‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ وحضارة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تاريخ وحضارة. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 25 سبتمبر 2014

رسالة مفتوحة وجهها 126 عالما ومفكرا واكاديميا اسلاميا من مختلف دول العالم الى ابراهيم عواد البدري الملقب بـ "ابو بكر البغدادي" والى جميع المقاتلين والمنتمين الى ما يسمى تنظيم داعش

    سبتمبر 25, 2014   No comments
https://docs.google.com/a/reasonedcomments.org/viewer?a=v&pid=sites&srcid=cmVhc29uZWRjb21tZW50cy5vcmd8cmVhc29uZWQtY29tbWVudHN8Z3g6Mzg1OTBlNzM2NjEyMDRlNQ

اكد علماء ومفكرون واكاديميون اسلاميون ان الله كتب على نفسه الرحمة لقوله تعالى "كتب ربكم على نفسه الرحمة"، وكما جاء في الحديث النبوي الشريف "ان الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي"، وبالتالي فلا يجوز المساواة بين السيف والغضب والرحمة، ولا يجوز ان تكون الرحمة منوطة بجملة "بعث بالسيف".

وفي رسالة مفتوحة وجهها 126 عالما ومفكرا واكاديميا اسلاميا من مختلف دول العالم الى ابراهيم عواد البدري الملقب بـ "ابو بكر البغدادي" والى جميع المقاتلين والمنتمين الى ما يسمى تنظيم داعش .اكد وا انه "من المستحيل ان يكون إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم منوطا ببعثه بالسيف لأنه يجعل (خطأ) السيف بمستوى الرحمة الإلهية"، ومؤكدين ان "الجهاد بدون سبب مشروع ليس جهادا بل حرابة وإجرام".

وفصل هؤلاء العلماء رأيهم من خلال 24 محورا، هي: الاصول والتفسير، اللغة، الاستسهال، الاختلاف، فقه الواقع، قتل الأبرياء، قتل الرسل (السفراء)، الجهاد، التكفير، أهل الكتاب، الرق، الإكراه، النساء، الأطفال، الحدود، التعذيب، المُثلة، نسبة الجرائم الى الله تعالى تحت عنوان التواضع، تدمير قبور الأنبياء والصحابة ومقاماتهم، الخروج على الحاكم، الخلافة، الانتماء الى الأوطان، وأخيرا الهجرة.

وشدد هؤلاء العلماء في محور التفسير على "ان جميع ما جاء في القرآن حق، وكل ما في الحديث الصحيح وحي، فلا يجوز ان يترك البعض، وبالتالي يجب التوفيق بين النصوص قدر المستطاع او ان يكون هناك سبب واضح لترجيح امر على امر".

وأضافوا ان "من اهم أركان الاصول فهم اللغة العربية، وهذا يعني فهم علوم اللغة والقواعد والنحو والصرف والبلاغة والشعر وأصل الكلمات والتفسير، وبدون هذه العلوم فإن الخطأ محتمل، بل مؤكد"، مشيرين الى ان إعلان ما سميتموه (الخلافة) كان بعنوان (هذا وعد الله) وقصد صاحب الإعلان "بوعد الله" الآية الكريمة "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا، ومن كفر بعد ذلك فأؤلئك هم الفاسقون".

وفي تفنيدهم لهذا الرأي قالوا انه "لا يجوز ان تُحمل آية من آيات القرآن الكريم بشكل خاص على حدث حصل بعد 1400 عام من نزول القرآن، فكيف يقول ابو محمد العدناني بأن وعد الله هو الخلافة المزعومة، فعلى صحة زعمه كان عليه أن يقول (هذا من وعد الله)".

واستشهدوا على خطأ الفكر الداعشي في هذه المسألة بقوله تعالى "عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون"، موضحين ان الاستخلاف يعني "انهم حلوا في الارض بدل قوم آخرين ولم يعن أنهم حكام على نظام معين سياسي".

وبينوا انه لا يجوز ان يؤخذ مقتطف من القرآن بدون فهمه في سياقه الكامل خاصة في مسألة الجهاد، ولذلك كانت قلة قليلة فقط من الصحابة مؤهلة للإفتاء، لقوله تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، مشيرين الى انه "حينما يوجد اختلاف في الرأي فينبغي الأخذ بالأرحم ولا يشدد، ولا يظن ان الشدة هي معيار التقوى لقوله تعالى "واتبعوا احسن ما انزل اليكم من ربكم".

ولفتوا الى ان "معظم الناس الذين اسلموا عبر التاريخ اسلموا بالدعوة الحسنة مصداقا لقوله تعالى "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن"، مشيرين الى ان هناك دولا كبيرة اسلمت بدون فتوحات نتيجة الدعوة مثل اندونيسيا وماليزيا وافريقيا الغربية والشرقية.

واكدوا ان كلمة الجهاد مصطلح اسلامي لا يصح ان يستعمل ضد اي مسلم، وهذا اصل وأساس، مشيرين الى ان الجهاد مشروط بإذن الوالدين.

وقالوا ان الجهاد في الاسلام نوعان: الجهاد الاكبر وهو جهاد النفس، والجهاد الاصغر وهو الجهاد ضد العدو، لافتين الى انه ربما يأتي وضع معين على المسلمين لا يُستلزم فيه قتال ولا يجب فيه جهاد، وبالتالي فإن الجهاد بدون سبب مشروع وغاية مشروعة ومن غير اسلوب مشروع ومن دون نية مشروعة ليس جهادا بل حرابة وإجرام.

واشاروا الى شدة حرمة قتل النفس بصفته من اكبر الموبقات لقوله تعالى "من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا".

وأما في مسألة التكفير فقد اجمع هؤلاء العلماء على ان "الأصل في الاسلام ان من قال لا إله الا الله محمد رسول الله لا يجوز تكفيره"، لافتين الى ان التكفير من اخطر المسائل لأن فيه استحلالا لدماء المسلمين وحياتهم وانتهاكا لحرمتهم واموالهم وحقوقهم لقوله تعالى "ومن يقتل مؤمنا متعمدا، فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما".

___________

الأحد، 21 سبتمبر 2014

كيف تموّل قطر الإرهاب؟

    سبتمبر 21, 2014   No comments
كيف تموّل قطر الإرهاب؟

صباح نور الدين 

بحسب دراسة أجرتها مجلة الـ"تلغراف" البريطانية، فإن عدداً من الذين تابعوا سيطرة المسلحين "المتطرفين" على العاصمة الليبية، التفتوا الى أن "الميليشيات" هذه عصفت بطرابلس ما اضطر الحكومة الرسمية إلى الفرار وتسريع انهيار البلاد محولة إياها الى "دولة فاشلة القدرات".
وعلاوة على ذلك، فإن الأسياد الجدد (المتطرفون) لطرابلس هم حلفاء "أنصار الشريعة" (الحركة "الجهادية" الأكثر تطرفاً والمشتبه بضلوعها بقتل السفير الأميركي الى ليبيا كريستوفر ستيفنز وبمحاولة قتل نظيره البريطاني دومينيك اسكويث).

خطوة إلى الأمام قامت بها دول الخليج الثرية التي تمتلك مجموعة من معالم لندن، وتدّعي أنها واحدة من أفضل أصدقائنا في الشرق الأوسط.. إذ أن قطرهذه، مالكة مجموعة "هارودز" الأشهر عالمياً، عمدت الى إرسال طائرات شحن محملة بأسلحة لنصرة تحالف الإسلاميين، تحت عنوان "ليبيا الفجر".
ولدى تعقّب المسؤولين الغربيين للرحلات الجوية ذات الطابع العسكري، والتي تهبط عادة في مدينة مصراتة الليبية، الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرقي طرابلس، حيث معقل المسلحين الإسلاميين، كُشف أن قطر واصلت عملية إرسال الأسلحة الى ليبيا بعد سقوط العاصمة الليبية وزوال الحكومة السابقة، بحسب ما أكد مسؤول غربي.
ويضيف أن "قطر عمدت الى شراء العقارات في لندن، في ظل العمل ضد المصالح البريطانية في ليبيا مسلحة الجهاديين الذين حاولوا قتل أحد سفرائنا. دولة تمتلك أحد أغلى المباني السكنية في لندن، وأعلى مبنى في المدينة من جهة، وفي الوقت نفسه تعمل مع أناس من شأنهم تدمير المجتمع الغربي بكل سرور من جهة أخرى". والحقيقة هي أن البعض سيشعر بالصدمة.
ويشير التقرير الى أن  الدور القطري "راعٍ رسميٍ للمتطرفين"، شاملاَ  حركة "حماس" في غزة  مع المتطرفين الى جانب التنظيمات المسلحة في سوريا، ، بما في ذلك جماعات مرتبطة بتنظيم "القاعدة". ويقول "بات (ذلك) واضحاً للديبلوماسيين والخبراء. على اعتبار أن ترويج دولة قطر للتطرف قد أغضب جيرانها، في وقت اختارت  كل من السعودية، والبحرين، والإمارات سحب سفرائها من البلاد في آذار الماضي.
ويقول إن "سوريا مثلاً، قامت قطر بدعم "الثوار" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ظناً بأنه وبالسياسة هذه ستقف جنباً الى جنب والقوى الغربية لقيادة جزء كبير من العالم العربي. إنما قطر عمدت الى تسليح وتمويل الإسلاميين، أبرزها جماعة "أحرار الشام"، أو "أحرار سوريا". فقط في الأسبوع الماضي، أشاد وزير الخارجية القطري خالد العطية بالحركة مؤكداً "سورية" الجماعة، معتبراً أن مقاتليها "تكبدوا خسائر فادحة اثر محاربة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) التي تقف خلف اغتيال الرهينة البريطاني ديفيد هاينز، وموظفة الاغاثة البريطانية، والتي تحتجز الى جانب جون كانتلي وألان هينينغ".
في كانون الاول الماضي، أعتبرت واشنطن رجل الأعمال الأكاديمي القطري عبد الرحمن النعيمي، بأنه "إرهابي عالمي، متهمةً اياه بـ"ارسال ما يقرب من 366000 جنيه استرليني الى تنظيم القاعدة في سوريا، تحت غطاء يعرف بأبو خالد السوري، الذي تبين أنه أيضاً قيادي بارز في أحرار الشام"، الأمر الذي يؤكد لأميركا أذا صدقت المعلومات بأنه "ممثل تنظيم القاعدة"  بالتالي وجود تداخل واضح المعالم بين قيادة المجموعتين (القاعدة وأحرار الشام).
والنعيمي هذا، اتُّهم أيضا بنقله من الخزانة الأميركية مبلغ يقدر بـ2 مليون دولار في الشهر لدعم "القاعدة" في العراق، وما يعادل 250 ألف دولار إلى "حركة الشباب" التابعة للصومال، في وقت أكتفى النعيمي بنفى الأقوال هذه قائلاً إن "نقدي الخاص للسياسة الأميركية هو ما استفذهم".
وفي ظل هذا كله، فان مسألة عدم سعي الدولة القطرية الي اعتقال النعيمي ترك علامات تعجب كثيرة لدى النقّاد، إذ قال النائب المحافظ لشمال شرق كامبردجشاير ستيفن باركلي إنها "تتعلق بعمق هؤلاء الأفراد، عندما يكون هناك دليل كاف في مكان لتبرير إدراجه على لائحة العقوبات الأميركية، لا يزال البعض يتردد في طبيعة نشاطه التجاري".
من جهة أخرى، أشار ديبلوماسي في أحد بلدان الشرق الأوسط الى أن "جبهة النصرة كانت أحد المستفيدين من مساعدة قطر في أحد فترات العام الماضي. يمكن القول بأنهم جزئياً كانوا مسؤولين عن تمويل النصرة وتسليحها وتأمين متطلباتها كافة"، مضيفاً أنه "لم يكن هناك أي دليل على سخاء قطر (العسكري والمادي) بصورة مباشرة تجاه داعش، ولكن الأمر حدث عن طريق الصدفة بدلا من التصميم. أنا لا أعتقد أن لديهم أي نية لدعم "داعش"، نعم دعموا النصرة. انما بعض الألوية انشقت عن النصرة وانضمت لداعش وأخذت عتادها الكامل معها".
وظهر أربعة فروع لقطر تتعامل مع التنظيمات المسلحة في كل من سوريا وليبيا: وزارة الخارجية، ووزارة الدفاع، ووكالة الاستخبارات في البلاد، والمكتب الشخصي للحاكم أمير تميم بن حمد آل ثاني. ففي حالة سوريا، قطر تعتمد الى دعم المسلحين عبر تمرير مبالغ كبيرة إلى وسطاء في تركيا، ثم تستخدم الأموال هذه لشراء الأسلحة من بلدان ثالثة، لا سيما كرواتيا، واتخاذ الترتيبات اللازمة ليعاد نقلها إلى المسلحين في سوريا.
وفي نهاية الأمر، فان هناك أناساً حول الخليج يقومون بدعم أفراد ذي قيم قبيحة وغير قادرين على استيعاب مدى قباحة أفعالهم هذه.
_______________
ديفد بلير وريتشارد سبنسر

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

بيان مفتي السعودية عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ: تبصرة وذكرى || داعش والقاعدة عدو الإسلام الأول || جرائم ما يسمى بداعش والقاعدة وما تفرع عنها من جماعات ليس من الإسلام في شيء ||

    أغسطس 19, 2014   No comments
وجه مفتي المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ بياناً بعنوان "تبصرة وذكرى"  فيما يلي نصه :

الحمد الله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . . أما بعد :

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850d
أيها الإخوة والأخوات أحييكم بتحية الإسلام الخالدة , ذات المضامين الكريمة والمقاصد السامية .. فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى , ومن اشتغل بتقوى الله فالله كافيه . ومع هذه الظروف التي تعيشها الأمة الإسلامية اختلت فيها كثير من الأوطان , ومعها اختلت كثير من الأفهام , ولا شك أن أكثر الأفكار خطراً أفكار تسوق باسم الأديان , ذلك أنها تكسبها قداسة تُسترخص في سبيلها الأرواح , وحينئذٍ ينتقل الناس ــ والعياذ بالله ــ من التفرق الذي يعصم منه الدين , إلى التفرق في الدين نفسه , وهذا الذي حذرنا الله عز وجل منه في قوله (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) الأنعام: 159 .فإنه تعالى في هذه الآية يحذر المسلمين من أن يكونوا في دينهم , كما كان المشركون في دينهم , وتفريق دين الإسلام هو تفريق أصوله بعد اجتماعها , وهو كلّ تفريقٍ يفضي بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضاً , ومقاتلة بعضهم بعضاً في الدين , وليس في الإسلام جناية أعظم عند الله تعالى بعد الكفر من تفريق الجماعة , التي بها تأتلف القلوب , وتجتمع الكلمة , كما في قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران: 103 .
قال ابن مسعود رضي الله عنه ” يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة , فإنها حبل الله عز وجل الذي أمر به , وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة ”
والفرقة والخلاف لا تكون إلا عن جهل وهوى , كما أن الجماعة والائتلاف لا تكون إلا عن علم وتقوى .

إن المسلمين اليوم ــ والحال كما يعرف الجميع ــ في حاجة متأكدة إلى أن يتضلعوا علماً ومعرفة بهذا الدين القويم قبل أن يعرفوا به غيرهم , ليس ذلك في المسائل والأحكام فحسب , وإنما في مقاصده العظيمة الواسعة التي من أجلها شُرع , وعليها أُنزل , فإن الله تعالى ما أرسل الرسل , وشرع الشرائع إلا لإقامة نظام البشر كما قال تعالى ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) الحديد: 25 وشريعة الإسلام هي أعظم الشرائع وأقومها كما دلَّ عليه قوله تعالى ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ ) آل عمران: 19 وقد جاءت لما فيه صلاح البشر في العاجل والآجل .
والمقصد العام للشريعة الإسلامية هو عمارة الأرض وحفظ نظام التعايش فيها واستمرار صلاحها بصلاح المستخلفين فيها .
ومن أسس القرآن الواسعة : أن الأصل في الأشياء الإباحة ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ) البقرة: 29 وأن الأصل في الإنسان البراءة : ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) الروم: 30 وهاتان القاعدتان هما أساس كل تشريع وحرية.
ولا تتم كل الأسس وتقوى على النهوض إلا بمعرفة أن سماحة الإسلام هو أول أوصاف الشريعة الإسلامية وأكبر مقاصدها . كما في قوله تعالى ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) البقرة: 185 وقوله ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج وقوله ( رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ) البقرة: 286 وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ” أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة ” . والحنيفية ضد الشرك , والسماحة ضد الحرج والتشدد . وفي الحديث الآخر عنه صلى الله عليه وسلم : ” إن الدين يسر , ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه ” .
واستقراء الشريعة يدل على أن السماحة واليسر من مقاصد هذا الدين . وقد ظهر للسماحة أثر عظيم في انتشار الإسلام ودوامه , فعلم أن اليسر من الفطرة , لأن في فطرة الناس حب الرفق . وحقيقة السماحة التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط , والوسطية بهذا المعنى هي منبع الكمالات , وقد قال الله تعالى في وصف هذه الأمة : ( وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) البقرة: 143 .

وعلى ضوء هذه المقاصد العظيمة , تتجلى حقيقة الوسطية والاعتدال , وأنها كمال وجمال هذا الإسلام , وأن أفكار التطرف والتشدد والإرهاب الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء , بل هو عدو الإسلام الأول , والمسلمون هم أول ضحاياه , كما هو مشاهد في جرائم ما يسمى بداعش والقاعدة وما تفرع عنها من جماعات , وفيهم يصدق قوله صلى الله عليه وسلم : ” سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان , سفهاء الأحلام , يقولون من خير قول البرية , يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم , يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية , فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم عند الله يوم القيامة”.
وهذه الجماعات الخارجية لا تحسب على الإسلام , ولا على أهله المتمسكين بهديه, بل هي امتداد للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب , فاستحلت دماءهم وأموالهم .
وندعو في هذا الصدد إلى توحيد الجهود وتنسيقها التربوية والتعليمية والدعوية والتنموية لتعزيز فكر الوسطية والاعتدال النابع من شريعتنا الإسلامية الغراء بصياغة خطة كاملة ذات أهداف واضحة مدعمة بخطة تنفيذية تحقق تلك الأهداف المنشودة واقعاً ملموساً .
هذا وإن العالم اليوم وهو يضطرب من حولنا , علينا في المملكة العربية السعودية وقد أنعم الله علينا باجتماع الكلمة ووحدة الصف حول قيادتنا المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله , علينا أن نحافظ على هذا الكيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً , وألا نجعل من أسباب الشقاق والخلاف خارج الحدود أسباباً للخلاف فيما بيننا , فكلنا ولله الحمد في المملكة العربية السعودية موحدون ومسلمون , نحافظ على الجماعة , ونلتزم الطاعة في المعروف , ونحمل أمانة العلم والفكر والرأي والقلم ويوالي بعضنا بعضاً ولاءً عاماً , ويعذر بعضنا بعضاً فيما أخطأنا فيه , سواء في ذلك العلماء والأساتذة والكتاب والمثقفون وسائر المواطنين , ندير حواراتنا حول ما يهمنا من قضايا الدين والوطن بأسلوب الحوار الراقي الذي لا يُخوَّن ولا يَتَّهم , فكلنا في هذا الوطن سواء , لنا حقوق وعلينا واجبات . نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وأن يقيَنا وإياهم الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يصلح أحوال المسلمين إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .


المفتي العام للمملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ

________________________________________________________________________________
رأي وتحليل

لماذا هو خطر على السعودية؟ داعش... الوعد الوهابي المؤجّل

 فؤاد إبراهيم *

من أجل تقدير دقيق للخطورة المتمثّلة في مشروع «داعش»، لا بد من قراءة إجمالية للعقل السياسي السعودي. فالدولة السعودية الوهابية التي نشأت في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي عقب تحالف الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود عام 1744 والذي أسّس لدولة دينية تقوم على تقاسم السلطة بين الشيخ والأمير، أريد لها الانفراد بالتمثيل السياسي السني، بما يحول دون نشوء أي كيان آخر منافس داخل المجال الإسلامي العام.

في داخل المجال الديني الوهابي، خاض حرّاس المذهب تحديّات متعاقبة لجهة إبقاء الدولة السعودية داخل نطاق تأثير التعاليم الوهابية التي وضعها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسائله ومصنّفاته وسيرته. وجرت محاولات فردية أحياناً وجماعية أحياناً أخرى لجهة إعادة وهبنة الدولة السعودية ولكن باءت المحاولات بالفشل.
من بين المحاولات الفردية، ما قام به الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، أحد أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان بمثابة المفتي العام في الدولة السعودية الثانية، وقد بعث رسائل الى الأمير فيصل بن تركي آل سعود (1788 ـ 1865) يذكّره بالأساس الديني الذي قامت عليه الدولة السعودية: «وأهل الاسلام ما صالوا على من عاداهم، الا بسيف النبوة، وسلطانها، وخصوصاً دولتكم، فإنها ما قامت الا بهذا الدين...» (الدرر السنية في الاجوبة النجدية، جمع عبد الرحمن بن محمد النجدي، الطبعة السابعة، 2004، الجزء 14 ص 70).

 
كانت معركة السبلة عام 1929 مواجهة بين الدولة السعودية المحدّثة وحرّاس الوهابية

وقد حذّر علماء المذهب الوهابي أمراء الدولة السعودية الثانية من العواقب الوخيمة التي آلت اليها أمور الدولة السعودية الأولى، حين غيّر الأمير سعود بن عبد العزيز بن محمد طريقة والده (وبغاها ملكاً) بتعبير الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، أي حين «طغت أمور الدنيا على امر الدين»، بحسب قوله (الدرر السنية في الاجوبة النجدية، ج14 ص 123). فقد أراد الشيخ عبد الرحمن تأكيد دور الدين في بقاء واستقرار وقوة الدولة ووحدتها وتمركزها النجدي، ولذلك طالبه بشدة بأن يجعل الحكم أمر دين (الدرر السنية، ج14 ص 124).
تكشف رسائل المشايخ في سنوات لاحقة عن إحباط شديد إزاء جنوح الدولة السعودية بعيداً من المبادئ الوهابية، واتسعت هوّة الخلاف بين الطرفين، وفيما كان الحكّام السعوديون يصرّون على بقاء مصدر المشروعية الدينية فاعلاً في البيئة الشعبية الحاضنة لحكمهم، أي نجد، فإنهم في المقابل واجهوا تحدّيات جمّة تفرضها متطلبات التحديث، بما في ذلك استعارة أنظمة وتشريعات غير مستمدة مباشرة من الكتاب والسنّة، واعتبره العلماء اختراقاً لمجالهم السيادي، كون التشريع يمثّل امتيازاً خاصاً لهم، وهو ما دفع المفتي الأكبر ورئيس القضاة في عهد الملك فيصل، الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ لوضع «رسالة في تحكيم القوانين» (مكة 1960) جاء فيها ما نصّه «أن الحاكم بغير ما أنزل الله كافر، إما كفر اعتقاد ناقل عن الملة، وإما كفر عمل، لا ينقل عن الملة». وسئل المفتي السابق، الشيخ عبد العزيز بن باز (1999): هل يعتبر الحكّام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كفاراً...؟ فأجاب: فمن حكم بغير ما أنزل الله يرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر (انظر: مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز، المجلد الرابع، ص 416).
وقد فهم طلاّب الشيخ بن باز ومن جاء بعدهم، خصوصاً من «الجهاديين» في «القاعدة» و «داعش» تلك الفتاوى على أن النظام السعودي في مقدمة المستهدفين بفتاوى الشيخين ابن ابراهيم وبن باز. وقد أسست تلك الفتاوى لتكفير الدولة السعودية كونها حكّمت قوانين وضعية في المحاكم.
وكان أول خلاف بين آل سعود وقاعدتهم الشعبية برز في النزاع بين ابن سعود وجيشه العقائدي المتمثل في «الاخوان»، حول إبقاء الصلاحية العملانية للتصوّر العقدي الوهابي القائم على التكفير والهجرة والجهاد مفتوحة، وقد أخذوا عليه أنه «عطّل فريضة الجهاد» الى جانب إدخاله البدع «اللاسلكي والتلغراف» الى بلاد الإسلام.
كانت معركة السبلة عام 1929 بين ابن سعود والاخوان مواجهة بين الدولة السعودية المحدّثة وحرّاس الوهابية في نسختها الأصلية. قُضِيَ على الإخوان بدعم عسكري بريطاني وجرى استيعاب فلولهم داخل مؤسسات الدولة.
وجرت محاولة أخرى في منتصف الستينيات من القرن الماضي من قبل شباب يتحدّر بعضهم من «الإخوان» بتأسيس جماعة دعوية أطلقت على نفسها «الجماعة السلفية المحتسبة»، واختارت المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز، مرشداً لها، وما لبث أن طوّر قادة الجماعة من أفكارها وأساليبها وراحوا يصوغون رؤية دينية وسياسية والانتقال من مرحلة الدعوة السلمية الى مرحلة المواجهة المسلحة لناحية ليس إعادة وهبنة الدولة السعودية فحسب بل والانتقال الى مرحلة متقدّمة في الصراع الكوني، والذي توّج باندلاع حركة تمرّد مهدويّة داخل الحرم المكي في نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 بقيادة جهيمان العتيبي الذي قتل ورفاق دربه وفشلت الحركة في تحقيق اهدافها.
من يقرأ سيرة أفراد الطبقة القيادية في التنظيم يجد أن هؤلاء تشرّبوا العقيدة الوهابية

لا بد من الإشارة الى أن رسائل جهيمان باتت مكوّناً أساسياً في أدبيات السلفية الجهادية الممثلة حالياً في «القاعدة» و»داعش». حدّد جهيمان في «رسالة الإمارة والبيعة والطاعة وحكم تلبيس الحكام على طلبة العلم والعامة»، وظيفة الحاكم وقال بأن «واجب الخليفة هو تحكيم الشريعة»، وإلا «فقد ضل عن سبيل الله...». وكان يعتقد جهيمان بأن واقع حال المملكة السعودية هو «تعطيل الحكم بكتاب الله». وبحسب مقاربة الشيخ محمد بن ابراهيم والشيخ بن باز فإن من هذه حاله يعتبر كافراً.
توارى جهيمان جسداً وبقيت أفكاره تتفاعل في طبقات المجتمع الوهابي، وبعد غزو نظام صدام حسين للكويت في آب 1990، ولدت حركة اعتراضية من داخل المجتمع الوهابي عرفت لاحقاً بتيار الصحوة بقيادة مشايخ من الطبقة الثانية في التراتبية الوهابية في المملكة السعودية أمثال: سفر الحوالي وسلمان العودة وناصر العمر وعايض القرني وعادل الكلباني وغيرهم، وزوّدوا الساحة المحلية بفيض من الخطابات الاحتجاجية ضد المخالفات الشرعية للنظام السعودي في ضوء ما ورد في رسائل جهيمان. وكان إصدار «مذكرة النصيحة» في يوليو/ تموز 1992 والتي حملت توقيعات 108 من المشايخ والقضاة والدعاة وأساتذة الجامعات الدينية والأكاديميين والأطباء والمهندسين المصنّفين على التيار الديني الوهابي، يعتبر ذروة النشاط الاحتجاجي الوهابي في المملكة، حيث طالب الموقّعون بإعادة أسلمة الدولة السعودية على منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب. وكان المطلب الرئيسي في «المذكرة»: «وجوب التحاكم الى شرع الله وتحكيمه في جميع شؤون الفرد والأسرة والدولة وفي علاقة الأمة بالدولة، وفي علاقة الدولة والأمة بغيرهما من الدول والأمم...». وبالعودة الى أدبيات القاعدة، سوف يظهر بأن التركة الصحوية، خصوصاً ما يتعلق منها بالسعودية، شكّلت الخلفية الفكرية والسياسية لتنظيمات السلفية الجهادية في الجزيرة العربية المرتبطة بالقاعدة، واندغمت بصورة تلقائية وسلسة في البنية الإيديولوجية لدى «داعش».
من الضروري لفت الانتباه الى أن عقيدة «داعش» لا تختلف عن عقيدة أي تنظيم سلفي جهادي أو صحوي. وعودة سريعة الى المكتبة العقدية المثبتة على المواقع الاكترونية لتنظيم «داعش» سوف تنفر الهوية العقدية لدى التنظيم. من نافل القول، إن مؤلفات محمد بن عبد الوهاب مثل «كتاب التوحيد» و»كشف الشبهات» و»نواقض الاسلام»، وغيرها يجرى توزيعها في المناطق الخاضعة لسيطرة «داعش»، ويتم تدريسها وشرحها في الدروس الدينية الخاصة التي يعقدها الجهاز التربوي في التنظيم.
علاوة على ذلك، من يقرأ سيرة أفراد الطبقة القيادية في تنظيم «دولة العراق الاسلامية» وتالياً «الدولة الاسلامية في العراق والشام» أو «الدولة الاسلامية» سوف يجد وبسهولة متناهية أن هؤلاء تشرّبوا العقيدة الوهابية وأتقنوا العمل بكل تفاصيلها... بل يتعمَّد كتّاب سيرهم التشديد على عبارة «يسير على منهج السلف»، أي يعتنق المذهب الحنبلي الوهابي. هذا ما نقرأه في سيرة: ابو عمر البغدادي وخلفه ابو بكر البغدادي، ووزير الحرب السابق ابو حمزة المهاجر المصري، ووزير الاعلام والمتحدث الرسمي باسم الدولة أبو محمد العدناني الشامي وغيرهم.
أبو عمر البغدادي، أول أمير للمؤمنين في «دولة العراق الاسلامية» عام 2006، صاغ على سبيل المثال ثوابت دولته المأمولة فكانت سلفية وهابية، وهو من أعدّ الوثيقة التعريفية بعقيدة «الدولة» ومن بين أهدافها: أولاً: إقامة الدين ونشر التوحيد «الذي هو الغاية من خلق الناس وإيجادهم والدعوة إلى الإسلام...». وهو التعريف الذي يمكن العثور عليه في رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب وشروحات كتاب التوحيد من مشايخ الوهابية.
إذاً مشروع «داعش» ليس شيئاً آخر غير إعادة إحياء وهابية الجيل المؤسس، وهو ما يبعث القلق لدى آل سعود، لأن التصحيح في المشروع الوهابي يأتي هذه المرة من خارج الدولة السعودية، ويبطن تقويضاً لمشروعيتها.
وشأن كل التنظيمات السلفية الوهابية، فإن تكفير الآخر، مسلماً كان أم كتابياً، بات سمة راسخة في عقيدتها، ببساطة لأن المواصفات الصارمة المطلوبة في الانسان المسلم بحسب رؤية هذه التنظيمات لا تنطبق سوى على المنضوين تحت راية الوهابية. الطريف أن قيادة تنظيم «داعش» تلوذ بالمنطق ذاته لدى محمد بن عبد الوهاب حين وجّهت له تهمة التساهل في تكفير المخالفين. يقول ابو عمر البغدادي في بيان عقيدة «الدولة» في كلمته بعنوان: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّي) في 13 مارس/ آذار 2007:
«وقد رمانا الناس بأكاذيب كثيرة لا أصل لها في عقيدتنا، فادَّعوا أننا نكفر عوام المسلمين ونستحل دماءهم وأموالهم».
وحين رد التهمة لجأ البغدادي الأول لمنهجية محمد بن عبد الوهاب نفسها في تكفير الآخر ولكن بطريقة مواربة. وحين نعود الى المصنّفات الوهابية في التكفير لا نجد البغدادي إلا مقلّداً ومردّداً لمقولات الوهابية في التفكير.
ثوابت «الدولة» كما حدّدها أبو عمر البغدادي تكاد تكون منقولة حرفياً من المرجعيات الوهابية مثل «وجوب هدم وإزالة كل مظاهر الشرك، وتحريم وسائله...»، و»من نطق بالشهادتين وأظهر لنا الإسلام ولم يتلبس بناقض من نواقض الإسلام عاملناه معاملة المسلمين...»، وأن «الكفر كفران: أكبر وأصغر»، و»وجوب التحاكم إلى شرع الله من خلال الترافع إلى المحاكم الشرعية في الدولة الإسلامية، والبحث عنها في حالة عدم العلم بها، لكون التحاكم إلى الطاغوت من القوانين الوضعية والفصول العشائرية ونحوها من نواقض الإسلام...». والنقطة الأخيرة تبدو واضحة في أن من يتحاكم الى غير محاكم «الدولة» يكون قد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام وبذلك يصبح كافراً، وبالتالي فإن الغالبية الساحقة من المسلمين هم كفّار كونهم يتحاكموا في غير محاكم «الدولة»!
كخلاصة، فإن داعش وفق المعطيات سالفة الذكر يمثّل أشد الجماعات التكفيرية إسرافاً في إطلاق أحكام التكفير حتى لا تكاد تجد مسلماً خارج نطاق «داعش»، وفي ذلك التزام أمين بالتصوّر الوهابي الأول للعالم.

من التوحش الى التمكين

يصوغ منظّرو «القاعدة» و»الدولة» استراتيجية شاملة للتغيير تقوم على ثلاث مراحل: النكاية والإنهاك، التوحش، التمكين (= قيام الدولة). وتشتمل مرحلة التوحّش على مهمات كثيرة منها رفع الحالة الايمانية لتسهيل استقطاب الناس الى صفوف العاملين: «عبر توجيه رسول من التنظيم للإدارة المسؤولة عن المناطق المجاورة لدعوتها للدخول في ولاء أهل التوحيد والجهاد...» (أبي بكر ناجي، إدارة التوحش، سلسلة مقالات في فقه التغيير، الحلقة الاولى من سلسلة تحفة الموحدين في طريق التمكين، مركز الدراسات والبحوث الاسلامية، د.ت، ص47).
وفي نهاية المطاف، فإن استراتيجية السلفية الجهادية تقوم على رؤية عقدية وهو ما ينعكس على تصوّرها للمعركة «أن معركتنا هي معركة توحيد ضد كفر وإيمان ضد شرك، وليست معركة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية...» (أ.ناجي، إدارة التوحّش، مصدر سابق ص112).
ويرسم الشيخ أبي بكر ناجي صورة مثالية لمهمات إدارة التوحش، من بينها: إقامة القضاء الشرعي بين الذين يعيشون في مناطق التوحش، العمل على بث العلم الشرعي الفقهي (الأهم فالمهم) والدنيوي (الأهم فالمهم). وخصائص مرحلة التوحّش تكاد تشبه خصائص الإمارة الدينية التي أقامها محمد بن عبد الوهاب في الدرعيّة، وسط نجد، حين طبّق رؤيته الدينية الصارمة في إدارة شؤون العباد، لتطبيق الشريعة وإقامة الحدود، وجبي أموال الزكاة والغنائم.
وهنا مكمن الخطورة على الدولة السعودية التي تمثّل الوهابية، الإيديولوجية المشرعنة لها، حيث يعتنق «داعش» مشروعاً أممياً ناضلت الوهابية منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي من أجل تحقيقه ولكن تمّ القضاء عليه نتيجة إذعان عبد العزيز آل سعود لقوانين النظام الدولي حينذاك.
قيام «الدولة الاسلامية» وفق رؤية عقدية وهابية، يشكّل خطراً جديّاً بالنسبة إلى السعودية التي تسعى إلى تقويض أي مشروع أممي قد يصل الى داخل حدودها... في واقع الأمر، أن «داعش» هو البديل العملاني من شبكة «القاعدة» التي تخسر فروعها لمصلحة «الدولة الاسلامية» التي لم تعد مقتصرة على العراق والشام، وإنما باتت مفتوحة على المكان، فكل أرض خضعت تحت سيطرة «الدولة» باتت جزءاً من سيادتها.
ويعطي أبو محمد العداني توصيفاً خاصاً للدولة بما نصّه: «الدولة الإسلامية ما وُجِدت قديماً وحديثاً إلا لتحقيق هذه الغاية التي هي حمل الناس كافةً على التوحيد والاحتكام بشرع الله ليكونوا أمةً واحدة...».
إنها بكلمات أخرى دولة حرب، تستمد وجودها ومشروعيتها من إيديولوجية الفتح، أي النزاعات مع الدول الأخرى وعلى القطيعة والخصومة معها، فهي تريد أن تحكم بالسيف لتطبيق الشرع!
ولذلك، نلحظ كيف تدرّج مشروع «الدولة» من كونه خاص بالعراق ولأهل السنة فيه على وجه الخصوص حين أعلن عن «الدولة الاسلامية في العراق» (تشرين الأول/ أكتوبر 2006)، ثم تحوّل الى مشروع يضم العراق والشام (داعش)، أي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (9 نيسان 2013)، وأخيراً أصبح مشروع خلافة إسلامية وصار اسمها «الدولة الاسلامية» (29 حزيران 2014)، وهذه مفتوحة على الأرض.
لمعرفة أهداف «الدولة» نعود الى كلمة الأمير السابق للدولة الاسلامية في العراق ابو عمر البغدادي في سياق رصده لمكاسب «مجاهدي» الدولة بعد أربع سنوات من ولادتها، ويضع في الناحية العقدية «ففي فترة زمنية قياسية درب جيل كبير من الشباب على عقيدة الولاء والبراء المنسية...»، ولا تتحقق هذه العقيدة إلا في وجود جماعة، وتعليل ذلك: «أن الجماعة هي تجسيد عملي لحقيقة الولاء والبراء في الإسلام، فارتباط المؤمنين في جماعة واحدة بعد ارتباطهم بالتوحيد هو الذي يجسد هذا الإيمان في واقع الحياة». فهي إذاً دولة دعوية لا صلة لها بالدول المتعارف عليها.
في ضوء الأدلجة الفارطة للدولة، نجد أنفسنا أمام الرؤية الوهابية النقيّة التي صاغها محمد بن عبد الوهاب حين أقام إمارة دينية تكون منصّة لإطلاق مشروع الخلافة الاسلامية القائمة على: التوحيد، والولاء والبراء، والهجرة والجهاد.
ثمة دلالة كبيرة في دعوة أبي بكر البغدادي، خليفة «الدولة الاسلامية» في خطبته في المسجد الكبير في الموصل في 4 تموز الماضي المسلمين عموماً بالانضواء في الدولة والهجرة اليها، «فيا أيها المسلمون في كل مكان؛ مَن استطاع الهجرة إلى الدولة الإسلامية فليهاجر، فإن الهجرة إلى دار الإسلام واجبة... ففرّوا أيها المسلمون بدينكم إلى الله مهاجرين...».
إن عبارة «الهجرة الى دار الإسلام واجبة...» كفيلة بالكشف عن حقيقة عقدية لدى البغدادي وأهل دعوته، فمجرد الدعوة الى الهجرة يعني أن ثمة دار شرك يراد الهجرة منها الى مكان آخر، كالهجرة من مكّة الى المدينة، وأن تكون الهجرة واجبة تعني أن المشروعية الدينية باتت محصورة في النطاق الجغرافي للدولة الاسلامية التي يتولى أمرها ابو بكر البغدادي. هنا نستحضر تجربة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وانتقاله من العيينة الى الدرعيّة وسط نجد، حين دعا أنصاره بالهجرة الى الدرعية باعتبارها دار الإسلام وأن الهجرة اليها واجبة، وما عداها يصبح تلقائياً دار كفر.

السعودية... في مرمى «الدولة»

باتت السعودية اليوم من بين مجموعة دول تضم الأردن وبلاد المغرب ونيجيريا وباكستان واليمن، من ضمن الدول المرشحة لأن تكون ضمن مناطق التوحش، لوجود عمق جغرفي وتضاريس تسمح بإقامة مناطق تدار بنظام إدارة التوحش، وضعف النظام الحاكم وضعف حضوره العسكري في الأطراف، وجود مد إسلامي جهادي واعد، طبيعة الناس في هذه المناطق، انتشار السلاح بأيدي الناس فيها (أ. ناجي، طريق التمكين، مصدر سابق 8 ـ9).
ومن الضروري الإشارة الى أن مرحلة إدارة التوحش تكون تمهيدية لمرحلة التمكين، وإن ادخال السعودية ضمن استراتيجية التغيير يعني أن داعش يستعد لتحقيق الوعد الوهابي المؤجل بإقامة الخلافة.
استبشر كثير من المقرّبين من النظام السعودي بسيطرة «داعش» على الموصل وتمدّده الى محافظات عراقية أخرى، وبالغ البعض في وصف ذلك، فبين من أسبغ على مقاتلي داعش صفة «الثوار»، وبين من اعتبر فعله «حركة تحرير»، ولكن ما لبّث أن انقلب المزاج العام بصورة دراماتيكية، منذ الإعلان عن إقامة «دولة الخلافة»، وبدء الحديّث عن تمدّد «الدولة» الى الجنوب، الى حيث «الجزيرة العربية».
فوجئت السلطات السعودية بالمنسوب المرتفع من التعاطف مع «دولة الخلافة» وسط القاعدة الشعبية الوهابية، إلى درجة أن حملات الكترونية انطلقت بصورة متزامنة تشيد بإعلان الدولة وتعلن البيعة لأميرها أبي بكر البغدادي.
اكتشفت السعودية بأن ثمة مجتمعاً داعشياً ثاوياً وسط المجتمع الوهابي الذي تعتقد بأنها تديره وتسيطر عليه. تنبّه آل سعود الى أن انبعاثاً وهابياً انطلق من خارج الحدود هذه المرة ويمثّل أكبر وأخطر تهديد واجهه النظام السعودي منذ نشأته.
خطورة «الدولة الاسلامية» تكمن في اعتناقها ذات المدّعيات العقدية وتبشيرها بنفس التعاليم الدينية التي صاغها المؤسس محمد بن عبد الوهاب، وتزيد على ذلك أنها تحمل في طياتها الوعد المؤجل منذ قرنين، أي إقامة دولة الخلافة، وصنع ما أخفق في صنعه مشايخ الوهابية و»الاخوان» و»حركة جهيمان» و»مشايخ الصحوة» و»قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» وغيرها من المحاولات الفردية والجماعية.
حارب آل سعود أنظمة الحكم الدينية بعد اندلاع الربيع العربي، وخصّصوا ميزانيات ضخمة لإسقاط حكم الاخوان في مصر كي لا ينشأ نموذج حكم إسلامي ينافس ويقوّض مشروعية النظام السعودي، ولكن برز إليهم من داخل المجال الوهابي من يحمل مشروعاً منافساً ويملك من الأفكار التحريضية، والمبررات الدينية، والقوة العسكرية والبشرية ما يجعله بديلاً محتملاً، وسط بيئة بدت كما لو أنها منقسمة على ذاتها، يكشف عن ذلك توجيه شباب على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة الى أمير المؤمنين في «الدولة الاسلامية» للقدوم الى الحجاز لتحرير مكّة من آل سعود!

___________________________
* باحث وناشط سياسي ــ السعودية
___________________________



للنقاش: هل «داعش» نبتة سلفية؟


تغريدة لامام الحرم المكي السابق الكلباني يؤكد “ سلفية داعش تثير جدلا

ـ اثارت تغريدة إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة السابق الشيخ عادل الكلباني تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” حين وصف تنظيم «داعش» بأنه نبتة سلفية وتلك حقيقة يجب مواجهتها بشفافية، حسب ما نقلت صحيفة المرصد.
حيث عقب الدكتور دايل الشهراني بحسب صحيفة “الجزيرة” قائلا (داعش صناعة استخباراتية يا شيخ عادل بارك الله فيك)، فقال الكلباني (كل ما فعله العدو هو استغلال للفكر). ومضى الكلباني في القول: إن (فرعونية الفكر لا بد أن يكون نتاجها داعشية الفعل)، وفي تغريدة أخرى أورد الكلباني: (لم أقل سلفية، قلت نبتة سلفية وفرق بينهما واضح)، وتابع (التبديع والتفسيق والتضليل نواة للحكم بالردة والتكفير، ومن ثم استحلال الدم والمال والعرض).

وتحت وسم (‫#‏الكلباني_داعش_نبتة_سلفية) تباينت التعليقات بين مؤيد ومعارض لوجهة نظر الشيخ الكلباني، فبدا الكاتب محمد علي المحمود مؤيدا حين قال في تغريدة له (قلناها حتى قبل أن توجد داعش، عندما كنا نؤكد أن ترك السلفية تنمو بلا حدود، لا بد وأن تؤدي إلى ما هو أبشع من القاعدة)، وفي تغريدة أخرى أورد المحمود (منذ ظهر هذا التنظيم القذر داعش ونحن نقول إنه التطبيق العملي للتنظير السلفي.. بدري يا كلباني!)، وتابع المحمود (قبل عشر سنوات قلناها صريحة إن الإرهاب الذي يضربنا في العمق هو نتاج الوعي السلفي قبل أن يكون نتاج أي فكر آخر)، وواصل إن (سلفية داعش لا تحتاج لشيخ! افتح أي كتاب عقائدي سلفي، سترى برنامج العمل الداعشي بالتفصيل مدعوما بالأدلة)، ومضى المحمود في القول (الفرق بين داعش وبين بقية السلفيين التقليديين أن الدواعش امتلكوا شجاعة التطبيق بينما جبناء السلفية يكتفون بالتصفيق)، وأضاف (كتبت عشرات المقالات قبل عدة سنوات تتحدث عن كون السلفية التقليدية هي أيديولوجيا كراهية الآخرين)، وفي تغريدة أخرى أورد المحمود (هل لا بد أن يأتي شيخ سلفي، يعترف لنا صراحة بإرهابية المنظومة السلفية، حتى نعرف أن السلفية هي أيديولوجيا الإرهاب؟!).
من جانبه، قال عبدالله الكويليت (هذا النقد الاجتماعي العارم لكل مسببات ومظاهر «التدعشن» سيقودنا إلى الصحوة الحقيقية نحو المستقبل.. كفى تغييباً).
وفي الجانب المعارض علق محمد المهنا على الشيخ الكلباني (السلفية يا أبا عبدالإله هي منهج السلف، ونسبة أهل الغلو إليها ظلم وافتراء، بنانك وفقك الله يحتاج إلى زمام وخطام)، حسب تعبيره.
من جانبه، قال فهد العوين إن (تغريدة الشيخ الكلباني سيتم توظيفها بصورة سيئة بدوائر صنع القرار الغربي بتحشيد رافضي ضد الإسلام والسلفية باعتبارها شهادة من أهلها)، على حد قوله.
في حين قال عبدالعزيز الشهري (التطبيقات الخاطئة لمنهج لا تُحمل المنهج تبعتها وإنما يتحملها الأفراد المخطئون، وإلا لحمل الإسلام شطحات الفرق)، عبدالله الهدلق أورد تغريدة بنص (وظلم ذوي القربى أشد مضاضة.. على المرء من وقع الحسام المهند)، حسب وصفه.

الاثنين، 4 أغسطس 2014

تفكّك «الجبهة الإسلامية» في سوريا: الإعلان عن تحالف جديد من 18 فصيلاً

    أغسطس 04, 2014   No comments
عبد الله سليمان علي  
يدخل المشهد «الجهادي» في سوريا مرحلة جديدة من الفرز وإعادة الهيكلة. وإذا كان عنوان المرحلة السابقة هو الطلاق بين «جبهة النصرة» من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، فعنوان هذه المرحلة سيكون طلاقا آخر بين «جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، ليصل بذلك التحالف الذي حمل اسم «الجبهة الإسلامية» إلى نهايته بعد فقدانه الغطاء الإقليمي لاستمراره.
ويسير «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، بخطى حثيثة على طريق إكمال إجراءات الطلاق مع «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي اضطر إلى الاقتران بها تحت مظلة «الجبهة الإسلامية»، التي كانت في حينها مطلباً سعودياً، أرادت الرياض من خلاله مواجهة مسار مؤتمر جنيف ومنع اتخاذه منصةً لإعلان الحرب على الإرهاب كما كانت تريد كل من دمشق وروسيا.

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850dفي ذلك الوقت، أي قبل مؤتمر جنيف، كانت أهم الفصائل المسلحة ـ باستثناء «داعش» و«النصرة» ـ تندرج في إطار جبهتين اثنتين هما «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، التي كان ينتمي إليها «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام»، و«الجبهة الإسلامية السورية» التي كانت تهيمن عليها «حركة أحرار الشام» وتضم «لواء الحق». ويبدو أن الأمور تسير باتجاه استعادة ذلك الواقع، مع تغييرات تفرضها التطورات الميدانية والتحديات العسكرية المركبة التي تعيشها الساحة السورية.
فلم تمض 24 ساعة على إعلان الاندماج الكامل بين «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» حتى تبين أن خطوة الاندماج هذه لم تكن سوى تمهيد لخطوة أشمل، من شأنها توسيع الفجوة بين مكونات «الجبهة الإسلامية» والسير بها على طريق «المفاصلة الثانية» بعد المفاصلة الأولى بين «داعش» و«القاعدة». وتمثلت هذه الخطوة بالإعلان يوم أمس عن ولادة تحالف عسكري جديد ضمّ 18 فصيلاً من أكبر الفصائل الموجودة على الأرض.
والأمر المهم في هذا التحالف الجديد أنه لا يخفي سعيه إلى أن يكون الواجهة الجديدة للنشاط العسكري الموحد في سوريا، وبالتالي الاستيلاء على مسمى «الثورة السورية» والعمل باسمها، رغم أن فصائل كبيرة أخرى غير ممثلة فيه، مثل «أحرار الشام» و«جبهة النصرة».
ونص البند الأول من اتفاق هذه الفصائل على «تشكيل مجلس قيادة الثورة السورية، ليكون الجسم الموحد للثورة السورية». وحدد الاتفاق مهلة 45 يوماً يتم خلالها اختيار قائد للمجلس، وتشكيل المكاتب التابعة له، وخصوصاً المكتب العسكري والقضائي. وسيتوزع تشكيل المجلس الجديد، بحسب الجبهات التي كان يتوزع عليها تشكيل «هيئة أركان الجيش الحر» وهي الجبهة الشمالية، والشرقية والجنوبية، والغربية، والوسطى، بحيث يكون لكل جبهة من هذه الجبهات فرع يقودها، مؤلف من ممثلين عن جميع الفصائل المشاركة في تشكيل «مجلس القيادة».
وأهم الفصائل الموقعة على الاتفاق، هي «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم» و«جيش المجاهدين» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«حركة نور الدين الزنكي» و«فيلق الشام» و«لواء الحق» و«هيئة دروع الثورة» وفصائل أخرى غيرها. وإذا كان غياب اسم «جبهة النصرة» عن الاتفاق يبدو طبيعياً، لأنها لم تدخل رسمياً من قبل في أي تحالف عام بين الفصائل، فإن غياب اسم كل من «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» يطرح تساؤلات عديدة حول مصير «الجبهة الإسلامية»، اللذين يعتبران من مؤسسيها مع كل من «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«لواء الحق».
ورغم أن الاتفاق ترك الباب مفتوحاً لانضمام فصائل أخرى إليه، مشيراً بذلك على نحو خاص إلى «أحرار الشام»، إلا أنه من المستبعد أن يحدث ذلك، من دون أن يكون مستحيلاً، لاسيما وأن «أحرار الشام» تعيش تحت ضغط هائل من الاستقطاب والتجاذب بين نهجها ذي الميول «القاعدية»، وبين مقتضيات الميدان وما تفرضه من تحالفات تخالف نهجها، وما يتفرع عن ذلك أحياناً من حالات صراع داخلية بين قيادة الحركة وبين قاعدتها العسكرية.
وقد سبق لـ«أحرار الشام» أن رضخت للضغوط، ووافقت على بعض المواثيق والاتفاقات التي كانت ترفضها من قبل، ومثال ذلك التوقيع على «ميثاق الشرف الثوري» الذي أحدث جدلاً واسعاً، وأثار اتهامات متبادلة مع كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، بسبب تلميحه إلى موضوع استبعاد «المهاجرين» من خلال تأكيده على العنصر السوري في العمل الثوري. وأكد مصدر من داخل «أحرار الشام»، لـ«السفير»، أن قيادة الحركة رفضت «ميثاق الشرف الثوري» عندما عرض عليها أول مرة، لأنها اعتبرته يتضمن بنوداً تشكل انحرافاً عن ثوابتها ومخالفةً لمنهجها. لكن الحركة عادت ووافقت على الميثاق من دون أي تعديل، بسبب التطورات الميدانية التي فرضتها حرب الفصائل «الجهادية» ضد بعضها البعض.
وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن «حركة أحرار الشام» لا تنطلق في تحديد موقفها بناءً على التطورات الميدانية فحسب، بل إن عامل التمويل يلعب دوراً كبيراً في تحديد الكثير من مواقفها، لاسيما بعد أن خسرت القسم الأكبر من مواردها المالية، التي كانت تدرها عليها آبار النفط في المنطقة الشرقية أو بعض المعابر الحدودية التي كانت تحتكر إدارتها قبل فقدانها السيطرة عليها، مثل معبر تل أبيض في ريف الرقة. لذلك تجد الحركة نفسها أسيرةً نوعاً ما لمصدر التمويل، المتمثل بتبرعات رجال الأعمال الخليجيين، والذين يسيرون في فلك أجهزة استخبارات بلادهم، وعلى رأسهم السعوديون والكويتيون.
وبذلك يكون زهران علوش قد نجح في حشر «أحرار الشام» في زاوية ضيقة لا تملك فيها الكثير من الخيارات. فإما أن تسير معه في تحالفه الجديد، متخليةً بذلك عن منهجها وثوابتها وما قد يترتب عنه من تزايد حالات الانشقاق عنها، وإما أن ترفض الانضمام إليه مخاطرةً بفقدان جزء آخر من مصادر تمويلها، الأمر الذي سيضعف من فاعليتها على الأرض ويضعها أمام تحديات جديدة.
في كافة الأحوال، وأياً كان قرار «أحرار الشام»، فإن هذه التطورات تعني أن «الجبهة الإسلامية» قد وصلت إلى نقطة النهاية بعد ثمانية أشهر فقط من تأسيسها، وأن الطلاق بين مكوناتها قد يصبغ المرحلة المقبلة بألوان جديدة من الصراعات والمعارك.

الأحد، 27 يوليو 2014

بيان أمير المؤمنين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارک لعام 1435هـ ... حرب كلامية بين أنصار الملا عمر والبغدادي بسبب" الخلافة" ... تسجيل لبن لادن ينسف أدبيات "الخلافة": بيعتنا للملا عمر "بيعة عظمى"

    يوليو 27, 2014   No comments
Mullah Omar & Baghdadi

  مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، شهدت جدلا ساخنا على خلفية التهنئة التي وجهها زعيم ما يسمى بجماعة طالبان الملا عمر، بمناسبة عيد الفطر، والتي وقعها باسم "خادم الإسلام أمير المؤمنين" بعد أن حدد أسس السياسة الداخلية والخارجية لـ"الإمارة الإسلامية" ما دفع البعض إلى المقارنة بينه وبين زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" أبوبكر البغدادي.

ووقع الملا عمر بيان المعايدة بتوقيع "خادم الإسلام أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد" وقد أثار هذا الأمر حفيظة أنصار "داعش" الذين قاموا بمهاجمته، في حين دافع عنه أنصار تنظيمات إسلامية مناوئة، أو على صلة بتنظيم القاعدة.

____________
تسجيل لبن لادن ينسف أدبيات "الخلافة": بيعتنا للملا عمر "بيعة عظمى"
عبد الله سليمان علي

تتكشف المزيد من الحقائق والأسرار على هامش "الفتنة الجهادية" التي ضربت أطنابها في أرض الشام. حيث جرى تسريب تسجيل صوتي لزعيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن يبين فيه حقيقة العلاقة بين تنظيمه و"إمارة أفغانستان الإسلامية"، ناسفاً الأدبيات المعلنة بشأن الموضوع.

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850dوفي تسجيل صوتي جرى تسريبه على بعض الصفحات "الجهادية" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحدث أسامة بن لادن عن العلاقة التي تجمع بين تنظيمه من جهة و"إمارة أفغانستان الإسلامية" بزعامة الملا محمد عمر من جهة ثانية. وخلافاً لأدبيات تنظيم "القاعدة" بشأن الموضوع، والتي استمرت في ادّعاء أن بيعة "القاعدة" للملا عمر هي "بيعة صغرى" أي بيعة جهاد وقتال فقط، كان مفاجئاً أن يؤكد بن لادن أن البيعة هي "بيعة عظمى" أي بيعة إمامة وحكم، مشيراً إلى عدم ضرورة أن يكون الإمام قرشياً، أي منتمياً إلى قبيلة قريش.
وردّاً على سؤال مباشر حول الموضوع وجهه شخص لم تظهر صورته في التسجيل، أجاب بن لادن بكل وضوح: "بيعتنا لأمير المؤمنين هي بيعة عظمى وهي التي تنصرف إليها النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الواردة عن النبي مثل قوله: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". وبحسب بن لادن، فإنه "ينبغي على أي مسلم أن يعقد في قلبه أنه بايع أمير المؤمنين الملا عمر وإلا مات ميتة جاهلية".
ويوضح بن لادن إشكالية تتعلق بمسألة شروط الإمام، مستنداً في توضيحه إلى كلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب يقول فيه إنه "إذا تغلّب الرجل على بلد من البلدان فلا مجال للبحث في توافر الشروط الأخرى فيه ما دام مسلما"، وبما أنّ الملا عمر توفر فيه شرط "التغلب" يكون تجاوز جميع الشروط الأخرى. ويضيف بن لادن أن بعض الناس يشكل عليهم أن الملا عمر غير قرشي، ويشير إلى أن هذه المسائل والشروط تكون في حالة الاختيار وحالة الوفرة، أما في حالة الضرورة أو التغلب أو الضعف فهذا الشرط لا يلتفت إليه وبالتالي لا تنزع البيعة عنه لأنه غير قرشي أو غير مجتهد، بحسب قوله.


وكلام بن لادن ليس مفاجئاً وحسب بل يناقض أدبيات تنظيم "القاعدة" التي كان يسوّق لها منذ ارتباطه مع "حركة طالبان" في تسعينيات القرن الماضي. وثمة كلام واضح لمفتي "القاعدة" الراحل عطية الله الليبي يقول فيه حرفياً: "حتى إمارة أمير المؤمنين الملا عمر حفظه الله ليست إمامة عظمى إنما هو أمير في حدود سلطانه وولايته"، ولكن من يدخل في بيعته وهو في حدود سلطانه يكون له حكم الإمام الأعظم بحسب الليبي، وهذا يخالف كلام بن لادن الذي أوجب على كل مسلم أن يعقد في قلبه أنه بايع الملا عمر كي لا يموت ميتة جاهلية.
وليس خافياً الهدف من وراء تسريب هذا التسجيل الذي يتضمن عبارات واضحة يمكن إسقاطها على وقائع الخلاف "الجهادي" الحالي واستثمارها في ترجيح كفة "قاعدة الظواهري" من نواحٍ عدة، أهمها سحب الشرط الذي يتمسك به أنصار "الدولة الإسلامية" لجهة وجوب أن يكون الإمام قرشياً استناداً إلى أنّ زعيمهم أبي بكر البغدادي يتوفر فيه هذا الشرط، وبالتالي هو الذي يستحق لقب "أمير المؤمنين" لا غيره. كما أن تحديد بن لادن للبيعة بأنها بيعة عظمى من شأنه أن يزيد الطعن على البغدادي لدى أنصار الظواهري ممن يرون أنه كان مبايعاً له ثم خلع البيعة، ومعروف أن خلع "البيعة العظمى" من دون توافر شرط الكفر البواح يعتبر كبيرة من الكبائر ويجيز قتال من يفعل ذلك، خلافاً لخلع بيعة القتال التي يجوز لأي شخص أن يخلعها من دون أن يوقعه ذلك في حضيض الخطيئة القاتلة.
في المقابل، من شأن هذا التسريب بما يتضمنه من كلام عن شرعية الإمامة بناءً على شرط "التغلّب" فقط من دون أي شرط آخر، أن ينسف الرأي الذي اعتمده أيمن الظواهري منذ خلافه مع البغدادي لجهة وجوب الشورى واتفاق جميع الفصائل المجاهدة على تعيين إمام لها، الأمر الذي يمكن لأنصار البغدادي الاستناد إليه لتعزيز شرعية أميرهم.

رابط التسجيل:
https://www.youtube.com/watch?v=oRTHzQFxxaw&app=desktop
__________________________________________________________________
بيان أمير المؤمنين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارک لعام 1435هـ

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمدلله رب العلمین، ناصر المجاهدین ومذل الجبابرة والمتكبرين، والصلاة والسلام على إمام الغر المحجّلين سيدنا ونبينا محمد صلی الله علیه وسلم و علی آله وأصحابه أجمعین

قال الله تبارک وتعالی: ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون ){النحل /۱۲۸}

و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلی الله علیه وسلم : (رأس الأمر الإسلامُ، وعَمُوده الصلاةُ، وذِروة سَنَامه الجهاد ). رواه الترمذي

إخوتنا المسلمون! وشعبنا المجاهد!

                                                                     السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

أهنّئکم جميعا بحلول يوم الأفراح والبرکات يوم عيد الفطر المبارک، وتقبّل الله منکم جميعا الصيام والقيام والصدقات والدعوات والجهاد وجميع أعمالکم الصالحة.

أيها المسلمون!

إنّها فرصة الشکر والسعادة أن أعاد الله تعالی علينا هذا اليوم   في الوقت الذي نشهد فيه الانتصارات تلو الانتصارات في ميادين الجهاد.

إنّ الأوضاع العسکرية علی مستوی البلد کلّه في صالح المجاهدين والحمد لله تعالی علی ذلک،وقد طُهّرت ساحات واسعة من تواجد المحتلّين بنصر الله تعالی ثمّ بالتضحيات الفذّة للمجاهدين ولشعبنا المسلم في سبيل الله تعالی. وباتت مراکز العدوّ الهامّة في المدن هدفا لضربات المجاهدين المنتصرة، وقد استحکمت إدارة الإمارة الإسلامية للمناطق المحرّرة أکثر من ذي قبل،وصفوف المجاهدين متّحدة ومنسّقة   وأکثر فعّالية من أيّ وقت مضی.

ولکنّ المؤسف هو أنّ العدوّ لازال يستغلّ بعض الغافلين من أبناء هذا الشعب کوسيلة في سبيل تحقيق مقاصده المشؤومة في الوقت الذي ينسحب فيه هو من ميدان المعرکة ولکنّه يدفع بهؤلاء إلی ميدان القتال . إنّني أهيب بجميع الجنود الأفغان والشرطة و بجميع المخالفين الأفغان في صف العدوّ وأقول لهم : لاتُهلکوا أنفسکم في سبيل تحقيق أهداف العدوّ! و کذلک أقول لهم : انضمّوا إلی شعبکم ، و اشترکوا في الجهاد المبارک، وحاربوا   العدوّ المشترک إلی جانب مجاهدي الإمارة الإسلامية لتکتسبوا سعادة الدنيا والآخرة .

وإنّني أرجوا من العلماء والوجهاء ورؤساء القبائل أن يقوموا بتوعية هؤلاء الشباب الغافلين الذين يُستَغلّون   من قِبَل العدوّ، وکذلک يجب علی الآباء والأمّهات والأقارب أن يسعوا في إنقاذ أبنائهم وذويهم من الوقوع في خسارة الدنيا والآخرة .

وعلی المجاهدين أن یلتزموا سياسة   إمارة أفغانستان الإسلامية في حسن معاملة من  ينفصل عن صفوف العدوّ،و عليهم أن يستقبلوا هؤلاء ويرحّبوا بهم وأن يقدّروا ويجلّوا بطولات أولئک الأبطال من أصحاب الضمائر الحيّة من الجنود الذين يهجمون علی الأعداء من داخل صفوفهم و ثمّ ينضمّون بصفوف المجاهدين .

إنّ تعاون الشعب للمجاهدين وثقته فيهم قد ازدادت أکثر من أيّ وقت آخر ــ والحمد لله تعالی علی ذلک ــ وإنّني نيابة عن المجاهدين أشکر أبناء شعبي المحبّين للدين والوطن، وأسأل لهم من الله تعالی علی وقوفهم الصامد إلی جانب المجاهدين الرفعة والهناء وسعادة الدنيا والآخرة .

إنّ فعاليات الإمارة الإسلامية في المجالات الأخری أيضاً في حالة التقدم والتطوير مثلما هي في المجال العسکري، وقد قَدَّمت لجان الإمارة الإسلامية في مجالات التعليم ،والصحة، والاقتصاد، والخدمات العدلية، والدعوة والإرشاد،والثقافة والإعلام، والشهداء والمعاقين،و لجنة التنسيق والمراقبة للشرکات والمؤسسات، ولجنة شؤون الأسری ومنع وقوع الخسائر فې المدنيين خدمات جليلة، وإنّني إذ أطلب من الله تعالی للقائمين بأمر هذه اللجان الأجر العظيم لتقديمهم هذه الخدمات أرجو منهم مزيد التقدّم ، والقيام بمزيد من الخدمات المؤثّرة .

إنّ لجنة الشؤون السياسية للإمارة الإسلامية والتي تسيّر أعمالها وفق توجيهنا وإرشادنا لها قد أحرزت وجاهة سياسية في المجالين الداخلي والعالمي، و بسبب الفعاليات الإيجابية لهذه اللجنة صارت معظم الجهات التي کانت تخالفنا تعترف الآن بالإمارة الإسلامية کحقيقة واقعة، وقد کانت مبادلة الأسری مع حکومة أمريکا إحدی الإنجازات الحسنة لمساعي هيئة المکتب السياسي .

‌إنّ إدارة الاحتلال في کابل تواجه الفشل الشامل في جميع المجالات،حتی أنّهاخسرت ثقة مموّليها في الخارج  و ثقة أتباعها في الداخل،واستشری هيها الفساد إلی حدّ أنّها اکتسبت المقام الأول في الفساد ، وغصب الأراضي ، ونهب الممتلکات العامة .

و إنّ فضيحة إجراء العملية المزوّرة للانتخابات الأخيرة فضحت إدارة کابل العميلة والديموقراطية الغربية .إنّ المحتلّين وعملاؤهم کانوا یهدفون من إجراء عملية الانتخابات أن يُظهروا للشعب الأفغانې أنّ هناک تغيير ديموقراطي، إلا أنّ الشعب الأفغاني من البداية کان يُدرک أهداف العدوّ ، ولذلک رفض المشارکة في تلک العملية،وها قد شاهد الجميع أنّ عملية الانتخابات والحديث عن التغيير بواسطة صناديق الاقتراع ما هي إلا شعارات جوفاء لخداع الشعب ، وزرع الفتن ،و إذکاء نار الاختلافات القومية والجهوية،واللسانية وغيرها.وهاهم الناس جميعا يرون اللعبة الأمريکية للانتخابات ــ کما تنبّأنا بهاــ قد تحوّلت إلی الانتصابات مثلما کانت في المرات الماضية . إنّ الصلاحيات وزمام الأمور في إدارة کابل لازالت في يد أمريکا، ولا يملک العملاء سوی الالتزام بما يمليه ويفرضه عليهم سادتهم الأمريکييون من دون أن ينظروا إلی مصالح الشعب والبلد .

إنّنا نخاطب أمريکا والدول الأروبّية التي لها قوات في أفغانستان أو تفکر في الحفاظ علی التأثير السياسي في هذا البلد أو تريد إبقاء القواعد العسکرية ونقول لهم أن أترکوا الأفغان ليؤسسوا لهم حکومة إسلامية حرّة مستقلّة وفق متطلباتهم الدينية والملّية . وإن سلبکم عنهم هذا الحق ليس ظلما وتجاوزا عن المعايير الإنسانية فحسب،بل سوف لن تکون نتيجة هذا الإجرام لکم إلا مثل النتيجة التي شاهدتموها خلال ثلاث عشرة سنة الماضية، ولعلکم تکونون قد أدرکتم أنّ الشعب الأفغاني الذي له تاريخ حافل بالجهاد والبطولات في سبيل الدفاع عن الدين والحفاظ علی الحرّية لايرضی بالذلّ ،ولايقبل الحکومات العميلة .

إنّنا نعتقد أنّ الحرب لن تتوقف في أفغانستان إلا بعد أن تخرج منها جميع القوّات المحتلّة، وتقوم فيها حکومة إسلامية حرّة خالصة . وإن بقاء القوات المحتلة المحدودة تحت أي اسم کانت هو بمعنی استمرار القتال،لأنّه لا يتحمّل أي أحد بقاء القوات الغازية في بلده .

إنّنا نحذّر الذين يفکّرون في عقد الموافقات الأمنية مع المحتلين من إيجاد أسباب استمرار الاحتلال و دوام الحرب . إنّ بقاء القوات المحتلّة ليس في صالح أحد، وإنّ الوضع الأمني سيزداد سوءا في البلد والمنطقة في حالة استمرار الحرب، ويتسبب بصفة خاصة في هذا البلد في عدم قيام النظام الإسلامي ، و عدم وجود الاستقلال السياسي و عدم وجود تمامية أرض الوطن،وتوسعة الحرب الفکرية والثقافية الأجنبية، و دمار مستقبل الأجيال القادمة .

إنّنا نطمئن دول العالم والجوار مرّة أخری أنّ کفاحنا هو   لتحرير البلد و إقامة نظام إسلامي مستقل فيه،وکما أنّنا لانريد الإضرار و التدخل في شؤون دول الجوار و المنطقة و العالم، کذلک لانتحمّل الموقف العدائي الضارّ من أحد، ونطالب الآخرين أيضا باتخاذ الموقف المماثل تجاهنا. وإنّني آمر المجاهدين المرابطين في الحدود والثغور ّأن يحرسوا حدود البلد، وأن يحافظوا علی العلاقات الحسنة علی أساس من الاحترام المتقابل .

وأما ما يجري من الحوادث والتطوّرات في منطقة الشرق الأوسط فنقول : علی القوی العالمية أن تترک شعوب هذه المنطقة لتصل إلی أهدافها المشروعة،ولا يُعقل أن تُتّهم الثورات الشعبية بتهمة الارهاب الجوفاء لتُمطر بعد ذلک بحمم النيران والقنابل، أو يُزجّ بأهلها في السجون والمعتقلات . لايمکن لأحد أن يهزم إرادات الشعوب بمثل هذه الأعمال .

وإنّنا ندين ونشجب العدوان المتوحش للکيان الإسرائيلي الغاصب ضد الفلسطينيين المظلومين الذي قتل وجرح و شرّد المئآت والآلاف في شهر رمضان المبارک . إنّنا ننادي بالعالم وبخاصة بالعالم الإسلامي ألا يسکت تجاه هذه الجرائم، لأنّ السکوت تجاهها جور   و خسارة للجميع،ويجب أن تُتخذ إجراءات عملية عاجلة لمنع هذا الظلم والعدوان لکی لايزداد أمن المنطقة والعالم سوءاً.

أيها المجاهدون الأبطال في الإمارة الإسلامية!

إنّ من واجبکم الديني والوطني أن تسعوا لإسعاد شعبکم، وأن تحسنوا إليه . وإن الکبر ،والغرور، وإعمال القوّة والسلاح ضدّ الناس من دون مبرّرٍ شرعيٍ ، وتهديد عامة الشعب، وإيذاؤهم وتخويفهم ،وإلحاق الأضرار بهم في الأموال والأرواح هي کلّها من الجرائم الکبيرة التي لن تنجوا علی ارتکابها من المحاسبة في الدنيا والآخرة . يجب أن يکون خُلُقُکُم في التعامل مع الشعب الحِلم، والتواضع، ولين الجانب، والإيثار والاحترام المتقابل،ولتتذکّرواأنّ الله تعالی لاينظر   إلی صورکم وشعاراتکم الظاهرية، بل ينظر إلی قلوبکم وأعمالکم ، وإلی أخلاقکم التي تتعاملون بها مع الناس .

علی المجاهدين أن يبذلوا جهوداً مخلصة لإحکام العدل والأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الإمارة الإسلامية، وأن يسدّوا طريق اللصوص ،وقطّاع الطرق، والأشخاص المفسدين، وأن يعملوا لإيجاد البيئة الآمنة لإسعاد   الشعب .

وعلی المجاهدين کذلک أن ينتبهوا أثناء القيام بالعمليات الجهادية إلی الحفاظ علی أرواح عامة أفرادالشعب وأموالهم لکی لا يلحق بهم الضرر،وعلی اللجنة المخصصة لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين أن تقوم بأحسن وجهٍ وبجدّية تامّة بالوظيفة المفوّضة إليها لمنع وقوع الخسائر في صفوف المدنيين .

ويجب علی المجاهدين ألا ينسوا أنّ صمودهم أمام القوات الغازية وانتصارهم عليها إنما کان من برکة تمسّکهم بحبل الله تعالی، فليلتزموا طاعة الله تعالی، وطاعة رسوله، وطاعة أولي الأمر منهم . وليجتنبوا النفاق، والاختلاف والتعصب،وليشدّوا فيما بينهم أواصر الوحدة والأخوّة والثقة المتبادلة ،وليحافظوا علی صفهم الجهادي مرصوصاً غير متصدّع .

أيها المواطنون المجاهدون!

إنّ بلدنا علی مشارف التحرير الکامل بإذن الله تعالی،وإنّنا علی ثقة تامّة في الله تعالی أنّه سيتفضّل علي الأفغان بنعمة الحياة السعيدة في ظل النظام الإسلامي القوي إن شاء الله تعالی کما تفضّل عليهم بالوقوف الصامد أمام هجوم العدوّ والقضاء علی ظلم احتلاله .

إنّ أفغانستان بيت مشترک لجميع الأفغان،وکل فرد من هذا الشعب يتمتّع بحق خدمته، والإمارة الإسلامية سوف تقيم النظام الذي سيری جميع أطياف الشعب الأفغاني نفسها في مرآته، ولن يحسّ فيه أحد أنّه خارج إطاره . وفي المجال الاقتصادي سيکون ترکيز النظام علی الزراعة، والثروة الحيوانية ، واستخراج المناجم مستغلة المساعدات الدولية .وسيهتمّ ذلک النظام ببناء البنية التحتية،والمشاريع التنموية والتقنية . وسيکون ذلک النظام خادماً للمجتمع يقدّم الخدمات للشعب والبلد في مجالات التربية ،والتعليم،والثقافة،والاجتماع، والتعمير والمشاريع التنموية علی أساس العدل والشفافية .

 وکما أنّ الإمارة الإسلامية تری تطبيق النظام الإسلامي ضماناً لسعادة الدنيا والآخرة، کذلک تری الأخذ بالعلوم والتقنية، والعلوم الإنسانية ،والمستجدات الإيجابية النافعة من الضرورات الأساسية لإحکام و تقوية النظام الإسلامي والشعب المسلم وإغنائه ، وإنّنا نردّ بشدّة علی جميع الإشاعات السيئة في هذا المجال ضدّ الإمارة الإسلامية،کما نردّ علی تهمة مخالفة التعليم التي يُلصقها الأعداء بها. إنّ الإمارة الإسلامية تری الإهتمام بالتعليم من الواجبات الدينية ، وتُؤمن بجميع الحقوق التي أعطاها الإسلام للرجل والمرأة، وتعتبر نفسها ملتزمة بإعطائها لأهلها .

وفي النهاية أهنّئکم مرّة أخری بحلول عيد الفطر المبارک، وأسأل الله تعالی أن يوفقکم في أيام الأفراح هذه لمدّ يد العون إلی الفقراء والبائسين من الأسر المسلمة،وأن تضعوا يد العطف والشفقة علی رؤوس الأيتام ، وأن تساعدوا ذوي الشهداء والأسری والمهاجرين ، وأن تحسنوا إلی الأسری والجرحی المسلمين وتواصوهم بما تستطيعون .وتقبّل الله منا ومنکم صالح الأعمال .

والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

خادم الإسلام أمير المؤمنين الملا محمد عمر المجاهد



۲۷ رمضان المبار ک   ۱۴۳۵ هـ ق

۱۳۹۳/۵/۳ هـ ش

2014-7-25 م


___________________________

حرب كلامية بين أنصار الملا عمر والبغدادي بسبب" الخلافة"

ابوسوسن
19 03 2014, 03:16 PM
أرى أن أفضل حل لمسألة الخلاف الشامي
هو تكييف المسألة أولاً
ثم معرفة الحكم الشرعي ثانياً = حتى لانتخبط ونضل

فهل توافقون على أن تكييف المسألة هو على النحو التالي:
الشيخ: الجولاني = جندي في عنقه بيعه للبغدادي
الشيخ: البغدادي = جندي في عنقه بيعة للظواهري + مخول بقيادة فرع العراق والتمدد بشروط .
الشيخ: الظواهري = أمير في عنقه بيعة للملا محمد + مخول بقيادة جميع الفروع بصلاحيات واسعة.
الأمير: الملا محمد = أمير المؤمنين + شهد الجميع أنه لايطبق شرع الله في الأرض إلا دولته فبايعه رؤوس الجهاد = لذلك فمن تحتهم تبع لهم.
ابوسوسن
19 03 2014, 03:36 PM
أمر الشيخ البغدادي الشيخ الجولاني بحل الجبهة وحل هو الدولة ودمج الجميع تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام.
رأى الشيخ الجولاني أن هذه معصية = لأن فيها افتئات على بقية المجاهدين الذين جاهدوا وحرروا وضحوا + لأنها جربت فكانت عاقبتها وخيمة ومدمرة.
فاحتكم الاثنان إلى الأمير الأعلى منهما وهو الشيخ أيمن الظواهري

هل توا فقون على هذا؟؟؟
ابوسوسن
19 03 2014, 03:40 PM
بالانتظار
shamsee
19 03 2014, 04:46 PM
بداية أن ضد مسمى أنصار الدولة الإسلامية لأن الدولة ليست محتكرة للحق
وما نصرة الدولة إلا لما يرى فيها من الحق فإن زاغت بطل نصرتها حتى تعود إليه
أما النصرة المطلقة للدولة أو غيرها بلا شرط أو قيد فهو مخالف للحق وأقرب للضلال
ولو رجعت للوراء قليلا لوجدت أن أغلب مناصرى الدولة كانوا يناصرون جبهة النصرة لوقت طويل لما كانوا يرون أن الحق معها
أما ما تفضلت به من إرجاع الأمر للظواهري فأنا أخالفك الرأى فيه فكل يأخذ منه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولقوله تعالى :
قال تعالى: (يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة: النساء - الأية: 59]
والله أعلم
مجرد وجهة نظر
19 03 2014, 05:46 PM
https://pbs.twimg.com/media/BjGPuwjIUAALpyp.jpg
زياد الحربي
19 03 2014, 08:45 PM
كلامك تخليط في تخليط لا يستند لا على شرع ولا على عقل ..
الظواهري و الجولاني أمراء جماعة لا يختلفان عن أمير الطريق في شيء إمرتهم ليست ملزمة ولا يترتب على نقضها شيء ..
البغدادي اتفقت معنا أو اختلفت أمير أرض يتحكم في سكان أرضه يطبق فيهم الشرع - بغض النظر عن الظلم - لا يستطيع العدو اقتحام أرضه إلا بحرب ضروس له بيعات شرعية مصورة و منشورة متغلب على أرضه ..

هذا هو التوصيف الشرعي و بناء عليه لا يملك الظواهري أن يفرض على البغدادي شيئا ..
فأما الجولاني فهو مبايع للبغدادي بيعة إمامة لأن هذا هو فعل كل جنود الدولة ولا يتصور عقلا أن يرسله البغدادي أميرا للشام و ليست له عنده بيعة إمامة ..


بناء على هذا لا يملك الجولاني خلع هذه البيعة لأنها مؤكدة و يترتب عليها شرعيا أمورا كثيرة ..


بيعة البغدادي للظواهري ليست بيعة إمامة بل بيعة نصرة و هذه ليس لها أي لوازم ولا يترتب على نقضها شيئا ..
ابوسوسن
20 03 2014, 03:19 AM
يعني توصيف الاخ زياد للخلاف الشامي بين المجاهدين كما يلي:

بيعة البغدادي للظواهري = بيعة نصرة فقط = لايترتب عليها سمع ولاطاعة ولاشيء.
بيعة الجولاني للبغدادي = بيعة إمامة عظمى يترتب عليها أحكاما شرعية كثيرة. لان للبغدادي؛ أرض وشعب = وهو يحكم ويحمي
بيعة المجاهدين جميعاً للظواهري بيعة طريق ومثلها بيعة الجبهة للجولاني = ليست ملزمة للسمع والطاعة ولايترتب على نقضها نكث ولاخيانة ولاشيء.

من يوا فق على هذا؟؟؟

وما سر التفريق بين جعل بيعة الجولاني للبغدادي= بيعة إمامة كبرى
وجعل بيعة جميع المجاهدين للشيخ أيمن = بيعة طريق
shamsee
20 03 2014, 12:53 PM
الشيخ أيمن الظواهري طلب من البغدادي الإكتفاء بالدولة فى العراق ورفض البغداي هذا صراحة وخرج بعدها الظواهري في أكثر من كلمة ولم يعقب أو يكرر طلبه أو يلوم البغدادي على هذا وهذا يعد موافقة ضمنية على كلام البغدادي
بل لم يخرج الشيخ أيمن على سبيل المثال يذكر البغدادي بوجوب السمع والطاعة مما يدل على أن البغدادي ليس مبايعا للظواهري
ابوسوسن
23 03 2014, 05:40 PM
إن كان مؤيدوا الدولة ليس لهم توصيف للخلاف في الشام إلا ما ذكره زياد فليوافقوا عليه ؟؟؟؟
ابوسوسن
26 03 2014, 05:47 PM
أولا: يعتبر الشيخ القائد المجاهد الملا له إمرة شرعية على أفغانستان وبيعته بيعة إمرة
بمعنى أن نقض بيعته يعد خيانة ونكثا ونقضا

فلا يجوز للشيخ أيمن نقض بيعته ولا الخروج عليه إلا أن يرى كفرا بواحا عنده من الله فيه برهان

وكل مبا يع للشيخ أيمن فبيعته لمن الشيخ أيمن مبايع له بمعنى أنه جندي للقائد المجاهد الملاعمر

ومن خلع هذه البيعة ونقضها ونكثها ولم يوف بها فهو خائن غادر ناقض للبيعة ناكث للعهد.

ومن زعم أن بيعة البغدادي للظواهري بيعة نصرة فعليه بالاتي:

أولا: إثبات أن بيعة البغدادي للظواهري لا تعد بيعة لأمير الشيخ الظواهري الملا محمد عمر؟
ثانيا: أن يعطينا الدليل على هذا الاستثناء ( كونها بيعة نصرة) ؟
ثالثا: أن يعطينا صيغة هذه البيعة والاتفاق عليها من قبل المبايع والمبايع له؟
زياد الحربي
26 03 2014, 06:04 PM
يا أبا سوسن هداك الله فكلامك لا يمت للشرع بصلة ..

فلا يوجد في الشريعة هذه البيعة المتعدية بل البيعة الشرعية الوحيدة هي بيعة أمير الأرض باسمه لا بيعة جندي من جنوده فهذه لا وجود لها مطلقا و هي من اختراعاتك العجيبة..

ففروع القاعدة بيعتها للشيخ أيمن و ليس للملا عمر و إلا لبايعوا الملا عمر مباشرة فكلا الرجلين في مكان واحد بعيدين عنهما و لا تربطهم بالملا عمر أية علاقة فلا هو يأمرهم ولا هم يستشيرونه ولا هو يتدخل في شؤونهم ..

و بيعة أيمن الظواهري للملا عمر ملزمة له لأنه أمير دولة ..

بينما بيعات فروع القاعدة للشيخ ايمن ليست ملزمة في شيء لأنه أولا ليس أمير دولة و ثانيا لأنه بعيد عنهم بحيث يتعذر استشارته في كل شيء و كثير من الأمور لا يحتمل التأخر ..
أحمد بن علي
26 03 2014, 06:17 PM
................................................................................ ...................
USMA SUNNI
26 03 2014, 06:34 PM
أرى أن أفضل حل لمسألة الخلاف الشامي
هو تكييف المسألة أولاً
ثم معرفة الحكم الشرعي ثانياً =حتى لانتخبط ونضل

فهل توافقون على أن تكييف المسألة هو على النحو التالي:
الشيخ: الجولاني = جندي في عنقه بيعه للبغدادي
الشيخ: البغدادي = جندي في عنقه بيعة للظواهري + مخول بقيادة فرع العراق والتمدد بشروط .
الشيخ: الظواهري = أمير في عنقه بيعة للملا محمد + مخول بقيادة جميع الفروع بصلاحيات واسعة.
الأمير: الملا محمد = أمير المؤمنين + شهد الجميع أنه لايطبق شرع الله في الأرض إلا دولته فبايعه رؤوس الجهاد = لذلك فمن تحتهم تبع لهم. أنت معزوم إلى الوليمة في الخيمة عند حليمة لكي تناقش-مع أعيان العشائر- علمك الغزير ورؤيتك الذهبية الفضية الملوخية،وجه مطلس !!!!
محمد سيف
26 03 2014, 06:59 PM
من قال ان الظواهري بايع الملا عمر الذي بايع الملا عمر هو الشيخ الشهيد اسامة بن لادن ولهذا قتلته امريكا لأنه مؤيد للملا عمر اما الظواهري لم يبايع الملا عمر من لديه دليل فلياتي به . وابوعمر البغدادي لم يبايع الظواهري وكذلك البغدادي لم يبايع الظواهري وكذلك الجولاني ليس للظواهري في رقبته بيعة فبيعته التي في رقبته فهى للبغدادي لكن الجولاني كان يمني نفسه باءن يكون امير على الشام ولهذا فهو حاول ان يتقرب للشبعب السوري بكل اطيافه لكنه فشل بسبب تدخل الاخوان المسلمون الذين لهم ثقل في الساحة السورية فسقط في يد الجولاني ثم جاء السروريون فزادوا الجولاني بلة وعندما دخلت الدولة الشام تيقن الجولاني ان امله على امارة الشام قد ذهب ادراج الرياح وصب جام غضبه على البغدادي بسبب ان البغدادي كان السبب الأهم في ضياع امله في حكم الشام فطالب البغدادي بالخروةج من الشام والعودة الى العراق ونسي الجولاني ان البغدادي اميره وعليه واجب الطاعة لاميره لكن الجولاني غدر وتحالف مع الاخوان ضد الدولة بسبب ان الاخوان منهجهم مخالف لمنهج البغدادي الذي يعتنقه وهو منهج الشيخ الاءمام محمد بن عبد الوهاب بينما الاخوان يتبعون منهج الاشعري وهاهو الجولاني تحالف مع الخوان ليس حبا فيهم لكن كرها للبغدادي . والظواهري يعلم ان منهج الجولاني هو نفس منهج البغدادي لكن الظواهري اراد ان ينتقم من البغدادي لأنه رفض مبايعة الظواهري فاخذ يحرض الجولاني على البغدادي ويطاله بالتعاون مع الاخوان على طرد البغدادي من الشام لكن البغدادي فهم اللعبة فستثمرها لصالحه فاخذ ينسحب من امام الجولاني ولا يتعرض له حتى يظهر لكل المجاهدين والشعب السوري ان الجولاني غدر باميره وهكذا صار فالجولاني اليوم فقد حاضنتة الشعبية فاصبح الشعب السوري يكره الجولاني بسبب اخطاءه التي يظن فيها ان الدولة تخاف من مجابهته وهذه اسوأ اخطاء الجولاني .

_________________________________________________________________

احتدام «حرب الإمارات» فوق الأراضي السورية بين «إمارات» معلنة وأخرى مخفية

 احتدام «حرب الإمارات» فوق الأراضي السورية بين «إمارات» معلنة وأخرى مخفية، في الوقت الذي تتغير فيه خرائط السيطرة على الأرض، وفق تطورات هذه الحرب التي من المتوقع أن تشهد فصولاً أكثر دموية في المرحلة المقبلة.

وتنتقل الأحداث في سوريا إلى مرحلة جديدة من مراحل تطورها، لا سيما في ما يتعلق باقتتال «الفصائل الجهادية» بين بعضها البعض.
وتتجه التطورات إلى تشكيل «إمارات» منفصلة في مناطق متعددة، بحيث يتولى كل فصيل أو مجموعة من الفصائل حكم «إمارة» خاصة به، تكون لها خطوط تماس مع «إمارة» أخرى، فإما أن تتفق فيما بينها أو تختلف وتتقاتل، الأمر الذي من شأنه أن ينقل الأزمة السورية إلى مستوى جديد من التصعيد والتعقيد، خصوصاً في ظل الدعم الإقليمي والدولي الذي ستحظى به بعض «الإمارات» عسكرياً أو لوجستياً أو تجارياً، وذلك تجسيداً من هذه الدول لسياسة العداء ضد النظام السوري من جهة، وتطبيقاً لسياسة التقسيم التي ما يزال شبحها يطوف فوق الخريطة السورية من جهة أخرصى.
وبغض النظر عما إذا كان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني قد أعلن «إمارته الإسلامية»، أو ينوي إعلانها لاحقاً عند توافر الشروط، ومنها الاتفاق مع باقي الفصائل - حيث وقع تضارب في تفسير تسجيله الصوتي المسرَّب قصداً - فإن سياسة «النصرة» تدل بما لا يدع مجالاً للشك على أنها تحاول السيطرة على قطعة من الأرض تكون لها فيها الكلمة الفصل.
وما الاشتباكات الدائرة منذ حوالي أسبوع بين «جبهة النصرة» وبين كتائب من «الجيش الحر» في ريف إدلب، قرب الحدود التركية، إلا الدليل على ذلك، وإن حاولت التمويه على غايتها الحقيقية بذريعة ملاحقة اللصوص، التي اعتمدتها كذلك «الجبهة الإسلامية» في إعلانها الحرب على فرع «لواء التوحيد» في مارع في ريف حلب.
ولن تكون «إمارة النصرة» هي الوحيدة بفعل الأمر الواقع، فالأكراد أنشأوا حكماً خاصاً بهم في مناطق تواجدهم في الحسكة والقامشلي، حيث لهم تماس مباشر ودموي مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش». ويخوض الطرفان معارك شرسة منذ أشهر عديدة.
كما أن «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، يسعى إلى السيطرة على مناطق من الغوطة الشرقية لضمها إلى معقله في مدينة دوما، والتصرف بها مثل «إمارة» خاصة به، وإن لم يعلن ذلك صراحةً.
ومن المتوقع أن تشهد، في إطار صراع «الامارات» على الأحجام والأوزان، مناطق كثيرة معارك عنيفة يبذل فيها كل طرف كل ما بوسعه من القتل والتدمير، لأنها حرب وجود ولم يعد ثمة مجال لبقاء الضعيف.
وكان الجولاني واضحاً في تعبيره عن هذه الحقائق في تسجيله المسرب، فهو يعي أن «إمارته» سيكون لها خطوط تماس مع كل أعدائه الآخرين، سواء من الجيش السوري أو الفصائل الأخرى، ونبّه عناصره إلى ما ينتظرهم على هذا الصعيد من معارك واشتباكات.
وإدراكاً منه أن خطوة «الإمارة» أو «تطبيق الشريعة» هي خطوة نوعية ومفصلية، فقد جدد التأكيد على مرؤوسيه بأنه لن يكون بإمكانهم التخلي عن هذا المشروع بعد السير فيه «فمن أراد أن يترك ليترك الآن» أما بعد ذلك فإنه ستكون هناك محاسبة قاسية لمن يترك.
وأيّاً كانت نسبة نجاح الجولاني في تحقيق هدفه بإقامة «إمارة» خاصة به، فإن من شأن مجرد السعي إلى ذلك أن يخلق تداعيات كثيرة، قد لا يدرك هو نفسه مدى امتدادها في شتى الأنحاء وعلى أكثر من صعيد.
وبالتجربة، فإن الجولاني ليس بالشخص الذي يمتلك رؤية إستراتيجية تمكنه من استشراف المستقبل القريب أو البعيد، فهو نفسه من هدد قبل حوالي أربعة أشهر بأنه سوف «ينفي داعش من سوريا ومن العراق أيضاً»، وإذا به يضطر إلى الهروب مع قادته و»أمرائه» تاركاً كامل المنطقة الشرقية، بعشائرها وحقول نفطها وحدودها، تسقط بين يدي خصمه اللدود.
وقد يكون أهم التداعيات نتيجة إعلان «الإمارة» هو أن الجولاني بدأ يسير علناً على خطى «أميره» السابق زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي. إذ انه وبرغم كل الأدبيات التي أغرق فقهاء «القاعدة» خصومهم بها عن عدم جواز إقامة «إمارات»، وشروط التمكين، ومبدأ الشورى الذي استطاب زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري ترديده بكثافة بعد «الربيع العربي»، يجد فرع «القاعدة في الشام» نفسه مضطراً إلى إعلان «الإمارة» بعيداً عن روحية تلك الأدبيات التي ثبت أنها لم تكن سوى ذر للرماد في العيون، في مرحلة حساسة لم تكن رياح الأمور فيها تسير كما تشتهي سفن «القاعدة».
فهل تتحمل الساحة السورية «بغدادياً» آخر يفرض نفسه حاكماً بأمر الله؟ وما مصير علاقة «النصرة» بحلفائها من الفصائل الأخرى، خصوصاً في المناطق التي قال الجولاني إنها مشمولة «بإمارته» مثل الغوطة ودرعا؟ وهل تحتمل الغوطة إقامة «إمارتين» على أراضيها، بينما الجيش السوري يتقدم فيها قاضماً المزيد من مناطق سيطرة المسلحين؟ وكيف سيستقبل قادة «النصرة في درعا» أمراءهم الهاربين من الشرقية، وعلى رأسهم «المفتي العام» أبي ماريا القحطاني وأبو حسن الكويتي وأبو الليث سلطان العطوي الذين وصلوا إلى درعا بعد سقوط مدينة الشحيل بيد «داعش» الأسبوع الماضي، لا سيما في ظل معلومات تؤكد أن «أمير النصرة في درعا» الأردني أبو جلبيب لم يكن راضياً عن تصرفات القحطاني في دير الزور؟.

_________________

http://www.google.com/reviews/polls/display/7754288029976286359/blogger_template/vote?lnkclr=%2355850d&hideq=true&font=normal+normal+13px+Arial,+Tahoma,+Helvetica,+FreeSans,+sans-serif&txtclr=%23333&chrtclr=%2355850d

السبت، 12 يوليو 2014

الجولاني يعلن «إمارة الشام»... الخلافة المعلنة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة... تزايد حركة «الهجرة» بعد إعلان «الخلافة»... زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية

    يوليو 12, 2014   No comments
____________________________________________________
«النصرة» لم تمت بعد: الجولاني يعلن «إمارة الشام»

صهيب عنجريني
اتضح أمس أن جهوداً كبيرة يبذلها زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، وبعون مباشر وأساسي من الشيخ السعودي عبدالله المحيسني، في مسعى لإعادة تنظيم صفوف جبهته. وكشف تسجيل صوتي مسرّب عن مخطط تعتزم «النصرة» من خلاله إقامة «إمارة الشام الإسلامية»، قبل أن يتم حذف التسجيل الذي يفتح مضمونه الباب أمام فصول جديدة من «الحرب الأهلية الجهادية»، تبدو الفصول السابقة أمامها مجرّد نزهة.



دقيقة واثنتان وعشرون ثانية هي كلّ ما تبقى من إعلان قيام «إمارة الشام» على لسان زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، أمس. التسجيل الصوتي المسرّب الذي أعلن «الإمارة» تمّ حذفه عن المواقع التي نشرته كاملاً، وسارعت مصادر «النصرة» إلى تأكيد أن «أي تصريح صوتي أو كتابي لا يصدر عن مؤسّسة المنارة البيضاء أو أي جهة رسمية غير قابل للتصديق».

صفحات «الجهاديين» على مواقع التواصل الاجتماعي كانت قد شهدت جدلاً واسعاً بشأن صحة الأنباء التي تحدثت عن أن «الملا عمر (زعيم حركة طالبان) قد أعطى الضوء الأخضر لممثل جبهة النصرة لإعلان إمارة إسلامية تابعة له في الشام»، الأمر الذي نفته صفحات موالية لـ«طالبان»، قبل أن يُنشر التسجيل المنسوب إلى الجولاني في وقت متأخر من ليل أمس.
ويسارع مؤيّدو «النصرة» إلى الاحتفاء بالتسجيل وبـ«الإمارة» العتيدة. وقالت صفحات «جهادية» موالية لـ«النصرة» إنّ «إعلان الإمارة تم بالاتفاق مع أكبر الفصائل الإسلامية، كجيش المهاجرين والأنصار، والكتيبة الخضراء، وجند الأقصى، وجيش محمد، وأنصار الخلافة». كلام الجولاني جاء، كما يتضح من خلال التسجيل، وسط حشد من مؤيديه، قاطعوه مراراً بالتكبير والتهليل والهتاف: «كلنا قاعدة... كلنا أسامة... كلنا ظواهري... كلنا جولاني».
وسبقه في الحديث صوت أبو فراس الشامي الذي قال مخاطباً الحشد «بلا إطالة ومقدمات وتعريف، الكلمة الآن لشيخنا وأميرنا الفاتح أبو محمد الجولاني». وقال الجولاني مخاطباً الحشد إنه «قد آن الأوان أيها الأحبة لتقطفوا هذه الثمار. لقد جئتكم ببشرى والله. بملف نقيمُ به شرع الله عزّ وجلّ في هذه الأرض».
وأضاف: «قد آن الأوان أيها الأحبة لأن نقيم إمارة إسلامية على أرض الشام. نطبّق حدود الله عز وجل، ونطبّق شرعه بكل ما تقتضيه الكلمة من معنى. دون تهاون أو استهانة أو مواربة أو مداراة. (...) تحفظ حقوق المسلمين وتصون حرماتهم.

الجولاني: الخلافة المعلنة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة

تجبي الزكاة، وتقيم الحدود...». وخاطب الجولاني «جنود النصرة» بالقول: «أنتم أصحاب المشروع، فلا يزايدن عليكم أحد. (...) بيدكم هذا المفتاح (الإمارة) لا ينازعكم أحد غيركم لا في الشام ولا في خارجها». ونالت قضية «الخلافة» حيّزاً من الكلمة، فقال «هذا الخليفة (أبو بكر البغدادي) باطل، حتى لو قام بإعلان الخلافة ألف مرة، لا يجب على أي أحد أن ينخدع بهذا الأمر».
وأضاف: «خلافة تقام على هدم مشروع جهادي تحلم فيه الأمة منذ 1400 عام، خلافة تقوم على من أعان النظام في قتالكم، هي خلافة ساقطة ولو أعلنوها ألف مرة». كذلك أكد زعيم «النصرة» أنّ «الجبهة تملك قوة هائلة، قَلّ من يستطيع منافستها في أرض الشام»، متابعاً: «هذه الأمة سيكون لها خطوط تماس مع كل من يتربصون بالأمة شراً، من النظام والغلاة والمفسدين. (...) بعد اليوم لن يكون هناك انسحاب من أي منطقة مهما كان السبب. لن نرحم من يقف في وجه مشروع الإمارة كائناً من كان...». وبدا الجولاني معنياً بشرح «استراتيجيات الإمارة» للحشد، فأوضح أنه «في غضون أسبوع سيكون هناك محاكم شرعية في المناطق المحررة. (...) سيكون هناك جيش وإمارة. سيتم تقسيم الجيوش إلى كتائب وسرايا. سيكون هناك جيش في حلب، وجيش في إدلب. (...) إخوانكم في درعا سيلتحقون بكم. والأمر كذلك في الغوطة المحاصرة. سنضع استراتيجية لجمع هذه الإمارات في إمارة واحدة».
وأضاف مؤكداً أنه «بعد ذلك سيكون جيش عرمرم، يضرب اليهود ويتحدى الكل». وكشف عن أن الجيش سيقوده أبو قتادة الألباني، ويبدو أن الألباني كان حاضراً في المحفل، حيث خرجت أصوات الحضور تنادي: «بعدو بعدو بدنا نشوف الشيخ». قبل أن يقول الجولاني: «عليكم بالسمع والطاعة لهذا الشيخ، وأي جندي يعصيه فسوف يحاسب، مني أنا الى أصغر جندي». ثم يختتم ممهداً لكلمة يلقيها المحيسني. مصدر «جهادي» من «مبايعي النصرة» في حلب أكّد لـ«الأخبار» أنّ «الكلمة قد ألقاها الشيخ الجولاني بالفعل، ولكن ليس بهدف إعلان الإمارة على الملأ كما حاول الدواعش أن يروّجوا». وأوضح المصدر أن «الكلمة أُلقيت في ريف حلب، خلال مبايعة كتيبة صقور العز للشيخ الجولاني، وبحضور الشيخ المحيسني، وعدد من أبرز قادة الجهاد المبارك».
ويبدو أنّ أحد الحاضرين قد قام بتسجيل المجريات، قبل أن يُسرّب التسجيل لاحقاً. المصدر أكّد أنّ «البشريات ستتوالى في الأيام القادمة، وستسمعون عن بيعات وبيعات تُعيد نظمَ ما انفرط، وتعقد لواء النصر بيد الشيخ الفاتح، إن شاء الله».

_____________

تزايد حركة «الهجرة» بعد إعلان «الخلافة»

عبد الله سليمان علي

تستمر «جبهة النصرة» في محاولة لملمة ذيول الهزيمة التي تعرضت لها في المنطقة الشرقية على يد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وما استتبع هذه الهزيمة من فرار قادتها وسقوطها في مستنقع التشتت والتشرذم، الأمر الذي دفع في ما يبدو القيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى مد يد العون إلى فرعها في الشام، في الوقت الذي يلاحظ فيه أن حركة قدوم «المقاتلين الأجانب» إلى سوريا قد تسارعت وتيرتها منذ إعلان ما سمي «دولة الخلافة الإسلامية».
وثمة تحركات غريبة تجري في حلب وإدلب على صعيد تنقلات مقاتلي «جبهة النصرة»، وانسحابهم من بعض الأماكن والاحتشاد في أماكن أخرى.
وبينما ساد الاعتقاد أن هذه التنقلات تعود إلى سعي «النصرة» لإعادة لم شمل عناصرها، وتعزيز أماكن تواجدها في مناطق محددة تكون قريبة من الحدود التركية، بدل الانتشار على مساحات واسعة، مع ما يعنيه ذلك من زيادة ضعفها، فإنّ مصادر إعلامية مقربة من «داعش» لم تخف اعتقادها أن زعيم «النصرة» أبا محمد الجولاني ربما يخطط من وراء حشد عناصره قرب الحدود لإعلان «إمارة» خاصة به في شمال حلب، يكون مركزها مدينة إعزاز.
وفي ظل عدم إمكانية التأكد من صحة هذه المخططات لإقامة «إمارة»، بدا لافتاً أن يصدر بيان عن «جيش محمد في بلاد الشام» بقيادة أبي عبيدة المصري، وهو حليف لـ «جبهة النصرة» بل سرت أنباء في وقت سابق عن مبايعته لها، يعلن فيه عن نيته البدء في تطبيق الشريعة الإسلامية و«إقامة الحدود» في كافة المناطق المسيطر عليها، معتبراً ذلك خبراً «كفجر الدجى، إذ انبثق من مدلهمات الأمور وسط عظائم الشرور».
يذكر أن أدبيات «جبهة النصرة» تنطلق من أنه لا يجوز إقامة الحدود أوقات الحرب، ما يطرح تساؤلات بشأن هذا التغيير المفاجئ على قناعة أحد أبرز التشكيلات المتحالف معها. والجدير بالذكر أن «جيش محمد» يسيطر على أجزاء من مدينة إعزاز الحدودية مع تركيا، والتي ذكرت مصادر «داعش» أن «جبهة النصرة» تخطط لجعلها «عاصمة إمارتها» التي تنوي إعلانها.
من جهة ثانية، نفت مصادر إعلامية، مقربة من حركة «طالبان» افغانستان أن يكون الملا عمر قد أرسل إلى الجولاني مفوضاً إياه بإنشاء «إمارة» في الشام. والجدير بالذكر أن الجولاني يعتبر تابعاً للملا عمر لأن تنظيم «القاعدة» يعتبر «أمير» فرعه في الشام مبايعا لـ«إمارة أفغانستان» ويعمل بإشرافها وتوجيهها. وهو ما زاد الشكوك حول صحة الأنباء التي تحدثت عن نية الجولاني إنشاء «إمارة»، لكن يبدو أن خطوته لم تحظ بموافقة «أمرائه» المباشرين كأيمن الظواهري والملا عمر.
من جهة أخرى، يبدو أن الوضع الحرج الذي تمر به «جبهة النصرة» بعد هزيمتها في دير الزور، دفع بالقيادة العامة لتنظيم «القاعدة» إلى إرسال بعض الكوادر للمساهمة في إعادة هيكلة الجسد العسكري و«الشرعي» لكيانها المتهالك، ومحاولة إنقاذها من حالة التشرذم والتشتت التي غلبت عليها، بعد تضارب الأنباء عن مصير كبار «أمرائها» وقادتها.
وقد يكون وصول الشيخ السعودي ماجد الراشد (أبو سياف) إلى سوريا، يأتي ضمن هذا السياق، لما يعرف عن هذا الشيخ من صلات قوية بتنظيم «القاعدة»، حيث قاتل معه في عهد عبدالله عزام وأسامة بن لادن قبل أن يعتقل في الرياض لمدة 17 عاماً. كما يعرف عن الشيخ عداوته الكبيرة لـ«داعش»، وربما هذه هي الميزة الأهم التي دفعت لإرساله في هذه الظروف.
وفور وصوله كتب الراشد، على حسابه في «تويتر»، «هنا أرض الشام. هنا أرض الملحمة. هنا الأرض المباركة فسطاط المسلمين»، معتذراً من أهله وأبنائه لأنه لم يستطع إخبارهم بذهابه «لأسباب أمنية» واعداً متابعيه أنه سيبدأ التغريد بعد العيد.
ولا تقتصر «الهجرة» إلى أرض الشام على مقاتلي «النصرة»، أو الكوادر التي ترسلها القيادة العامة لـ«القاعدة» لمساندتها، إذ يمكن القول أن حركة «الهجرة» شهدت تسارعاً ملحوظاً منذ الإعلان عن «دولة الخلافة» في الأول من رمضان، أو هذا على الأقل ما يمكن استنتاجه من الصفحات الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من الفصائل «الجهادية»، والتي تتحدث بشكل شبه يومي عن وصول أعداد من «المقاتلين الأجانب».
ونشرت صفحة مقربة من «داعش» صوراً لاحتفال قالت أنه جرى لمناسبة استقبال 70 «مهاجراً» وصلوا أمس إلى سوريا، بينما كانت مصادر مقربة من «الدولة الإسلامية» قد سربت أن أعداد من وصلوا إلى «دولة الخلافة»، منذ الإعلان عنها، بلغ حوالي 370 «مهاجراً».
وكان الشيخ السعودي عبيد الشمري وصل إلى سوريا قبل أيام فقط من إعلان «الخلافة»، علماً أنه كان ملاحقاً من أجهزة المباحث في بلاده. وما له دلالته في هذا السياق أن الإعلام «الجهادي» التابع لـ«داعش» أطلق عصر أمس حملة أسماها «جمعة الهجرة إلى دولة الخلافة»، الأمر الذي يشير إلى أننا قد نشهد وصول المزيد من قوافل المقاتلين الأجانب إلى سوريا في الأشهر المقبلة.

_________________
 زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، والتي كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية في السجون، واطلق سراحها خلال صفقة تبادل عدد من راهبات دير معلولا 

قد لا يغلق السجال بسرعة في الصفقة التي أدت إلى مبادلة راهبات معلولا بـ150 معتقلة لدى الحكومة السورية. ولن يخرج قبل وقت طويل، تفسير لتصريحات رئيسة الدير بيلاجيا سياف المنتصرة لخاطفيها، من "متلازمة استوكهولم" والتعاطف المرضي للضحية مع خاطفها، أم من الاعتقاد الصادق للراهبة المسيحية مع من أساء إليها.
لكن الصفقة بين "النصرة" والاستخبارات القطرية تمت في النهاية، بعد مفاوضات دامت أشهرا، لم يفارقها أبدا اسم سجى حميد الدليمي، هدف العملية الأولى. فالأرملة العراقية، التي تقترب من الثلاثين من العمر، كانت دافعا رئيسيا لاختطاف الراهبات المعلوليات، ومحور المفاوضات التي دارت على جميع المسارات، قبل أن تصل إلى القناة القطرية، وتنجح.
فعندما أطلق سراحها على الحاجز الأخير للجيش اللبناني في عرسال، مع ابنيها أسامة وعمر وشقيقتها الصغيرة هاجر، استأنفت الطريق الذي قطع عليها اعتقالها من قبل الأمن السوري صبيحة الأول من تشرين الأول الماضي، عندما كانت تهم بلقاء أبيها حميد الدليمي في دير عطية، وعقد زواجها الثاني على "مجاهد" ليبي في "الكتيبة" الخضراء في يبرود، بعد أن كان قد خطبها من والدها قبل أشهر.
لكن الوصول إلى يبرود سبقته مفاوضات معقدة، اتضح في كل مراحلها أن إطلاق سراحها من سجنها السوري، هو مفتاح الحل، وان اللوائح التي كان يرفعها أبو عزام الكويتي إلى الأمن العام اللبناني، والتي اقتربت من ألف اسم نسائي، لم تكن أكثر من تغطية للهدف الحقيقي، سجى الدليمي، التي احتفلت "النصرة" بها وحدها، بينما كانت المطالب والأسماء تهبط إلى ما يقارب الـ 150 اسما في النهاية.
وكادت العملية كلها تتعطل، بانتظار أن تعبر الدليمية الحاجز الأخير نحو عرسال فيبرود، بينما لم يعبأ المفاوضون بمصير من تبقى من المعتقلات. وخلال المفاوضات الأولى في كانون الأول الماضي، طرح أبو عزام الكويتي شرط إطلاق سراحها مع ابنيها وشقيقتها هاجر، كمقدمة لأي مفاوضات وبادرة حسن نية من الحكومة السورية تجاه المفاوضين وهو ما رفضه السوريون على الفور.

فمن هي
سجى الدليمي؟
اكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر "النصرة" و"داعش" و"الكتيبة الخضراء"، ليس لموقعها "الجهادي" الشخصي، وإنما لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات "الجهادية" الثلاث، في العراق وسوريا. فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو احد "أمراء داعش" في سوريا، التي دخلها مع إخوة "الجهاد"، ومع أبي محمد الجولاني، منذ اللحظات الأولى للقتال في سوريا. وقتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ"داعش"، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 أيلول الماضي.
ورغم أنها نشأت على مهنة الحلاقة النسائية والخياطة في الانبار وعامرية بغداد، إلا انها تعرفت على "الجهاد" عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول فلاح إسماعيل جاسم، وهو احد قادة "جيش الراشدين"، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الانبار في العام 2010.
وتنخرط عائلة الدليمي بأسرها في "الجهاد"، وبرزت من شقيقاتها دعاء. ففي الثامن من أيلول العام 2008 دخلت دعاء حميد الدليمي تاريخ "الجهاد" العراقي، بوصفها الانتحارية الأولى التي "تخفق" في تفجير نفسها في تجمع كردي في اربيل. وكانت الدليمية الانتحارية قد لفت جسدها بحزام من ستة كيلوغرامات من مادة "سي فور"، ثأرا لزوجها حارث أمير "الدولة الإسلامية" في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله "الجيش الإسلامي"، لكن عطلا تقنيا أدى إلى نجاة اربيل من مجزرة.
ويقود شقيقها عمر الدليمي وحدة تابعة لـ"داعش" في القلمون. وفي صفوف "الكتيبة الخضراء" قاتل شقيقهما الصغير خالد، ذو الخمسة عشر عاما على جبهة قارة قبل سقوطها بيد "حزب الله" والجيش السوري في تشرين الثاني الماضي. وتجمع علاقات واسعة العائلة الدليمية، بقادة "النصرة" في يبرود و"داعش"، حيث عمل والدها قبل وفاته، إلى جانب "أمير جبهة النصرة" في القلمون أبي مالك التلي. 

مقطع فيديو تظهر فيه للمرة الأولى زوجة أمير داعش، "سجى حميد الدليمي"، والتي كانت قد أعتقلت من قبل السلطات السورية في السجون، واطلق سراحها خلال صفقة تبادل عدد من راهبات دير معلولا  


__________________

الأربعاء، 2 يوليو 2014

حزب التحرير: إعلان دولة الخلافة لا قيمة له ... لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة

    يوليو 02, 2014   No comments
 إعلان دولة الخلافة لا قيمة له ... لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة
Hizb Tahrir main idea

اعتبر حزب التحرير الإسلامي إعلان تنظيم الدولة الإسلامية قيام دولة الخلافة الإسلامية "لا قيمة له"، واصفا الدعوة لبيعة أبو بكر البغدادي "أميرا للمؤمنين" بأنها "لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة".

وقال الحزب -الذي يتبنى فكرة إعادة إحياء الخلافة الإسلامية- في تصريح صادر عن الناطق باسمه ممدوح أبو سوا قطيشات :

_______________
بسم الله الرحمن الرحيم


إن إعلان بيعة أمير تنظيم دولة العراق والشام بالخلافة هو لغو لا يقدم ولا يؤخر في واقع تنظيم الدولة بأنه حركة مسلحة قبل إعلان البيعة وبعد إعلان البيعة، وذلك لأنه لا سلطان حقيقي لهذا التنظيم على أرض سوريا أو أرض العراق، ولا يتحقق به الأمن والأمان في الداخل أو الخارج، ولا يمكن أن يكون لدولة الخلافة وجود حقيقي بدون سلطان حقيقي على الأرض وهكذا فإعلان التنظيم للخلافة هو لغو لا مضمون له، دون حقائق على الأرض ولا مقومات.

إن أي جهة تريد إعلان الخلافة في مكان ما فإن الواجب عليها أن تتبع طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ومنها أن يكون لها سلطان ظاهر في هذا المكان يحفظ فيه أمنه في الداخل والخارج، وأن يكون هذا المكان فيه مقومات الدولة في المنطقة التي تعلن فيها الخلافة، فكيف يكون المكان دولة خلافة وليس هو دولة أصلا ولا توجد فيه مقومات الدولة.

فهذا ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إقامة الدولة الإسلامية في المدينة المنورة: فقد كان السلطان فيها للرسول صلى الله عليه وسلم والأمان الداخلي والخارجي بأمان سلطان الإسلام، حيث كان صلى الله عليه وسلم يرعى الشئون، ويقود الجيش، ويقضي بين الخصوم، ويرسل الرسل، ويستقبلهم علناً دون خفاء وكان لها مقومات الدولة في المنطقة المحيطة.

ومع هذا فإن أمر الخلافة أعظم من أن يشوه من صورتها أو يغير من واقعها إعلان هنا أو إعلان هناك لأن أمر الخلافة ظاهر للعيان يعرفه المسلمون القاصي منهم والداني فهي دولة حقيقية وقد بيَّن الشرع طريقة قيامها وكيفية استنباط أحكامها في الحكم والسياسية والاقتصاد والعلاقات الدولية... ، وإن قيامها لا يكون خبراً تتندر به وسائل الإعلام المضللة، بل يكون بإذن الله زلزالاً مدوياً يقلب الموازين الدولية، ويغير وجه التاريخ ووجهته...
فهي ليست إعلاناً لاسم دون مسمى يُطلَق في المواقع الإلكترونية أو وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، دون أن يكون لذلك الإعلان أي واقع أو وقائع على الأرض.
وسيكون لإعلان قيام دولة الخلافة بإذن الله أثرا مزلزلا تهتز له عروش الطغاة في الغرب الكافر وأذنابهم في الشرق والغرب، فهي الدولة التي عرفها العالم وعرف وزنها ومعناها لأكثر من ثلاثة عشر قرنا فهي ليست كيانا كأي كيان ولا دولة كأي دولة.

إن إقامة الخلافة فرض على المسلمين جميعا وليست فرضا على حزب التحرير فحسب، فمن أقامها بحقها يُتَّبع، أما والأمر ليس كذلك، فلا مقومات دولة ولا سلطان على الأرض ولا أمن ولا أمان، فإن إعلان تنظيم الدولة إقامة الخلافة لا قيمة له ولا أثر، وذمة المسلمين ما زالت مشغولة بواجب إقامة دولة الخلافة حتى قيامها. وسيبقى حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله لا يخفي حقا ولا يمتنع عن الوقوف عنده، ولا يهادن ولا يجامل على حساب الحق والحقيقة، وسيبقى عاملا في الأمة ومعها لإقامة دولة الخلافة الإسلامية كما أقامها الرسول صلى الله عليه وسلم دولة لها السلطان والأمان تحكم بالإسلام على منهاج النبوة.

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ممدوح أبو سوا قطيشات

3 رمضان 1435 هـ
1\7\2014 م
______________________________________________________________
البغدادي على «نهج بن لادن»: العالم مـقسوم إلى فسطاطين! 
صهيب عنجريني

نُشرت أمس كلمة صوتية مسجلة لزعيم تنظيم «الدولة الإسلامية» أبو بكر البغدادي، حرص فيها على توجيه خطاب «شرعي» في كثير من مفاصله، وتمسّك بالظهور في مظهر «خليفة المسلمين»، وزعيمهم الأوحد، عبر «عولمة» مضامين الرسالة التي تضمنت «دعوة المسلمين إلى الهجرة نحو دولة الخلافة»، والتهديد بـ«الثأر للمسلمين في كل أصقاع الأرض»


على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل «التمدد» جاءت أمس كلمة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية». ورغم أنها إطلالته الصوتية الأولى بعد «مبايعته خليفةً»، لم يتطرّق إبراهيم السامرائي إلى «البيعة»، مؤثراً الخروج بكلمة «شرعية» العنوان والمضمون. هي «رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان».

المقدمة التي سبقت كلام البغدادي لم تأتِ بجديد أيضاً، في ما يتعلّق بالتعريف بالمُتحدث، فهو «مولانا أمير المؤمنين أبو بكر القرشي الحسيني البغدادي، حفظه الله»، على غرار الكلمات السابقة. ولولا أن البغدادي جاء على ذكر «الخلافة» في أواخر كلمته، لجاز التشكيك في موعد تسجيلها. وبدا جليّاً في الكلمة حرصُ «الخليفة» على الظهور بمظهر «زعيم إسلامي أوحد»، سواء لجهة اعتماده على «مرتكزات شرعية» في كلّ ما جاء فيها، أو لجهة «عولمة خطابها». فحثُّ مقاتلي «الدولة» على المضيّ في معاركهم جاء انطلاقاً من أن «الجهاد أفضل العمل». وعلى هذا المنوال استبعدَ البغدادي أيّ احتمال للمبادرة بوقف المعارك التي يخوضُها تنظيمه، واختار لمخاطبة جنوده في هذا الشأن الآية القرآنية: «فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون...». الملمحُ الأبرز في رسالة البغدادي كان إصراره على إظهار «دولته» في مظهر «مُخلص المسلمين» في شتى أنحاء العالم، فقال: «السلاحَ السلاح يا جنود الدولة، والنزالَ النزال (...) فإن لكم في شتى بقاع الأرض إخواناً يُسامون سوء العذاب...». وأضاف: «إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم، ويرقبون طلائعكم». وحرص على تعداد تلك البقاع: من الصين والهند، مروراً بفلسطين وجزيرة العرب والقوقاز، وليس انتهاءً بتونس وليبيا والمغرب. وأكّد البغدادي أنّ «دولة الخلافة» ستثأر للمسلمين في أصقاع الأرض: «والله لنثأرنّ ولو بعد حين. ولنردّ الصاع صاعات، والمكيال مكاييل».
وأضاف مشدّداً وعيده، ومُبشراً بزمانٍ جديد: «ألا ليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد. (...) إن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدويّة. كلمة تُسمع العالم وتُفهمه معنى الإرهاب». وبدا لافتاً أن رسالة «الخليفة» خلت من مهاجمة «الروافض والنصيريين» كما جرت العادة في خطابات «الدولة». وحرصت في موازاة ذلك على تهديد «الصليبيين، والملحدين، واليهود»، و«عملائهم من الحكام الخونة»، بالقول إن «للمسلمين اليوم أقداماً تدوس وثن القومية، وتحطم صنم الديمقراطية». وبدت تلك المقدمات ضرورية لاستحضار «خطاب الفسطاطين» الشهير، الذي سبق أن أدلى به زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن. وعلى غراره، قسّم البغدادي العالم اليوم إلى «فسطاطين اثنين، وخندقين اثنين. فسطاط إسلام وإيمان، وفسطاط كفر ونفاق»، واضعاً في «الفسطاط الثاني» كلّ «أمم الكفر، وملله. تقودهم أميركا وروسيا، ويحركهم اليهود». ومضى البغدادي في تقليده لخطاب بن لادن، عبر التذكير بـ«الانتهاكات والممارسات ضدّ المسلمين»، في بورما، والفيليبين، وإندونيسيا، وكشمير، والقوقاز، إلى فلسطين، وتركستان الشرقية، وإيران، من دون أن ينسى فرنسا، ومنع الحجاب فيها». وعاد «الخليفة» مرة أخرى ليبشر المسلمين بأنّ لهم «بفضل الله دولةً وخلافة. (...) خلافة جمعت القوقازي، والهندي، والصيني (...) والأميركي، والفرنسي، والألماني، والأوسترالي»، داعياً الجميع إلى «الهجرة إلى دولة الإسلام»، إذ «ليست سوريا للسوريين، وليس العراق للعراقيين». وشدّد على أنّ «الهجرة إلى دار الإسلام واجبة على من استطاع». وبطريقة توحي بحرص «دولة الخلافة» على «الرعيّة»، خصّ البغدادي بندائه «طلبة العلم والفقهاء والدعاة، وعلى رأسهم القُضاة وأصحاب الكفاءات العسكرية والإدارية والخدمية. (...) فالنفير واجبٌ عليهم وجوباً عينيّاً». وضمّن دعوته إشارة إلى أن «أصحاب الكفاءات» سيحظون بمكانة خاصة، حيث «الناس متعطشون لمن يعلمهم، ويفقههم». ولأن «دولة الخلافة» هي «دولة جهاد»، فقد حرص «الخليفة» على إنهاء رسالته كما بدأها بمخاطبة «جنود الدولة»، فقال مؤكداً: «لا أخشى عليكم كثرة أعدائكم (...) وإنما أخشى عليكم من ذنوبكم، وأنفسكم». وبدا البغدادي متمسكاً بالنَفس الترغيبي في خطابه، فأوصى جنوده بـ«المسلمين، وعشائر أهل السنّة خيراً»، كذلك أولى «فكاك الأسرى» مرتبة الصدارة في أولويات «الجهاد»، ما يشي بأن مهاجمة السجون ستستمرُّ على رأس معارك التنظيم القادمة. وقال البغدادي في هذا الشأن إن «أفضل موطن تراق فيه دماؤكم في فكاك أسرى المسلمين». واختتم بالتأكيد على أن «هذه وصيتي لكم، فإن التزمتموها لتفتحُن روما، ولتملكُنّ الأرض إن شاء الله».
ورغم عدم التصريح بذلك، فإن كلمة البغدادي جاءت لتؤكد جنوح التنظيم نحو إلغاء «شرعية» كل التنظيمات والإمارات الأخرى، ما لم «تبايع الخليفة». يشتمل ذلك على «إمارة القوقاز»، وتنظيم «القاعدة»، وحركة طالبان التي يحظى زعيمها الملّا عمر بصفة «أمير المؤمنين» أيضاً، الأمر الذي أكّده مصدر مرتبط بـ«تنظيم الدولة» لـ«الأخبار». المصدر أكّد أنّ «لا إمامة لقاعد عن الجهاد، ولا يجوز لأمير أن يقتصر جهادُه على بقعة واحدة من بقاع الأرض». وأضاف: «إن دولة الخلافة هي القيّمة على الجهاد الحق، وإن للخلافة شروطاً اجتمعت في شخص أميرنا القُرشي، وإنّ التمكين والفتح من الله، يمُنّ بهما على من يشاء، وعلى من هو أهلٌ لهما. وقد منّ بهما على خليفتنا».

خطاب «الفسطاطين»

تطابقت كلمة البغدادي أمس، في كثير من مفاصلها، مع كلمة كان وجّهها زعيم تنظيم القاعدة الأسبق أسامة بن لادن، إثر هجمات 11 أيلول 2001. ومما جاء في كلمة بن لادن في شأن «الإرهاب» حينها: «مليون طفل مِنَ الأطفال الأبرياء يُقتلون (...) في العراق، بلا ذنب جنوْهُ. (...) شعْبٌ في أقصى الأرض ــ في اليابان ــ قُتل منهم مئات الألوف! صغاراً وكباراً، فهذه ليست جريمة حرب، هذه مسألة فيها نظر. مليون طفل في العراق مسألة فيها نظر، أمّا عندما قُتل منهم بضعة عشر في نيروبي ودار السلام قُصفت أفغانستان وقُصف العراق، ووقف النفاق بأسره خلف رأس الكفر العالميّ، خلف هُبَل العصر أميركا ومَنْ معها». وحول انقسام العالم قال بن لادن: «إنّ هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط كُفْر». وفي شأن التوعد بالثأر: أقسم بالله العظيم (...) لن تهنأ أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعاً...».
_____________


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.