يقم بالحوار والإقناع والإرادة والرضا والإيمان ، وإنما بالسيف والقتل وقطع الرؤوس ، ومن هنا فإنهم  بالغرب لا يعتبرونه دينا سماويا ولا يعترفون به ، بل لا يخفى علينا الرسوم الساخرة والأفلام المسيئة للإسلام !! والجميع يخلط بين قيم الإسلام ومعانيه الصحيحة وبين التشويه لهذه القيم والمعاني عبر التاريخ لأسباب سلطوية وسياسية ودنيوية ، كان الإسلام بريئ منها ، وأُلْصِقَت به ظلما وافتراء لتبرير ممارسات هذا الحاكم أو ذاك ، وكان لا بدّ من اختراع أحاديث عن الرسول(صلى الله عليه وسلم)

 لتعزيز فكرة هذا الحاكم  وذاك وموقفه من خصومه .. وكانت أحاديث تخالف جوهريا نصوص القرآن الكريم وآياته ، وحاشى للرسول (ص) أن يأتي بحديث يخالف نصوص القرآن الكريم ومعانيها !! وكل حديث لا ينسجم مع روح القرآن ، أو يتناقض مع آياته لا يمكن أن يكون صحيح مهما كان رواتِه وناقليه والإجماع عليهم . فالرسول (ص) لا يمكن أن يناقض القرآن .. ونقطة على السطر .. ومن يُورِد حديثا يخالف القرآن هو من يجبُ الحكم عليه بالمفتري، أي كان، وليس العكس ..فيوجد رسول واحد اسمه (محمد)ص، وليس اثنين كي ينزل القرآن على أحدهما ، بينما الآخر يطلق أحاديث مُغايرة !! .

 إن ما تقوم به داعش اليوم هو كل ما يعزِّز نظرة الغرب ورؤيته للإسلام من أنه كله خرق لحقوق الإنسان ، كما قالت تلك المنظمة غير الحكومية المُشارُ إليها أعلاه ... بل أكثر من ذلك ، دين اجرام وقتل وتوحش ، وهذه هي الصورة التي ينتظرها الغرب ليعزز موقفه من الإسلام وكراهية الإسلام !! وللأسف هناك بعض الغوغاء والجهلة من بين المسلمين من يساعد داعش بتعزيز تلك الصورة ويشهد لها بأنها تطبِّق(الإسلام الصحيح) وحاشى الإسلام الصحيح من داعش وأمثال داعش ومريدي داعش ..
فالإسلام ليس داعش ، وداعش ليست من الإسلام بشيء ، وإنما هي من فكر الخوارج ... والصراعات السياسية داخل الإسلام عبر التاريخ وما نجم عنها من قتل ودماء ، لا يجوز أن نُرجِعها للإسلام وإنما للسياسة والزعامة !! . بل لو احتكم الجميع للإسلام ومعاني الإسلام بشكل أمين وصادق لما كان حصل ما حصل .

أوروبا عانت من تشويه قيم السيد المسيح بالمحبة والتسامح ، وهيمنت الكنيسة حوالي خمسة عشر قرنا على شعوب الغرب بالخرافات والأضاليل البعيدة عن قيم المسيحية وجوهرها ( لا سيما صكوك الغفران، وبيع أماكن بالجنة، والامتيازات التي أعطاها رجال الكهنوت لأنفسهم باسم الدين ) .. وحصلت حروب دينية طاحنة منها (حروب الثلاثين عاما في الامبراطورية الرومانية)، (وحرب الثمانين عاما بين اسبانيا واتحاد الجمهوريات السبع الواطئة)..
ولكن كل هذا تم وضع حد له في صلح ويستفاليا حينما جلسوا مع بعض عام 1648 ووضعوا حدودا بين الدولة وقوانينها وأسسها وقواعدها ومعاييرها ،يتساوى الجميع أمامها بلا تمييز ، وبين الدين كخصوصية شخصية وعلاقة ربانية بين العبد وخالقه ، يمارسها بحرية فردية كاملة ، وأصبحت المُوَاطَنة والمساواة لديهم هي الهوية الجامعة.. فحينها فقط اهتدت أوروبا على طريق الدرب الصحيح وبدأ التقدم والتطور والاكتشاف والاختراع وتكافؤ الفرص ، وغير ذلك ..
وبدأت تتبلور لدى الغرب نظرة مستقلة وخاصة عن حقوق الإنسان والديمقراطية ، لا سيما بعد الثورة الإنكليزية عام 1688،واستقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا عام 1776، والثورة الفرنسية عام 1789 !! وبقيت الكنيسة وبقيت المسيحية ،ولكن الكنيسة عَرِفت أين تبدأ حدود الدولة ،وأين تنتهي حدودها مع الدولة !! وأدركوا أنه لا يمكن قيام شيء اسمه (دولة دينية ) بسبب تعدد المذاهب والأديان وتشعبها ، فضلا عن تناقضات الأفكار والعقائد .. ولذا ليس من الغريب أن يكون أول المستفيدين من فكر داعش وسواها من التنظيمات المتطرفة هي (إسرائيل) لأن أولئك يخدمون استراتيجيتها بخلق دولة يهودية دينية خالصة ...

فمشكلتنا ليست بالإسلام ، وإنما في الفهم الخاطئ والمُشوّه للإسلام ، وبزج الإسلام بكل صراع وخلاف واختلاف ، بهدف كسب المنافسة أو المعركة أخيرا ... أليسَ هذا هو ما يحصل اليوم في عالمنا العربي وعالمنا الإسلامي ؟!.
هل هناك أجمل من الكلام الذي ورد في فحو صكوك حقوق الإنسان وموادها ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عام 1966 والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية عام 1966 وإعلان طهران لحقوق الإنسان عام 1968، وإعلان فيينا لحقوق الإنسان عام 1993 ) ، اقرأوا ما ورد في تلك الصكوك ، هل هناك أجمل منه ؟ ولكن من هو الذي يطبِّقه بشكل صحيح داخل بلدانه ، أم في تعامله مع البلدان الأخرى ؟؟ لا أحد !! فهل نقول أن تلك الصكوك سخيفة وتافهة وغير صالحة وأنها هي المشكلة ، أم نقول أن التطبيق هو كذلك؟. وذات الأمر بالنسبة للإسلام ، فالتطبيق هو المشكلة !!.
لم يكن الإسلام في أي وقت دين تعصب وتطرف وقتل وتدمير ، كما تفعل داعش وأمثالها ، فهذا تدليس على الإسلام وتشويه له وحرف عن كل معانيه السامية .. والأصح كانت السياسات في الإسلام وصراعاتها هي من أخذت طابع القتل والعنف وسفك الدماء .. فمن لم يقرأ قول الإمام الشافعي (رضي الله عنه) : (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب ) فأين هذا من التعصب؟. وأين هذا من عقل الدواعش ؟.

 ألمْ يقل الله في كتابه الحكيم :( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ).. أين هذا من عقل الدواعش ؟. أليستْ هذه دعوة للحوار ؟. ألمْ يجري الحوار بين الله والملائكة وإبليس  حين طلب منهم أن يسجدوا لآدم ؟. أين الدواعش من أدب الحوار هذا ؟.  وحين استكبر إبليس واستخدم عنصريته في التمييز بين من خُلِق من نار ومن خُلِق من طين، لم يخسف الله به الأرض أو يضعه في الأغلال أو يقطع رأسه بالسكين، واكتفى بطرده من رحمته ومنحه حق المعارضة وكسْبِ الأتباع له (واليوم داعمي الشياطين كُثُر) ، وكان ذلك أول مُعَارضة بتاريخ الكون ، فأين داعش من كل تلك الثقافة ؟. الرسول عليه السلام قال :                                                      

(يا ايها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ،كلكم لآدم وآدم من تراب )، فأين الدواعش من هذا الكلام ؟.

 بل أين الدواعش من كل الآيات القرآنية التالية : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .... لكم دينكم ولي دينِ ...... ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ....   أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ... لا إكراه في الدين ... لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء ... من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .. إنا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا.. من كفر فعليه كفرُهُ ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمْهَدُون )... إلى عشرات الآيات القرآنية التي تدحض بالمطلق وترفض عقلية داعش وتفكيرها ...

فالمسألة ليست بالإسلام وإنما أولا : بالابتعاد عن جوهر الإسلام ومعانيه الصحيحة والسليمة التي تم تشويهها وحرفها لخدمة أغراض خاصة ومخططات هدّامه ، وهو ما تفعله داعش اليوم ..
وثانيا: بالخلط بين الإسلام والسياسة ، والخلط بين الدين والدولة ، لخدمة المصالح الخاصّة ومنها مصالح (رجال الطبقة الدينية والحكّام ،كما هو الحال اليوم في بعض البلدان) وكما كان الحال في أوروبا قبل ويستفاليا ، حينما كان التحالف قائما بين طبقة الأكليروس والأباطرة ..

 فمن لا يُفرِّق بين داعش والإسلام ، وبين تسخير الإسلام لأغراض السياسة ، خلافا لقيم الإسلام ، فهو أشبه بطفلٍ صغير لا يُفرِّق بين الجمرة والتمرة !! أو من لا يرى فرقا بين الشياطين والملائكة !!.. نعم أرغب أن أقرأ التاريخ ولكن أرفض أن أسكن به ، فبيتي هو الحاضر والمستقبل ..فإلى متى سيأسرنا التاريخ ؟!.

الخميس، 7 أغسطس 2014

من أقوى من «داعش»؟ الربيع العـربي، هز ديكتاتـوريات، ورثتها حركات إسلامية، كانت مختبئة في القاع الاجتماعي المقفل عليه بقرارات ديكتاتورية، فاحتلت المشهد

    أغسطس 07, 2014   No comments

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850d
من أقوى من «داعش»؟
نصري الصايغ

I ـ ما أبشع ما نستحقه
«داعش» احتلت عرسال، بلمح البصر. عملية تشبه احتلال الموصل في العراق. احتاج الأمر ساعات، وقيل، أقل من ذلك... قبل ذلك، وبسرعة قياسية غير مسبوقة، اجتاحت مساحات شاسعة من سوريا والعراق، توازي ثمانية أضعاف مساحة لبنان، وأقل قليلاً من مساحة سوريا، عندما كانت بعد دولة موحدة.
«داعش» هذه، لم تعد تنظيماً، صارت دولة وخلافة مترامية الأطراف، بإمكانيات مذهلة، مالياً وعسكرياً وعددياً، وبانتشار منظم غير مسبوق، لعل بعضه مقتبس من تنظيمات «الحشاشين» بقيادة الصباح، انطلاقاً من قلعة «الموت» في إيران.
«داعش» هذه، مخيفة بما ترتكبه وما تتعمد نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: إعدامات مرعبة، جز رقاب مذهل، ذبح على مرأى من الكاميرا، وفي مشهدية حية، وسط تكبير صارخ... و«داعش» هذه، سمعتها التي تثير الهلع، جزء من كسبها للمعارك. هكذا كان المغول قبلهم. رعبهم يسبقهم، فتتداعى الحصون وتتساقط مدن وتخلى حصون أخرى... و«داعش» هذه لم تَقْوَ عليها جيوش. هزمت جيش العراق وأذلته، وكادت تصل أسوار بغداد، وتدق أبواب إقليم كردستان وتسلب سهول نينوى وصلاح الدين، كما أنها لم تخسر في سوريا معاركها الكبرى، وان كانت تصاب أحيانا بانتكاسات. لم تتوقف «داعش» عن الانتشار، فهي في أرض خلافتها وفي خارجها كذلك، حتى بلغت «عرسال» برفقة عناصر من اخوانها اللدودين، كـ«النصرة» والفلول والشبيحة والقتلة.
ولـ«داعش» فروع من سلالة «القاعدة» الأم، يسيطرون على حضرموت في اليمن، وعلى أرض الصومال، وعلى «الجماهيرية» الدموية العظمى، وعلى أجزاء واسعة من العراق وسوريا، ولها خلايا مستيقظة أو نائمة في دول عربية كثيرة، ومنها لبنان «المضياف» بحناجر بعض مهووسي أبناء الحملة، كما لها خلايا في عواصم ومدن الغرب، وشمال افريقيا وجنوب الصحراء، وبوكو حرام في نيجيريا إلى جانب بعض دول ومناطق الاتحاد السوفياتي السابق، من دون أن ننسى أرض ولادة القاعدة في ديار الملا عمر، الحاكم بأمر الله في معظم أراضي أفغانستان.

هل نستحق هذا المصير؟ أما كنا نعرف أن أقدام «داعش» تقترب منا، منذ أكثر من عامين؟
كتب الكثير عن خطر «داعش»، عن جنونها المستفحل والمنظم والمعقدن. كتب عن شناعاتها ونهجها التكفيري وسياساتها الاستئصالية لكل من لا ينتسب إليها أو يشبهها شبها مبرماً. كتب عما ارتكبته مع العلويين والمسيحيين والأزيديين، وعن سنة لا يشبهون بها. تفوقت على سفاحي الممالك في التاريخ وقراصنة البحار وروّاد الحضارة الغربية التي أفرغت القارة الأميركية من سكانها الأصليين بالإبادات الجماعية. كتب الكثير، وقرأنا الكثير، فماذا فعلنا لنتجنب عرسال وأخواتها في المستقبل؟
لم يسمع قادة لبنان الستة نداء طلب الحماية للبنانيين من دولتهم. لم يبن أحد جسراً بين المتخاصمين. أعمدة الكيان الستة، المنتخبون طائفياً ومذهبياً، بصناديق شرعية، ظلوا على منصاتهم يصرخون ويتهمون ويتبارون في تعميق شقة الخلاف وتأبيد الانقسام الذي أفرغ الدولة من قدراتها على اتخاذ قرار أو ملء فراغ أو تصريف أعمال...
داعش، لم تعد على الأبواب. أصبحت في صحن الدار.
فما أبشع ما نستحقه.

II ـ ما أبشع ما بدأ وما سيلي
قبلنا، حدث ما سيحدث عندنا. دول، لم تكن دولاً. استبداد مدني بثياب عسكرية بقائد، هو «الله» و«الكتاب» و«الأمر بالمعروف والنهي...»، معصوم عن الخطأ، مجرد النقاش في ما له وما علينا، يستوجب العقاب. دول، مظلومة بحكام مدنيين «ظلاميين»، يرتدون ثياباً غربية ومزركشة بمساحيق العولمة... قَبْلَناَ، حدث ما سيحدث في لبنان. الدولة في لبنان، مشروع مؤجل. البديل، سلطات طائفية ومذهبية مطاعة من أكثرية «شعوبها»، تصطدم ولا تلتئم، تشرك في الوطن ولا تشارك، منقسمة على نفسها، لا أرضية مشتركة لها، غير اقتناص المنافع والمراكز والنفوذ، في مبارزات يومية «دونكيشوطية، يدفع ثمنها الشعب الطافر من طوائفه.
قبلنا، جاء الربيع العـربي، هز ديكتاتـوريات، ورثتها حركات إسلامية، كانت مختبئة في القاع الاجتماعي المقفل عليه بقرارات ديكتاتورية، فاحتلت المشهد. حركات إسلامية، المعتدل فيها، «اخواني» يتشبث بأكثريته فيفرضها عبئاً ونيرا على الدولة والسياسة والمجتمع، والمتطرف فيها، يتشبث بقوة التكفير ممارساً أعتى همجية وبربريـة عرفـها التـاريخ، مضيفاً إليها مشهدية مقصودة ومبرمجة، لبث «الإيمان» بالرصاص أو بحد السـيف أو بقطـع الأعناق.
عندنا ما يشبه التحضير للمسرح القادم. عندنا ما يشبه سوريا قبل التنفيذ، وما يشبه العراق قبل الدخول إلى الحلبة، وما يشبه ليبيا قبل الاندلاع الجماهيري العنفي. وما يشبه الصومال وحضرموت. وبالأمس القريب، اقترب المشهد من بدايته: عرسال هي التوطئة، فماذا بعد، ومن بعد؟

III ـ من أقوى من «داعش»؟
لا يبدو، من خلال سير المعارك، ان أحداً استطاع أن يوقف «داعش» أو يتصدى لها بنجاح. لا الجيوش القوية، ولا التنظيمات المنافسة، ولا حتى الدول. تملك «داعش» رصيدا من الاجتياحات تؤكد حجم القوة التي تحظى بها، وهي لا تشبه التنظيمات الفقاعية العابرة، التي تولد بسرعة وتموت بسرعة، ذلك أنها لم تنشأ بقرار من خارجها، تدين له. لا دولة وراءها، وكل الدول ضدها، حتى تلك التي تتوهم أنها قادرة على توظيفها في معركة ما. «داعش» ليست موظفة عند أحد، وهذا سر خطورتها وسطوتها، فلا أحد يمون عليها، لا من دول الخليج ولا من الممالك العربية.
لذلك، تبدو هي الأقوى، وبناء عليه، يظهر أنها صاحبة مشروع له حيثية حقيقية، مشروع شرق إسلامي، بحاضنات إسلامية سنية تاهت عن صراط الاعتدال. وهي تبدو كذلك متفوقة في ممارسة نهجها المتشدد. في التكفير وعقابه، وفي فرز الأعداء من «الأنقياء». هذا الجديد في «داعش» غير مسبوق إسلامياً، حيث تم تزويج «العقيدة» للسيف، مع أولوية السيف على العقيدة.
حدث ذلك والأرض العربية فارغة من أي مشروع عروبي، تقدمي، إنساني، ديموقراطي. الإسلام الرسمي لا يقنع «داعش»، الإسلام الشيعي مدان، المسيحيون كفرة، الأزيديون والآخرون رجس من قبل الشيطان، فأبيدوه.
حدث ذلك، بعد ارتطام الربيع العربي، بالأنظمة الديكتاتورية، وفشل القوى التقدمية والديموقراطية والمدنية في احتلال الساحة السياسية والفكرية، فاستفردت القوى الإسلامية «المعتدلة» بالساحة سياسة، والقوى الظلامية تكفيراً وقتلا وتهجيرا.
«داعش» تتقدم والآخرون يتراجون مرعوبين. الموصل لا تزال تحت أقدام داعش. أهلها هجروها: مسلمين ومسيحيين.
سهول وجبال ومنابع نفط وحقول غاز ومدن ومناطق ومحافظات لا تزال تحت سيطرتها، وترسل البعثات بعيداً عن مراكزها، وقد وصلت منها بعثة إلى عرسال... والدم المسفوك أول الرسالة. لا الجيوش استطاعت صدها، ولا الدول ولا العالم. فهي الأقوى، هنا وهناك وفي كل مكان تطأه سيوفها وأسلحتها وطرائق فتكها. والخوف الأكبر، أن تكون قواها السرية منتشرة ومهيأة للحظة الانقضاض على الجميع.
من حقنا أن نخاف. يبدو أن «داعش» أقوى منا جميعاً ولذلك قد تكون عرسال الأولى، فمن بعدها؟
الجيش اللبناني يطالب بتجهيزات عسكرية. فهو غير مستعد، لضعف عدته، لمواجهة «داعش» في عرسال، فكيف إذا فتحت جبهة أخرى. الجيش يطالب السياسيين بتأمين حصانة تامة لمعاركه المكلفة، شهداء وجرحى وآلاما وخرابا. فلا يخرج أتباع «داعش» عندنا، بحرب كلامية على الجيش وحروب كلامية توقظ النعرات وتفجر البلاد. الجيش اللبناني، بحاجة إلى حماية وحضانة وطنية كي يحمي اللبنانيين. هو مسؤول عن أرواحنا. مسؤول عن بقائنا هنا، مسؤول عن سلامة الدولة... وهو مستعد لذلك، إنما غيره ليس مستعداً بعد... لم يجترح الخطوة الضرورية. لم يتنازل أحد من أعمدة لبنان الستة، ليقول: فليكن شعارنا الأول: محاربة الارهاب ومنعه من التمدد. ولنؤجل كل الخلافات العميقة إلى ما بعد ذلك، لأن خراب البصرة اللبنانية، إذا حصل، لا يبقي لأعمدة «الحكمة» الستة، غير الدخان والرماد والأندلس المحترقة.
لدينا بارقة أمل وحيدة: أن يتنازل هؤلاء، ليرتقي الشعب إلى مصاف المواجهة الواحدة مع التكفير والإرهاب.
قد تأخرنا كثيراً. إنما، لدينا متسع من الوقت ورفعة من التفاؤل. حبذا لو يكون بيننا من يؤمن أن الدولة أولاً، ومن دون الدولة، نحن على طريق العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال... سائرون.

IV ما أبشع ما نتوقعه
رايات سود، إمارات سود و«آيات» سود... وصباح أسود يا بيروت، لقد جاءك من يغمض عينيك، ليصير البلد على سنة الموصل، وعلى أبوابه وجدرانه حروف سود، أولها «نون» وآخرها، من تبقى من «ميم». وعندها يكون لبنان قد أبِيْدَ ولم يعد موجوداً. تماماً كعراق ضاع، وكشام تقلّصت، وكصومال انتهى زمنه، كليبيا في جماهيرية الاقتتال، أو كسيناء في فصل الصحراء، كحضرموت في هزيع «القات» الديني... تماماً، يصير لبنان، أخاً حقيقياً، للدول البائدة، وضحية ثمينة لجحافل البرابرة القادمين لتطهير الأرض من ناسها.
أبشع ما نتوقعه، أن لا نستيقظ ذات يوم، لنقول للبنان وداعاً.

الأحد، 27 يوليو 2014

بيان أمير المؤمنين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارک لعام 1435هـ ... حرب كلامية بين أنصار الملا عمر والبغدادي بسبب" الخلافة" ... تسجيل لبن لادن ينسف أدبيات "الخلافة": بيعتنا للملا عمر "بيعة عظمى"

    يوليو 27, 2014   No comments
Mullah Omar & Baghdadi

  مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، شهدت جدلا ساخنا على خلفية التهنئة التي وجهها زعيم ما يسمى بجماعة طالبان الملا عمر، بمناسبة عيد الفطر، والتي وقعها باسم "خادم الإسلام أمير المؤمنين" بعد أن حدد أسس السياسة الداخلية والخارجية لـ"الإمارة الإسلامية" ما دفع البعض إلى المقارنة بينه وبين زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" أبوبكر البغدادي.

ووقع الملا عمر بيان المعايدة بتوقيع "خادم الإسلام أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد" وقد أثار هذا الأمر حفيظة أنصار "داعش" الذين قاموا بمهاجمته، في حين دافع عنه أنصار تنظيمات إسلامية مناوئة، أو على صلة بتنظيم القاعدة.

____________
تسجيل لبن لادن ينسف أدبيات "الخلافة": بيعتنا للملا عمر "بيعة عظمى"
عبد الله سليمان علي

تتكشف المزيد من الحقائق والأسرار على هامش "الفتنة الجهادية" التي ضربت أطنابها في أرض الشام. حيث جرى تسريب تسجيل صوتي لزعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن يبين فيه حقيقة العلاقة بين تنظيمه و"إمارة أفغانستان الإسلامية"، ناسفاً الأدبيات المعلنة بشأن الموضوع.

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850dوفي تسجيل صوتي جرى تسريبه على بعض الصفحات "الجهادية" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحدث أسامة بن لادن عن العلاقة التي تجمع بين تنظيمه من جهة و"إمارة أفغانستان الإسلامية" بزعامة الملا محمد عمر من جهة ثانية. وخلافاً لأدبيات تنظيم "القاعدة" بشأن الموضوع، والتي استمرت في ادّعاء أن بيعة "القاعدة" للملا عمر هي "بيعة صغرى" أي بيعة جهاد وقتال فقط، كان مفاجئاً أن يؤكد بن لادن أن البيعة هي "بيعة عظمى" أي بيعة إمامة وحكم، مشيراً إلى عدم ضرورة أن يكون الإمام قرشياً، أي منتمياً إلى قبيلة قريش.
وردّاً على سؤال مباشر حول الموضوع وجهه شخص لم تظهر صورته في التسجيل، أجاب بن لادن بكل وضوح: "بيعتنا لأمير المؤمنين هي بيعة عظمى وهي التي تنصرف إليها النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الواردة عن النبي مثل قوله: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". وبحسب بن لادن، فإنه "ينبغي على أي مسلم أن يعقد في قلبه أنه بايع أمير المؤمنين الملا عمر وإلا مات ميتة جاهلية".
ويوضح بن لادن إشكالية تتعلق بمسألة شروط الإمام، مستنداً في توضيحه إلى كلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول فيه إنه "إذا تغلّب الرجل على بلد من البلدان فلا مجال للبحث في توافر الشروط الأخرى فيه ما دام مسلما"، وبما أنّ الملا عمر توفر فيه شرط "التغلب" يكون تجاوز جميع الشروط الأخرى. ويضيف بن لادن أن بعض الناس يشكل عليهم أن الملا عمر غير قرشي، ويشير إلى أن هذه المسائل والشروط تكون في حالة الاختيار وحالة الوفرة، أما في حالة الضرورة أو التغلب أو الضعف فهذا الشرط لا يلتفت إليه وبالتالي لا تنزع البيعة عنه لأنه غير قرشي أو غير مجتهد، بحسب قوله.


وكلام بن لادن ليس مفاجئاً وحسب بل يناقض أدبيات تنظيم "القاعدة" التي كان يسوّق لها منذ ارتباطه مع "حركة طالبان" في تسعينيات القرن الماضي. وثمة كلام واضح لمفتي "القاعدة" الراحل عطية الله الليبي يقول فيه حرفياً: "حتى إمارة أمير المؤمنين الملا عمر حفظه الله ليست إمامة عظمى إنما هو أمير في حدود سلطانه وولايته"، ولكن من يدخل في بيعته وهو في حدود سلطانه يكون له حكم الإمام الأعظم بحسب الليبي، وهذا يخالف كلام بن لادن الذي أوجب على كل مسلم أن يعقد في قلبه أنه بايع الملا عمر كي لا يموت ميتة جاهلية.
وليس خافياً الهدف من وراء تسريب هذا التسجيل الذي يتضمن عبارات واضحة يمكن إسقاطها على وقائع الخلاف "الجهادي" الحالي واستثمارها في ترجيح كفة "قاعدة الظواهري" من نواحٍ عدة، أهمها سحب الشرط الذي يتمسك به أنصار "الدولة الإسلامية" لجهة وجوب أن يكون الإمام قرشياً استناداً إلى أنّ زعيمهم أبي بكر البغدادي يتوفر فيه هذا الشرط، وبالتالي هو الذي يستحق لقب "أمير المؤمنين" لا غيره. كما أن تحديد بن لادن للبيعة بأنها بيعة عظمى من شأنه أن يزيد الطعن على البغدادي لدى أنصار الظواهري ممن يرون أنه كان مبايعاً له ثم خلع البيعة، ومعروف أن خلع "البيعة العظمى" من دون توافر شرط الكفر البواح يعتبر كبيرة من الكبائر ويجيز قتال من يفعل ذلك، خلافاً لخلع بيعة القتال التي يجوز لأي شخص أن يخلعها من دون أن يوقعه ذلك في حضيض الخطيئة القاتلة.
في المقابل، من شأن هذا التسريب بما يتضمنه من كلام عن شرعية الإمامة بناءً على شرط "التغلّب" فقط من دون أي شرط آخر، أن ينسف الرأي الذي اعتمده أيمن الظواهري منذ خلافه مع البغدادي لجهة وجوب الشورى واتفاق جميع الفصائل المجاهدة على تعيين إمام لها، الأمر الذي يمكن لأنصار البغدادي الاستناد إليه لتعزيز شرعية أميرهم.

رابط التسجيل:
https://www.youtube.com/watch?v=oRTHzQFxxaw&app=desktop
__________________________________________________________________
بيان أمير المؤمنين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارک لعام 1435هـ

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمدلله رب العلمین، ناصر المجاهدین ومذل الجبابرة والمتكبرين، والصلاة والسلام على إمام الغر المحجّلين سيدنا ونبينا محمد صلی الله علیه وسلم و علی آله وأصحابه أجمعین

قال الله تبارک وتعالی: ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون ){النحل /۱۲۸}

و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : (رأس الأمر الإسلامُ، وعَمُوده الصلاةُ، وذِروة سَنَامه الجهاد ). رواه الترمذي

إخوتنا المسلمون! وشعبنا المجاهد!

                                                                     السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

أهنّئکم جميعا بحلول يوم الأفراح والبرکات يوم عيد الفطر المبارک، وتقبّل الله منکم جميعا الصيام والقيام والصدقات والدعوات والجهاد وجميع أعمالکم الصالحة.

أيها المسلمون!

إنّها فرصة الشکر والسعادة أن أعاد الله تعالی علينا هذا اليوم   في الوقت الذي نشهد فيه الانتصارات تلو الانتصارات في ميادين الجهاد.

إنّ الأوضاع العسکرية علی مستوی البلد کلّه في صالح المجاهدين والحمد لله تعالی علی ذلک،وقد طُهّرت ساحات واسعة من تواجد المحتلّين بنصر الله تعالی ثمّ بالتضحيات الفذّة للمجاهدين ولشعبنا المسلم في سبيل الله تعالی. وباتت مراکز العدوّ الهامّة في المدن هدفا لضربات المجاهدين المنتصرة، وقد استحکمت إدارة الإمارة الإسلامية للمناطق المحرّرة أکثر من ذي قبل،وصفوف المجاهدين متّحدة ومنسّقة   وأکثر فعّالية من أيّ وقت مضی.

ولکنّ المؤسف هو أنّ العدوّ لازال يستغلّ بعض الغافلين من أبناء هذا الشعب کوسيلة في سبيل تحقيق مقاصده المشؤومة في الوقت الذي ينسحب فيه هو من ميدان المعرکة ولکنّه يدفع بهؤلاء إلی ميدان القتال . إنّني أهيب بجميع الجنود الأفغان والشرطة و بجميع المخالفين الأفغان في صف العدوّ وأقول لهم : لاتُهلکوا أنفسکم في سبيل تحقيق أهداف العدوّ! و کذلک أقول لهم : انضمّوا إلی شعبکم ، و اشترکوا في الجهاد المبارک، وحاربوا   العدوّ المشترک إلی جانب مجاهدي الإمارة الإسلامية لتکتسبوا سعادة الدنيا والآخرة .

وإنّني أرجوا من العلماء والوجهاء ورؤساء القبائل أن يقوموا بتوعية هؤلاء الشباب الغافلين الذين يُستَغلّون   من قِبَل العدوّ، وکذلک يجب علی الآباء والأمّهات والأقارب أن يسعوا في إنقاذ أبنائهم وذويهم من الوقوع في خسارة الدنيا والآخرة .

وعلی المجاهدين أن یلتزموا سياسة   إمارة أفغانستان الإسلامية في حسن معاملة من  ينفصل عن صفوف العدوّ،و عليهم أن يستقبلوا هؤلاء ويرحّبوا بهم وأن يقدّروا ويجلّوا بطولات أولئک الأبطال من أصحاب الضمائر الحيّة من الجنود الذين يهجمون علی الأعداء من داخل صفوفهم و ثمّ ينضمّون بصفوف المجاهدين .

إنّ تعاون الشعب للمجاهدين وثقته فيهم قد ازدادت أکثر من أيّ وقت آخر ــ والحمد لله تعالی علی ذلک ــ وإنّني نيابة عن المجاهدين أشکر أبناء شعبي المحبّين للدين والوطن، وأسأل لهم من الله تعالی علی وقوفهم الصامد إلی جانب المجاهدين الرفعة والهناء وسعادة الدنيا والآخرة .

إنّ فعاليات الإمارة الإسلامية في المجالات الأخری أيضاً في حالة التقدم والتطوير مثلما هي في المجال العسکري، وقد قَدَّمت لجان الإمارة الإسلامية في مجالات التعليم ،والصحة، والاقتصاد، والخدمات العدلية، والدعوة والإرشاد،والثقافة والإعلام، والشهداء والمعاقين،و لجنة التنسيق والمراقبة للشرکات والمؤسسات، ولجنة شؤون الأسری ومنع وقوع الخسائر فې المدنيين خدمات جليلة، وإنّني إذ أطلب من الله تعالی للقائمين بأمر هذه اللجان الأجر العظيم لتقديمهم هذه الخدمات أرجو منهم مزيد التقدّم ، والقيام بمزيد من الخدمات المؤثّرة .

إنّ لجنة الشؤون السياسية للإمارة الإسلامية والتي تسيّر أعمالها وفق توجيهنا وإرشادنا لها قد أحرزت وجاهة سياسية في المجالين الداخلي والعالمي، و بسبب الفعاليات الإيجابية لهذه اللجنة صارت معظم الجهات التي کانت تخالفنا تعترف الآن بالإمارة الإسلامية کحقيقة واقعة، وقد کانت مبادلة الأسری مع حکومة أمريکا إحدی الإنجازات الحسنة لمساعي هيئة المکتب السياسي .

‌إنّ إدارة الاحتلال في کابل تواجه الفشل الشامل في جميع المجالات،حتی أنّهاخسرت ثقة مموّليها في الخارج  و ثقة أتباعها في الداخل،واستشری هيها الفساد إلی حدّ أنّها اکتسبت المقام الأول في الفساد ، وغصب الأراضي ، ونهب الممتلکات العامة .

و إنّ فضيحة إجراء العملية المزوّرة للانتخابات الأخيرة فضحت إدارة کابل العميلة والديموقراطية الغربية .إنّ المحتلّين وعملاؤهم کانوا یهدفون من إجراء عملية الانتخابات أن يُظهروا للشعب الأفغانې أنّ هناک تغيير ديموقراطي، إلا أنّ الشعب الأفغاني من البداية کان يُدرک أهداف العدوّ ، ولذلک رفض المشارکة في تلک العملية،وها قد شاهد الجميع أنّ عملية الانتخابات والحديث عن التغيير بواسطة صناديق الاقتراع ما هي إلا شعارات جوفاء لخداع الشعب ، وزرع الفتن ،و إذکاء نار الاختلافات القومية والجهوية،واللسانية وغيرها.وهاهم الناس جميعا يرون اللعبة الأمريکية للانتخابات ــ کما تنبّأنا بهاــ قد تحوّلت إلی الانتصابات مثلما کانت في المرات الماضية . إنّ الصلاحيات وزمام الأمور في إدارة کابل لازالت في يد أمريکا، ولا يملک العملاء سوی الالتزام بما يمليه ويفرضه عليهم سادتهم الأمريکييون من دون أن ينظروا إلی مصالح الشعب والبلد .

إنّنا نخاطب أمريکا والدول الأروبّية التي لها قوات في أفغانستان أو تفکر في الحفاظ علی التأثير السياسي في هذا البلد أو تريد إبقاء القواعد العسکرية ونقول لهم أن أترکوا الأفغان ليؤسسوا لهم حکومة إسلامية حرّة مستقلّة وفق متطلباتهم الدينية والملّية . وإن سلبکم عنهم هذا الحق ليس ظلما وتجاوزا عن المعايير الإنسانية فحسب،بل سوف لن تکون نتيجة هذا الإجرام لکم إلا مثل النتيجة التي شاهدتموها خلال ثلاث عشرة سنة الماضية، ولعلکم تکونون قد أدرکتم أنّ الشعب الأفغاني الذي له تاريخ حافل بالجهاد والبطولات في سبيل الدفاع عن الدين والحفاظ علی الحرّية لايرضی بالذلّ ،ولايقبل الحکومات العميلة .

إنّنا نعتقد أنّ الحرب لن تتوقف في أفغانستان إلا بعد أن تخرج منها جميع القوّات المحتلّة، وتقوم فيها حکومة إسلامية حرّة خالصة . وإن بقاء القوات المحتلة المحدودة تحت أي اسم کانت هو بمعنی استمرار القتال،لأنّه لا يتحمّل أي أحد بقاء القوات الغازية في بلده .

إنّنا نحذّر الذين يفکّرون في عقد الموافقات الأمنية مع المحتلين من إيجاد أسباب استمرار الاحتلال و دوام الحرب . إنّ بقاء القوات المحتلّة ليس في صالح أحد، وإنّ الوضع الأمني سيزداد سوءا في البلد والمنطقة في حالة استمرار الحرب، ويتسبب بصفة خاصة في هذا البلد في عدم قيام النظام الإسلامي ، و عدم وجود الاستقلال السياسي و عدم وجود تمامية أرض الوطن،وتوسعة الحرب الفکرية والثقافية الأجنبية، و دمار مستقبل الأجيال القادمة .

إنّنا نطمئن دول العالم والجوار مرّة أخری أنّ کفاحنا هو   لتحرير البلد و إقامة نظام إسلامي مستقل فيه،وکما أنّنا لانريد الإضرار و التدخل في شؤون دول الجوار و المنطقة و العالم، کذلک لانتحمّل الموقف العدائي الضارّ من أحد، ونطالب الآخرين أيضا باتخاذ الموقف المماثل تجاهنا. وإنّني آمر المجاهدين المرابطين في الحدود والثغور ّأن يحرسوا حدود البلد، وأن يحافظوا علی العلاقات الحسنة علی أساس من الاحترام المتقابل .

وأما ما يجري من الحوادث والتطوّرات في منطقة الشرق الأوسط فنقول : علی القوی العالمية أن تترک شعوب هذه المنطقة لتصل إلی أهدافها المشروعة،ولا يُعقل أن تُتّهم الثورات الشعبية بتهمة الارهاب الجوفاء لتُمطر بعد ذلک بحمم النيران والقنابل، أو يُزجّ بأهلها في السجون والمعتقلات . لايمکن لأحد أن يهزم إرادات الشعوب بمثل هذه الأعمال .

وإنّنا ندين ونشجب العدوان المتوحش للکيان الإسرائيلي الغاصب ضد الفلسطينيين المظلومين الذي قتل وجرح و شرّد المئآت والآلاف في شهر رمضان المبارک . إنّنا ننادي بالعالم وبخاصة بالعالم الإسلامي ألا يسکت تجاه هذه الجرائم، لأنّ السکوت تجاهها جور   و خسارة للجميع،ويجب أن تُتخذ إجراءات عملية عاجلة لمنع هذا الظلم والعدوان لکی لايزداد أمن المنطقة والعالم سوءاً.

أيها المجاهدون الأبطال في الإمارة الإسلامية!

إنّ من واجبکم الديني والوطني أن تسعوا لإسعاد شعبکم، وأن تحسنوا إليه . وإن الکبر ،والغرور، وإعمال القوّة والسلاح ضدّ الناس من دون مبرّرٍ شرعيٍ ، وتهديد عامة الشعب، وإيذاؤهم وتخويفهم ،وإلحاق الأضرار بهم في الأموال والأرواح هي کلّها من الجرائم الکبيرة التي لن تنجوا علی ارتکابها من المحاسبة في الدنيا والآخرة . يجب أن يکون خُلُقُکُم في التعامل مع الشعب الحِلم، والتواضع، ولين الجانب، والإيثار والاحترام المتقابل،ولتتذکّرواأنّ الله تعالی لاينظر   إلی صورکم وشعاراتکم الظاهرية، بل ينظر إلی قلوبکم وأعمالکم ، وإلی أخلاقکم التي تتعاملون بها مع الناس .

علی المجاهدين أن يبذلوا جهوداً مخلصة لإحکام العدل والأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الإمارة الإسلامية، وأن يسدّوا طريق اللصوص ،وقطّاع الطرق، والأشخاص المفسدين، وأن يعملوا لإيجاد البيئة الآمنة لإسعاد   الشعب .

وعلی المجاهدين کذلک أن ينتبهوا أثناء القيام بالعمليات الجهادية إلی الحفاظ علی أرواح عامة أفرادالشعب وأموالهم لکی لا يلحق بهم الضرر،وعلی اللجنة المخصصة لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين أن تقوم بأحسن وجهٍ وبجدّية تامّة بالوظيفة المفوّضة إليها لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين .

ويجب علی المجاهدين ألا ينسوا أنّ صمودهم أمام القوات الغازية وانتصارهم عليها إنما کان من برکة تمسّکهم بحبل الله تعالی، فليلتزموا طاعة الله تعالی، وطاعة رسوله، وطاعة أولي الأمر منهم . وليجتنبوا النفاق، والاختلاف والتعصب،وليشدّوا فيما بينهم أواصر الوحدة والأخوّة والثقة المتبادلة ،وليحافظوا علی صفهم الجهادي مرصوصاً غير متصدّع .

أيها المواطنون المجاهدون!

إنّ بلدنا علی مشارف التحرير الکامل بإذن الله تعالی،وإنّنا علی ثقة تامّة في الله تعالی أنّه سيتفضّل علي الأفغان بنعمة الحياة السعيدة في ظل النظام الإسلامي القوي إن شاء الله تعالی کما تفضّل عليهم بالوقوف الصامد أمام هجوم العدوّ والقضاء علی ظلم احتلاله .

إنّ أفغانستان بيت مشترک لجميع الأفغان،وکل فرد من هذا الشعب يتمتّع بحق خدمته، والإمارة الإسلامية سوف تقيم النظام الذي سيری جميع أطياف الشعب الأفغاني نفسها في مرآته، ولن يحسّ فيه أحد أنّه خارج إطاره . وفي المجال الاقتصادي سيکون ترکيز النظام علی الزراعة، والثروة الحيوانية ، واستخراج المناجم مستغلة المساعدات الدولية .وسيهتمّ ذلک النظام ببناء البنية التحتية،والمشاريع التنموية والتقنية . وسيکون ذلک النظام خادماً للمجتمع يقدّم الخدمات للشعب والبلد في مجالات التربية ،والتعليم،والثقافة،والاجتماع، والتعمير والمشاريع التنموية علی أساس العدل والشفافية .

 وکما أنّ الإمارة الإسلامية تری تطبيق النظام الإسلامي ضماناً لسعادة الدنيا والآخرة، کذلک تری الأخذ بالعلوم والتقنية، والعلوم الإنسانية ،والمستجدات الإيجابية النافعة من الضرورات الأساسية لإحکام و تقوية النظام الإسلامي والشعب المسلم وإغنائه ، وإنّنا نردّ بشدّة علی جميع الإشاعات السيئة في هذا المجال ضدّ الإمارة الإسلامية،کما نردّ علی تهمة مخالفة التعليم التي يُلصقها الأعداء بها. إنّ الإمارة الإسلامية تری الإهتمام بالتعليم من الواجبات الدينية ، وتُؤمن بجميع الحقوق التي أعطاها الإسلام للرجل والمرأة، وتعتبر نفسها ملتزمة بإعطائها لأهلها .

وفي النهاية أهنّئکم مرّة أخری بحلول عيد الفطر المبارک، وأسأل الله تعالی أن يوفقکم في أيام الأفراح هذه لمدّ يد العون إلی الفقراء والبائسين من الأسر المسلمة،وأن تضعوا يد العطف والشفقة علی رؤوس الأيتام ، وأن تساعدوا ذوي الشهداء والأسری والمهاجرين ، وأن تحسنوا إلی الأسری والجرحی المسلمين وتواصوهم بما تستطيعون .وتقبّل الله منا ومنکم صالح الأعمال .

والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

خادم الإسلام أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد



۲۷ رمضان المبار ک   ۱۴۳۵ هـ ق

۱۳۹۳/۵/۳ هـ ش

2014-7-25 م


___________________________

حرب كلامية بين أنصار الملا عمر والبغدادي بسبب" الخلافة"

ابوسوسن
19 03 2014, 03:16 PM
أرى أن أفضل حل لمسألة الخلاف الشامي
هو تكييف المسألة أولاً
ثم معرفة الحكم الشرعي ثانياً = حتى لانتخبط ونضل

فهل توافقون على أن تكييف المسألة هو على النحو التالي:
الشيخ: الجولاني = جندي في عنقه بيعه للبغدادي
الشيخ: البغدادي = جندي في عنقه بيعة للظواهري + مخول بقيادة فرع العراق والتمدد بشروط .
الشيخ: الظواهري = أمير في عنقه بيعة للملا محمد + مخول بقيادة جميع الفروع بصلاحيات واسعة.
الأمير: الملا محمد = أمير المؤمنين + شهد الجميع أنه لايطبق شرع الله في الأرض إلا دولته فبايعه رؤوس الجهاد = لذلك فمن تحتهم تبع لهم.
ابوسوسن
19 03 2014, 03:36 PM
أمر الشيخ البغدادي الشيخ الجولاني بحل الجبهة وحل هو الدولة ودمج الجميع تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
رأى الشيخ الجولاني أن هذه معصية = لأن فيها افتئات على بقية المجاهدين الذين جاهدوا وحرروا وضحوا + لأنها جربت فكانت عاقبتها وخيمة ومدمرة.
فاحتكم الاثنان إلى الأمير الأعلى منهما وهو الشيخ أيمن الظواهري

هل توا فقون على هذا؟؟؟
ابوسوسن
19 03 2014, 03:40 PM
بالانتظار
shamsee
19 03 2014, 04:46 PM
بداية أن ضد مسمى أنصار الدولة الإسلامية لأن الدولة ليست محتكرة للحق
وما نصرة الدولة إلا لما يرى فيها من الحق فإن زاغت بطل نصرتها حتى تعود إليه
أما النصرة المطلقة للدولة أو غيرها بلا شرط أو قيد فهو مخالف للحق وأقرب للضلال
ولو رجعت للوراء قليلا لوجدت أن أغلب مناصرى الدولة كانوا يناصرون جبهة النصرة لوقت طويل لما كانوا يرون أن الحق معها
أما ما تفضلت به من إرجاع الأمر للظواهري فأنا أخالفك الرأى فيه فكل يأخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولقوله تعالى :
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة: النساء - الأية: 59]
والله أعلم
مجرد وجهة نظر
19 03 2014, 05:46 PM
https://pbs.twimg.com/media/BjGPuwjIUAALpyp.jpg
زياد الحربي
19 03 2014, 08:45 PM
كلامك تخليط في تخليط لا يستند لا على شرع ولا على عقل ..
الظواهري و الجولاني أمراء جماعة لا يختلفان عن أمير الطريق في شيء إمرتهم ليست ملزمة ولا يترتب على نقضها شيء ..
البغدادي اتفقت معنا أو اختلفت أمير أرض يتحكم في سكان أرضه يطبق فيهم الشرع - بغض النظر عن الظلم - لا يستطيع العدو اقتحام أرضه إلا بحرب ضروس له بيعات شرعية مصورة و منشورة متغلب على أرضه ..

هذا هو التوصيف الشرعي و بناء عليه لا يملك الظواهري أن يفرض على البغدادي شيئا ..
فأما الجولاني فهو مبايع للبغدادي بيعة إمامة لأن هذا هو فعل كل جنود الدولة ولا يتصور عقلا أن يرسله البغدادي أميرا للشام و ليست له عنده بيعة إمامة ..


بناء على هذا لا يملك الجولاني خلع هذه البيعة لأنها مؤكدة و يترتب عليها شرعيا أمورا كثيرة ..


بيعة البغدادي للظواهري ليست بيعة إمامة بل بيعة نصرة و هذه ليس لها أي لوازم ولا يترتب على نقضها شيئا ..
ابوسوسن
20 03 2014, 03:19 AM
يعني توصيف الاخ زياد للخلاف الشامي بين المجاهدين كما يلي:

بيعة البغدادي للظواهري = بيعة نصرة فقط = لايترتب عليها سمع ولاطاعة ولاشيء.
بيعة الجولاني للبغدادي = بيعة إمامة عظمى يترتب عليها أحكاما شرعية كثيرة. لان للبغدادي؛ أرض وشعب = وهو يحكم ويحمي
بيعة المجاهدين جميعاً للظواهري بيعة طريق ومثلها بيعة الجبهة للجولاني = ليست ملزمة للسمع والطاعة ولايترتب على نقضها نكث ولاخيانة ولاشيء.

من يوا فق على هذا؟؟؟

وما سر التفريق بين جعل بيعة الجولاني للبغدادي= بيعة إمامة كبرى
وجعل بيعة جميع المجاهدين للشيخ أيمن = بيعة طريق
shamsee
20 03 2014, 12:53 PM
الشيخ أيمن الظواهري طلب من البغدادي الإكتفاء بالدولة فى العراق ورفض البغداي هذا صراحة وخرج بعدها الظواهري في أكثر من كلمة ولم يعقب أو يكرر طلبه أو يلوم البغدادي على هذا وهذا يعد موافقة ضمنية على كلام البغدادي
بل لم يخرج الشيخ أيمن على سبيل المثال يذكر البغدادي بوجوب السمع والطاعة مما يدل على أن البغدادي ليس مبايعا للظواهري
ابوسوسن
23 03 2014, 05:40 PM
إن كان مؤيدوا الدولة ليس لهم توصيف للخلاف في الشام إلا ما ذكره زياد فليوافقوا عليه ؟؟؟؟
ابوسوسن
26 03 2014, 05:47 PM
أولا: يعتبر الشيخ القائد المجاهد الملا له إمرة شرعية على أفغانستان وبيعته بيعة إمرة
بمعنى أن نقض بيعته يعد خيانة ونكثا ونقضا

فلا يجوز للشيخ أيمن نقض بيعته ولا الخروج عليه إلا أن يرى كفرا بواحا عنده من الله فيه برهان

وكل مبا يع للشيخ أيمن فبيعته لمن الشيخ أيمن مبايع له بمعنى أنه جندي للقائد المجاهد الملاعمر

ومن خلع هذه البيعة ونقضها ونكثها ولم يوف بها فهو خائن غادر ناقض للبيعة ناكث للعهد.

ومن زعم أن بيعة البغدادي للظواهري بيعة نصرة فعليه بالاتي:

أولا: إثبات أن بيعة البغدادي للظواهري لا تعد بيعة لأمير الشيخ الظواهري الملا محمد عمر؟
ثانيا: أن يعطينا الدليل على هذا الاستثناء ( كونها بيعة نصرة) ؟
ثالثا: أن يعطينا صيغة هذه البيعة والاتفاق عليها من قبل المبايع والمبايع له؟
زياد الحربي
26 03 2014, 06:04 PM
يا أبا سوسن هداك الله فكلامك لا يمت للشرع بصلة ..

فلا يوجد في الشريعة هذه البيعة المتعدية بل البيعة الشرعية الوحيدة هي بيعة أمير الأرض باسمه لا بيعة جندي من جنوده فهذه لا وجود لها مطلقا و هي من اختراعاتك العجيبة..

ففروع القاعدة بيعتها للشيخ أيمن و ليس للملا عمر و إلا لبايعوا الملا عمر مباشرة فكلا الرجلين في مكان واحد بعيدين عنهما و لا تربطهم بالملا عمر أية علاقة فلا هو يأمرهم ولا هم يستشيرونه ولا هو يتدخل في شؤونهم ..

و بيعة أيمن الظواهري للملا عمر ملزمة له لأنه أمير دولة ..

بينما بيعات فروع القاعدة للشيخ ايمن ليست ملزمة في شيء لأنه أولا ليس أمير دولة و ثانيا لأنه بعيد عنهم بحيث يتعذر استشارته في كل شيء و كثير من الأمور لا يحتمل التأخر ..
أحمد بن علي
26 03 2014, 06:17 PM
................................................................................ ...................
USMA SUNNI
26 03 2014, 06:34 PM
أرى أن أفضل حل لمسألة الخلاف الشامي
هو تكييف المسألة أولاً
ثم معرفة الحكم الشرعي ثانياً =حتى لانتخبط ونضل

فهل توافقون على أن تكييف المسألة هو على النحو التالي:
الشيخ: الجولاني = جندي في عنقه بيعه للبغدادي
الشيخ: البغدادي = جندي في عنقه بيعة للظواهري + مخول بقيادة فرع العراق والتمدد بشروط .
الشيخ: الظواهري = أمير في عنقه بيعة للملا محمد + مخول بقيادة جميع الفروع بصلاحيات واسعة.
الأمير: الملا محمد = أمير المؤمنين + شهد الجميع أنه لايطبق شرع الله في الأرض إلا دولته فبايعه رؤوس الجهاد = لذلك فمن تحتهم تبع لهم. أنت معزوم إلى الوليمة في الخيمة عند حليمة لكي تناقش-مع أعيان العشائر- علمك الغزير ورؤيتك الذهبية الفضية الملوخية،وجه مطلس !!!!
محمد سيف
26 03 2014, 06:59 PM
من قال ان الظواهري بايع الملا عمر الذي بايع الملا عمر هو الشيخ الشهيد اسامة بن لادن ولهذا قتلته امريكا لأنه مؤيد للملا عمر اما الظواهري لم يبايع الملا عمر من لديه دليل فلياتي به . وابوعمر البغدادي لم يبايع الظواهري وكذلك البغدادي لم يبايع الظواهري وكذلك الجولاني ليس للظواهري في رقبته بيعة فبيعته التي في رقبته فهى للبغدادي لكن الجولاني كان يمني نفسه باءن يكون امير على الشام ولهذا فهو حاول ان يتقرب للشبعب السوري بكل اطيافه لكنه فشل بسبب تدخل الاخوان المسلمون الذين لهم ثقل في الساحة السورية فسقط في يد الجولاني ثم جاء السروريون فزادوا الجولاني بلة وعندما دخلت الدولة الشام تيقن الجولاني ان امله على امارة الشام قد ذهب ادراج الرياح وصب جام غضبه على البغدادي بسبب ان البغدادي كان السبب الأهم في ضياع امله في حكم الشام فطالب البغدادي بالخروةج من الشام والعودة الى العراق ونسي الجولاني ان البغدادي اميره وعليه واجب الطاعة لاميره لكن الجولاني غدر وتحالف مع الاخوان ضد الدولة بسبب ان الاخوان منهجهم مخالف لمنهج البغدادي الذي يعتنقه وهو منهج الشيخ الاءمام محمد بن عبد الوهاب بينما الاخوان يتبعون منهج الاشعري وهاهو الجولاني تحالف مع الخوان ليس حبا فيهم لكن كرها للبغدادي . والظواهري يعلم ان منهج الجولاني هو نفس منهج البغدادي لكن الظواهري اراد ان ينتقم من البغدادي لأنه رفض مبايعة الظواهري فاخذ يحرض الجولاني على البغدادي ويطاله بالتعاون مع الاخوان على طرد البغدادي من الشام لكن البغدادي فهم اللعبة فستثمرها لصالحه فاخذ ينسحب من امام الجولاني ولا يتعرض له حتى يظهر لكل المجاهدين والشعب السوري ان الجولاني غدر باميره وهكذا صار فالجولاني اليوم فقد حاضنتة الشعبية فاصبح الشعب السوري يكره الجولاني بسبب اخطاءه التي يظن فيها ان الدولة تخاف من مجابهته وهذه اسوأ اخطاء الجولاني .

_________________________________________________________________

احتدام «حرب الإمارات» فوق الأراضي السورية بين «إمارات» معلنة وأخرى مخفية

 احتدام «حرب الإمارات» فوق الأراضي السورية بين «إمارات» معلنة وأخرى مخفية، في الوقت الذي تتغير فيه خرائط السيطرة على الأرض، وفق تطورات هذه الحرب التي من المتوقع أن تشهد فصولاً أكثر دموية في المرحلة المقبلة.

وتنتقل الأحداث في سوريا إلى مرحلة جديدة من مراحل تطورها، لا سيما في ما يتعلق باقتتال «الفصائل الجهادية» بين بعضها البعض.
وتتجه التطورات إلى تشكيل «إمارات» منفصلة في مناطق متعددة، بحيث يتولى كل فصيل أو مجموعة من الفصائل حكم «إمارة» خاصة به، تكون لها خطوط تماس مع «إمارة» أخرى، فإما أن تتفق فيما بينها أو تختلف وتتقاتل، الأمر الذي من شأنه أن ينقل الأزمة السورية إلى مستوى جديد من التصعيد والتعقيد، خصوصاً في ظل الدعم الإقليمي والدولي الذي ستحظى به بعض «الإمارات» عسكرياً أو لوجستياً أو تجارياً، وذلك تجسيداً من هذه الدول لسياسة العداء ضد النظام السوري من جهة، وتطبيقاً لسياسة التقسيم التي ما يزال شبحها يطوف فوق الخريطة السورية من جهة أخرصى.
وبغض النظر عما إذا كان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني قد أعلن «إمارته الإسلامية»، أو ينوي إعلانها لاحقاً عند توافر الشروط، ومنها الاتفاق مع باقي الفصائل - حيث وقع تضارب في تفسير تسجيله الصوتي المسرَّب قصداً - فإن سياسة «النصرة» تدل بما لا يدع مجالاً للشك على أنها تحاول السيطرة على قطعة من الأرض تكون لها فيها الكلمة الفصل.
وما الاشتباكات الدائرة منذ حوالي أسبوع بين «جبهة النصرة» وبين كتائب من «الجيش الحر» في ريف إدلب، قرب الحدود التركية، إلا الدليل على ذلك، وإن حاولت التمويه على غايتها الحقيقية بذريعة ملاحقة اللصوص، التي اعتمدتها كذلك «الجبهة الإسلامية» في إعلانها الحرب على فرع «لواء التوحيد» في مارع في ريف حلب.
ولن تكون «إمارة النصرة» هي الوحيدة بفعل الأمر الواقع، فالأكراد أنشأوا حكماً خاصاً بهم في مناطق تواجدهم في الحسكة والقامشلي، حيث لهم تماس مباشر ودموي مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش». ويخوض الطرفان معارك شرسة منذ أشهر عديدة.
كما أن «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، يسعى إلى السيطرة على مناطق من الغوطة الشرقية لضمها إلى معقله في مدينة دوما، والتصرف بها مثل «إمارة» خاصة به، وإن لم يعلن ذلك صراحةً.
ومن المتوقع أن تشهد، في إطار صراع «الامارات» على الأحجام والأوزان، مناطق كثيرة معارك عنيفة يبذل فيها كل طرف كل ما بوسعه من القتل والتدمير، لأنها حرب وجود ولم يعد ثمة مجال لبقاء الضعيف.
وكان الجولاني واضحاً في تعبيره عن هذه الحقائق في تسجيله المسرب، فهو يعي أن «إمارته» سيكون لها خطوط تماس مع كل أعدائه الآخرين، سواء من الجيش السوري أو الفصائل الأخرى، ونبّه عناصره إلى ما ينتظرهم على هذا الصعيد من معارك واشتباكات.
وإدراكاً منه أن خطوة «الإمارة» أو «تطبيق الشريعة» هي خطوة نوعية ومفصلية، فقد جدد التأكيد على مرؤوسيه بأنه لن يكون بإمكانهم التخلي عن هذا المشروع بعد السير فيه «فمن أراد أن يترك ليترك الآن» أما بعد ذلك فإنه ستكون هناك محاسبة قاسية لمن يترك.
وأيّاً كانت نسبة نجاح الجولاني في تحقيق هدفه بإقامة «إمارة» خاصة به، فإن من شأن مجرد السعي إلى ذلك أن يخلق تداعيات كثيرة، قد لا يدرك هو نفسه مدى امتدادها في شتى الأنحاء وعلى أكثر من صعيد.
وبالتجربة، فإن الجولاني ليس بالشخص الذي يمتلك رؤية إستراتيجية تمكنه من استشراف المستقبل القريب أو البعيد، فهو نفسه من هدد قبل حوالي أربعة أشهر بأنه سوف «ينفي داعش من سوريا ومن العراق أيضاً»، وإذا به يضطر إلى الهروب مع قادته و»أمرائه» تاركاً كامل المنطقة الشرقية، بعشائرها وحقول نفطها وحدودها، تسقط بين يدي خصمه اللدود.
وقد يكون أهم التداعيات نتيجة إعلان «الإمارة» هو أن الجولاني بدأ يسير علناً على خطى «أميره» السابق زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي. إذ انه وبرغم كل الأدبيات التي أغرق فقهاء «القاعدة» خصومهم بها عن عدم جواز إقامة «إمارات»، وشروط التمكين، ومبدأ الشورى الذي استطاب زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري ترديده بكثافة بعد «الربيع العربي»، يجد فرع «القاعدة في الشام» نفسه مضطراً إلى إعلان «الإمارة» بعيداً عن روحية تلك الأدبيات التي ثبت أنها لم تكن سوى ذر للرماد في العيون، في مرحلة حساسة لم تكن رياح الأمور فيها تسير كما تشتهي سفن «القاعدة».
فهل تتحمل الساحة السورية «بغدادياً» آخر يفرض نفسه حاكماً بأمر الله؟ وما مصير علاقة «النصرة» بحلفائها من الفصائل الأخرى، خصوصاً في المناطق التي قال الجولاني إنها مشمولة «بإمارته» مثل الغوطة ودرعا؟ وهل تحتمل الغوطة إقامة «إمارتين» على أراضيها، بينما الجيش السوري يتقدم فيها قاضماً المزيد من مناطق سيطرة المسلحين؟ وكيف سيستقبل قادة «النصرة في درعا» أمراءهم الهاربين من الشرقية، وعلى رأسهم «المفتي العام» أبي ماريا القحطاني وأبو حسن الكويتي وأبو الليث سلطان العطوي الذين وصلوا إلى درعا بعد سقوط مدينة الشحيل بيد «داعش» الأسبوع الماضي، لا سيما في ظل معلومات تؤكد أن «أمير النصرة في درعا» الأردني أبو جلبيب لم يكن راضياً عن تصرفات القحطاني في دير الزور؟.

_________________

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850d

السبت، 12 يوليو 2014

الجولاني يعلن «إمارة الشام»... الخلافة المعلنة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة... تزايد حركة «الهجرة» بعد إعلان «الخلافة»... زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية

    يوليو 12, 2014   No comments
____________________________________________________
«النصرة» لم تمت بعد: الجولاني يعلن «إمارة الشام»

صهيب عنجريني
اتضح أمس أن جهوداً كبيرة يبذلها زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، وبعون مباشر وأساسي من الشيخ السعودي عبدالله المحيسني، في مسعى لإعادة تنظيم صفوف جبهته. وكشف تسجيل صوتي مسرّب عن مخطط تعتزم «النصرة» من خلاله إقامة «إمارة الشام الإسلامية»، قبل أن يتم حذف التسجيل الذي يفتح مضمونه الباب أمام فصول جديدة من «الحرب الأهلية الجهادية»، تبدو الفصول السابقة أمامها مجرّد نزهة.



دقيقة واثنتان وعشرون ثانية هي كلّ ما تبقى من إعلان قيام «إمارة الشام» على لسان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، أمس. التسجيل الصوتي المسرّب الذي أعلن «الإمارة» تمّ حذفه عن المواقع التي نشرته كاملاً، وسارعت مصادر «النصرة» إلى تأكيد أن «أي تصريح صوتي أو كتابي لا يصدر عن مؤسّسة المنارة البيضاء أو أي جهة رسمية غير قابل للتصديق».

صفحات «الجهاديين» على مواقع التواصل الاجتماعي كانت قد شهدت جدلاً واسعاً بشأن صحة الأنباء التي تحدثت عن أن «الملا عمر (زعيم حركة طالبان) قد أعطى الضوء الأخضر لممثل جبهة النصرة لإعلان إمارة إسلامية تابعة له في الشام»، الأمر الذي نفته صفحات موالية لـ«طالبان»، قبل أن يُنشر التسجيل المنسوب إلى الجولاني في وقت متأخر من ليل أمس.
ويسارع مؤيّدو «النصرة» إلى الاحتفاء بالتسجيل وبـ«الإمارة» العتيدة. وقالت صفحات «جهادية» موالية لـ«النصرة» إنّ «إعلان الإمارة تم بالاتفاق مع أكبر الفصائل الإسلامية، كجيش المهاجرين والأنصار، والكتيبة الخضراء، وجند الأقصى، وجيش محمد، وأنصار الخلافة». كلام الجولاني جاء، كما يتضح من خلال التسجيل، وسط حشد من مؤيديه، قاطعوه مراراً بالتكبير والتهليل والهتاف: «كلنا قاعدة... كلنا أسامة... كلنا ظواهري... كلنا جولاني».
وسبقه في الحديث صوت أبو فراس الشامي الذي قال مخاطباً الحشد «بلا إطالة ومقدمات وتعريف، الكلمة الآن لشيخنا وأميرنا الفاتح أبو محمد الجولاني». وقال الجولاني مخاطباً الحشد إنه «قد آن الأوان أيها الأحبة لتقطفوا هذه الثمار. لقد جئتكم ببشرى والله. بملف نقيمُ به شرع الله عزّ وجلّ في هذه الأرض».
وأضاف: «قد آن الأوان أيها الأحبة لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام. نطبّق حدود الله عز وجل، ونطبّق شرعه بكل ما تقتضيه الكلمة من معنى. دون تهاون أو استهانة أو مواربة أو مداراة. (...) تحفظ حقوق المسلمين وتصون حرماتهم.

الجولاني: الخلافة المعلنة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة

تجبي الزكاة، وتقيم الحدود...». وخاطب الجولاني «جنود النصرة» بالقول: «أنتم أصحاب المشروع، فلا يزايدن عليكم أحد. (...) بيدكم هذا المفتاح (الإمارة) لا ينازعكم أحد غيركم لا في الشام ولا في خارجها». ونالت قضية «الخلافة» حيّزاً من الكلمة، فقال «هذا الخليفة (أبو بكر البغدادي) باطل، حتى لو قام بإعلان الخلافة ألف مرة، لا يجب على أي أحد أن ينخدع بهذا الأمر».
وأضاف: «خلافة تقام على هدم مشروع جهادي تحلم فيه الأمة منذ 1400 عام، خلافة تقوم على من أعان النظام في قتالكم، هي خلافة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة». كذلك أكد زعيم «النصرة» أنّ «الجبهة تملك قوة هائلة، قَلّ من يستطيع منافستها في أرض الشام»، متابعاً: «هذه الأمة سيكون لها خطوط تماس مع كل من يتربصون بالأمة شراً، من النظام والغلاة والمفسدين. (...) بعد اليوم لن يكون هناك انسحاب من أي منطقة مهما كان السبب. لن نرحم من يقف في وجه مشروع الإمارة كائناً من كان...». وبدا الجولاني معنياً بشرح «استراتيجيات الإمارة» للحشد، فأوضح أنه «في غضون أسبوع سيكون هناك محاكم شرعية في المناطق المحررة. (...) سيكون هناك جيش وإمارة. سيتم تقسيم الجيوش إلى كتائب وسرايا. سيكون هناك جيش في حلب، وجيش في إدلب. (...) إخوانكم في درعا سيلتحقون بكم. والأمر كذلك في الغوطة المحاصرة. سنضع استراتيجية لجمع هذه الإمارات في إمارة واحدة».
وأضاف مؤكداً أنه «بعد ذلك سيكون جيش عرمرم، يضرب اليهود ويتحدى الكل». وكشف عن أن الجيش سيقوده أبو قتادة الألباني، ويبدو أن الألباني كان حاضراً في المحفل، حيث خرجت أصوات الحضور تنادي: «بعدو بعدو بدنا نشوف الشيخ». قبل أن يقول الجولاني: «عليكم بالسمع والطاعة لهذا الشيخ، وأي جندي يعصيه فسوف يحاسب، مني أنا الى أصغر جندي». ثم يختتم ممهداً لكلمة يلقيها المحيسني. مصدر «جهادي» من «مبايعي النصرة» في حلب أكّد لـ«الأخبار» أنّ «الكلمة قد ألقاها الشيخ الجولاني بالفعل، ولكن ليس بهدف إعلان الإمارة على الملأ كما حاول الدواعش أن يروّجوا». وأوضح المصدر أن «الكلمة أُلقيت في ريف حلب، خلال مبايعة كتيبة صقور العز للشيخ الجولاني، وبحضور الشيخ المحيسني، وعدد من أبرز قادة الجهاد المبارك».
ويبدو أنّ أحد الحاضرين قد قام بتسجيل المجريات، قبل أن يُسرّب التسجيل لاحقاً. المصدر أكّد أنّ «البشريات ستتوالى في الأيام القادمة، وستسمعون عن بيعات وبيعات تُعيد نظمَ ما انفرط، وتعقد لواء النصر بيد الشيخ الفاتح، إن شاء الله».

_____________

تزايد حركة «الهجرة» بعد إعلان «الخلافة»

عبد الله سليمان علي

تستمر «جبهة النصرة» في محاولة لملمة ذيول الهزيمة التي تعرضت لها في المنطقة الشرقية على يد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وما استتبع هذه الهزيمة من فرار قادتها وسقوطها في مستنقع التشتت والتشرذم، الأمر الذي دفع في ما يبدو القيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى مد يد العون إلى فرعها في الشام، في الوقت الذي يلاحظ فيه أن حركة قدوم «المقاتلين الأجانب» إلى سوريا قد تسارعت وتيرتها منذ إعلان ما سمي «دولة الخلافة الإسلامية».
وثمة تحركات غريبة تجري في حلب وإدلب على صعيد تنقلات مقاتلي «جبهة النصرة»، وانسحابهم من بعض الأماكن والاحتشاد في أماكن أخرى.
وبينما ساد الاعتقاد أن هذه التنقلات تعود إلى سعي «النصرة» لإعادة لم شمل عناصرها، وتعزيز أماكن تواجدها في مناطق محددة تكون قريبة من الحدود التركية، بدل الانتشار على مساحات واسعة، مع ما يعنيه ذلك من زيادة ضعفها، فإنّ مصادر إعلامية مقربة من «داعش» لم تخف اعتقادها أن زعيم «النصرة» أبا محمد الجولاني ربما يخطط من وراء حشد عناصره قرب الحدود لإعلان «إمارة» خاصة به في شمال حلب، يكون مركزها مدينة إعزاز.
وفي ظل عدم إمكانية التأكد من صحة هذه المخططات لإقامة «إمارة»، بدا لافتاً أن يصدر بيان عن «جيش محمد في بلاد الشام» بقيادة أبي عبيدة المصري، وهو حليف لـ «جبهة النصرة» بل سرت أنباء في وقت سابق عن مبايعته لها، يعلن فيه عن نيته البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية و«إقامة الحدود» في كافة المناطق المسيطر عليها، معتبراً ذلك خبراً «كفجر الدجى، إذ انبثق من مدلهمات الأمور وسط عظائم الشرور».
يذكر أن أدبيات «جبهة النصرة» تنطلق من أنه لا يجوز إقامة الحدود أوقات الحرب، ما يطرح تساؤلات بشأن هذا التغيير المفاجئ على قناعة أحد أبرز التشكيلات المتحالف معها. والجدير بالذكر أن «جيش محمد» يسيطر على أجزاء من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، والتي ذكرت مصادر «داعش» أن «جبهة النصرة» تخطط لجعلها «عاصمة إمارتها» التي تنوي إعلانها.
من جهة ثانية، نفت مصادر إعلامية، مقربة من حركة «طالبان» افغانستان أن يكون الملا عمر قد أرسل إلى الجولاني مفوضاً إياه بإنشاء «إمارة» في الشام. والجدير بالذكر أن الجولاني يعتبر تابعاً للملا عمر لأن تنظيم «القاعدة» يعتبر «أمير» فرعه في الشام مبايعا لـ«إمارة أفغانستان» ويعمل بإشرافها وتوجيهها. وهو ما زاد الشكوك حول صحة الأنباء التي تحدثت عن نية الجولاني إنشاء «إمارة»، لكن يبدو أن خطوته لم تحظ بموافقة «أمرائه» المباشرين كأيمن الظواهري والملا عمر.
من جهة أخرى، يبدو أن الوضع الحرج الذي تمر به «جبهة النصرة» بعد هزيمتها في دير الزور، دفع بالقيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى إرسال بعض الكوادر للمساهمة في إعادة هيكلة الجسد العسكري و«الشرعي» لكيانها المتهالك، ومحاولة إنقاذها من حالة التشرذم والتشتت التي غلبت عليها، بعد تضارب الأنباء عن مصير كبار «أمرائها» وقادتها.
وقد يكون وصول الشيخ السعودي ماجد الراشد (أبو سياف) إلى سوريا، يأتي ضمن هذا السياق، لما يعرف عن هذا الشيخ من صلات قوية بتنظيم «القاعدة»، حيث قاتل معه في عهد عبدالله عزام وأسامة بن لادن قبل أن يعتقل في الرياض لمدة 17 عاماً. كما يعرف عن الشيخ عداوته الكبيرة لـ«داعش»، وربما هذه هي الميزة الأهم التي دفعت لإرساله في هذه الظروف.
وفور وصوله كتب الراشد، على حسابه في «تويتر»، «هنا أرض الشام. هنا أرض الملحمة. هنا الأرض المباركة فسطاط المسلمين»، معتذراً من أهله وأبنائه لأنه لم يستطع إخبارهم بذهابه «لأسباب أمنية» واعداً متابعيه أنه سيبدأ التغريد بعد العيد.
ولا تقتصر «الهجرة» إلى أرض الشام على مقاتلي «النصرة»، أو الكوادر التي ترسلها القيادة العامة لـ«القاعدة» لمساندتها، إذ يمكن القول أن حركة «الهجرة» شهدت تسارعاً ملحوظاً منذ الإعلان عن «دولة الخلافة» في الأول من رمضان، أو هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من الصفحات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من الفصائل «الجهادية»، والتي تتحدث بشكل شبه يومي عن وصول أعداد من «المقاتلين الأجانب».
ونشرت صفحة مقربة من «داعش» صوراً لاحتفال قالت أنه جرى لمناسبة استقبال 70 «مهاجراً» وصلوا أمس إلى سوريا، بينما كانت مصادر مقربة من «الدولة الإسلامية» قد سربت أن أعداد من وصلوا إلى «دولة الخلافة»، منذ الإعلان عنها، بلغ حوالي 370 «مهاجراً».
وكان الشيخ السعودي عبيد الشمري وصل إلى سوريا قبل أيام فقط من إعلان «الخلافة»، علماً أنه كان ملاحقاً من أجهزة المباحث في بلاده. وما له دلالته في هذا السياق أن الإعلام «الجهادي» التابع لـ«داعش» أطلق عصر أمس حملة أسماها «جمعة الهجرة إلى دولة الخلافة»، الأمر الذي يشير إلى أننا قد نشهد وصول المزيد من قوافل المقاتلين الأجانب إلى سوريا في الأشهر المقبلة.

_________________
 زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، والتي كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية في السجون، واطلق سراحها خلال صفقة تبادل عدد من راهبات دير معلولا 

قد لا يغلق السجال بسرعة في الصفقة التي أدت إلى مبادلة راهبات معلولا بـ150 معتقلة لدى الحكومة السورية. ولن يخرج قبل وقت طويل، تفسير لتصريحات رئيسة الدير بيلاجيا سياف المنتصرة لخاطفيها، من "متلازمة استوكهولم" والتعاطف المرضي للضحية مع خاطفها، أم من الاعتقاد الصادق للراهبة المسيحية مع من أساء إليها.
لكن الصفقة بين "النصرة" والاستخبارات القطرية تمت في النهاية، بعد مفاوضات دامت أشهرا، لم يفارقها أبدا اسم سجى حميد الدليمي، هدف العملية الأولى. فالأرملة العراقية، التي تقترب من الثلاثين من العمر، كانت دافعا رئيسيا لاختطاف الراهبات المعلوليات، ومحور المفاوضات التي دارت على جميع المسارات، قبل أن تصل إلى القناة القطرية، وتنجح.
فعندما أطلق سراحها على الحاجز الأخير للجيش اللبناني في عرسال، مع ابنيها أسامة وعمر وشقيقتها الصغيرة هاجر، استأنفت الطريق الذي قطع عليها اعتقالها من قبل الأمن السوري صبيحة الأول من تشرين الأول الماضي، عندما كانت تهم بلقاء أبيها حميد الدليمي في دير عطية، وعقد زواجها الثاني على "مجاهد" ليبي في "الكتيبة" الخضراء في يبرود، بعد أن كان قد خطبها من والدها قبل أشهر.
لكن الوصول إلى يبرود سبقته مفاوضات معقدة، اتضح في كل مراحلها أن إطلاق سراحها من سجنها السوري، هو مفتاح الحل، وان اللوائح التي كان يرفعها أبو عزام الكويتي إلى الأمن العام اللبناني، والتي اقتربت من ألف اسم نسائي، لم تكن أكثر من تغطية للهدف الحقيقي، سجى الدليمي، التي احتفلت "النصرة" بها وحدها، بينما كانت المطالب والأسماء تهبط إلى ما يقارب الـ 150 اسما في النهاية.
وكادت العملية كلها تتعطل، بانتظار أن تعبر الدليمية الحاجز الأخير نحو عرسال فيبرود، بينما لم يعبأ المفاوضون بمصير من تبقى من المعتقلات. وخلال المفاوضات الأولى في كانون الأول الماضي، طرح أبو عزام الكويتي شرط إطلاق سراحها مع ابنيها وشقيقتها هاجر، كمقدمة لأي مفاوضات وبادرة حسن نية من الحكومة السورية تجاه المفاوضين وهو ما رفضه السوريون على الفور.

فمن هي
سجى الدليمي؟
اكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر "النصرة" و"داعش" و"الكتيبة الخضراء"، ليس لموقعها "الجهادي" الشخصي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات "الجهادية" الثلاث، في العراق وسوريا. فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو احد "أمراء داعش" في سوريا، التي دخلها مع إخوة "الجهاد"، ومع أبي محمد الجولاني، منذ اللحظات الأولى للقتال في سوريا. وقتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ"داعش"، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 أيلول الماضي.
ورغم أنها نشأت على مهنة الحلاقة النسائية والخياطة في الانبار وعامرية بغداد، إلا انها تعرفت على "الجهاد" عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول فلاح إسماعيل جاسم، وهو احد قادة "جيش الراشدين"، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في العام 2010.
وتنخرط عائلة الدليمي بأسرها في "الجهاد"، وبرزت من شقيقاتها دعاء. ففي الثامن من أيلول العام 2008 دخلت دعاء حميد الدليمي تاريخ "الجهاد" العراقي، بوصفها الانتحارية الأولى التي "تخفق" في تفجير نفسها في تجمع كردي في اربيل. وكانت الدليمية الانتحارية قد لفت جسدها بحزام من ستة كيلوغرامات من مادة "سي فور"، ثأرا لزوجها حارث أمير "الدولة الإسلامية" في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله "الجيش الإسلامي"، لكن عطلا تقنيا أدى إلى نجاة اربيل من مجزرة.
ويقود شقيقها عمر الدليمي وحدة تابعة لـ"داعش" في القلمون. وفي صفوف "الكتيبة الخضراء" قاتل شقيقهما الصغير خالد، ذو الخمسة عشر عاما على جبهة قارة قبل سقوطها بيد "حزب الله" والجيش السوري في تشرين الثاني الماضي. وتجمع علاقات واسعة العائلة الدليمية، بقادة "النصرة" في يبرود و"داعش"، حيث عمل والدها قبل وفاته، إلى جانب "أمير جبهة النصرة" في القلمون أبي مالك التلي. 

مقطع فيديو تظهر فيه للمرة الأولى زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، والتي كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية في السجون، واطلق سراحها خلال صفقة تبادل عدد من راهبات دير معلولا  


__________________


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.