‏إظهار الرسائل ذات التسميات حزب الله. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حزب الله. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 29 يوليو 2013

هل إيران هي التي تحدّد ما إذا كانت حركة ما هي حركة مقاومة... أم نهج هذه الحركة، وطبيعة تخندقها في لوحة الصراع الوطني الاجتماعي المحتدم في بلاد العرب؟

    يوليو 29, 2013   No comments
ناهض حتر
أعلن قيادي في حركة «حماس» عن لقاءات تفاهم مع مسؤولين من إيران وحزب الله لاستئناف العلاقات والدعم الخ. ومنذ أكثر من سنتين، هذه هي المرة الأولى التي تتقصد «حماس» فيها، الحديث عن فحوى لقاءات مع محور المقاومة، وتتباهى بالقول إنه تم إبلاغها أن طهران ما تزال تعتبرها عضوا في ذلك المحور.
هل إيران هي التي تحدّد ما إذا كانت حركة ما هي حركة مقاومة... أم نهج هذه الحركة، وطبيعة تخندقها في لوحة الصراع الوطني الاجتماعي المحتدم في بلاد العرب؟
بعد كل ما حدث منذ ربيع 2011، لم يعد الانتماء الفلسطيني وامتشاق السلاح، ولا حتى ماضي الصدام مع العدو الإسرائيلي، تشكل شروطاً كافية للقول إن هذه حركة مقاومة أم لا؛ فالطعنة التي وجّهتها حركة «حماس» إلى قلب محور المقاومة في دمشق، كانت جوهرية وعميقة وسامّة، ولا تعكس خطأ أفراد وإنما أيديولوجيا تنظيم وسيكولوجيا قيادة، ولا تعبّر عن خلافات في توصيف حدث أو تقييمه، وإنما عن خيانة صريحة لخندق المقاومة، كما للخبز والملح.

ليس معروفا عن «حماس» ـــ التي تحكم بالقوة الانقلابية وتصادر أبسط الحريات الشخصية في غزة ـــ تعلّقها بالقيم الديموقراطية، لتتخذ موقفاً من النظام السوري الذي كان دكتاتورياً أيضا طوال تلك السنوات التي استضاف فيها الحمساويين، وقدم لهم أعلى أشكال الدعم ـــ وأهمها الدعم السياسي ـــ مما حوّل «حماس» إلى قوة أساسية في الشأن الفلسطيني.
في الواقع، طعنت «حماس» دمشق، غدراً، واختارت، بصورة منهجية، خندق الحَمَدين القَطريين ـــ وهو مجرد واجهة للخندق الإسرائيلي ـــ والرجعية الخليجية والإرهاب التكفيري ورعاته الامبرياليين، في مشروع تدمير سوريا والجيش العربي السوري. وهل من يسعى إلى تدمير هذا الجيش يُعدّ أو يمكن أن يُعَدّ مقاوماً؟ واختارت «حماس»، من دون التباس، السلطان العثماني الطامع في الأرض السورية، وبايعته على احتلال أرض عربية، وتلفّعت بعلم الانتداب الفرنسي على سوريا.
هل قاتلت «حماس»، بالسلاح، ضد الجيش العربي السوري؟ ليس للإجابة على هذا السؤال، أي أهمية؛ فلقد غدرت في الموقف، واصطفت في السياسة ـــ وهذا هو الأهم ـــ وأساءت وحرّضت ـــ مع المحرضين ـــ على الولوغ في الدم السوري. وهي فعلت ذلك، ليس، فقط، انطلاقا من روح مذهبية متعصّبة مريضة، وإنما، بالأساس، انطلاقا من موقف أيديولوجي رجعي اخونجي، ولد وترعرع في أحضان الاستعمار والرجعية، على أساس العداء لحركة التحرر العربية.
«حماس»، اليوم، في ورطة ماحقة؛ فهي راهنت على سقوط النظام السوري، وخاب رهانها، وراهنت على النظام الإخواني في مصر، وتورطت إلى جانبه ضد الشعب المصري، فسقط ذلك النظام، وتحوّلت فلوله إلى العنف والإرهاب، وراهنت على السلطان رجب أردوغان، فترنّح تحت ضغوط العزلة والمعارضة والأكراد، وراهنت على سياق إقليمي ودولي يسمح لها بنقل ثقلها إلى الأردن، ولكن اجماعاً وطنياً أردنياً نشأ على صدّها، خوفاً من مشروع الكونفدرالية والوطن البديل.
بالمعنى الاستراتيجي، «حماس» انتهت؛ ربطت مصيرها بمصير المشروع القطري التركي الاخواني، وسقطت بسقوطه. ولم يعد لها سوى شبكة انقاذ واحدة تتمثل في الإيرانيين وحزب الله.
إيران قوة إقليمية رئيسية أثبتت عداءها للإمبريالية والصهيونية والرجعية، كما أثبتت وفاءها للتحالف مع أصدقائها العرب، من خلال وقفتها الشجاعة والثابتة مع الجمهورية العربية السورية. وهذه الوقفة، وحدها، تمثّل أساساً متيناً لإعادة تقييم الدور الإيراني في المنطقة، وإطاراً ودياً لبحث الخلافات معها.
إيران، اليوم، حليف مركزي لحركة التحرر العربية، ولكن ذلك لا يمنحها الحق في إعادة تعويم حركة الإخوان المسلمين التي لفظتها الشعوب العربية. وطهران، بالطبع، لن تستطيع ذلك، إلا عبر حليفيها العربيين، حزب الله والنظام السوري؛ فيقوم الأول بالضغط على الثاني.
آن الأوان للكف عن سياسات تملّق قوى الاسلام السياسي السنّي؛ فالجماهير العربية السنيّة المؤمنة تتجه، اليوم، إلى موجة مدنية عروبية علمانية ـــ وليس هناك تناقض بين الإيمان الشعبي والصحوة المدنية العلمانية ــــ يكفي، لكي تدركوا ذلك ـــ أن تنظروا إلى صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في المظاهرات المصرية المليونية، بل أنظروا إلى المفاجأة: صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ميادين القاهرة! وأعلام سوريا في ميادين تونس... ومصر وتونس، للتذكير، بلدان «سنيّان».
العلاقة مع «حماس»، اليوم، أصبحت تسيء إلى صورة حزب الله، القادر على كسر ما يظنه «عزلة مذهبية»، فقط، بتظهير علاقاته مع الوطنيين والقوميين واليساريين، وتأكيد انفصاله عن الإخوان والسلفية.

الأحد، 23 يونيو 2013

اجراءات سعودية قريبة ضد حزب الــله

    يونيو 23, 2013   No comments
ناصر شرارةبعد العقوبات التي فرضتها دول مجلس التعاون الخليجي على ما وصفتها بـ«مصالح» حزب الله في دول الخليج، تستعد الرياض لتصعيد هذه الإجراءات في الأيام القليلة المقبلة 

قالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» ان السعودية ستعلن «قريباً جداً» قرارات تصعيدية «غير مسبوقة» ضد حزب الله. وأشارت المصادر إلى أن لبنان استوضح في الأيام القليلة الماضية دوائر مجلس التعاون الخليجي عما اذا كانت الاجراءات التي أعلنها ضد الحزب تطال الجاليات اللبنانية في الدول الخليجية. وجاء الردّ بأن على الحكومة اللبنانية «الرجوع الى البيان الصادر عن مجلس التعاون، والذي يعكس الموقف الرسمي لدول الخليج، لجهة إدانتها تدخل حزب الله في سوريا. اما اعتبار الحزب منظمة ارهابية فلم يحصل، ولكن يمكن اعتبار لهجة البيان الشديدة خطوة اولى، يرجح ان تليها خطوات اذا لم يوقف الحزب تدخله في سوريا». ولم يتضمّن الردّ تفسيراً لنوع المصالح التابعة لحزب الله التي ستستهدفها دول الخليج. لكنه شدّد على أن البيان «اعتمد في اجتماع مغلق، وصدر بالتوافق، ويعبّر عن إجماع كل دول المجلس».

وتشير معلومات إلى أن الرياض تتزعّم الحملة الخليجية، تأصيلاً لنهج موجود أساساً في السعودية يرفض الانفتاح على حزب الله، سواء قبل معركة القصير او بعدها. وهذا النهج يستند الى نظرة سياسية ودينية إلى الحزب. إذ لم تنجح السياسة السعودية، يوماً، في الحد من تأثيرات البعد العقائدي في كل مرة حاولت فيها مقاربة ملف حزب الله.


شخصية سعودية مقربة من الأسرة المالكة والمؤسسة الوهابية المشاركة في الحكم، تشير الى أن حزب الله تجاوز الخط الاحمر حينما نجح في اظهار نفسه كـ«طليعة بنية الفعل الحضاري» للأمتين الاسلامية والعربية. فمن وجهة نظر السعوديين، «يجب ان يكون هذا الدور معقودا دائماً لطليعة اسلامية سنية». وباختصار، فإن السعودية الوهابية لا تريد رؤية العالم الاسلامي والعربي منقاداً من طليعة حزب الله المرتبطة بإيران الشيعية. وهذه النظرة العقائدية تخضع لتشدد في التطبيق في السياسة الرسمية السعودية بضغط من المؤسسة الدينية التي تتحمل، إلى حد كبير، مسؤولية عدم مقبولية حزب الله في الرياض.

مفارقات سعودية

ومن مفارقات السياسة السعودية انها تتسم بمناخين متناقضين: «الأداء الصبور» و«الانطباعية الحادة». فالمعروف ان الملك عبد الله يبني أحكامه حيال ملفات معقدة انطلاقا من الانطباع الذي يكونه عن أشخاصها. فالملك، مثلاً، لا يستطيع رؤية خالد مشعل لأنه، في رأيه، كذب عليه وحنث بوعده الذي قطعه له في لقاء مكة الفلسطيني. وهو، بعد انعطافة النائب وليد جنبلاط وتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، رفض كل المحاولات التي بذلت لديه لاستقبال زعيم المختارة، ونقل عنه أنه أبلغ رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان: «دعه يأتي اليكم اذا كان لا بد من ذلك. ولكن أنا لست هنا». والانطباع الحاد نفسه يتحكّم بنظرة الملك السعودي تجاه الرئيس بشار الاسد الذي «لا يلتزم بتعهداته كوالده».

وتقول المصادر ان العاهل السعودي لم يكوّن انطباعاً حاداً حيال شخصية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وتضيف أنه قبل احداث 7 ايار عام 2008، ولدت في السعودية فكرة احتواء حزب الله عبر اعتماد سياسة انفتاح صبورة في ادائها، قامت على أساس مبدأ بسيط ومسطح: «ماذا تدفع ايران للحزب؟ نحن مستعدون لأن ندفع أرقاما مضاعفة»! وقد وجّهت الرياض، حينها، دعوة لوفد من الحزب لزيارتها، وأوعزت إلى سفيرها في بيروت آنذاك عبد العزيز الخوجة بأن يسخى في تقديم سمات الحج لمناصري الحزب، وطلبت منه اللقاء بنصر الله. يومها، تم التشويش داخل الكواليس الأميرية في السعودية على الزيارة، وسرت شائعات عن إخضاع خوجة لتفتيش دقيق شمل ساعة يده، وإجباره على خلع حذائه من قبل جهاز امن الحزب قبيل دخوله للقاء نصر الله. ومعظم هذه «الخبريات»، بثها مقرّبون من الامير بندر الحريص على عدم محاورة حزب الله. علماً أن خلافاً بين اتجاهين كان يحكم فريق عمل السفارة في بيروت يومها حول من يتولى الملف اللبناني: الأول قاده خوجه بغطاء ملكي، والثاني قادته جماعة الأمن بغطاء من بندر. فيما كان الرئيس سعد الحريري منحازا للجناح الثاني، مع محافظته على علاقة ود مع خوجه لقناعته بأنه قناة اتصال سريعة مع الملك. وهو همس اكثر من مرة لمقربين منه: «لا تسألوا خوجة لأنه لا يعرف ما يجب فعله. بندر الوحيد الذي يعتدّ به».

من جهته، نفى خوجة يومها في كواليسه ما بثته «ماكينة بندر» من شائعات عما جرى خلال لقائه بنصر الله. وقدم ما قال انه القصة الحقيقة لما حصل، ومفادها انه اثناء اللقاء «ورد اتصال هاتفي داخلي لنصر الله، أفاده بأنه منذ بدء اجتماعي به تداوم طائرة تجسس إسرائيلية على التحليق في سماء الضاحية. وكإجراء احترازي طلب مني بعد نهاية الاجتماع الا أغادر حتى تغادر الطائرة. واستمر انتظاري لنحو اكثر من ساعة. وهناك من فسر لي هذا الامر على انه يضمر وجود شك لدى امن الحزب بأني أبلغت جهة ما عن اجتماعي بنصر الله، وتسرب الامر إلى الاستخبارات الاسرائيلية التي أرسلت طائرة لتتبعي بغية تحديد مكان نصر الله».

وبصرف النظر عن الروايتين، فإن وقائع اخرى حدثت مع خوجة خلال عمله يصعب على الرياض نسيان مغازيها، ومنها واقعة خلفت مرارة في نفس الملك. ففي خضمّ أحداث 7 أيار، اتصل خوجة، الذي كان يحمل لقب السفير الشخصي للملك، أكثر من مرة بالسفارة الايرانية طالباً وقف تقدم عناصر حزب الله في بيروت، لكن البرودة التي لقيها اضطرته الى مغادرة بيروت بحراً وعلى نحو اشعره بالحرج والاهانة.

سياسة المواجهة

طوال فترة عمله في لبنان، عمل خوجة على بناء علاقات شخصية مع نواب من حزب الله. كما ظل لفترة غير قصيرة يثق بـ«اعتدال» الرئيس نبيه بري، متكئا بذلك على ان الاخير يمكن ان يلعب دوراً مسهلاً في «احتواء» الحزب. ومع فشل سياسة الاحتواء هذه، تنحو المملكة اليوم في منحى متطرف لجهة اعتباره رأس حربة لـ«العدو الإيراني» في لبنان، وتسير الآن على خطى معاقبة الحاضنة الاجتماعية لحزب الله، لإجبارها على الفكاك عنه.
___________

الجمعة، 21 يونيو 2013

حماس وحزب الله: سوريا جــمعت سوريا فرّقت: قطيعة أم أزمة عابرة؟

    يونيو 21, 2013   No comments
تفرض الأزمة السورية نفسها بقوة على العلاقة بين حركة حماس وبين حزب الله. الحركة تريد حياداً لا يفهمه الآخرون، وحزب الله يرى في الحياد تخلياً عن سوريا. لم يصل الطرفان الى مرحلة اتخاذ قرار نهائي في شأن العلاقة الثنائية، لكن الاتصالات القائمة اليوم لا تلغي فتوراً وبرودة حقيقية في العلاقة
 
كانت سوريا الصخرة التي انقسمت عليها تحالفات كثيرة، ظلت لفترة طويلة على قدر من المتانة. أمور كثيرة تغيّرت الآن. ثمّة محاور جديدة تشكّلت، وأخرى آخذة بالتشكّل. لكن حتى يوم أمس، كان الجميع تقريباً قد حسم موقفه؛ حزب الله الذي نأى بنفسه عن القتال إلى جانب النظام منذ اندلاع الأزمة السورية، بات الآن يقاتل بشكل مباشر وعلني في المدن السورية. ومصر التي ظلت تقيم علاقات رمزية مع سوريا وتسعى الى مخرج سياسي، قطعت العلاقات مع من كانت سابقاً جزءاً من «جمهوريّتها العربية المتحدة»، ودعت حزب الله إلى عدم التدخل في الشأن السوري.

وحدها «حماس» تترنّح بين المحورين، وتحاول المواءمة بين تحالفها مع من دعمها عسكرياً ومالياً، وبين ولائها لمرجعية «الاخوان المسلمين»، التي اضطرتها إلى اصدار البيان الذي طالب حزب الله بسحب مقاتليه من سوريا وإبقاء سلاحه موجهاً فقط ضد الاحتلال. وهو البيان الذي اثار علامات استفهام حول مستقبل علاقة الحركتين المقاومتين، والتي ظلّت متماسكةً على مدار العامين الماضيين، رغم كل تداعيات الأزمة السورية.
توقيت البيان جاء بعد أيام قليلة من مؤتمر «موقف علماء الأمة من القضية السورية»، الذي عُقد في القاهرة، والذي اعلن خلاله الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي نيته إرسال قافلة علماء لتوجيه المجاهدين في سوريا، ثم أعقبه مؤتمر آخر «لنصرة سوريا»، اعلن خلاله الرئيس محمد مرسي قطع العلاقات المصرية ــــ السورية. بينما كانت قيادات حماس وأعضاء مكتبها السياسي يجتمعون في القاهرة وسط تكتم إعلامي شديد، في حين قال مصدرٌ مطلع لـ«الأخبار»، إن «هذه الاجتماعات تأتي لرسم سياسات الحركة المستقبلية في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة، وستشهد أيضاً مناقشة موقف الحركة في ما بتعلق بالموضوع السوري بعد التطورات الأخيرة».
دلالة التوقيت دفعت البعض إلى القول إن الحركة حسمت أمرها، واختارت بلا مواربة الميل نحو المعسكر الإخواني، والخروج من محورها القديم نهائيّاً. لكن القيادي في حماس، صلاح البردويل، نفى لـ«الأخبار» أن يكون لتوقيت وجود قيادات الحركة في القاهرة علاقة بإصدار البيان، قائلاً: «يبدو أن الناس فهمت أن البيان جديد. في الواقع، هو موقفٌ قديم للحركة عبّرت عنه بشكل واضح من خلاله. نحن رفضنا أي تدخل أجنبي أو عربي في الصراع الدائر في سوريا، والأمر ينطبق على حزب الله أيضاً، ودعونا وما زلنا ندعو إلى حل سياسي».
وعن الرسالة من خلال هذا البيان، قال البردويل: «أردنا توجيه نصيحة إلى حزب الله، بصفته حزباً يمثّل الخط المقاوم الذي نتبنّاه نحن أيضاً، وهي أن قتال الحزب في سوريا يحرفه عن هدفه الرئيس وهو المقاومة، ويزيد من حدة الاستقطاب الطائفي، وبالتالي يعمّق الأزمة السورية». لكنه استدرك: «هذا لا يعني القطيعة مع حزب الله، علاقتنا بالحزب لا تزال قائمة، وهي جيدة، رغم الاختلاف في وجهات النظر تجاه سوريا، ومن مصلحة المقاومة أن تظل العلاقة كذلك».
لكن ماذا عن علاقة الحركة مع إيران على مدار العامين الماضيين، وكيف تراها حماس بعد فوز المرشح المقرّب من الإصلاحيين حسن روحاني، يجيب: «العلاقة مع إيران قائمة حتى قبل الانتخابات الإيرانية. روحاني هو خيار الشعب الإيراني، وكذلك كان (محمود أحمدي) نجاد، ونحن نحترم خيارات الشعوب، ونتعامل معها، وعلى هذا الأساس، علاقتنا مع إيران ستبقى قائمة كما كانت عليه سابقاً، لأن العدو الصهيوني ينتظر منا أن نقطع علاقتنا مع إيران».
مدّ وجزر
وقد شهدت العلاقة بين حماس وحزب الله، في العامين الماضيين، فترات مدّ وجزر كثيرة، بدءاً بالأزمة السورية، ومروراً باستقبال قادة حماس في غزة لوفد من 14 آذار عقب العدوان الاسرائيلي الأخير، وليس انتهاءً بالأزمة الأخيرة التي تفجّرت بعد تدخل الحزب في القصير. لكن رغم ذلك، لم يصدر موقف رسميّ واحد من كلتا الحركتين، فيما كان حزب الله قد أصدر تعميماً عقب زيارة وفد 14 آذار إلى غزة يمنع فيه مسؤوليه من توجيه أي انتقاد إلى حماس.
بالتوازي مع هذه التطمينات، كانت مواقف الحركتين من الموضوع السوري تزداد حدةً وتناقضاً مع اشتداد الأزمة؛ حزب الله بات يحارب علناً في سوريا، أما حماس فقد سحبت قياداتها من هناك، قبل أن يغلق النظام مكاتبها معلناً القطيعة الكاملة معها. حتى مواقف قيادات الحركة أصبحت أكثر حدّةً، حيث دعا مسؤول حمساوي في حديث إلى «الأخبار» الدولَ العربية إلى دعم «الثورة السورية»، قائلاً: «نحن كنا على موقفنا منذ البداية، دعونا إلى حل سياسي لا يتضمن تدخل الأطراف الدولية، لكن أعتقد أن الظروف الآن أصبحت معقدة بدرجة كبيرة جداً، بعد حمام الدم هذا، والعدد الكبير من القتلى، أعتقد أن من المهم أن يكون هناك دعم قوي للثورة السورية. يجب ألا تقف الدول العربية متفرجة على مذابح الشعب السوري، وعلى استخدام القوة المباشرة، لأن الشعب السوري شعب أصيل، يستحق من الدول العربية رسمياً وشعبياً أن تقف إلى جانبه»، لكنّه عاد وأكد على أن «العلاقة مع حزب الله ما زالت قائمة رغم ارتدادات الأزمة السورية».
ازداد الخلاف حدّة بعد تدخل حزب الله في القصير تحديداً. حدثت إشكاليّات كثيرة، قُصفت الضاحية الجنوبية، ووجهت بعض وسائل الإعلام أصابع الاتهام إلى المخيمات الفلسطينية، الأمر الذي سارعت حماس إلى نفيه على لسان ممثلها في لبنان، علي بركة، قبل أن يتواصل تدفق الأخبار عبر وسائل الإعلام مصحوباً بحملات النفي: الحديث عن طرد قيادات الحركة من الضاحية الجنوبية، وتشديد الرقابة على من تبقى منهم، إضافة إلى منع إعطاء تأشيرات مرور لقيادات «حماس»، الأمر الذي عدّته الحركة إجراءً فنياً، فيما كانت التطمينات كانت من الجانبين.
لكن خطبة القرضاوي التي دعا فيها إلى الجهاد ضدّ حزب الله في سوريا، على مرأى ومسمع رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول موقف الحركة من هذه التصريحات. وهذا ما دفع البعض إلى القول إن هناك تياراً داخل الحركة يرغب في العودة إلى محور حزب الله وسوريا وإيران، في حين تحدثت وسائل الإعلام عن رسائل احتجاج وجهتها قيادات في الحركة إلى مشعل مطالبةً إياه بتفسير الموقف، وتعدّى الأمر ذلك إلى الحديث عن رسالة وجهتها قيادة كتائب القسام إلى هنية تحمل المضمون ذاته، وجاء النفي بعد ساعات قليلة على لسان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام «أبو عبيدة».
ونفى قيادي حمساوي بارز في حديث لـ«الأخبار» وجود أجنحة داخل الحركة، قائلاً :«لا وجود لتيارات داخل الحركة. هناك قرارات يتخذها مجلس شورى الحركة وهي ملزمة للجميع».
مع ذلك، لا تزال تصريحات القرضاوي تستوجب السؤال حول موقف حماس منها، خصوصاً أن الرجل يعدّ مرجعيّة دينية معتبرة لدى الحركة الإسلامية. يجيب القيادي على ذلك بالقول: «وسط المجتمع الإسلامي، نسمع تصريحات متناقضة، ولو دخلنا فيها لانصرفنا عن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واستنزفنا قوّتنا في ما لا يجدي، ولا نحمّل أياً كان مسؤولية مواقف شخص آخر، مسؤولية ما يقوله أي إنسان، وخاصة بحجم القرضاوي، مبنية على موقفه ورأيه، يوافق عليها كثيرون، ويختلف عليها كثيرون، ونحن موقفنا الرسمي واضح».
القيادي نفسه وصف علاقة حماس بحزب الله بـ«العادية». وبخصوص إيران، أوضح أن العلاقة مع إيران «متوازنة والكل أجمع على ضرورة استمرار هذه العلاقة وتطويرها، وتطوير العلاقات أيضاً مع كل مكونات العالم العربي والإسلامي على اختلافاتها المذهبية والعرقية بما أنها تخدم القضية الفلسطينية».
وذهب مستشار هنية للشؤون الخارجية، باسم نعيم، إلى ما ذهب إليه القيادي الحمساوي، قائلاً لـ«الأخبار»، إن العلاقة مع إيران ما زالت قائمة رغم «الاختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا الإقليمية»، مضيفاً أن الحركة تتعامل مع كل من يخدم المقاومة. وتابع: «علاقتنا مع إيران تنسحب على علاقتنا مع حزب الله، وهي علاقة جيدة، ولن نسمح بإحداث ثغرة ينفذ العدو من خلالها لضرب وحدة المقاومة، وتشتيت الأنظار عن القضية الفلسطينية».

وبخصوص اتهام الحركة بالمشاركة في القتال في سوريا، وتسليح المخيمات السورية ضدّ النظام، كان ردّ القيادي الحمساوي لـ«الأخبار»: «هناك كثير من الاتهامات منصبّة علينا، لكن موقفنا واضح، وأي شخص فلسطيني من داخل فلسطين أو خارجها، يأخذ أي موقف داخل سوريا بعيداً عن الحياد فهو يتحمل مسؤولية قراره». وبيّن أن موقف الحركة من سوريا لم يتغيّر، قائلاً: «نحن نقف على الحياد، مع تفهمنا للكثير من القضايا الإقليمية، وقلنا إن حل الإشكالية يأتي من خلال إعطاء الشعب السوري الحقوق التي يطالب بها، وفي الوقت ذاته قلنا إننا لسنا مع أي نظام بديل يأتي ويكون متعاوناً مع إسرائيل، أو لعبة بيد أميركا، وهذا موقف يُناقش على عدة مستويات، وهو الموقف المعلن».
___________

«الأخبار»

الأربعاء، 5 يونيو 2013

القيادات العسكرية لحماس رفضت اتهامات الشيخ القرضاوي لحزب الله

    يونيو 05, 2013   No comments
وليد عوض وسعد الياس
 
كتائب القسام' تتمسك بالتحالف مع نصر الله وايران وتبرق لمشعل: تحرير فلسطين يأتي بالسلاح وليس بالمال


علمت ‘القدس العربي’ من مصادر مطلعة جدا في حركة حماس الثلاثاء بأن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة حسمت موقفها باتجاه الانحياز لصالح استمرار التحالف مع حزب الله اللبناني وايران، كطريق لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي بقوة السلاح بعد ان فشل المال العربي بتحرير اي شبر من الاراضي العربية المحتلة.

وعبرت القيادة العسكرية لحماس بدعم من قيادات ذات الوزن الثقيل في غزة عن رفضها للاتهامات التي وجهها الشيخ يوسف القرضاوي للمقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله بخطبة صلاة الجمعة الماضية والتي القاها بالدوحة بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.

ووفق المصادر فإن قيادة كتائب القسام عبرت في رسالة وجهتها للمكتب السياسي للحركة عن تمسكها بالتحالف القائم مع حزب الله اللبناني ، كإطار مقاومة على الجهة الشمالية من فلسطين التاريخية.

وجاء في الرسالة التي وجهت لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج يوم الاثنين الماضي بان ‘تحرير فلسطين يأتي بالسلاح وليس بالمال’
واشارت المصادر الى أن قيادات من الوزن الثقيل للحركة في قطاع غزة مثل الدكتور محمود الزهار تساند الموقف الذي اتخذته القيادة العسكرية لحماس بالانحياز لصالح استمرار تحالف الحركة مع حزب الله وايران.

والمحت المصادر الى ان وفدا من حماس يزور ايران حاليا يضم مروان عيسى قائد كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح للحركة في اطار تعزيز التحالف القائم منذ سنوات طويلة ما بين الحركة وجناحها العسكري من جهة وطهران من جهة اخرى.
واوضحت المصادر بان رسالة القسام التي ابرق بها الاثنين الماضي لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة طالبت بتجنيب الحركة من الوصول لمرحلة الاختيار ما بين قطر وايران، لان الاختيار سيكون لصالح المقاومة في اي مكان كانت، وذلك في اشارة الى انه سيتم اختيار ايران في نهاية الامر كداعم للمقاومة.

وحسب المصادر فإن رسالة القسام شددت على ان صمود المقاومة وتمكنها من اطلاق صواريخ الى داخل عمق اسرائيل في الحرب الاخيرة التي شنت على قطاع غزة كانت بفضل التحالف مع ايران وحزب الله اللبناني، وليس بفضل المال العربي.

جاء ذلك فيما ذكرت صحيفة ‘المستقبل’ أنه ‘بعد نحو عامين على قرارها مغادرة دمشق وجدت ‘حركة حماس′ نفسها أمام قرار مشابه يبدو أنها اتخذته مؤخراً: مغادرة الضاحية الجنوبية لبيروت أو على الأقل مغادرة جزء كبير من قياداتها، وذلك بعدما ضيّق حزب الله الخناق على حركة هذه القيادات، وزاد من مراقبة تنقلاتهم، ورفع من منسوب انتقاداته لسياسة الحركة، ‘التي لم تحفظ جميل من وقف إلى جانبها’، وفق ما يروج الحزب.

 ___________
عن "القدس العربي"

ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.