إنتحاري من "جبهة النصرة" يروي تجربته
أوغريت دندش : أهلا بكم في حلقة جديدة من الارض نزور خلالها اليوم منطقة برزة، قد لا تكون هذه المدينة الابرز اعلاميا او حتى من الابرز لكن هنا على مدخل دمشق تلعب هذه المنطقة دورا اساسيا في معركة دمشق، في هذه المنطقة التي تبدو آمنة تدور معارك شرسة من اجل السيطرة على هذا الممر الاستراتيجي الهام من المدينة الى العاصمة السورية.
على بوابة دمشق الشمالية تقع مدينة برزه قد لا تكون المدينة في قلب الازمة اعلاميا لكن دورها تعاظم مع تراجع دور داريا كنقطة تمركز رئيسة للمسلحين هناك تدور هذه الايام معارك مستمرة تمكن خلالها الجيش السوري من اختراق جبهة المقاومة الاولى عندما دخل من محورين..على الرغم من أن القوات المسلحة السورية المكونة من الجيش والدفاع الوطني والقوى الامنية تمكنت من التقدم داخل برزه من محورين ومن احكام نيرانها على باقي مناطق برزة الا أن عمليات القنص لاتزال مستمرة في المناطق التي يتواجد فيها عناصر الجيش السوري كما في هذه المنطقة...في هذه المناطق تحديدا بساتين برزة دخل الجيش هنا المحور الاول الذي دخل منه الجيش السوري تقدم في هذه المناطق الا ان قسماً كبيراً من البساتين لايزال يتواجد فيه المسلحون وتدور معارك شرسة الان في هذه الاثناء في هذه المناطق للسيطرة ودخول ساحة برزة نيران الجيش السوري تحكم هذه المنطقة الان استهدفت قذيفة للجيش مناطق تواجد المسلحين في برزة البلد، من هذه الجهة يمكن رؤية منطقة يسيطر عليها الجيش بالكامل وعلى اليسار هناك مسجد والمناطق المجاورة لاتزال تشهد معارك ويتمركز فيها المسلحون براحة اكبر كثيرا من المناطق الاخرى سوف نحاول التقدم والكشف على هذه المناطق، من هنا يمكن رؤية مناطق المسلحين بشكل كامل..المعارك لاتزال تدور وهنا لايمكن التحدث عن مواجهات مباشرة عناصر الجيش يقتربون مجرد جدار بينهم وبين المسلحين في هذه المنطقة لم تحصل هذه المواجهات لاتزال القوات السورية تحكم نيرانها على هذه المنطقة ولكن بإنتظار التقدم من محورين.
على يمين هذا الموقع تبدو ساحة برزة بالتالي اعلان الانتصار النهائي سيكون عندما يتمكن الجيش السوري من الوصول الى هذه الساحة وفرض سيطرته بالكامل ووضع الحواجز والنقاط الثابتة، اشير الى نقطة يبدو على هذا الخط العلم السوري عندما وصل الى هذه المنطقة..شرقي جبل قاسيون تقع برزة تصل دمشق بأحد الطرق الى الحدود اللبنانية ومنها تمر الطريق من حرستا ودوما والقابون للدخول الى قلب العاصمة..
قائد العمليات في برزة: ألعملية الاولى التي تم تنفيذها هي قطع حيث نجحنا الى حد ما في تطويقها ونعمل على المعركة الاساس وهي قطع وصول الامداد اليها ان كان مادياً أو عملياً او بشرياً، المرحلة التي دخلت فيها القوات والمجموعات المخصصة للاقتحام تعمل الان على تحسين وتحصين مواقعها للبدء في مرحلة جديدة..
أوغريت دندش : تتميز المدينة بمساحة بساتينها التي تبلغ ثلاثة اضعاف مساحة المنطقة المأهولة ما يؤمن غطاء مناسبا للمسلحين لنصب منصات صواريخهم باتجاه احياء العاصمة اضافة الى توفير غطاء لها بين الاشجار يصعب على سلاح الجو استهدافها...
قائد عمليات برزة: تتنوع الاعمال القتالية في هذه المنطقة لكن القوات الخاصة والدفاع الوطني جاهزون لتخطي هذه الصعوبات من القتال في المدن والى عبور موانع مائية صادفناها الان وعبرناها بكل نجاح، القوات التي تنفذ هذه المهام جاهزة لأي صعوبات والحمد لله تجاوزنا لا اقل من خمسين بالمئة منها.
أوغريت دندش : تحتوي برزة عل ثلاثة مراكز حيوية مركز قيادة الشرطة، مركز قيادة القوات الخاصة، ومشفى تشرين العسكري وهو من أكبر المستشفيات العسكرية.
ضابط متقاعد – خبير استراتيجي: كانت الغاية قطع طريق الامداد عن العاصمة السورية وقطع كافة طرق المواصلات عن مدينة دمشق من هذا المدخل وهناك مداخل اخرى لمدينة دمشق تعتبر لها اهمية استراتيجية كبيرة لكن كانت الغاية الدخول من هذه المنطقة والسيطرة على قلب العاصمة السورية.
أوغريت دندش : تهدف العملية بشكل اساسي الى فتح الطريق من العاصمة الى المراكز اضافة الى فصل برزة البلد عن البساتين.
ضابط متقاعد: كان بإستطاعة الدفاع الوطني والقوات المسلحة القضاء على المسلحين خلال 12 ساعة في المنطقة التي هم فيها لو استخدم الجيش امكانياته لكن كانت التوجيهات الصادرة من المستوى الاعلى هي القضاء على المسلحين بأقل خسائر ممكنة في صفوف المدنيين نظرا لوجود اعداد هائلة من المواطنين في المنطقة.
قائد عمليات برزة: أتمنى أن يعرف كل مواطن أننا نأخذ فترة بسيطة بمساعدة أوامر القيادة السياسية التي تهدف الى افساح المجال امام المجموعات الارهابية كي تسلم سلاحها ويعود العقل والرشد اليها لكن اذا لم ترد سلاحنا جاهز كي يجعل سوريا مضاءة كما ضوء القمر.
أوغريت دندش : حتى الان تحقق ثمانون بالمئة من اهداف العملية وتستمر المعارك..
أوغريت دندش : هل هناك حصيلة لهذه المعارك في قتلى المسلحين وجرحاهم ام انهم يهربون من دون قتلهم.
ضابط متقاعد: خلال العمليات الحربية الدائرة في منطقة برزة تم القضاء على عدد كبير منهم في منطقة ظهر المصباح وفي المناطق المحيطة بمشفى تشرين والبساتين المحيطة ايضا بحرستا وحي القابون، اعداد كبيرة جدا قتلت من الارهابيين واعداد اصيبت وتم نقلها عبر انفاق المسلحين كانوا يستخدمونها لنقل الامدادات والجرحى والقتلى وهناك اعداد كبيرة القي القبض عليها وهي رهن الاعتقال في هذه اللحظة وغالبيتهم الساحقة يفرون من الميدان، والاتصالات اللاسلكية التي تم الحصول عليها من خلال اتصال قادة التنظميات الارهابية مع بعضهم يدل على ان فلولهم شارفت على النهاية في المنطقة المذكورة في مشفى تشرين ومنطقة برزة وقطعت عنهم طرق الامداد فلا حول لهم ولا قوة.
ضابط: كل اسلحتهم الموجودة نحن على اطلاع فيها ونعرف الى حد ما اماكنها التحصينات كبيرة جدا يواجه المقاتل تحصينات فعالة والمدن بدون أي تحصينات تعتبر مناطق محصنة لكن المجموعات الارهابية بإيعازات عسكرية وتعليمات من مستويات اعلى ومدربيهم ومموليهم استطاعوا تحصين مواقعهم بشكل جيد لكن لم تصمد هذه التحصينات امام جهود قواتنا المسلحة وقوات الدفاع الوطني.
أوغريت دندش : بعد تقدم الجيش السوري في داريا اصبح دور برزة متقدما على لائحة اهداف المسلحين.
ضابط متقاعد: تتصل برزة عبر مناطق قريبة وملاصقة لها منها منطقة التل معربا التي تعتبرأنها كانت استراحة للمسلحين كانوا ينفذون العمليات في برزة ثم يذهبون الى معربا للنوم وممارسة الحياة الطبيعية، ايضا تتصل ببرزة منطقة القابون وحي تشرين وهذه منطقة سكنية وهي مدخل دمشق ثم تلاصقها تماما منطقة جوبر ايضا كان يتواجد فيها المسلحون بأعداد كبيرة جدا الغاية من التواجد في هذه المناطق هي قطع الطريق عن مدينة دمشق قطع طرق الامداد والطريق المعيشية للسكان وكافة وسائل الحياة عن المدينة بالتالي جعل المواطنين يتذمرون من العمليات العسكرية الدائرة في المنطقة أو الهروب من المنطقة الى مناطق اخرى...
أوغريت دندش : بتحقيق الجيش السوري نصرا في برزة يمهد الطريق لاستعادة الغوطة الشرقية بالكامل ويخفف الضغط عن العاصمة خاصة لجهة استهداف احيائها بالقذائف، تسمح برزة للجيش السوري بإمكانية تطوير العمل القتالي باتجاه اهداف مستقبلية ما يشكل بحد ذاته مكسبا عسكريا واحباطا معنويا لاعدائه...
ضابط متقاعد: عندما تنتهي العملية في برزة تكون هذه ضربة قاصمة للمسلحين..وتبقى العمليات عبارة عن عمليات ملاحقة لفلول الارهابيين هنا وهناك فهي الخزان الرئيسي الأن لهم، عملية الامداد لهم تتم عن طريق معربة – التل باتجاه عين الصاحب باتجاه الاراضي اللبنانية الشقيقة لأن هذه المنطقة هي خط المسلحين للوصول الى هذه المنطقة عندما تنتهي فلول الارهاب في هذه المنطقة تعتبر الضربة القاصمة لهم في مدينة دمشق على اعتبار ان منطقة داريا من الجهة الأخرى التي كانت تعتبر ايضا مدخلاً رئيسياً لدمشق وكانوا يعتمدون عليها للدخول الى المدينة عبر مطار المزة والوصول الى اوتستراد المزة ثم ساحة الامويين الفلول الارهابية في منطقة داريا الان في هذه اللحظة لا تتعدى عدداً قليلاً جدا من الافراد لا يشكلون اي خطر لاحتلال أي منطقة لكنهم يستطيعون القيام بعمليات قنص واغتيال وتفجير لكن لا يشكلون خطراً...عسكريا لا فائدة من ترك منفذ للمسلحين يجب القضاء عليهم لكن رأفة بأحوال السكان لابد من ترك منفذ لممارسة الناس حياتهم المعيشية والطبيعية هناك موظفون يريدون الذهاب الى وظائفهم واناس يذهبون الى الجامعات حتى لو تكبدنا خسائر وقد تكبدنا خسائر وحصل اعتداء على حواجز الجيش والقوات المسلحة من خلال هذا المنفذ لكن لابد من وجوده لا نستطيع القضاء على السكان المدنيين فهم إخوتنا..
أوغريت دندش : وبعد الفاصل تتابعون مقابلة تعرض للمرة الأولى مع مقاتل من جبهة النصرة كان في طريقه لتنفيذ عملية انتحارية من ضمن خطة لتفجير ثلاث سيارات في حي المزرعة في العاصمة السورية لكن الاقدار شاءت ان يصاب في التفجير الأول يروي لنا تجربته...
___________
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات