آراء المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية محمد رياض شقفة
حاوره خليل القاضي
اعتبر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المهندس محمد رياض شقفة في مقابلة مع "الرواد"، موقف الولايات المتحدة الأميركية متلوناً ، واضاف أنها لم تجد البديل المناسب لما بعد الأسد، وقال الشقفة ان الجيش الحرّ استطاع بفضل الله أولاً وأخيرًا أن يقتحم عمق النظام في دمشق وفي غيرها من المناطق، وهذا دليل على ضعف النظام، وأنه لو أمكن دعم الجيش الحرّ ببعض السلاح لتغيرت المعادلة تمامًا.
انتخاب السيد غسان هيتو لرئاسة الحكومة الموقتة تم بطريقة ديموقراطية، وهو دلالة مهمة على أننا مع بقية أطراف المعارضة ملتزمون النهج الديموقراطي.
* ما كادت نتيجة اختيار هيتو تعلن حتى انهالت الاتهامات بأنه رجل الإخوان، فما صحة ما تم ترويجه؟
تعوّدنا هذه الاتهامات في كل خطوة سياسية تقدم عليها مؤسسات المعارضة السورية . وقد تعرفنا منذ أشهر فقط السيد غسان هيتو، المشهود له بخدمة الثورة، ونحن لم نرشحه لكننا كنّا مع انتخابه .
* ماهي نظرة الإخوان إلى الحكومة الانتقالية؟
الحكومة الانتقالية باتت ضرورية لإدارة المناطق المحررة، ونأمل أن تحصل على اعتراف المجتمع الدولي لكي تستطيع القيام بالدور المطلوب منها بشكل كامل وصحيح.
* تعتبر الحكومة انجازاً سياسياً للمعارضة، لماذا تأخر الإعلان؟
كان هناك تباين بالرأي حول ضرورتها وجدواها، واستمر الحوار حولها لبضعة أشهر حتى توافقت أغلبية أعضاء الهيئة العامة للائتلاف على أنه حان الوقت للإعلان عنها.
* كيف تصف تعاطي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مع الثورة السورية؟
الموقف يختلف من دولة إلى أخرى ، وهناك دول أوروبية كثيرة كان لها موقف مشرف من الثورة ودعمت لوجستيا من خلال الناشطين ، وبعض الدول لها موقف محايد ، وهنا موقف متلون للولايات المتحدة الأمريكية ، يبدو أنها لم تجد البديل المناسب لما بعد الأسد .
* بعد مرور عامين على انطلاقة الثورة السورية، ماذا تحقق وكيف ترى النهاية؟
لقد تحقق الكثير، أهم إنجاز حققته الثورة أنها أسقطت أعتى نظام مستبد في المنطقة، الإسقاط المعنوي أهم من الإسقاط المادي، لقد تحررنا من الخوف والذل.
النهاية باتت واضحة جدًا وهي النصر بإذن الله فقد هزم النظام وانسحبت قواته من معظم الريف السوري ولم تعد قادرة على المواجهة المباشرة، فبات يعتمد على القصف والتدمير بالطائرات والصواريخ فسقوطه بات وشيكًا ليتفرغ شعبنا لبناء سورية المستقبل.
* الولايات المتحدة ما زالت تعرقل تسليح الجيش الحرّ، لماذا برأيك؟
أميركا تبحث عن مجموعة تتلاعب بها وتحقق من خلالها أهدافها، ولذلك هي لا تدعم المعارضة لأنها وطنية ولم تستطع اختراقها، ولم تدعم الجيش الحرّ لأنها لا تسيطر عليه وهو وطني وقراره بيده. أضف إلى ذلك ان حسابات أميركا لما تنته بعد، فما زالت تريد نظامًا مثل نظام الأسد يلتزم توجيهاتها وهذا من الصعب وجوده بعد اليوم.
* هل تقديمات الاتحاد الأوروبي جديّة؟
الاتحاد الأوروبي لم يقدم شيئًا ذا قيمة، إلّا بعض الدعم اللوجستي في الاتصالات والتدريب ولجهات محددة فقط.
* ماهو تعليقك على موقف روسيا والصين وايران؟
هو موقف داعم للنظام بشكل كامل، قد يتفاوت بين روسيا وإيران من جهة والصين من جهة أخرى، لكن روسيا وإيران هما شرايين الحياة لهذا النظام، وهما من يقود المعركة على الأرض من خلال الخبراء والمعدات والعتاد والجنود، فهم شركاء في قتل الشعب السوري.
* لماذا أخفقت المعارضة في جعل موسكو وبكين وطهران تغيّر موقفها من النظام؟
لم تخفق المعارضة، وإنما الإصرار الإيراني والروسي على بقاء النظام أو تغييره بطريقة توافقهم هي التي أوصلت الأمور إلى طريق مسدود، روسيا وإيران تتصرفان على أنهما تملكان سورية، وهذا ما جعلنا نصل إلى طريق مسدود معهما.
* في الأيام الاخيرة خرجت أصوات تتهم المعارضة باستخدام السلاح الكيموي؟
المعارضة لم تحصل على السلاح الكيموي حتى تستخدمه، وحتى لو حصلت عليه فلن تستخدمه لأنها تعرف تأثيره في الجميع، الطرف الوحيد المؤهل تقنيًا وعسكريًا لاستخدام السلاح الكيموي هو النظام، وإسرائيل أكدت في غير تصريح أن السلاح الكيموي بأيد أمينة! وهل هناك أيد أمينة أكثر من النظام؟
* الجيش الحرّ حقق انجازات ميدانية هامة، ماذا تعني سيطرة الجيش النظامي على داريّا؟
الجيش الحرّ استطاع بفضل الله أولاً وأخيرًا أن يقتحم عمق النظام في دمشق وفي غيرها من المناطق، وهذا دليل على ضعف النظام وأنه لو أمكن دعم الجيش الحرّ ببعض السلاح لتغيرت المعادلة تمامًا، وداريّا منطقة مهمة جدًا للنظام لأنها بوابة مهمة إلى قلب دمشق، ولكنه برغم طول مدة المعركة واستخدامه لجميع أنواع الأسلحة لم يستطع اقتحامها ولن يستطيع بإذن الله!
* هل بدأت معركة دمشق؟
معركة دمشق بدأت منذ فترة طويلة، وقد تستمر فترة طويلة أيضًا لأنها قلب النظام ولن يتنازل عنها بسهولة، ولكن الجيش الحرّ مصمم على السيطرة على دمشق بإذن الله، وهو في تقدم مستمر وإن كان بطيئًا.
* كيف تقوِّم موقف الدول العربية من الثورة السورية؟
مواقف الدول العربية من الثورة لم تكن على مستوىً واحد، فهناك الداعم الحقيقي، وهناك الداعم الإعلامي، وهناك من هو الداعم للنظام. ومع ذلك فقد كان موقف الجامعة العربية رائعًا في طرد ممثلي النظام من الجامعة وتسليم مقعد سورية للائتلاف، مما يدل على أن غالبية الدول العربية هي مع الثورة وضد ارهاب النظام.
* كيف تنظر إلى موقف لبنان؟
هناك فرق بين الموقف الشعبي والموقف الرسمي، فالموقف الشعبي رائع جدًا وداعم للثورة، ولكن الموقف الرسمي مرتهن بموقف حزب الله الداعم للنظام للأسف الشديد، ويبدو أن الحزب ربط مستقبله بمستقبل النظام السوري،ويظهر أن الخلاف بدأ يدب في صفوف حلفاء سورية بدليل استقالة ميقاتي من رئاسة الوزراء.
* ما هو موقفكم من حزب الله؟ وتدخله في سورية إلى جانب النظام؟
حزب الله |
حزب الله شريك للنظام في القتل وسفك الدماء، وهو الداعم العسكري للنظام، ومواقفه الداعمة للنظام معلنة رسميًا وليست مجرد تكهّن، لذلك موقفنا من حزب الله هو موقفنا من النظام نفسه.
* كيف تنظرون إلى لبنان بعد سقوط النظام؟
لبنان دولة شقيقة وجارة وكلانا بُعد إستراتيجي للآخر، لذلك علاقتنا علاقة أخوة ومصالح وتعاون فيما يعود على البلدين بالنفع وسنكون دومًا الداعمين لاستقرار لبنان وللتفاهم بين أطيافه.
* هل أصبح التدخل العسكري الدولي حتميّاً في سورية، في ظل حشد الروس لمدمراتها في البحر المتوسط ونشر بطاريات الباتريوت في تركيا؟
لو كان هناك رغبة في التدخل الدولي لتم منذ فترة طويلة، ولكن يبدو أن الغرب تهمه مصالحه أولاً، ولما لم يجد مصلحة له في التدخل في سورية فلم يفعل ذلك، وتوقُعنا الشخصي أنه لن يحصل تدخل دولي في سورية لأهداف خاصة بالغرب وأميركا وإسرائيل. والشعب السوري لا يريد تدخلاً دوليًا، وإنما كان طلبه هو تزويده بالسلاح المضاد للطيران والدبابات وهو يتولى إنهاء النظام ولكن هذا لم يحصل.
* يقال ان الولايات المتحدة والغرب لم يأخذوا قرار الحسم في سورية بسبب أن السلطة ستؤول ديموقراطيًا إلى الإخوان بوصفهم أكثر الأحزاب تنظيمًا ويحملون مشروعًا للسلطة، وذلك كي لا تتكرر تجربة مصر؟
أميركا والغرب تهمهم مصالحهم ومصلحة اسرائيل أولاً وأخيرًا، وقضية الإخوان ليست سوى شماعة يتذرعون بها لتبرير تخاذلهم في نصرة الشعب السوري، فمشروع الإخوان معلن وصريح بأنهم يسعون لدولة مدنية ديموقراطية يسهم الجميع في بنائها ولن ينفردوا بمشروع أو سلطة وإنما يسعون لتوافق وطني.
* ما حقيقة رفضكم لقاء وفد حزب الله الذي زار القاهرة والتقى قيادات الإخوان في مصر؟
لم يحصل أي دعوة أو محاولة للقاء وفد من حزب الله، وليس في ذهننا أن نجلس معهم حتى يغيروا موقفهم من الثورة السورية ويتوقفوا عن دعم النظام.
* ما هو موقفكم من تركيا؟
تركيا دولة شقيقة وصديقة وداعمة للثورة، وقدمت الكثير للثورة والمعارضة، وتحملت الكثير من الأعباء بسبب هذا الدعم، ونحن نقدره جدًا ونحمل لهم دينًا في أعناقنا.
* في ظل التهويل من خطر جبهة النصرة كيف تنظرون اليها؟ وخصوصًا أنه كان لكم موقف من إدراج واشنطن لها على لائحة الإرهاب؟
جبهة النصرة تشكلت للدفاع عن الثورة ومواجهة النظام وما زالت تقوم بهذا الدور، وبرغم الاختلاف في بعض الأمور فإننا نرغب في الحوار معهم ونعمل على ذلك من أجل التعاون في جميع المجالات حتى نستطيع خدمة الثورة بشكل متفق مع إرادة الشعب وتطلعاته.
* هل هناك إمكانية للحوار مع طهران؟
نحن أعلنا موقفًا رسميًا وما زال كذلك، أنه لا حوار مع طهران حتى تغير موقفها من الثورة وتتوقف عن دعم النظام، وبرغم إرسال أكثر من 7 وفود للحوار معنا، لكننا رفضنا حتى يتم تغير موقفهم من الثورة، فنحن نعتبرهم شركاء في جرائم النظام.
*ماذا تقولون للأسد؟
لن ينفعك غرب ولا شرق، الشعب قرر إسقاطك، يمكنك الرحيل من الآن حتى نوقف نزيف هذه الدماء.
* ماذا توجه إلى حزب الله؟
لقد اخترتم خندق النظام وعليكم أن تتحملوا نتيجة هذا الخيار مستقبلاً، ولكن يمكنكم من الآن أن ترسموا مستقبلاً واعدًا مع الشعب السوري إذا توقفتم عن دعم هذا النظام وأعلنـتم دعمكم للثورة السورية.
* كيف تصف واقع النازحين السوريين وتعاطي العالم معهم؟
واقع النازحين واقع مأساوي جدًا، وبرغم ما بذلته الدول المضيفة وبعض منظمات المجتمع المدني لرعايتهم فهذا لا يكفي ولا بد من تكاتف دولي ودعم من الأمم المتحدة وهناك تقصير في هذا المجال.
* ما هي هواجس الإخوان المسلمين؟
هواجسنا هي استمرار هواجس الآخرين عنا! بمعنى أنه لا مخاوف لدينا ولكن على الآخرين أن يوقفوا مخاوفهم منا حتى نستطيع التعايش معا بسلام وحرية.
* يقال إن سورية ذاهبة إلى التقسيم، ما هو تعليقك؟
لا مجال للتقسيم في سورية وسوف نقف في وجهه بكل ما نستطيع، والشعب السوري واعٍ لهذه القضية تمامًا.
* ما هي طمأنتكم للأقليات؟
أصدرنا "العهد والميثاق" قبل عام تقريبًا وطمّأنا الجميع الى مستقبله، وأن سورية دولة الجميع، والقانون فوق الجميع، والمواطنة أساس الحياة الكريمة، ولم يعد هناك مبرر للتخوف من المستقبل وعلى الأقليات أن تندمج كليًا في الثورة لتقطع على النظام طريق المتاجرة باسمها.
* يقال إن سورية دخلت في أتون الحرب الأهلية؟
حاول النظام وما زال إشعال الحرب الأهلية، ولكن الشعب وقف ضد هذا الأمر، وسوف نقف دائمـًا ضد أي محاولة لهذه الفتنة، وأظن أنه بعد مرور عامين وفضح مخطط النظام في ذلك، فلن يكون هناك خوف بإذن الله من الحرب الأهلية.
* هل تتعرض الثورة السورية لمؤامرة؟
طبيعة الموقف الغربي وبعض الدول الإقليمية والعربية، وعدم دعم الثورة حتى إغاثيًا ولوجستيًا، وعدم رفع الغطاء السياسي الدولي عن النظام، وخروج بعض الأقلام المأجورة او المغرر بها لتشن هجمة مسعورة على الإخوان المسلمين مستخدمة الأكاذيب والافتراءات بحقهم، وذلك بغية تمزيق صفوف المعارضة السورية وتشويه صورتها أمام االشعب السوري والعالم، كل هذا يجعل الحديث عن مؤامرة ضد الثورة حديثًا واقعيًا.
* ما هو موقفكم من إسرائيل؟
إسرائيل دولة محتلة لجزء من بلادنا سورية، ولنا الحق في استعادة هذا الجزء بالوسائل كافة، ونقف مع الشعب الفلسطيني في سعيه لنيل حقوقه كاملة.
* ما هي رسالتكم عبر الروّاد إلى السوريين ودول الجوار؟
أيها الشعب السوري البطل لقد قدمت الكثير من أجل حريتك وكرامتك، فلا مجال للتوقف أو التراجع، ويجب أن نكمل الطريق حتى النهاية بإذن الله، وعلينا أن نتحمل، فلم يبق إلّا القليل، والنصر صبر ساعة، وبإذن الله سوف تشرق شمس الحرية قريبًا على ربوع سورية.
أما دول الجوار، فنتقدم بالشكر الجزيل لكل من دعمنا ووقف معنا، ومن وقف مع النظام وشاركه في جرائمه فنقول له: إن المستقبل ليس لمصلحتك ، وعليك أن تنسحب لأنك في المعركة الخطأ ، وذاكرة الشعوب قوية .
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات