‏إظهار الرسائل ذات التسميات حماس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حماس. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 26 سبتمبر 2013

التغريبة الحمساوية على طريق الخروج من قطر: حماس تفكّر بالخروج من الدوحة. أبواب طهران مفتوحة، ودمشق بشروط، والخرطوم الوجهة الأكثر احتمالاً

    سبتمبر 26, 2013   No comments
قاسم س. قاسم
يعيش رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل نوعاً من «الحصار» بحجة الحفاظ على أمنه. «أبو الوليد» غائب عن الساحة الفلسطينية، ويملأ وقته بممارسة الرياضة، فيما كوادر الحركة يناقشون صعوبات ما بعد انهيار حكم «الإخوان المسلمين» في مصر والانكفاء القطري. البحث جار عن مقر آخر للحركة غير الدوحة. دمشق عاتبة بقوة، وإن كانت هناك إشارات الى أنها تقبل العودة بشروط، فيما طهران مستعدة لفتح أبوابها. لكن الظروف الموضوعية ترشح السودان كأكثر الوجهات احتمالاً... إذا بقي هذا البلد مستقراً

يشعر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أنه يعيش في قطر ما يشبه الحصار، أو الاقامة الجبرية. هذا ما أسرّ به لبعض المقربين. شكا الرجل من عدم قدرته على التحرك براحة، بسبب الاستنفار الأمني من حوله. قيل له مراراً إن سفره يمثّل خطراً عليه. وهو، أصلاً، ممنوع من التصريح، وغير قادر على استقبال كل من يرغب في لقائه.

باختصار، يعيش «أبو الوليد»، اليوم، حالاً من البطالة. فلسطين وهمومها بعيدة عن الفيلا الفاخرة التي خصّصت لإقامته والتي لا يغادرها كثيراً. ووصل الامر بأحد قيادات الحركة الى التساؤل: هل هناك قرار بمنع خروج «أبو الوليد» من قطر؟
في الإمارة الخليجية، يعيش الحمساويون ــــ وليس مشعل وحده ــــ أسوأ أيامهم. وعلى رغم «خوف السلطات» عليهم، إلا أن المفارقة أن الحماية الامنية المؤمّنة لهم غير كافية. وبعض هؤلاء «لا يستطيع النوم ليلاً بسبب حالة القلق التي يعيشها»، بحسب ما ينقل بعض من التقى تلك القيادات. تصرفات السلطات القطرية دفعت ببعض أعضاء المكتب السياسي الغاضبين الى التفكير جدياً في الرحيل من الدوحة، والمطالبة بنقل مقر إقامة رئيس المكتب السياسي الى خارجها. وتشير المصادر الى أن مشعل أبدى موافقة على فكرة الانتقال من الدوحة الى مكان آخر: طهران، بيروت أو الخرطوم، وأن البحث في الأمر بدأ مع الحليف الأقرب والأوثق، برغم كل الخلافات... إنه حزب الله.

انقسام المكتب السياسي
المعاملة القطرية السيئة لمشعل أجّجت الخلافات داخل حماس. ففي الأساس، كان بعض أعضاء المكتب السياسي قد رفضوا خطوة الخروج من سوريا الى الدوحة، لما تحمله من معانٍ مستفزة لمحور المقاومة الذي لا تزال الحركة تصرّ على الانتماء اليه. يؤكّد متابعون للملف الحمساوي أن «قرار الذهاب الى قطر لم يتخذ بموافقة كامل أعضاء المجلس، وجرى التصويت بمن حضر». ويوضح هؤلاء: «كان الحاضرون حينها ثمانية من أصل ثمانية عشر عضواً». كوادر الداخل الذين يعرفون تماماً قيمة ما قدمته إيران وحزب الله وسوريا لهم كانوا أبرز الرافضين، ولذلك «عندما زار رئيس هيئة العلماء المسلمين يوسف القرضاوي غزة، تمنى رئيس الوزراء المنتهية ولايته إسماعيل هنية عليه عدم انتقاد حزب الله من على منابر القطاع». ولكن القرار اتخذ: انسحبت «حماس» من سوريا، ورفعت لواء «الإخوان المسلمين» وتبنّت سياستهم المعادية لدمشق التي آوتهم حين كانوا مرفوضين في العالم.
في الفترة الماضية، أصدر المكتب السياسي للحركة بيانات عدة. أحد هذه البيانات صدر عن نائب مشعل، موسى أبو مرزوق، بعد دخول سيطرة حزب الله على مدينة القصير، تمنى على الحزب سحب عناصره من سوريا. لكن أبو مرزوق أوضح لقيادات في الحزب، في ما بعد، أنه «ضُغط علينا لإصدار البيان، لا بل إنه كان مطلوباً أن يكون أشد لهجة ضد حزب الله»، بحسب مصادر قريبة من حزب الله. يومها، استوعب الحزب الإحراج الذي تعيشه الحركة، وأبدى تفهّمه لما قد يصدر عنها. لذلك لم تتوقف زيارات أعضاء المكتب السياسي للحركة الى بيروت حيث يحلون ضيوفاً على حزب الله. في إحدى زيارات القيادي محمود الزهار الاخيرة للبنان، «التقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكثر من 6 ساعات»، يقول أحد الحمساويين.

القسّام: السلاح الإيراني يحمينا
على مدى سنوات تعاونت كتائب القسام مع حزب الله. تبادل الطرفان الخبرات. أوصل الحزب السلاح الايراني الى القطاع، واعتقلت شبكات للحزب في مصر بتهمة مساعدة المقاومة في غزة. لا تزال هذه العلاقة قائمة حتى الآن. يزور أبناء القسام بيروت. يمكثون أياماً عدة في العاصمة اللبنانية في ضيافة الحزب في طريقهم الى إيران. التنسيق بين الطرفين لا يمر في أغلب الاحيان عبر المكتب السياسي لحماس أو الحزب بل عبر «عسكر» الطرفين. حتى الآن، تؤكد الحركة التي أسّسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين أنها مقاومة فلسطينية، حتى ولو ضلّ بعض أبنائها الطريق وأعطوا الأولوية لقتال النظام في سوريا.
من جهته، حزب الله يفضّل عدم تحميل الحركة مسؤولية تصرفات بعض عناصرها. وتجزم مصادر قريبة من الحزب بأن «لا قرار سياسياً في الحركة بالقتال ضد النظام. الذين يفعلون ذلك منطلقاتهم شخصية، ولا يمكن تحميل الحركة مسؤولية ما يقوم به بعض عناصرها أو من قامت بتدريبهم».
إصرار «القسام» على المقاومة والتأكيد أنها النهج الوحيد لتحرير فلسطين، خصوصاً بعد عملية «عمود السحاب» العام الجاري، دفعت إيران الى إعادة ترميم وتذخير مخزون حماس العسكري. وهذا الخيار أيضاً هو ما أبلغته قيادة القسام الى من يهمه الامر في طهران وحارة حريك، وقد وصلت أخيراً رسالة الى الحزب من «أبناء القسام»، أكدت فيها القيادات العسكرية، بحسب المتابعين، «تمسكها بالتعاون بين الطرفين»، وأن «الاموال القطرية لا تحرر فلسطين»، وأن «السلاح الايراني هو الذي يحمي أبناء القطاع ويحرر الاراضي المحتلة». الرسالة أكدت لحزب الله أن «عسكر غزة» لم يخرجوا من عباءة المقاومة ولم تمسّهم الطائفية بأمراضها.

حماس في حضرة قائد فيلق القدس
أخيراً، سافر وفد من حماس الى إيران لتقديم العزاء الى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بوفاة والدته. قال رئيس الوفد محمد نصر كلاماً كثيراً أمام المسؤول عن ملف المقاومة في إيران. بعض زوار طهران يروون أن سليماني أبلغ وفداً من الفصائل الفلسطينية ومن المعزين أنه اطّلع على مشكلات حماس في الأمكنة كافة، كما اطّلع على المناخ المستجد لدى قيادة حماس للبحث عن مقر جديد.
ويقول بعض من اطلعوا على مجريات اللقاء أن «سليماني طرح فكرة العودة الى سوريا في حال أجرت الحركة مراجعة شاملة للمواقف التي اتخذتها في الفترة الماضية». وهذا، بحسب المتابعين للملف الحمساوي، ما بدأته الحركة بالفعل بعدما ثبت أن خيار خلع العباءة الفلسطينية والعودة الى الجذور الإخوانية كان خاطئاً.
ويقول المتابعون إن «العودة الى الجذور الفلسطينية» حتّمها تحذير «كتائب القسام» مسؤولي الحركة من أنه لم يعد جائزاً السكوت عن مواقف المكتب السياسي المعارضة تماماً لتوجهات «العسكر». وهو ما ظهر أخيراً خلال كلمة لـ«الكتائب» خلال عرض عسكري في مخيم النصيرات، أُعلن فيها رفض أي ضربة عسكرية لسوريا.
وبالعودة الى لقاء نصر وسليماني، تقول المصادر إن الأخير «اقترح على نصر أن تطرح حماس مبادرة على الاتراك لإقناعهم بأن العمل العسكري في سوريا لن يوصل الى نتيجة، وبأن الحل السياسي هو ما سينهي الصراع». ويعتقد الايرانيون أن هذه المبادرة قد تلقى تجاوباً من قبل الاتراك، لأن التجربة الاميركية حيّة أمامهم. فقد وافق البيت الأبيض على المضي في تسوية سياسية بعد اقتناعه بأن أي عمل عسكري لن يوصل الى حلّ. الحمساويون، من جهتهم، قد يتجاوبون مع هذا الاقتراح، لكن الاهم حالياً بالنسبة إليهم، هو: الخروج من قطر.

حماس والشتات الجديد
قبل سقوط الرئيس المصري محمد مرسي، كان من المفترض أن ينتقل المكتب السياسي لحماس الى الاردن. أبدى الملك عبدالله موافقته على إقامة «أبو الوليد» وأعضاء المكتب في عمان. ورغم إبلاغ الاجهزة الامنية الاردنية الملك معارضتها لهذه الخطوة، بقي الأخير مصرّاً عليها، من أجل إرضاء الإخوان المسلمين في الاردن. لكن سقوط مرسي دفع الملك الى التراجع بعد شعوره بأن انكسار شوكة الإخوان في مصر سينعكس على الإقليم كله.
حالياً تبحث حماس عن ملجأ جديد لها يجعلها قريبة جغرافياً من فلسطين. دول الطوق لا تستطيع تحمّل وجود المكتب السياسي لحماس على أراضيها. مصر، بالطبع، لن تستقبل «أبو الوليد» في ظل الاتهامات المصرية للحركة بعمليات تخريب في القاهرة. ولبنان غير قادر على تحمّل هذا العبء، إضافة الى أن وجود الحركة على الاراضي اللبنانية سيحرجها نتيجة الانقسام السياسي الحاد فيه. أما بالنسبة الى سوريا، فهناك لائحة مطالب واضحة لاستقبال حماس مجدداً. «وأول الشروط العودة من دون أبو الوليد». هذا ما يؤكده مطلعون على المداولات. ويشير هؤلاء الى أن دمشق يمكن أن تغفر كل أخطاء حماس، «ولكن لا يمكن أن تنسى ما فعله مشعل في زيارته الاولى ــــ وربما الاخيرة ـــــ لفلسطين، عندما رفع علم المعارضة السورية».
من جهتها، «عرضت إيران استقبال الحركة في طهران»، بحسب من حضروا لقاء سليماني ونصر، «ولكن هذا أمر مستبعد، على الأقل الآن، إذ يستحيل أن تخرج حماس، مباشرة، من الدوحة وما تمثله من مشروع الى طهران وما تمثله من مشروع معاكس».
في ظل هذه المعطيات، تبقى الخرطوم الوجهة المقبلة الأكثر احتمالاً. أبناء السودان يعرفون حماس جيداً. في الخرطوم تجري انتخابات المكتب السياسي، وهناك يجتمع أعضاء المكتب عادة. اختيار هذا البلد قد يكون لقربه النسبي جغرافياً من فلسطين، وكذلك من ليبيا الإخوانية، وبذلك لا تكون حماس قد خرجت من جلدها كلياً. أضف الى ذلك أنه من المعروف أن إيران انشأت لحماس مصانع أسلحة في السودان.

محاسبة مشعل؟
كان الشهيد أحمد الجعبري، القائد العسكري لكتائب القسام، والقيادي الزهار، من أبرز المعارضين لسياسة «أبو الوليد». فخلال زيارة الامير القطري حمد بن جاسم لغزة، «حاول الأخير إقناع الجعبري بضرورة التهدئة مع الاسرائيلي في الوقت الحالي، لأن الثورات في العالم العربي أوصلت الإخوان المسلمين الى الحكم ويجب تمكينهم أكثر، وأن واقع الحال الآن أنه لا وجود لمقاومة ولا وجود لمفاوضات، والهدوء والتنمية هما الحل الافضل».
في تلك الجلسة خرج الجعبري من الجلسة معلناً تمسكه بالمقاومة، وبعدها بيومين اغتيل. ومن يومها سرت الشائعات عن دور للاستخبارات القطرية في اغتياله.
أما الزهار، فله كلمته بين عسكر غزة، لأنه قدم أبناءه شهداء. بعد إعادة انتخاب مشعل رئيساً للمكتب السياسي، حاول أعضاء المكتب «قصقصة» أجنحته داخل الحركة. لكن الرجل ظل متمرداً على المكتب السياسي بسبب رفضه أغلب المواقف التي صدرت عنه. وحالياً هناك توجه داخل حماس، وصلت أصداؤه الى إيران ودمشق، «يقضي بمحاسبة رئيس المكتب السياسي بسبب ما وصلت اليه حال الحركة»، بحسب أحد المتابعين. وفي حال تم ذلك وأقصي مشعل عن رئاسة المكتب، فستفتح صفحة جديدة في كتاب الحركة الفلسطينية.
_______

الاثنين، 29 يوليو 2013

هل إيران هي التي تحدّد ما إذا كانت حركة ما هي حركة مقاومة... أم نهج هذه الحركة، وطبيعة تخندقها في لوحة الصراع الوطني الاجتماعي المحتدم في بلاد العرب؟

    يوليو 29, 2013   No comments
ناهض حتر
أعلن قيادي في حركة «حماس» عن لقاءات تفاهم مع مسؤولين من إيران وحزب الله لاستئناف العلاقات والدعم الخ. ومنذ أكثر من سنتين، هذه هي المرة الأولى التي تتقصد «حماس» فيها، الحديث عن فحوى لقاءات مع محور المقاومة، وتتباهى بالقول إنه تم إبلاغها أن طهران ما تزال تعتبرها عضوا في ذلك المحور.
هل إيران هي التي تحدّد ما إذا كانت حركة ما هي حركة مقاومة... أم نهج هذه الحركة، وطبيعة تخندقها في لوحة الصراع الوطني الاجتماعي المحتدم في بلاد العرب؟
بعد كل ما حدث منذ ربيع 2011، لم يعد الانتماء الفلسطيني وامتشاق السلاح، ولا حتى ماضي الصدام مع العدو الإسرائيلي، تشكل شروطاً كافية للقول إن هذه حركة مقاومة أم لا؛ فالطعنة التي وجّهتها حركة «حماس» إلى قلب محور المقاومة في دمشق، كانت جوهرية وعميقة وسامّة، ولا تعكس خطأ أفراد وإنما أيديولوجيا تنظيم وسيكولوجيا قيادة، ولا تعبّر عن خلافات في توصيف حدث أو تقييمه، وإنما عن خيانة صريحة لخندق المقاومة، كما للخبز والملح.

ليس معروفا عن «حماس» ـــ التي تحكم بالقوة الانقلابية وتصادر أبسط الحريات الشخصية في غزة ـــ تعلّقها بالقيم الديموقراطية، لتتخذ موقفاً من النظام السوري الذي كان دكتاتورياً أيضا طوال تلك السنوات التي استضاف فيها الحمساويين، وقدم لهم أعلى أشكال الدعم ـــ وأهمها الدعم السياسي ـــ مما حوّل «حماس» إلى قوة أساسية في الشأن الفلسطيني.
في الواقع، طعنت «حماس» دمشق، غدراً، واختارت، بصورة منهجية، خندق الحَمَدين القَطريين ـــ وهو مجرد واجهة للخندق الإسرائيلي ـــ والرجعية الخليجية والإرهاب التكفيري ورعاته الامبرياليين، في مشروع تدمير سوريا والجيش العربي السوري. وهل من يسعى إلى تدمير هذا الجيش يُعدّ أو يمكن أن يُعَدّ مقاوماً؟ واختارت «حماس»، من دون التباس، السلطان العثماني الطامع في الأرض السورية، وبايعته على احتلال أرض عربية، وتلفّعت بعلم الانتداب الفرنسي على سوريا.
هل قاتلت «حماس»، بالسلاح، ضد الجيش العربي السوري؟ ليس للإجابة على هذا السؤال، أي أهمية؛ فلقد غدرت في الموقف، واصطفت في السياسة ـــ وهذا هو الأهم ـــ وأساءت وحرّضت ـــ مع المحرضين ـــ على الولوغ في الدم السوري. وهي فعلت ذلك، ليس، فقط، انطلاقا من روح مذهبية متعصّبة مريضة، وإنما، بالأساس، انطلاقا من موقف أيديولوجي رجعي اخونجي، ولد وترعرع في أحضان الاستعمار والرجعية، على أساس العداء لحركة التحرر العربية.
«حماس»، اليوم، في ورطة ماحقة؛ فهي راهنت على سقوط النظام السوري، وخاب رهانها، وراهنت على النظام الإخواني في مصر، وتورطت إلى جانبه ضد الشعب المصري، فسقط ذلك النظام، وتحوّلت فلوله إلى العنف والإرهاب، وراهنت على السلطان رجب أردوغان، فترنّح تحت ضغوط العزلة والمعارضة والأكراد، وراهنت على سياق إقليمي ودولي يسمح لها بنقل ثقلها إلى الأردن، ولكن اجماعاً وطنياً أردنياً نشأ على صدّها، خوفاً من مشروع الكونفدرالية والوطن البديل.
بالمعنى الاستراتيجي، «حماس» انتهت؛ ربطت مصيرها بمصير المشروع القطري التركي الاخواني، وسقطت بسقوطه. ولم يعد لها سوى شبكة انقاذ واحدة تتمثل في الإيرانيين وحزب الله.
إيران قوة إقليمية رئيسية أثبتت عداءها للإمبريالية والصهيونية والرجعية، كما أثبتت وفاءها للتحالف مع أصدقائها العرب، من خلال وقفتها الشجاعة والثابتة مع الجمهورية العربية السورية. وهذه الوقفة، وحدها، تمثّل أساساً متيناً لإعادة تقييم الدور الإيراني في المنطقة، وإطاراً ودياً لبحث الخلافات معها.
إيران، اليوم، حليف مركزي لحركة التحرر العربية، ولكن ذلك لا يمنحها الحق في إعادة تعويم حركة الإخوان المسلمين التي لفظتها الشعوب العربية. وطهران، بالطبع، لن تستطيع ذلك، إلا عبر حليفيها العربيين، حزب الله والنظام السوري؛ فيقوم الأول بالضغط على الثاني.
آن الأوان للكف عن سياسات تملّق قوى الاسلام السياسي السنّي؛ فالجماهير العربية السنيّة المؤمنة تتجه، اليوم، إلى موجة مدنية عروبية علمانية ـــ وليس هناك تناقض بين الإيمان الشعبي والصحوة المدنية العلمانية ــــ يكفي، لكي تدركوا ذلك ـــ أن تنظروا إلى صور الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في المظاهرات المصرية المليونية، بل أنظروا إلى المفاجأة: صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ميادين القاهرة! وأعلام سوريا في ميادين تونس... ومصر وتونس، للتذكير، بلدان «سنيّان».
العلاقة مع «حماس»، اليوم، أصبحت تسيء إلى صورة حزب الله، القادر على كسر ما يظنه «عزلة مذهبية»، فقط، بتظهير علاقاته مع الوطنيين والقوميين واليساريين، وتأكيد انفصاله عن الإخوان والسلفية.

الأحد، 28 يوليو 2013

قيادي بحماس: اجتماعات "هامة" جرت بين قيادة حماس ومسؤولين من "حزب الله" وإيران لتسوية الخلافات إثر الموقف من الأزمة السورية

    يوليو 28, 2013   No comments

قال القيادي في حركة "حماس" أحمد يوسف, يوم السبت, إن اجتماعات "هامة" أجريت خلال هذا الشهر بين قيادة حماس ومسؤولين إيرانيين و"حزب الله" اللبناني، بهدف "تسوية الخلافات" التي نشأت إثر الموقف من الأحداث في سورية, مشيرا إلى أن "حماس لم تقطع علاقتها مع إيران، رغم أنها تأثرت بسبب الأوضاع السورية".

وأشار اليوسف, في تصريح لوكالة "فرانس برس", إلى أن "الاجتماع تضمن تفهم كل طرف مواقف الطرف الآخر في القضايا الخلافية، خصوصاً ما يتعلق بالموقف من الأوضاع في سورية".

وجاء هذا الاجتماع بعد شهر من لقاء جمع وفد من حركة "حماس" مع مسؤول في "حزب الله"، تناول آخر المستجدات على الساحتين العربية والإسلامية وخصوصا الحرب على سورية.

وشهدت علاقات حركة "حماس" مع إيران و"حزب الله " فتور حاد, نتيجة الخلاف بشأن الأوضاع في سورية.

وعن علاقة حماس بإيران, لفت اليوسف إلى أن "حماس لم تقطع أصلاً العلاقات مع إيران، رغم أنها تأثرت بسبب الموقف من الوضع في سورية، وموقف حماس أنها مع حق الشعب السوري في التعبير عن رأيه وهو موقف مبدئي وأخلاقي".

وسبق أن أعلنت حركة "حماس" أن علاقاتها مع إيران التي تدعمها ماليا تضررت نتيجة موقف الحركة المساند لمطالب "الثورة" السورية.

وغادر قادة حماس دمشق بعد بضعة أشهر من بدء الأزمة في سورية عام 2011, على خلفية موقفها من الحراك في سوريا، وذلك بعد أكثر من 10 سنوات من الإقامة فيها، مع العلم أنها كانت تقيم علاقات تحالف قوية مع الحكومة السورية وحزب الله وإيران.
وقال أحمد يوسف يوم السبت إن "لقاء هاما عقد خلال هذا الشهر بين قياديين بارزين اثنين في حماس والمسؤولين الايرانيين بمشاركة قادة من حزب الله، تم خلاله بحث العلاقات الاستراتيجية المشتركة بين الحركة وايران".
واضاف يوسف أن الجانبين "شددا على حرصهما ورغبتهما بمواصلة العلاقة الطيبة والتنسيق المشترك وتم التأكيد على أن حماس شريك استراتيجي لإيران وأن العدو المشترك هو الاحتلال الإسرائيلي".
وقال "تم التفاهم أن كل طرف يتفهم مواقف الطرف الآخر في القضايا الخلافية خصوصا ما يتعلق بالموقف من الأوضاع في سوريا، وكل طرف أبدى حرصه على التعاون والتنسيق في كافة القضايا".
وتابع قوله "تم التفاهم أن تتواصل هذه اللقاءات وأتوقع قريبا عودة العلاقات وربما أقوى مما كانت عليه في السابق، واستقرار الأوضاع في سوريا سيساهم في ذلك".
وقال يوسف إن عضوين في المكتب السياسي لحماس في الخارج هما اللذان عقدا اللقاء مع المسؤولين في ايران وحزب الله، دون مزيد من التفاصيل.
وأكد يوسف أن عودة العلاقة بين حركته وايران "لا يرتبط بتطورات الأحداث في مصر".
وتوقع عودة الدعم الايراني "قريبا" على كل المستويات بما في ذلك الدعم المالي.

الأربعاء، 3 يوليو 2013

بين مرسي وأردوغان

    يوليو 03, 2013   No comments
الصحافة التركية تتناول المشهد المصري وترى أن فيه الكثير مما يشبه المشهد في تركيا لا سيما لجهة أداء أردوغان ومرسي.

تصدر المشهد المصري الصحف التركية كما كل الصحف العالمية، ومما كتبته صحيفة "راديكال" تحت عنوان "ضد الإخوان وضد العسكر" "بعد عام فقط على انتخابه في أول انتخابات ديموقراطية هاهو الرئيس المصري محمد مرسي يواجه الملايين في الشارع".

ورأت الصحيفة أن أخونة الدولة هو السبب الأساسي لحركة الإحتجاجات والمطالبة باستقالة مرسي قائلة إن "الإخوان الذين انتظروا ثمانين عاماً لا يريدون خسارة السلطة بسرعة. لكنهم مارسوا سياسة الاستئثار وتهميش الآخرين والتمييز والقمع، فتصاعد القلق من أخونة الدولة".

وأضافت "راديكال" أنه "كما فعل أردوغان بعد أحداث تقسيم، ها هو مرسي يتبع سياسة الاستقطاب والشارع مقابل الشارع".

بدورها صحيفة "طرف" أجرت مقارنة بين أردوغان ومرسي. الكاتب فيها سميح إيديز قال إن "التطورات التي تشهدها مصر تؤكد مقولة أن الديمقراطية ليست عبارة عن انتخابات. ومع أنّ تظاهرات تركيا أقرب إلى التظاهرات في أوروبا، لكن ليس صحيحاً أنه لا يوجد شبه بين أحداث تركيا وأحداث مصر حيث وصل حزبان إسلاميان إلى السلطة". وأضاف ايديز "إن مسيرة مرسي تشبه مسيرة أردوغان أي النزول من باص الديموقراطية حيث يشاء وتطويع الدستور والمؤسسات لرغباته".

الجمعة، 21 يونيو 2013

حماس وحزب الله: سوريا جــمعت سوريا فرّقت: قطيعة أم أزمة عابرة؟

    يونيو 21, 2013   No comments
تفرض الأزمة السورية نفسها بقوة على العلاقة بين حركة حماس وبين حزب الله. الحركة تريد حياداً لا يفهمه الآخرون، وحزب الله يرى في الحياد تخلياً عن سوريا. لم يصل الطرفان الى مرحلة اتخاذ قرار نهائي في شأن العلاقة الثنائية، لكن الاتصالات القائمة اليوم لا تلغي فتوراً وبرودة حقيقية في العلاقة
 
كانت سوريا الصخرة التي انقسمت عليها تحالفات كثيرة، ظلت لفترة طويلة على قدر من المتانة. أمور كثيرة تغيّرت الآن. ثمّة محاور جديدة تشكّلت، وأخرى آخذة بالتشكّل. لكن حتى يوم أمس، كان الجميع تقريباً قد حسم موقفه؛ حزب الله الذي نأى بنفسه عن القتال إلى جانب النظام منذ اندلاع الأزمة السورية، بات الآن يقاتل بشكل مباشر وعلني في المدن السورية. ومصر التي ظلت تقيم علاقات رمزية مع سوريا وتسعى الى مخرج سياسي، قطعت العلاقات مع من كانت سابقاً جزءاً من «جمهوريّتها العربية المتحدة»، ودعت حزب الله إلى عدم التدخل في الشأن السوري.

وحدها «حماس» تترنّح بين المحورين، وتحاول المواءمة بين تحالفها مع من دعمها عسكرياً ومالياً، وبين ولائها لمرجعية «الاخوان المسلمين»، التي اضطرتها إلى اصدار البيان الذي طالب حزب الله بسحب مقاتليه من سوريا وإبقاء سلاحه موجهاً فقط ضد الاحتلال. وهو البيان الذي اثار علامات استفهام حول مستقبل علاقة الحركتين المقاومتين، والتي ظلّت متماسكةً على مدار العامين الماضيين، رغم كل تداعيات الأزمة السورية.
توقيت البيان جاء بعد أيام قليلة من مؤتمر «موقف علماء الأمة من القضية السورية»، الذي عُقد في القاهرة، والذي اعلن خلاله الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي نيته إرسال قافلة علماء لتوجيه المجاهدين في سوريا، ثم أعقبه مؤتمر آخر «لنصرة سوريا»، اعلن خلاله الرئيس محمد مرسي قطع العلاقات المصرية ــــ السورية. بينما كانت قيادات حماس وأعضاء مكتبها السياسي يجتمعون في القاهرة وسط تكتم إعلامي شديد، في حين قال مصدرٌ مطلع لـ«الأخبار»، إن «هذه الاجتماعات تأتي لرسم سياسات الحركة المستقبلية في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة، وستشهد أيضاً مناقشة موقف الحركة في ما بتعلق بالموضوع السوري بعد التطورات الأخيرة».
دلالة التوقيت دفعت البعض إلى القول إن الحركة حسمت أمرها، واختارت بلا مواربة الميل نحو المعسكر الإخواني، والخروج من محورها القديم نهائيّاً. لكن القيادي في حماس، صلاح البردويل، نفى لـ«الأخبار» أن يكون لتوقيت وجود قيادات الحركة في القاهرة علاقة بإصدار البيان، قائلاً: «يبدو أن الناس فهمت أن البيان جديد. في الواقع، هو موقفٌ قديم للحركة عبّرت عنه بشكل واضح من خلاله. نحن رفضنا أي تدخل أجنبي أو عربي في الصراع الدائر في سوريا، والأمر ينطبق على حزب الله أيضاً، ودعونا وما زلنا ندعو إلى حل سياسي».
وعن الرسالة من خلال هذا البيان، قال البردويل: «أردنا توجيه نصيحة إلى حزب الله، بصفته حزباً يمثّل الخط المقاوم الذي نتبنّاه نحن أيضاً، وهي أن قتال الحزب في سوريا يحرفه عن هدفه الرئيس وهو المقاومة، ويزيد من حدة الاستقطاب الطائفي، وبالتالي يعمّق الأزمة السورية». لكنه استدرك: «هذا لا يعني القطيعة مع حزب الله، علاقتنا بالحزب لا تزال قائمة، وهي جيدة، رغم الاختلاف في وجهات النظر تجاه سوريا، ومن مصلحة المقاومة أن تظل العلاقة كذلك».
لكن ماذا عن علاقة الحركة مع إيران على مدار العامين الماضيين، وكيف تراها حماس بعد فوز المرشح المقرّب من الإصلاحيين حسن روحاني، يجيب: «العلاقة مع إيران قائمة حتى قبل الانتخابات الإيرانية. روحاني هو خيار الشعب الإيراني، وكذلك كان (محمود أحمدي) نجاد، ونحن نحترم خيارات الشعوب، ونتعامل معها، وعلى هذا الأساس، علاقتنا مع إيران ستبقى قائمة كما كانت عليه سابقاً، لأن العدو الصهيوني ينتظر منا أن نقطع علاقتنا مع إيران».
مدّ وجزر
وقد شهدت العلاقة بين حماس وحزب الله، في العامين الماضيين، فترات مدّ وجزر كثيرة، بدءاً بالأزمة السورية، ومروراً باستقبال قادة حماس في غزة لوفد من 14 آذار عقب العدوان الاسرائيلي الأخير، وليس انتهاءً بالأزمة الأخيرة التي تفجّرت بعد تدخل الحزب في القصير. لكن رغم ذلك، لم يصدر موقف رسميّ واحد من كلتا الحركتين، فيما كان حزب الله قد أصدر تعميماً عقب زيارة وفد 14 آذار إلى غزة يمنع فيه مسؤوليه من توجيه أي انتقاد إلى حماس.
بالتوازي مع هذه التطمينات، كانت مواقف الحركتين من الموضوع السوري تزداد حدةً وتناقضاً مع اشتداد الأزمة؛ حزب الله بات يحارب علناً في سوريا، أما حماس فقد سحبت قياداتها من هناك، قبل أن يغلق النظام مكاتبها معلناً القطيعة الكاملة معها. حتى مواقف قيادات الحركة أصبحت أكثر حدّةً، حيث دعا مسؤول حمساوي في حديث إلى «الأخبار» الدولَ العربية إلى دعم «الثورة السورية»، قائلاً: «نحن كنا على موقفنا منذ البداية، دعونا إلى حل سياسي لا يتضمن تدخل الأطراف الدولية، لكن أعتقد أن الظروف الآن أصبحت معقدة بدرجة كبيرة جداً، بعد حمام الدم هذا، والعدد الكبير من القتلى، أعتقد أن من المهم أن يكون هناك دعم قوي للثورة السورية. يجب ألا تقف الدول العربية متفرجة على مذابح الشعب السوري، وعلى استخدام القوة المباشرة، لأن الشعب السوري شعب أصيل، يستحق من الدول العربية رسمياً وشعبياً أن تقف إلى جانبه»، لكنّه عاد وأكد على أن «العلاقة مع حزب الله ما زالت قائمة رغم ارتدادات الأزمة السورية».
ازداد الخلاف حدّة بعد تدخل حزب الله في القصير تحديداً. حدثت إشكاليّات كثيرة، قُصفت الضاحية الجنوبية، ووجهت بعض وسائل الإعلام أصابع الاتهام إلى المخيمات الفلسطينية، الأمر الذي سارعت حماس إلى نفيه على لسان ممثلها في لبنان، علي بركة، قبل أن يتواصل تدفق الأخبار عبر وسائل الإعلام مصحوباً بحملات النفي: الحديث عن طرد قيادات الحركة من الضاحية الجنوبية، وتشديد الرقابة على من تبقى منهم، إضافة إلى منع إعطاء تأشيرات مرور لقيادات «حماس»، الأمر الذي عدّته الحركة إجراءً فنياً، فيما كانت التطمينات كانت من الجانبين.
لكن خطبة القرضاوي التي دعا فيها إلى الجهاد ضدّ حزب الله في سوريا، على مرأى ومسمع رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، أثارت الكثير من علامات الاستفهام حول موقف الحركة من هذه التصريحات. وهذا ما دفع البعض إلى القول إن هناك تياراً داخل الحركة يرغب في العودة إلى محور حزب الله وسوريا وإيران، في حين تحدثت وسائل الإعلام عن رسائل احتجاج وجهتها قيادات في الحركة إلى مشعل مطالبةً إياه بتفسير الموقف، وتعدّى الأمر ذلك إلى الحديث عن رسالة وجهتها قيادة كتائب القسام إلى هنية تحمل المضمون ذاته، وجاء النفي بعد ساعات قليلة على لسان الناطق الرسمي باسم كتائب القسام «أبو عبيدة».
ونفى قيادي حمساوي بارز في حديث لـ«الأخبار» وجود أجنحة داخل الحركة، قائلاً :«لا وجود لتيارات داخل الحركة. هناك قرارات يتخذها مجلس شورى الحركة وهي ملزمة للجميع».
مع ذلك، لا تزال تصريحات القرضاوي تستوجب السؤال حول موقف حماس منها، خصوصاً أن الرجل يعدّ مرجعيّة دينية معتبرة لدى الحركة الإسلامية. يجيب القيادي على ذلك بالقول: «وسط المجتمع الإسلامي، نسمع تصريحات متناقضة، ولو دخلنا فيها لانصرفنا عن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واستنزفنا قوّتنا في ما لا يجدي، ولا نحمّل أياً كان مسؤولية مواقف شخص آخر، مسؤولية ما يقوله أي إنسان، وخاصة بحجم القرضاوي، مبنية على موقفه ورأيه، يوافق عليها كثيرون، ويختلف عليها كثيرون، ونحن موقفنا الرسمي واضح».
القيادي نفسه وصف علاقة حماس بحزب الله بـ«العادية». وبخصوص إيران، أوضح أن العلاقة مع إيران «متوازنة والكل أجمع على ضرورة استمرار هذه العلاقة وتطويرها، وتطوير العلاقات أيضاً مع كل مكونات العالم العربي والإسلامي على اختلافاتها المذهبية والعرقية بما أنها تخدم القضية الفلسطينية».
وذهب مستشار هنية للشؤون الخارجية، باسم نعيم، إلى ما ذهب إليه القيادي الحمساوي، قائلاً لـ«الأخبار»، إن العلاقة مع إيران ما زالت قائمة رغم «الاختلاف في وجهات النظر في بعض القضايا الإقليمية»، مضيفاً أن الحركة تتعامل مع كل من يخدم المقاومة. وتابع: «علاقتنا مع إيران تنسحب على علاقتنا مع حزب الله، وهي علاقة جيدة، ولن نسمح بإحداث ثغرة ينفذ العدو من خلالها لضرب وحدة المقاومة، وتشتيت الأنظار عن القضية الفلسطينية».

وبخصوص اتهام الحركة بالمشاركة في القتال في سوريا، وتسليح المخيمات السورية ضدّ النظام، كان ردّ القيادي الحمساوي لـ«الأخبار»: «هناك كثير من الاتهامات منصبّة علينا، لكن موقفنا واضح، وأي شخص فلسطيني من داخل فلسطين أو خارجها، يأخذ أي موقف داخل سوريا بعيداً عن الحياد فهو يتحمل مسؤولية قراره». وبيّن أن موقف الحركة من سوريا لم يتغيّر، قائلاً: «نحن نقف على الحياد، مع تفهمنا للكثير من القضايا الإقليمية، وقلنا إن حل الإشكالية يأتي من خلال إعطاء الشعب السوري الحقوق التي يطالب بها، وفي الوقت ذاته قلنا إننا لسنا مع أي نظام بديل يأتي ويكون متعاوناً مع إسرائيل، أو لعبة بيد أميركا، وهذا موقف يُناقش على عدة مستويات، وهو الموقف المعلن».
___________

«الأخبار»

الأربعاء، 19 يونيو 2013

مستقبل حركة حماس

    يونيو 19, 2013   No comments
__________



سامي كليب: السلام عليكم، منذ أكثر من سبعين عاماً كتب الإمام حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين للسفير البريطاني في القاهرة قائلاً "إن الإخوان سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر من فلسطين إسلامياً عربياً حتى يرث الله الأرض ومن عليها". وقبل أكثر من سبعين عاماً كتب الإمام البنا أيضاً "إن الإنكليز واليهود لن يفهموا إلا لغة الثورة والقوة والدم". وحين يئس من الحكام العرب قال والحرقة في القلب "مافيش فايدة الناس دول مش عايزين يحاربوا".
تذكرون أن تخاذل القادة العرب هو الذي دفع مثلاً المناضل الكبير عبد القادر الحسيني للإستشهاد في معركة القسطل بعد أن عجز عن الحصول على السلاح إبان نكبة فلسطين. وحين أسس الشيخ المجاهد أحمد ياسين ورفاقه حركة المقاومة الإسلامية حماس قبل أكثر من ربع قرن سار على طريق الإخوان المسلمين. ووصل إلى القناعة نفسها التي كانت للشيخ حسن البنا، فقاتل الإسرائيليين حتى قتلته إسرائيل وهو مصاب بشلل شبه كامل. استشهد الشيخ أحمد ياسين بعد أن صلى الفجر، استشهد وهو خارج من المسجد.

لم يحرك الأمر لا ضمير مسؤول عالمي ولا ضمير حاكم عربي. حرّك أطفالاً وشباناً بعمر الورود، خرجوا يقاتلون عدوّهم بنضارة أعمارهم، حافظت حركة حماس على وصية الشيخين، صمدت، صبرت، قاتلت وانتصرت مرة باللحم العاري ومرة بالسلاح الذي صار يصلها عبر الأنفاق أو تصنّع بعضه داخلياً. كل قلب عربي ومسلم ومسيحي شريف كان ينبض على وقع قلب غزة حين كانت حماس والفصائل الفلسطينية تلملم الجراح وتعضّ على الوجع وتمضي للقتال، حتى وجهت للمحتل صفعة ودرساً بأن جبروت السلاح والظلم والجور لا يساوي شيئاً أمام إرادة شعب يريد أن يتخلص من آخر أنظمة التمييز العنصري. الآن ومنذ أولى الإنتفاضات العربية في تونس ومع وصول الإخوان المسلمين إلى مواقع القيادة في معظم الدول التي سقطت فيها الأنظمة، طرح السؤال حول حماس. طرح أكثر مع سقوط حسني مبارك، وطرح بقوة مع غرق سورية بحربها. فهل إن النظام المصري المضطر على الإبقاء على الإتفاقيات كافة مع إسرائيل وأميركا سيضغط على حماس للتفاوض مع إسرائيل، أم أنه سيدعمها في القتال.

وهل إن الخروج الحمساوي من سورية والتوجه الأكثر نحو بعض دول الخليج بدلاً من إيران مثلاً سيبقي لحماس قدرة فعلية على القتال؟ أم ستضيق السبل لاحقاً، ومن أين سيصل السلاح مثلاً؟ وأخيراً وبعد أن عاد خالد مشعل رئيساً للمكتب السياسي للحركة، هل سيمضي وبدعم قطري تركي للوصول إلى رئاسة منظمة التحرير كما تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم. باختصار هل ستبقى حركة المقاومة الإسلامية حماس مقاومة بالسلاح أم ستصبح حركة إسلامية فقط وقابلة للتفاوض مع إسرائيل؟

 
 يسعدنا أن نستضيف في هذه الحلقة مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، وسينضم إلينا لاحقاً ضيوف آخرون من دمشق ومصر وفلسطين لإغناء النقاش حول المواضيع المطروحة. أهلاً بكم إلى لعبة الأمم من قناة الميادين.

(فاصل)

كليب: السؤال المطروح سيد أسامة ودعنا نبدأ من الآخر، هل تتجهون للتفاوض مع إسرائيل أم ستبقون حركة مقاومة بالسلاح؟

أسامة حمدان: بسم الله الرحمن الرحيم، أولاً أنا أشكرك على المقدمة..

كليب: أقل من واجب..

حمدان: لأنني أعرف أنها من قلب وعقل شخص أعرف مكانة فلسطين وقضية فلسطين عنده، ومكانة المقاومة عنده..

كليب: يشرّفني ذلك..

حمدان: وبذات الوضوح والصراحة والمباشرة التي سألت بها السؤال، حركة حماس ستظل حركة مقاومة، مشروعها تحرير فلسطين وعودة فلسطين أرضاً عربية مسلمة لأبنائها وللأمة..

كليب: من البحر إلى النهر؟ كل أرض فلسطين؟

حمدان: من البحر إلى النهر، من رأس الناقورة إلى أم الرشرش، كل أرض فلسطين، الـ2709 كلم، ليس هناك قيمة ومعنى للتفاوض مع إسرائيل. كنا نقول ذلك قبل عشرين سنة وكان البعض يقول دعونا نجرّب. اليوم تجربة عشرين سنة من التفاوض الفلسطيني الإسرائيلي التي رفضناها وعارضناها تثبت أن لا جدوى من هذا التفاوض، بل إن الخسائر التي يمكن أن تلحق بالقضية لا تأتي إلا من خلال التفاوض. نعم المقاومة هي عمل فيه قدر كبير من التضحيات، من الشهداء والجرحى والأسرى والدماء والمعاناة، لا شكّ في ذلك، والحصار. لكن هذا كله لا يمكن أن يقارن بحجم الذل والإهانة وقضم الأرض والاستيلاء على الحقوق والتنازل عن جزء من الحقوق املاً في الحصول على بعضها، في النهاية يكون وهماً، هذا لا يمكن مقارنته بذلك، الذي يريد أن يحصل على حريته عليه أن يدفع الثمن...

كليب: وكل هؤلاء دفعوا الثمن، لو نظرنا إلى الشاشة (صورة لقادة حماس الذين استشهدوا)..

حمدان: تماماً، هذه هي سيرة الشعوب، هذا هو تاريخ الشعوب والأمم، لم تتحرر أمة ولم تكتب لها العزة والكرامة إلا عندما تدفع الثمن المستحق للنصر وللتحرير. نحن جاهزون لدفعه وبوصلتنا لا تزال تشير إلى القدس، والركيزة التي لا نزال نعتمد عليها هي أمتنا التي نصرتنا ووقفت إلى جانبنا بكل ما استطاعت من قوة رغم كل الحسابات والصعوبات، وستظل كذلك هذه الأمة التي هي حضننا وحصننا وسنظل نحن أمناء على هذه القضية والسلاح إن شاء الله تعالى.

كليب: سيد أسامة، حضرتك الآن ما زلت في عز الشباب والتاريخ سيحاسب بعد سنوات وعقود ربما.. هل ستؤكد لنا أن حماس لن تفاوض مطلقاً مع إسرائيل على فلسطين أو جزء من فلسطين؟

حمدان: بعقل وقلب قيادة حماس الراهنة وجيلها القيادي الحالي وجيلها الشاب الذي ذاق طعم النصر في غزة مرتين في مواجهة أعتى قوة في المنطقة، أقول لك بقلب وعقل كل هؤلاء، ليس هناك مجال ولا هامش للتفاوض مع هذا الكيان، بل إن الذي يسيطر اليوم، إذا سألت شبابنا وجيلنا القادم، ما هو العنوان؟ العنوان هو مشروع التحرير ومتى نبدأ استكمال مشوار التحرير الذي أطلقه من سبقنا من الآباء والأجداد من قوى فلسطينية أخرى، فنحن لا نعتبر أن التاريخ الفلسطيني يبدأ من عند حماس وإنما نعتبر أننا ما زلنا أمناء على هذا التاريخ وهذا الحق ومعنا لا شك عدد من القوى والفصائل الفلسطينية وأمانتنا أن نواصل هذا المشوار..

كليب: قبل أن أسألك في بعض التفاصيل هل ستفاوضون أم لن تفاوضوا، فقط إسمح لي بتوضيح، حركة حماس هي فرع من الإخوان المسلمين؟ هي امتداد للإخوان؟حمدان: حركة حماس نشأت وهذا بوضوح من الإخوان المسلمين وحركة حماس إذا شئت الارتباط التنظيمي العضوي، هناك صيغة قائمة في واقع الإخوان المسلمين، ليس هناك ارتباط تنظيمي عضوي، هناك علاقات ترتبط بها أنت مع الإخوان، هناك علاقات ذات بعد معنوي وعاطفي وداعم أكثر من الارتباط العضوي الذي ربما..

كليب: ولكن هناك التنظيم العالمي للإخوان، أنتم جزء منه..

حمدان: وهذا التنظيم العالمي هو الذي يحقق هذا الارتباط المعنوي بالدرجة الأولى ولكنه لا يفرض شيئاً في ساحة من الساحات ولذلك احياناً يتساءل الناس عن بعض التباينات في مواقف الإخوان هنا وهناك، في بعض الشؤون السياسية..

كليب: يعني هل مثلاً حضرتك تقبل أكثر رأي الشيخ يوسف القرضاوي من الرئيس محمود عباس؟

حمدان: الشيخ يوسف القرضاوي يمثل مرجعية إسلامية وعلمية، أنا آخذ منه الفتوى بلا تردد، أكيد لن آخذ فتوى من محمود عباس. في السياسة أنا أختلف مع محمود عباس لكن يظل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، في السياسة أنا أختلف مع محمود عباس لكن يظل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، هو رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، هو شريك في هذا الوطن، وعلاقتي معه ذات طابع سياسي كأي فلسطيني في موقع مسؤولية، ليس هناك مقارنة بين الشيخ القرضاوي ومحمود عباس.

كليب: ولكن طالما هو رئيس للسلطة عل تعتبره رئيسك؟

حمدان: اعتبره رئيس السلطة، أنا لا اعتبر نفسي من رعايا السلطة من الآخر يعني..

كليب: كنت سألتك هل ستفاوض حماس أو لا لأن خالد مشعل الذي أعيد انتخابه الآن رئيساً للمكتب السياسي كان أحدث في الواقع ضجة كبيرة في حديثه لـ"سي ان ان" حين قال بالحرف الواحد لكي لا نخطئ، إن الفلسطينيين اليوم وكذلك في الماضي وافقوا ومعهم حركة حماس على برنامج ينص على قبول دولة ضمن حدود 1967 ولكن الجانب الإسرائيلي يرفض ذلك.إذا قلنا عام 1967 إذاً ليس من البحر إلى النهر؟

حمدان: بوضوح وجيد أنك سألت عن هذا، نحن عندما اتفقنا على ذلك كان هذا في عام 2006، الوثيقة كان اسمها وثيقة الأسرى ثم وقعت لتصبح باسم وثيقة الوفاق الوطني. عندما وقعنا على ذلك، في ديباجة هذه الوثيقة قلنا كلاماً واضحاً وقلنا بعده إن هذه الديباجة جزء من الإتفاق. أن هذا الإتفاق هو مشروع الحدّ الأدنى الوطني وانه لا يلغي ولا يوقف مشروع أي فصيل وطني فلسطيني. وبدون هذه العبارة ما كنا لنقبل ذلك. إذاً أنا عندي في الساحة الفلسطينية فريق فلسطيني سقفه الأعلى 1967 أنا لا أستطيع ولا أريد أن أشتبك معه، جيد إذا أنت تريد أن توصل الجهد إلى 1967 ثم تتوقف فليكن ذلك، وأنا سأكمل المشوار حتى النهاية. وبهذا لا أقع في أزمة داخلية فلسطينية ومأزق وطني فلسطيني وأنت تعلم ظروف 2006، خرجت من هذا المأزق بمثل هذا الإتفاق الذي لا يمنعني من مواصلة المشوار، لا يحجم آمالي وطموحاتي وأحلامي وثقتي بالتحرير الكامل..

كليب: ولكن هذا الكلام أعيد بعد 2006 في حديث لـ"سي أن أن" مؤخراً..

حمدان: هذا الكلام مستند إلى هذا الإتفاق وفي روح هذا الإتفاق وليس شيئاً خلاف ذلك..

كليب: إذاً هي مرحلة تكتيكية يمكن اعتبارها ولكن حماس مستمرة حتى تحرير كل أرض فلسطين؟

حمدان: لا يستطيع مسؤول في حماس أن يقول خلاف ذلك لأن أزمته في داخل حماس ستكون أكبر من أزمته مع أي طرف آخر. ما يتربى عليه أبناؤنا وشبابنا وجيلنا القادم هو تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها..

كليب: صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقول تعليقاً على انتخاب السيد خالد مشعل، إن مشعل أعلن السنة الماضية أنه غير معني بالترشح على المنصب لكن ضغوطاً إسرائيلية من داخل حماس وأخرى مورست عليه من دول عربية مثل قطر وتركيا دفعته إلى تغيير قراره في اللحظة الأخيرة وهو قد يصبح مكان أبو مازن. يعني رئيس منظمة التحرير.أيضاً الخبير في الشؤون الفلسطينية البروفيسور الإسرائيلي مناحين كلاين يقول إن إنتخاب خالد مشعل لمنصب رئيس المكتب السياسي للمرة الرابعة يشير إلى أن العلاقات بين حركتي حماس وفتح تراوح مكانها، ولن تشهد أي تحسن في المستقبل المنظور. يضيف كلاين إن ذلك يعود لتخوف حركة فتح من أن يصبح مشعل الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية بدلاً من أبو مازن. هل هذا ممكن؟

حمدان: هذه مجموعة مواضيع متداخلة، في ما يتعلق بموضوع رغبة الأخ أبو الوليد بعدم الترشح، لا شكّ أنه عبّر عن ذلك وكانت رغبة جادة حتى اللحظة الأخيرة. هناك من الأصدقاء والحلفاء من نصح وكلّم الأخ خالد عن هذه الرغبة، لكن أنا اقول الذي صنع قرار عودة الأخ أبو الوليد هو مؤسسة حماس الداخلية، مجلس شورى حركة حماس، الذي أخذ قراره مع احترامه لقرار أبو الوليد بالتجديد له للمرة الخامسة بالمناسبة وليست الرابعة ليظل على رأس الحركة، وجدد الثقة به والأخ أبو الوليد أمام هذا لم يجد بداً من النزول عند قرار المؤسسة.

كليب: ما هو السبب؟ لماذا أبو الوليد وليس شخصاً آخر؟

حمدان: هناك أشخاص آخرون ولكن نحن في داخل المؤسسة كانت لنا قراءة تتعلق بجانبين أو مستويين المستوى الداخلي للحركة وما حققته من إنجازات لا بدّ أن تستثمر من خلال شخصية ذات كاريزما معينة العالم يتعامل معها ويعرفها. والمسألة الثانية في ظل ما يجري من متغيرات في المنطقة أنت لست بحاحة إلى تغييرات قد تحدث اهتزازاً في شبكة علاقات الحركة.

كليب: يعني هو يستطيع التنقل من دولة إلى أخرى ويعيش في الخارج أكثر من الداخل؟

حمدان: غير ذلك، شبكة العلاقات صحيح أنها مع حركة حماس ولكنك تعرف في النهاية، البشر أشخاص لهم دور في هذه العلاقات، وإحداث هذه النقلة سيأخذ وقتاً في مرحلة حساسة، لذلك توجهت المؤسسة إلى هذا الأمر وجرى تجديد الثقة بالأخ أبو الوليد. الآن هل هذا كله مرتبط بمنظمة التحرير؟ بالتأكيد كلا.. نحن عندنا خطوات باتجاه المصالحة، الإسرائيليون يقولون إن العلاقات لن تشهد تحسناً، أقول لك أبو الوليد كان له دور كبير في دفع العلاقات نحو الأمام مع حركة فتح، وفتح تدرك ذلك، ومع أبو مازن..

كليب: هذا الموضوع لو سمحت لي سيد أسامة سنتحدث عنه مع شخص من فتح بعد قليل، ربما يكون أفضل..

حمدان: جيد لكن أرجع هنا، ليست الفلسفة في إعادة الإنتخاب هو العودة أو الذهاب إلى رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية. منظمة التحرير الفلسطينية هي جزء من ملف المصالحة والإصلاح الداخلي الفلسطيني، وهذه ستأخذ شوطاً ولا يوجد ضمانات بأي شيء خاصة إذا سار الأمر على النحو الذي اتفقنا عليه وهو تأسيس مجلس وطني فلسطيني وعندها ربما الخارطة السياسية الفلسطينية ستصبح أكثر وضوحاً ولا شك أنها ستكون أكثر تنوعاً وتشكلاً..

كليب: على كل حال اليوم محمود عباس هاتف الأخ خالد مشعل وهنأه بإعادة إنتخابه..

حمدان: صحيح..

كليب: المعلومات التي ترد أيضاً منذ اعادة التجديد لخالد مشعل ولا شك أنك قرأتها كما نقرأها نحن، أن أمير قطر تدخل شخصياً لإعادة إنتخاب خالد مشعل، وأنه في بعض المعلومات التي وصلتنا، تقول إنه ربما هدّد أشخاصاً في حركة حماس بعدم إعادة إعمار قطاع غزة في حال لم يتم التجديد له..حمدان يضحك

كليب: طبعاً أنت ستقول لي هذا ليس صحيحاً ولكن هل دول الخليج مثل قطر والسعودية ودول أخرى تفضل خالد مشعل على شخص آخر من الداخل، أسهل كما تتفضل؟

حمدان: كل الذين نصحوا لم ينصحوا على قاعدة المفاضلة بين الأخ أبو الوليد وشخص آخر وإنما نصحوا على قاعدة أن هناك علاقة مع الحركة، والأخ أبو الوليد رئيس الحركة تعاملوا معه ولهم رأي بأنه من الجيد أن تستمر. لكن بوضوح مطلق وصريح في مؤسسة الحركة، في مجلس شورى الحركة الذي انعقد لاختيار رئيس المكتب السياسي للحركة لم يكن حاضراً في هذا المجلس أحد سوى أبناء حركة حماس..

كليب: هذه بسيطة، هناك هواتف و..

حمدان: نحن الحمد لله لأننا مستهدفون من الإسرائيليين لا الهواتف تكون شغالة ولا الإنترنت ولا أي وسيلة اتصال. لأن أمننا في هذه المسألة مهم خاصة وأنك تتكلم عن زبدة من قيادات الحركة الموجودة في هذا اللقاء، لهذا لا توجد تدخلات.. جملة النصائح التي سمعناها نصائح مقدرة نشكر أصحابها، لكن كان عندنا الجواب التالي دائماً، هناك أبو الوليد قال رأيه وهذا حقه، ولكن هناك مؤسسة في الحركة هي التي ستأخذ القرار. من معرفتنا بالأخ أبو الوليد حتى لو كان هذا يخالف رأيه وقراره فهو سيتبنى قرار المؤسسة ويقبل به. الآن كما تفضلت أمير قطر كان من الأشخاص الذين نصحوا أبو الوليد أن يظل في موقعه ونصح إخوانه أن يظل في موقعه. وهناك آخرون من قيادات إقليمية وقيادات إسلامية وقومية على المستوى العربي، الكل نصح بذلك والكل فعل ذلك ونحن سمعنا من هؤلاء جميعاً طوال العام الماضي الكثير من النصائح والمبررات المقدرة والمحترمة ولكن أنا أقول لك في نهاية المطاف الذي صنع قرار الحركة هو المجلس وهذا المجلس 70% ممن كان فيه لم يستمع لأي نصيحة بشكل مباشر..

كليب: من الأسئلة التي وردتنا سيد أسامة حمدان سؤال يقول كيف سيفسر ضيفك الكريم الخطابين المزدوجين داخل حركة حماس وأن هناك صراعاً بين عدة اتجاهات داخل الحركة، بين الداخل والخارج، بين العسكر والسياسيين وما إلى ذلك، ولكن يعطي السائل مثالاً، الخطابين المزدوجين بين محمود الزهار وخالد مشعل، يقول حين تم قرار الذهاب إلى الأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية طبعاً مشعل وافق وأيد لكن الزهار رفض. وعند اتفاق الدوحة وقبول مشعل بتأليف الحكومة رفض الزهار وانتقد مشعل، حينها وقف محمد ضيف القائد العام للقسام إلى جانب الزهار ونائبه الشهيد أحمد الجعبري وقف مع مشعل. كيف نفسر ذلك؟ هل هذا دليل انقسام داخل حركة حماس؟ أم تيارات أو أجنحة؟

حمدان: أولاً بالذات القصة الأخيرة أن الأخ محمد ضيف وقف مع الزهار والجعبري ابو محمد رحمة الله عليه وقف مع أبو الوليد الأخ خالد مشعل، هذا الكلام يفترض أن من يقوله له علاقة بالشخصين ولا علاقة له بأحد منهما، نحن نعرف دائرة علاقاتهما، وكلاهما كان مشروع المقاومة هو الذي يسيطر عليه ونحن ما يميز كتائب القسام أنها موقع ثقة قيادة الحركة في العمل المقاوم وهي أيضاً تلتزم قرارات الحركة وموقفها السياسي. الآن هذا موضوع خارج دائرة النقاش وليس له أصل. الآن في ما يتعلق باتفاق الدوحة او الذهاب إلى الأمم المتحدة، في اتفاق الدوحة هذا عملية إجرائية تتعلق بمصالحة مع أبو مازن أو مع فتح، حصل اتفاق الدوحة، عبر الدكتور الزهار عن رأيه، أنا أعتقد أن كثيرين لا يعرفون أو لا يريدون أن يصدقوا أننا داخل الحركة لسنا نسخة كربونية عن بعض. نحن في حالة حوار دائم، في مؤسسات الحركة، المكتب السياسي، مجلس الشورى..كليب: تختلفون؟

حمدان: نعم نختلف، نتباين في الرأي، نتحاور..

كليب: أعطني نقطة خلاف بينك وبين خالد مشعل..

حمدان: نقدر المصالح..

كليب (يضحك): أخبرني على ماذا تختلف مع خالد مشعل

حمدان (مبتسماً): سأجيبك عن هذا السؤال بعيداً عن الهواء، لكن عندنا قاعدة واحدة أننا في نهاية الأمر نلتزم بما تقرره المؤسسة جميعاً. الآن مرة يعلو الصوت، وأخرى يتنصتون على هاتف ما، ويخرج كلام بأنه غير راض عن أمر ما وهو يتحدث على الهاتف، فيضخم الموضوع، ولكن نحن نعتبر ذلك أقرب إلى حالة من المزاح السمج أحياناً. لذلك أقول وبكل وضوح في اجتماع الدوحة اجتمع المكتب السياسي بكل هيئته بما في ذلك الأخ د.محمود الزهار وأصدر بياناً واضحاً أنه يدعم اتفاق الدوحة ويؤيده، في ما يتعلق بخطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة لم يكن الأمر تأييداً لأبو مازن. قلنا نحن أي إنجاز يتحقق للشعب الفلسطيني دون تقديم أثمان من الحقوق الفلسطينية نحن لا مانع لدينا به وندعمه. القصة ليست أننا ضد أبو مازن في كل شيء، إذا قام أبو مازن بأمر صائب سنقبله منه ولكن إذا أخطأ لن نسكت له..

كليب: وهو أيضاً.. حسناً في العلاقة مع سورية وطهران، بعد قليل سنتحدث ربما في التفصيل عن هذا الموضوع. السيد محمود الزهار زار طهران بعد الحرب الأخيرة، شكر علانية سورية وإيران لكن السيد خالد مشعل لم يفعل. قيل أيضاً إن الزهار زار طهران دون التنسيق المسبق مع خالد مشعل.أولاً نلاحظ سيد أسامة وكأن العلاقة مع طهران باتت تشكل إحراجاً لكم بعدما كانت مفتوحة والدعم المباشر والمستمر وتلقي السلاح وما إلى ذلك. ما هي المشكلة؟ ما الذي حدث؟ وأنا أوجه السؤال تحديداً لك لأنك عشت في طهران وكنت ممثلاً لحركة حماس لسنوات طويلة وعلاقاتك كانت قوية مع الإيرانيين. أولاً هل تزال العلاقة قوية؟

حمدان: حتى تكون في الصورة لا أحد يذهب إلى دولة زائراً بشكل رسمي دون موافقة المكتب السياسي للحركة، وبالتالي لا يمكن القول إن فلاناً أياً كان هذا الأخ في موقعه، إن هذا القيادي ذهب، ربما يكون الأمر بشكل شخصي فيستأذن رئيس الحركة، ولكن إذا كانت زيارة رسمية فلا بد أن يكون بقرار من قيادة الحركة.

كليب: يعني خالد مشعل كان موافقاً؟

حمدان: نعم، وحتى بعد الدكتور محمود الزهار ذهب وفد آخر على رأسه نائب رئيس المكتب السياسي للحركة د.موسى أبو مرزوق وقابل الرئيس الإيراني آنذاك والإعلام بث هذه الصور واللقاءات. أنا أريد أن أكون صريحاً وواضحاً بصراحة أسئلتك، العلاقة مع طهران من طرفنا لم تتعرض لأي إشكال وأي اهتزاز. ما زلنا نقدّر هذه العلاقة وما تم في هذه العلاقة من تاريخ لا شكّ أنه جيد وإيجابي وخدم المقاومة. لكن النقطة التي أكد عليها أبو الوليد الذي شكر إيران وسورية بعد ذلك، النقطة التي لا شك حساسة أننا اختلفنا حول ما يجري في سورية، وهذا الخلاف عكس نفسه للحظة ما على مجمل العلاقة، وهذا شيء طبيعي في لحظات الصدمة، ولكن من غير الطبيعي أن يستمر طويلاً. هذا الخلاف عكس نفسه على هذه العلاقة في البداية، كان هناك تقدير موقف عند الأخوة في إيران وكان عندنا تقدير موقف آخر، كنا صريحين في هذا التقدير وبذلنا جهداً للمعالجة لعلك إطلعت على البعض منه خلال حوارات سابقة بيننا، وأيضاً مع الأخ خالد. ولكن أنا أستطيع أن أقول نحن كحركة عندما نتعامل مع الدول وبالذات مع إيران نتعامل على قاعدة دعم المقاومة. ولا يمكن أن نغفل الدعم الذي قدم ولا يمكن أن نهمله أو أن ننكره. هذا الذي حصل وأنا لا أستطيع أن أرى فارقاً بين شكر الزهار وشكر أبو الوليد وشكر أي أخ قيادي في الدعم للحركة الذي يقدّم، وهذا يختلف تماماً عن التباين في الموقف تجاه المشهد السوري الذي يؤلمنا.

كليب: هذا كلام مهم جداً سيد أسامة حمدان، يعني هل يمكن أن نقول إن التباين والقراءتين اختلفتا في المرحلة الأولى والآن عادت العلاقات؟

حمدان: التباين لا زال قائماً في تقدير الموقف تجاه الموضوع السوري، ولكن نحن لا زلنا نقول إن لا حلّ أمنياً، لا بدّ من حل سياسي يعطي الإعتبار للشعب السوري وما يريده الشعب السوري..

كليب: طيب كيف توصف العلاقة الآن مع طهران؟ هناك اتصالات؟

حمدان: الإتصالات قائمة، العلاقة مع طهران قائمة ومكتب الحركة موجود، وممثل الحركة موجود هناك ويمثل دوره وعلاقاته..

كليب: بشكل رسمي موجود ممثل حماس؟

حمدان: نعم بشكل رسمي

كليب: من هو؟

حمدان: الدكتور خالد قدومي، ما زال موجوداً في طهران لكن لا شك أن مشهد العلاقة الذي كان قائماً فيما مضى لم يعد قائماً الآن، بسبب المشهد في سورية ومشهد الإقليم الذي يتقلب ويتغير ودعني أقول إن البعض تعامل مع علاقات حماس الجديدة بحساسية وكأن هناك عملية استبدال، يعني إذا أقمت علاقة مع تركيا وكأنه من الضرورة أن تترك إيران أو العكس..

كليب: مضطرون للتوقف لحظات مع موجز للأنباء ولكن قل لي بنعم أو كلا قبل الموجز وبعده نفصّل، هل لا يزال الدعم العسكري والمادي الإيراني مستمراً لكم كما كان في السابق؟

حمدان: يصعب الإجابة بنعم أو لا، يحتاج الأمر إلى تفصيل..

كليب: حسناً بعد الفاصل مباشرة، أعزائي المشاهدين إبقوا معنا عبر قناة الميادين وبرنامج لعبة الأمم، سنواصل هذا الحوار وسينضم إلينا ضيوف أكثر لنتحدث عن حماس ودورها الآن في مناخ التغييرات العربية الحاصلة. إبقوا معنا لو سمحتم وسنعود بعد قليل.(فاصل)

كليب: مرحباً بكم مجدداً أعزائي المشاهدين لمواصلة برنامج لعبة الأمم عبر قناة الميادين نتحدث فيه عن حركة حماس هذه الليلة، هل تغيرت حركة حماس بعد التغييرات التي حصلت في الوطن العربي؟ هل ستبقى حركة مقاومة بالسلاح والقتال ضد إسرائيل؟ أم قد تذهب باتجاه المفاوضات؟ ما هي حقيقة علاقاتها الآن مع مصر، مع سورية، مع طهران؟ لماذا توترت مع بعض الدول وبردت مع أخرى وانقطعت مع ثالثة؟ يسعدني أن أعود وأرحب بأسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس هنا في الأستديو. وينضم إلينا الآن من دمشق مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنور رجا. مساء الخير أستاذ أنور، ومن رام الله عضو اللجنة المركزية لحركة فتح السيد عزام الأحمد. أهلاً وسهلاً بك أيضاً سيد عزام، مرحباً بكم جميعاً.كنا انتهينا في الجزء الأول من البرنامج بسؤال السيد أسامة حمدان هل غيرت إيران مساعداتها المالية والعسكرية للحركة؟ وقلت لي لا أستطيع أن أجيب بنعم أو لا، تفضل..

حمدان: لا شك أن الأمور ليست كما كانت سابقاً والدعم ليس كما كان سابقاً وحتى لا يقول لي أحد هو أكثر، نقول نحن لسنا راضين عن ذلك، لسنا راضين لأننا نعرف أن إمكانيات إيران أن تفعل أكثر من هذا، وأيضاً لأننا ما زلنا متمسكين بأصل العلاقة المرتبط بقضية فلسطين والمقاومة، وبمقاومة الإحتلال والمشروع الصهيوني، وأفترض أن شيئاً يجب أن لا يؤثر على هذا طالما أن أصل المسألة هو مقاومة الإحتلال.

كليب: يعني هو التقليل من قبلهم وكأنه ردة فعل على موقفكم مما يحصل؟

حمدان: لا شك أن هناك تراجعاً كبيراً لهذا السبب

كليب: تراجع كبير، يعني مثلاً 20% او 30%؟

حمدان: بدون نسب لكنه تراجع نعتبر أنه لا يليق بهذه العلاقة والمشروع الذي نواجهه

كليب: للتذكير بهذه العلاقة، نشاهد هذا المقطع.. (من كلمة لخالد مشعل خلال زيارته إيران)(مشعل: سعداء بلقائكم سعداء بزيارة إيران الإسلام والمقاومة والنصرة لفلسطين، جئناكم بعد أن نصرنا الله نصراً مؤزراً على أرض غزة، جئناكم لنقول لكم شكراً، شكراً لإيران التي وقفت معنا رسمياً وشعبياً، آزرتنا ودعمتنا، فأنتم شركاء في انتصار غزة. شكراً لسماحة القائد السيد خامنئي..)

كليب: يعني أكيد هذا الخطاب بهذه الحماسة..

حمدان: في 2009..

كليب: في 2009 بعد الحرب لا يشبه أبداً آخر مؤتمر صحفي بعد الحرب الأخيرة في غزة، كان الكلام عن إيران وسورية تقريباً يمر بشكل خجول. ما الذي تغير في العلاقة؟

حمدان: من طرفنا لا شيء. لكن لا شك أن الذي غيّر المشهد المسألة السورية ونحن بصراحة ووضوح قلنا رأينا في الموضوع السوري وتصرفنا بما أملته عليه قناعاتنا وإيماننا، دون أن يعني ذلك تنكراً للعلاقات التي كانت قائمة والعلاقات التي لا تزال موجودة مع إيران. ولكنك تعرف أن العلاقات تتأثر أحياناً بمثل هذه المواقف. البعض كان يظن أن حماس يمكن أن تعطي موقفاً مجاملاً على حساب قناعاتها. هذا لم يحصل. ولكن نحن أيضاً لدينا عتب عندما تتأثر العلاقة على هذا النحو لهذا السبب.

كليب: سنرى أيضاً مقطعاً وننتقل إلى الضيوف لنسمع رأيهم في هذه العلاقة ثم نواصل الحوار، كلام السيد خالد مشعل حول سورية قبل شهر تقريباً من بدء الأزمة السورية.(مشعل: نحن لدى سورية تعودنا، ونحن نقيم في دياركم العامرة محتضنين منكم بقلوبكم الواسعة العامرة بالإيمان وبأصالة الشام وبركة دعوة النبي (ص)، نلقى الرعاية والترحاب والمحبة والدعم والإسناد والإحتضان من سورية رئيساً وشعباً وعلماء وكتل كريمة، فما وجدنا الرعاية والاحتضان والدعم كما وجدناه في سورية).

كليب: لم نجد رعاية كما وجدنا في سورية، أيضاً مقطع أخير من تركيا على ما يبدو، نشاهده قليلاً ومن ثم ندخل في الحوار.(مشعل خلال زيارة إلى تركيا: هذا الربيع العربي انتاج عربي ولم يتصدق به الغرب أو الشرق علينا. ونحن مع تطلعات الشعوب نحو الحرية والديمقراطية والكرامة والاستقلال الحقيقي. رحبنا بثورة مصر وتونس وليبيا واليمن ونرحب بثورة الشعب السوري الذي يسعى نحو الحرية والاستقلال ونحو الديمقراطية وأن يملك قراره وأن تتوقف الدماء الزكية من هذا الشعب العظيم. ونحب أن نؤكد انه لا تعارض بين أن نتبنى الديمقراطية والإصلاح والحرية في سياستنا الداخلية وبين أن نتبنى دعم المقاومة والوقوف أمام الهيمنة والعدوان في سياستنا الخارجية.

كليب: سيد أنور رجا حضرتك تمثل فصيلاً فلسطينياً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لا زلتم في دمشق، الآن حركة حماس كما تعلمون في شبه قطيعة مع سورية، كيف يمكن أن نفسر هذا التناقض بين حركة فلسطينية بقيت وأخرى خرجت. واحدة لا تزال واقفة إلى جانب النظام وأخرى أصبحت عملياً ضد النظام.

أنور رجا: أولاً الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، هذا هو السؤال الكبير الذي يسأله العقل ويسأله المواطن الفلسطيني وكذلك العربي وربما المواطن السوري أكثر من يسأل هذا الأمر مستهجناً مستغرباً. نحن نقول سبحان مغير الأحوال، الذين الآن يخنقون حماس حبّاً ومن الحب ما قتل، الذين فتحوا الآن صدورهم وقصورهم وبعض أموالهم لإخوتنا في حماس، كنا نتأمل لو أن هذا الحب كان بمقدار الحب والمواقف العملية التي قدمتها دمشق لنا كفلسطينيين ومن خلال العنوان الأبرز آنذاك حماس. كنا نتمنى لو أن الأردن التي فتحت ذراعيها للسيد خالد مشعل، بعد قطيعة استمرت أكثر من 13 عاماً، أن تقدم شيئاً لشعبنا بدل أن تحاصره وتمنعه حتى من حرية التعبير عن قضاياه. كذلك السيد أمير قطر كنا نتمنى لو أن هذه العاطفة الجياشة كانت موجودة. لو أن حماس التي كانت مطاردة عملياً ولم تجد بيتاً آمناً ومقاوماً يقدم لها بمعنى يقدم للشعب الفلسطيني كل هذه الرعاية، أن نرى ذلك في السنوات العجاف، في الوقت الذي كانت هنا السلة الوفيرة بعطاءاتها وبغلتها تقدم لنا بدون حساب. وكانت قاعدة أساسية بل عاملاً أساسياً في عامل النصر سواء في 2006 في لبنان أو في 2008 ـ 2009 في غزة وكذلك في العدوان الأخير في غزة، كل ذلك، كل تلك القوة إلى جانب إرادة شعبنا بالتأكيد وثقافته المقاومة، ما كان يمكن أن يتحقق هذا الإنتصار لولا موقف سورية المبدئي الميداني. ثمة مشاكل داخل سورية لا تستوجب تلك القطيعة، الأصدقاء وشركاء الدم والمصير يتحدثون مع بعضهم من بوابة الموقع الواحد في التشاور، والنصح وتبادل الآراء. أما أن يذهب الأمر إلى حدّ القطيعة والذهاب إلى الدوحة، كنا نقول حتى لو أن السيد خالد مشعل بمعنى حماس أرادت أن تغادر دمشق ولكن ليس للدوحة، قاعدة التآمر على امتنا العربية، قد أستوعب مصر ولهم سياسة وتبريرات معينة. لكن من الدوحة ثم إلى عمان وتحت عباءة أمير قطر، وبيد ورفقة ولي عهد قطر، صبي قطر، لا نرضى لحماس ذلك يا سيدي..

كليب: دعنا نتحاور في هذا لو سمحت، ولكن قبل أن أعطي الجواب للسيد أسامة أيضاً أريد أن أستمع لو سمحت سيد عزام الأحمد لرأيك حول الموضوع، بين حركات بقيت في سورية وأخرى خرجت وتحديداً حركة حماس.. هل اختارت الطريق الصواب بتركها سورية للوقوف إلى جانب ما وصفها خالد مشعل بالثورة السورية؟

عزام الأحمد: ربما جوابي له طابع خاص، أعتبر نفسي أمثل تنظيماً يمثل الشعب الفلسطيني بكامله، وبالتالي حكمنا على الأمور في علاقاتنا الخارجية ليس موقف هذا النظام منا كتنظيم حركة فتح فقط وإنما مجمل سياسة أي نظام تجاه القضية الفلسطينية بمجملها. ليس مقياسنا كم نأخذ مالاً، كم نأخذ مقراً، كم نأخذ امتيازات أخرى. مقياسنا كحركة فتح ونحن نعتبر أنفسنا حركة الشعب الفلسطيني نقود منظمة التحرير الفلسطينية، فجرنا الثورة الفلسطينية المعاصرة، علمنا المنطقة مفهوم المقاومة والكفاح المسلح دون لف أو دوران. بالتالي مقياسنا من يقف مع الشعب الفلسطيني وليس كم يدفع لحركة فتح. هذا هو مقياسنا. علاقاتنا كانت متذبذبة مع الإخوة في سورية لفترات طويلة ورغم ذلك كنا حريصين حتى ونحن مختلفون أن نبقي الخيوط قائمة. لا يوجد لنا مكتب حتى هذه اللحظة كحركة فتح، رغم ذلك الشهيد ابو عمار كان يزور دمشق والرئيس ابو مازن ايضا بعده كان يتردد على دمشق في إطار التنسيق المشترك لتعزيز الموقف العربي مع القضية الفلسطينية. وبالتالي هذا هو مقياسنا الذي نحكم عليه. من مع فلسطين ليس فلسطين مع من.

كليب: سيد عزام تحديداً حول هذا الموضوع لذلك أنا أسألك هل الآن تغير النظام السوري الذي دعم لسنوات طويلة فلسطين والفلسطينيين لكي يتخذ حياله هذا الموقف وتخرج حركة حماس؟ هذا أولاً. وثانياً أنت ذهبت كما عرفت إلى سورية مؤخراً لمعالجة الوضع الفلسطيني منتدباً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. هل التقيت الرئيس بشار الأسد؟

الأحمد: حقيقة الوفد الأخير الذي زار دمشق لم أكن فيه، كان وفد عضوي لجنة تنفيذية، الدكتور زكريا الآغا ذهب من أجل معالجة قضية مخيم اليرموك واللاجئين الفلسطينيين..

كليب: لا أتحدث عن آخر وفد حضرتك ذهبت مؤخراً..

الأحمد: نعم أنا قبل ذلك كنت أذهب إلى سورية وأيضاً على تواصل مع الأخوة في سورية حتى الآن، ونحن لا ننكر ذلك ونتمنى لسورية كل الخير ونتمنى أن يحفظ الله سورية وتحافظ على وحدتها وأمنها، ونرفض أي تدخل أجنبي في الشؤون السورية، ونحترم أيضاً إرادة الشعب السوري ونقول الشعب السوري من حقه أن يختار ما يريد بخيارات سياسية والحكم والدستور والقانون، تداول السلطة إلخ.. هذه خيارات نحترمها.

كليب: سيد عزام الأحمد، هل صحيح ما قاله له السوريون أو بعض المسؤولين "ندمنا لأننا كنا ربما على برود معكم وكنا ندعم بقوة حركة حماس، وكان ينبغي أن نكون معكم أكثر"، هل صحيح هذا الكلام؟

الأحمد: أنا سأكون صريحاً في الإجابة دون لف ودوران، قبل الوضع الداخلي الحالي في سورية والحراك الذي حصل والقتال والدمار الذي يحل بسورية الآن، أنا التقيت أحد المسؤولين الكبار في سوية وفي دمشق، قال لي نقف على مساحة واحدة منكم ومن حماس. قلت له نحن رغم القطيعة بيننا نرفض ذلك، نحن نعتبر أنكم تنظيم علماني والمفترض أن تكونوا أقرب إلينا ونحن مع علاقتكم مع حماس ونحن دائماً أيضاً نتمنى لو أن حماس حافظت على علاقتها مع سورية. ليس فقط حماس بل كل الفصائل الفلسطينية. نحن نعتقد أننا لسنا بحاجة إلى أن نفتح صداماً سواء مع سورية أو غير سورية. وكما قلت لك رغم القطيعة لكننا كنا نسعى لتحسين علاقاتنا مع سورية طيلة فترة القطيعة. ومؤخراً الجملة التي سألتني عنها فعلاً سمعتها من مسؤولين سوريين وقالوا فعلاً أنتم كنتم واضحين أكثر معنا وأيضاً في طبيعة نظرتكم لعلاقتكم معنا كنتم أكثر من حماس او غيرها من الذين بنوا علاقات معنا، نحن بنينا علاقات عميقة جداً مع سورية واختلفنا مع سورية قبل تأسيس حماس أيضاً، لأننا ندرك أهمية سورية ونعرف موقعها السياسي والجغرافي، وما تمثله سورية في الوطن العربي. يجب المحافظة عليها. كان هناك ثلاث قوى مركزية في المنطقة العربية، مصر، العراق وسورية.نحن في زمن الفوضى الخلاقة لاحظنا أن المقصود هو تدمير هذه القوى الثلاثة المركزية بأساليب وطرق مختلفة. نحن كنا نتمنى لو تمت المحافظة على هذه القوى الثلاث لتكون مصدر قوة للأمة العربية بكاملها حتى تستطيع أن تحفظ مكانها وتحافظ على كيانها وحقوقها وطموحات أمتنا العربية.

كليب: سيد عزام الأحمد بعد قليل سنتحدث معك ومع السيد أسامة حمدان أيضاً حول المصالحة الفلسطينية وظروفها المقبلة تحديداً حول ما يحكى عن قمة في قطر. سيد أسامة حمدان إضافة إلى ما تقدم به ضيفانا الكريمان، طبعاً هناك كلام كثير في سورية وحول سورية ومن حلفاء سورية أن حماس تركت سورية ليس لدعم الثورة وغير الثورة وإلا كانت دعمت ثورات في دول ليس فيها ثورات أيضاً، وإنما لأنها جزء من تيار الإخوان المسلمين وحين وجدت أن الإخوان المسلمين بدأوا بالسيطرة على الأنظمة العربية أو الوصول إلى الأنظمة العربية، ذهبت باتجاههم وأنه عند أول عملية تحول إذا صحّ التعبير تخلت عن الدولة التي دعمتها.. لك الرد..

حمدان: هذا الكلام غير صحيح، لأننا لم نغادر سورية بالمعنى المباشر، نحن لا زلنا موجودين في سورية، والذي غادر هو قيادة الحركة والمكتب السياسي هو الذي غادر ونحن كان لنا موقف واضح وصريح منذ بداية الأزمة حتى الآن لم يتغير هذا الموقف، نحن ضد التدخل الخارجي ولكننا أيضاً مع احترام إرادة الشعب السوري. وكان لنا جهد بذلناه وكانت لك إطلالة وكتبت عن هذا في صحيفة السفير مقالاً ربما شكل صفحة كاملة حول الدور الذي قامت به حركة حماس للمحاولة في الخروج من هذا المأزق وحقن الدم السوري لأنه بالنسبة لي الدم السوري كالدم الفلسطيني كأي دم عربي، ولا يمكن أن اعتبر أن الدم الفلسطيني يختلف أو الدم العربي يختلف هو دم واحد.الآن ما تفضلت وعرضته من مقاطع ذكر فيها الأخ أبو الوليد شكره لسورية وإيران، نحن لا ننكر هذا، هذا موجود ونحن نكرره، ما قدمته سورية ليس هو محل النقاش. الأخ ابو الوليد ذكر كلاماً ما زلنا نقول إنه حصل وما زلنا نشير إليه ولم ولن نتنكر له. ما نتكلم عنه هنا وبشكل واضح أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة وهي القضية المركزية ويجب أن لا تكون طرفاً في أزمة داخلية أو إقليمية. بمعنى أننا رفضنا سياسة المحاور في الإقليم ورفضنا إلا أن نكون مع خيار المقاومة، وأيضاً نرفض أن نكون طرفاً في أزمة داخلية، بغض النظر عن هذا الطرف.

كليب: ولكن حين يرفع السيد خالد مشعل علم الثورة السورية يعني هو أخذ طرفاً..

حمدان: سأشير إلى هذا ولكن عملياً لو كانت القصة قصة إخوان مسلمين الكل يعرف تاريخ العلاقة بين الإخوان والنظام في سورية. رغم هذا لم يؤثر على علاقتنا مع النظام، على العكس نحن في مرحلة من المراحل تدخلنا وتوسطنا والذي طلب ذلك هو الرئيس بشار الأسد ولم تنتج الأمور. وهذا لم يغير في علاقتتنا ولم يؤثر عليها..

كليب (مشيراً إلى الشاشة): هذه صورة السيد خالد مشعل يرفع علم الثورة السورية..

حمدان: نعم في غزةـ، الآن هذه المسألة لا علاقة لها بكون الإخوان تقدموا. فالإخوان هم جزء من نسيج هذه الأمة وحركة حماس مرتبطة بالأمة، بالإخوان وغير الإخوان في هذه الأمة. نحن نرفض أن تصبح قضية فلسطين محل تجاذب ولذلك قيادة الحركة غادرت بعد أن شعرت أن كل جهد بذلته لمساعدة سورية أقفل الباب في وجهه ولم يكن له فرصة. لذلك غادر المكتب السياسي. الآن هل هذا يعني أن الذي مضى ننكره؟ لا ننكره نقبله ونؤكد عليه ونتمنى أن يعود وأن يكون مثله في كل بلد. أما الحديث والغمز واللمز، راحت أين وأتت من أين، أنا أقول إن قطر لم تحب فقط حركة حماس، أحبت الفصائل وأنا أذكر الأخ أنور رجا بالدعم الذي تلقته الفصائل ومنها من القيادة العامة في قمة غزة التي عقدت في الدوحة في عام 2009. وعلاقتنا مع قطر هي علاقة قائمة منذ ما قبل العلاقة مع سورية، وظلت موجودة وعلاقتنا مع سورية تقدمت على علاقتنا مع قطر وكنا سعداء بهذا التقدم. نحن قاعدتنا في العلاقة ارتباط هذه المسألة بالقضية الفلسطينية والموقف منها لكن أيضاً هذه العلاقة لا تأتي من جانب واحد، نحن نريد علاقة جيدة ولكن...

كليب: ولكن على حدّ علمنا النظام السوري لم يغير قناعاته بالنسبة للقضية الفلسطينية، لا تزال القضية الفلسطينية أولى..

حمدان: ونحن لم نتهمه في ذلك..

كليب: اقصد اذا كان معيار العلاقة القضية الفلسطينية

حمدان: ولكن إقامة قيادة الحركة هذا شأن يخصنا نحن وشأن نقدّر نحن جملة مصالح فيه، هذا لا أحد يمليه علينا ولا أحد يطالبنا به ولا أحد يعيب علينا فيه ونحن لم نضغط على أحد ليستقبلنا ولم نحرج أحداً ولن نحرج أحداً في استقبالنا. نحن نتكلم وفق منطق محدد، حماس اعترض على الجملة التي قلتها بأنها عملياً ضد النظام، الأمر ليس كذلك. الآن إذا لم تكن مقيماً في سورية فأنت ضد النظام؟ هذه معادلة عجيبة.

كليب: كلا ولكن أن ترفع علم الذين يقاتلون النظام...

حمدان: الآن هذا العلم نحن لا نقبل ذلك، ولكن أنا أقولها بكل وضوخ أنا اؤكد وأعدتها مرتين وهذه الثالثة، لا بدّ من احترام إرادة الشعب السوري ونحن نفعل ذلك. والشعب السوري لا شك أن إرادته تختلف عما يقوله كثيرون، هناك إرادة لدى الشعب السوري كان يمكن أن تتحقق بأقل كثير مما جرى..

كليب: ذكرت مسألة مهمة جداً تقول لا توافق على رفع العلم كما فعل خالد مشعل؟

حمدان: أنا لا أوافق على ذبح الشعب السوري، الأخ أبو الوليد رفع العلم تعبيراً عن دعم الشعب السوري، وليس دعماً لفريق في الشعب السوري، خاصة أن علاقتنا مع سورية علاقة معروفة وليست علاقة سرية..

كليب: ليس كل الشعب السوري يرفع هذا العلم..حمدان: هناك جزء من الشعب ينبغي أن يحترم ويقدّر وتقدّر إرادته..

كليب: والجزء الآخر؟

حمدان: كل الشعب السوري مقدّر ولذلك أنا قلت هناك جزء من الشعب السوري يجب أن لا ينفى وأن لا يهمل..

كليب: طيب هلى حماس تقاتل في سورية؟

حمدان: طبعاً كلا..

كليب: هناك معلومات تردنا على الأقل سأذكرها لك وصحّح إن كانت خطأ.. تقول المعلومات إنه منذ بداية الحراك في سورية لم تتردد حماس في المشاركة بعسكرة الحراك وتدريب مقاتلي الجيش الحر بحسب مصادر المعاضة. مستودعات الأسلحة لها التابعة لها فتحت أمام الجيش الحر في دمشق. أحفاد الرسول وأمهات المؤنين وأحفاد عائشة في يلدا والتقدم والحجر الأسود هم مقاتلون من حماس ومنذ أن أعطى السيد خالد مشعل الإشارة برفع علم الثورة السورية، تحول السلاح المتواجد في مخيم اليرموك من قبل مقاتلي حماس، الحاكم الفعلي واكبر تواجد مسلح فيه ضد الجيش السوري. وشكلتم كتائب مخيم اليرموك وأحرار اليرموك..قبل أن تجيب دعني فقط أسأل السيد أنور رجا إذا كان صحيحاً هذا الكلام؟ هل حماس تقاتل في سورية؟رجا: أولاً أتمنى أن يخصص لنا في هذا اللقاء الطويل الذي بدأ الساعة الثامنة والنصف ولو خمس دقائق أستاذ سامي..

كليب: تفضل..

رجا: الأمور تقاس بنتائجها أستاذ سامي، البيئة الحاضنة، التحريض على سورية، القول بأن النظام يذبح شعبه هذا يستنفر بالتأكيد جمهور حماس ويجعل الناس في حالة توثب وتحفز للقيام بأفعال قد لا تكون تنسجم مع نهج حماس والمفترض مع موقع حماس، وأن بوصلة حماس هي فلسطين.التحريض على سورية والإصطفاف إلى جانب فئة سياسية من الناس ورفع العلم والقول إن سورية أو النظام يذبح شعبه وإلى ما هنالك، هذه المسائل كلها بالتأكيد تصب الزيت على النار. نقطة أخرى نحن معنيون كفلسطينيين، أن نؤكد دوماً على ثوابتنا. أنا أعلم تماماً أن ما يجري الآن على مستوى المنطقة ليس كما ذكر الأخ خالد مشعل بأن هذا الربيع العربي هو إنتاج عربي. نعم بدأ بلحظة عربية لكنه خطف وسرق والآن المشهد الدامي في الساحة العربية حيث الكل يذهب ضارعاً متوسلاً إلى أميركا متوسلاً عطاءات أوباما من أجل السلام مع إسرائيل. يقدم من أجل القدس 250 مليون دولار، لغسل آثام حمد بقضيتنا، القدس تحتاج ليس فقط إلى المليارات..

كليب (مقاطعاً): سيد أنور لو سمحت لي، انا أحترم موقعك وكلامك ولكن كلام التجريح بالشيخ حمد أو غيره نحاول أن نتجنبه على الأقل في كل كلام عن أي شخص عبر قناة الميادين. أنا سألتك سؤالاً محدداً وأرجو ان تجيبني عليه هل حركة حماس تقاتل الآن بالسلاح في سورية ضد النظام؟ هل لديك معلومات؟

رجا: يا سيدي قلت لك إن المسألة أخطر من ذلك، يعني الموضوع لا يقتضي أن تهبط كتائب من حماس أو يتم تأليف كتائب وعناصر من حماس فلسطينيين ليقاتلوا الشعب السوري، التحريض السياسي الذي أدى ما أدى إليه، التحريض ضد الدولة السورية ولّد بعض العناصر التي حملت السلاح واندفعت لا أدري إن كان هنالك أمراً مركزياً بهذا الموضوع. هذا يتعلق بقيادة حماس. لكن هناك عناصر فلسطينية للأسف، فلسطينية بالمعنى الجنسي والفيزيولوجي. ولكن بالمنطق والموقف الفلسطيني هوية وقضية وبوصلة باتجاه فلسطين. كل من يحمل السلاح ضد سورية سواء كان فلسطينياً أو تونسياً هذا ليس عربياً، فما بالك إن كان فلسطينياً. نحن براء من أي فلسطيني يمكن أن يحمل السلاح على قاعدة التحريض، وما يسمى زوراً وبهتاناً بالثورة. الذي يريد أن يدعم سورية من بوابة الإصلاحات لأن الإصلاح في سورية قوة، عليه أن يقف إلى جانب الدولة والنظام الذي بدأ الإصلاح منذ الأيام الأولى ولكن كان لا بدّ من إغراق سورية بالدم وبالسلاح، وكان ما كان، بالتالي يعلم الجميع أن الإصلاح في سورية قوة للنظام، قوة للدولة وبالتالي قوة للمقاومة، لكن الاستراتيجية التي جاءت باسم الفوضى الخلاقة لاستنبات الربيع من الدم وعلى حساب القضية الفلسطينية لا تريد لسورية الإصلاح والقوة بل تريد لها الدمار. وهذا ما تعمل عليه الأطراف العربية التي اجتمعت بغالبيتها في الدوحة مؤخراً. أنا لم اسمهم استاذ سامي، هم قالوا عن انفسهم نعاجاً، بماذا يمكن أن نعيد توصيفهم.

كليب: والله كل هذا الكلام معروف سيد انور، ولكن فقط سيد عزام الأحمد عنده تعليق فنحن لا نعطيه كامل الوقت كما لك، دعه يجيب ثم نعود إليك سيد أسامة. تفضل تريد أن تقول شيئاً سيد عزام؟

عزام: حول أي موضوع؟

كليب: فقط بدا لي وكأنك كنت تريد التعليق، إن لم تكن تشأ التعليق نستمع للسيد أسامة حمدان يجيب ونتحدث عن المصالحة..

حمدان: أولاً رغم أن الأخ أنور رجا يعلم أن لا وجوداً مسلحاً لحماس في سورية ولا علاقة لها بما يجري من قتال لكنه يرفض أن يقول ذلك ويريد بأي طريقة أن يتهم حماس وهذا أمر معيب لا اقبله، ولو فقط في الحدّ الأدنى لتاريخ العلاقة الموجود..اولاً لا يوجد وجود مسلح لحماس ولا يدرب ولا يساعد ولا يمكن أن نكون طرفاً في أزمة داخلية فضلاً أن نكون طرفاً في قتال داخلي يجري بين أبناء شعب واحد.

كليب: هل تدين القتال؟

حمدان: نحن قلنا من البداية أن الحل في سورية هو حل سياسي وأن سفك الدم مدان أيا كان فاعله، وبوضوح شديد هناك اثنان يتقاتلان، ولا ينفع أن نقول إن هناك من يقتل والثاني يتفرج عليه. ولذلك هناك سفك للدم في سورية نحن ندينه ونرفضه ولا نقبل به وبالتالي لا يمكن أن نكون طرفاً به ولا يمكن أن نكون عاملاً مساعداً في ذلك. أما قصة التحريض اسمح لي..

كليب: إذاً ترفضون أن يقاتل رجال حماس ضد النظام؟

حمدان: ليس هناك من حماس من يقاتل ولا يمكن أن يكون هناك وجود لحماس..

كليب: كيف قتل إذاً بعض رجال حماس؟

حمدان: قتل رجال حماس وهم يقدمون الإغاثة للناس وهم يساعدون الناس في سيارات الإسعاف. الذين ينتمون لحماس وقتلوا هم من أبناء الشعب الفلسطيني اللاجئ في سورية وقتلوا وهم يؤدون واجبهم في مخيماتهم وفي مجتمعهم. بعضهم قتل في قصف عشوائي، قتل مع مجموعة من الناس.

كليب: بينهم ابن عمك؟

حمدان: ليس لي ابن عم قتل..

كليب: من هو أسامة أحمد حمدان؟

حمدان: هناك شاب ينتمي إلى عائلة أخرى اسمها عائلة قشطة وهي عائلة مقدرة ومحترمة من العائلات الفلسطينية في رفح. اسمه اسامة واسم ابيه حمدان ومن عائلة قشطة...

كليب: اسمه اسامة احمد حمدان قشطة صحيح..

حمدان: تماماً، اسم العائلة قشطة، أحد الناس حاول أن يستخدم ذلك في إطار محاولة التجريح والتعرض لنا بأي طريقة. وإذا كان ابن عمي فعل ذلك، إذا كان مخطئاً فأنا أملك الجرأة الأدبية أن أقول إنه مخطئ. وإذا فعل ذلك شخص من حماس وخالف سياسات الحركة فأنا أملك كل الشجاعة أن أقول إنه خالف سياسات الحركة الواضحة التي شرحت. لأنني أؤكد أن الربيع عربي ونشأ عربياً وحاول الكثيرون وكل الأطراف دخلت على الخط. لذلك حين يقول الأخ أبو الوليد إنه لا تعارض بين تبني الديمقراطية والوقوف أمام العدوان ودعم المقاومة لم يكن يوجه رسالة تحريض. كان يوجه رسالة إيجابية يقول فيها إن دعم المقاومة شيء مقدر ومحفوظ ولا مشكلة بينه وبين تبني الديمقراطية. بل على العكس هو يقول لكل من يريد أن يقاتل بإمكاننا أن نجمع بين الأمرين، بل إننا كحركة نريد أن نجمع بين الأمرين. بالعكس قوة هذه الأمة مطلوبة، وجزء من قوتها أن تكون شعوبها قادرة وحرة وتكون شعوبها صاحبة قرار، وشريكة في دعم المقاومة.الآن نحن لا نرجو عطاءات من أميركا ولا نرجو..

كليب: الآن حلف الأطلسي في ليبيا شارك في الربيع العربي

حمدان: ونحن أدنا تدخل الأطلسي في ليبيا وأدنا التدخل الخارجي وبياناتنا موجودة..

كليب: إذاً ليس في كل الدول ربيعاً عربياً..

حمدان: أنا قلت عبارة واضحة ومحددة بدأ عربياً وتدخلات الآخرين لسنا مسؤولين عنها، نحن نرفضها. نحن قلنا بوضوح ليس فقط في سورية بل في كل مكان، نرفض أي تدخل خارجي في أي دولة. نحن نعاني من كثير من التدخلات كفلسطينيين لذلك لا يمكن أن نقبل لحظة ما تدخلاً خارجياً في أمتنا. لذلك كنت أتمنى أن يقال نحن ضد أي فلسطيني يتورط في أزمة داخلية ويعرف الأخ أنور رجا ماذا أعني بذلك..

كليب: سيد عزام الأحمد هل حضرتك توصف لأني قرأت لك العديد من المرات انتقادات للربيع العربي، تقول إنه ليس ربيعاً، هو ربيع او غير ربيع؟

الأحمد: انا رأيي أنه أصبح صيفاً قاحلاً، والأرض جفّت بشكل تام، بسبب أن بداية التحرك في تونس كما سميت ثورة الياسمين فعلاً كانت ربيعاً ولكن سرعان ما خطفت. بدأت تكشف الأمور كيف بدأ التحضير لها. وعندما يتدخل حلف الناتو في ليبيا أو غيرها وعندما تتدخل الولايات المتحدة وتصبح هي وأوروبا وغيرها تريد أن تفصل لنا في هذا البلد أو ذاك شكل النظام أو شكل القانون فهذا ليس ربيعاً وإنما أسوأ من صيف. وسنبقى نحترم كما قلت خيارات أمتنا العربية وشعوبها ومن حقها أن تعيش في ظل الديمقراطية، والرأي والرأي الآخر، وتداول السلطة وقوانين عصرية والقضاء على الفساد والهيمنة والظلم. هذا كله يجب أن يبقى. ولو بقيت هكذا الأمور نقول نعم إنه ربيع. ولكن ماذا يجري الآن وأنتم ترون تحركات شعبية عربية متواصلة من الذين بدأوا وتحولوا الآن إلى معارضة لما هو قائم. إذاً أين هو الربيع؟

كليب: سيد عزام الأحمد لو سمحت لي، طبعاً في الكلام عن الربيع العربي حكي اكثر عن ربيع للإخوان المسلمين لأنهم وصلوا إلى سلطات عديدة في الدول التي حكموها وهذا لا شك أثر على حركة فتح ومنظمة التحرير، لأنه في نهاية الأمر حركة حماس كان لها النصيب الأكبر في الحلفاء في دول الجوار.في الحديث عن المصالحة قلت وأنا أقتبس منك تماماً ما ذكرت أـنه لا يوجد أزمة بيننا وبين حماس واقتراح قطر بعقد قمة لتطبيق المصالحة لا أعرف دوافعه، هو يزيد الأمور تعقيداً ولا مبرر لهذه القمة إطلاقاً. ومصر ترعى هذا الملف ولا نرى عقبات إلا إذا كانت لدى الدوحة معلومات لا نعرفها. وقلت دعوة قطر لعقد قمة عربية مصغرة للمصالحة فيه شيء من الريبة. ما الذي تعنيه في ذلك..

الأحمد: فقط جملة أخيرة قبل الإجابة، علاقاتنا مع الدول العربية كلها جيدة بما فيها مصر، بما فيها تونس بغض النظر عن دور الإخوان المسلمين في هذا البلد أو ذاك البلد. باستمرار نحن على تواصل مع هؤلاء جميعاً. وبالتالي لم نخسر، يا ليت المكانة الفلسطينية تصبح في الدول العربية بالشكل الذي تحدثت عنه. كلا.. جزء من التحرك القائم، كنا نعاير وما زلنا نعير ليس كفتح وإنما كفلسطينيين.. الذين أطلقوا كلمة الربيع العربي في أوروبا والولايات المتحدة واسرائيل كانوا يرددون بجفاء أن القضية الفلسطينية غابت..

كليب: جوابك على موضوع القمة المصغرة في قطر..

الأحمد: نعم، طرح موضوع القمة وأنا أكرر كل الذي قرأته علي، أقول لا يوجد داعي لقمة عربية لا مصغرة ولا موسعة من أجل المصالحة. ولا داع لحوارات جديدة أيضاً بيننا كفلسطينيين إطلاقاً. نحن وقعنا اتفاقاً، ورقة المصالحة المصرية. فتح وقعت عليها قبل بقية الفصائل وقبل حماس بسنة ونصف. وهي حرفياً دون أن يضاف لها فاصلة، حتى شكر الرئيس مبارك كان موجوداً في المقدمة..

كليب: حسناً لماذا شككت بدعوة الدوحة؟

الأحمد: عندنا ورقة مصالحة، أتى إعلان الدوحة مكملاً لورقة المصالحة لحلّ عقدة رئيس الوزراء، جمّدت المصالحة عندما منعت لجنة الإنتخابات من قبل حماس من العمل في غزة في شهر تموز من العام الماضي. استؤنف العمل مرة أخرى بما وقعنا عليه عندما التقى الرئيس أبو مازن مع الأخ خالد مشعل ووفد من حماس في القاهرة يوم 9/1 يناير الماضي قبل شهرين، تم الإتفاق على جدول زمني، ويجري تنفيذ الجدول الزمني بدقة، ولا نقطة اتفقنا عليها جرى تعطيلها، لجنة الحريات تعمل، لجنة المصالحة تعمل، العقدة الرئيسية لجنة الإنتخابات التي تعطلت المصالحة بسببها، عادت وأكملت عملها في غزة، ويوم 10 نيسان الحالي بعد أسبوع ستعلن جدول الناخبين المحدد. في ضوء تسليم هذا الجدول للرئيس أبو مازن..

كليب (مقاطعاً): حسناً

الأحمد: أرجو أن تدعني أوضح الصورة..

كليب: سيد عزام الأحمد أنا ومعك ولكنك تطيل، لا نستطيع أن نطيل كثيراً الشرح لأن هناك على الأقل نقطتين نريد أن نناقشهما معكم..

الأحمد: صدقني لو تركتني كنت انتهيت..

كليب: تفضل

الأحمد: لذلك الأمور تسير بشكل طبيعي، ما الداعي للدعوة لقمة مصغرة؟ لا داعي..

كليب: ما الداعي؟

الأحمد: لا داعي لذلك قلت إذا كانت لدى الأخوة في قطر معلومات لا نعرفها فليبلغونا حتى نقتنع أن هناك مبرراً أم لا. برأينا لا يوجد مبرر لهذه الدعوة.

كليب: قلت إنهم قد يفعلون مع أبو مازن ما فعلوه مع السيد معاذ الخطيب.. صحيح هذا الكلام؟

الأحمد: كلا لم ألفظه إطلاقاً لكن نقل على لسان أحد الناطقين بلسان حماس في غزة، طلب إعادة التبديل، وهذا يعطي إثباتاً على الريبة التي تحدثت عنها وحتى الآن الفكرة القطرية لم تتحول إلى دعوة ولا إلى واقع، إذا طرحت علينا سندرس ما هي الدوافع، ما هو جدول الأعمال؟ من الذي سيحضر؟ أي قمة عربية لا يحضرها عن فلسطين إلا شخص واحد هو رئيس دولة فلسطين فقط وفقط.. إذا كانت الدعوة وفق هذه الأسس ويوجد مبرر لا مانع..

كليب: فقط نتوقف مع إعلان قصير ونعود لنكمل هذه الحلقة وسنرى ما الذي يحصل في مصر أيضاً مع حركة حماس لو سمحت ضيفي الكريم..

(فاصل)
كليب: مرحباً بكم أعزائي المشاهدين مجدداً لمواصلة برنامج لعبة الأمم عبر قناة الميادين في جزئه الأخير. كنا تحدثنا عن العلاقة مع إيران، عن العلاقة مع سورية، في الواقع هذه المواضيع تحتاج لساعات لمناقشتها في العمق. ينضم إلينا رئيس تحرير صحيفة الأهرام المسائي السابق من القاهرة طارق حسن. مساء الخير سيد طارق..

طارق حسن: مساء النور ومرحباً بضيوفك الكرام..

كليب: معنا في الاستديو مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، أريد أن تقول لنا ما هي الأمور التي تلام بشأنها حركة حماس في القاهرة لكي يستطيع أن يجيب عليها؟ هل فعلاً هي تتدخل في شأن داخلي بالسياسة والسلاح؟

حسن: أولاً تحياتي لك ولضيوفك، المسألة متعلقة بمعطيات وحقائق جديدة في المنطقة العربية وداخل مصر، أكثر مما هي متعلقة بلوم هذا الطرف أو ذاك. إننا إزاء معطيات جديدة تراها حماس، يراها التيار الأم الإخوان المسلمون في مصر أو في عموم المنطقة أنه أصبح السيد، وأن هناك فرصة كبيرة الآن لتثبيت دعائم سيادة الإخوان، ليس في مصر وحدها وإنما بالشكل الذي يطابق تفكير الإخوان في أنهم أمة المسلمين.

كليب: حسناً، هذا طبيعي وهذا حق حركة حماس ولكن الآن مصر في الواقع فيها مشاكل عديدة، وتلام حركة حماس. طبعاً نحن نسأل لأن صحيفة الأهرام وبعض الصحف المصرية تحدثت عن هذا الموضوع. أريد أن تختصر لنا سيد طارق، لكي يفهم المشاهد ما الذي جرى، هل هناك تدخل؟ هل من معلومات عن تدخل؟

حسن: حصلت عملية هدم للدولة الوطنية في مصر ومن ثم استبيحت حدود الأمن القومي المصري. لأنه أصبحت هناك نظرات جديدة للأطراف. ما يخص حماس في هذا أنها لا تضع اعتبارات الأمن القومي المصري في مكانتها اللائقة.

كليب: كيف؟

حسن: فيما سبق كانت حماس باستمرار لا تضع مهمات الأمن القومي المصري في اعتباراتها. الآن زادت..

كليب: سيد طارق أعطني أمثلة..

حسن: هناك وقائع معروفة..

كليب: يعني مثلاً؟

حسن: من كسر للحدود وبناء أنفاق ومن رعاية أنفاق وعمليات تهريب ومنها ما هو يختص بالبضائع والسلاح، هذه جملة أشياء لا يتحملها الأمن القومي المصري هذه مسائل واضحة وليست جديدة..

كليب: شكراً لك سيد طارق، فقط سيد أسامة طبعاً الكلام كثير ونحن بحاجة لساعات طويلة لكي ترد على كل ما قيل. الآن هناك مشكلة مع سورية، سورية التي دعمت حركة حماس طويلاً، الآن انتم تركتموها حتى لو كان هناك البعض من حماس لا يزال هناك ولكن أنتم كقيادة تركتم سورية. الآن تتوجه حركة حماس إلى دول لها علاقات مع إسرائيل بنهاية الأمر وتدعم التفاوض، الآن أسئلة كثيرة حول دور حماس بالنسبة لإيران، بالنسبة لحزب الله، بالنسبة لمصر، هل ستفاوض؟ هل ستستمر في القتال؟حضرتك قلت منذ البداية إنها ستستمر بالقتال ولن تفاوض..بالنسبة لمصر، لماذا كل هذه الضجة ضدكم الآن؟

حمدان: فقط دعني أتحدث عن ملاحظتين صغيرتين ومهمتين قبل هذا، فيما يتعلق بالقمة المصغرة..

كليب: أنا سأعطيك فقط دقيقتين لأن الوقت انتهى

حمدان: سأختصر، أولاً نحن لم نكن حاضرين في قمة الدوحة، الذي كان حاضراً هو أبو مازن، رحب بالدعوة أبو مازن، رحب الرئيس المصري، نحن رحبنا بهذه الدعوة بعدهم. لا مانع لدينا من أي جهد عربي يبذل من أجل دعم المصالحة ليس على قاعدة أن هناك مشكلة ولكن كل ما يمكن بذله لدعم المصالحة نرحب به. عندما تتحول المبادرة إلى دعوة رسمية ندعى إليها عند ذلك لكل حادث حديث. الذي يريد أن يحضر ولا يحضر سيكون أمام الشعب الفلسطيني.المسألة الثانية نحن نؤكد، لأنه ورد في المقال الذي قرأته أن حماس هي الحاكم الفعلي في المخيم، نحن لسنا حاكماً فعلياً لأحد، أنا تكلم معي بعض الأخوة في الفصائل لتشكيل قوة مسلحة في المخيمات، فقلت لهم نحن لا زلنا نعتبر أنه طالما النظام موجود فهو المسؤول عن الأمن في المخيمات، وليس المطلوب أن يقوم أحد بالوكالة في حفظ الأمن في المخيمات بالنيابة عنه. ولو كان عندنا مسلحون وتنظيم مسلح لكنا بادرنا للإستجابة لدعوات الفصائل وهذه الإجابة يعرفها كل الفصائل..

كليب: ما زلتم تعترفون بالنظام السوري كنظام..

حمدان: هذا ليس موضوعاً ولم يكن في يوم من الأيام موضوعاً..

كليب: العلاقة مع حزب الله بشكل سريع جيدة؟

حمدان: العلاقة مع حزب الله جيدة، ليس هناك أي تغيير فيها، ما زلنا نلتقي ونتحاور ونفهم بعضنا ونتعاون مع بعضنا. ونرفض أي تشويش على هذه العلاقة. والكل يعرف أننا تاريخياً رفضنا أن نتحدث عن تفاصيل هذه العلاقة من أجل مصلحة المقاومة..

كليب: لا زلت تلتقي السيد حسن نصر الله؟

حمدان: أنا لن أجيب عن هذا السؤال لأنك تعرف أن هذا له علاقة بالموضوع الأمني.كليب: مصر؟

حمدان: الآن في مصر، نحن لنا علاقة جيدة مع مصر والمؤسسة الرسمية في مصر، لا شأن لنا بما يجري في الداخل المصري من صراع سياسي بين القوى السياسية، علاقتنا في مصر مع كل القوى، نحن وبوضوح تعاملنا مع الدولة المصرية وما زلنا نتعامل مع الدولة المصرية. أنا أقول لك ما هو سر الهجوم على حركة حماس. هناك في هذا الهجوم ثلاثة أطراف، طرف مصري يعتبرنا جزءاً من الإخوان في إطار صراعه مع الإخوان يريد أن يندد بنا كجزء من الإخوان. وطرف مرتبط بإسرائيل وبعض الفلسطينيين متورطين في ذلك ويريد أن يحرّض علينا خدمة لإسرائيل. والطرف الثالث طرف يرى أن هناك مسائل تمس واقع مصر، كما قيل منذ مدة، وجد قماش يخص الجيش المصري في الأنفاق وقلنا لا بد أن يحاسب المسؤولون عن ذلك.. أنا أريد أن أقول سطراً واحداً وأختم لأنك تلاحقني، الحلقة كانت عن حماس، وثلثاها لم يكونا عن حماس..

كليب: لم نتحدث سوى عن حماس..

حمدان: أريد أن أختم بسطر أخ سامي، حركة حماس لا تزال حماس التي عرفها الناس وأحبها الناس ووثق بها الناس ودعمها الناس على ذلك، ستظل على هذا حتى تحرر فلسطين كاملة من بحرها إلى نهرها إن شاء الله.

كليب: شكراً جزيلاًـ، على كل حال القلق كبير أيضاً على حماس، الآن إذا ذهبت باتجاه بعض الدول في الواقع وخرجت من ظهر المقاومة الذي كان يدعمها تاريخياً، ماذا لو قامت إسرائيل بحرب ضدها؟

حمدان: سنحصل على دعم، وأنا أعتقد أن الحرب الأخيرة في غزة أثبتت أن الدعم يتسع للقضية ولحماس. وأقول لك سطراً واحداً، نرحب بكل قلق حان وعاطف على القضية الفلسطينية ونرفض أي قلق دافعه التشويه والتجريح وشكراً لك.

كليب: شكراً جزيلاً لك نود أن نختم بصورة للشيخ أحمد ياسين والرئيس الراحل ياسر عرفات (الصورة على الشاشة)، شكراً لحضورك السيد أسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، أشكر أيضاً من دمشق مسؤول الإعلام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أنور رجا، أعدك سيد أنور سيكون معك حوار أطول إن شاء الله قريباً، من رام الله عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد أيضاً أشكر لك جزيل الشكر هذا الحضور، وطارق حسن رئيس تحرير الأهرام المسائي سابقاً.العديد من الرسائل وردتنا عبر الفايسبوك، وردتنا أكثر من 1500 رسالة لهذه الحلقة، في الواقع الكثير من هذه الرسائل سيد أسامة يطرح أسئلة حول مستقبل حماس وكأن القلق بات كبيراً..

حمدان: أنا مستعد لحلقة ثانية..

كليب: ان شاء الله، شكراً لكم أعزائي المشاهدين لمواصلة ومتابعة لعبة الأمم عبر قناة الميادين، إلى اللقاء في الأسبوع المقبل
___________

الاثنين، 17 يونيو 2013

مرسي يغلق السفارة السورية ويدعو إلى حــظر جوي 

    يونيو 17, 2013   No comments

رانيا ربيع العبد, بيسان كساب

القاهرة | «يوم النصرة»، هكذا أطلق الرئيس المصري محمد مرسي، أول من أمس، خلال خطابه في ملعب القاهرة مؤتمر «الأمة المصرية لنصرة الثورة السورية»، الذي نظّمته القوى الإسلامية، وأعلن خلاله دعم مصر «الكامل لنضال الشعب السوري»، فضلاً عن قطع العلاقات مع النظام في سوريا، وإغلاق السفارة السورية في مصر وسحب القائم بالأعمال المصري هناك.
موقف الرئاسة كان مماثلاً لموقف وزارة الأوقاف التي دعا وزيرها طلعت عفيفي، خلال المؤتمر، إلى «الجهاد بالمال والنفس لنصرة أهالي سوريا».
ولم يكتفِ الرئيس المصري بالقرارات السابقة، بل أعلن تدشين حملة للهلال الأحمر المصري ومنظمات المجتمع المدني لإغاثة الجرحى واللاجئين السوريين، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر جوي على سوريا، والمجتمع الدولي إلى عدم السماح بـ«إعادة إنتاج الأنظمة القمعية».
مع ذلك، أكد مرسي رفض بلاده التدخل العسكري والأجنبي لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى أن «مصر تدعم سوريا الموحدة تحت قيادة جديدة منتخبة تمثل كافة أطياف الشعب السوري»، وكاشفاً عن بدئه التشاور مع الدول العربية والإسلامية لعقد مؤتمر قمة طارئ «لنصرة الشعب السوري».

رسالتان وجههما الرئيس في خطابه، الأولى لشعبه يقول فيها «يا شعب مصر أوصيكم بالعائلات السورية خيراً»، والثانية للشعب السوري قال فيها: «أيها الشعب السوري تمسك بالحرية... فليس بديلاً للحرية غير الذلة والمهانة، وأدعوكم إلى توحيد الصف والارتفاع فوق الخلافات الوقتية والتشرذم والتحزب».
وخاطب مرسي حزب الله قائلاً: «على حزب الله أن يترك سوريا. هذا كلام جاد. لا مجال ولا مكان لحزب الله في سوريا». بالمقابل، صرح مصدر عسكري لصحيفة «اليوم السابع» المصرية، بأنّ القوات المسلحة لن ترسل أي قوات لمساندة المعارضة السورية، لافتاً إلى أنّ الجيش له مهمات محددة في حماية الأمن القومي داخلياً وخارجياً، وغير معنيّ على الإطلاق بالأمور الداخلية لدول الجوار.
وأشار المصدر إلى أن الطرح الذي أورده البعض حول الدعوة إلى الجهاد في سوريا عشوائي وغير منطقي، وتنقصه الدراسة والرؤية، ويستهدف في المقام الأول توريط الجيش المصري في مستنقع من الصراعات المسلحة وحرب العصابات، التي تموّلها جهات عديدة، داخل الأراضى السورية.
أحمد مطر، القيادي الإخواني، رأى أنّ خطاب الرئيس بدت عليه «ملامح القوة ومؤشرات القدرة ورسائل الحسم»، حيث أكد «اضطلاع مصر بدورها القائد للأمة العربية والإسلامية بتوجيه الدعوة إلى قمة عربية وبتجاهل واضح واستياء تجاه إيران وبتهديد مفاجئ لحزب الله».
وفي المقابل، صرّح إسلام الكتاتني، الناشط السياسي المُنشق عن جماعة الإخوان المسلمين وابن عم رئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني، بأن قرارات مرسي المناهضة لسوريا قد تدفع إيران إلى فضح دور «الإخوان في الثورة المصرية، وستظهر ما في داخل صندوقها الأسود من معلومات عن اتصالات جرت بين الجماعة وبين حركة حماس الفلسطينية وما تلاها من اقتحامات لسجن وادي النطرون وإخراج القيادات الإخوانية من هناك، وهي المعلومات التي تمتلكها إيران من خلال استخباراتها التي تعمل داخل مصر».
وعلى مستوى ردود فعل التيارات السياسية من الخطاب، أكّد «التيار الشعبي» أنّ «الموقف الذي أعلنه مرسي، والخط العدائي الذي أدخل مصر فيه ضد سوريا، لا يليقان بقيمة مصر ومكانتها ودورها وحجم تأثيرها في محيطها العربي والاقليمي. وقالت القيادية في التيار الشعبي، هبة ياسين، لـ«الأخبار»، إنّ الموقف الرسمي للتيار هو «مناهضة النظام السوري الديكتاتوري، لكن من دون الانحياز إلى طرف غير معروف من قبيل الجيش السوري الحر، الذي يتلقى التمويل والتسليح من أطراف غير معلومة على وجه التحديد، ضد طرف معلوم هو النظام السوري نفسه».
بدوره، أكد حزب الوفد أنه مع قطع العلاقات مع النظام السوري، وهذا ما كان يدعو اليه منذ أكثر من سنة، ولكنّ لديه شكوكاً حقيقية بشأن التوقيت، بحسب ما قال وزير شؤون العلاقات الخارجية في حكومة الوفد الموازية، حسن بدراوي، مضيفاً أنّه يرفض بشدة أيّ تدخل للجيش المصري في الشأن السوري، فيما أصدرت حركة «6 إبريل» بياناً انتقدت فيه بشدة خطاب مرسي، وقالت إنّه متاجرة بدماء الشهداء في سوريا.
كذلك لم يصدر أي موقف موحد من جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم أطياف المعارضة.
________________

 «الأخبار»
_____________________________
مظهر شاهين: مؤتمر دعم سوريا هدفه كسب تأييد أمريكا.. وأول مرة يتم اتخاذ قرار حرب من ستاد كرة

أكد الشيخ مظهر شاهين، خطيب الثورة أن مؤتمر الأمة المصرية لدعم الثورة السورية عليه العديد من الملاحظات، حيث يشعرك كأنك ليست فى مصر، كما أن توقيت الحديث عن الأزمة السورية والتحول غير مفهوم.. فالإخوان المسلمون كعادتهم دائما عندما يتعرضون لأزمة لا يوجدون حلا إلا فى القضايا الدينية وتحويل السياسة إلى الدين.

وقال: إن الرئيس لم يحقق أهداف الثورة المصرية والجماعة أهانت الجيش والشرطة والأزهر الشريف عندما استغلت حادثة التسمم وأهانت الكنيسة والقضاء.

وأضاف شاهين خلال حواره على قناة "صدى البلد" مساء أمس، أنه لا دخل للإسلام أو المسيحية فى خلافات النظام والمعارضة ولكن كعادة الإخوان، يعتبرون الهجوم عليهم هجوما على الإسلام، ويحولون المعركة إلى معركة بين الإسلام والكفر وفتح باب الجهاد فى سوريا الهدف منه جواز الجهاد المسلح ضد المعارضة وقمعها باعتبارها من الكفار.

المقال....

الأربعاء، 5 يونيو 2013

القيادات العسكرية لحماس رفضت اتهامات الشيخ القرضاوي لحزب الله

    يونيو 05, 2013   No comments
وليد عوض وسعد الياس
 
كتائب القسام' تتمسك بالتحالف مع نصر الله وايران وتبرق لمشعل: تحرير فلسطين يأتي بالسلاح وليس بالمال


علمت ‘القدس العربي’ من مصادر مطلعة جدا في حركة حماس الثلاثاء بأن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة حسمت موقفها باتجاه الانحياز لصالح استمرار التحالف مع حزب الله اللبناني وايران، كطريق لتحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي بقوة السلاح بعد ان فشل المال العربي بتحرير اي شبر من الاراضي العربية المحتلة.

وعبرت القيادة العسكرية لحماس بدعم من قيادات ذات الوزن الثقيل في غزة عن رفضها للاتهامات التي وجهها الشيخ يوسف القرضاوي للمقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله بخطبة صلاة الجمعة الماضية والتي القاها بالدوحة بحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة.

ووفق المصادر فإن قيادة كتائب القسام عبرت في رسالة وجهتها للمكتب السياسي للحركة عن تمسكها بالتحالف القائم مع حزب الله اللبناني ، كإطار مقاومة على الجهة الشمالية من فلسطين التاريخية.

وجاء في الرسالة التي وجهت لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة في الخارج يوم الاثنين الماضي بان ‘تحرير فلسطين يأتي بالسلاح وليس بالمال’
واشارت المصادر الى أن قيادات من الوزن الثقيل للحركة في قطاع غزة مثل الدكتور محمود الزهار تساند الموقف الذي اتخذته القيادة العسكرية لحماس بالانحياز لصالح استمرار تحالف الحركة مع حزب الله وايران.

والمحت المصادر الى ان وفدا من حماس يزور ايران حاليا يضم مروان عيسى قائد كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح للحركة في اطار تعزيز التحالف القائم منذ سنوات طويلة ما بين الحركة وجناحها العسكري من جهة وطهران من جهة اخرى.
واوضحت المصادر بان رسالة القسام التي ابرق بها الاثنين الماضي لمشعل وباقي اعضاء المكتب السياسي للحركة طالبت بتجنيب الحركة من الوصول لمرحلة الاختيار ما بين قطر وايران، لان الاختيار سيكون لصالح المقاومة في اي مكان كانت، وذلك في اشارة الى انه سيتم اختيار ايران في نهاية الامر كداعم للمقاومة.

وحسب المصادر فإن رسالة القسام شددت على ان صمود المقاومة وتمكنها من اطلاق صواريخ الى داخل عمق اسرائيل في الحرب الاخيرة التي شنت على قطاع غزة كانت بفضل التحالف مع ايران وحزب الله اللبناني، وليس بفضل المال العربي.

جاء ذلك فيما ذكرت صحيفة ‘المستقبل’ أنه ‘بعد نحو عامين على قرارها مغادرة دمشق وجدت ‘حركة حماس′ نفسها أمام قرار مشابه يبدو أنها اتخذته مؤخراً: مغادرة الضاحية الجنوبية لبيروت أو على الأقل مغادرة جزء كبير من قياداتها، وذلك بعدما ضيّق حزب الله الخناق على حركة هذه القيادات، وزاد من مراقبة تنقلاتهم، ورفع من منسوب انتقاداته لسياسة الحركة، ‘التي لم تحفظ جميل من وقف إلى جانبها’، وفق ما يروج الحزب.

 ___________
عن "القدس العربي"

الأربعاء، 24 أبريل 2013

لا اجماع حمساوياً على مشعل: جناح غزة اشترط مغادرته الدوحة ورَفَض القناة القطرية للمصالحة

    أبريل 24, 2013   No comments
إيلي شلهوب 
 
قياديون حمساويون يتساءلون: ماذا جنت يداك يا خالد مشعل؟ (أحمد جادالله - رويترز)
تعيش حركة «حماس» هذه الفترة أياماً عصيبة. تعاني عوارض انفصام في الشخصية. صراع مصالح وهوية وانتماء. تتلاطمها أمواج «الإخوان» السياسية وضغوط قطر المالية وطموحات شخصية صغيرة وفوقها كلها تعب السنين. يتناتشها حنين إلى ماض عزيز وتثقلها عقيدة مقاومة تعوق حراكها خارج المسار. صراع ينعكس تنظيمياً حدة في المواجهة بين تيار مستسلم لنزعات التيار الأخواني في المنطقة ومآربه السياسية، وآخر عصبه غزّاوي رموزه من الصقور الذين يخوضون معركة تثبيت خيار المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، كل فلسطين. مواجهة بلغت بعض الأحيان حد التجريح الشخصي، وتساؤلات من نوع: ماذا جنت يداك يا خالد مشعل؟

النيران تستعر تحت رماد التوافق الظاهر داخل «حماس». في العلن، تبدو الحركة حريصة على ألا يصدر عنها أي مؤشر إلى خلافات ربما تكون الأعمق بين أجنحتها منذ تأسيسها. أما في الغرف المغلقة، فالسائد ليس أقل من عواصف سياسية، لا تزال حتى اليوم تحت السيطرة، وإن كان المستقبل يحفل بالمجهول.
الجلسة الشهيرة للتجديد لخالد مشعل على رأس المكتب السياسي في الرابع من نيسان الحالي في القاهرة، ربما تكون خير مصداق لما سلف. الإعلان الرسمي الذي صدر عن الحركة تحدث عن «إجماع» على أبو الوليد، الذي «انسحب كل من اسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق لصالحه».

التحليلات التي بنيت على ذلك، تحدثت عن أن مشعل اشترط منذ البداية أنه لن يخوض تجربة كهذه انتخابياً، وأنه يرفض الولاية الجديدة ما لم تأت مكللة بالتوافق. بل ذهب البعض إلى حد التأصيل لهذا الحدث بدءاً من «الربيع العربي» وهيمنة «الإخوان» فيه واعتمادهم مبدأ «التمكين» لترسيخ حكمهم، ولو كان الثمن فلسطين. بعض آخر استنتج أن ما عزز فرص عودة مشعل بصفته «الرجل القوي» في حماس أنه مرن مع محمود عباس، ما يفتح الباب أمام المصالحة الفلسطينية، كما أنه يعطي أبو مازن الضوء الأخضر لمفاوضة الاحتلال، أو على الأقل لا يعارضه. وصوّر المشهد وكأن «حماس» تقف صفاً واحداً في هذا التوجه.
مصادر قيادية في «حماس» شاركت في جلسات انتخاب أعضاء المكتب السياسي الجديد، تكشف عن مشهد مغاير. تؤكد أن الجلسة كانت عاصفة، بلغ مستوى التوتر فيها ذروته، ووصل تبادل الاتهامات حد كيل الشتائم. تنفي المصادر نفياً قاطعاً حصول أي توافق على مشعل. تقول «صحيح أن مشعل أعاد طلبه عدم حصول انتخاب. لكن فريقاً وازناً رفض الإذعان لرغباته، بحجة أن النظام الداخلي للحركة ينص على وجوب الاقتراع في حال وجود أكثر من مرشح». وتضيف أنه «في الجولة الأولى، حصل الاقتراع على مشعل واسماعيل هنية وموسى ابو مرزوق، ففاز الأولان بالعدد الأكبر من أصوات مجلس الشورى المؤلف من 60 عضواً. عندها حُصرت المنافسة بين هنية ومشعل الذي فاز بفارق سبعة أصوات».
وتؤكد المصادر أن «جلسة الانتخاب هذه كان ستتفجر لولا تدخل (زعيم حركة النهضة التونسية راشد) الغنوشي و(المرشد العام للأخوان محمد) بديع و(الداعية الإسلامي يوسف) القرضاوي». وتضيف أن هذا التدخل لم يحل دون شن تيار الصقور في غزة هجوماً عنيفاً على مشعل، انطلاقاً من محورين: الأول عبر التأكيد له أن ما كان يقولوه حول أن إقامته في دمشق تحرجه، فـالآن «عليك أن تفهم أن إقامتك في الدوحة تحرجنا، وعليك أن تتدبر أمر انتقالك إلى مكان آخر في أسرع وقت ممكن». أما الثاني فاحتجاج شديد اللهجة على توريط مشعل للحركة في مسار المصالحة عبر القناة القطرية التي تُرجمت في القمة العربية الأخيرة في الدوحة دعوة إلى قمة عربية مصغرة في مصر لتحريك هذا الملف. ويرى أنصار هذا الطرح أن قطر «ليست سوى أداة إقليمية تمتلك ما يكفي من المال والماكيافيللية لتكون أداة تنفيذ المشروع الأميركي الذي يرمي إلى تقويض المقاومة». وكان لافتاً أن هذا التيار أبى إلا أن يُسجل في محضر الجلسة هذين الاحتجاجين، مع النص على «مهلة» لم تحدد زمنياً لأبو الوليد لمغادرة الدوحة. وتكشف هذه المصادر عن أن تيار الصقور المتمسك بالمقاومة وبالبقاء جزءاً أساسياً من محور المقاومة، نجح في تحقيق أمرين: الأول، إيصال أربعة من فريقه الأكثر تصلباً، هم عماد العَلمي وخليل الحيّة ويحيى السنوار وروحي مشتهى، إلى المكتب السياسي، ومعهم العضو الجديد أيضاً عن غزة نزار عوض الله. أما الثاني، فالنجاح في إقصاء مجموعة من فريق مشعل عنه، في مقدمهم عزت الرشق وأسامة حمدان.
وكان لافتاً الموقف الذي اتخذه محمود الزهار في اجتماع انتخاب أعضاء المكتب السياسي. فبعدما فشل في أن يكون أحد الأعضاء الثلاثة الذين ينتخبهم مجلس إقليم غزة منفرداً، أعلن رفضه أن يكون من الثلاثة الباقين الذين يتم اختيارهم بالتوافق مع رئيس المكتب السياسي لأنه «لا يريد أن يكون لمشعل أي دور في وصوله إلى المكتب السياسي»، على ما تفيد المصادر نفسها.
وفي حديثها عن موسى ابو مرزوق، الذي كان من أوائل من غادر دمشق إلى القاهرة للإقامة، ترى المصادر أنه «يمكن تصنيفه في منطقة وسط بين مشعل وبين هنية». وتضيف «لا شك في أنه مصري الهوى، لكنه لم يبتعد بنفس قدر مشعل». وأشارت إلى أن أبو مرزوق، على سبيل المثال، قام بزيارة معلنة إلى طهران في الخامس من الشهر الماضي، التقى خلالها الرئيس محمود أحمدي نجاد وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي ووزير الخارجية علي أكبر صالحي ورئيس البرلمان علي لاريجاني. وكان لافتاً أن زيارة أبو مرزوق تزامنت مع زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى طهران، لكن المعنيين في إيران يؤكدون أنهما لم يلتقيا، وإن كشفوا أن «القيادي الفلسطيني طلب من السلطات الإيرانية أداء دور في خفض التوتر الذي يشوب علاقته بالنظام السوري». كما كان لافتاً تشديد أبو مرزوق، من طهران، على أن «الانتصار الذي حققته المقاومة الإسلامية الأخير في غزة على الكيان الصهيوني أكد لجميع الفلسطينيين أن المقاومة هي السبيل الوحيد للنصر على الصهاينة وتحرير الأراضي المحتلة، وأن حرب الـ8 أيام وضعت الشعب الفلسطيني على مسار الانتصارات»، مضيفاً «نشعر بأن الوقت قد حان لقطف ثمار مسيرة الجهاد التي بذلتها المقاومة وعلينا أن نضاعف جهودنا في سبيل إيجاد الوحدة بين المسلمين».
يشار في هذا الصدد إلى أن زيارة طهران كانت أخيراً محور خلاف بين قادة «حماس». ففي وقت وافق فيه هنية على دعوة إيران إلى حضور قمة عدم الانحياز، طالبه مشعل وقتها برفضها. لكن هذه الزيارة لم تتم بسبب ضغوط مورست على طهران، هدد فيها الرئيس محمود عباس بمقاطعة القمة في حال حضرها هنية الذي سبق أن زار الجمهورية الإسلامية في ذكرى الثورة في شباط 2012.

المكتب السياسي يوزع الحقائب

عقد المكتب السياسي لحركة «حماس» نهاية الاسبوع الماضي أول اجتماعاته في الدوحة حيث جرى توزيع المسؤوليات بين أعضائه. وسُربت معلومات أنه على الرغم من أن محمود الزهار وعزت الرشق لم يفوزا بعضوية المجلس، إلا أنه جرى خلال تلك الاجتماعات التي بدأ الخميس وانتهت مساء السبت، إعادتهما إلى موقعهما في محاولة على ما يبدو لخفض حدة الخلافات داخل الحركة. ويتألف المكتب السياسي لحركة حماس من 18 عضواً، ستة عن كل من مجالس شورى الأقاليم الثلاثة، غزة والضفة والخارج. وبحسب النظام الداخلي للحركة، فإن مجلس شورى كل أقليم ينتخب ثلاثة أعضاء للمكتب السياسي. بعدها يلتئم مجلس شورى الحركة، الذي يتألف من مجلس الأقاليم الثلاثة بما يشكل مجموعه 60 عضواً، ويُنتخب رئيس ونائب رئيس للمكتب السياسي، من بين مجموعة مرشحين، يتقدمون بناءً على طلبهم أو بناء على ترشيح أعضاء آخرين من مجلس الشورى.
وفي المرحلة الثالثة، يتم انتخاب الأعضاء الثلاثة الآخرين عن كل إقليم بالتوافق مع رئيس المكتب السياسي الجديد، بمعنى أن يسميهم مجلس الإقليم ويوافق عليهم رئيس المكتب السياسي أو العكس. أما ولاية المكتب السياسي فتمتد على أربع سنوات.

ابحث عن مقالات مثل التي قرأت

Advertise Here

المقالات الأكثر قراءة

_____________________________________________________
حقوق التأليف والنشر © مراجعات. جميع الحقوق محفوظة.