الثلاثاء، 11 يونيو 2013

«تيار أهل السنّة».. خطوة نحو التوحيد أم الشرذمة؟

    يونيو 11, 2013   No comments


غسان ريفي

طرح الإعلان عن إطلاق «تيار أهل السنة» في لبنان، أمس، سؤالا محوريا ضمن الحالة السلفية اللبنانية عموما: «هل هذا التيار هو لتوحيد السلفيين، أم أنه سيكون عاملاً إضافيا لمزيد من التفرقة؟».

يأتي هذا السؤال بعد الخلل الذي شاب مراحل تأسيس التيار، وطرحه، بداية، أن يكون جامعا لأكثرية الرموز السلفية في لبنان التي شاركت بمعظمها في الاجتماعات التمهيدية المتعلقة باطلاقه، قبل أن تنأى بنفسها عنه، وتتوقف المشاورات حوله لأشهر عدة.
وكان اللافت للنظر في الأمر، هو إعادة إحيائه على وجه السرعة، وإطلاقه بمن حضر من المشايخ، في ظل غياب رموز سلفية أساسية كمؤسس «التيار السلفي» الشيخ داعي الاسلام الشهال، أمين الفتوى في طرابلس الشيخ محمد إمام، مفتي عكار الشيح زيد بكار زكريا، وعدد من كبار المشايخ السلفيين.

وفيما حاول «تيار أهل السنة»، الذي أطلق أمس، جذب الأنظار إليه باعلان وسطيته وباسترداده زمام المبادرة للمقاومة المسلحة ضد العدو، أدت خشية «هيئة العلماء المسلمين» من أن يأكل هذا التيار من رصيدها ويتنامى على حساب حضورها، إلى استباق إطلاقه بالاعلان عن إعادة تشكيل مكتبها.
واللافت للانتباه في هذا لاطار، أن «الهيئة» و«التيار» اتخذا من «إمام مسجد التقوى» في طرابلس الشيخ سالم الرافعي مظلة لهما، فانتخبته الأولى رئيسا لها قبل أيام قليلة، وسماه الثاني أمس أمينا عاما له. كذلك تنافس الطرفان على جذب الشيخ رائد حليحل الذي يتمتع بحضور فاعل في الساحة السلفية، فاختير نائبا لرئيس الهيئة، ورئيسا لمكتب طرابلس والشمال في التيار.
في المقابل، فضّل كثير من المشايخ بتياراتهم وجمعياتهم وهيئاتهم الابتعاد عن الإطار الجديد، معتبرين أن حضورهم الفاعل في ساحتهم لا يسمح لهم بالذوبان ضمن أي تيار لا يضم جميع الفرقاء، لأن ذلك قد يضعف نفوذهم ويؤثر على علاقاتهم الخارجية.
وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر «تيار أهل السنة» لـ«السفير» أنه مقدمة لتوحيد الحالة السلفية في لبنان، كونه يجمع مشايخ من مناطق مختلفة تجمعهم رؤية واحدة وأهداف مشتركة، بما يعزز الموقف الاسلامي ويمنحه مزيداً من القوة، قال الشيخ داعي الاسلام الشهال لـ«السفير» إن إطلاق هذا التيار سيؤدي الى مزيد من الشرذمة، وهو عبارة عن «فسيفساء» خصوصا أن المشايخ المشاركين فيه لا تجمعهم رؤية واحدة، محذرا من هكذا خطوات من شأنها أن تضر بالطائفة السنية وأن تفرق الحالة السلفية، واضعا علامات استفهام حول من يحرك هذا التيار والأهداف التي يريد تحقيقها من وراء ذلك؟. أضاف: كفانا بحثا عن أدوار، وهذا التيار هو «طبخة محروقة».
وكان المكتب الاداري لـ«تيار أهل السنة» عقد مؤتمرا صحافيا أمس في نادي الصحافة أعلن فيه ميثاقه وهيئته الادارية التي تشكلت من المشايخ: الدكتور سالم الرافعي (أمينا عاما) ربيع حداد (مكتب بيروت) أحمد عمورة ونديم حجازي (مكتب صيدا) حسن عبدالرحمن وعدنان إمامة (مكتب البقاع) رائد حليحل، حسن الشهال، لقمان خضر وزكريا المصري (مكتب طرابلس).
بداية، ترحيب من مقرر المكتب الإداري إيهاب البنا، ثم أذاع رئيس مكتب طرابلس والشمال الشيخ رائد حليحل الميثاق، فرأى أن «تيار أهل السنة» أصبح ضرورة ملحة في ساحتنا التي تعاني اليوم من اضطرابات وتجاذبات سياسية حادة ومن محاولات لتهميش دور أهل السنة وإقصائهم بما ينذر بأسوأ العواقب إن لم يهبّ المخلصون لمعالجة الأوضاع السائدة والدفاع عن حقوقهم». كما قال إن التيار الجديد «هو إطار ناظم للراغبين والساعين للعمل على تعزيز الهوية الإسلامية لأهل السنة والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم والدفاع عنهم وإحياء دورهم الرائد في لبنان».
ومن مبادئ وأهداف التيار التي تضمنها الميثاق:
أولا: حمل الدعوة الاسلامية والاعتزاز بها والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية والعمل على ترسيخها في المجتمع.
ثانيا: توحيد صف أهل السنة على مرجعية الاسلام كنظام شامل يصلح لكل زمان ومكان مع مراعاة الممكن والمتاح والتأكيد على الموضوعية في الطرح وفي اطار من التكامل في سبيل إزالة كل أسباب التفرق.
ثالثا: إحياء وترسيخ القيم والمفاهيم الإسلامية في التعايش والتعامل على أساس العدالة مع شركائنا في البلد وفي إطار من التعاون والتناصح لما فيه مصلحة الجميع والمحافظة على السلم الأهلي في لبنان.
رابعا: إبراز الوجه الإسلامي الأصيل لأهل السنة في لبنان، وحماية وتعزيز حقوق أهل السنة في كل المجالات وإزالة كافة أشكال التشويه والإلغاء والهيمنة.
خامسا: تحصين ساحتنا الداخلية وحمايتها من الوقوع في ممارسات وأعمال أمنية تسعى بعض القوى الخارجية والداخلية الى افتعالها، والتأكيد على المرجعية الإسلامية والوطنية التاريخية لدار الفتوى.
سادسا: توثيق عرى التعاون بين لبنان ومحيطه الطبيعي والتاريخي العربي والإسلامي، ودعوة الأمة الإسلامية للتنبه لما يجري على أرض لبنان من مؤامرة تهدف الى ضرب استقراره وجعله ساحة للصراعات الإقليمية والدولية ووجوب مقاومة هذه المشاريع.
سابعا: التأكيد على أن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية.
ثامنا: ترشيد الممارسة السياسية توعية مشاركة أو معارضة.
تاسعا: إن مقاومة أشكال العدوان كافة حق إنساني وواجب شرعي، لذلك فإننا نؤكد على استرداد أهل السنة زمام المبادرة للمقاومة المسلحة ضد العدو لا سيما الصهيوني وإننا لن نرضى المزايدة علينا في ذلك.
______________
عن «السفير»

ISR Weekly

About ISR Weekly

هيئة التحرير

Previous
Next Post
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات


ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.