الأحد، 11 نوفمبر 2012

سوريا: لقاء الدكتور هيثم مناع على قناة الميادين

    نوفمبر 11, 2012   No comments


سوريا: لقاء الدكتور هيثم مناع على قناة الميادين

أ. غسان بن جدو:

مشاهدينا المحترمين سلام الله عليكم . سمّوها ما شئتم ” ثورة إنتفاضة حرب تحرير كفاحا مسلحاً جهاداً في سبيل الله حرباً أهلية حرباً ضد الإرهاب مؤامرة أطلسية خيانة خليجية تركية تدخلاً إيرانياً فارسياً مجوسياً تواطئاً روسياً صينياً دفاعاً أمريكياً أوروبياً عن الشعب السوري وعن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية مصلحة إسرائيلية في تدمير سوريا وجيشها ومكانتها . سمّوها ما شئتم و اتّهموا من شئتم وصِفوها ما شئتم المحصلة واحدة نحن أمام مأساة سورية لا سابق لها دافِعوا عن الشعب السوري وقولوا فيه ما شئتم من مديح وانظموا له ما شئتم من قصائد غزل المحصلة واحدة الشعب السوري يئن ويضحي ويعاني ويبكي دماً على ما آل إليه أمره وبلده ونحن معه نبكيه ونبكي معه ما آل إليه على حاله وفاجعته , ولعل السوريين ومن بقي من مواطنين يلعنون كل من يتاجر بقضيتهم وبصمودهم وبحريتهم ومقاومتهم وبتراثهم وبثقافتهم لا بل بكنوز سوريا الشامخة الحضارية التاريخية العظيمة سمّوا ما تسمّوا من معركة حلب وغيرها من مدن سوريا الكبرى بما شئتم المحصلة واحدة الأسواق القديمة تبكي الحجر يبكي بكاءاً الجامع الأموي الكبير يتساءل بِحيرة من الذي دمرني ولماذا ؟! لماذا يُستهدف أثر النبي زكريا عليه السلام؟! ويُدمر ضريحه ؟! باسم أي شرعة وأي شريعة؟! لماذا يقتل الأطفال وترمل النساء ؟! لماذا تُستهدف مصانع سوريا ومنشآتها الاقتصادية وبنيتها التحتية والصحية وكل شيئ؟! لماذا يُقتل رجال أعمال وعلم و هم في الجوهر مكسب لسوريا أياً كان حاكمها؟! سمّوا احتضان الإنتفاضة أو الثورة أو الحراك الشعبي ما شئتم لكن العقل يسأل بهدوء: ماذا لو تعامل بعض حكام العرب وبعض فقهاء ورجال الدين وبعض أعلام وبعض رجال الصحافة والإعلام العرب بأقل تحريض وأقل تجييش لهذا وذاك هل كانت سوريا بناسها وأهلها وتراثها في هذه المأساة؟؟!! في الميادين هذا اليوم نبحث هذا الملف من زاوية معارضة. المعارضة معارضات والهدف أهداف ومحور التدخل الخارجي محاور . هل بقي أحد في الدنيا لم يتدخل في الفاجعة السورية ؟ المعارض السوري البارز الدكتور هيثم المناع ينطلق من موقف المعارض للحكم في سوريا يراه نظاماً ديكتاتورياً يرى ضرورة التغيير ينطلق من أن ما يجري هو ثورة لكنه وهو يمثل شريحة معارضة واسعة مع صفته رئيس هيئة التنسيق الوطني في الخارج لكنه في الوقت نفسه يرفض التدخل الخارجي . مرحباً بك دكتور هيثم . نحن نتحدث معك في تونس أول ثورة عربية طبعاً الكل استبشر بالثورات العربية والربيع العربي .ما الذي يحصل في سوريا؟

د. هيثم مناع:


عملية اغتيال الثورة باختصار شديد . في التاريخ البشري كله لا يوجد ثورة وحرب تأتي حرب لتقتل ثورة مهما سميناها سميناها حرب إقليمية سميناها أهلية إذا اختلفنا على التسمية ليس هذا هو المشكلة . المشكلة هو الإنتقال من ثورة إلى حرب . الثورة لها قيم لها طموح جاءت لكي تغير وضعاً و تتخلص من الخلايا السرطانية التي طال بها العهد على المجتمع . الحرب: يقول المثل الفرنسي: الحرب أنت ذاهب على الحرب فلتفعل ما تريد كل شيء مباح . حتى عام 1948 في التاريخ البشري لم يكن حتى مصطلح جرائم حرب إذاً في الحرب تفعل ما تشاء عندما حدثت هذه النقلة في الذهن, المقاتل في سوريا من ثورة للتغيير الديمقراطي المدني إلى حرب سميناها حرب تحرير وأصبح السوري محتلاً سميناها حرب ضد الإرهاب وأصبح من تمرد على الديكتاتورية إرهابياً سميها ما تشاء لكن النقلة إلى الحرب هي التي جعلتنا نخسر قيم الثورة لذا كنا في البدء في ثورة سلمية جرائم ضد الإنسانية ترتكب من طرف إختار الحل الأمني العسكري الآن لدينا جرائم حرب في الطرفين ولم يعد السؤال من ارتكب الجريمة السؤال ما هو الثمن ؟اليوم ننظر إلى شبه وطن في شبه إنسان في شبه مستقبل إذا كان هناك ثمة مكان بعد للمستقبل نحن اليوم نعيش في مأساة تريد أن تلغي سوريا . سوريا لا يمكن أن تكون إلا كياناً فيه الحد الأدنى من الاستقلالية بسبب وضعها الصراعي مع الكيان الإسرائيلي . سوريا لا يمكن أن يكون بلد له الحد الأدنى من الكيان السياسي بسبب الضغوط التي يتعرض لها من الشرق والغرب وبسبب تحالفات منذ عام 1979 أثرت على سوريا سلباً أو ايجاباً ليس هو هذا هو السؤال, السؤال هو أن التحول المطلوب من سوريا اليوم ليس تحولاً سياسياً أو جيو سياسي وإنما هو تحول تدميري . تُدمّر البلد فيصبح الجميع لدينا دولة ومجتمع متسولة من الدولة الفاشلة إلى الدولة المتسولة والدولة المتسولة تابعة بالضرورة إذا فليحكم من يحكم إسلامياً كان أم علمانياً لا يهم ففي الغد السوري سيكون الحاكم تابعاً لما نريد

أ. غسان بن جدو:

كما تقول مكتوب من يسقط؟

د. هيثم مناع:

أنا أظن بأن الحركة السورية المدنية باستمرار كانت محلية وهذه ميزة موجودة منذ العشرينيات منذ تشكل أول برلمان سوري في العشرينيات كانت دائماً لدى المجتمع السوري القدرة ولحسن الحظ على التحرك الذاتي ومن الداخل يعني سوريا من البلدان التي لم يأتها تحركاً خارجياً ليحررها وإنما كانت إنطلاقتها كانت من السويداء ومن شهبا من القريّا من اللاذقية من المسيفرة من درعا من دمشق من حلب من حمص دائماً المدن والقرى السورية هي التي تعطي التغيير وهي التي تتوجه نحو التغيير ثم يأتي التدخل الخارجي لأن هذا التغيير بالتأكيد ليس محلياً وسيؤثر بالتأكيد على الجيران وأي تحول سوري باتجاه توحيدي أو باتجاه ديمقراطي سيغير بكل المعادلات الدولية خاصة وأننا لدينا شرّين سميناهم ما سميناهم الشر الأول هو الطاقة الغاز والنفط والشر الثاني هو إسرائيل بهذين الشرين نحن منطقة إستراتيجية هامة جداً في العالم لذا كل ما يحدث وعندما يحدث أي اهتزاز لا بد من أن تتدخل كل الأطراف لتحول البلد الطرف إلى بلد مصاب بنقص المناعة الذاتي كما حدث في العراق المثل العراقي لا بد من تكراره في كل الدول العربية اليوم نريد أن نجزء المجزأ ونريد أن ننهي فكرة المواطنة لأن المواطنة ليست فقط حقوق سياسية وأدبية …..

أ. غسان بن جدو:

يعني هناك خارجي من هو هذا الخارجي خارجي عربي خارجي إقليمي خارج أمريكي أوروبي خارج من ؟

د. هيثم مناع:

اليوم يوجد تحالف شئنا أم أبينا يوجد تحالف غربي خليجي يظن بأن المعركة الأساسية ليست من أجل دولة فلسطينية المعركة الأساسية ليست من أجل الجولان المعركة الأساسية ليست من أجل وحدة السوق العربية مثلاً ولكن المعركة الأساسية اليوم هي مع العدو الإيراني وكما حدث من تعبئة من أجل المعركة الأساسية في أفغانستان ضد العدو السوفييتي الشحن يتم بنفس الطريقة بعملية شحن كهذه للأسف تضيع المبادئ الأساسية للثورة لأن الثورة بالأساس كانت لأجل الكرامة من أجل الحرية من أجل المساواة من أجل المواطنة هذه المبادئ غير موجودة عند الأطراف التي تدفع اليوم لأطراف الصراع العسكري وبالتالي فاقد الشيء لا يعطيه عندما تكون في بلد لا يوجد فيه أحزاب سياسية كيف يمكن أن تقنعه بأن اجتماع المعارضة فيه يجب أن يحتوي كل الأطياف السياسية دون استثناء يعني يوجد مشكلة هي غياب التجربة الذاتية لا تمنحك القدرة لأن تكون ذو فائدة لتجربة الآخرين

أ. غسان بن جدو:

تتحدث أنت تتحدث عن تحالف خليجي غربي أليس كذلك؟ أو ما هو ؟ تحالف خليجي غربي ؟؟

د. هيثم مناع:

طبعا يوجد تحالف اليوم

أ. غسان بن جدو:

كيف هذا التحالف بمواجهة إيران؟ يعني ما يعني ذلك وهم يخوضون معركة ضد إيران يدمرون سوريا ؟!!

د. هيثم مناع:

عفواً . نحن عندما بدأت الأمور بدأنا بمشكلتين أساسيتين :المشكلة الأولى ما يمكن تسميته التناذر الليبي روسيا والصين شعروا بأنهم طعنوا في الظهر بقرارات مجلس الأمن وأنهم كالزوج المخدوع غُدر بهم من قبل الغرب الذي أعاد تقسيم وتوزيع الثروة الليبية النفطية هذا الموضوع لا يمكن أن يقبل به الروس مرة أخرى جئنا نحن في فترة رد الفعل الروسي هذا التي اكتشف فيها الروسي أيضا في نفس الوقت بأنه هو قادر أن يعيد مع الصين فكرة أحادية القطب وأن يضع لها حد كما فعل في جورجيا وبالتالي هنا تجربة أخرى لكسر فكرة أن أمريكا تفعل ما تريد

أ. غسان بن جدو :

وتتمدد أينما ما تشاء

د. هيثم مناع:

بالضبط. ووجد في المثل السوري فرصة لأن لا يكون هناك مجال لأن تفعل الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن ما تريد فأوقف بالفيتو أي تدخل في الأمم المتحدة ووضع التدخلات العسكرية الخارجية خارج نطاق الشرعية الدولية هذه الحركة الروسية الصينية .. هذه الحركة نحن استفدنا منها كوطنيين نرفض التدخل العسكري الخارجي وخسرنا منها لأننا بحاجة إلى إجماع في الأمم المتحدة حول ما يحدث في سوريا خارج نطاق ما يسمى بالفصل السابع والتدخل العسكري . يعني مش كل شيء أو لا شيء هناك مجال لأن يكون توافق دولي بدون الفصل السابع هذا التوافق الدولي يسمح بتسوية تاريخية بشأن الوضع السوري وخاصة أن التغيير في سوريا إذا تم بالضربة القاضية من أحد الطرفين سيكون هناك بالتأكيد إنتقامات سيكون هناك مجازر وسيكون هناك مآسي أكثر مما رأينا من هنا لا بد من أن يكون هناك تغيير بالنقاط وأن يكون هذا التغيير عقلانياً وأن يكون هذا التغيير ذاتياً سورياً وبتوافق بين أطراف أساسية في الدولة وفي المجتمع وليس فقط بتوافق بين أطراف من المجتمع من هنا هذا الفرق يتطلب شئنا أم أبينا توافقاً دولياً لكن المواجهة الدولية التي حدثت دفعنا ثمنها . هناك طرف آخر شعر بأنه الحرب التي لم يكسبها بين العراق وإيران عندما دفعت مليارات وذهب مليون و نصف مليون إنسان من المسلمين سنة وشيعة من كل المذاهب من المسيحيين وكل ما تحويه بلديّ الصراع شعر بأنه بالإمكان بسعر أرخص وبدون تكاليف أن يكسر ما يسميه بالهلال الشيعي

أ. غسان بن جدو:

تقصد من بالتحديد؟ تقصد من هذا الطرف الذي قلت أنه خسر هذه الحرب في إيران

د. هيثم مناع:

دول الخليج. دول الخليج للأسف من يحكم في الخليج اليوم لا يملك القرار السياسي الكامل بالمعنى الكامل للفكرة وبالتالي لديه من جهة حالة رهاب فوبيا خوف من إيران ,وإيران تلعب دور إقليمي قوة إقليمية متوسطة بكل معنى الكلمة يعني نحن مشكلتنا العرب للأسف اليوم أننا عندما ننظر إلى المثل التركي والإيراني ننظر إلى مثل يدافع عن مصالحه الإستراتيجية يدافع عن مصالحه الحيوية يحاول أن يبني في بلده نموذجه الخاص وكنا عاجزين عن فعل الشيء نفسه ومجزئين ولم نستثمر أكبر ثروة أعطيت لنا بالمجان من رب العالمين بسبب هذا الوضع نخاف من الإيراني نخاف من من يعمل بالفعل يعمل على مصالحه فنستقوي بالخارج نستقوي بالأمريكي نستقوي بالقواعد ونخوض معه في معركة نظن بأنها ستبعد عنا الخطر الإيراني المشكلة أننا نحن في المنطقة العربية شئنا أم أبينا ليس لدينا سوى خيار واحد هذا الخيار بأن الشعوب التركية والعربية والإيرانية والكردية محكوم عليها بالجيرة أنت تطلق زوجتك ولا تغيّر جارك ما بإمكانك تغيرو!!! .. وبالتالي يجب أن نصل إلى صيغة تعايشية يمكن أن تصل في المستقبل في جيل عاقل ليس في جيل التابعين والمجانين الذي نحن فيه إلى سوق إقتصادية مشتركة وإلى اتحاد مشرقي هام وأساسي

أ. غسان بن جدو:

طبعاً نحن عندما نتحدث عن الثورات في الإنتفاضات العربية هي بالأساس تتصل بعقليات بمعنى آخر النظام العربي الرسمي في العقود الماضية كل النظام الرسمي كل الأنظمة ولن نستثني نظاماً واحداً كل هذه كانت على الأقل تتماهى بالإستبداد والديكتاتورية و بنظرية الحاكم الواحد وغلبة العقل الأمني من تونس إلى كل البلدان الأخرى هل نختلف في هذا الرأي؟ لا نختلف … عندما تحدث الثورات يفترض أن هذه الثورات لا تقلب حاكم بحاكم آخر جزء من هذه الثورات هي ثورة على الحاكم المستبد الذي يُقصي الآخر .. أنا أو لا أحد الآن ما يحدث في سوريا … نحن ننطلق بأنك معارض الآن وتصف النظام الحاكم في سوريا بأنه نظام مستبد وأن هذا النظام ينبغي أن يتغير هذا منطق الثورة هذا منطق التغيير أليس كذلك؟ بغض النظر الآن عن التسويات التي أشرت إليها الآن جزء بين الفاعلين بالمؤسسة وبين المجتمع وإلى غير ذلك …. اللذين يثورون الآن على هذا النظام الإستبدادي ألا يفترض أنه ذهنية الديمقراطية ربما أيضا يتماهون بها … أنا سأورد بعض المداخل الجزء الأول سيكون مداخل لنقاط تفصيلية فيما بعد. إذاً الآن ذهنية التعميم القائمة لديكم : هذه طائفة ثورية هذه طائفة عميلة هذا حي ثوري معارض وهذا حي شبيحة وموالي هذه معارضة ديكور وهذه معارضة جواسيس معارضة في الداخل قالوا أنها معارضة ديكور والمعارضة في المجلس كلهم جواسيس هذا إرهابي وثاني وطني وهكذا … تقسيم بكل ما تعني الكلمة من معنى وهذا ربما يفسر بأننا نجد شخص يقتل بكل دم بارد هكذا شخص آخر بهذه الطريقة طيب هذه الذهنية القائمة ذهنية الإقصاء ذهنية التكفير ذهنية الإلغاء هذه ذهنية حادة من أين أتت..؟؟

د. هيثم مناع:

أخي عندما تذهب إلى المسجد وتسمع خطبة الجمعة ويقول لك خطيب الجمعة بأن أحمد العلي الموجود خارج المسجد قتل وفعل ببناتكم فاذهبوا إليه يخرج الناس من المسجد بمشاعرهم وعواطفهم نحن المنبر اليوم ليس فقط المسجد المنبر هو التلفزيون المنبر هو الإذاعة المنبر هو اليوم العالم الإفتراضي الفيسبوك كل ما تريد هؤلاء كلهم حوّروا وزوروا في المصطلحات الأساسية للحراك المدني الإجتماعي في سوريا نحن في سوريا أنا خرجت من سوريا عمري 27 سنة ولم أسمع كلمة سنّي نحن نقول عن المسلم سنّي يعني السني مسلم وبالتالي لسنا بحاجة إلى تعريف مذهبي . لم أسمع كلمة شيعي لأنه المجموعة الشيعية في سوريا مجموعة قليلة لكنها منسجمة بشكل بحيث أنه الناس تقول مسلمين يوجد أكيد مشكلات تاريخية وأساسية في بعض الحركات التي تشكل جزء من الحركات الاجتماعية الأساسية في التاريخ وفي القرون الوسطى بشكل أساسي مثل حركة الموحدون الدروز مثل الغلاة التي توفرت في القرن التاسع والعاشر الهجري هذه لها تراث وتاريخ مثل الحركة الإسماعيلية كلها لها تراث وتاريخ راديكالي لكنها منذ الإستقلال دخلت حتى في منطق الأحوال الشخصية فمثلا نحن في سوريا الأحوال الشخصية لأبناء الطائفة العلوية وأبناء السنة واحدة ولا يوجد أي فارق بينهما لا يوجد حتى في الزواج أو الطلاق لا يوجد تمييز بين هذا وذاك وهذا كان بطلب من رجل دين معروف من الطائفة العلوية وقت ذاك ومن مصطفى السباعي مؤسس حركة الإخوان المسلمين في سوريا فيوجد مسائل هي مسائل مستوردة وليست من الثقافة السورية وليست من الأخلاق السورية المسألة الثانية يوجد مسائل مزورة هناك إعلام قاتل لمّا إعلام يقول أن طائرة أطلقت …. هي ترمي برميل أحياناَ فيه 100 كيلو متفجرات … أطلقت نيرانها فأصابت عشرين معارضاً تصور أن الأمريكان لم يستطيعوا أن يفعلوا ذلك في العراق بكل قدراتهم التقنية

أ. غسان بن جدو:

هذا معارض وهذا غير معارض

د. هيثم مناع:

هذا طفل وهذا بالغ … وهذه إمرأة وهذا مقاتل … هذا إعلام مضلل …. بالفعل إعلام مجرم الإعلام الثاني يقول لك .. السيارة الفلانية تم وضعها في حي موالي للنظام .. حي بأكمله موالي للنظام !!!! لم تحصل !!؟؟!! في التاريخ لم تحصل أنك أنت تستطيع ….. تذهب إلى الحي الصيني هنا في باريس تجد أن هناك 30% على الأقل غير صينيين أو من أصل صيني فلا يوجد هذا النقاء لا في الأحياء ولا في الأماكن فنحن أمام لغة .. هذه اللغة تحاول أن تصور المجتمع السوري كجماعات مذهبية وطائفية .. جماعات موالاة ومعاداة وتحاول أن تقسم المجتمع بشكل حاد يسمح بالقتل والهدم

أ. غسان بن جدو :

مسئول عنه رجال دين وإعلام كما تقول

د. هيثم مناع:

وسياسيين أيضاً

أ. غسان بن جدو:

أنا مضطر للعودة إلى استوديوهات الميادين لأجل موجز للأنباء لكننا بعد الموجز سوف نتحدث …..

أ. غسان بن جدو:

تطرقنا قبل قليل إلى قضايا عديدة ، الآن هناك مؤتمر المعارضة في الدوحة ، لماذا لم تشاركوا فيه ، هل لم تشاركوا لأنكم لم تدعوا بالأساس كهيئة تنسيق و لم تدعوا في اللجنة التحضيرية ، أم من حيث المبدأ أنتم لا تريدون المشاركة .؟

د. هيثم مناع :

سأخبرك بثلاث جمل ، من دُعي رسمياً و أحدهم عضو في المكتب التنفيذي السابق ، فقط لإعطاء فكرة لماذا لم نشارك ، يقول الدكتور منذر ماخوس ، هذا المجلس صورة عن نظام الأسد ، فالمجلس الوطني يختزل المعارضة و الشعب السوري ، هذا كلام قيادي عندهم ، و عمار القربي و كذلك وجهت له دعوة ، قال هذا المجلس إعادة لأحزاب جبهة السلطة ، و هذا مجلس قطر و مشروع كرزاي سورية ، أقنعوني كيف يحتاج معارض إلى مكتب في مبنى التجارة في اسطنبول ، و كمال اللبواني يقول توسيع الخطأ لا يعطي مجلساً صحيحاً فهو شيء مقرف و مضيع للوقت , مجلس مأجور لصالح جهة معينة لتنفيذ أجندة معينة , و من الخطاً الرهان على حصان خاسر ، يوجد دول تخاف من تصدير الحرية لها . فصدرت لنا الإستبداد .

هؤلاء الثلاثة دعيوا فإذا كان لدينا عقدة أننا لم نُدعَ كهيئة تنسيق و دُعينا كأفراد ، فهؤلاء دعيوا كهيئات و كتنظيمات و كانوا طرفاً في المشروع ، نحن نظن بأن هذا المجلس عندنا وُلد . وُلد لوظيفة ما ، و هذه الوظيفة ليست ذاتية ، و هذه الوظيفة خارجية ، و هناك اعتبارات لهذه الوظيفة إجتمعت مع ذلك ، فكرة أننا غير قادرين على العمل وحدنا و بالتالي نحن بحاجة إلى التنسيق مع الخارج لإسقاط الدكتاتورية ، و هذه الفكرة موجودة لدى عدد من القوى السياسية ، لكن ما هو حجم التدخل الخارجي و ما هو حجم تدخل الآخرين في القرار السياسي . هناك جملة لأبي بكر الرازي قالها قبل عشر قرون , أول فضل الناس على البهائم ، ملكة الإرادة و إطلاق الفعل بعد الروية . فإذا أنت ملكت الإرداة فقدتها , فما هو الفرق بين الانسان و البهيمة عند أبو بكر الرازي ، لا يوجد ، الأساس أن تملك الإستقلال في قرارك , و عندما تمارس العمل السياسي لا بد لك من هامش واسع في امتلاك القرار . لكي يعرف الناس من أنت و ما هو برنامجك و ماذا تريد ، و للأسف كل ما يحدث لنا الآن هو كتابة لسيناريو و ثم بحث عن مخرج و نأتي نحن كممثلين , و نطبق هذا السيناريو ، و يحتج الممثل بأن هذا الشكل غير لائق و هذا الشكل لن يقبله المجتمع ، فيقولون له نعطيك أفضل منه ، إذاً اصبح دورنا في تحديد النسب و في تحسين الأداء و في طلب المساعدات ، يعني شخص يقول نحن نوافق على حكومة مؤقتة سورية ، لكن إن أردتم هذه الحكومة فهي تكلفكم 500 مليون دولار ، فنحن عندما لهذه الدرجة , و نحن نقدر الاحتجاجات الذاتية و الموضوعية لكي نوافق على مشروعكم , و الآخر يقول لك من أنت , فمثلاً السيدة هيلاري كلينتون قالت لنا لديكم أحد خيارين ، (و لديكم خط لا يتناسب معنا )، و إذا أردتم أن نتناقش فلديكم خيارين ، الإنتساب إلى المجلس الوطني ، أو يجب تقديم ماذا تريدون و من لديكم علاقة به و من ليس لكم به علاقة ، إضافة إلى مسألة إذا كان هناك تنسيق , فقلنا لها هذا إملاء , و هذا الإملاء قبل به المجلس , و رأينا كيف قدمت الضمانات كيف ستكون العلاقة بحزب الله , و كيف ستكون العلاقة بإسرائيل , و كيف ستكون العلاقة قبل أن تلتقي كلينتون بأي واحد منهم ،

أ. غسان بن جدو :

ماذا تقصد ؟ هل تقصد أن الدكتور برهان غليون عندما قال ما قال . كان يردد ما أملي عليه ؟؟

د. هيثم مناع :

قالها مرتين و ليست مرة واحدة . و في مقابلتين منفصلين , و هو نفذ ما كان قد طلب منا نحن ، و انقطعت علاقتنا بالطرف الأمريكي ثلاثة أشهر لأني قلت أنه لا يمكن أن نعطي تطمين لأحد ، فنحن لدينا الجولان المحتلة و لدينا فلسطين المحتلة .

أ. غسان بن جدو :

يعني طلب من الدكتور برهان غليون أن يقول وقت ذاك أنه سيراجع العلاقات مع حزب الله و مع إسرائيل و مع إيران ؟؟

د. هيثم مناع :

أنا أظن أنها ليست عفوية أن يكون هناك شيء من ذلك النوع تلحقه بعدها إجتماع مع كلينتون في جنيف .

أ. غسان بن جدو :

ما الذي يؤكد بأنك تشير إلى المجلس الوطني بأنه تابع , و ليس بأنه يمثل المعارضة على الارض , و خاصة بأنه بالراعي و جناحه المسلح هو الجيش الحر و هناك تنسيق كبير بينهما , و يحتاج دعماً دولياً و تنسيقاً دولياً و رعاية دولية . فما الذي يفصل بأنه تابع و بين أنه جسم قوي معارض من حقه أن ينسق مع القوى الكبرى .

د. هيثم مناع :

من حقه التنسيق , و لا يوجد دولة لا تطلب منا .

أ. غسان بن جدو :

أنت قلت في البداية أن المجلس الوطني أُنشئ و كأنه ليست رغبة ذاتية من المعارضين السوريين .

د. هيثم مناع :

هو كالحكومة المؤقتة التي يجري الحديث بها الآن ، و أول من تحدث عنها هو فرنسي و ليس سوري . و المجلس الإنتقالي السوري أول من تحدث عنه أوربي و أمريكي و ليس سوري , ثم عدة أطراف دعت و دفعت مجموعة من الناس إلى الجلوس لإعداد هذا المشروع . ( يجب أن تصنعوا لنا معارضة ) فإن لم تصنعوا معارضة واحدة لن نستطيع مساعدتكم ، و هذا الخطاب الذي سمعناه كلنا .

أ. غسان بن جدو :

أفهم منك أنه من حيث المبدأ أنتم لستم مستعدين للمشاركة في تجمع للمعارضة مثل هذا و ليس لأنكم دعيتم كأشخاص و لم تدعوا كهيئة .أقصد مؤتمر الدوحة تحديداً .

د. هيثم مناع :

المؤتمر الحالي يُحظّر على أي عضو في هيئة التنسيق و هذا قرار .

أ. غسان بن جدو :

هل تمت دعوتك أنت دكتور هيثم ؟

د. هيثم مناع :

تمت دعوتي عن طريق جانيت السكرتير الأول في السفارة الأمريكية في باريس و طلب مني الحضور معه في الطائرة إلى الدوحة و سألني لماذا أنتم غائبون و لماذا لا تشاركوا . فأخبرته أن المؤتمر ليست الطريقة الأفضل . و الفكرة كلها أن هذا هو المسار فإذا مشيت فيه كما قالت السيدة بسمة قضماني لصديقنا سمير عيطة , إذا لم تأتوا إلى اسطنبول ستكونون أول معارضة لأول نظام ديمقراطي في دمشق . إي إذا أردتم المشاركة في السلطة تعالوا و احضروا معنا , أو ستكونون معارضة مستقبلية لنا في دمشق . و هذه الجملة قيلت لي قبل الدوحة . أذا أردتم تهميش أنفسكم ستغيبون عن الدوحة .

أ. غسان بن جدو :

ما هو موقفكم مما يطرح حالياً من حكومة مؤقتة أو حكومة إنتقالية في المنفى , ما سميت بمبادرة رياض فورد .. رياض سيف و السفير الأمريكي فورد ؟

د. هيثم مناع :

المشكلة الأساسية عندما تطرح مشكلة حكومة . الحكومة لماذا . فإذا كان لهذه الحكومة وظيفة تقوم بها . و المشكلة ليست بنزع الشرعية عن حكومة دمشق فبحكومة منفى أو بدونها , لن يتغير موقفنا من شرعية الحكومة في دمشق ، و في الحالتين نحن لا نعترف بحكومة دمشق . فنحن لسنا بحاجة لفعل جديد يثبت أننا نختلف مع حكومة دمشق و لا نعترف بها ، و السؤال الكبير في كل التاريخ عند تشكيل حكومة لأي نظام و لأي طبيعة ،يجب أن يكون لها وظيفة . في ألمانيا مثلا لم يكن هناك حكومة ضد هتلر . في حين في فرنسا وجدنا مقاومة و ليست حكومة . و بالتاريخ هناك حكومة مؤقتة كما حدث في الجزائر ، هناك أمثلة كبيرة في التاريخ على نجاح الحكومة , و هناك أمثلة كثيرة أخرى فشلت فيها الحكومة ، و الحكومة هي أولاً تأقيت , أي لها زمن و حاجة لها ، ثانياً هي جمع و ليست تفريق و هي فرصة من أجل جمع المعارضة في هيكل سيادي و في هذه الحكومة لا يوجد أي فرصة و نحن نقوم بالهدم على صعيدين أولاً ان هذه الحكومة ولدت بالدوحة و من جماعة الدوحة و إسطنبول و بالتالي سيطالب هؤلاء و هذا حقهم الطبيعي بالنصف و أكثر .( المجلس الوطني ) و المجلس الوطني جعل الحكومة تابعة للمجلس و ليس العكس . و بالتالي هم وضعوا أنفسهم بالوعاء القديم و بشكل جديد . و الأصدقاء الذين دعوا للحكومة و ناقشوها البيانوني , نائب الإخوان العام للإخوان المسلمين و هو حتى النخاع في المجلس ، و الأستاذ رياض سيف و منذ اليوم الأول و قبل برهان غليون كان في المجلس الوطني عضواً ، و لم نسمع له انتقاد على خطأ أو على غياب دور أو على تراجع دور ، و هنا الآن ستحل المشكلة بهذه المعجزة الحكومية عندما تدخل فورد و وضع يده . هناك مشكلة و مشكلة أساسية ، أي عمل اليوم لتشكيل حكومة مستعجلة هو قتل لجنيف 2 ، و من يريد أن يقتل جنيف حقه لكن يقول للعالم كله ، نحن جنيف 1 لم يجدي و غيركاف ، و لا نريد جنيف ثاني و لا نريد توافق دولي ، نحن نريد حلاً امريكياً خليجياً و هذا الحل يعتمد على قيام حكومة و هذه الحكومة هي البديل ، و الطرف الآخر ندفعه لأن يدافع عن النظام ، فنحن نقول للروس أنتم ليس لديكم إلا بشار الأسد و الحكومة السورية الحالية و نحن لدينا حكومتنا و سوف يكون لنا بشارنا أيضاً ، و الإثنين يتواجهون في معركة ، و الأرض التي يحتلها أي طرف ، يُنصّب عليها حكومته ، إلى أن تنتهي هذه المعركة و نرى أيا من الحكومتين سوف تصبح شرعية ، و في حين أن المشروع الذي يتعلق بالأخضر الإبراهيمي مختلف تماماً ، و المشروع الذي يتعلق بجنيف مختلف تماماً ، الحكومة التي ستأتي يجب أن تحقق توافقاً , و يجب أن تجمع ما بين العناصر التي لم تلوث أيديها بالدم و الفساد بالدولة و بين مجمل فصائل المعارضة التي ناضلت ضد الدكتاتورية ، و هنا يمكن الحديث عن حكومة قادرة أن تؤثر بالمجتمع و أن توقف الدم السوري أما اليوم فهذه الحكومة ستأتي لكي تدعم طرف من أطراف الحرب ضد الطرف الآخر في معركة عبثية و مدمرة للمجتمع السوري .

أ. غسان بن جدو :

هذا السيناريو الذي تتفضل به الآن ، ماذا يُفهمنا ؟ هل يُفهمنا بأن ما يحدث كله لعبة حتى نصل إلى تسوية ما بين الأقوياء الكبار ، الإقليميين و الدوليين ، أو نحن نتجه إلى حرب و معركة ؟

أوباما الآن في ولايته الثانية و كل المؤشرات تقول واحد من إثنين فهو لن يستمر على الوضع الحالي في تعاطيه مع كثير من الملفات سواء الإيرانية أو السورية أو غيرها ، و فيما يتعلق بالجانب السوري تحديداً ، هل هو يفرش الأرض الآن من أجل تسوية ما ، أم نحن نتجه إلى عمل عسكري برأيك ؟

د. هيثم مناع :

أنا أظن بأن التقارير التي تقدم للمسؤولين الغربيين ، ندفع نحن ثمنها ، سلباً او إيجاباً ، و العديد من التقارير التي قدمت للخارجية البريطانيا جعلت الخارجية تضع من الإحتمالات أمام المستقبل السوري أن نكون نعيش حالة إنتفاضة شعبانية على الطريقة العراقية ، بمعنى أن الفشل محتمل , و نحضر أنفسنا لمعركة طويلة ، في حين أن التقارير التي قدمت من نادي واشنطن السوري إلى الخارجية الامريكية هي تقارير شلبية ، و تصور الوضع و كان الرصاص أصبح بالقصر الجمهوري و بين ليلة و ضحاها النظام سيسقط ، لذا عندما قابلت المسؤول الأمريكي قبل تسعة أيام ، قال لي بالحرف الواحد ، لدينا مشكلة ، خلال أسابيع سيحصل فراغ كبير ، و أنتم غير جاهزين بعد ، فالتقارير التي تصل إلى الأطراف تؤثر كثيراً على سياساتها ، فبعد أن كان هناك مباحثات طويلة سرية أمريكية روسية ، و وصلت لنقاط إرتكاز عديدة ، و بقي السؤال حول نقطتين أو ثلاثة ، منها قمة السلطة و منها العلاقات الثنائية السورية القادمة ، اليوم هذا المشروع أظن أنه سيجمد في حال نجحت الدوحة ، و لكن الدوحة لا تعطي مؤشرات النجاح و لن تعطيها بالشكل الذي تمت به ، لذا ستعود الإدارة الأمريكية إلى سيناريو جنيف 2 و نتمنى ذلك , و أنا قلت لأكثر من طرف أمريكي ، نتمنى أن تعودوا إلى جنيف 2 و أن تستمعوا إلى الحكمة الفرعونية المصرية التي تطالبنا بمؤتمر للمعارضة في القاهرة ، و بشكل مختلف عما يجري الآن .

أ. غسان بن جدو

عندما يقول الرئيس بشار الأسد لقناة روسيا اليوم أنه ليس بيدقاً يعين من الخارج , و يقول إن ما يحدد هو الشعب السوري و صناديق الاقتراع ، فهل تفهم من هذا أن الرجل مصمم على البقاء و عندما يقول صناديق الاقتراع يعني نحن أمام انتخابات . بمعنى آخر أنه واثق من بقائه رغم المعطيات التي أشرت إليها الآن ، و هناك مسؤول أمني لبناني كبير عاد أخيراً من واشنطن و هو ينقل هذا التصور الإيجابي المتفائل من وجهة نظره ، و أن النظام السوري أيامه معدودة و أن إيران ستدفع الثمن و أن حلفاءه سيدفعون الثمن .

د. هيثم مناع :

أنا لن آخذ بالحرف المقابلة التي أجراها الدكتور بشار ، و أنا أعتقد أن ما يقوله جزء من وضعه و من دفاعه عن الوضع الذي هو فيه ، و بالتأكيد اليوم لم يعد الشعب السوري هو من يقرر من يبقى و من يذهب و بالتالي البقاء ليس فقط في صناديق الاقتراع و إنما أيضاً بالدعم الروسي الصيني الإيراني و هذا شيء واضح للجميع ، و إلا كانت الامور تغيرت ، اليوم لدينا ثلاثة أطراف تعتبر بأن سقوط النظام و تغيير الرئيس السوري يعني خسارتها لكل شيء و لن تقبل بذلك إلا بحال الوصول إلى تسوية تاريخية ، أي بمعنى تسوية تحفظ ماء الوجه لعدة مجموعات ، مجموعة أساسية هي المجموعة الغير دينية في سورية ، و الموقف الروسي من ذلك واضح ، الخارجية الروسية لها خوف حقيقي من الدور الاسلامي في سورية و تعتبر بأن الدور الإسلامي في سورية باعتباره رد فعل لن يكون معتدلاً و بالتالي ستدفع الأقليات ثمناً غالياً بأي نجاح إسلامي ‘

أ. غسان بن جدو :

من تقصد ؟ الإخوان المسلمين , أو المجموعات الدينية التكفيرية ؟

د. هيثم مناع :

النقاش الذي تم ، تم بالشكل التالي ، بعد أربعين عاماً من الإقصاء و الإستئصال ، يجب أن يكونوا ملائكة حتى لا يقوموا برد فعل ، و بالتالي يجب أن يكون هناك انتقال هادئ و تدريجي و سلس و إلا سيكون هناك انتقامات واسعة ، و هذا الكلام هم من يقولونه ، و نحن نعرف بأنه بالفعل تجري إنتقامات فعلية ، و أحياناً لعالم و أحياناً لجامعي و لأشخاص كذلك من المعارضة ، لدينا أعضاء من هيئة التنسيق في حلب قتلوا , و هناك شخص قتل فقط لانه إسماعيلي ، من قبل المجموعات التكفيرية ، و قال الغرب أنه لديه خوف من هذه المجموعات و أنه يجب علينا كمجوعات غير دينية أن نستعجل لتكوين هياكل مناسبة حتى نغطي الفراغ و إلا فإن الرمادي قريب منك , ( الرمادي في العراق ) و هذا ما قاله لنا أكثر من مسؤول و مختص غربي و لم نقله نحن و لم نكتشفه نحن و لم يقله مسؤول إيراني أو مسؤول روسي ، فهناك خوف حقيقي اليوم من أن الإتجاه الأكثر تطرفاً هو الإتجاه الذي يحدث في طرف القمع الأعلى ، شمال سورية ، و هذه المنطقة حساسة جداً , فحلب متعددة الأطيان و الطوائف ، و الآن عمليات النزوح من حلب ضخمة جداً ، و المناطق الوحيدة التي فيها سكان هي المناطق الكردية و مناطق سيطرة الدولة ، أما المناطق الأخرى فالناس قد هربت منها ، و لدينا أكثر من قرية يزيدية نخشى عليها ، فهم يخيرونهم بين الإسلام أو النفي أو القتل ، إذاً لدينا مشكلة في الطرف التكفيري الذي دخل بعنصريه السوري و الأجنبي ، فهو يشكل خطر حقيقي على اللحمة السورية و بالتالي لا بد من نكون واعين لذلك ، و جزء قليل جداً في المجلس الوطني يشعر بهذا التهديد ، و للأسف الجزء الذي يشاطرنا هذا الخوف هو من الأقليات ، في حين أن الباقين يقولون أنه لا يوجد خطر و ستُحل مستقبلاً ، و هذا خطأ كبير و خطر أن نستهين بهذا الأمر.

أ. غسان بن جدو :

هناك خبر عاجل حالياً أن جورج صبرا تم انتخابه رئيساً للمجلس الوطني فهل هذا مكسب له ، لشخصه ، أم هو إبعاد للأخوان المسلمين ، فالسيد عبد الباسط سيدا رغم أنه كردي إلا أنه معروف أنه إسلامي ، فما التعليق الفوري لك على هذا الأمر .

د. هيثم مناع :

أهنيء جورج صبرا بالإنتخاب ، و كنا نتمنى أن يُنتخب فيُنتخب ، للأسف أُفشل في الإنتخابات العامة و نجحوه في الرئاسة ليقولوا أنت هنا رئيس بفضلنا و ليس بالإقتراع .

أ. غسان بن جدو :

هل هو رئيس ضعيف في المجلس الوطني .

د. هيثم مناع :

طبعاً لأنه سُمي و لم يُنتخب ، و نحن رأينا الإنتخاب و رأينا الأسماء التي نجحت و كيف كانوا يحدثوننا ب 30% نساء و 30% أقليات ، و رأينا حتى أن كلمة جورج كانت مخيفة و للأسف يقول أحد الحاضرين , – افتكرنا صطيفوا كردي سني , طلع مسيحي – فللأسف هناك نزعة طائفية في هذا الجو و هي خطيرة على المجتمع السوري .

أ. غسان بن جدو :

إنتخاب جورج صبرا أليس هو رسالة للأقليات في سورية ، أن لا تخافوا .

د. هيثم مناع :

محاولة للقول من جهة إنهم ليسوا كذلك , و لكنهم للأسف هم ملوثين بالطائفية و يُجمعون على الوتر الطائفي , و ثانياً كما قلت عندما لا تكون مُنتخباً و تُعيَّن فوضعك سيكون ضعيف

أ. غسان بن جدو :

إستكمالاً لوضع المعارضة السورية دكتور هيثم في أسماء غائبة لا نعرف أين، السيد عبد الحليم خدام ماذا يفعل؟ يعني هو كان من البارزين الذين انطلقوا في بداية الحراك في سورية، وأيضا ما الذي يفعله السيد مناف طلاس؟ يعني خرج وكان مهيئاً له أن يكون قائداً كبيراً في المعارضة، ماذا الذي حصل؟ أم أنهم يُهيئان لأمر لاحق؟!

د. هيثم مناع:

بالنسبة لعبد الحليم خدام ليس عندي أي فكرة عنه، ماذا يفعل وماذا يقول حتى.

أ. غسان بن جدو:

بس هو معك في باريس.

د. هيثم مناع:

باريس فيها عشرة ملايين، ولم أره بحياتي يعني، ليس فقط في باريس وإنما في حياتي. بالنسبة…

أ. غسان بن جدو:

لا، عفواً.. لكن توصفه – مع إحترامي له – كأنه نكرة، لا تجتمع معه.. ماذا يفعل؟

د. هيثم مناع:

لا.. لا.. ليس نكرة، أنا موقفي.

أ. غسان بن جدو:

ما هو دوره الآن في المعارضة؟

د. هيثم مناع:

أنا عندما خرج من سورية كان موقفي واضح، أنا وقفت ومنذ يومها أنا والأستاذ البيانوني لم نكلم بعضنا لأن البيانوني شكل معه جبهة خلاص وأنا كنت ضد واعتبرت ذلك طعنة في ظهر إعلان دمشق والحركة الوطنية الديمقراطية السورية.

أ. غسان بن جدو:

الآن هل هو أَبعد نفسه؟ أو هل هو أُبعد؟ هل هو لا يمثل شيئاً؟ هل وعد بأشياء ولم يحقق شيئاً كبيراً، في بداية الحراك كان يملأ الدينا كل يوم بالتصريحات والحديث وفجأة اختفى!

د. هيثم مناع:

هو لا يمثل، يعني ليس ممثلاً لتيار أو اتجاه.

أ. غسان بن جدو:

طيب ما اكتشفوا في البداية، ما كانوا يعرفوا يعني.. مُنح دوراً كبيراً بعدئذ ما الذي حصل؟

د. هيثم مناع:

بكل دول العالم أحزاب السلطة التسلطية وليس الإنتخابية فيها قاعدة أساسية (إضحك تضحك الدنيا معك، إبكي تبكي لوحدك) عندما تكون في منصبك كل الناس بتحبك، عندما تستقيل أو تنشق بتروح لوحدك على البيت ما في غير زوجتك تترحم عليك إذا كنت متزوج.

أ. غسان بن جدو:

هذا كل المنشقين.

د. هيثم مناع:

هذه قاعدة عامة، كل المنشقين.

أ. غسان بن جدو:

بما فيها رياض حجاب وبما فيها الجميع!

د. هيثم مناع:

يعني أظن أنا طبعاً. منيح يلي رياض حجاب عنده حظ أنو عنده متحدث بإسمه، فكويس أنه في مخلصين وخاصة أنه ترك، يعني ترك المعمعان في وضع صعب، وبالتالي أكيد له بعض المتعاطفين يعني. ولكن كقاعدة عامة أظن بأن هذه مشكلة أساسية لا يمكنك أن.. حتى (تروتسكي) يا أخي شكل تياراً خارج روسيا بس بروسيا لما انشق ما…

أ. غسان بن جدو:

طيب فيما يتعلق بمناف طلاس.

د. هيثم مناع:

مناف طلاس والضباط السوريين أنا أرفض أن يتم التركيز على ضابط، لدينا أكثر من خمسين لواء في الجيش…

أ. غسان بن جدو:

لآ، عم أحكي على مناف طلاس لأنه شكل حالة، إستُقبِل كزعيم مقبل، ربما كمنتصر.

د. هيثم مناع:

حالة فرنسية، يعني بهالمعنى فرنسا وقف خطابه (فابيوس) ليقول وصل كذا، بمعنى هذا المشهد الفرنسي، أما الشخص لديه إمكانية ويمكن أن يكون جزء أساسي من عملية تشكيل لجنة عسكرية وطنية من الضباط الذين لم يشاركوا والذين اليوم أيضا لم يرتهنوا لأي بلد، وهم كثر، عندك محمد الحاج علي، عندك يعرب الشرع، عندك… ما بدي عد، أعتذر يعني.. أعتذر من الكل يعرفونني وأعرفهم ويحبونني وأحبهم كثيراً، هؤلاء الناس إعادة هيكلة الأركان في الجيش السوري نحتاج لهم من أجل بناء جيش سوري قوي وإلا بغيابهم أظن سيكون لدينا مشكلة لأن الجيش القادم لا يمكن أن يتشكل -لا تؤاخذني- من مجموعة من المتطوعين الذين تدربوا على عجالة في المعسكرات التركية، ولا يمكن أن نقبل بذلك، هؤلاء كثر الله خيرهم لكن مكانهم الطبيعي ليس في تكوين مؤسسة مهنية..

أ. غسان بن جدو:

الجيش الحالي.

د. هيثم مناع:

مؤسسة مهنية وطنية.

أ. غسان بن جدو:

كأنك تستبعد الجيش الحالي.

د. هيثم مناع:

أنا لم أستبعد أحد، أنا أقول مسألة واحدة، الجيش السوري يجب أن يكون بتوافق بين ضباط موجودين الآن في المؤسسة العسكرية وضباط إنشقوا لأنهم رفضوا أن يطلقوا النار على أهلهم. هؤلاء في أي مباحثات سياسية يجب أن يكون هناك تفاوض موازي من أجل إعادة بناء المؤسسة العسكرية السورية.

أ. غسان بن جدو:

بمن فيهم مناف طلاس؟

د. هيثم مناع:

طبعاً.

أ. غسان بن جدو:

إلتقيتم مناف طلاس؟

د. هيثم مناع:

نعم. نلتقي بانتظام.

أ. غسان بن جدو:

والله؟

د. هيثم مناع:

أه، يعني من..

أ. غسان بن جدو بن جدو:

ماذا يفكر الآن؟ هل هو أبعد نفسه أو مستبعد الآن؟ يعني ما شفناه في المجلس الوطني، ما شفناه في المعارضة، هل يُهيئ لدور لاحق على سبيل المثال؟

د. هيثم مناع:

هو سياسياً يعني يتحدث أقل لأنه يعتبر أن فصل الجيش.. أن تجربة ربط الجيش العقائدية تجربة مرة، وبالتالي يجب أن يكون الجيش وطنياً، هذا الشيء الذي يدافع عنه كأطروحة. لكن أظن بأنه مشكلته الأساسية كتوجهات سياسية هو أقرب للمنبر الديمقراطي وهيئة التنسيق الوطنية، وكان محاورنا.

أ. غسان بن جدو:

هو مع تسوية؟ هل هو مع تسوية أو مع القضاء العسكري الكامل على النظام وإبعاد الرئيس بشارالأسد؟

د. هيثم مناع:

لا يوجد قضاء عسكري، المعركة اليوم ما يحدث هو معركة عبثية، أي عسكري اليوم إذا سألته أي ضابط كبير في الجيش السوري مش خارج قبل شوي، في ناس بتخرج بعد 48 ساعة ويحاول أن يثبت بأن هو صار له سنة معارض فبصير يزاود، بس من يجلس قليلاً ويعقل ونتناقش بالتأكيد يناقش بحكمة مختلفة تماماً، هذه الحكمة تقوم على رفض عمليات أساسية لضرب البنيات التحتية العسكرية، نحن لما تضرب الدفاع الجوي لصالح من؟ لما تضرب قواعد ما فيها أصلاً مقاتلين أو أشخاص للقتال مع أي مجتمع؟ لماذا؟ ولصالح من؟ بالتأكيد هناك مجموعات بين المجموعات المسلحة إما من التكفيريين الأجانب أو من.. عُبِّئت بشكل أن هذا الجيش نصيري وأسدي وبالتالي لا يستحق الإستمرار والحياة، وهذه التعبئة ندفع ثمنها تمزيق لجيش دفع من دمه الشعب السوري لسلاحه ولعتاده ولمرتباته.

أ. غسان بن جدو:

علماً غالبية الجيش من السنة، عفواً صرنا نحكي بهالطريقة غير الطبيعية، أليس كذلك؟

طيب، عندما تتحدث الآن عن تدمير في الوقت ذاته كيف تفهم تدمير المصانع في حلب؟ كيف تفهم تدمير البنية الاقتصادية البنية الصحية؟ تحدثت الآن محاولة ضرب البنية العسكرية، يعني قواعد جوية تهم سورية، تهم الجيش السوري أينما كان، كيف تفهم إغتيال رجال أعمال؟ قتل بعض العلماء والخبراء حتى أطباء؟ كيف تفهم هذه الظاهرة؟ هل لأنهم هؤلاء أيضاً علويين ومناصرين للنظام أم ماذا؟ في عدد كبير منهم أصلاً ليسوا علويين.

د. هيثم مناع:

في مسألتين أساسيات، المسألة الأولى هي بالتأكيد هناك عناصر قامت بجرائم إقتصادية بحق الشعب السوري وهذه العناصر إما قامت فيها بتضليل أو بتوجيه أو عن سابق إصرار وتصميم. البعض يقول لك أنا حطمت المصنع الفلاني لأن صاحبه كان يمول الشبيحة، نحن اليوم لدينا 600 مصنع ومعمل في مدينة حلب مدمرة، لدينا اليوم 29 إلى 34 بالمائة من البنية التحتية الطبية مدمرة، هل سيارة الإسعاف نصيرية؟! هل سيارة الإسعاف إرهابية؟! هذا السؤال يوجه إلى الطرفين. لذلك أقول أنا بأن الطرفين لا يخوضان أي معركة فيها الحد الأدنى من إحترام القانون الدولي الإنساني أو إحترام القانون السوري العادي. لذلك لا حل لنا بالعنف ولابد من وقف العنف، العنف اليوم أصبح مدمراً. في جملة كثير أعجبتني للدكتور عبد الكريم بكار وحابب أقول لك إياه، بقول: (طول الإنتداب يقتل الإتجاه، كما يقتل المكان الزمان، وهذا ما سماه الله عز وجل طول الأمد حين قال “فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون” وهذا يملي علينا جميعا أن نتشبث بالأهداف الأولى للثورة وأن نحافظ على كل المعاني والأخلاقيات التي واكبت إنطلاقتها) هذا الكلام من إسلامي متنور، مثل هذا الشخص كنا على سكايب في بداية الثورة وحدث حادث طائفي في مدينة اللاذقية فطالب الناس قال إذا كان ممكن تكون النتيجة شحن طائفي فعدم الخروج في التظاهر أنسب للثورة وأفضل. في أشخاص بالفعل تعتز سورية بهم بحكمتهم بتنورهم مثل الأستاذ العطار أيضا وموقفه من التدخل الخارجي من القتل الأعمى من كل هذه المسائل، في أسماء كبيرة من الإسلاميين السوريين.

أ. غسان بن جدو:

بالمناسبة الشيخ أسامة العطار.

د. هيثم مناع:

للأسف الآن ليسوا هم في مفتاح الحل السياسي وفي قياد الحراك المدني لأنه صار عملية تهميش.

أ. غسان بن جدو:

طالما أشرت إلى حلب نحن نتحدث إلى تلك المناطق أيضاً هناك فيها معارك، الآن كأن هناك العنصر الكردي دخل على الخط، هناك لست أدري إن كان هو استهداف قومي استهداف عرقي، هل هو يعني صراع تركماني كردي دخل على الخط بفعل الجانب الكردي؟ ما الذي يحصل في ذلك الخط الذي فيه كرد؟

د. هيثم مناع:

أولاً علينا بكل تواضع وأمانة أن نقول لقد عانى الشعب الكردي في سورية معاناة قاسية على الأٌقل منذ عام 1962 يوم الإحصاء الذي حرم أكثر من 80 ألف إنسان من الجنسية السورية، باقي المعاناة قبل تلك الفترة كانت ليست نوعية، ليست حصراً بالكردي كنا ندفع ثمن كلنا من غياب الديمقراطية، هناك مسائل أساسية محروم منها الإنسان الكردي، أول هذه المسائل اللغة الكردية تعليم الكردية، مسائل ثقافية أساسية، وكان الرد عليها في تشكيل أحزاب سياسية ونهضة سياسية كردية، الحركة السياسية الكردية في سورية تميزت تاريخياً وهذا إستثناء في كل كردستان الكبرى متميزة بنقطة كتير مهمة كانت سلمية ومازالت وباستمرار أكدت على سلميتها، وعندما طُرحت مسألة العنف مؤخراً طُرحت بمعنى الدفاع الذاتي وعدم ضرورة أو قبول إستعماله تجاه الآخرين. شكل الأخوة الأكراد هيئة عليا وهذه الهيئة العليا مشكلة نصفها من الحزب الديمقراطي حزب الاتحاد الديمقراطي ومن الأحزاب أحزاب المجلس الوطني الكردي النصف الآخر، وهي تشرف على المناطق الكردية وأشرفت عليها بشكل جيد، ويمكن القول أن الإدارة المحلية التي تطبق في هذه المناطق فيها خدمات أفضل بكثير من المناطق الشمالية الأخرى كلها. للأسف هناك أطراف إما تعمل للطرف التركي الذي يخاف من البعبع، للأسف لديه عقدة هي الكورد، أردوغان وحكومته. وبالتالي بدأوا يوظفون أحياناً ما كان يسميهم صدام حسين يُسموا في عهد صدام حسين بالجحوش من قبل أكراد لأنهم يتعاملون من الآخر، وأيضا توظيف شحنات تركمانية أو عربية ضد الأخوة الأكراد.

نحن نعتقد وفي هيئة التنسيق الوطنية الآن نشكل لجان عربية كردية من أجل تجنُب كل ذلك، نعتقد بأن دخول السلاح إلى هذه المنطقة سيكون مصيبة ويمكن أن يعمم عليها الهدم والعنف وليست بحاجة له لأنها استطاعت أن تبعد عناصر النظام بدون إراقة الدم.

أ. غسان بن جدو:

إذاً من يفتح المشاكل معها الآن؟

د. هيثم مناع:

الذي يفتعل المشاكل عناصر مرتبطة بالطرف التركي، الأتراك لا يريدون دوراً للأحزاب الكردية في بناء سورية المستقبل.

أ. غسان بن جدو:

بوضوح. ليس كما يقال موالون للنظام، لأنهم كرد وبالتالي لا يريدون أن يكون..

د. هيثم مناع:

أنت تتكلم عن أناس قضوا في السجن أكثر من كثير ممن تراهم على التلفزة الخليجية يعني، القيادات الكردية كلها عرفت السجون السورية.

أ. غسان بن جدو:

إذاً ما يحصل الآن من معارك هو استهداف تركي عبر معارضين سوريين يريدون ضرب أي دور كردي في المستقبل، أليس كذلك؟

د. هيثم مناع:

بالضبط، هناك خوف لأنهم يظنون بأن هؤلاء تحت تصرف حزب العمال الكردستاني وبالتالي يمكن أن يوسعوا جبهة الصراع العسكري معهم.

أ. غسان بن جدو:

فيما يتعلق بالمخيمات الفلسطينية، من الأسف القول أن حتى المعضل الفلسطيني دخل على الخط الآن في هذا الأتون الصراع السوري، من يريد أن يفتعل مشكلة داخل الجانب الفلسطيني ويحشره في أتون هذا الصراع، ماذا تقول في هذا الأمر؟ أمر خطير يعني.

د. هيثم مناع:

أنا أتمنى على الأخوة الفلسطينيين أن يكونوا هم أصحاب شعار النأي بالنفس، نحن كثورة سورية لدينا من المناضلين السلميين والطرف الذي اختار القتال لديهم من المقاتلين ما يفوق حجمه وقدراته وليس بحاجة لأجانب أو لفلسطينيين. والسلطة السورية مجندة 400 ألف إنسان مقاتل، فليست بحاجة. لذا نقول بالإسم وبكل صراحة للسيد مشعل والسيد جبريل.

أ. غسان بن جدو:

خالد مشعل وأحمد جبريل.

د. هيثم مناع:

قفوا جانباً، قفوا جانباً لا تكرروا مأساة عرفات وصدام حسين في عام 1990، رأينا النتيجة في الكويت، رأينا النتيجة في بلدان عديدة، ورأينا النتيجة حتى في العراق اليوم. الشعب الفلسطيني في سورية البعثية شئنا أم أبينا لديه من الحقوق ما ليس لديه في أي بلد عربي آخر، نحن نسجل هذه النقطة للنظام السابق ونعتبر بأنه كان في حقوق أساسية للإنسان الفلسطيني يجب الحفاظ عليها وتعزيزها ويجب النأي عن الإنسان الفلسطيني من أي ردود فعل سورية، الأحقاد كثيرة، الشحن كثير والعنف أصبح أعمى، لا نريد للضيف الفلسطيني أن يكون ضحية بأي معنى من المعاني. علينا أن نتذكر أن 250 ألف فلسطيني في إحصائيات الأمم المتحدة بحاجة لمساعدة عاجلة اليوم.

أ. غسان بن جدو:

بقيت أقل من خمس دقائق دكتور هيثم، ثلاثة أسئلة إذا سمحت. نحن تحدثنا عن الدور الخارجي، فهمنا ماذا تريد واشنطن، أفهمتنا ماذا تريد موسكو والصين، أنقرة الآن، طهران باعتبارها تساند ضمن محور الممانعة والمقاومة إلى غير ذلك. نريد أن نفهم ماذا تريد الرياض والدوحة في سورية تحديداً؟ هل هو فقط رُهاب من إيران والدور الإيراني علماً أن العلاقات القطرية الإيرانية يفترض بأنها علاقات متميزة، لكن ما الذي يحصل؟ ما تريد هاتان العاصمتان؟

د. هيثم مناع:

هناك أكثر من مشكلة، المشكلة الأولى أن العاصمتين قطعتا كل الحبال مع السلطات السورية وبالتالي خاضوا في معركة مفتوحة، نتذكر بأن وزير الخارجية السعودي إنسحب من الإجتماع لأنهم لم يُقروا في تونس هنا مساعدة عسكرية للمعارضة السورية، ونتذكر كيف تصريحات حمد بن جاسم أكثر من عشر مرات بأن على الأسد أن يتنحى أن يخرج من السلطة، أصبح هناك معركة كسر عظم، وأظن بأن هذا ينعكس علينا سلباً رغم كل الإغداق المالي الذي خلق حالة فساد في صفوفنا كمعارضة سورية هناك مشكلة أساسية، هناك مثل ما سماها مناف طلاس البعض لم يعد يرى من سورية إلا مشكلة بشار، لأنه قابلهم، أنا لم أقابل الطرفين منذ زمن، وحمدين لم أقابلهم في حياتي.

أ. غسان بن جدو:

بس ليش بالمناسبة – عفواً يعني هو سؤال استطرادي بقيت دقيقتان – علاقاتك مع القطري كانت علاقات ممتازة يعني علاقات على مستوى الدولة على مستوى الإعلام، ما الذي حصل؟

د. هيثم مناع:

لا، لا، علاقات شخصية جميلة جدا مع الشيخ حمد بن ثامر مثلاً، مع الأستاذة حصة كمناضلة في حقوق الإنسان.

أ. غسان بن جدو:

والنعم.

د. هيثم مناع:

وفي علاقات بقيت يعني.

أ. غسان بن جدو:

لكن ما الذي حصل؟

د. هيثم مناع:

حتى بالأمس سألتني حصة هل أنت في الدوحة أم لا حتى نشوفك يعني. ولكن لم يكن لي بعلاقة بقمة الدولة يوماً.

أ. غسان بن جدو:

طيب، لا نريد أن ندخل في هذا الأمر.

سؤال قبل الأخير دكتور هيثم بصراحة، هل أنتم تضعون شرط تنحي الرئيس الأسد للدخول في أي مفاوضات وتسوية في الجانب السوري؟ أم أنتم تريدون تسوية مع هذا النظام؟ ضمن المجتمع السوري بطبيعة الحال كمعارض. المجلس الوطني يضع شرط تنحي الرئيس بشار الأسد للحديث عن أي تسوية أو حوار، أنت ماذا؟ هل تضعونه شرطاً أساسياً للإنطلاق به أم لا؟

د. هيثم مناع:

كما قالت السيدة كلينتون للمجلس الوطني (إكسبايرد) إنتهت مدة الصلاحية، تقول له لا تضع هذا الشرط، للأسف، كما قال الرازي: “عندما تغيب ملكة الإرادة مشكلة”، نحن لدينا ملكة الإرادة ولدينا الحكمة لكي نتعامل مع هذه السؤال وفق ما يمكن أن ينجم عن مؤتمر دولي من أجل سورية، هذا المؤتمر يصل إلى وفاق ينقذ سورية من حرب أهلية طويلة. المشكلة اليوم أن هناك من يعتقد بأن النصر العسكري ممكن، هذا غير وارد لا بالنسبة للجيش الحر ولا لبشار، إذاً كيف يمكن لمجريات الأحداث أن تفاوض، هنا كل واحد عنده شروط مسبقة لكن عندما يجلس على الطاولة مفهوم الشروط…

أ. غسان بن جدو:

يعني بالحكمة والشجاعة ماذا تقول: هو شرط.. بالحكمة والشجاعة نتفضل بها شرط أساسي أم ليس شرطاً محورياً؟

د. هيثم مناع:

يا أخي في عدة أشكال يمكن ينقل صلاحيات ويبقى 3 أشهر أو 6 أشهر، في عدة أشكال للإنتقال الديمقراطي، نحن نتذكر كيف حدث الانتقال من (بينوشيه) إلى الديمقراطية في تشيلي، لماذا نحن نقتل كل إمكانيات الحل السياسي.

أ. غسان بن جدو:

جميل. لم يبقى وقت على الاطلاق ولكن لأنك في تونس هنا وصديقك الرئيس منصف المرزوقي هل ستلتقيه وماذا ستقول له من دور تونسي ما في الملف السوري؟ باختصار إذا سمحت.

د. هيثم مناع:

سألتقيه غداً، نتغدى معه سويةً، وسنتحدث طويلاً، للأسف يعني الدور التونسي اليوم محصور في إمكانية إذا اجتمعنا كمعارضة يجمعنا في اجتماع تحضيري أو شيء من هذا النوع ومحصور أيضاً في المساعدات الإغاثية وفي مسألة الإفلات من العقاب.

أ. غسان بن جدو:

وهذا جيد لأن تونس احتضنت مؤتمر أصدقاء الشعب السوري.

دكتور هيثم من دون الدخول بالتفاصيل، الصحفيون أيضاً يتعرضون لمضايقات، نحن الصحفيون يتعرضون لمضايقات بالفطرة من أي نظام شمولي لكن عندما يتعرضون لمضايقات وخطف من قبل الثوار والمعارضين ماذا تقول لهم؟

د. هيثم مناع:

ليسوا ثوار وليسوا معارضين، الخطف مدان في المادة الرابعة من إتفاقيات جنيف الأربعة المشتركة وبالتالي من يقوم به لا يمكن أن يكون ثورياً وأن يكون ديمقراطياً أو مقاتل من أجل الديمقراطية، إحنا ناضلنا طول عمرنا من أجل حريات ثلاث: تعبير وتظاهر وتجمع، الآن يجي يلي بساعدنا على حرية التعبير نختطفه أو نؤذيه أو نقتله!

أ. غسان بن جدو:

شكراً لكم دكتور هيثم مناع على هذا اللقاء، شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة، فقط نود أن نختم بما تفضل به الدكتور هيثم مناع، نحن صحفيين أيٍّ كانت وجهات نظرنا وآرائنا نحن نقوم بدورنا، لقد تضامنا ودافعنا عن كل زميل وزميلة صحفية تم سجنهم أو اعتقالهم أو تعذيبهم أو الإعتداء عليهم، أيضا تضامنا ونددنا بأي زميل صحفي تم اختطافه وسجنه وأسره من قبل المعارضين أو الثوار في أي مكان ولا سيما في سورية. أنني أوجه رسالة إلى الثوار والمعارضين في سورية بأن يتقوا الله وأن يتقوا الله في الصحفيين وأي اختطاف لأي صحفي وخصوصا لأي صحفية سنشهدهم أمام الله سبحانه وتعالى واللبيب من الإشارة يفهم. ولنا كلام بقية ربما في وقت لاحق. نتمنى من أي ثوري من أي معارض من أي ديمقراطي أن يتعاطى مع الصحفيين والصحفيات بمنتهى اللياقة بمنتهى الأدب بمنتهى الإحترام وألا يأسر وألا يختطف وألا يسجن أي صحفي. لكننا نحن ماضون في رسالتنا رسالة التوازن والواقعية ولن يُرهبنا شيء. شكراً لكل من ساهم في إنجاز هذه الحلقة.

ISR Weekly

About ISR Weekly

هيئة التحرير

Previous
Next Post
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.