تأسست «جبهة النصرة» في أواخر العام 2011، وهي جزء لا يتجزأ من تنظيم «القاعدة» و«جبهة النصرة والجهاد السورية»، التي كان يشرف عليها سعد الدين محمود الحمرا سابقاً، وتحديداً قبل سبعة أشهر من بداية الثورة السورية.
وأسس الجبهة السوري محمود الجولاني، الملقب بـ«أبو محمد الجولاني»، أحد أبرز كوادر «القاعدة» في بلاد الشام. وكان الجولاني يقيم في ريف إدلب، ويدعو إلى الجهاد والقتال ضد النظام السوري بالوسائل كافة، وإعلان النصرة لأهل الشام وضرورة ضرب المؤسسات الحكومية والمقار العسكرية والأمنية. واتبع الجولاني تقاليد واستراتيجية أبرز قيادات «القاعدة»، لجهة عدم الظهور الإعلامي المرئي، وإنما بالصوت فقط.
وثمة إجماع أمني على أن «جبهة النصرة» لا تنسق مع «الجيش السوري الحر»، ولم توافق على تأليف أي قيادة مشتركة معه، باستثناء تنسيق الأفراد بشكل شخصي. وفي مطلع العام 2012، وبسرعة قياسية، بدأت الجبهة تستمدّ شهرتها الداخلية والعالمية، وتسرق «الضوء الجهادي» من «القاعدة»، وسرعان ما أصبحت التنظيم المسلّح الأبرز بين كل التنظيمات في سوريا.
شاركت جبهة النصرة في تنفيذ عمليات ميدانية ضد المواقع العسكرية السورية في معظم المدن السورية، علماً أنها انطلقت من ريفي حلب واللاذقية. وفي أواخر العام 2011، تم تأسيس معهد «محمد بن عبدالوهاب» لتدريس الشريعة الإسلامية في سوريا، وهو معهد يخرّج الجهاديين الجدد في الجبهة، علماً أن الجبهة تستقبل مهاجرين من جنسيات عربية وآسيوية وأفريقية وأوروبية وأسترالية، ومعظمهم قاتل في أفغانستان والشيشان والعراق واليمن وليبيا. وهم يحضرون عبر تركيا ولبنان والأردن والعراق.
وثمة تناقض واسع في شأن تقدير عدد مقاتلي الجبهة في سوريا، إذ تشير مصادر لبنانية إلى أنها تفوق العشرين ألفاً، بينما تجزم مصادر محلية بأن «العدد الفعلي يراوح بين 4 آلاف وستة آلاف، استناداً إلى تقدير المخابرات الأميركية. والمنطق يقول إن جبهة النصرة إذا تخطى عددها عشرين ألفاً، فإن بشار الأسد يكون خارج قصره».
تضم جبهة النصرة قوة تطلق على نفسها لقب «الاستشهاديين»، تضم أفراداً من جنسيات سورية وأجنبية. وينتمي إلى «النصرة» عدد من الأطباء، معظمهم من خارج سوريا، وهم عرب وأوروبيون. وغالبية مقاتلي الجبهة متمرسة في القتال الشرس وحرب الشوارع، وبحوزتهم أسلحة متطورة، ولديهم دعم مالي «غير محدود»، وهم قادرون على الانتقال إلى أي دولة مجاورة لسوريا عندما يُطلب منهم ذلك، علماً بأن للجبهة مجموعات نائمة عدة في العراق والأردن، إلى جانب لبنان.
تتلقى الجبهة دعماً مالياً من السعودية ومتموّلين خليجيين منتشرين في أوروبا والخليج. وظهر الاهتمام الأمني السعودي بالجبهة بعدما فشل «الجيش السوري الحر» من تحقيق أي تقدم عسكري واضح، بينما استطاعت الجبهة توحيد معظم الفصائل السلفية والكتائب الجهادية تحت لوائها.
ومن أبرز التنظيمات التي استطاعت الجبهة توحيدها: «أحرار سوريا»، الذي أسسه الشيخ السلفي السوري إبراهيم الزعبي، المقيم في مدينة مكة المكرمة في السعودية، وتتبع له مجموعات عسكرية منقسمة الى كتيبة التوحيد وتنتشر في بعض مناطق حمص ودرعا.
وكتيبة «ذو النورين»، التي تنشط في محافظة حمص، وانتقل عدد كبير من عناصرها إلى بعض المناطق التي كانت تشهد مواجهات عنيفة في اتجاه حلب وإدلب، وتتلقى دعماً من الشيخ عدنان العرعور. و«لواء صقور الشام»، الذي ينشط في ريف إدلب وينقسم الى مجموعات عدة تعمل هناك وفي جبل الزاوية والمناطق القريبة من الحدود السورية التركية. قائد اللواء الميداني هو السوري أحمد الشيخ، الملقب بـ«أبي عيسى».
ووحدت الجبهة «فرقة السليمان»، الناشطة في حماه وإدلب، برئاسة السوري محمد سليمان، الملقب بـ« أبو سليمان»، الذي تربطه علاقة بمسؤولين من «الجيش السوري الحر»، وتحديداً القائد الميداني العقيد قاسم سعد الدين، والمقدم المنشق جمال محمد معروف، المرتبط بالمخابرات التركية.
وضمّت الجبهة «المرابطون»، و«تنظيم أنصار الإسلام»، و«كتيبة مجاهدي غزة»، و«كتيبة خالد بن الوليد»، و«كتيبة الفاروق» (يقودها عبد الرزاق محمود طلاس)، و«كتيبة حمزة»، و«لواء الأمة» (يقوده الليبي مهدي الحاراتي)، و«أنصار الشريعة» (يقودها الليبي محمد الزهاوي).
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات