إظهار الرسائل ذات التسميات المجتمعات الإسلامية. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات المجتمعات الإسلامية. إظهار كافة الرسائل
الخميس، 2 يوليو 2015
الجمعة، 5 يونيو 2015
الجولاني: أنا «داعش» سوريا.. والبغدادي «داعش» العراق
يونيو 05, 2015
No comments
عبد الله سليمان علي
«أنا داعش سوريا.. وليكن البغدادي داعش العراق». تمثّل هذه العبارة خلاصة جزء كبير من لقاء زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني مع قناة «الجزيرة» القطرية، الذي بُثَّ على حلقتين.
وبالرغم من أن اللقاء، من حيث توقيته والمنصّة الإعلامية التي خرج من خلالها، كان يراد له أن يكون منعطَفاً مهماً في مسيرة «جبهة النصرة»، ومحاولة لتغيير النظرة إليها من تنظيم «إرهابي» إلى فصيل «ثوري»، إلا أن الجولاني ساهم عبر المواقف التي أطلقها في إفشال هذه الغاية.
والأهم أن كلامه ترك علامة استفهام كبيرة حول حقيقة ما يقال عن وجود اختلاف منهجي بين «جبهة النصرة» وبين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، فالجولاني، وبرغم تأكيده على وجود هذا الاختلاف بعبارات منتقاة، إلا أن مواقفه التي عبر عنها في اللقاء كانت تؤكد شيئاً آخر.
فضح الجولاني سريعاً نزعته التكفيرية، فهو يرى في العلويين أنهم «لا يحسبون طائفة من أهل الإسلام بل هم خارجين عن دين الله عز وجل وعن الإسلام». أما الدروز فهم بالنسبة إليه «محل دعوتنا، ونحن أرسلنا إليهم الكثير من الدعاة وأبلغوهم الأخطاء العقدية التي وقعوا فيها». ومن نافلة القول إن المقصود بالأخطاء العقدية هي انحرافات في العقيدة تتناقض مع مبدأ التوحيد، كما يؤمن به الجولاني. وأهم مكرمة يعد فيها الجولاني النصارى «المسيحيين» هي أن الجزية لن تُفرض إلا على القادرين على دفعها فقط! أما المكرمة الثانية فكانت بتأكيده «نحن ليس لدينا حرب (الآن) مع النصارى، نحن (الآن) لا نحمّل نصارى الشام ما تفعله أميركا».
وهذا يعني أن نظرة «جبهة النصرة» إلى الطوائف الأخرى تتطابق تماماً مع نظرة «داعش»، من دون أي اختلاف بينهما. وهذا طبيعي طالما أن الجماعتين تنهلان من نفس المرجعيات الفقهية التي بنت طوال قرون من الزمن هيكل التكفير فوق جماجم المسلمين. لكن الفارق الوحيد هو أن «داعش» تمكن فعلياً من تطبيق غالبية هذه الأحكام على الطوائف الأخرى في مناطق سيطرته، أما «جبهة النصرة» فإنها تنتظر أن تتاح لها فرصة تطبيق ذلك على نطاق واسع، بحكم أنها طبقت بعضاً منها على نطاق ضيق، خصوصاً في أرياف إدلب عبر «دار القضاء» الذي أعطى صورة وحشية في التعامل، سواء مع المواطنين أو قادة الفصائل المسلحة أو الناشطين الإعلاميين.
ولا يخرج كلام الجولاني حول حالة الأمان التي يعيشها أبناء الطائفة الدرزية في القرى التي يسيطر عليها عن النهج الذي اتبعه تنظيم «الدولة الإسلامية» في نشر إصدارات تُظهر حالة الرخاء والأمن التي يحظى بها «المسيحيون» في معقله بالرقة، فالكلام مجاني.
وبالرغم من أن الجولاني حرص على وصف عناصر «الدولة الإسلامية» بأنهم «خوارج»، مستنداً الى فتاوى صدرت ممن أسماهم «علماء الأمة»، وهو يقصد أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي، مؤكداً وجود فروقات منهجية بين الجماعتين، إلا أنه عجز عن إيضاح ماهية هذه الفروقات باستثناء الحديث عن تكفير «عموم المسلمين» و «قتل المصلحة».
والحقيقة أن «داعش» لا يجرؤ على القول علناً بتكفير عموم المسلمين (والمقصود هنا أهل السنة حصراً وليس العلويين ولا الدروز ولا الاسماعيليين ولا غيرهم) رغم أن سلوكه يختلف عن ذلك. ونفس الأمر ينطبق على «جبهة النصرة»، فهي لا تقول بتكفير «مسلمي الشام» مثلاً، لكنها تبذل جهوداً كبيرة لمحاربة المذهب الأشعري المنتشر في سوريا، وإجبار أبناء المناطق السنية التي تسيطر عليها على تلقّي تعاليم المذهب الوهابي، وهو نفس الأسلوب الذي يتبعه «الدولة الإسلامية» تجاه السنة، وبالتالي حتى في هذه النقطة ليس هناك أي اختلاف بين الجماعتين.
أما «قتل المصلحة» فإن «جبهة النصرة» متهمة مثل «داعش» باستحلاله، وقد وجهت اتهامات إلى مسؤولها «الشرعي» العام سامي العريدي بأنه أفتى بجواز قتل المصلحة، وبناء عليه تم قتل العديد من قادة الفصائل، وبعض قدامى الأفغان العرب وعلى رأسهم أبو محمد السوري.
وأكثر من ذلك، كان التطابق الأغرب بين مواقف الجولاني ومواقف «الدولة الإسلامية» هو ما جاء بخصوص جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر. ففي حين سخر المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني من «الإخوان» في خطابه «السلمية دين من؟»، ها هو الجولاني يؤكد متسائلاً «ماذا فعلت سلميتهم إلا أن أتت على آخرتهم»، داعياً إياهم للعودة إلى «نهج الجهاد سبيلنا» وحمل السلاح. مع ملاحظة أن الجولاني (الذي لا يكفر عموم المسلمين) اتهم «الإخوان» باتهامات تؤدي إلى تكفيرهم، مثل الديموقراطية والمشاركة في البرلمانات والقَسَم على احترام الدستور.
لذلك فإن المأخذ الحقيقي لـ «جبهة النصرة» على «داعش» لا يتعلق بالمنهج ولا العقيدة، وإنما بالمصالح والنفوذ، فلولا أن تنظيم «الدولة الإسلامية» لم يحارب «جبهة النصرة» واكتفى بمحاربة الفصائل الأخرى لما كان الجولاني وصفه بالخوارج حتى.
وما يؤكد ذلك أن الجولاني استمر في امتداح أعمال «الدولة الإسلامية» في العراق، معتبراً أن التنظيم في العراق يبلي بلاء حسناً ضد «الروافض»، بل أكد أن «جماعة الدولة لديهم جدية في قتال الرافضة في العراق على خلاف جديتهم في قتال النصيرية في الشام». وعندما حاول تبرير ذلك عزاه إلى وجود «قيادات عراقية لديها 10 سنوات من التضحية في صفوف التنظيم في العراق»، متناسياً أن هؤلاء أنفسهم من يقودون التنظيم في سوريا. ويبدو أن الجولاني حتى في هذه النقطة لا يستطيع الخروج عن النص الذي وضعه زعيمه أيمن الظواهري، الذي حكم بالخلاف بين التنظيمين بأن يبقى الجولاني في الشام ويعود أبو بكر البغدادي إلى العراق.
وعلى فرض صحة ملاحظة الجولاني حول جدية التنظيم هنا وعدم جديته هناك، فإنه أوقع نفسه في مطب لن يتمكن من الخروج منه، خاصة عندما أعلن أنه «لن يتخذ من الشام منطلقاً لمهاجمة المصالح الغربية»، استناداً إلى أن هذه المهمة، بموجب تعليمات الظواهري، موكلة إلى فرع «القاعدة» في اليمن، وليس إلى «جبهة النصرة» في الشام. فإذا كانت عدم جدية «داعش» في قتال «الرافضة» في الشام تهمة فإن تخلي «النصرة» عن استهداف الغرب تهمة أخطر منها. والمقصود هنا الدلالة على تناقض الجولاني وعدم قدرته على صياغة خطاب مقنع، وليس التسليم بصحة ما يقوله.
وليس هذا التناقض الأخير الذي وقع به الجولاني، ففي سياق حديثه عن دور «القاعدة»، أكد أن خطة أسامة بن لادن كانت تقضي باستدراج القوات الأميركية إلى أفغانستان لمحاربتها هناك، واعتبر ذلك من عبقرية مؤسس التنظيم. في حين أنه سبق له في خطاب سابق أن انتقد «الدولة الإسلامية» لأنه تسبب من خلال سياسته وسلوكه في استقدام «التحالف الدولي» إلى العراق وسوريا.
وهنا أيضاً بخصوص «التحالف الدولي» يبرز تناقض آخر، ففي خطابه أواخر العام الماضي، أكد الجولاني أن هدف التحالف ليس «الدولة» ولا «النصرة» وإنما القضاء على عموم «المجاهدين»، لكنه في لقاء «الجزيرة» اكتفى بالتلويح بإمكانية استهداف مصالح الغرب، في حال استمرت غارات التحالف ضد مقار جماعته فقط.
أما أغرب هذه التناقضات، فهو ما يتعلق به شخصياً، حيث أكد أنه «لم يبايع البغدادي إلا بعد أن تأكد أن في عنقه بيعة لأيمن الظواهري»، لأن المفترض هو أن الجولاني بايع البغدادي في حياة أسامة بن لادن، وبالتالي ينبغي أن تكون البيعة له وليس للظواهري.
السبت، 28 مارس 2015
إسلاميّو القاهرة يلتحقون بالسعودية: هل نسيتم عزل مرسي؟
مارس 28, 2015
No comments
أحمد سليمان
لم يتجمع الفرقاء الإسلاميون في مصر على رأي واحد منذ «30 يونيو» 2013 كما تجمعوا على مساندة التدخل العسكري في اليمن ضد «أنصار الله»، معتبرين إياها حلقة مهمة في كسر «الهيمنة الإيرانية» على المنطقة.
باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي لم تعلن موقفاً واضحاً ومحدداً، فإن الطيف السياسي الإسلامي ــ بما في ذلك أنصار «الإخوان» وحلفاؤهم منذ عزل الرئيس محمد مرسي ــ بارك وساند أي تدخل مصري عسكري محتمل في اليمن، وبارك أيضاً الضربات التي وجّهتها الطائرات السعودية لـ«أنصار الله»، برغم اختلاف النيات والدوافع.
لم يتجمع الفرقاء الإسلاميون في مصر على رأي واحد منذ «30 يونيو» 2013 كما تجمعوا على مساندة التدخل العسكري في اليمن ضد «أنصار الله»، معتبرين إياها حلقة مهمة في كسر «الهيمنة الإيرانية» على المنطقة.
باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي لم تعلن موقفاً واضحاً ومحدداً، فإن الطيف السياسي الإسلامي ــ بما في ذلك أنصار «الإخوان» وحلفاؤهم منذ عزل الرئيس محمد مرسي ــ بارك وساند أي تدخل مصري عسكري محتمل في اليمن، وبارك أيضاً الضربات التي وجّهتها الطائرات السعودية لـ«أنصار الله»، برغم اختلاف النيات والدوافع.
لم يتأخر السلفيون، مدفوعين بنزعة مذهبية واضحة، في إعلان التأييد لأي تدخل عسكري ضد «قوات الحوثيين» في اليمن. تأييد السلفيين غير منفصل عن مواقفهم الممتدة منذ «30 يونيو» 2013؛ منذ ذلك التاريخ والسلفيون يسيرون في ركاب النظام، مؤيدين ومباركين كل خطواته، كذلك فإن العلاقات القوية التي تربط بين الدعوة السلفية والنظام السعودي تعتبر أحد الدوافع المهمة لتأييد هذا التدخل، إضافة إلى نزعة الكراهية المذهبية التي يفسح لها السلفيون مساحة واسعة في خطابهم الفقهي والعقدي.
«الإخوان»: الانشغال السعودي في اليمن سيرتد على النظام المصري
رئيس «حزب النور» السلفي، يونس مخيون، قال إنهم «في الحزب والدعوة السلفية» يرون أن «الحوثيين خطر على المنطقة، وأن تحكّمهم في مضيق باب المندب يهدد الامن القومي المصري تهديداً مباشراً، وأن إيران عبر الحوثيين تسعى للتحكم في مصير العرب ومصر، وأنهم سيتصدون للتمدد الإيراني بكل قوة».
المباركة السلفية للتدخل العسكري نصرةً لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي وتأييدهم السابق لعزل الرئيس محمد مرسي، يكشفان حجم الخلافات البينية بين أكبر فصيلين إسلاميين في مصر، وهو خلاف أكبر من أن يتم جسره أو احتواؤه. كل طرف (الإخوان والسلفيون) يرى في خصمه مهدداً وجودياً له. السلفيون الذين أيّدوا عزل مرسي وباركوه، انتفضوا لليمن، وهو ما أعاد الجدل بشأن ما قالته القيادات السلفية لـ«الإخوان» في مسارهم الذي اتخذوه عقب عزل مرسي: لو كانوا يطلبون شريعة لساندوهم، لكنهم يطلبون «شرعية» وهي أمر دنيوي؛ فهل التدخل العسكري في اليمن أمر نصرة لشريعة؟
حتى «الجماعة الإسلامية»، الحليف الأبرز لـ«الإخوان المسلمين» منذ عزل مرسي عن سدة الحكم، أعلنت، في بيان رسمي، دعمها لـ«عاصفة الحزم» من أجل «وقف مغامرات الحوثيين، وقف أطماع إيران والشيعة في المنطقة»، في مفارقة تكشف أن الإسلاميين يعارضون نظام السيسي في مصر، ويباركونه في اليمن، فيما تدعم السعودية ما وصفته بـ«الشرعية» في اليمن في حين أنها الداعم الأكبر لعزل مرسي من رئاسة مصر.
الفتاوى الدينية كانت حاضرة في المشهد بقوة. بخلاف فتاوى «الدعوة السلفية»، كان للأزهر حضوره عبر علمائه الذين رأوا، على لسان محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء، أن «من الواجب على مصر والدول العربية كلها، باعتبارهم أهل سنّة وجماعة، مواجهة المدّ الشيعي». وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه محمد يسري إبراهيم، وهو أمين عام «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح» التي تشكلت بدعم من جماعة الإخوان المسلمين عقب خلع الرئيس حسني مبارك بهدف تكوين جبهة «مشيخية» قادرة على تأمين دعم إضافي للتوجهات السياسية للجماعة وقادرة أيضاً على التغلب على السطوة الإعلامية الرهيبة التي كان يتمتع بها الدعاة المحسوبون على «الدعوة السلفية» في حينه.
وحدها جماعة الإخوان المسلمين لم تعلن موقفاً واضحاً من العمليات العسكرية في اليمن، إلا أن المعلومات الواردة تشير إلى أن الجماعة ترى في الانشغال السعودي باليمن أمراً سيكون له مردوده بتخفيف الدعم السعودي للنظام المصري، وهو ما سيهزّ النظام الذي يعتمد منذ «30 يونيو» بشكل كبير على المساعدات المالية الخليجية. كذلك ترى الجماعة أن هناك حاجة ضرورية للأطراف المعنية في التنسيق معها في اليمن عبر فرعها «حزب الإصلاح»، وهو ما قد يكون أحد أثمانه ضغطاً سعودياً ــ خليجياً على النظام المصري بضرورة تراخي القبضة الأمنية المشددة على الجماعة وأنصارها. وتنظر الجماعة إلى التقارب السعودي التركي القطري بشأن اليمن على أنه منفذ لها للولوج مرة أخرى إلى خريطة التفاعلات في المنطقة، ولعب أحد أدوار الفاعلين، بعدما اقتصر وجودها على مدار أكثر من عامين على دور المفعول والمنكل به.
الخميس، 7 أغسطس 2014
من أقوى من «داعش»؟ الربيع العـربي، هز ديكتاتـوريات، ورثتها حركات إسلامية، كانت مختبئة في القاع الاجتماعي المقفل عليه بقرارات ديكتاتورية، فاحتلت المشهد
أغسطس 07, 2014
No comments
من أقوى من «داعش»؟
نصري الصايغ
I ـ ما أبشع ما نستحقه
«داعش» احتلت عرسال، بلمح البصر. عملية تشبه احتلال الموصل في العراق. احتاج الأمر ساعات، وقيل، أقل من ذلك... قبل ذلك، وبسرعة قياسية غير مسبوقة، اجتاحت مساحات شاسعة من سوريا والعراق، توازي ثمانية أضعاف مساحة لبنان، وأقل قليلاً من مساحة سوريا، عندما كانت بعد دولة موحدة.
«داعش» هذه، لم تعد تنظيماً، صارت دولة وخلافة مترامية الأطراف، بإمكانيات مذهلة، مالياً وعسكرياً وعددياً، وبانتشار منظم غير مسبوق، لعل بعضه مقتبس من تنظيمات «الحشاشين» بقيادة الصباح، انطلاقاً من قلعة «الموت» في إيران.
«داعش» هذه، مخيفة بما ترتكبه وما تتعمد نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: إعدامات مرعبة، جز رقاب مذهل، ذبح على مرأى من الكاميرا، وفي مشهدية حية، وسط تكبير صارخ... و«داعش» هذه، سمعتها التي تثير الهلع، جزء من كسبها للمعارك. هكذا كان المغول قبلهم. رعبهم يسبقهم، فتتداعى الحصون وتتساقط مدن وتخلى حصون أخرى... و«داعش» هذه لم تَقْوَ عليها جيوش. هزمت جيش العراق وأذلته، وكادت تصل أسوار بغداد، وتدق أبواب إقليم كردستان وتسلب سهول نينوى وصلاح الدين، كما أنها لم تخسر في سوريا معاركها الكبرى، وان كانت تصاب أحيانا بانتكاسات. لم تتوقف «داعش» عن الانتشار، فهي في أرض خلافتها وفي خارجها كذلك، حتى بلغت «عرسال» برفقة عناصر من اخوانها اللدودين، كـ«النصرة» والفلول والشبيحة والقتلة.
ولـ«داعش» فروع من سلالة «القاعدة» الأم، يسيطرون على حضرموت في اليمن، وعلى أرض الصومال، وعلى «الجماهيرية» الدموية العظمى، وعلى أجزاء واسعة من العراق وسوريا، ولها خلايا مستيقظة أو نائمة في دول عربية كثيرة، ومنها لبنان «المضياف» بحناجر بعض مهووسي أبناء الحملة، كما لها خلايا في عواصم ومدن الغرب، وشمال افريقيا وجنوب الصحراء، وبوكو حرام في نيجيريا إلى جانب بعض دول ومناطق الاتحاد السوفياتي السابق، من دون أن ننسى أرض ولادة القاعدة في ديار الملا عمر، الحاكم بأمر الله في معظم أراضي أفغانستان.
نصري الصايغ
I ـ ما أبشع ما نستحقه
«داعش» احتلت عرسال، بلمح البصر. عملية تشبه احتلال الموصل في العراق. احتاج الأمر ساعات، وقيل، أقل من ذلك... قبل ذلك، وبسرعة قياسية غير مسبوقة، اجتاحت مساحات شاسعة من سوريا والعراق، توازي ثمانية أضعاف مساحة لبنان، وأقل قليلاً من مساحة سوريا، عندما كانت بعد دولة موحدة.
«داعش» هذه، لم تعد تنظيماً، صارت دولة وخلافة مترامية الأطراف، بإمكانيات مذهلة، مالياً وعسكرياً وعددياً، وبانتشار منظم غير مسبوق، لعل بعضه مقتبس من تنظيمات «الحشاشين» بقيادة الصباح، انطلاقاً من قلعة «الموت» في إيران.
«داعش» هذه، مخيفة بما ترتكبه وما تتعمد نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: إعدامات مرعبة، جز رقاب مذهل، ذبح على مرأى من الكاميرا، وفي مشهدية حية، وسط تكبير صارخ... و«داعش» هذه، سمعتها التي تثير الهلع، جزء من كسبها للمعارك. هكذا كان المغول قبلهم. رعبهم يسبقهم، فتتداعى الحصون وتتساقط مدن وتخلى حصون أخرى... و«داعش» هذه لم تَقْوَ عليها جيوش. هزمت جيش العراق وأذلته، وكادت تصل أسوار بغداد، وتدق أبواب إقليم كردستان وتسلب سهول نينوى وصلاح الدين، كما أنها لم تخسر في سوريا معاركها الكبرى، وان كانت تصاب أحيانا بانتكاسات. لم تتوقف «داعش» عن الانتشار، فهي في أرض خلافتها وفي خارجها كذلك، حتى بلغت «عرسال» برفقة عناصر من اخوانها اللدودين، كـ«النصرة» والفلول والشبيحة والقتلة.
ولـ«داعش» فروع من سلالة «القاعدة» الأم، يسيطرون على حضرموت في اليمن، وعلى أرض الصومال، وعلى «الجماهيرية» الدموية العظمى، وعلى أجزاء واسعة من العراق وسوريا، ولها خلايا مستيقظة أو نائمة في دول عربية كثيرة، ومنها لبنان «المضياف» بحناجر بعض مهووسي أبناء الحملة، كما لها خلايا في عواصم ومدن الغرب، وشمال افريقيا وجنوب الصحراء، وبوكو حرام في نيجيريا إلى جانب بعض دول ومناطق الاتحاد السوفياتي السابق، من دون أن ننسى أرض ولادة القاعدة في ديار الملا عمر، الحاكم بأمر الله في معظم أراضي أفغانستان.
هل نستحق هذا المصير؟ أما كنا نعرف أن أقدام «داعش» تقترب منا، منذ أكثر من عامين؟
كتب الكثير عن خطر «داعش»، عن جنونها المستفحل والمنظم والمعقدن. كتب عن شناعاتها ونهجها التكفيري وسياساتها الاستئصالية لكل من لا ينتسب إليها أو يشبهها شبها مبرماً. كتب عما ارتكبته مع العلويين والمسيحيين والأزيديين، وعن سنة لا يشبهون بها. تفوقت على سفاحي الممالك في التاريخ وقراصنة البحار وروّاد الحضارة الغربية التي أفرغت القارة الأميركية من سكانها الأصليين بالإبادات الجماعية. كتب الكثير، وقرأنا الكثير، فماذا فعلنا لنتجنب عرسال وأخواتها في المستقبل؟
لم يسمع قادة لبنان الستة نداء طلب الحماية للبنانيين من دولتهم. لم يبن أحد جسراً بين المتخاصمين. أعمدة الكيان الستة، المنتخبون طائفياً ومذهبياً، بصناديق شرعية، ظلوا على منصاتهم يصرخون ويتهمون ويتبارون في تعميق شقة الخلاف وتأبيد الانقسام الذي أفرغ الدولة من قدراتها على اتخاذ قرار أو ملء فراغ أو تصريف أعمال...
داعش، لم تعد على الأبواب. أصبحت في صحن الدار.
فما أبشع ما نستحقه.
II ـ ما أبشع ما بدأ وما سيلي
قبلنا، حدث ما سيحدث عندنا. دول، لم تكن دولاً. استبداد مدني بثياب عسكرية بقائد، هو «الله» و«الكتاب» و«الأمر بالمعروف والنهي...»، معصوم عن الخطأ، مجرد النقاش في ما له وما علينا، يستوجب العقاب. دول، مظلومة بحكام مدنيين «ظلاميين»، يرتدون ثياباً غربية ومزركشة بمساحيق العولمة... قَبْلَناَ، حدث ما سيحدث في لبنان. الدولة في لبنان، مشروع مؤجل. البديل، سلطات طائفية ومذهبية مطاعة من أكثرية «شعوبها»، تصطدم ولا تلتئم، تشرك في الوطن ولا تشارك، منقسمة على نفسها، لا أرضية مشتركة لها، غير اقتناص المنافع والمراكز والنفوذ، في مبارزات يومية «دونكيشوطية، يدفع ثمنها الشعب الطافر من طوائفه.
قبلنا، جاء الربيع العـربي، هز ديكتاتـوريات، ورثتها حركات إسلامية، كانت مختبئة في القاع الاجتماعي المقفل عليه بقرارات ديكتاتورية، فاحتلت المشهد. حركات إسلامية، المعتدل فيها، «اخواني» يتشبث بأكثريته فيفرضها عبئاً ونيرا على الدولة والسياسة والمجتمع، والمتطرف فيها، يتشبث بقوة التكفير ممارساً أعتى همجية وبربريـة عرفـها التـاريخ، مضيفاً إليها مشهدية مقصودة ومبرمجة، لبث «الإيمان» بالرصاص أو بحد السـيف أو بقطـع الأعناق.
عندنا ما يشبه التحضير للمسرح القادم. عندنا ما يشبه سوريا قبل التنفيذ، وما يشبه العراق قبل الدخول إلى الحلبة، وما يشبه ليبيا قبل الاندلاع الجماهيري العنفي. وما يشبه الصومال وحضرموت. وبالأمس القريب، اقترب المشهد من بدايته: عرسال هي التوطئة، فماذا بعد، ومن بعد؟
III ـ من أقوى من «داعش»؟
لا يبدو، من خلال سير المعارك، ان أحداً استطاع أن يوقف «داعش» أو يتصدى لها بنجاح. لا الجيوش القوية، ولا التنظيمات المنافسة، ولا حتى الدول. تملك «داعش» رصيدا من الاجتياحات تؤكد حجم القوة التي تحظى بها، وهي لا تشبه التنظيمات الفقاعية العابرة، التي تولد بسرعة وتموت بسرعة، ذلك أنها لم تنشأ بقرار من خارجها، تدين له. لا دولة وراءها، وكل الدول ضدها، حتى تلك التي تتوهم أنها قادرة على توظيفها في معركة ما. «داعش» ليست موظفة عند أحد، وهذا سر خطورتها وسطوتها، فلا أحد يمون عليها، لا من دول الخليج ولا من الممالك العربية.
لذلك، تبدو هي الأقوى، وبناء عليه، يظهر أنها صاحبة مشروع له حيثية حقيقية، مشروع شرق إسلامي، بحاضنات إسلامية سنية تاهت عن صراط الاعتدال. وهي تبدو كذلك متفوقة في ممارسة نهجها المتشدد. في التكفير وعقابه، وفي فرز الأعداء من «الأنقياء». هذا الجديد في «داعش» غير مسبوق إسلامياً، حيث تم تزويج «العقيدة» للسيف، مع أولوية السيف على العقيدة.
حدث ذلك والأرض العربية فارغة من أي مشروع عروبي، تقدمي، إنساني، ديموقراطي. الإسلام الرسمي لا يقنع «داعش»، الإسلام الشيعي مدان، المسيحيون كفرة، الأزيديون والآخرون رجس من قبل الشيطان، فأبيدوه.
حدث ذلك، بعد ارتطام الربيع العربي، بالأنظمة الديكتاتورية، وفشل القوى التقدمية والديموقراطية والمدنية في احتلال الساحة السياسية والفكرية، فاستفردت القوى الإسلامية «المعتدلة» بالساحة سياسة، والقوى الظلامية تكفيراً وقتلا وتهجيرا.
«داعش» تتقدم والآخرون يتراجون مرعوبين. الموصل لا تزال تحت أقدام داعش. أهلها هجروها: مسلمين ومسيحيين.
سهول وجبال ومنابع نفط وحقول غاز ومدن ومناطق ومحافظات لا تزال تحت سيطرتها، وترسل البعثات بعيداً عن مراكزها، وقد وصلت منها بعثة إلى عرسال... والدم المسفوك أول الرسالة. لا الجيوش استطاعت صدها، ولا الدول ولا العالم. فهي الأقوى، هنا وهناك وفي كل مكان تطأه سيوفها وأسلحتها وطرائق فتكها. والخوف الأكبر، أن تكون قواها السرية منتشرة ومهيأة للحظة الانقضاض على الجميع.
من حقنا أن نخاف. يبدو أن «داعش» أقوى منا جميعاً ولذلك قد تكون عرسال الأولى، فمن بعدها؟
الجيش اللبناني يطالب بتجهيزات عسكرية. فهو غير مستعد، لضعف عدته، لمواجهة «داعش» في عرسال، فكيف إذا فتحت جبهة أخرى. الجيش يطالب السياسيين بتأمين حصانة تامة لمعاركه المكلفة، شهداء وجرحى وآلاما وخرابا. فلا يخرج أتباع «داعش» عندنا، بحرب كلامية على الجيش وحروب كلامية توقظ النعرات وتفجر البلاد. الجيش اللبناني، بحاجة إلى حماية وحضانة وطنية كي يحمي اللبنانيين. هو مسؤول عن أرواحنا. مسؤول عن بقائنا هنا، مسؤول عن سلامة الدولة... وهو مستعد لذلك، إنما غيره ليس مستعداً بعد... لم يجترح الخطوة الضرورية. لم يتنازل أحد من أعمدة لبنان الستة، ليقول: فليكن شعارنا الأول: محاربة الارهاب ومنعه من التمدد. ولنؤجل كل الخلافات العميقة إلى ما بعد ذلك، لأن خراب البصرة اللبنانية، إذا حصل، لا يبقي لأعمدة «الحكمة» الستة، غير الدخان والرماد والأندلس المحترقة.
لدينا بارقة أمل وحيدة: أن يتنازل هؤلاء، ليرتقي الشعب إلى مصاف المواجهة الواحدة مع التكفير والإرهاب.
قد تأخرنا كثيراً. إنما، لدينا متسع من الوقت ورفعة من التفاؤل. حبذا لو يكون بيننا من يؤمن أن الدولة أولاً، ومن دون الدولة، نحن على طريق العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال... سائرون.
IV ما أبشع ما نتوقعه
رايات سود، إمارات سود و«آيات» سود... وصباح أسود يا بيروت، لقد جاءك من يغمض عينيك، ليصير البلد على سنة الموصل، وعلى أبوابه وجدرانه حروف سود، أولها «نون» وآخرها، من تبقى من «ميم». وعندها يكون لبنان قد أبِيْدَ ولم يعد موجوداً. تماماً كعراق ضاع، وكشام تقلّصت، وكصومال انتهى زمنه، كليبيا في جماهيرية الاقتتال، أو كسيناء في فصل الصحراء، كحضرموت في هزيع «القات» الديني... تماماً، يصير لبنان، أخاً حقيقياً، للدول البائدة، وضحية ثمينة لجحافل البرابرة القادمين لتطهير الأرض من ناسها.
أبشع ما نتوقعه، أن لا نستيقظ ذات يوم، لنقول للبنان وداعاً.
الاثنين، 4 أغسطس 2014
تفكّك «الجبهة الإسلامية» في سوريا: الإعلان عن تحالف جديد من 18 فصيلاً
أغسطس 04, 2014
No comments
عبد الله سليمان علي
يدخل المشهد «الجهادي» في سوريا مرحلة جديدة من الفرز وإعادة الهيكلة. وإذا كان عنوان المرحلة السابقة هو الطلاق بين «جبهة النصرة» من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، فعنوان هذه المرحلة سيكون طلاقا آخر بين «جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، ليصل بذلك التحالف الذي حمل اسم «الجبهة الإسلامية» إلى نهايته بعد فقدانه الغطاء الإقليمي لاستمراره.
ويسير «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، بخطى حثيثة على طريق إكمال إجراءات الطلاق مع «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي اضطر إلى الاقتران بها تحت مظلة «الجبهة الإسلامية»، التي كانت في حينها مطلباً سعودياً، أرادت الرياض من خلاله مواجهة مسار مؤتمر جنيف ومنع اتخاذه منصةً لإعلان الحرب على الإرهاب كما كانت تريد كل من دمشق وروسيا.
ويسير «جيش الإسلام»، بقيادة زهران علوش، بخطى حثيثة على طريق إكمال إجراءات الطلاق مع «حركة أحرار الشام الإسلامية» التي اضطر إلى الاقتران بها تحت مظلة «الجبهة الإسلامية»، التي كانت في حينها مطلباً سعودياً، أرادت الرياض من خلاله مواجهة مسار مؤتمر جنيف ومنع اتخاذه منصةً لإعلان الحرب على الإرهاب كما كانت تريد كل من دمشق وروسيا.
في ذلك الوقت، أي قبل مؤتمر جنيف، كانت أهم الفصائل المسلحة ـ باستثناء «داعش» و«النصرة» ـ تندرج في إطار جبهتين اثنتين هما «جبهة تحرير سوريا الإسلامية»، التي كان ينتمي إليها «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام»، و«الجبهة الإسلامية السورية» التي كانت تهيمن عليها «حركة أحرار الشام» وتضم «لواء الحق». ويبدو أن الأمور تسير باتجاه استعادة ذلك الواقع، مع تغييرات تفرضها التطورات الميدانية والتحديات العسكرية المركبة التي تعيشها الساحة السورية.
فلم تمض 24 ساعة على إعلان الاندماج الكامل بين «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» حتى تبين أن خطوة الاندماج هذه لم تكن سوى تمهيد لخطوة أشمل، من شأنها توسيع الفجوة بين مكونات «الجبهة الإسلامية» والسير بها على طريق «المفاصلة الثانية» بعد المفاصلة الأولى بين «داعش» و«القاعدة». وتمثلت هذه الخطوة بالإعلان يوم أمس عن ولادة تحالف عسكري جديد ضمّ 18 فصيلاً من أكبر الفصائل الموجودة على الأرض.
والأمر المهم في هذا التحالف الجديد أنه لا يخفي سعيه إلى أن يكون الواجهة الجديدة للنشاط العسكري الموحد في سوريا، وبالتالي الاستيلاء على مسمى «الثورة السورية» والعمل باسمها، رغم أن فصائل كبيرة أخرى غير ممثلة فيه، مثل «أحرار الشام» و«جبهة النصرة».
ونص البند الأول من اتفاق هذه الفصائل على «تشكيل مجلس قيادة الثورة السورية، ليكون الجسم الموحد للثورة السورية». وحدد الاتفاق مهلة 45 يوماً يتم خلالها اختيار قائد للمجلس، وتشكيل المكاتب التابعة له، وخصوصاً المكتب العسكري والقضائي. وسيتوزع تشكيل المجلس الجديد، بحسب الجبهات التي كان يتوزع عليها تشكيل «هيئة أركان الجيش الحر» وهي الجبهة الشمالية، والشرقية والجنوبية، والغربية، والوسطى، بحيث يكون لكل جبهة من هذه الجبهات فرع يقودها، مؤلف من ممثلين عن جميع الفصائل المشاركة في تشكيل «مجلس القيادة».
وأهم الفصائل الموقعة على الاتفاق، هي «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم» و«جيش المجاهدين» و«الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» و«حركة نور الدين الزنكي» و«فيلق الشام» و«لواء الحق» و«هيئة دروع الثورة» وفصائل أخرى غيرها. وإذا كان غياب اسم «جبهة النصرة» عن الاتفاق يبدو طبيعياً، لأنها لم تدخل رسمياً من قبل في أي تحالف عام بين الفصائل، فإن غياب اسم كل من «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» يطرح تساؤلات عديدة حول مصير «الجبهة الإسلامية»، اللذين يعتبران من مؤسسيها مع كل من «جيش الإسلام» و«ألوية صقور الشام» و«لواء الحق».
ورغم أن الاتفاق ترك الباب مفتوحاً لانضمام فصائل أخرى إليه، مشيراً بذلك على نحو خاص إلى «أحرار الشام»، إلا أنه من المستبعد أن يحدث ذلك، من دون أن يكون مستحيلاً، لاسيما وأن «أحرار الشام» تعيش تحت ضغط هائل من الاستقطاب والتجاذب بين نهجها ذي الميول «القاعدية»، وبين مقتضيات الميدان وما تفرضه من تحالفات تخالف نهجها، وما يتفرع عن ذلك أحياناً من حالات صراع داخلية بين قيادة الحركة وبين قاعدتها العسكرية.
وقد سبق لـ«أحرار الشام» أن رضخت للضغوط، ووافقت على بعض المواثيق والاتفاقات التي كانت ترفضها من قبل، ومثال ذلك التوقيع على «ميثاق الشرف الثوري» الذي أحدث جدلاً واسعاً، وأثار اتهامات متبادلة مع كل من «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية»، بسبب تلميحه إلى موضوع استبعاد «المهاجرين» من خلال تأكيده على العنصر السوري في العمل الثوري. وأكد مصدر من داخل «أحرار الشام»، لـ«السفير»، أن قيادة الحركة رفضت «ميثاق الشرف الثوري» عندما عرض عليها أول مرة، لأنها اعتبرته يتضمن بنوداً تشكل انحرافاً عن ثوابتها ومخالفةً لمنهجها. لكن الحركة عادت ووافقت على الميثاق من دون أي تعديل، بسبب التطورات الميدانية التي فرضتها حرب الفصائل «الجهادية» ضد بعضها البعض.
وتشير المعطيات المتوافرة إلى أن «حركة أحرار الشام» لا تنطلق في تحديد موقفها بناءً على التطورات الميدانية فحسب، بل إن عامل التمويل يلعب دوراً كبيراً في تحديد الكثير من مواقفها، لاسيما بعد أن خسرت القسم الأكبر من مواردها المالية، التي كانت تدرها عليها آبار النفط في المنطقة الشرقية أو بعض المعابر الحدودية التي كانت تحتكر إدارتها قبل فقدانها السيطرة عليها، مثل معبر تل أبيض في ريف الرقة. لذلك تجد الحركة نفسها أسيرةً نوعاً ما لمصدر التمويل، المتمثل بتبرعات رجال الأعمال الخليجيين، والذين يسيرون في فلك أجهزة استخبارات بلادهم، وعلى رأسهم السعوديون والكويتيون.
وبذلك يكون زهران علوش قد نجح في حشر «أحرار الشام» في زاوية ضيقة لا تملك فيها الكثير من الخيارات. فإما أن تسير معه في تحالفه الجديد، متخليةً بذلك عن منهجها وثوابتها وما قد يترتب عنه من تزايد حالات الانشقاق عنها، وإما أن ترفض الانضمام إليه مخاطرةً بفقدان جزء آخر من مصادر تمويلها، الأمر الذي سيضعف من فاعليتها على الأرض ويضعها أمام تحديات جديدة.
في كافة الأحوال، وأياً كان قرار «أحرار الشام»، فإن هذه التطورات تعني أن «الجبهة الإسلامية» قد وصلت إلى نقطة النهاية بعد ثمانية أشهر فقط من تأسيسها، وأن الطلاق بين مكوناتها قد يصبغ المرحلة المقبلة بألوان جديدة من الصراعات والمعارك.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)
ابحث عن مقالات مثل التي قرأت
المواضيع
أحمد سوايعية
أحمد سوايعية
أفغانستان
إقتصاد
الإخوان المسلمون
الأدب العربي
الاستعمار
الإسلام السياسيّ
الأصوليّة السلفية
الإعلام
الإقتصاد
التغيير العربي
التكفير
الجزائر
الجغرافيا السياسية
الحدث
الحدث والواقع
الحركات الإسلامية
الحشد الشعبي
الدين والسياسة
الربيع العربي
السعودية
السلفية الجهادية
الشرق الأوسط
الصين
العالم
العالم العربي
العراق
الفكر
الفكر الإسلامي الحديث
المجتمع
المجتمعات الإسلامية
المغرب
المقالات
النهضة
الوهابية
اليمن
إيران
تاريخ وحضارة
تركيا
ثقافة و فنون
حزب الله
حقوق
حقوق الإنسان
حماس
داعش
روسيا
سوريا
شعر
فارسي
فرنسا
فكر وفلسفة
قاسم سلیمانی
مراجعات
مصر
Advertise Here
المقالات الأكثر قراءة
-
معاذ الخطيب يصب جام غضبه على المسلحين الذين أحرقوا الحافلات التي كانت مخصصة لإجلاء المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.. شيطنتم الإسلا...
-
عبد الباري عطوان لم يصدق الكثيرون، ونحن من بينهم، اقدام رجل وزوجته على تفخيخ طفلتيهما المحجبتين، وتحت العاشرة من عمرهما، بحزامين ناسفين، وار...
-
بقلم قاسم عزالدين لمطالب السعودية - الإماراتية التي تخرج إلى العلن بموافقة أميركية، تكشف التصعيد السعودي أملاً بهزيمة قطر والعودة بها إلى ...
-
داعش تغلي لحج الموت المدبرين من المعارك بقلم شبل سبع * منذ فترة من الزمن، لعلّ بداياتها تقع في أوائل الثمانينيات، أصبح الإسلام مرتبطاً بالعن...
-
أجرت « الأخبار » مقابلتين مع القاضي الشرعي العام لـ«جيش الفتح» الشيخ السعودي عبدالله المحيسني . اعترف فيها بأرتكاب جيشه جرائم حرب مثل قتل ال...
-
في حين أن معظم الدول العربية قد تحركت بالفعل لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية - بما يتماشى مع الاعتراف الإقليمي والدولي بالفشل في الإطاحة ...
-
المذيعة : السادة المشاهدين أهلاً وسهلاً بكم. يحضر حديثنا الدمشقي فيما يداهم التقاتل الداخلي المعارضة السورية المسلحة. الأيام الماضية شهدت ...
-
«النهضة» تخسر الهيمنة على الحكم نور الدين بالطيب بعد أقل من عامين ونصف على التأسيس، نجح حزب «حركة نداء تونس» في حصد أكبر عدد من الأصوات في ...
-
جان عزيز ثمة رابط خفي من نوع المفارقة، بين أن تتابع جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وبين أن ترصد تلك الحركة «الفكرية» الن...
_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.
اقرأها مترجمة إلى لغتك
مربع البحث: اكتب كلمات أساسية أو العنوان
الإشتراك
المقالات التي تقرأ الآن
-
معاذ الخطيب يصب جام غضبه على المسلحين الذين أحرقوا الحافلات التي كانت مخصصة لإجلاء المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.. شيطنتم الإسلا...
-
عبد الباري عطوان لم يصدق الكثيرون، ونحن من بينهم، اقدام رجل وزوجته على تفخيخ طفلتيهما المحجبتين، وتحت العاشرة من عمرهما، بحزامين ناسفين، وار...
-
داعش تغلي لحج الموت المدبرين من المعارك بقلم شبل سبع * منذ فترة من الزمن، لعلّ بداياتها تقع في أوائل الثمانينيات، أصبح الإسلام مرتبطاً بالعن...
-
بقلم قاسم عزالدين لمطالب السعودية - الإماراتية التي تخرج إلى العلن بموافقة أميركية، تكشف التصعيد السعودي أملاً بهزيمة قطر والعودة بها إلى ...
-
أجرت « الأخبار » مقابلتين مع القاضي الشرعي العام لـ«جيش الفتح» الشيخ السعودي عبدالله المحيسني . اعترف فيها بأرتكاب جيشه جرائم حرب مثل قتل ال...
-
المذيعة : السادة المشاهدين أهلاً وسهلاً بكم. يحضر حديثنا الدمشقي فيما يداهم التقاتل الداخلي المعارضة السورية المسلحة. الأيام الماضية شهدت ...
-
مقابلة خاصة: الرئيس السوري بشار الأسد يتحدث عن الأسلحة الكيماوية بالنسبة للحكومة السورية المطلوب منها شيئان، الأول هو أن تقدم المعلومات والب...
-
ولدت قوة الولايات المتحدة من عنف الحروب العالمية في القرن العشرين. لما يقرب من 100 عام، تمتعت الولايات المتحدة بالتفوق الاقتصادي والعسكري،...
-
دعا كاتب صحفي بارز في الأردن إلى وقف قضية مجاملة الأحزاب لصالح الأطراف الأخرى وإعطاء الأولوية للغة المصالح التي أصبحت أساس التحالفات والصداق...
المقالات الأكثر قراءة الأسبوع الماضي
-
عبد الباري عطوان لم يصدق الكثيرون، ونحن من بينهم، اقدام رجل وزوجته على تفخيخ طفلتيهما المحجبتين، وتحت العاشرة من عمرهما، بحزامين ناسفين، وار...
-
معاذ الخطيب يصب جام غضبه على المسلحين الذين أحرقوا الحافلات التي كانت مخصصة لإجلاء المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.. شيطنتم الإسلا...
-
أحد مقاتلي التنظيم، ويُدعى --أبو حسن-- يعدم جنديين تركيين حرقاً «داعش» يعدم جنديين تركيين حرقاً: أردوغان «درع الصليب» نور أيوب بعد فترة من...
-
في حين أن معظم الدول العربية قد تحركت بالفعل لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية - بما يتماشى مع الاعتراف الإقليمي والدولي بالفشل في الإطاحة ...
-
علي هاشم تحاول روسيا رسم خريطة طريق لحل الأزمة في سوريا. تستعين بالأضداد من حلفاء وخصوم لتلوّن مناطق النفوذ وتقاطعاتها. ثلاثة هم على الطاول...
-
جان عزيز ثمة رابط خفي من نوع المفارقة، بين أن تتابع جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وبين أن ترصد تلك الحركة «الفكرية» الن...
-
«النهضة» تخسر الهيمنة على الحكم نور الدين بالطيب بعد أقل من عامين ونصف على التأسيس، نجح حزب «حركة نداء تونس» في حصد أكبر عدد من الأصوات في ...
-
كما يتضح من دعم الغرب الخطابي للمتظاهرين في إيران ، فإن سياسة استخدام مزاعم حقوق الإنسان لملاحقة الحكومات التي لا يحبها الغرب ويتجاهل انتهاك...
-
بعد العديد من التغريدات التي أعلن فيها عن خطوات لفرض إرادته وحل البرلمان في العراق لصالح انتخابات أخرى ، استقال مقتدى الصدر فجأة من السيا...
-
بقلم قاسم عزالدين لمطالب السعودية - الإماراتية التي تخرج إلى العلن بموافقة أميركية، تكشف التصعيد السعودي أملاً بهزيمة قطر والعودة بها إلى ...
المقالات الأكثر قراءة حتى الشهر الماضي
-
عبد الباري عطوان لم يصدق الكثيرون، ونحن من بينهم، اقدام رجل وزوجته على تفخيخ طفلتيهما المحجبتين، وتحت العاشرة من عمرهما، بحزامين ناسفين، وار...
-
معاذ الخطيب يصب جام غضبه على المسلحين الذين أحرقوا الحافلات التي كانت مخصصة لإجلاء المدنيين من بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب.. شيطنتم الإسلا...
-
أحد مقاتلي التنظيم، ويُدعى --أبو حسن-- يعدم جنديين تركيين حرقاً «داعش» يعدم جنديين تركيين حرقاً: أردوغان «درع الصليب» نور أيوب بعد فترة من...
-
كما يتضح من دعم الغرب الخطابي للمتظاهرين في إيران ، فإن سياسة استخدام مزاعم حقوق الإنسان لملاحقة الحكومات التي لا يحبها الغرب ويتجاهل انتهاك...
-
بعد العديد من التغريدات التي أعلن فيها عن خطوات لفرض إرادته وحل البرلمان في العراق لصالح انتخابات أخرى ، استقال مقتدى الصدر فجأة من السيا...
-
ولدت قوة الولايات المتحدة من عنف الحروب العالمية في القرن العشرين. لما يقرب من 100 عام، تمتعت الولايات المتحدة بالتفوق الاقتصادي والعسكري،...
-
في حين أن معظم الدول العربية قد تحركت بالفعل لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية - بما يتماشى مع الاعتراف الإقليمي والدولي بالفشل في الإطاحة ...
-
علي هاشم تحاول روسيا رسم خريطة طريق لحل الأزمة في سوريا. تستعين بالأضداد من حلفاء وخصوم لتلوّن مناطق النفوذ وتقاطعاتها. ثلاثة هم على الطاول...
-
جان عزيز ثمة رابط خفي من نوع المفارقة، بين أن تتابع جلسات المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، وبين أن ترصد تلك الحركة «الفكرية» الن...
-
«النهضة» تخسر الهيمنة على الحكم نور الدين بالطيب بعد أقل من عامين ونصف على التأسيس، نجح حزب «حركة نداء تونس» في حصد أكبر عدد من الأصوات في ...
مراجعة المجتمعات الإسلامية - إنجليزي
ابعث مقالك
ينشر الموقع مقالات باللغة العربية والفارسية والكردية والأردو. يمكنكم إرسال مقالاتكم أو روابط مقالاتكم عبر هذه الصفحة. كل الإقتراحات تخضع لتقييم تحريري لكن يبقى المحتوى تحت مسؤولية وحقوق الكاتب.